سال بعدالفهرستسال قبل


الشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمپاني(1296 - 1361 هـ = 1879 - 1942 م)

الشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمپاني(1296 - 1361 هـ = 1879 - 1942 م)





مستدركات ‏أعيان ‏الشيعة، ج‏6، ص: 266
الشيخ محمد حسين الأصفهاني [الكمباني‏] الكمپاني‏
ولد سنة 1296 و توفي سنة 1361 في النجف.
درس في النجف على كل من الشيخ حسن التويسركاني و السيد محمد [الغشاركي‏] الفشاركي و الشيخ آغا رضا الهمذاني و الشيخ محمد كاظم الخراساني و غيرهم. و تخرج في الفلسفة الإسلامية على الميرزا محمد باقر الإصطهباناتي.
و كان مشاركا في الكلام و التفسير و الحكمة و التاريخ و الأدب نثرا و نظما لا سيما في الأراجيز.
و بعد وفاة شيخه الخراساني استقل بالتدريس و غدا من أعلام النجف البارزين، و مع تعمقه في تدريس الفقه و الأصول كانت شهرته مستفيضة بتدريس الفلسفة الإسلامية.
ترك الكثير من المؤلفات، منها: نهاية الدراية في حاشية الكفاية في جزأين طبع الأول منهما و بقي الثاني مخطوطا، و حاشية المكاسب طبع منها جزء واحد كبير، منظومة في الفلسفة باسم" تحفة الحكيم"، عدة أراجيز فقهية، ديوان شعر فارسي في مدائح أهل البيت و [مراتبهم‏] مراثيهم، ديوان في الغزل العرفاني، الأنوار القدسية و هو مجموعة أراجيز عربية في تاريخ حياة النبي (ص) و أعمامه و الأئمة الاثني عشر و أولادهم. طبع في النجف مع مقدمة و ترجمة مفصلة للناظم بقلم الشيخ محمد علي الأردوبادي.
و غير ذلك من المؤلفات.





****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Saturday - 18/5/2024 - 9:1

تحفة الحکیم

تحفة الحکیم، مقدمه مرحوم مظفر، ص 4

وقد سبق أن ترجمت لأستاذنا العظيم في مقدمة حاشيته القيمة على مكاسب الشيخ الأنصاري قدس سره ، حينما طبعت سنة ١٣٦٣ أي بعد وفاته بسنتين. ونُشرت هذه الترجمة مرة أخرى ـ بعد اجراء بعض التعديلات الطفيفة عليها ـ في مقدمة كتابه (الاجارة) المطبوع سنة ١٣٧٥.

أما الآن ـ وقد طلب مني تقديم منظومته (تحفة الحكيم) هذه ـ فما أراني بحاجة إلى تكرار ما كتبته عنه سابقاً، وقد أصبح في متناول الجميع. وإنما المهم في هذه المقدمة أن نتحدث عن نفس هذه

 

ص 5

المنظومة الجليلة ، وقد قلت عنها سابقاً في تلك المقدمة :

«وأعلى آثاره الفلسفية وأغلاها ارجوزته في الحكمة والمعقول (تحفة الحكيم) التي هي آية من آيات الفن ، مع اسلوبها العالي السهل الممتنع. جمعت أصول هذا الفن وطرائف هذا العلم بتحقيق كشف النقاب عن أسراره وأزاح الستار عن شبهاته».

«وإن دلّت على شيء، فانما تدل على أن ناظمها من أعاظم فلاسفة الاسلام الذين لا يسمح بمثلهم الزمن إلا في فترات متباعدة ، لو لا أن شيخنا غلب عليه الفقه والأصول وانقطع اليهما عن الظهور بالفلسفة».

واستشهدت بعد ذلك بعدة أبيات من الارجوزة للتدليل على براعتها الفنيّة. ثم قلت بالأخير :

«فتأمل في هذا البيان الجزل ، والاسلوب السهل ، والتعبير الرصين عن أدق معاني الفلسفة ، بغير تكلّف ، وبلغة سليمة ناصعة. ومن أين متحت دلوك في هذا القليب تغترف الماء الزلال ، بل الدرّ الثمين. وما سقناه فانما هو غيض من فيض ...».

وأعود الآن فأقول ـ بعد ١٤ عاماً ولا أزال على رأيي ـ : إن كان ما في هذه الارجوزة العلمية هو من النظم المختار البارع ،

 

ص 6

في سهولة عبارته وجزالة بيانه ، في حدود ما يسعه نظم ارجوزة مقيدة بوزن وقافية ، مع مراعاة الاختصار والايجاز.

[مقایسه تحفة الحکیم با منظومه ملاهادی سبزواری]

ومن النوادر جداً في الاراجيز أن تبلغ بهذه السهولة والجزالة. وإذا أردنا مقارنتها بمنظومة الحكيم المتأله الحاج هادي بن مهدي السبزواري المتوفى ١٢٨٩، فانا نجد الفرق عظيماً جداً.

وأعتقد أن الذي دفعه الى نظمها هو تلافي ما في ارجوزة السبزواري من ناحية الأداء والمادة العلمية ، لتحلّ محلها عند طلاب الفلسفة ، لأن في منظومة السبزواري من الخلل في الأداء وفي الألفاظ باختزالها واشتقاقاتها وتعقيدها الشيء الكثير الذي كاد أن يسقطها عن درجة الاعتبار والاستفادة.

وإذا قدّر لارجوزة استاذنا أن تشرح شرحاً يليق بها ، فانها لا شك ستكون موضعاً للعناية بالدرس والتدريس ، لما يلاقيه طلاب الفلسفة من العناء المرهق في تعقيد منظومة السبزواري وشرحها المزجيّ له ، ذلك الشرح الذي زادها تعقيداً وغموضاً لم نعهده لكتاب آخر ، لا في الفلسفة ولا في غيرها. وعلى الرغم من ذلك كله هو موضع اقبال الطلاب المبتدئين في دراسة الفلسفة ، والسرّ

 

ص 7

فيما أعتقد هو اختصاره وجمعه لأصول الفن وسلامة أكثر آرائه الفلسفية.

فلذلك أجد من الأجدر أن تشرح ارجوزة استاذنا شرحاً واضحاً مختصراً لتحلّ محلّ منظومة السبزواري. وقد علمنا أن الحكيم الجليل استاذ هذا الفن المرحوم ميرزا مهدي الاشتياني (المتوفى ١٣٧٢) انبري لشرحها ، وهو موضع ثقة طلاب هذا الفن ، ولكن الأجل لم يمهله لإكماله فقد انتهى به الى مبحث الوجود الذهني. ولم تمّ لكان له شأن كبير في دراسته.

وعسى أن يهيء الله تعالى من يتلافي هذا الأمر بعد نشر هذه المنظومة ، ليقرّب هذا الفن إلى الافهام ، ويربح طلابه من العناء وقتل الوقت الثمين فيما لا جدوى فيه : من حلّ عبارة ، أو توجيه تركيب ، أو تخريج لفظة ـ كما صنع الحكيم السبزواري في شرح منظومته ـ بلا ضرورة لذلك ، ولا فائدة ، حتى الفائدة من ناحية لغوية. ولو سلمنا جدلاً أن هناك فائدة لغوية ، فانما هي على كل حال استطراد غير مرغوب فيه ، ثم هي ـ بعد ذلك ـ إقحام لفن أجنبي في فن دقيق يربك فيه تسلسل الفكرة وأداءها ، وفهمها بالأخير.