بسم الله الرحمن الرحیم

أمیر المؤمنین صلوات اللّه علیه



هم فاطمة و

أمير المؤمنين علیه السلام---فهرست


غسل ونماز بر پيامبر (ص)

السيرة النبوية - ابن كثير - (4/ 528)

وهذا الصنيع، وهو صلاتهم عليه فرادى لم يؤمهم أحد عليه، أمر مجمع عليه لا خلاف فيه.

وقد اختلف في تعليله.

فلو صح الحديث الذى أوردناه عن ابن مسعود لكان نصا في ذلك، ويكون من باب التعبد الذى يعسر تعقل معناه (1).

وليس لاحد أن يقول: لانه لم يكن لهم إمام، لانا قد قدمنا أنهم إنما شرعوا في تجهيزه عليه السلام بعد تمام بيعة

أبى بكر رضى الله عنه وأرضاه.

البداية والنهاية - ابن كثير (5/ 286):

وهذا الصنيع، وهو صلاتهم عليه فرادى لم يؤمهم أحد عليه أمر مجمع عليه لا خلاف فيه، وقد اختلف في تعليله.

فلو صح الحديث الذي أوردناه عن ابن مسعود لكان نصا في ذلك، ويكون من باب التعبد الذي يعسر تعقل معناه.

وليس لاحد أن يقول لانه لم يكن لهم إمام، لانا قد قدمنا أنهم إنما شرعوا في تجهيزه عليه السلام بعد تمام بيعة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، وقد قال بعض العلماء إنما لم يؤمهم أحد ليباشر كل واحد من الناس الصلاة عليه منه إليه، ولتكرر صلاة المسلمين عليه مرة بعد مرة من كل فرد فرد من آحاد الصحابة رجالهم ونساءهم وصبيانهم حتى العبيد

والاماء.

وأما السهيلي فقال ما حاصله: إن الله قد أخبر أنه وملائكته يصلون عليه، وأمر كل واحد من المؤمنين أن يباشر الصلاة عليه منه إليه، والصلاة عليه بعد موته من هذا القبيل.

قال وأيضا: فإن الملائكة لنا في ذلك أئمة.

فالله أعلم.

وقد اختلف المتأخرون من أصحاب الشافعي في مشروعية الصلاة على قبره لغير الصحابة.

فقيل نعم! لان جسده عليه السلام طري في قبره لان الله قد حرم على الارض أن تأكل أجساد الانبياء كما ورد بذلك الحديث في السنن وغيرها فهو كالميت اليوم، وقال آخرون: لا يفعل لان السلف ممن بعد الصحابة لم يفعلوه، ولو كان مشروعا لبادروا إليه ولثابروا عليه.

والله أعلم.

السيرة النبوية - ابن كثير - (4/ 520)

قال البيهقى: وروى أبو عمرو كيسان، عن يزيد بن بلال، سمعت عليا يقول: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيرى، فإنه لا يرى أحد عورتى إلا طمست عيناه.

قال على: فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر.

قال على: فما تناولت عضوا إلا كأنه يقلبه معى ثلاثون رجلا، حتى فرغت من غسله.

وقد أسند هذا الحديث الحافظ أبو بكر البزار في مسنده، فقال: حدثنا محمد بن عبدالرحيم، حدثنا عبد الصمد بن النعمان، حدثنا كيسان أبو عمرو، عن يزيد بن بلال، قال: قال على بن أبى طالب: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم ألا يغسله أحد غيرى، فإنه لا يرى أحد عورتى إلا طمست عيناه.

قال على: فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر.

قلت: وهذا غريب جدا.

البداية والنهاية - ابن كثير (5/ 281):

قلت: وقد روى بعض أهل السنن عن علي بن أبي طالب.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " يا علي لا تبد فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت ".

وهذا فيه إشعار بأمره له في حق نفسه.

والله أعلم.

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا ضمرة (1) ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب.

قال قال علي غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا صلى الله عليه وسلم.

وقد رواه أبو داود في المراسيل وابن ماجه من حديث معمر به، زاد البيهقي في روايته قال سعيد بن المسيب: وقد ولي دفنه عليه السلام أربعة علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحدوا له لحدا ونصبوا عليه اللبن نصبا.

وقد روى نحو هذا عن جماعة من التابعين منهم عامر الشعبي، ومحمد بن قيس وعبد الله بن الحارث وغيرهم بألفاظ مختلفة يطول بسطها ها هنا.

وقال البيهقي: وروى أبو عمرو بن كيسان، عن يزيد بن بلال سمعت عليا يقول: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري.

فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه.

قال علي: فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر.

قال علي: فما تناولت عضوا إلا كأنه يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله (2).

وقد اسند هذا الحديث الحافظ أبو بكر البزار في مسنده.

فقال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا عبد الصمد بن النعمان، ثنا كيسان أبو عمرو عن يزيد بن بلال.

قال: قال علي بن أبي طالب: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه.

قال علي: فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر.

قلت: هذا غريب جدا.

وقال البيهقي: أنبأنا محمد بن موسى بن الفضل، ثنا أبو العباس الاصم، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص (3) عن سفيان، عن عبد الملك بن جريج: سعمت محمد بن علي - أبا جعفر - قال: غسل النبي صلى الله عليه وسلم بالسدر ثلاثا، وغسل وعليه قميص، وغسل من بئر كان يقال لها الغرس (4) بقباء كانت لسعد بن خيثمة، وكان رسول الله يشرب منها، وولي غسله علي والفضل يحتضنه، والعباس يصب الماء، فجعل الفضل يقول ارحني قطعت وتيني إني لاجد شيئا يترطل علي.

وقال الواقدي: ثنا عاصم بن عبد الله الحكمي، عن عمر بن عبد الحكم.

قال المزي في تهذيب الكمال:

(فق): يزيد بن بلال بن الحارث الفزارى، مولى كيسان أبى عمر القصار من فوق. اهـ.

وقال المزى:

قال البخارى: فيه نظر.

روى له ابن ماجة فى " التفسير ". اهـ.

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11/ 316:

وقال ابن حبان: لا يحتج به.

قال الأزدى: منكر الحديث. اهـ.

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

قال المزي في تهذيب الكمال:

(فق): كيسان، أبو عمر القصار مولى يزيد بن بلال بن الحارث الفزارى. اهـ.

وقال المزى:

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت يحيى بن معين عن كيسان أبى عمر، فقال: ضعيف الحديث.

وذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات ".

روى له ابن ماجة فى " التفسير ". اهـ.

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 8/ 454:

ونقل العقيلى، عن عبد الله بن أحمد، قال: سألت أبى عنه، فقال: ضعيف الحديث.

وقال نعيم بن حماد فى كتاب " الفتن ": حدثنا يحيى بن يمان، حدثنا كيسان القصار، وكان ثقة.

وقال الساجى: ضعيف.

وقال الدارقطنى: ليس بالقوى. اهـ.

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

تاريخ الطبري، ج 3، ص: 192

سنه 11 آواكم الله! حفظكم الله! رفعكم الله! نفعكم الله! وفقكم الله! نصركم الله! سلمكم الله! رحمكم الله! قبلكم الله! اوصيكم بتقوى الله، واوصى الله بكم، واستخلفه عليكم، واؤديكم اليه، انى لكم نذير وبشير، لا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فانه قال لي ولكم: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبه للمتقين» وقال: «اليس في جهنم مثوى للمتكبرين» فقلنا: متى اجلك؟ قال:

قد دنا الفراق، والمنقلب الى الله، والى سدره المنتهى قلنا: فمن يغسلك يا نبى الله؟ قال: اهلى الأدنى فالأدنى، قلنا: ففيم نكفنك يا نبى الله؟

قال: في ثيابي هذه ان شئتم، او في بياض مصر، او حله يمانيه، قلنا:

فمن يصلى عليك يا نبى الله؟ قال: مهلا غفر الله لكم، وجزاكم عن نبيكم خيرا! فبكينا وبكى النبي ص، وقال: إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتى هذا، على شفير قبرى، ثم اخرجوا عنى ساعه، فان أول من يصلى على جليسي وخليلى جبريل، ثم ميكائيل، ثم اسرافيل، ثم ملك الموت مع جنود كثيره من الملائكة بأجمعها، ثم ادخلوا على فوجا فوجا، فصلوا على وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكيه ولا برنه ولا صيحه، وليبدأ بالصلاة على رجال اهل بيتى، ثم نساؤهم، ثم أنتم بعد اقرئوا انفسكم منى السلام، فانى اشهدكم انى قد سلمت على من بايعنى على ديني من اليوم الى يوم القيامه قلنا: فمن يدخلك في قبرك يا نبى الله؟

قال: اهلى مع ملائكة كثيرين يرونكم من حيث لا ترونهم حدثنا احمد بن حماد الدولابي، قال:

تاريخ ابن خلدون، ج 2، ص: 484

مرضه صلى الله وسلم عليه:

أوّل ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أنّ الله نعى إليه نفسه بقوله إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخر السورة، ........ ثم سألوه عن مغسله، فقال: الأدنون من أهلي، وسألوه عن الكفن، فقال: في ثيابي هذه؟ أو ثياب مصر أو حلّة يمانية. وسألوه عن الصلاة عليه، فقال: ضعوني على سريري في بيتي على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة حتى تصلي عليّ الملائكة ثم ادخلوا فوجا بعد فوج فصلوا وليبدأ رجال أهلي ثم نساؤهم. .......... وبينما هم كذلك إذا جاء رجل يسعى بخبر الأنصار أنهم اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة يبايعون سعد بن عبادة ويقولون منا أمير ومن قريش أمير، فانطلق أبو بكر وعمر وجماعة المهاجرين إليهم، وأقام عليّ والعبّاس وابناه الفضل وقثم وأسامة بن زيد يتولون تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغسله عليّ مسندة إلى ظهره والعباس وابناه يقلبونه معه وأسامة وشقران يصبان الماء وعلي يدلك من وراء القميص

تاريخ ابن خلدون/ترجمه متن، ج 1، ص: 468

بيمارى پيامبر

نخستين نشانه هائى كه بر او آشكار شد، نزول سوره إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ 110: 1 بود. كه از پايان عمر او خبر مى داد. .............. سپس پرسيدند كه چهـ كسى او را غسل دهد. گفت: نزديكترين كسانم. و پرسيدند در چهـ چيز او را كفن كنند، گفت: در اين جامه ام يا در پارچهـ سفيد مصرى يا حله يمنى. و پرسيدند كه چهـ كسى بر او نماز بخواند، گفت: مرا بر تختم در خانه ام بر كنار قبرم بگذاريد سپس لحظه اى مرا تنها بگذاريد كه فرشتگان نماز بخوانند، سپس دسته دسته داخل شويد ونماز بخوانيد اول مردان اهل بيتم سپس زنان آنان، آنگاه ديگران. و پرسيدند چهـ كسى او را در قبر نهد. گفت: اهل بيتم. سپس گفت: مركب وكاغذى بدهيد تا برايتان نامه اى بنويسم كه پس از من گمراه نشويد. بعضى از آنان گفتند: پيامبر سخنش مفهوم نيست. وبعضى گفتند: آيا سخنش نامفهوم شده؟ از او بپرسيد. آنگاه برخاستند وهر چهـ خواسته بود آوردند، ولى او گفت: مرا واگذاريد اين حال كه هستم مرا بهتر است از آنچهـ مرا بدان مى خوانيد. .............. در اين حال مردى دوان دوان بيامد وخبر داد كه انصار در سقيفه بنى ساعده گرد آمده اند تا با سعد بن عباده بيعت كنند. ومى گويند از ما اميرى واز قريش اميرى. پس ابو بكر وعمر وجماعتى از مهاجرين بدانجا رفتند. وعلى وعباس و پسران او فضل وقثم واسامة بن زيد به تجهيز رسول خدا (ص) پرداختند. على او را به بر گرفت وعباس و پسرانش او را مى گردانيدند واسامه وشقران آب مى ريختند

مسند أحمد ط الرسالة (4/ 404):

2661 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير بن حازم، عن محمد يعني ابن إسحاق، عن حسين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان بالمدينة رجلان يحفران القبور: أبو عبيدة بن الجراح يحفر لأهل مكة، وأبو طلحة يحفر للأنصار ويلحد لهم، قال: " فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث العباس رجلين إليهما، فقال: اللهم خر لنبيك. فوجدوا أبا طلحة، ولم يجدوا أبا عبيدة، فحفر له ولحد " (1)

--------

= وأخرجه الطبراني (11994) من طريق سعيد بن سليمان النشيطي، والحاكم 2/ 218 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وانظر (1944).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين -وهو ابن عبد الله بن عبيد الله بن العباس-، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند غير المصنف وعنده فيما تقدم برقم (39).

وهو في "سيرة ابن هشام" 4/ 313 - 314 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو يعلى (22)، والطبري في "تاريخه" 3/ 213، والبيهقي في "السنن" 3/ 407 - 408، وفي "الدلائل" 7/ 252. والحديث عند أبي يعلى مطول.

وأخرجه مطولا ابن ماجه (1628) من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه جرير بن حازم، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 298 عن محمد بن عمر الواقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وهذا سند ضعيف.

وأخرج البزار (855 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2518)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 47، وابن حبان (6633) من طريق زياد بن خيثمة، عن إسماعيل السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: دخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم العباس وعلي والفضل، وسوى لحده رجل من الأنصار .... وانظر (2357). == وله شاهد من حديث أبي طلحة نفسه عند ابن سعد 2/ 298، ورجاله رجال الصحيح غير الواقدي شيخ ابن سعد فيه، وفيه كلام.

وثان من حديث أنس بن مالك سيأتي في "المسند" 3/ 139، وحسن إسناده الحافظ في "التلخيص" 2/ 128.

وثالث من حديث عائشة ينجبر بالشواهد عند ابن سعد 2/ 295، وابن ماجه (1558).

ورابع من حديث عروة بن الزبير مرسلا عند مالك في "الموطأ" 1/ 231، ورجاله ثقات. ووصله ابن سعد 2/ 295 عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وله شواهد أخرى مرسلة عند ابن سعد 2/ 295 - 298.

أبو عبيدة بن الجراح: هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري المكي، أحد السابقين الأولين، ومن عزم الصديق على توليته الخلافة، وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وسماه أمين الأمة، ومناقبه شهيرة جمة، توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. "السير" 1/ 5 - 23.

وأبو طلحة: هو زيد بن سهل الخزرجي النجاري الأنصاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بني أخواله، وأحد أعيان البدريين، وأحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة، وهو الذي

قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة"، ومناقبه كثيرة، توفي سنة أربع وثلاثين على الأرجح. "السير" 2/ 27 - 34.

مسند أحمد ط الرسالة (4/ 186):

2357 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: " لما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس في البيت إلا أهله: عمه العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وصالح مولاه، فلما اجتمعوا لغسله (2) نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري، ثم أحد بني عوف بن الخزرج، وكان بدريا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقال له: يا علي، نشدتك الله، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له علي: ادخل، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يل من غسله شيئا، قال: فأسنده إلى صدره، وعليه قميصه، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب، وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء، وجعل علي يغسله، ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يراه من الميت، وهو يقول: بأبي وأمي، ما أطيبك حيا وميتا حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يغسل بالماء والسدر، جففوه، ثم صنع به ما يصنع بالميت، ثم أدرج في ثلاثة أثواب: ثوبين أبيضين، وبرد حبرة، ثم دعا العباس رجلين فقال: ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدة بن الجراح، وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة، وليذهب الآخر إلى أبي طلحة بن سهل الأنصاري، وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة، قال: ثم قال العباس لهما حين سرحهما: اللهم خر لرسولك، قال: فذهبا، فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم " (1)

--------

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب- الهاشمي المدني.

وأخرجه الطبري في "تاريخه" 3/ 211 - 212 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر وحسين (تحرف في الطبري إلى كثير) بن عبد الله وغيرهما من أصحابه، عمن يحدثه، عن عبد الله بن عباس أن علي بن أبي طالب، والعباس ... فذكره بنحوه إلى قوله: "ما أطيبك حيا وميتا"، وهو في "السيرة" لابن هشام 4/ 312 - 313، عن ابن إسحاق، به، إلا أنه لم يذكر قوله: "عمن يحدثه عن عبد الله بن عباس". == وأخرجه بأخصر مما هنا الطبراني (629) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس بقصة غسل النبي صلى الله عليه وسلم. وفي يزيد بن أبي زياد ضعف.

وأخرج قصة الغسل ابن سعد 2/ 280 عن مالك بن إسماعيل النهدي، عن مسعود بن سعد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث أن عليا لما قبض النبي قام فأرتج الباب.

وأخرج ابن سعد 2/ 277، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 243 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، وكان علي يغسله ويقول: بأبي أنت وأمي، طبت ميتا وحيا.

وأخرج ابن سعد 2/ 277 - 278 من طريق المغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس وعلي والفضل، والعباس يسترهم.

وأخرج أيضا 2/ 278 من مرسل الزهري نحوه وزاد: وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وله شواهد أخرى مرسلة عنده انظرها فيه 2/ 277 - 280.

وقصة تكفينه في ثوبين أبيضين وبرد حبرة لها شواهد مرسلة عند ابن سعد 2/ 284 - 285، لكنها مخالفة لما ثبت في الصحيح عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، تقدم الكلام عليها عند الحديث رقم (2284) من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.

والقسم الثالث من الحديث وهو قصة حفر قبره صلى الله عليه وسلم تقدم برقم (39)، وسيأتي برقم

(2661)، وهو صحيح بشواهده.

وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الملقب بشقران، وصالح اسمه.

وقوله: "برد حبرة" هو بكسر الحاء وفتح الباء: برد مخطط، وهو بالإضافة أو التوصيف. ويضرح، بضاد معجمة وراء وحاء مهملتين من ضرح للميت كمنع: حفر له ضريحا، والضريح: القبر أو الشق، والثاني هو المراد هاهنا للمقابلة. قاله السندي.

البداية والنهاية - ابن كثير (5/ 280):

صفة غسله عليه السلام قد قدمنا أنهم رضي الله عنهم اشتغلوا ببيعة الصديق بقية يوم الاثنين وبعض يوم الثلاثاء فلما تمهدت وتوطدت وتمت شرعوا بعد ذلك في تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتدين في كل ما أشكل عليهم بأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

قال ابن إسحاق: فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء وقد تقدم من حديث ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن

عائشة: أن رسول الله توفي يوم الاثنين ودفن ليلة الاربعاء.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو معاوية، ثنا أبو بردة، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة عن أبيه.

قال: لما أخذوا في غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداهم مناد من الداخل أن لا تجردوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه.

ورواه ابن ماجه من حديث أبي معاوية عن أبي بردة - واسمه عمرو بن يزيد التميمي كوفي.

وقال محمد بن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، سمعت عائشة تقول: لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه، كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم أحد إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو، أن غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميص يصبون الماء فوق القميص فيدلكونه بالقميص دون أيديهم.

فكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه (1).

رواه أبو داود من حديث ابن إسحاق.

وقال الامام أحمد، حدثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق: حدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة عن ابن عباس.

قال: اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في البيت إلا أهله، عمه العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب، والفضل بن عباس وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد بن حارثة وصالح مولاه.

فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الناس أوس بن خولي الانصاري أحد بني عوف بن الخزرج - وكان بدريا - علي بن أبي طالب.

فقال: يا علي ننشدك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال له علي: أدخل فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يل من غسله شيئا، فأسنده علي إلى صدره وعليه قميصه، وكان العباس وفضل وقثم يقلبونه مع علي.

وكان أسامة بن زيد وصالح مولاه هما يصبان الماء، وجعل علي يغسله ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما يرى من الميت.

وهو يقول: بأبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا، حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله، - وكان يغسل بالماء والسدر - جففوه ثم صنع به ما يصنع بالميت.

ثم أدرج في ثلاثة أثواب ثوبين أبيضين وبرد حبرة، قال ثم دعا العباس رجلين.

فقال: ليذهب أحدكما إلى أبي

عبيدة بن الجراح - وكان أبو عبيدة يضرح لاهل مكة.

وليذهب الآخر إلى أبي طلحة بن سهل الانصاري - وكان أبو طلحة يلحد لاهل المدينة.

قال: ثم قال العباس حين سرحهما: اللهم خر لرسولك! قال فذهبا فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم انفرد به أحمد (2).

وقال يونس بن بكير: عن المنذر بن ثعلبة، عن الصلت عن العلباء بن أحمر قال: كان علي والفضل يغسلان رسول الله.

فنودي علي أرفع طرفك إلى السماء وهذا منقطع.

قلت: وقد روى بعض أهل السنن عن علي بن أبي طالب.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " يا علي لا تبد فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت ".

وهذا فيه إشعار بأمره له في حق نفسه.

والله أعلم.

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا ضمرة (1) ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب.

قال قال علي غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا صلى الله عليه وسلم.

وقد رواه أبو داود في المراسيل وابن ماجه من حديث معمر به، زاد البيهقي في روايته قال سعيد بن المسيب: وقد ولي دفنه عليه السلام أربعة علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحدوا له لحدا ونصبوا عليه اللبن نصبا.

وقد روى نحو هذا عن جماعة من التابعين منهم عامر الشعبي، ومحمد بن قيس وعبد الله بن الحارث وغيرهم بألفاظ مختلفة يطول بسطها ها هنا.

وقال البيهقي: وروى أبو عمرو بن كيسان، عن يزيد بن بلال سمعت عليا يقول: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري.

فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه.

قال علي: فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر.

قال علي: فما تناولت عضوا إلا كأنه يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله (2).

وقد اسند هذا الحديث الحافظ أبو بكر البزار في مسنده.

فقال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا عبد الصمد بن النعمان، ثنا كيسان أبو عمرو عن يزيد بن بلال.

قال: قال علي بن أبي طالب: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه.

قال علي: فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر.

قلت: هذا غريب جدا.

وقال البيهقي: أنبأنا محمد بن موسى بن الفضل، ثنا أبو العباس الاصم، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص (3) عن سفيان، عن عبد الملك بن جريج: سعمت محمد بن علي - أبا جعفر - قال: غسل النبي صلى الله عليه وسلم بالسدر ثلاثا، وغسل وعليه قميص، وغسل من بئر كان يقال لها الغرس (4) بقباء كانت لسعد بن خيثمة، وكان رسول الله يشرب منها، وولي غسله علي والفضل يحتضنه، والعباس يصب الماء، فجعل الفضل يقول ارحني قطعت وتيني إني لاجد شيئا يترطل علي.

وقال الواقدي: ثنا عاصم بن عبد الله الحكمي، عن عمر بن عبد الحكم.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم البئر بئر غرس هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه ".

وكان رسول الله يستعذب له منها وغسل من بئر غرس.

وقال سيف بن عمر عن محمد بن عون، عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما فرغ من القبر وصلى الناس الظهر، أخذ العباس في غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عليه كلة (5) من ثياب يمانية صفاق في جوف البيت، فدخل الكلة ودعا عليا والفضل فكان إذا ذهب إلى الماء ليعاطيهما دعا أبا سفيان بن الحارث فأدخله ورجال من بني هاشم من وراء الكلة، ومن أدخل من الانصار حيث ناشدوا أبي وسألوه: منهم أوس بن خولى رضي الله عنهم أجمعين.