قال ابن الأعرابي لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن و قال الزجاج هو صفة لما كان في غاية السلاسة يعني أنها سلسلة تتسلسل في الحلق و قيل سمي سلسبيلا لأنها تسيل عليهم في الطرق و في منازلهم تنبع من أصل العرش من جنة عدن إلى أهل الجنان عن أبي العالية و مقاتل و قيل سميت بذلك لأنها ينقاد ماؤها لهم يصرفونها حيث شاءوا عن قتادة
التحرير و التنوير، ج30، ص: 184
و مِزاجُهُ: ما يمزج به. و أصله مصدر مازج بمعنى مزج، و أطلق على الممزوج به فهو من إطلاق المصدر على المفعول، و كانوا يمزجون الخمر لئلا تغلبهم سورتها فيسرع إليهم مغيب العقول لأنهم يقصدون تطويل حصة النشوة للالتذاذ بدبيب السكر في العقل دون أن يغتّه غتّا فلذلك أكثر ما تشرب الخمر المعتقة الخالصة تشرب ممزوجة بالماء.
............
و تَسْنِيمٍ علم لعين في الجنة منقول من مصدر سنّم الشيء إذا جعله كهيئة السّنام.
و وجهوا هذه التسمية بأن هذه العين تصبّ على جنانهم من علوّ فكأنها سنام. و هذا العلم عربي المادة و الصّيغة و لكنه لم يكن معروفا عند العرب فهو مما أخبر به القرآن، و لذا قال ابن عباس لمّا سئل عنه: «هذا مما قال اللّه تعالى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة: 17]، يريد لا يعلمون الأشياء و لا أسماءها إلا ما أخبر اللّه به. و لغرابة ذلك احتيج إلى تبيينه بقوله: عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ، أي حال كون التسنيم عينا يشرب منها المقرّبون.
و الْمُقَرَّبُونَ: هم الأبرار، أي فالشاربون من هذا الماء مقربون.