کلام فیض در وافی

کلمات فیض قده-مقدمة سادسة از تفسیر صافي در بیان حدیث سبعة أحرف

الوافي، ج‏9، ص: 1778
9088- 6 الكافي، 2/ 631/ 16/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابه عن‏ البزنطي قال دفع إلي أبو الحسن ع مصحفا و قال لا تنظر فيه ففتحته و قرأت فيه لم يكن الذين كفروا فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم و أسماء آبائهم قال فبعث إلي ابعث إلي بالمصحف‏
بيان‏
لعل المراد أنه وجد تلك الأسماء مكتوبة في ذلك المصحف تفسيرا للذين كفروا و المشركين مأخوذة من الوحي لا أنها كانت من أجزاء القرآن و عليه يحمل ما في الخبرين السابقين أيضا من استماع الحروف من القرآن على خلاف ما يقرؤه الناس يعني استماع حروف تفسر ألفاظ القرآن و تبين المراد منها علمت بالوحي و كذلك كل ما ورد من هذا القبيل عنهم ع و قد مضى في كتاب الحجة نبذ منه فإنه كله محمول على ما قلناه و ذلك لأنه لو كان تطرق التحريف و التغيير في ألفاظ القرآن لم يبق لنا اعتماد على شي‏ء منه إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن تكون محرفة و مغيرة و تكون على خلاف ما أنزله الله فلا يكون القرآن حجة لنا و تنتفي فائدته و فائدة الأمر باتباعه و الوصية به و عرض الأخبار المتعارضة عليه.
قال شيخنا الصدوق طاب ثراه في اعتقاداته اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد ص هو ما بين الدفتين و ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك و مبلغ سورة عند الناس مائة و أربع عشرة سورة و عندنا و الضحى و أ لم نشرح سورة واحدة و لإيلاف و أ لم تر كيف سورة واحدة و من نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب ثم استدل على ذلك بما ورد في ثواب قراءة السور في الصلوات و غيرها و ثواب ختم القرآن كله و تعيين زمان ختمه و غير ذلك قال و قد نزل من الوحي الذي ليس بقرآن ما لو جمع إلى القرآن لكان‏ مبلغه مقدار سبع عشرة ألف آية و ذلك‏
مثل قول جبرئيل ع للنبي ص إن الله تعالى يقول لك يا محمد دار خلقي‏
و مثل قوله عش ما شئت فإنك ميت و أحبب ما شئت فإنك مفارقه و اعمل ما شئت فإنك ملاقيه- و شرف المؤمن صلاته بالليل و عزه كف الأذى عن الناس.
قال و مثل هذا كثير كله وحي ليس بقرآن و لو كن قرآنا لكان مقرونا به و موصولا إليه غير مفصول عنه كما كان أمير المؤمنين ع جمعه فلما جاء به قال هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم لم يزد فيه حرف و لا ينقص منه حرف فقالوا لا حاجة لنا فيه عندنا مثل الذي عندك فانصرف و هو يقول فنبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون «1» انتهى كلامه رحمه الله.
و يظهر من آخر كلامه هذا أنه حمل جمع أمير المؤمنين ص القرآن على جمعه للأحاديث القدسية المتفرقة و لعل ذلك لأنه لما وجده مخالفا لما اعتقده و لم يكن له سبيل إلى رده أوله بذلك و أنت خبير بأن حديث الجمع على ما نقله الثقات بألفاظ كثيرة متفقة المعنى لا يقبل هذا التأويل بل هو إلى ما أولنا به نظائره أقرب منه إلى ذلك و يأتي لهذا مزيد بيان.
و أشار في أول كلامه إلى إنكار ما قيل إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد ص بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله و منه ما هو محرف مغير و قد حذف منه شي‏ء كثير منها اسم أمير المؤمنين ع في كثير من المواضع و منها غير ذلك و إنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله و عند رسوله ص و قد روى ذلك كله علي بن إبراهيم في تفسيره‏
و روى بإسناده عن الباقر ع أنه قال ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن إلا وصي محمد ص‏ و بإسناده عن الصادق ع أنه قال إن رسول الله ص قال لعلي ع يا علي القرآن خلف فراشي في الصحف و الحرير و القراطيس فخذوه و اجمعوه و لا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي ع فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه في بيته و قال لا أرتدي حتى أجمعه قال كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه قال و قال رسول الله ص لو أن الناس قرءوا القرآن كما أنزل ما اختلف اثنان.
أقول و في قوله ص قرءوا القرآن كما أنزل إشارة إلى صحة ما أولنا به تلك الأخبار و مما يدل على ذلك أيضا قول الباقر ع في رسالته إلى سعد الخير التي يأتي ذكرها في كتاب الروضة و كان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه و حرفوا حدوده فهم يروونه و لا يرعونه و الجهال يعجبهم حفظهم للرواية و العلماء يحزنهم تركهم للرعاية فإن في هذين الحديثين دلالة على أن مرادهم ع بالتحريف و التغيير و الحذف أنما هو من جهة المعنى دون اللفظ أي حرفوه و غيروه في تفسيره و تأويله يعني حملوه على خلاف مراد الله تعالى فمعنى قولهم ع كذا نزلت أن المراد به ذلك لا ما يفهمه الناس من ظاهره و ليس مرادهم أنها نزلت كذلك في اللفظ فحذف ذلك كذلك يخطر ببالي في تأويل تلك الأخبار إن صحت فإن أصبت فمن الله تعالى و له الحمد و إن أخطأت فمن نفسي و الله غفور رحيم.
و قد استوفينا الكلام في هذا المعنى و فيما يتعلق بالقرآن في كتابنا الموسوم بعلم اليقين فمن أراده فليراجع إليه‏




[7]
9089- 7 الكافي، 2/ 634/ 28/ 1 علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن القرآن الذي جاء به جبرئيل ع‏ على محمد ص سبعة آلاف آية «1»

بيان‏
قد اشتهر اليوم بين الناس أن القرآن ستة آلاف و ستمائة و ست و ستون آية
و روى الطبرسي رحمه الله في تفسيره المسمى بمجمع البيان عن النبي ص أن القرآن ستة آلاف و مائتان و ثلاث آية
فلعل البواقي تكون مخزونة عند أهل البيت ع و تكون فيما جمعه أمير المؤمنين ع أو جاء الاختلاف من قبل تحديد الآيات و حسابها أو تكون مما نسخ تلاوته.
قال السيد حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسني طاب ثراه في تفسيره الموسوم بالمحيط الأعظم إن أكثر القراء ذهبوا إلى أن سور القرآن بأسرها مائة و أربع عشرة سورة و إلى أن آياته ستة آلاف و ستمائة و ست و ستون آية و إلى أن كلماته سبعة و سبعون ألفا و أربعمائة و سبع و ثلاثون كلمة و إلى أن حروفه ثلاثمائة آلاف و اثنان و عشرون ألفا و ستمائة و سبعون حرفا و إلى أن فتحاته ثلاثة و تسعون ألفا و مائتان و ثلاثة و أربعون فتحه و إلى أن ضماته أربعون ألفا و ثمانمائة و أربع ضمات و إلى أن كسراته تسع و ثلاثون ألفا و خمسمائة و ستة و ثمانون كسرة و إلى أن تشديداته تسعة عشر ألفا و مائتان و ثلاثة و خمسون تشديدة و إلى أن مداته ألف و سبعمائة و أحد و سبعون مدة و إلى أن همزاته ثلاثة آلاف و مائتان و ثلاث و سبعون همزا و إلى أن ألفاته ثمانية و أربعون ألفا و ثمانمائة و اثنان و سبعون ألفا إلى بيان عدد سائر حروفه الثمانية و العشرين طويناها حذارا من التطويل‏
__________________________________________________
(1). كذا في الأصل و لكن في المطبوع و المخطوطات من الكافي سبعة عشر الف آية و للشارحين بيانات في المقام لا يسعنا ذكرها. «ض. ع».