بسم الله الرحمن الرحیم

الجزائر تضع ضوابط جديدة خاصة بإستيراد المصاحف والكتب الدينية

فهرست مباحث علوم قرآنی



قرآن كريم مصاحف حفص عن عاصم ممنوعة من التسويق في الجزائر


أخبار الوطن أرشيف
الجزائر تضع ضوابط جديدة خاصة بإستيراد المصاحف والكتب الدينية
وطنية نيوز 24 يناير، 2017
الجزائر تضع ضوابط جديدة إستيراد المصاحف والكتب الدينية
سطيف:معيزة لامية
وضعت الحكومة الجزائرية ضوابط وشروطا جديدة للراغبين في إستيراد الكتب الدينية والمصاحف، تلزمهم عبرها بضرورة الحصول على ترخيص مسبق من وزارة الشؤون الدينية وذلك لتفادي ما سمته “الفوضى الكبيرة” في إستيراد ذلك النوع من الكتب.

ويجبر المرسوم التنفيذي الذي وقّعه الوزير الأول عبد المالك سلال كل “شخص يريد إستيراد الكتاب الديني على جميع الدعائم عدم الشروع في أيّ إجراء قبل حصوله على الترخيص المسبق”.

وحدد المرسوم الصادر يوم الأحد الماضي ،في آخر عدد من الجريدة الرسمية شروطا عدة، منها عدم مساس المضامين الكتب الدينية المراد إستيرادها بالوحدة الدينية للمجتمع، وبالمرجعية الدينية الوطنية والآداب العامة والحقوق والحريات الأساسية.

وقررت لجنة القراءة التابعة لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية حسب النص في “طلبات الترخيص المسبق لإستيراد الكتاب الديني من خلال الإطلاع على محتوى الكتب المراد إستيرادها والتحقق من خلوها من عبارات الإساءة إلى الوحدة الدينية والمرجعية الوطنية للجزائريين”.

ويلزم المرسوم “الراغبين في إستيراد الكتاب الديني بإرفاق الطلب بنسخة واحدة من الكتاب المراد إستيراده رفقة بطاقة معلومات عن الكتاب”.وتتولى وزارة الشؤون الدينية عبر لجنة القراءة كما جاء في القرار سحب الرخصة من المستورد في حال ثبوت مخالفته للشروط، كما سيجري حجز الكتاب الديني أو إتلافه.

وينص مرسوم آخر بالعدد ذاته من الجريدة الرسمية على أن الراغبين في إستيراد “المصحف الشريف” وطبعه وتوزيعه ونشره من الأشخاص والهيئات والأجنبية والممثليات الدبلوماسية والقنصلية المعتمدة وكذا المراكز الثقافية الأجنبية المعتمدة بأخذ الموافقة المسبقة من وزارة الشؤون الدينية.كما يشترط المرسوم خلو المصحف الشريف من الأخطاء، ومراعات رواية “ورش” عن الإمام نافع المشهورة في الجزائر ودول المغرب العربي.






بعد ورود أخطاء بالمصحف الشريف

بعد ورود أخطاء بالمصحف الشريف
ناشر الحاذق الصغير يرد ويكشف المستور
نزيهة م
نشر في المشوار السياسي يوم 05 - 08 - 2018

كشف الشيخ عبد المجيد بن علي رياش، مدير دار ابن الحفصي للنشر، وكاتب مصحف الحاذق الصغير الذي أمرت وزارة الشؤون الدينية بسحبه، أن بعض عناوين مصاحف في الجزائر وجدت فيها أخطاء بالجملة لكن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لم تحرك ساكنا!. وأوضح رياش خلال تصريح إعلامي، أن الوزارة الوصية سلمته ترخيصا بطباعة كتاب الحاذق الصغير ، نافيا وجود خطأ، داعيا القائمين على وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بتقديم الدليل على ورود أخطاء في المصحف الذي يطبعه، فيما شكك في صحة البلاغ الصادر من وزارة الشؤون الدينية، وقال أن المصاحف الرسمية المطبوعة من قبل الجهات الرسمية الوصية، تحت إشراف الشؤون الدينية، تحتوي أخطاء غير مسموحة، الأمر الذي أدخل كلاما غريبا، وغير في مدلول بعض المعاني، وأن نداءاته بالتصويب وتدارك تلك الأخطاء لم تجد آذانا لدى الجهات الوصية. وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد أصدرت أول أمس تعليمات دعت فيها لسحب نسخ المصحف الشريف الموسومة مصحف الحاذق الصغير المتداولة في الجزائر، والتي ضبطها ونسقها عبد المجيد رياش، وبررت الوزارة ذلك بأنها تتضمن أخطاء.
وبحسب بيان صادر عن الوزارة، فإن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تنبه إلى ورود أخطاء في هذا المصحف بعدما نشرته دار ابن الحفصي للطباعة والنشر لصاحبها عبد المجيد رياش. وطالبت الهيئة جميع أئمة المساجد، يضيف البيان، بسحبه من رفوف المصاحف، ودعت جميع أساتذة القرآن الكريم في المدارس القرآنية والزوايا إلى منع تداوله بين الطلاب، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لدى جميع الجهات ذات الصلاحية لمنع هذا المصحف من التداول، كما قامت الوزارة بإجراءات خاصة لسحب رخصة طبع هذه النسخ.
وقد أثرت الأخطاء الموجودة في المصاحف التي دخلت الجزائر في الفترة الكثيرة من المشاكل والتساؤلات حول دور مصالح الوزير، محمد عيسى، في حماية المرجعية الدينية التي أقر الوزير سابقا بأنها مستهدفة. وجدد إنهاء وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، لمهام اللجنة الوطنية لمراقبة وتصحيح المصحف الشريف جدلا حول دخول عدد كبير جدا من المصاحف برواية حفص للجزائر وبرخصة من مصالحه، التي خالفت القانون المعمول به والذي يسمح بدخول المصاحف من رواية ورش فقط، فيما وصف مسؤول بالوزارة قرار عيسى ارتجالي وسيترتب عليه عدة مشاكل في المستقبل بما فيها تعطيل مصالح الوزارة، وكذا مستوردي المصاحف الذين يجدون أنفسهم مجبرين على الانتظار لعدة شهور في انتظار تشكيل لجنة جديدة وموافقة الأمانة العامة للحكومة عليها ثم صدورها في الجريدة الرسمية، مؤكدا أنه كان يجب إقالة مدير التوجيه الديني الذي أمضى على رخصة إدخال المصاحف برواية حفص.







********************
النهارانلاین
أخبار الجزائر
منع المصاحف برواية‮ ‬حفص ‬في‮ ‬المساجد‮!
بقلم زايدي‮ ‬أفتيس
نشر في 25 جانفي 2013 - 23:30
منع المصاحف برواية‮ ''‬حفص‮'' ‬في‮ ‬المساجد‮!‬
عدة فلاحي‮: ”‬منع إدخال الكتب إلى بيوت الله دون مراقبة من قبل الإمام واللجنة‮”‬
وجهت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف،‮ ‬تعليمات لأئمة المساجد والقيّمين عليها،‮ ‬من أجل تشجيع نشر المصاحف المطبوعة برواية‮ ”‬ورش‮”‬،‮ ‬في‮ ‬كافة بيوت الله،‮ ‬حفاظا على التراث الإسلامي‮ ‬العريق في‮ ‬الجزائر،‮ ‬المستهدف من قبل أناس‮ ‬يتعمدون نشر روايات أخرى للقضاء عليها نهائيا،‮ ‬كما أمرت الوزارة الوصية بمراقبة كل الكتب والمصاحف التي‮ ‬يتم التبرع بها من قبل جميع المحسنين لصالح المساجد،‮ ‬إذ‮ ‬يشترط على كل من‮ ‬يريد وضع هذه الكتب في‮ ‬مكتبات تسليمها للإمام أو لجنة المسجد،‮ ‬ليتم التأشير عليها بختم المسجد‮. ‬أكد المستشار الإعلامي‮ ‬لوزارة الشؤون الدينية،‮ ‬عدة فلاحي،‮ ‬في‮ ‬اتصال بـ‮”‬النهار‮”‬،‮ ‬أنه تم توجيه تعليمات خاصة من أجل تشجيع إدخال كتب القرآن الكريم المطبوعة برواية‮ ”‬ورش‮”‬،‮ ‬حفاظا على التراث الإسلامي‮ ‬العريق لمنطقة شمال إفريقيا،‮ ‬مضيفا أن هذا الإجراء تقوم به كل الدول الإسلامية في‮ ‬العالم لتحافظ عن تراثها‮.
‬وفي‮ ‬السياق ذاته،‮ ‬قال عدة فلاح إن كتب القرآن الكريم المطبوعة برواية‮ ”‬ورش‮” ‬مستهدفة،‮ ‬وهناك من‮ ‬يتعمّد إفراغ‮ ‬المساجد من هذه الرواية واستبدالها برواية‮ ”‬حفص‮”‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن هذا الأمر مخطط وغير مقبول،‮ ‬واستشهد المسؤول بحادثة وقعت للوزير شخصيا،‮ ‬حيث قام هذا الأخير بوضع كتب للقرآن برواية ورش،‮ ‬لكنه عندما عاد إلى المكان نفسها وجدها قد استبدلت بروايات‮ ”‬حفص‮”.‬وأوضح المتحدث،‮ ‬أن الوزارة تعمل على الحد من الروايات الأخرى المتداولة في‮ ‬المساجد،‮ ‬إذ تقوم بطبع المصاحف برواية‮ ”‬ورش‮” ‬وتشجيعها،‮ ‬حتى تصبح كل المساجد تحوي‮ ‬على الروايات الخاصة بالمرجعية الإسلامية الخاصة بالدولة،‮ ‬لكنها ستتصدى لكل المحاولات التي‮ ‬تستهدف التراث الديني،‮ ‬مضيفا أن كل هذه الأشياء،‮ ‬يتم التخطيط المتعمد لها،‮ ‬من قبل أشخاص لهم‮ ‬غاية،‮ ‬لكن‮ -‬حسبه‮- ‬هذا شيء‮ ‬غير مقبول‮.‬
وفي‮ ‬سياق ذي‮ ‬صلة،‮ ‬أعلن فلاحي‮ ‬أن الوزارة قامت باتخاذ هذه الإجراءات بعد تسجيل خروقات في‮ ‬العديد من المساجد،‮ ‬حيث تتواجد فيها كتب ومصاحف‮ ‬غير مؤشر عليها من قبل لجنة المسجد مما‮ ‬يعني‮ ‬أنها دخلت بطريقة‮ ‬غير سوية،‮ ‬وقد تؤدي‮ ‬هذه الأخيرة إلى إدخال مصاحف قد تكون محرفة،‮ ‬إضافة إلى إدخال قصاصات وكتب من تيارات ومذاهب مختلفة،‮ ‬وكتب تدعو إلى التطرف والإرهاب‮. ‬وأكد عدة فلاحي‮ ‬أن الوزارة شددت على متابعة كل ما‮ ‬يوضع في‮ ‬المسجد،‮ ‬لأن عامة الناس‮ ‬يعتبرون ذلك مقدسا ومسلما به،‮ ‬لذا فإنها وضعت إجراءات صارمة لذلك،‮ ‬لمنع استغلال ذلك من قبل أشخاص للترويج لأفكار مغرضة لا تخدم العقيدة الصحيحة للدين الإسلامي،‮ ‬والتي‮ ‬سجلت نشاطا كبيرا خلال السنوات الأخيرة في‮ ‬الجزائر،‮ ‬وعليه دعت الوزارة الأئمة إلى ضرورة مراقبة دورية للكتب المتواجدة بالمكتبات سواء كانت مصاحف أو كتب فقهية،‮ ‬أو حتى‮ ‬قصاصات صغيرة،‮ ‬المخصصة لكيفية تعليم الصلاة أو التي‮ ‬تتضمن توجيهات دينية‮.‬ ‮ ‬

رابط دائم : https://nhar.tv/BK1og




**********************
الينبوع الذهبي الثقافي
منتديات متنوعة تجمع بين المتعة والفائدة
أدركوا مصحف ورش في الجزائر!
مُساهمةموضوع: أدركوا مصحف ورش في الجزائر! Emptyالسبت 18 يونيو 2011 - 12:18
التاريخ: 23-2-1428 هـ
الموضوع: الشهاب الثقافي
د/مصطفى بن حموش*
مما يجلب انتباه الزائر لمدينة الجزائر أيامنا هذه، عزوف بعض الأئمة الأحداث قراءة القرءان برواية ورش و استبدالها بحفص، مع أن الأولى أشهر في ربوع البلاد على الإطلاق رسخت فيها منذ دخول الإسلام، بل و في شمال إفريقيا قاطبة كما سنوضح ذلك.
و من أطرف ما سمعت من أعذار من خطيب جمعة بعد أن ناقشته في المسألة أن يذكر لي أن سبب ذلك هو شهرة رواية حفص عن غيرها في العالم المعاصر، ثم أردف يقول بشيء من الاستنكار أن ورش أقرب إلى العامية عندنا حيث لا ينطق بالهمزة و هي تختلف في كتابتها عن الكتب المدرسية، و هو بذلك يشكك في صحتها، و أخاف أن يكون المسكين قد اعتقد أنها من صنع الزوايا في الجزائر، و لا تنمي إلى المدينة المنورة، مكان تلقي الوحي.
و في مناسبة أخرى ذكر لي أستاذ بالجزائر العاصمة أنه رأى بعض المساجد قد سحب منها قصدا المصحف المكتوب برواية ورش و استبداله بحفص. و قد لاحظت الشيء نفسه في مساجد أخرى بمدينة البليدة. و قد عزوت ذلك في البداية إلى قلة طباعة المصحف في بلادنا ثم غلائه في السوق خاصة المستورد من لبنان، في مقابل الكم المعتبر من المصاحف التي تأتي من السعودية عن طريق الحج أو الاستيراد و التي توزع مجانا. و قد أدركت فيما بعد أن عملية السحب الخفية من بعض المساجد تحدثت بالفعل يقوم بها شباب يدّعون الانتماء إلى السلفية، و هم على شاكلة صاحبنا السابق الذين يعتبرون المصحف على رواية ورش بدعة محلية يجب التصدّي لها، و لا غرو فقد أصبحت رواية ورش بل و العلوم الشرعية في غياب المؤسسات التعليمية الجادة و القوية و هجرة العلماء و تهميش الباقي منهم في البلاد ضحية التصرف الأعمي لهذا الشباب التائه.
إن الموضوع لدى بعض القراء و المثقفين، و حتى أئمة المساجد الخطباء قد يبدو هامشيا، حيث لا يعيرون له اهتماما طالما أنه كله قرءان. و في أحيان أخرى التي ينقبض له القلب و يقشعر لها الجسم حين تسمع بعض الأئمة الخطباء في المساجد الكبرى و في صلاة الجمعة التي تجمع الآلاف وراءهم يخلطون دون وعي بين القراءتين، مما يبيّن غياب علم القراءات بأكمله، أو التساهل في توظيف الأئمة في علم واجب عليهم وجوب العين، و هو ما يستدرجنا لعرض نبذة تاريخية عن الموضوع.

كيف انتشرت رواية ورش في بلادنا؟
تنسب القراءة إلى عثمان بن سعيد المصري (ت 297 هـ) الذي لقبه أستاذه نافع بالمدينة المنورة باسم ورش لشدة بياضه. فقد رحل من بين الكثيرين إلى المدينة المنورة للتعلم على يد أستاذه نافع المدني (ت169 هـ) الذي أخذ بدوره القرءان عن سبعين تابعي، و هو نفسه الذي أخذ عنه الإمام مالك. أما عن كيف انتشار رواية ورش في شمال إفريقيا، فقد كان المغاربة والأندلسيون يقرأون القرآن الكريم برواية هشام عن ابن عامر ما يزيد على القرن، ثم تحولوا مدة إلى قراءة حمزة، و بعدها إلى رواية ورش عن نافع بطريق أبي يعقوب الأزرق بعد أن استقرت هذه الرواية بمصر ثم القيروان وانتشرت بعد ذلك في ربوع الغرب الإسلامي بما فيه الأندلس.
ومن بين من ساهموا في إدخال قراءة نافع إلى الغرب الإسلامي العالم الأندلسي أبي محمد غازي بن قيس الأندلسي (ت 199هـ/814م) ، الذي رحل من قرطبة إلى المدينة فأخذ القراءة مباشرة عن الإمام ورش روايته و نشرها بالمغرب والأندلس. و مما يذكر عن هذا العالم أنه صحَّحَ مصحفه على مصحف نافع ثلاث عشرة مرة، فكان من أكثر المصاحف ضبطا في الرسم وفي القراءة. و قد نشأت بعد ذلك مدرسة المغرب و الأندلس في القراءات. و كان عطاء المدرسة غزيرا في مجال القراءة وعلومها، عن طريق علماء مشهورين أمثال مكي بن أبي طالب بن حموش، وأبي عمرو الداني و ابن فره الشاطبي، الذين تلقف علماء القراءات كتبهم فعكفوا عليها فهما وتدريسا وشرحا و لا تزال بعض متونهم و تآليفهم تدرس في مختلف المدارس القرآنية و الجامعات. و بعد ذلك أصبحت قراءة نافع برواية ورش إحدى الروايات التي تواتر بها النقل في بلاد المغرب جيلا بعد جيل، إذ كان لها عند أهل إفريقيا و الأندلس مكانة و شأنا لا تنازعه فيها أيّة قراءة أخرى.
و يكفي لمعرفة صحة رواية ورش أن الإمام مالك قد تعلّم على يدي نافع و ذكر أنه إمام الناس في القراءة، و أن قراءته من السّنّة. كما روي عن الإمام مالك أنه كان يكره القراءة بالنبر (أي بتحقيق الهمز)، باعتبار ما جاء في السيرة من أن رسول الله (ص) لم تكن لغته الهمز، أي لم يكن يظهر الهمز في الكلمات المهموزة مثل: مومن، ياجوج وماجوج، الذيب، و هو ما يجعلنا نعتقد أن قراءة نافع هي لغة مجتمع المدينة المنورة في العهد النبوي و قبله و بعده.
فالمعروف أن الإمام مالكا قد أقام بالمدينة المنورة و استقى فقهه من علمائها بل و انفرد بركن "عمل أهل المدينة" كمصدر للتشريع، حيث رأى أن أعمال مجتمع أهل المدينة في وقته ما هو إلا رسوخ للأحكام الفقهية النبوية في الممارسة اليومية التي جرى العرف بالعمل بها. و من المعلوم أن المدينة المنورة قد حفظت وحدتها الاجتماعية و الثقافية بعيدا عن الأحداث الكبرى بالمقارنة مع الحظائر الإسلامية الأخرى مثل الكوفة و البصرة و الشام و مصر. و بخلاف ذلك فقد سئل الإمام مالك يوما عن الكوفة، فقال تمنيت لو أراحنا الله منها، و ذلك بسبب ما حدث فيها من ويلات لا تزال الأمة تعاني منها إلى يومنا. و مع ذلك فقد كانت الكوفة مهدا للكثير من علوم اللغة و القراءات و الخطوط، و هي كذلك منشأ رواية حفص بن سليمان الأسدي التي أخذها عن عاصم (ت 127هـ).

ما هي دوافع العزوف عن رواية ورش و معاداتها؟
في البداية يمكن اعتقاد انتشار رواية حفص التي تبنتها بلدان المشرق و بخاصة مصر و السعودية العامل الرئيسي لتراجع رواية ورش. و مع ذلك فإن الرواية لا تزال تتصدر معظم بلدان شمال إفريقيا و وسطها مثل السينغال و النيجر و مالي و نيجيريا. فبالإضافة إلى وسائل الإعلام السمعية و البصرية التي تعتمد على رواية حفص، فإن المصاحف المستوردة خاصة من الحرمين باستثناء إحدى الطبعات، كلها مكتوبة على رواية حفص، و التي توزع مجانا. و لذلك فإن الكثير من الشباب الحريص على حفظ القرءان و الذي يفقد في نفس الوقت الشيخ المعلم، يلجأ مباشرة إلى الكتاب أو إلى سماع الأشرطة لمختلف القراء المشهورين. و يبدو ذلك جليا عند بعضهم حين يتمادى في التقليد و الأداء طبق الأصل الذي أخذ منه؛ إن كان من مصر مثل عبد الباسط و الحصري و المنشاوي، أو من الحجاز مثل السديسي و الحذيفي إمعانا في تبيان انتمائه المذهبي و أحيانا الإسلامي الحركي.
و في ظل الصراع المذهبي، يلجأ الكثير من الشباب إلى العدول عن القراءة المشهورة بدافع المخالفة. فطالما أن رواية ورش قد لازمت المذهب المالكي في البلاد كان لا بد لها أن تلقى نفس العداوة عند دعاة اللا مذهبية. فعند بعض الشباب أن الصحيح من الدين هو كل ما يأتي من بلاد الحرمين أو من مصر. و قد أعجبني رد أحد المثقفين المعاصرين الذي ضاق ذرعا بهذا التوجه و بدافع الحنق على السلفية حين تشادّ مع بعض الإخوة في الحجاز في مؤتمر علمي. فقال لهم بما معناه أن الصحابة قد تفرقوا في البلاد بعد وفاة الرسول (ص) سعيا وراء الفتوحات و لم يبق منهم في الحجاز إلا العجزة. و حيث تفرّقوا في الأمصار لنشر الدين، فقد تركوا بلادكم و جاءوا إلينا بالدين الصحيح و دفنوا عندنا و في الأقاليم الإسلامية الأخرى، و إلا لم يكن ليصلنا الإسلام و لا ليذهب إلى أقاصي آسيا مثل أندونيسيا و ماليزيا.
إن رواية ورش كذلك غدت ضحية انهيار ثقة الشباب في المؤسسات الحكومية الرسمية، و بخاصة وزارة الشؤون الدينية التي تعتبر لسان حال الحكومة و خادمة السلطة الرسمية و الواقفة دائما بجانب الحاكم. و لذلك فإن كل ما يرتبط بها أو يأتي منها يصبح محل ريبة و مادة للرفض. فمن مواقف هذه الوزارة الحديثة أن راحت خلال محاولة فرض بعض أحكام قانون الأحوال الشخصية المتعلق بإلغاء الولي في عقود الزواج و منع تعدد الزواج تدافع عن المشروع و تبرّره بمختلف الآراء الشاذة لتمريره بسهولة على البرلمان. و لذلك فإنه حري بمثل هذه المؤسسة أن تسحب -حسب رأي هؤلاء الشباب- أية ثقة فيها بما في ذلك طباعة المصاحف على رواية ورش. فلا يستبعد من هذا المنظور و من قبيل التنكيت أن يعتقد بعض الشباب أن رواية ورش من وضع وزارة الشؤون الدينية أو على الأقل خروجا عن هيمنتها!
و من دوافع تنكر بعض الشباب في الجزائر لرواية ورش، ارتباطها بالقراءة الجماعية التي جرى العرف عليها في المساجد و في المجالس العلمية و المناسبات المختلفة. و لعل هذا الارتباط السلبي يكون أوضح و أشنع –في تصور هؤلاء الشباب- عند سماع القراءة بذلك الإيقاع الجماعي في مناسبات التعازي و في الجنائز مما يجعل تلك القراءة في مخيلة هؤلاء مرتبطا بالبدع و الخرافات و القبور التي طالما حاربتها الحركة الوهابية.
و لكون مدارس تحفيظ القرءان في بلاد إفريقيا عموما مرتبط بالزوايا التي نشأت بدورها في ظل الطرق الصوفية و حول أضرحة الأولياء الصالحين، فإن الانطباع الذي يرسخ في ذهن هؤلاء الشباب ارتباط رواية ورش بهذه المؤسسات الدينية التقليدية. هذا مع العلم أن كل الزوايا التي تخرج الأئمة حاليا في الجزائر تعتمد رواية ورش دون غيرها. ولعل طريقة التدريس التي تعتمد على أقلام القصب و الألواح المطلية بالطين و الكتابة بالسمخ و هو الصوف المحترق المضاف إليه الماء، برغم نجاعتها في التحفيظ بفعل رسوخ الرسم في ذهن الطالب، لا تستهوي أفئدة الشباب الذين تعودوا على الاتكاء إلى أعمدة المساجد و الحفظ من المصحف.
و لا نستبعد كذلك دور قنوات الإذاعة و التلفزيون خلال عروضها الافتتاحية للمصحف المصوّر الذي يوضح الأحكام خلال الترتيل. فباستثناء القنوات المغربية و بخاصة القناة السادسة و الموريتانية التي تعتمد رواية ورش فليس هناك أية قنوات مغاربية أخرى تقوم بذلك. و لعل القنوات الجزائرية الثلاث مثال على الجهل بهذا الاختلاف و غمط حق هذه الرواية التي تعود بالتأكيد إلى قلة التنسيق بين وزارة الشؤون الدينية التي تحرص على العمل بكل ما هو مشهور و حصص البرامج الدينية المتلفزة.

لماذا الدفاع عن ورش؟
إن حرصنا على ثبات رواية ورش في بلادنا ليس من باب التعصب المذهبي بقدر ما هي حرص على أحد مكونات التماسك الاجتماعي الذي يتميّز به مجتمعنا في الجزائر، بل و دول المغرب بأكملها. فبالإضافة إلى كونها إحدى القراءات المشهورة و المعتمدة لدى المسلمين على مرّ التاريخ و في كل البقاع التي انتشر فيها الإسلام، فقد تفاعلت رواية ورش مع لسان المجتمعات حتى غدت سمة من سمات لهجاتها و طبعا في لغتها الدارجة و حتى العربية الفصحى مما يجعلها إحدى مكونات الشخصية المغاربية المميّزة و الرابطة لشعوبها.
فالتفريط في رواية ورش هو أساسا تفريط في إحدى المعالم الإسلامية الشرعية ثم في مقوماتنا الثقافية و نسيجنا الثقافي المتجانس الذي لا تبرّره الحجج العلمية أو الواهية المذكورة. فالمعروف أن الوحدة الثقافية للمجتمعات تتكون من المعقتدات و اللغة و التاريخ و الأعراف السلوكية، مما يجعل رواية ورش عن نافع في بلادنا هي إحدى هذه المكونات. والعكس كذلك صحيح، فإهمال ما تعوّد الناس على سماعه سيكون ذريعة التهارج في المساجد، وباب فتنة لمن لا يدرك الاختلاف في القراءات، و هو ما يحدث فعلا في بعض المساجد.
إن بلادنا قد عانت الكثير من المسخ الثقافي و تخريب منظومتها الثقافية و الفكرية على يد المحتل الفرنسي الذي بذل قصارى جهده في محو أي مرجع ثقافي بغية مسخ مجتمعها و فصله عن باقي البلدان العربية و الإسلامية. و قد نجح إلى حد بعيد في تمكين العجم من اللسان الجزائري و إضعاف انتماءه و مسخ هويته. و لذلك فإن الإمعان في تشتيت الساحة الإسلامية بالمذاهب الفقهية و اللغوية ما هو في الحقيقة إلا تمديد في رحلة الضياع الثقافي و الفوضى و محاربة للاستقرار. و ليس أدل على ما نقول بما يحدث حاليا من الفوضى الفقهية و المذهبية التي تفتح باب الصراع و توسع دائرة التآكل الداخلي. و لعل مقولة ابن خلدون الشهيرة في "أن البلدان التي تكثر فيها الطوائف قل أن تستحكم فيها الدول" و إسقاطها على العديد من الدول عبرة لنا في هذا الشأن.
________________________________________
*جامعة البحرين : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مراجع البحث:
علم القراءات د/نبيل بن ننحمد إبراهيم آل إسماعيل، مكتبة التوبة، الرياض، 2000.
كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها و حججها لمؤلفه أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق د/محي الدين رمضان، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1997.
موقع وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، المملكة المغربية.
________________________________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amare.catsboard.com
أدركوا مصحف ورش في الجزائر!










الرئيسية » الجزائر » مصاحف رواية حفص ممنوعة..وورش هو البديل
مصاحف رواية حفص ممنوعة..وورش هو البديل
24 يناير 2017آخر تحديث : الثلاثاء 24 يناير 2017 - 12:48 مساءً
مصاحف رواية حفص ممنوعة..وورش هو البديل
صدر في الجريدة الرسمية مرسوم تنفيذي جديدة يؤطر كيفية طبع ونشر نسخ المصحف الشريف.
المرسوم وضع شروطا وضوابط أيضا لكيفية الترخيص للعاميلن في هذا المجال، والتي منها ضرورة حصول المعني على ترخيص مسبق قبل الشروع في أي خطوة لطبع أو نشر المصحف ولا حتى استيراده، كما لابد أن يكون المصحف منقحا ومحققا وسليما من الأخطاء إضافة إلى إلزامية أن يكون برواية ورش ويتماشى مع ثقافة ومرجعية المنطقة والبلاد.

عبد الرحمن-- 23rd يناير 2017, 17:01
رد
لا حول و لا قوة إلا بالله.. تمنعون المصاحف برواية الإمام حفص؟؟ ما المبرر؟؟
اوليس القرآن قرآنا بالروايات الأخرى؟؟ أهذا هو التفتح الثقافي الذي تنادون إليه؟؟ ليس وجود الرويات هو سبب التمزق و ليس الخوف منها.
الخوف من الجهل و من أشباه العلماء و تغييب العلماء الربانيين.












****************
ارسال شده توسط:
احمد رضا امینی
Tuesday - 28/12/2021 - 14:4

نکته ای که به ذهن می رسد این است که شما میخواهید از این واقعه به چه چیزی برسید؟

اگر مقصودتان این است که استفاده کنید پس تواتر قرائات صحیح است این که قطعا ثابت نمیشود و شما هم به دنبال این نتیجه از این واقعه نیستید 

اگر میخواهید بفرمایید این ذهنیت پاک بشود که فکر میکنید فقط و فقط قرائت حفص از سابق در جوامع اسلامی بوده و اثبات کنید در جوامع دیگر از قدیم الایام‌ قرائات دیگر رایج بوده ؟ باز این واقعه چطور اثبات قدمت رواج این نوع قرایت را دارد 

شاید از ۵۰۰ سال قبل این قرائت محرف در الجزایر رایج شده باشد 

شاید از ۴۰۰ سال قبل ؟؟

اگر استدلالتان تتمه ای دارد حتما استفاده خواهم کرد 

امینی 






****************
ارسال شده توسط:
حسین
Tuesday - 28/12/2021 - 17:35

در صفحات متعدد از این مباحث علوم قرآنی، شواهد عدیدة آورده شده که تعدد قرائات سابقه قدیمی دارد، مثلا :

http://amafhhjm.ir/wp/almobin/Amafhhjm/q-tfs-000-000/q-tfs-000-008-00200.html

http://amafhhjm.ir/wp/almobin/Amafhhjm/q-tfs-000-000/q-tfs-000-008-00050.html

http://amafhhjm.ir/wp/almobin/Amafhhjm/q-tfs-000-000/q-tfs-000-008-00220.html