القرائة-2|185|شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآن...وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ



استماع قرائات مختلف آیه شریفه در الموسوعة القرآنیة




الحجة للقراء السبعة، ج 2،ص 274- 278

اختلفوا في تشديد الميم و تخفيفها من قوله جلّ و عزّ : وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ [البقرة/ 185]. فقرأ عاصم في رواية أبي بكر وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ مشدّدة . و روى حفص عن عاصم وَ لِتُكْمِلُوا خفيفة. و روى علي بن نصر و هارون الأعور و عبيد بن عقيل عن أبي عمرو وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ مشدّدة. و قال أبو زيد عن أبي عمرو كلاهما: مشددة و مخففة. و قال اليزيدي و عبد الوارث عنه: إنه كان يثقّلها، ثم رجع إلى التخفيف. و قرأ ابن كثير و نافع و ابن عامر و حمزة و الكسائي: وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ بإسكان الكاف خفيفة. قال أبو علي: حجة من قرأ: وَ لِتُكْمِلُوا : قوله : اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة/ 3] و قد قال أوس : عن امرئ سوقة ممّن سمعت به أندى و أكمل منه أيّ إكمال و من قال: وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ فلأن فعّل و أفعل كثيراً ما  يستعمل أحدهما موضع الآخر، فمن ذلك ما تقدم ذكره من: وَصّٰى و أوصى . و قال النابغة : فكمّلت مائة فيها حمامتها و أسرعت حسبة في ذلك العدد

قال أحمد: اتفقوا على تسكين لام الأمر إذا كان قبلها واو أو فاء في جميع القرآن. و اختلفوا إذا كان قبلها ثمّ. فقرأ أبو عمرو: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ [الحج/ 29] ثُمَّ لْيَقْطَعْ [الحج/ 15] بكسر اللام مع ثم وحدها. وَ لْيُوفُوا [الحج/ 29] ساكنة اللام، فَلْيَنْظُرْ [الحج/ 15] بالإسكان. و اختلف عن نافع فروى أبو بكر بن أبي أويس و ورش عنه: ثُمَّ لْيَقْضُوا ثُمَّ لْيَقْطَعْ بكسر اللامين مثل أبي عمرو. و روى المسيبي و إسماعيل بن جعفر و قالون و ابن جماز و إسماعيل بن أبي أويس مثل حمزة بإسكان اللامين. و قرأ ابن كثير و عاصم و حمزة و الكسائي بإسكان اللامين في الحرفين جميعاً و قال القوّاس عن أصحابه عن ابن كثير: ثُمَّ لْيَقْضُوا كسراً، و قال البزي: اللام مدرجة. و قرأ ابن عامر بتسكين لام الأمر فيما كان قبله واو أو فاء أو ثم في كل القرآن، إلا في خمسة مواضع كلها في الحج: ثُمَّ لْيَقْضُوا [الآية/ 29] ثم لْيَقْطَعْ [الآية/ 15] فَلْيَنْظُرْ [الآية/ 15] وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ [الآية/ 29] وَ لْيَطَّوَّفُوا [الآية/ 29] بكسر اللام و سائر ذلك بالإسكان . قال أبو علي: حجة من أسكن لام الأمر، إذا كان قبلها واو أو فاء: أنّ الواو و الفاء، لمّا كان كلّ واحد منهما حرفاً مفرداً، و لم يجز أن تفصل من الكلمة التي دخلت عليها، فتفصل منها بالوقف عليها أشبهت الكلمة التي أحدهما فيه المتصل نحو: كتف و شكس. فكما أن هذا النحو من الأسماء و الأفعال يخفّف في كلامهم بالتسكين، كذلك أسكنت اللام بعد هذين الحرفين. و ما يدل على أن الحرف إذا لم ينفصل ممّا دخل عليه تنزّل منزلة جزء من الكلمة قولهم: هؤلاء الضاربوه و الضاربوك، فحذفوا النون التي تلحق للجميع ، لما كانت النون حرفاً لا ينفصل من الكلمة، و علامة الضمير كذلك، فلم يجتمعا. و كذلك حرف اللين الذي للنّدبة، عاقب التنوين من حيث كان حرفاً لا ينفصل، كما كانت النون كذلك. و كما تنزّلت هذه الحروف منزلة ما هو من الكلمة من حيث لم تنفصل منها؛ تنزلت الواو و الهاء، منزلتهما، فحسن تخفيف الحرف بعدها، كما خفّف نحو: كتف و سبع. و ليس كذلك ثمّ، لأنها على أكثر من حرف فتفصل من الكلمة و يوقف عليها؛ فلم تجعلها بمنزلة الواو و الفاء لمفارقتهما لهما فيما ذكرنا. و أما وجه قول من أسكن اللام بعدها كما أسكن بعد الفاء و الواو، فهو أنّه جعل الميم من ثُمَّ بمنزلة الواو و الفاء من قوله: فليقضوا [الحج/ 29] فجعل فليقضوا من ثُمَّ لْيَقْضُوا بمنزلة (و ليقضوا) و هذا مستقيم، و إن كان دون الأول في الحسن. و مما يدلّك على جوازه قول الراجز : فبات منتصبا و ما تكردسا و قالوا: أراك منتفخاً فجعل تفخاً من (منتفخا) بمنزلة كتف فأسكنه كما أسكن الكتف، و مثل دخول الواو و الفاء على هذه اللام دخولهما على هو و هي: في نحو: وَ هُوَ اللّٰهُ [القصص/ 70] و لَهِيَ الْحَيَوٰانُ [العنكبوت/ 64] إلا أن الفصل بين اللام في نحو: فليقضوا ، و بين: وَ هُوَ أن اللام من لْيَقْضُوا ليس من الكلمة، و لكنّها جرت مجرى ما هو من الكلمة لمّا لم تنفصل منها، كما لم تنفصل الواو و الفاء و الهاء ، من - هو، و هي - من نفس الكلمة، إلا أنّ اللام لما لم تنفصل من الكلمة تنزّلت  منزلة الهاء التي من الكلمة. و من هذا الباب قول الشاعر : عجبت لمولود و ليس له أب و ذي ولد لم يلده أبوان و من ذلك ما أنشده أبو زيد : قالت سليمى اشتر لنا سويقا فما بعد التاء من قوله: «اشتر لنا سويقا» بمنزلة كتف؛ فهذا حجة لمن قال: ثُمَّ لْيَقْضُوا فأسكن.

 

 

                        مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 495
 [سورة البقرة (2): آية 185]
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه و من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر و لتكملوا العدة و لتكبروا الله على ما هداكم و لعلكم تشكرون (185)
القراءة
قرأ أبو بكر عن عاصم و لتكملوا بالتشديد و الباقون «لتكملوا» بالتخفيف و قرأ أبو جعفر العسر و اليسر بالتثقيل فيهما و الباقون بالتخفيف.
الحجة
حجة من قرأ «و لتكملوا» قوله اليوم أكملت لكم دينكم و من قرأ و لتكملوا فلأن فعل و أفعل كثيرا ما يستعمل أحدهما موضع الآخر قال النابغة:
         فكملت مائة منها حمامتها             و أسرعت حسبة في ذلك العدد.

 











فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است