بسم الله الرحمن الرحیم

القراءات

فهرست مباحث علوم قرآنی
قراءات سبع و عشر و...
قراء سبعة--عشرة--اربعة عشر



النشر في القراءات العشر (1/ 6)
وقد ذكر الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في أول كتابه في القراءات: من نقل عنهم شيء من وجوه القراءة من الصحابة وغيرهم، فذكر من الصحابة أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليا، وطلحة، وسعدا، وابن مسعود، وحذيفة، وسالما، وأبا هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله، ومعاوية، وابن الزبير، وعبد الله بن السائب، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وهؤلاء كلهم من المهاجرين، وذكر من الأنصار أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبا الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبا زيد، ومجمع بن جارية، وأنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين.




قراءات سبع


شنیدم که عبدالباسط قرائت کرد: انا نبشرك بغلام بدون تشدید و نیز خلقناك به جای خلقتك، دومی در مجمع هست از حمزه و کسایی اما اولی نیست




جامع البيان في القراءات السبع (1/ 261)
544 - فحدثنا فارس بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن شنبوذ، قال: أخبرني جدي الصلت، قال: قال لي أبو شعيب القواس، قال [لي حفص] «4»، قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها، فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عياش، فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود «5».






موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/ 1061)---تأليف: عبد الرحمن بن صالح بن صالح المحمود
بقي في مسألة الارادة أن شيخ الاسلام في شرحه لمذهب أهل السنة في الإرادة لما ذكر الفرق بين الإرادة القدرية الشاملة السابقة، وإرادة فعل الشيء في وقته ذكر العزم والقصد، ثم ذكر أن هناك خلافا في العزم، هل يوصف الله به على قولين:
أحدهما: المنع، كقول القاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى.
والثاني: الجواز.
ثم قال عن الثاني "وهو أصح، فقد قرأ جماعة من السلف: "فَإِذَا عَزَمْت فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ" [آل عمران: 159] بالضم (1) ، وفي الحديث الصحيح من حديث أم سلمة "ثم عزم الله لي" (2) ، كذلك في خطبة مسلم: " فعزم لي" (3) ، وسواء سمى عزما أو لم يسم فهو سبحانه إذا قدرها علم أنه سيفعلها في وقتها، وأراد أن يفعلها في وقتها، فإذا جاء الوقت فلابد من إرادة الفعل المعين، ونفس الفعل ولابد من علمه بما يفعله" (1) .
__________
(1) قراءة الجمهور بفتح التاء من "عزمت"، وقرأ جابر بن زيد، وأبو نهيك، وعكرمة وجعفر ابن محمد- بضم التاء-، انظر: الدر المنثور (2/360) - ط دار الفكر-، وتفسير ابن عطية: المحرر الوجيز (3/281) ، وتفسر القرطبى (4/252) ، والبحر المحيط (3/99) ، وإعراب القرآن للنحاس (1/416) ، والمحتسب لابن جني (1/176) ، ومختصر في شواذ القرآن لابن خالويه (ص:
23) ، والتبيان للعكبري (1/305-306) . وغيرها. وقد ذكر السيوطي أن قراءة جابر بن زيد وأبي نهيك أخرجها ابن أبي حاتم.
(2) رواه مسلم، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند المصيبة، ورقمه (918) مكرر.
(3) الذي في مقدمة صحيح مسلم (1/4) - ط عبد الباقي- "أن لو عزم لي عليه" وكذا في طبعات مسلم الأخرى. وفد نفى هذه الصفة النووي في شرحه لمسلم (1/46، 6/221-222) ، وذكر أقوالا قي تأويلها، وشيخ الإسلام استشهد بقول مسلم هنا لبيان أن أئمة السلف يقولون به، ومسلم قصد أن لو عزم الله لي، قال المازري في المعلم: "لا يظن بمسلم أنه أراد لو عزم الله عليه، لأن إرادة لله سبحانه لا تسمى عزما ... " (ص: 102) ، وهذا بناء عل مذهب بعض الأشاعرة، وقد رد عليه ابن الصلاح قائلا: ليس ذلك كما قال، ثم استشهد بحديث أم سلمة، وذكر وجهين في معنى العزم، انظر: صيانة صحيح مسلم (ص: 116-117) .







الإمام الباقر و أثره في التفسير، ص: 252
نويسنده: حكمت عبيد الخفاجى‏
و ذهب الشهيد الأول (ت: 786 ه) من الإمامية إلى أن القراءات متواترة، و مجمع على القراءة بها، و تابعه الخوانساري في ذلك و نفى الخلاف على حجية السبع منهم مطلقا، و الثلاث المكملة للعشر في الجملة، بل اعتبر تواترها بوجوهها السبعة عن رسول اللّه عند قاطبة أهل الاسلام «3».
و قد انتهى السيد العاملي إلى الإجماع على تواتر القراءات و نعتها به و حكاه عن المنتهى و التحرير و التذكرة و الذكرى و الموجز الحاوي و غيرها من أمهات كتب الإمامية مما يقطع به تواترها حرفا حرفا، و حركة حركة «4».
__________________________________________________
(3) ظ: روضات الجنات، الخوانساري، 263.
(4) مفتاح الكرامة، العاملي، 2/ 290.








تواتر القرآن، ص: 104
الثّالث [تعارض العبارات‏]
ما أورده من العبارات متعارضة، فيفهم من بعضها بل من أكثرها أنّ جميع تلك القراءات متواترة أو أكثرها أو الّذي بقي منها و أنّ الّذي ترك منها هو الشّاذّ فكيف يجعل كلّها دليلا على نفي التّواتر عن القراءات السّبعة فضلا عن نفي تواتر القرآن؟! مع أنّها دليل على إثباته بطريق الأولويّة و لا يظنّ أنّ مرادهم تواتر القراءات عن صاحبها لعدم فائدته و انتفاء وجوب العمل بقوله بل مرادهم تواترها عن الرّسول عليه السّلام قطعا و إذا كانت العبارات قد تعارضت لزم تساقطها على تقدير تساويها، و معلوم أنّ طرف التّواتر هنا راجح بل [لا] معارض له عند التّحقيق فسقط الاستدلال.






تواتر القرآن، ص: 106
الثّامن [إجماع الخاصّة و العامّة على تواتر القرآن و القراءات‏]
إنّك عرفت إجماع الخاصّة و العامّة على تواتر القرآن و القراءات، فكيف يجوز حمل كلامهم على خلاف إجماعهم بل إجماع المسلمين؟! مع أنّه ليس بنصّ و لا ظاهر في الخلاف. قال الشّيخ أمين الدّين أبو عليّ الطّبرسيّ في مجمع البيان:
«إنّما اجتمع النّاس على قراءة هؤلاء و اقتدوا بهم فيها لسبين: «1» أحد هما (أنّهم) تجرّدوا قرّاء القرآن و اشتدّت (بذلك) عنايتهم مع كثرة علمهم و من كان قبلهم أو في أزمنتهم






تواتر القرآن، ص: 107
الحادي عشر [عدم استحالة تواتر هذه القراءات عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله‏]
إنّه لا يستحيل عقلا و لا نقلا كون هذه القراءات متواترة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله كما صرّح به علماء الخاصّة و العامّة و كثيرا ممّا أورده سابقا شاهد عليه، و ذلك إمّا أن يكون نزل على وجه واحد ثمّ جوّز النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بأمر من اللّه الوجه الآخر أو الباقي. أو قرأ عليه السّلام بكلّ واحدة مرّة أو جبرئيل قرأ كذلك. و لا ينافيه نسبة القراءة فإنّها بسبب الاختصاص و الاختيار و الإضافة صادقة بأدنى ملابسة و لا ينافي ذلك تواترها قبله و في زمانه و بعده و لا يلزم حرف غالبا مع كثرة القراءات و لا ينافي ذلك قراءة نصف القرآن بحذف البسملة فإنّ ذلك مستثنى بإجماع أصحابنا و نصوصهم على عدم جواز تركها في الصّلاة، فما المانع من أن يكون تواتر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله قراءتها تارة و تركها في غير الصّلاة أخرى دلالة و نصّا منه على الحكمين فاختلف القرّاء في الاختيار؟ و قد عرفت سابقا أنّ الإماميّة روت أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف و روت أيضا أنّه نزل بحرف واحد، و الجمع ممكن بأن يكون نزل على حرف واحد و نزل أيضا أنّه يجوز القراءة بسبعة أحرف فيصدق الخبران من غير منافاة.
قال ابو على الطّبرسيّ في مجمع البيان:





السبعة في القراءات (ص: 87)
أحمد بن موسى بن العباس التميمي، أبو بكر بن مجاهد البغدادي (المتوفى: 324هـ)
فهؤلاء سبعة نفر من أهل الحجاز والعراق والشام خلفوا في القراءة التابعين وأجمعت على قراءتهم العوام من أهل كل مصر من هذه الأمصار التي سميت وغيرها من البلدان التي تقرب من هذه الأمصار إلا أن يستحسن رجل لنفسه حرفا شاذا فيقرأ به من الحروف التي رويت عن بعض الأوائل منفردة فذلك غير داخل في قراءة العوام
ولا ينبغي لذي لب أن يتجاوز ما مضت عليه الأئمة والسلف بوجه يراه جائزا في العربية أو مما قرأ به قارىء غير مجمع عليه




المقدمات الأساسية في علوم القرآن، ص: 499
نويسنده: عبد الله بن يوسف الجديع‏
قال الدّانيّ: «فأمّا الابتداء برءوس الأجزاء الّتي في بعض السّور، فأصحابنا يخيّرون القارئ بين التّسمية و تركها في مذهب الجميع» «1».
الجمع في التّلاوة الواحدة بين قراءتين فأكثر من البدع المتأخّرة.
تقدّم أن بيّنّا أنّ اختلاف القرّاء يرجع إلى نزول القرآن على سبعة أحرف تيسيرا على الأمّة في أخذه، لكنّه لم يردنا أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقرأ يجمع لأصحابه الحرفين أو الأكثر في تلاوة واحدة في مجلس واحد؛ و لهذا كان الرّجل من الصّحابة يسمع صحابيّا آخر يقرأ على غير حرفه فيستغرب ذلك، حتّى يعودا إلى النّبيّ صلى اللّه عليه و سلم فيبيّن لهما أنّه أنزل على الحرفين.
من أجل ذلك صرّح بعض أهل العلم بكون هذا من البدع «2».
كما كرهه بعض العلماء، و قالوا: يستمرّ في تلاوته على الحرف الّذي بدأ عليه «3».
بل حتّى للتّعلّم و تلقّي القراءة عن الشّيخ، فإنّ القرّاء في الصّدر الأوّل كانوا يقرءون على الشّيخ الواحد العدّة من الرّوايات، و الكثير من الختمات، كلّ ختمة برواية، لا يجمعون رواية إلى غيرها.
و ذكره ابن الجزريّ عن جماعة، و قال: «و هذا الّذي كان عليه الصّدر الأوّل و من بعدهم إلى أثناء المائة السّادسة ... فمن ذلك الوقت‏
__________________________________________________
(1) التّيسير (ص: 18)، و انظر: «النّشر» لابن الجزريّ (1/ 265).
(2) قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: «و أمّا جمعها في الصّلاة أو في التّلاوة فهو بدعة مكروهة» (مجموع الفتاوى: 13/ 218).
(3) انظر: فتاوى ابن الصّلاح (1/ 230- 231)، التّبيان، للنّوويّ (ص: 49).


المقدمات الأساسية في علوم القرآن، ص: 500
ظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة، و استمرّ إلى زماننا، و كان بعض الأئمّة يكره ذلك من حيث إنّه لم تكن عادة السّلف عليه، و لكنّ الّذي استقرّ عليه العمل هو الأخذ به و التّقرير عليه و تلقّيه بالقبول» «1».
و التّحقيق جواز فعل ذلك لأجل التّعليم و عرض القراءة على الشّيخ، على ما جرى عليه صنيع المتأخّرين، و عليه يحمل تسهّلهم الّذي حكاه ابن الجزريّ، إذ هذا مقام يتّسع فيه الاجتهاد، بخلاف مجرّد التّلاوة، فإنّما يقصد بها في الأصل التّعبّد «2».
القراءة بالقراءات الشّاذّة من المنكرات‏
__________________________________________________
(1) النّشر (2/ 195).
(2) قال ابن تيميّة: «و أمّا جمعها لأجل الحفظ و الدّرس فهو من الاجتهاد الّذي فعله طوائف في القراءة» (مجموع الفتاوى: 13/ 218).







الاختلاف بين القراءات، ص: 86
نويسنده: احمد البيلى‏
7- حكم تركيب القراءات:
المقصود ب «تركيب القراءات» أن يخلط القارئ في الربع أو العشر من القرآن، بين قراءتين أو أكثر، فيبدأ بقراءة «نافع» مثلا ثم ينتقل منها إلى قراءة غيره من الأئمة. و قد اختلف علماء القراءات في حكم هذا بين مانع و مبيح، و الحق التفصيل- كما قال ابن الجزري- بين مقام الرواية و غيره.
فلا يجوز لقارئ في مقام الرواية، أن يخلط بين قراءتين أو أكثر، «لأن في ذلك كذبا في الرواية، و تخليطا على أهل الدراية» «25» أما إذا كان القارئ في مقام التلاوة، فيجوز له أن يبدأ الربع- مثلا- بقراءة، و يختمه بقراءة أخرى «26» بشرط ألا يؤدي التركيب إلى اختلال في المعنى.
و مثال ذلك قوله تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (البقرة/ 37) فقد قرأ ابن كثير: «فتلقى آدم من ربه كلمات» بنصب «آدم» و رفع «كلمات» فلو ركب قارئ لهذه الجملة بين قراءة ابن كثير و غيره بنصب «آدم» أخذا من قراءة ابن كثير، و نصب «كلمات» أخذا من قراءة غيره، لفسد الإعراب و اختل المعنى. و مثل هذا في اختلال الاعراب، لو رفع القارئ «آدم» كما في قراءة غير ابن كثير، و رفع «كلمات» كما في قراءة ابن كثير. فمثل هذا لا يجوز باتفاق، و جازما عداه في غير مقام الرواية «27».
__________________________________________________
(25) السفاقسي: غيث النفع ص 66.
(26) ابن حجر: فتح الباري 9/ 35.
(27) غيث النفع ص 66.







النشر في القراءات العشر (2/ 195)
باب بيان إفراد القراءات وجمعها
.....
وكانوا يقرءون على الشيخ الواحد العدة من الروايات والكثير من القراءات كل ختمة برواية لا يجمعون رواية إلى غيرها، وهذا الذي كان عليه الصدر الأول، ومن بعدهم إلى أثناء المائة الخامسة عصر الداني وابن شيطا الأهوازي والهذلي، ومن بعدهم فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة واستمر إلى زماننا وكان بعض الأئمة يكره ذلك من حيث إنه لم تكن عادة السلف عليه ولكن الذي استقر عليه العمل هو الأخذ به والتقرير عليه وتلقيه بالقبول.
وإنما دعاهم إلى ذلك فتور الهمم وقصد سرعة الترقي والانفراد، ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح به إلا لمن أفرد القراءات وأتقن معرفة الطرق والروايات، وقرأ لكل قارئ ختمة على حدة، ولم يسمح أحد بقراءة قارئ من الأئمة السبعة، أو العشرة في ختمة واحدة فيما أحسب إلا في هذه الأعصار المتأخرة حتى إن الكمال الضرير صهر الشاطبي لما أراد القراءة على الشاطبي لم يقرأ عليه قراءة واحدة من السبعة إلا في ثلاث ختمات فكان إذا أراد قراءة ابن كثير مثلا يقرأ أولا برواية البزي ختمة ثم ختمة برواية قنبل ثم يجمع البزي وقنبل في ختمة هكذا حتى أكمل القراءات السبع في تسع عشرة ختمة، ولم يبق عليه إلا رواية أبي الحارث وجمعه مع الدوري في ختمة، قال: فأردت أن أقرأ برواية أبي الحارث فأمرني بالجمع فلما انتهيت إلى (سورة الأحقاف) توفي رحمه الله، وهذا هو الذي استقر عليه العمل إلى زمن شيوخنا الذين أدركناهم فلم أعلم أحدا قرأ على التقي الصائغ الجمع إلا بعد أن يفرد السبعة في إحدى وعشرين ختمة وللعشرة كذلك.



السبعة في القراءات (ص: 87)
أحمد بن موسى بن العباس التميمي، أبو بكر بن مجاهد البغدادي (المتوفى: 324هـ)
فهؤلاء سبعة نفر من أهل الحجاز والعراق والشام خلفوا في القراءة التابعين وأجمعت على قراءتهم العوام من أهل كل مصر من هذه الأمصار التي سميت وغيرها من البلدان التي تقرب من هذه الأمصار إلا أن يستحسن رجل لنفسه حرفا شاذا فيقرأ به من الحروف التي رويت عن بعض الأوائل منفردة فذلك غير داخل في قراءة العوام
ولا ينبغي لذي لب أن يتجاوز ما مضت عليه الأئمة والسلف بوجه يراه جائزا في العربية أو مما قرأ به قارىء غير مجمع عليه







أشهر المصطلحات في فن الأداء و علم القراءات، ص: 154 --- احمد محمود عبد السميع الشافعى الحفيان‏
6- القارئ‏
القارئ هو مبتدئ إن أفرد إلى ثلاث قراءات، و متوسط إن نقل أربعا أو خمسا، و منته إن نقل من القراءات أكثرها و أشهرها، و بناء على ذلك يتدرج القارئ إلى ثلاث مراتب و هى: المبتدئ، و المتوسط، و المنتهى، و عليه ألف فضيلة الإمام أبو القاسم على بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن القاصح العذرى البغدادى و هو من علماء القرن الثامن الهجرى كتابه فى القراءات و هو شرح الشاطبية و أطلق عليه «سراج القارئ المبتدئ، المقرئ المنتهى» و هو جامع فيه بين القارئ و المقرئ.
7- المقرئ‏
ورد فى شرح الشاطبية المسمى بإرشاد المريد إلى مقصود القصيد، فى ترجمة الناظم تعريف المقرئ و هو من علم بالقراءات و رواها مشافهة عمن شوفه بها، ثم أخذ بعد ذلك يعدد الصفات التى ينبغى أن يكون عليها و قد أوردنا صفات القارئ و المقرئ فى مبحث مستقل قبل.









الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم، ص: 9 --- احمد محمود عبد السميع الشافعى الحفيان‏
بعض المباحث الهادفة
1- الفرق بين القارئ و المقرئ و آداب كلا منهما
القارئ:
هو مبتدئ إن أفرد إلى ثلاث قراءات، و متوسط إن نقل أربعا أو خمسا، و متنه إن نقل من القراءات أكثرها و أشهرها، و يجب عليه أن يخالص نيته ...
و المقرئ:
هو من علم بالقراءات و رواها مشافهة عمن شوفه بها و شرطه أن يكون مسلما بالغا عاقلا ثقة مأمونا ضابطا متنزها عن أسباب الفسق و مسقطات المروءة و لا يجوز له أن يقرأ إلا بما سمعه ممن توفرت فيه هذه الشروط أو قرأه عليه و هو مصغ له أو سمعه بقراءة غيره عليه و يجب عليه أن يخلص النية لله تعالى،









منجد المقرئين ومرشد الطالبين (ص: 82)
شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى: 833هـ)
الباب السابع: "في ذكر من كره من العلماء الاقتصار على القراءات السبع وأن ذلك سبب نسبتهم ابن مجاهد إلى التقصير"
اعلم أن العلماء إنما كرهوا ممن اقتصر على السبع من كان يعتقد أنها التي أردها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" وأنه يقول إن ما عداها شاذ وإلا لو اقتصر شخص على قراءة واحدة أو بعض قراءة غير معتقد بسببها اعتقادا خطأ يجوز له ذلك بلا خلاف بين العلماء من غير كراهة





منجد المقرئين ومرشد الطالبين (ص: 19)

قال الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتابه "التمهيد": وقد قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه، وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك إلا قوما شذوا لا يعرج عليهم. قلت: قال أصحابنا الشافعية وغيرهم: لو قرأ بالشاذ في الصلاة بطلت صلاته إن كان عالما، وإن كان جاهلا تبطل صلاته، ولم تحسب له تحسب له تلك القراءة، واتفق علماء بغداد على تأديب الإمام ابن شنبوذ، واستتابته على قراءته وإقرائه بالشاذ




المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (1/ 32)

وضربًا تعدى ذلك، فسماه أهل زماننا شاذًّا؛ أي: خارجًا عن قراءة القراء السبعة المقدم ذكرها، إلا أنه مع خروجه عنها نازع بالثقة إلى قرائه، محفوف بالروايات من أمامه وورائه، ولعله -أو كثيرًا منه- مساوٍ في الفصاحة للمجتمع عليه. نعم، وربما كان فيه ما تلطف صنعته، وتعنُف5 بغيره فصاحته، وتمطوه6 قوى أسبابه، وترسو به قَدَمُ إعرابه؛ ولذلك قرأ بكثير منه مَن جاذب ابن مجاهد عِنَان القول فيه، وما كَنَه عليه، وراده إليه؛ كأبي الحسن [2ظ] أحمد بن محمد بن شَنَبوذ7، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مِقْسم8، وغيرهما ممن أدى إلى رواية استقواها، وأنحى على صناعة من الإعراب رضيها واستعلاها.



تفسير الألوسي = روح المعاني (11/ 269)

وقرأ ابن مسعود والأعمش وأبو حيوة «عبدا» من العبودة «لله» بلام الجر فيكون عبدا خبر كان ووجيها صفة له وهي قراءة شاذة، وفي صحة القراءة بالشواذ كلام.

قال ابن خالويه: صليت خلف ابن شنبوذ في شهر رمضان فسمعته يقرأ وكان «عبدا لله» على قراءة ابن مسعود ولعل ابن شنبوذ ممن يرى صحة القراءة بها مطلقا، ويحتمل مثل ذلك في ابن خالويه وإلا فقد قال الطيبي قال صاحب الروضة: وتصح بالقراءة الشاذة إن لم يكن فيها تغيير معنى ولا زيادة حرف ولا نقصان،






رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم (ص: 37)

والرافضة: "وما كنت متخذ المضلَّين عضدا" بفتح اللام, يعنون: أبا بكر وعمر, رضي الله عنهما1.

ولكن شيئًا من ذلك لم ينقل في صحيح الرواية، ولم يرد فيما ثبت عن الرسول، فهو إذًا من تحريف أهل البدع والأهواء، فأصبحت القراءة به بهتانًا وكفرًا، ومنكرًا من القول وزورًا.

على أنه يتبين من الآيات التي أوردها "جولدتسيهر" أنه اعتمد على قراءات لم ترد في قراءات الأربعة من بعد العشر.

ثم أود أن أسأل سؤالًا: لماذا استُتيب ابن شنبوذ عن قراءة له بحضور ابن مجاهد، وجماعة من العلماء والقضاة؟ 2.

ثم لماذا أحضر السلطان ابن مقسم "354هـ" واستتابه بحضرة الفقهاء والقراء فأذعن بالتوبة، وكتب محضر توبته3؟!.

السبب في ذلك أن ابن مقسم ذُكِرَ عنه أنه كان يقول:

"إن كل قراءة وافقت المصحف، ووجهًا في العربية فالقراءة بها جائزة, وإن لم يكن لها سند"4.

أمّا ابن شنبوذ, فإنه كان يغير حروفًا من القرآن، ويقرأ بخلاف ما أنزل5، كان يعتمد على السند وإن خالف المصحف، واتفقا على موافقة العربية6.

موقفان متغايران! هذا يعذب؛ لأنه خالف رسم المصحف.

وذاك يعذب؛ لأنه اختار القراءة بكل ما يحتمله الرسم.

والأمر لا يبدو عجبًا؛ بل هو دليل على أن القراءة سنّة مُتَّبعَة، وأنها كذلك رويت مسندة إلى الصحابة تلقيًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأجمعوا عليها كذلك.

فابن مقسم جعل القراءة تابعة للرسم، وأخلاها من السند فردت قراءته.

أما ابن شنبوذ, فإنه كان يقرأ: "فامضوا إلى ذكر الله"1.

"وتجعلون شكركم أنكم تكذبون"2.

"كل سفينة صالحة غصبا"3.

"كالصوف المنقوش"4.

"فاليوم ننجيك بندائك"5.

"تبت يدا أبي لهب وقد تب"6.

"فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولًا في العذاب المهين"7.

"فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزامًا"8.

"وينهون عن المنكر، ويستغيثون الله على ما أصابهم وأولئك هم المفلحون"9.

"وفساد عريض"10.

"غير المغضوب عليهم وغير الضالين"11.

وهذه القراءات قد تكون صحيحة يقرأ بها، وبعد أن جمع أبو بكر القرآن، ولكنها أصبحت بعد المصحف الإمام محرّمة أن يقرأ بها القرآن؛ لأنها تخالفه بالزيادة والنقصان، والإبدال والتقديم، والتقديم والتأخير، إلخ ... مما يعد من قبيل المخالفة المردودة.

__________

1 منجد المقرئين: 23.

2 طبقات القرّاء: 2/ 54.

3 طبقات القرّاء: 2/ 124.

4 طبقات القرّاء: 2/ 124.

5 وفيات الأعيان: 3/ 326.

6 طبقات القرّاء: 2/ 54.



رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم (ص: 82)

9- الحقائق الكبرى في البحث:

وبعد, فيجمل بي أن ألخص الحقائق الكبرى التي وردت في غضون هذا البحث:

أولًا: المراد بالمصحف, المصحف الإمام الذي أمر بكتابته سيدنا عثمان، وأجمع عليه الصحابة, عليهم الرضوان.

ثانيًا: كانت المصاحف في عهد أبي بكر وعمر مشتملة على الأحرف السبعة التي أذن الله للأمة التلاوة بها؛ تيسيرًا عليها، فلما أن كتبت المصاحف العثمانية أصبحت التلاوة بما جاء في المصاحف التي كانت من قبل شاذة؛ لأنها شذت عن الإجماع الذي انعقد بالصحابة، ومن هنا شذت قراءة ابن شنبوذ.

ثالثًا: المخالفة المردودة هي التي تخالف مصحف عثمان بزيادة عليه، أو نقص منه، أو تبديل فيه، ولو كان ذلك مما جاء في المصاحف القديمة.

رابعًا: القراءات سنة متبعة، أساسها التلقي والرواية، وقد تليت ورويت قبل أن تكتب مصاحف عثمان، ثم تحرى الكَتَبَة في عهد عثمان هذه الروايات الثابتة بالتلقي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذًا هي أصل والرسم فرع عنها تابع لها, لا كما يقول "جولدتسيهر" ومن تابعه من المحدثين من أن الرسم أصل لاختلاف القراءات بما خلا من النقط والشكل، وقد ناقشت رأيه، وبرهنت على خطله بالأدلة المستنبطة من طبيعة اللغة، وحقيقة الرواية.

خامسًا: يجوز الاحتجاج على الأوجه الإعرابية بما جاء في مرسوم المصاحف في عهد أبي بكر وعمر؛ لأنها موثقة بالرواية الصحيحة، والسند المتصل, مع شذوذها في بعض ما جاء فيها مخالفًا المصاحف العثمانية. وقد فعل ذلك سيبويه، وكان على شريعة من الأمر.

سادسًا: لا داعي إلى القول برسم المصحف في الاحتجاج فيما يغني عنه القياس, أو القول بالأثر؛ ليسد باب الشبهات التي يرمي بها الملحدون الإسلام والمسلمين في كتابهم الكريم، وهذا ما كان من أبي علي الفارسي "رحمه الله" في كتابه الحجة.

سابعًا: لا صلة بين مذاهب القراء في الإمالة ورسم المصحف؛ لما ذكرت من براهين في غضون هذا البحث.

ثامنًا: جعل القراء رسم المصحف ركنًا من أركان القراءة الصحيحة, وهم يريدون المصحف الإمام بعد أن انتزعت المصاحف القديمة بما فيها من مخالفة لمصحف عثمان بالحذف, والتقديم, والتأخير.

تاسعًا: الاختيار الصحيح في القراءة مقيد بأن يكون المختار من أهله، ووافق فيه اللفظ والحكاية طريق النقل والرواية، ورسم المصحف الإمام، وهو مردود إذا فقد شرطًا من هذه الشروط، والله أعلم.


صفحات في علوم القراءات (ص: 49)

تقييم عمل ابن مجاهد:

أخذت القراءات تتكاثر وتزداد، حتى وصل بها بعضهم إلى خمسين قراءة، وأوشك ذلك أن يكون بابًا لدخول شيء من الاضطراب والتحريف على ألسنة القراء، وكان منهم المتقن -كما يقول ابن مجاهد- وغير المتقن، وزدات الطامة بما كان من بعض القراء -مثل ابن شنبوذ- يرويه عن مصحفي أبي بن كعب وابن مسعود -رضي الله عنهما- وبما كان آخرون -مثل ابن مقسم العطار- يستنبطونه بعقولهم من احتمالات القراءة لخط المصحف العثماني، مما جعل الحاجة تشتد إلى شيخ من شيوخ القراء النابهين، يضع الأصول والأركان لقبول القراءات من جهة، وليختار طائفة نابهة من القراء يكتفى بهم عمن سواهم حتى تستطيع عقول أوساط القراء أن تستوعبهم.

فجاء ابن مجاهد من اجتهد للأمة والدين، والقرآن العظيم، وبالغ في اجتهاده حتى استصفى سبعة من أئمة القراء في أمصار خمسة، هي أهم الأمصار التي حملت عنها القراءات إلى العالم الإسلامي: "المدينة، مكة، الكوفة، البصرة، الشام".

وبذلك أصبح القراء المختارون عنده سبعة، وفي قراءاتهم ألف كتابه "السبعة"، وهو عمل أجمع معاصروه ومَن جاء بعده على إجلاله.

غير أن البعض توهم أن ابن مجاهد أراد بذلك إهدار القراءات الأخرى الصحيحة غير السبع.




صفحات في علوم القراءات (ص: 85)

مدى حجبة القراءات الشاذة وحكم العمل بها

...

مدى حجية القراءات الشاذة وحكم العمل بها:

أ- حكم القراءة بالشاذ:

1- أجاز بعض العلماء القراءة بالشاذ؛ لأن الصحابة كانوا يقرءون بها في الصلاة وخارجها، فلو لم تجز القراءة بها لكان أولئك لم يصلوا قط؛ بل ارتكبوا محرمًا، ومرتكب الحرام يسقط الاحتجاج بخبره، وهم نقلة الشريعة فيسقط بذلك أساس الإسلام، والعياذ بالله1.

وهذا أحد القولين لأصحاب الشافعي وأبي حنيفة وإحدى الروايتين عن مالك وأحمد.

2- الجمهور على عدم جواز القراءة بالشاذ للتعبد بها مطلقًا، لا في الصلاة ولا خارجها؛ بل نقل البعض إجماع المسلمين على ذلك -كابن عبد البر وغيره- بحجة أن الشواذ لم تثبت بالتواتر، فلا يحكم بقرآنيتها؛ لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وإن ثبتت بالنقل فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني.

وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة من قرأ بالشواذ، وقصة كل واحد من ابن شنبوذ ابن مقسم العطار معروفة في ذلك.

قال ابن الجزري:

"والذي نص عليه أبو عمرو بن الصلاح وغيره: أن ما وراء العشر ممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة. وقال ابن السبكي: لا تجوز القراءة بالشاذ"1.

3- وقد توسط بعض العلماء فقال:

إن قرأ بها في القراءة الواجبة في الصلاة -وهي الفاتحة- عند القدرة على غيرها لم تصح صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أدى الواجب من القراءة؛ لعدم ثبوت القرآن بذلك، وإن قرأ بها فيما لا يجب لم تبطل؛ لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطل؛ لجواز أن يكون ذلك من الحروف التي أنزل عليها القرآن2.



صفحات في علوم القراءات (ص: 86)

ب- حكم العمل أو الاستشهاد بالقراءات الشاذة:

1- الجمهور على جواز العمل بها تنزيلًا لها منزلة أخبار الآحاد، وأخبار الآحاد مقبولة عند العلماء، يجوز العمل بها واستنباط الأحكام الشرعية منها، وقد احتج

العلماء بها في كثير من الأحكام الفقهية، كما في قطع يمين السارق على قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: "والسارق والسارقة فاقطعوا / أيمانهما"1 بدل: "أيديهما".
واحتجت الحنفية على وجوب التتابع في صوم كفارة اليمين بقراءة ابن مسعود رضي الله عنه: "فصيام ثلاثة أيام / متتابعات"2 بزيادة كلمة "متتابعات".
2- خالف في ذلك جمهور الشافعية؛ بحجة القراءات الشاذة لم تثبت قرآنيتها، فلا يجوز العمل بها.
وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه لا يلزم من انتفاء قرآنيتها انتفاء عموم كونها أخبارًا؛ أي: أنها في حكم العمل بخبر الواحد، وخبر الواحد يعمل به3.
هذا، ويجوز الاستشهاد بالقراءات الشاذة في القواعد النحوية والصرفية باتفاق العلماء.
ويجوز كذلك تعلمها وتعليمها نظريًّا لا عمليًّا، ويجوز تدوينها في الكتب وبيان وجهها من حيث اللغة والإعراب4.








صفحات في علوم القراءات (ص: 97)
3- حديث أُبي بن كعب -رضي الله عنه- وكان قد سمع رجلين يقرأ كل واحد منهما على غير قراءته، وقد حسن النبي -صلى الله عليه وسلم- قراءتهما، فوقع في نفس أُبي ما وقع ثم شرح الله صدره، وفيه:
"يا أبي، أرسل إليَّ أن اقرأ على حرف، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فردَّ إليَّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فرد إليَّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ... " 2.
4- حديث آخر عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند أضاة3 بني غفار، فأتاه جبريل -عليه السلام- فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك -وفي رواية: أن تقرئ أمتك- القرآن على حرف، فقال
__________
1 مجمع الزوائد للهيثمي 7/ 152، وأخرجه الزرقاني من المسند الكبير لأبي يعلى الموصلي، مناهل العرفان 1/ 139.
2 رواه مسلم، والنسائي، والطبري في مقدمة تفسيره، وأحمد في مسنده، والطيالسي في مسنده، والبيهقي في سننه.
3 الأضاة: بوزن الحصاة، بمعنى: الغدير، وجمعها أضي وإضاء، وأضاة بني غفار: غدير أو مسيل ماء بالقرب من المدينة، وهو الصحيح، وقيل: موضع على عشرة أميال من مكة.



المقدمات الأساسية في علوم القرآن (ص: 535)

القراءة بالقراءات الشّاذّة من المنكرات:

قال النّوويّ: «نقل الإمام أبو عمر بن عبد البرّ الحافظ إجماع المسلمين على أنّه لا تجوز القراءة بالشّاذّ، وأنّه لا يصلّى خلف من يقرأ بها، قال العلماء: من قرأ بالشّاذّ إن كان جاهلا به أو بتحريمه عرّف بذلك، فإن عاد إليه أو كان عالما به عزّر تعزيرا بليغا إلى أن ينتهي عن ذلك، ويجب على كلّ متمكّن من الإنكار عليه ومنعه الإنكار والمنع» (3).

وقد عرف في تاريخ القرّاء ما جرى لأبي الحسن محمّد بن أحمد بن أيّوب المعروف ب (ابن شنبوذ)، وكان من كبار القرّاء في العراق، أنّه كان يقرأ في المحراب بحروف تخالف المصحف، ممّا يعزى إلى مصحف أبيّ بن كعب وابن مسعود، فنهي عن ذلك، واستتيب، فتاب (1).




الدخيل في التفسير - جامعة المدينة (ص: 394)
بعض القراءات الموضوعة
هناك كتب التفسير (الزمخشري) و (النسفي) أورد بعض القراءات الشاذة التي تنسب إلى الإمام أبي حنيفة، وقد بين ذلك الإمام الخطيب في تاريخه، والإمام الذهبي في (طبقات القراء) وابن الجزري في (الطبقات) والذي وضع هذه القراءات، هو محمد بن جعفر الخزاعي المتوفى سنة سبع وأربعمائة، ونقلها عنه أبو القاسم الهُزلي.
قال الذهبي في (الميزان) في ترجمة محمد بن جعفر الخزاعي هذا؛ أنه ألف كتابًا في قراءة الإمام أبي حنيفة، فوضع الدارقطني خطه عليه بأن هذا موضوع، لا أصل له، وذلك مثل قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: 28) برفع لفظ الجلالة، ونصب لفظ العلماء كأنه قرأ: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءَ" وطبعًا هذا كلام غير صحيح، وإذا كانت موضوعة؛ فلا حاجة للتكلف بتصحيح معناها، كما فعل الزمخشري في ت فسيره -والله أعلم.




إعجاز القرآن والبلاغة النبوية للرافعي (ص: 42)
وأول من اشتهر من القراء بالشواذ؛ وعُني بجمع ذلك واستقصائه وإظهاره دون الصحيح؛ أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي في أواخر المائة الثانية، فقد جمع قراءة نسبها إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله، ومنها (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وقد أكذبوه في إسناده وجعلوه مثلاً بينهم في القراءات الموضوعة المردودة.
ثم اجترأ الناس على القرآن بما فشا من مقالات أهل الزيغ والإلحاد بعد المائة الثانية، ولكن ذلك لم يتناول قراءته، بل تناول مسائلَ من أمر الاعتقاد فيه؛ ثم ظهر ابن شُنبوذ المتوفى سنة 228 هـ، وكان رجلاً كثير اللحن قليلَ العلم، فيه سلامةَ وحمق وغفلة؛ فكان من أشهر القراء
بالشواذ، ثم أخذ في سبيله أبو بكر العطار النحوي المتوفى سنة 354 هـ، وكان من أعرَف الناس
بالقراءات، وإنما أفسد عليه أمره أنه من أئمة نحاة الكوفيين، فخالف الإجماع وصنع في ذلك
صنعاً كوفياً. . . فاستخرج لقراءته وجوهاً من اللغة والمعنى، ومن ذلك قراءته في قوله تعالى:
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) فإن هذا الأحمق قرأها (نُجُباً) فأزالها بذلك عن أحسن وجوه البيان العربي، ولم يبال ما صنع إذا هو قد انفرد بها على عادة الكوفيين في الرواية. . . كما مرَّ في
باب الرواية في الجزء الأول من تاريخ آداب العرب.
أما بعد هؤلاء الرؤوس. وبعد أن انطوت أيامهم، فإن القراءة قد استوثقَ أمرها ولم يعد للشاذ وجه ولا أقيم له وزن؛ إذ كانت قد دُونت العلوم في اللغة العربية وفي القراءات. وأخمَلَ الناسُ أهل الشواذ، والخلفاء والأمراء فمن دونهم، واعتدوا لهم السوء والإثمَ، ورأوا أمرهم الفتنة
التي لا يُستقالُ فيها البلاء؛ فما زالوا بهم حتى قطعَ الله دابرهم وغابرهم.
هذا، وقد أورد ابنُ النديم في كتابه (الفهرست) أسماء كثير من أهل الشواذ في كثير من الأمصار، فارجع إليه إن شئت تستقصي فيما لا يفيد.