مقدمه کتاب العین

فهرست علوم
صفحه اصلي مباحث لغت
الخليل بن أحمد (100 - 170هـ، 718 - 786م)
العربية
الكتب اللغويه



كتاب العين، ج‏1، ص: 47
مقدمة الكتاب‏
بسم الله الرحمن الرحيم*
بحمد الله نبتدى‏ء و نستهدي «1»، و عليه نتوكل، و هو حسبنا و نعم الوكيل.
هذا ما ألفه الخليل بن أحمد البصري رحمة الله عليه «2». من حروف: أ، ب، ت، ث، مع ما تكملت «3»، به فكان مدار كلام العرب و ألفاظهم.
فلا يخرج منها عنه شي‏ء. أراد أن تعرف به العرب في أشعارها و أمثالها و مخاطباتها فلا يشذ «4».
عنه شي‏ء من ذلك، فأعمل «5». فكره فيه فلم يمكنه أن يبتدى‏ء التأليف من أول أ، ب، ت، ث، و هو الألف، لأن الألف حرف معتل فلما فاته الحرف الأول كره أن يبتدى‏ء بالثاني- و هو الباء- إلا بعد حجة و استقصاء النظر، فدبر و نظر إلى الحروف كلها و ذاقها [فوجد مخرج الكلام كله من الحلق‏] «6» فصير أولاها بالابتداء أدخل حرف منها في الحلق «7».
و إنما كان ذواقه إياها أنه كان يفتح فاه بالألف ثم يظهر الحرف. نحو أب، أت، أح، أع، أغ، فوجد العين أدخل الحروف في الحلق، فجعلها أول الكتاب ثم ما قرب منها الأرفع فالأرفع حتى أتى على آخرها و هو الميم.
فإذا سئلت عن كلمة و أردت أن تعرف موضعها. فانظر إلى حروف الكلمة، فمهما وجدت منها واحدا في الكتاب المقدم فهو في ذلك الكتاب.
__________________________________________________
 (1) في ط و س: بالله نستهدي.
 (2) سقطت جملة الدعاء من س.
 (3) كذا في ك أما في ط و ص و س: تكلمت. و جاء في س: مما تكلمت به العرب في مدار كلامهم و ألفاظهم. و في التهذيب 2 ب ت ث التي عليها مدار كلام العرب و ألفاظها و لا يخرج شي‏ء منها عنها. أراد أن يعرف بذلك جميع ما تكلمت به العرب.
 (4) كذا في س: بحيث لا يشذ.
 (5) كذا في س و ك أما في ص فأكمل. و في ط بياض.
 (6) من التهذيب عن العين.
 (7) سقطت عبارة في الحلق من ك.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 48
و قلب الخليل أ، ب، ت، ث، فوضعها على قدر مخرجها من الحلق «1» و هذا تأليفه: ع، ح، ه، خ، غ،- ق، ك- ج، ش، ض،- ص، س، ز- ط، د، ت- ظ، ث، ذ- ر، ل، ن- ف، ب، م- و، أ، ي- همزة قال أبو معاذ عبد الله بن عائذ: حدثني الليث «2» بن المظفر بن نصر بن سيار عن الخليل بجميع ما في «3» هذا الكتاب.
قال الليث «4»: قال الخليل: كلام العرب مبني على أربعة أصناف: على الثنائي و الثلاثي، و الرباعي، و الخماسي، فالثنائي على حرفين نحو: قد، لم، هل، لو، بل و نحوه من الأدوات و الزجر «5» و الثلاثي من الأفعال نحو قولك: ضرب، خرج، دخل، مبني على ثلاثة أحرف.
و من الأسماء نحو: عمر «6» و جمل و شجر مبني على ثلاثة أحرف.
و الرباعي من الأفعال نحو: دحرج، هملج، قرطس، مبني على أربعة أحرف.
و من الأسماء نحو: عبقر، و عقرب، و جندب، و شبهه.
و الخماسي من الأفعال نحو: اسحنكك «7» و اقشعر و اسحنفر و اسبكر مبني على خمسة أحرف.
__________________________________________________
 (1) كذا في الأصول إلا في س فقد ورد: فإن الخليل وضع حروف أ ب ت ث على قدر مخرجها من الحلق، و هذا تأليفها و ترتيبها و وضعها.
 (2) كذا في ك أما في سائر الأصول: ليث.
 (3) سقطت في من ص.
 (4) كذا في ك في سائر الأصول: ليث.
 (5) كذا في الأصول أما في ك: و الحروف. و قد علق الدكتور درويش محقق المطبوعة ص 3 م على الزجر فقال: إنها أسماء الأفعال مثل صه.
 (6) كذا في الأصول في ك: عمرو.
 (7) كذا في ك في سائر الأصول: اسحنكل.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 49
و من الأسماء نحو: سفرجل، و همرجل، و شمردل، و كنهبل، و قرعبل، و عقنقل، و قبعثر و شبهه.
و الألف التي في اسحنكك و اقشعر و اسحنفر و اسبكر ليست من أصل البناء، و إنما أدخلت هذه الألفات في الأفعال و أمثالها من الكلام «1» لتكون الألف عمادا و سلما للسان إلى حرف البناء «2»، لأن اللسان لا ينطلق بالساكن من الحروف فيحتاج إلى ألف الوصل «3» إلا أن دحرج و هملج و قرطس لم يحتج فيهن إلى الألف لتكون السلم فافهم إن شاء الله.
اعلم أن الراء في اقشعر و اسبكر هما راءان أدغمت واحدة «4» في الأخرى.
و التشديد علامة الإدغام.
قال الخليل: و ليس للعرب بناء في الأسماء و لا في الأفعال أكثر من خمسة أحرف، فمهما وجدت زيادة على خمسة أحرف في فعل أو اسم، فاعلم أنها زائدة على البناء. و ليست من أصل الكلمة، مثل قرعبلانة، إنما أصل بنائها: قرعبل، و مثل عنكبوت، إنما أصل بنائها عنكب.
و قال الخليل: الاسم لا يكون أقل من ثلاثة أحرف. حرف يبتدأ به. و حرف يحشى به الكلمة، و حرف يوقف عليه، فهذه ثلاثة، أحرف مثل سعد و عمر و نحوهما من الأسماء «5».
بدي‏ء بالعين و حشيت الكلمة بالميم و وقف على الراء. فأما زيد و كيد فالياء متعلقة لا يعتد بها.
__________________________________________________
 (1) كذا في ط و س و ك في ص: الكلمة.
 (2) كذا في الأصول أما في ك الحرف الساكن.
 (3) الجملة ابتداء من قوله: (لأن) إلى قوله: ألف الوصل هي من ك في ص: لأن حرف اللسان ينطلق بنطق الساكن من الحروف. و في ط: لأن اللسان ينطلق بالساكن من الحروف.
 (4) في س و ك: الواحدة.
 (5) سقطت من الأسماء من ط و س.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 50
فإن صيرت الثنائي مثل قد و هل و لو اسما أدخلت عليه التشديد فقلت: هذه لو مكتوبة، و هذه قد حسنة الكتبة، زدت واوا على واو، و دالا على دال، ثم أدغمت و شددت.
فالتشديد علامة الإدغام و الحرف الثالث كقول أبي زبيد الطائي: «1»
         ليت شعري و أين مني ليت             إن ليتا و إن لوا عناء

فشدد لوا حين جعله اسما.
قال ليث: قلت لأبي الدقيش: هل لك في زبد و رطب؟
فقال: أشد الهل و أوحاه «2»، فشدد اللام حين جعله اسما. قال: و قد تجي‏ء أسماء لفظها على حرفين و تمامها و معناها على ثلاثة أحرف مثل يد و دم و فم، و إنما ذهب الثالث لعلة أنها جاءت سواكن و خلقتها «3» السكون مثل ياء يدي و ياء دمي «4» في آخر الكلمة، فلما جاء التنوين ساكنا اجتمع ساكنان فثبت التنوين لأنه إعراب و ذهب الحرف الساكن، فإذا أردت معرفتها فاطلبها في الجمع و التصغير كقولهم: أيديهم في الجمع، و يديه في التصغير. و يوجد أيضا في الفعل كقولهم: دميت يده، فإذ ثنيت الفم قلت: فموان، كانت تلك الذاهبة من الفم الواو.
قال الخليل: بل الفم أصله فوه كما ترى و الجمع أفواه، و الفعل فاه يفوه فوها، إذا فتح فمه للكلام‏
__________________________________________________
 (1) كذا في ص أما في ط و س: أبو زيد، و في ك: ابن زيد الطائي و البيت في شعر أبي زبيد الطائي ص 24.
 (2) في ط و ص و س: و أوخاه. و في ك: سد الهل و واخه. و جاء في اللسان هلل: قال ابن بري، قال ابن حمزة: روى أهل الضبط عن الخليل أنه قال لأبي الدقيش أو غيره: هل لك في تمر و زبد؟ فقال: أشد الهل و أوحاه. و في رواية: أسرع هل و أوحاه.
 (3) في م و ك: و خلفها.
 (4) في م و ك: مثل بأيد، و بأدم.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 51
قال أبو أحمد حمزة بن زرعة: قوله: يد دخلها التنوين و ذكر أن التنوين إعراب، (قلت «1» بل) الإعراب الضمة و الكسرة التي تلزم الدال في يد في وجوه، و التنوين (يميز بين) «2» الاسم و الفعل، أ لا ترى أنك تقول: تفعل فلا تجد التنوين «3» يدخلها، و أ لا ترى أنك تقول: رأيت يدك، (و هذه يدك) «4» و عجبت من يدك فتعرب الدال و تطرح «5» التنوين. و لو كان التنوين هو الإعراب لم يسقط. فأما قوله:
فموان فإنه جعل الواو بدلا من الذاهبة. فإن الذاهبة هي هاء و واو، و هما إلى جنب الفاء «6» و دخلت الميم عوضا منهما. و الواو في فموين دخلت بالغلط، و ذلك أن الشاعر، يرى «7» ميما قد أدخلت في الكلمة فيرى أن الساقط من الفم هو بعد الميم فيدخل الواو مكان ما يظن أنه سقط منه و يغلط «8».
قال الخليل: اعلم أن الحروف الذلق «9» و الشفوية ستة و هي: ر ل ن، «10» ف، ب، م، و إنما سميت هذه الحروف ذلقا لأن الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلة اللسان و الشفتين و هما مدرجتا هذه الأحرف الستة، منها ثلاثة ذليقة «11» ر ل ن، تخرج من ذلق اللسان من (طرف غار الفم) «12» و ثلاثة شفوية: ف ب م، مخرجها من بين الشفتين خاصة، لا تعمل الشفتان في شي‏ء، من الحروف الصحاح إلا في هذه الأحرف الثلاثة
__________________________________________________
 (1) كذا في ك و في ط و ص و س: بياض.
 (2) كذا في س و في ط و ص: بياض، و في ك: يوجد في.
 (3) كذا في ك أما في ط و ص و س: لم تجد التنوين.
 (4) كذا في ك أما في ط و ص: و هذه و عجبت من يدك.
 (5) سقطت تطرح من ط و ص أما في س: و لم نجد.
 (6) كذا في الأصول أما في س: الواو.
 (7) كذا في ط و ص أما في ك و س: رأى.
 (8) كذا في ط و ص أما في س: تلفظ.
 (9) في م: الذلق بفتحتين.
 (10) كذا في س أما في سائر الأصول: ر أ ن.
 (11) كذا في الأصول أما في ك: ذولقية.
 (12) سقطت من س.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 52
فقط، و لا ينطلق اللسان إلا بالراء و اللام و النون. و أما سائر الحروف فإنها ارتفعت فوق ظهر اللسان من لدن باطن الثنايا من عند مخرج التاء إلى مخرج الشين بين الغار الأعلى و بين ظهر اللسان. ليس للسان فيهن عمل «1» كثر من تحريك الطبقتين «2» بهن، و لم ينحرفن عن ظهر اللسان انحراف الراء و اللام و النون. و أما مخرج الجيم و القاف و الكاف فمن بين عكدة اللسان و بين اللهاة في أقصى الفم. و أما مخرج العين و الحاء و (الهاء) «3» و الخاء و الغين فالحلق و أما الهمزة فمخرجها من أقصى الحلق مهتوتة مضغوطة فإذا رفه عنها لانت «4» فصارت الياء و الواو و الألف عن غير طريقة الحروف الصحاح.
فلما ذلقت الحروف الستة، و مذل بهن اللسان و سهلت عليه في المنطق كثرت في أبنية الكلام، فليس شي‏ء من بناء الخماسي التام يعرى منها أو من بعضها.
قال الخليل: فإن وردت عليك كلمة رباعية أو خماسية معراة من حروف الذلق أو الشفوية و لا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك فاعلم أن تلك الكلمة محدثة مبتدعة، ليست من كلام العرب لأنك لست واجدا من يسمع «5» من كلام العرب كلمة واحدة رباعية أو خماسية إلا و فيها من حروف الذلق و الشفوية واحد أو اثنان أو أكثر.
قال الليث: قلت: فكيف تكون الكلمة المولدة المبتدعة غير مشوبة بشي‏ء من هذه الحروف؟ فقال: نحو الكشعثج و الخضعثج و الكشعطج «6» و أشباههن، فهذه مولدات لا تجوز في كلام العرب، لأنه ليس فيهن «7» شي‏ء من حروف الذلق و الشفوية فلا تقبلن منها
__________________________________________________
 (1) كذا في الأصول أما في ص: أعمل.
 (2) كذا في ط و التهذيب أما في ص: الطبقتين.
 (3) سقطت من: س و ك.
 (4) كذا في ط و ك و س أما في الأصل: ما يحلق، و في التهذيب فمن الحلق.
 (5) سقطت من ص و ك.
 (6) في س: الكشغضج و في ص: السعضج، و قد جاءت في التهذيب على النحو الذي أثبتناه.
 (7) سقط من س و ك.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 53
شيئا، و إن أشبه لفظهم و تأليفهم، فإن النحارير منهم ربما أدخلوا على الناس ما ليس من كلام العرب إرادة اللبس و التعنيت «1».
و أما البناء الرباعي المنبسط فإن الجمهور الأعظم منه لا يعرى من الحروف الذلق أو من بعضها، إلا كلمات نحوا من عشر كأن شواذ «2».
و من هذه الكلمات: العسجد و القسطوس و القداحس و الدعشوقة و الهدعة و الزهزقة و هي مفسرة في أمكنتها «3».
قال أبو أحمد حمزة بن زرعة هي كما قال الشاعر:
         و دعشوقة فيها ترنح دهثم «4»             تعشقتها ليلا و تحتي جلاهق «5»

و ليس في كلام العرب دعشوقة و لا جلاهق، و لا كلمة صدرها نر و ليس في شي‏ء من الألسن ظاء غير العربية و لا من لسان إلا التنور فيه تنور.
و هذه الأحرف «6» قد عرين من الحروف الذلق، و لذلك «7» نزرن فقللن. و لو لا ما لزمهن من العين و القاف ما حسن على حال. و لكن العين و القاف لا تدخلان في بناء إلا حسنتاه، لأنهما أطلق الحروف و أضخمها جرسا.
فإذا اجتمعا أو أحدهما في بناء حسن البناء لنصاعتهما، فإن كان البناء اسما لزمته السين أو الدال مع لزوم العين أو القاف، لأن الدال لانت عن صلابة الطاء
__________________________________________________
 (1) نقل السيوطي في المزهر 1/ 138 قول الخليل و قد أخذه السيوطي عن ابن فارس في الصاحبي من 3، و في س: فإن المجاورين بينهم .... و في ك: فإن دخيل النجار يرميهم بها ...
 (2) في ك من عشرين هي كالشواذ.
 (3) في ك: هن.
 (4) في ص: ترمح وهنم، و في ط: نرمح و هينم و الذي أثبتناه مما يقتضيه المعنى أو الوزن.
 (5) كذا في س أما في ص و ط: حلامق.
 (6) في س و ك: الحروف.
 (7) كذا في التهذيب أما في الأصول: كذلك.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 54
و كزازتها، و ارتفعت. عن خفوت التاء فحسنت. و صارت حال السين بين مخرج الصاد و الزاي كذلك، مهما جاء من بناء اسم رباعي منبسط معرى من الحروف الذلق و الشفوية فإنه لا يعرى من أحد حرفي الطلاقة أو كليهما، «1» و من السين و الدال أو أحدهما، و لا يضر ما خالف من سائر الحروف الصتم. فإذا ورد عليك شي‏ء من ذلك فانظر ما هو من تأليف العرب و ما ليس من تأليفهم نحو: قعثج و نعثج و دعثج لا ينسب إلى عربية و لو جاء عن ثقة لم ينكر و لم نسمع به (و لكن ألفناه ليعرف صحيح بناء كلام العرب من الدخيل) «2».
و أما ما كان من رباعي منبسط معرى من الحروف الذلق حكاية مؤلفة نحو:
دهداق و زهزاق «3» و أشباهه فإن الهاء «4» و الدال المتشابهتين مع لزوم العين أو القاف مستحسن «5». و إنما استحسنوا الهاء في هذا الضرب للينها «6» و هشاشتها. و إنما هي نفس، لا اعتياص فيها.
و إن كانت الحكاية المؤلفة غير معراة من الحروف الذلق فلن يضر كانت فيها الهاء أو لا نحو: الغطمطة «7» و أشباهها. و لا تكون الحكاية مؤلفة حتى يكون حرف صدرها موافقا لحرف صدر ما ضم إليها في عجزها، «8» فكأنهم ضموا د ه إلى د ق فألفوهما، و لو لا ما جاء فيهما من تشابه الحرفين ما حسنت الحكاية فيهما لأن الحكايات الرباعيات لا تخلو من أن تكون مؤلفة أو مضاعفة.
فأما المؤلفة فعلى ما وصفت لك و هو نزر قليل. و لو كان الهعخع من الحكاية لجاز
__________________________________________________
 (1) في ص: كلاهما.
 (2) في ص: و لكن عانينا هذا العناء ليعرف.
 (3) الزيادة من التهذيب.
 (4) بياض في جميع النسخ.
 (5) سقطت الكلمة مستحسن من ص و س و ط.
 (6) في ص: للبثها.
 (7) في ص: العطمط، و في س: العصمطيط، و في ك: الدقدقة، و سقطت من ط.
 (8) في ك و س: و عجزها موافق لحرف عجز ما ضم إليها.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 55
في قياس بناء تأليف العرب، و إن كانت الخاء بعد العين، لأن الحكاية تحتمل من بناء التأليف ما لا يحتمل غيرها بما يريدون من بيان «1» المحكي. و لكن لما كان الهعخع، فما ذكر بعضهم اسما خاصا، و لم يكن بالمعروف عند أكثرهم و عند أهل البصر و العلم منهم «2» رد و لم يقبل. و أما الحكاية المضاعفة فإنها بمنزلة الصلصلة «3» و الزلزلة [و ما أشبهها] «4» يتوهمون في حسن «5» الحركة ما يتوهمون في جرس الصوت «6» [يضاعفون لتستمر] «7» الحكاية في وجه التصريف. و المضاعف في [البيان‏] «8» في [الحكايات و غيرها] «9» ما كان حرفا عجزه مثل حرفي صدره و ذلك بناء يستحسنه [العرب‏] «10» فيجوز فيه من تأليف الحروف جميع ما جاء من الصحيح و المعتل و من الذلق [و الطلق‏] و الصتم، و ينسب إلى الثنائي لأنه يضاعفه، أ لا ترى الحكاية أن الحاكي يحكي صلصلة اللجام فيقول صلصل اللجام، «11»، و إن شاء قال: صل، يخفف مرة اكتفاء بها و إن شاء أعادها مرتين أو أكثر من ذلك فيقول: صل، صل، صل، يتكلف من ذلك ما بدا له.
__________________________________________________
 (1) في ك: تبيان.
 (2) في ك: و لا سيما عند أهل البصر ....
 (3) في ص و ك: الصل، أما في ط: الصتم و يليه فراغ و في س: بمنزلة ضم الصلة و الزلة.
 (4) كذا في التهذيب و بياض في ص و ط.
 (5) كذا في ط و التهذيب و في ص: أحسن أما في ك حسن.
 (6) كذا في التهذيب، أما في ص: يصوت، و في ط: بياض.
 (7) كذا في التهذيب، أما في ص: بياض.
 (8) كذا في ط و س أما في ص: بياض.
 (9) كذا في التهذيب.
 (10) كذا في س أما في ك: العربي و لم يرد في ص و ط.
 (11) لم يرد في الأصول و أثبتناه من التهذيب أما في ك: أ لا ترى في نقل حكاية جرس اللجام أن الحاكي .....
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 56
و يجوز في حكاية المضاعفة «1» ما لا يجوز في غيرها من تأليف الحروف، أ لا ترى أن الضاد و الكاف إذا ألفتا فبدى‏ء «2» بالضاد فقيل: ضك «3» كان تأليفا لم يحسن في أبنية الأسماء و الأفعال إلا مفصولا بين حرفيه بحرف لازم أو أكثر من ذلك الضنك و الضحك و أشباه ذلك. و هو جائز في المضاعف نحو الضكضاكة من النساء. فالمضاعف جائز فيه كل غث و سمين من الفصول «4» و الأعجاز و الصدور و غير ذلك. و العرب تشتق في كثير من كلامها أبنية المضاعف «5» من بناء الثلاثي «6» المثقل بحرفي التضعيف و من الثلاثي المعتل، أ لا ترى أنهم يقولون: صل اللجام يصل صليلا، فلو حكيت ذلك قلت: صل تمد اللام «7» و تثقلها، و قد خففتها في الصلصلة و هما جميعا صوت «8» اللجام «9»، فالثقل «10» مد و التضاعف ترجيع يخف «11» فلا [يتمكن لأنه على حرفين‏] «12» فلا يتقدر «13» للتصريف حتى يضاعف أو يثقل [فيجي‏ء كثير منه متفقا] «14» على ما وصفت لك، و يجي‏ء منه كثير مختلفا نحو قولك: [صر الجندب صريرا] «15» و صرصر الأخطب صرصرة، فكأنهم توهموا في صوت الجندب مدا و [توهموا] «16» في صوت الأخطب ترجيعا. و نحو ذلك كثير مختلف.
__________________________________________________
 (1) كذا في الأصول أما في التهذيب و س: المضاعف.
 (2) كذا في ص و ط أما في ك: إذا التقتا بدى‏ء، و في س: إذا التقتا اقتداء ....
 (3) كذا في ك و س و التهذيب أما في ص و ط: ضل.
 (4) كذا في ك أما في سائر الأصول: المفصول.
 (5) كذا في ك و التهذيب أما في ص و ط: بالمضاعف و في س: للمضاعف.
 (6) في التهذيب: الثنائي.
 (7) في ص: صل اللام تمد اللام.
 (8) كذا في التهذيب، و في ص و ط: بياض.
 (9) في ص: الحمام، و بياض في ط و قد أثبته من التهذيب.
 (10) في ص: الثقيل، و في س: فالمثقل.
 (11) في ك: ترجيع و تخفيف في إعادة، و في س: و المضاعف ترجيع يخف. و في التهذيب: و التضعيف ترجيع لأن الترجيع يخف.
 (12) زيادة من التهذيب.
 (13) في ص: فلا ينفد. أما في ط فالكلمة مهملة و في التهذيب: فلا ينقاد. و في ك: فلا تتعد بالتصريف.
 (14) زيادة من التهذيب.
 (15) زيادة من التهذيب.
 (16) زيادة من التهذيب.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 57
و أما ما يشتقون من المضاعف من بناء الثلاثي المعتل، فنحو قول العجاج:
         و لو أنخنا جمعهم تنخنخوا


و قال في بيت آخر:
         لفحلنا إن سره التنوخ «1»


و لو شاء قال في البيت الأول‏
          (و لو أنخنا جمعهم تنوخوا) «2»


و لكنه اشتق (التنوخ) من تنوخناها فتنوخت، و اشتق (التنخنخ) من أنخناها، لأن أناخ [لما جاء] «3» مخففا حسن إخراج الحرف [المعتل‏] «4» منه، و تضاعف الحرفين الباقيين في (تنخنخنا تنخنخا)، و لما ثقل قويت الواو فثبتت في التنوخ فافهم. قال الليث: قال الخليل: في العربية تسعة و عشرون حرفا: منها خمسة و عشرون حرفا صحاحا لها أحيانا و مدارج «5»، و أربعة أحرف جوف و هي «6»: الواو و الياء و الألف اللينة. و الهمزة، و سميت جوفا لأنها تخرج من الجوف فلا تقع في مدرجة من مدارج اللسان، و لا من مدارج الحلق، و لا من مدرج اللهاة، إنما هي هاوية في الهواء فلم يكن لها حيز تنسب إليه إلا الجوف. و كان يقول كثيرا: الألف اللينة و الواو و الياء هوائية أي أنها في الهواء. قال الخليل: فأقصى الحروف كلها العين ثم الحاء و لو لا بحة في الحاء لأشبهت العين لقرب مخرجها من العين، ثم الهاء و لو لا هتة في الهاء، و قال مرة ههة لأشبهت «7» الحاء لقرب مخرج الهاء من الحاء، فهذه ثلاثة أحرف في حيز واحد بعضها أرفع من‏
__________________________________________________
 (1) بياض في ط و البيت بشطريه، في ديوان العجاج ص 462.
 (2) في ط: بياض.
 (3) كذا في التهذيب.
 (4) كذا في التهذيب.
 (5) كذا في م و ص و ك و س أما في ط و تهذيب اللغة 1/ 48: مدارج.
 (6) في ص: خوف أما في س: حرف، و في التهذيب: و أربعة أحرف يقال لها جوف.
 (7) في ص: لاشتبهت و ما أثبتناه من الأصول الأخرى.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 58
بعض ثم الخاء و الغين في حيز واحد كلهن حلقية، ثم القاف و الكاف لهويتان، و الكاف أرفع «1» ثم الجيم و الشين و الضاد في حيز واحد، ثم الصاد و السين و الزاء في حيز واحد، ثم الطاء و الدال و التاء في حيز واحد، ثم الظاء و الذال و الثاء في حيز واحد، ثم الراء و اللام و النون في حيز واحد ثم الفاء و الباء و الميم في حيز واحد، ثم الألف و الواو و الياء في حيز واحد و الهمزة في الهواء لم يكن لها حيز تنسب إليه. قال الليث: قال الخليل: فالعين و الحاء و الخاء و الغين حلقية، لأن مبدأها من الحلق، و القاف و الكاف لهويتان، لأن مبدأهما من اللهاة. و الجيم و الشين و الضاد شجرية لأن مبدأها من شجر الفم. أي مفرج الفم، و الصاد و السين و الزاء أسلية، لأن مبدأها من أسلة اللسان و هي مستدق طرف اللسان. و الطاء و التاء و الدال نطعية، لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى. و الظاء و الذال و الثاء لثوية، [لأن مبدأها من اللثة. و الراء و اللام و النون ذلقية] «2»، لأن مبدأها من ذلق «3» اللسان و هو تحديد طرفي ذلق اللسان. و الفاء و الباء و الميم شفوية، و قال مرة شفهية لأن مبدأها من الشفة. و الياء و الواو و الألف و الهمزة هوائية في حيز واحد، لأنها لا يتعلق بها شي‏ء، فنسب كل حرف إلى مدرجته و موضعه الذي يبدأ منه. و كان الخليل يسمى الميم مطبقة «4» لأنها تطبق الفم إذا نطق بها، فهذه صورة الحروف التي ألفت منها العربية على الولاء، و هي تسعة و عشرون حرفا: ع ح ه خ غ، ق ك، ج ش ض، ص س ز، ط د ت، ظ ذ ث، ر ل ن، ف ب م، فهذه الحروف الصحاح، و ا ي ء فهذه تسعة و عشرون حرفا منها أبنية كلام العرب.
__________________________________________________
 (1) كذا في الأصول أما في ص: أربع.
 (2) زيادة من التهذيب.
 (3) في م: ذلك.
 (4) في ط: مطلقة.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 59
قال الليث: قال الخليل: اعلم أن الكلمة الثنائية تتصرف على وجهين نحو: قد، دق، شد، دش «1» و الكلمة الثلاثية «2» تتصرف على ستة أوجه، و تسمى مسدوسة «3» و هي نحو: ضرب ضبر، برض بضر، رضب ربض،. و الكلمة الرباعية تتصرف على أربعة و عشرين وجها و ذلك أن حروفها و هي أربعة أحرف تضرب في وجوه الثلاثي الصحيح و هي ستة أوجه فتصير أربعة و عشرين وجها، يكتب مستعملها. و يلغى مهملها، و ذلك نحو عبقر تقول منه. عقرب، عبرق، عقبر، عبقر، عرقب، عربق، قعرب، قبعر، قبرع، قرعب، قربع، رعقب، رعبق، رقعب، رقبع، ربقع، ربعق، بعقر، بعرق، بقعر، بقرع، برعق، برقع. و الكلمة الخماسية تتصرف على مائة و عشرين وجها، و ذلك أن حروفها، و هي خمسة أحرف تضرب في وجوه الرباعي، و هي أربعة و عشرون حرفا فتصير مائة و عشرين وجها يستعمل أقله و يلغى أكثره. و هي نحو: سفرجل، سفرلج، سفجرل، سجفرل، سجرلف، سرفجل، سرجفل، سلجرف، سلرفج، سلفرج، سجفلر، سرفلج، سجفرل، سلفجر، سرجلف، سجرلف، سرلجف، سجلفر، و هكذا. و تفسير «4» لثلاثي الصحيح أن يكون ثلاثة أحرف و لا يكون فيها واو و لا ياء و لا ألف [لينة و لا همزة] «5» في أصل البناء «6»، لأن هذه الحروف يقال لها حروف العلل.
__________________________________________________
 (1) في ط: تر، دق، شد، دس.
 (2) في التهذيب: الثلاثية الصحيحة.
 (3) كذا في ك، و التهذيب أما في ص و ط: مسدوسا، و في س: مسدسة.
 (4) كذا في ط و س أما في ص و ك: تقسيم.
 (5) زيادة من التهذيب.
 (6) كذا في س و التهذيب أما في ص و ط: الباء.
                       

كتاب العين، ج‏1، ص: 60
فكلما سلمت كلمة على ثلاثة أحرف من هذه الحروف فهي ثلاثي صحيح مثل: ضرب، خرج، دخل، و الثلاثي المعتل مثل: ضرا، ضري ضرو، خلا، خلي، خلو لأنه جاء «1» مع الحرفين ألف أو واو أو ياء فافهم. و قال الخليل: بدأنا في مؤلفنا هذا بالعين و هو أقصى الحروف، و نضم إليه ما بعده حتى نستوعب كلام العرب الواضح و الغريب، و بدأنا الأبنية بالمضاعف، لأنه أخف على اللسان و أقرب مأخذا للمتفهم‏









فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است