فهرست علوم
علوم الحكمة

مبحث عقل و عاقل و معقول



شرح منظومه(با تعلیقات استاد حسن زاده)، ج 1، ص 285-297

غوص في القياس
إن قياسنا معاشر المنطقيين خرج قياس الفقهي فإنه التمثيل المنطقي قضايا احتراز عن القضية الواحدة المستلزمة لذاتها عكسها و العكس لازم القضية و المتبادر هو القضايا الصريحة فخرجت القضية الموجهة المركبة المستلزمة لعكسها فإن الجزء الثاني منها ليس كذلك . ألفت التأليف التركيب من الأجزاء المناسبة لأنه مأخوذ من الألفة بالذات متعلق باستلزمت أي لا يكون استلزامها القول الآخر لإضمار قضية لم يصرح بها أو لكون بعضها في قوة أخرى. أما التي للإضمار فمثل ما في قياس المساواة فإنه مستلزم قولا آخر بواسطة مقدمة خارجة كمساوي المساوي مساو و جزء الجزء جزء إذ لو لا صدقها لم تستلزم كنصف النصف نصف . و أما التي تستلزم لكون بعض في قوة بعض فكقولنا  الجسم ممكن و الممكن حادث فالجسم ليس بقديم و الاستلزام هنا لكون الثاني منهما في قوة قولنا و الممكن ليس بقديم قولا آخرا احتراز عن صدق إحدى القضيتين عند صدق مجموعهما فإن المجموع و إن استلزم كل واحدة منهما ليس قياسا بالنسبة إلى شيء منهما بل بالنسبة إلى القول المغائر لكل منهما. فإن قيل قولنا إن كان ا ب فج د لكن ا ب اعترفتم أنه قياس و هو ينتج فج د و ليس ذلك قولا آخر بل هو داخل في القياس و كذا في كل قياس استثنائي. قلنا إن أدوات الاتصال أو الانفصال أخرجت أمثال هذه حيث هي داخلة في القياس عن التمامية و صلوح التصديق و التكذيب فليست النتيجة من حيث هي قضية جزءا من قياس فلا انتقاض بها .
استلزمت لزوما بينا كما في القياس الكامل و هو الشكل الأول أو غير بين  كما في غير الكامل منه و هو ما في غيره من الأشكال. و إنما استعملنا لفظ الاستلزام و لم نقل استتبعت أو قد أنتجت تبعا للقوم حيث استعملوا لفظ اللزوم للإشارة إلى المذهب الحق من المذاهب التي أشرنا إليها بقولنا و هل الإنتاج بتوليد بناء على الأفعال  التوليدية التي يقول بها المعتزلة فإن المقدمتين مولدتان للنتيجة عندهم أو إعداد ثبت من المقدمتين لا غير و الإفاضة من عالم القدس كما هو مذهب الحكماء أو لا لزوم عقلي و استلزام وجوبي بل بالتوافي و مجرد المعية بين المقدمتين و النتيجة بلا علية عادة الله  جرت بحصول النتيجة عقيبهما مع جواز التخلف عقلا كما هو مذهب الأشاعرة و الحق مذهب الحكماء و هو أن فاض من القدسي الصور العقلية على النفوس الناطقة المستعدة و لا مؤثر حقيقي في الوجود إلا الله و إنما إعداده من الفكر فالحركة العقلية من المطالب إلى المبادي و من المبادي إلى المطالب معدة. و في كيفية فيضان الصور العقلية على النفوس النطقية القدسية أقوال
أحدها أنه على سبيل رشح الصور على النفوس عند اتصالها الروحاني بالعقل الفعال إذ فيه صور كل الحقائق و يترشح عليها على حسب استعدادها.
و ثانيها أنه على سبيل الإشراق بأن يشرق نور العقل الفعال على العقل بالفعل و ينعطف منه إلى العقل الفعال و يرى ما فيه بقدر استعداده و طلبه كما في الإبصار على قول الرياضيين بخروج الشعاع يشرق شعاع من البصر على الجسم الصيقلي و ينعطف منه على الرائي و يرى ما يقابله.
و ثالثها أنه على سبيل الفناء في القدسي و البقاء به كما قال صدر المتألهين - قدس سره - في الأسفار إنه لا هذا و لا ذاك بل بأن سبب الاتصال التام للنفس بالمبدإ لما كان من جهة فنائها عن ذاتها و اندكاك جبل إنيتها و بقائها بالحق فيرى الأشياء كما هي عليها في الخارج . و جري عادة يقول به الأشعري خطأ شديدا حيث يقول يجوز أن يعتقد بأن كل إنسان حيوان و كل حيوان حساس و لا يعتقد بأن كل إنسان حساس فيقول يجوز أن يتخلف هذا العلم عن ذينك العلمين عقلا إلا أن عادة الله جرت بأن يترتب عليهما. و العقل بفطرته الأصلية يكذب هذا. و ليست العلية توليدا هذا إبطال لمذهب المعتزلة حيث يقولون بالتوليد و إن حركة اليد مثلا مولدة لحركة المفتاح. كيف و ليست في السلسلة العرضية علية بنحو الإفاضة و إن كانت بنحو الإعداد إنما هي في السلسلة الطولية أي من الباطن إلى الظاهر و من باطن الباطن إلى الباطن و كل شيء بشيء محيط و المحيط بما أحاط هو الله الواحد القهار جل جلاله. و الكليات العقلية المتحصلة المتأصلة بالحقيقة عنوانات موجودات محيطة و أظلة مجردات مرسلة في عالم الإبداع على مذاق الإشراق تشاهد عن بعد و أحكامها صفاتها المذعنة للنفس و المصدقة بها كذلك.






















فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است