عصمت اهل البیت ع و اذهاب

هم فاطمة و


آية التطهير

إذا كانت أشباحهم قديمة و هم في الأصل طاهرون فأي رجس أذهب عنهم



المسائل العكبرية، ص: 26
[بيان معنى آية التطهير]
(المسألة الأولى) عن قول الله تعالى «10» إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا «11» قال السائل و إذا كانت أشباحهم قديمة و هم في الأصل طاهرون فأي رجس أذهب عنهم قال و أخرى «12» أنه لا يذهب بالشي‏ء إلا بعد كونه قال و نحن مجمعون على أنهم «13» لم يزالوا طاهرين قديمي الأشباح قبل آدم ع.
الجواب عما تضمنه هذه الأسئلة «14» أن الخبر عن إرادة الله تعالى إذهاب الرجس عن أهل البيت ع و التطهير لهم «15» لا يفيد إرادة عزيمة أو ضميرا أو قصدا على ما يظنه جماعة ضلوا عن السبيل في معنى إرادة الله عز اسمه و إنما يفيد إيقاع الفعل الذي يذهب الرجس و هو العصمة في الدين أو التوفيق «1» للطاعة التي يقرب العبد بها من رب العالمين «2» و ليس يقتضي الإذهاب للرجس وجوده من قبل كما ظنه السائل بل قد يذهب بما كان موجودا و يذهب بما لم يحصل له وجود للمنع منه و الإذهاب عبارة عن الصرف و قد يصرف عن الإنسان ما لم يعتره كما يصرف ما اعتراه أ لا ترى أنه يقال في الدعاء صرف الله عنك السوء فيقصد إلى المسألة منه تعالى عصمته من السوء دون أن يراد بذلك الخبر عن سوء به و المسألة في صرفه عنه «3».
و إذا كان الإذهاب و الصرف بمعنى واحد فقد بطل ما توهمه السائل فيه و ثبت أنه قد يذهب بالرجس عمن لم يعتره قط الرجس على معنى العصمة له منه «3» و التوفيق لما يبعده من حصوله به فكان تقدير الآية حينئذ إنما يذهب الله عنكم الرجس الذي قد «3» اعترى سواكم بعصمتكم منه و يطهركم أهل البيت من تعلقه بكم «4» على ما بيناه.
و أما القول بأن أشباحهم ع قديمة فهو منكر لا يطلق و القديم في الحقيقة هو الله تعالى الواحد الذي لم يزل و كل ما سواه محدث مصنوع مبتدأ له أول و القول بأنهم لم يزالوا طاهرين قديمي الأشباح قبل آدم «5» كالأول في الخطإ و لا يقال لبشر إنه لم يزل قديما. و إن قيل إن أشباح آل محمد ع سبق وجودها وجود آدم «1» فالمراد بذلك أن أمثلتهم «2» في الصور كانت في العرش فرآها آدم «3» ع و سأل عنها فأخبره الله «4» أنها أمثال صور من ذريته «5» شرفهم بذلك و عظمهم به فأما أن يكون «6» ذواتهم ع كانت قبل آدم موجودة فذلك باطل بعيد من الحق لا يعتقده محصل و لا يدين به عالم و إنما قال به طوائف من الغلاة الجهال و الحشوية من الشيعة الذين لا بصر «7» لهم بمعاني الأشياء و لا حقيقة الكلام.
و قد قيل إن الله تعالى كان قد كتب أسماءهم على العرش «8» فرآها آدم‏ ع و عرفهم بذلك و علم أن شأنهم به عند الله العظيم عظيم «1» و أما القول بأن ذواتهم كانت موجودة قبل آدم ع فالقول في بطلانه على ما قدمناه «2».