تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

سلطان محمد بن حيدر محمد الجنابذي سلطان علي شاه(1258 - 1327 هـ = 1842 - 1909 م)










الذريعة إلى ‏تصانيف ‏الشيعة، ج‏3، ص: 181
644: بيان السعادة في مقامات العبادة
أو التفسير المنير، تفسير للقرآن الشريف طبع بطهران في مجلد كبير سنة 1314 على نفقة أصحاب العارف المعاصر المولى سلطان محمد بن حيدر محمد الگنابادي (الجنابذي) الخراساني المتوفى حدود سنة 1320 معتقدين أنه تصنيف شيخهم المذكور و هو نفسه ذكر فيه أنه فرغ من تأليفه سنة 1311 و لكن‏ نبهني العالم البارع المعاصر السيد حسين القزويني الحائري بانتحال وقع في هذا التفسير يكشف عن كونه لغيره و لو في الجملة فإن ما أورده في أوله من تشقيق وجوه إعراب فواتح السور من الحروف المقطعات و إنهاء تلك الشقوق إلى ما يبهر منه العقل توجد بتمام تفاصيلها و عين عباراتها في رسالة الشيخ علي بن أحمد المهائمي الكوكني النوائتي المولود سنة 776 و المتوفى سنة 835 المشهور ب مخدوم علي المهائمي و قد ذكر ألفاظ الرسالة السيد غلام علي آزاد البلگرامي في كتابه سبحة المرجان المؤلف سنة 1177 و المطبوع سنة 1303 و ذكر أن المهائم بندر في كوكن من نواحي دكن و نوائت كثوابت قوم من قريش نزلوا إلى بلاد دكن في زمن الحجاج قال و له (التفسير الرحماني) و الزوارف في شرح عوارف المعارف، و شرح الفصوص، لمحيي الدين و شرح النصوص للقونوي، و أدلة التوحيد، (أقول) و تفسيره الموسوم ب (تبصير الرحمن و تيسير المنان) طبع في دهلي سنة 1286 و في بولاق سنة 1295 كما ذكره في معجم المطبوعات و كتابه، مرآة الدقائق، طبع في بمبئي، و بالجملة المقدار المذكور من رسالة المهائمي في هذا التفسير ليس هو جملة و جملتين أو سطرا و سطرين حتى يحتمل فيه توارد الخاطرين و توافق النظرين فهذا الانتحال ثبطنا عن الإذعان بصدق النسبة إلى من اشتهر بأنه له و الله العالم.








مستدركات‏ أعيان‏ الشيعة، ج‏3، ص: 84
الشيخ سلطان محمد بن حيدر محمد بن سلطان محمد بن دوست محمد بن نور محمد بن الحاج محمد بن الحاج قاسم علي الجنابذي الملقب بسلطان علي شاه.
ولد سنة 1258 و قتل في 1327.
ولد في شوراب من قرى جناباذ و تعلم القراءة و الكتابة في موطنه ثم اشتغل بتعلم الصرف و النحو و المعاني و البيان و هاجر إلى مشهد الرضا ع و أخذ السطوح عن اعلامها ثم هاجر إلى الأعتاب المقدسة و حضر على‏ الشيخ الأنصاري صاحب المكاسب و الرسائل و غيره ثم رجع إلى إيران و سكن (سبزوار) برهة من الزمن مستفيدا في الفلسفة من بحوث المولى محمد هادي السبزواري صاحب المنظومة، ثم دخل في سلك التصوف و العرفان و بعد وفاة محمد كاظم سعادة علي شاه الأصفهاني قام مقامه في الزعامة الصوفية و كان يسكن بيدخت من قرى جناباذ إلى أن قتل في سحر يوم 26 ربيع الأول سنة 1327 و دفن هناك و أقيمت على قبره قبة عالية.
له مؤلفات منها بيان السعادة في مقامات العبادة في تفسير القرآن الكريم.
2- معادن نامه- 3- ولايت نامه 4- بشارة المؤمنين 5- مجمع السعادات 6- تنبيه النائمين 7- توضيح 8- إيضاح. «1»
هذا ما كتبه لنا الشيخ محمد السمامي، و قد كتب الشيخ سلطان حسين تابنده رضا علي شاه الجنابذي حفيد المترجم- كتب ترجمة لجده نشرها مقدمة لكتاب جده في التفسير المسمى (بيان السعادة في مقامات العبادة)، نأخذها فيما يلي: بيانا لوجهة نظرهم الصوفية، فالمترجم كان من اعلام الصوفيين في عصره، و حفيده الكاتب هو اليوم شيخ صوفيي إيران. و قد زرناه في منزله في طهران على أمل استقصاء بعض الحقائق عنهم و بيان وجهة نظرهم و دفاعهم عما يرميهم به مهاجموهم من خروج على العقائد الصحيحة، فلم يتسن لنا في تلك الجلسة التبسط في الحديث، فاحالنا الشيخ على رسائل مكتوبة بالفارسية، قال أنها تفي بالمرام، و لما كنا نجهل الفارسية فقد سلمها الشيخ لأحد المريدين ليسلمها لمن يترجمها إلى العربية ثم يوصلها إلينا. و بالرغم من بقائنا في طهران أكثر من شهر و نصف الشهر فلم يصلنا شي‏ء. و إليك ما كتبه الحفيد عن جده المترجم. و قد تركنا تعابيره- على عجمتها- كما هي حفظا للنص، و لم نبدل إلا القليل الذي كان لا بد من تبديله:
كان شيخ السجادة في الطريقة النعمة- اللهية و من أشهر العلماء و العرفاء في القرن الأخير، و كانت ولادته على ما كتبه والده المرحوم المولى حيدر محمد بخطه في ظهر القرآن الموجود صورته الفوتوغرافية في كتاب" نابغة علم و عرفان" في الثامن و العشرين من شهر جمادى الأولى سنة إحدى و خمسين و مائتين بعد الألف، و حين بلغ ثلاث سنين سافر والده إلى بعض بلاد إيران ثم إلى الهند و فيها انقطع خبره، و ابتلي المترجم بفراق والده و صار تحت حضانة أخيه محمد علي و عند بلوغه ست سنين شرع بامر أمه و أخيه في تعلم القرآن المجيد و الكتب الفارسية و في مدة خمسة شهور صار ناجحا فيه و بعد ذلك لم يساعده التوفيق لادامة التحصيل و اشتغل بالأمور الدنيوية بامر أخيه حتى بلغ عمره سبع عشرة سنة، و اشتغل مرة أخرى بتحصيل العلوم الدينية المتداولة ابتداء في موطنه و سافر بعد تحصيل العلوم الأدبية إلى المشهد المقدس الرضوي (ع)، و لتكميل العلوم الدينية إلى النجف الأشرف و العلوم العقلية و الفلسفية إلى سبزوار، و استفاد من محضر الحكيم العارف الزاهد المتأله الحاج ملا هادي سنين متوالية و متناوبة، و بعد تكميل العلوم الظاهرية و التفوق و التبحر فيها أدركته جذبة من جذبات الحق بوسيلة الحاج ملا هادي و هدايته، و سافر في طلب المقصود إلى أصفهان و تشرف بأخذ الأذكار القلبية و الدخول في طريقة النعمة اللهية عند المولى العارف الجليل الحاج محمد كاظم سعادة علي شاه تغمده الله بغفرانه.
و في العود إلى جنابذ تزوج صبية الحاج ملا علي البيدختي حيث أمره مرشده باطاعة أمر أمه في الزواج و بعد مدة قليلة تهيجت أشواقه لتجديد زيارة شيخه و سافر إلى أصفهان. و في سنة 1284 صار مفتخرا بأخذ إجازة الإرشاد و تلقين الأذكار القلبية و الأوراد المأثورة و ملقبا في الطريقة بلقب سلطان علي شاه، و في سنة 1293 توفي شيخه و تمكن هو في مقامه و صار شيخ السجادة في طريقة النعمة اللهية و توجه السالكون إلى الله إليه، و صار مقره بيدخت من قرى جنابذ «2» محط رحال الوافدين و لم تكن جنابذ إلى هذا الزمان معروفة و بعد تمكنه هذا اشتهر اسم جنابذ في بلاد إيران تدريجيا و كان ذلك واحدا من بركات وجوده هناك.
في سنة 1305 تشرف بالحج و زيارة البيت و عند رجوعه تشرف بزيارة الأعتاب المقدسة في العراق و لاقى بعض العلماء و الفقهاء من الشيعة في هذه البلاد مثل المرحوم الشيخ زين العابدين المازندراني و ابنائه و المغفور له الحاج ميرزا حسن الشيرازي و غيرهم فبجلوه و عظموه. و بعد عوده إلى إيران و توقفه بطهران حضر بخدمته أكثر رجال العلم و الفقه و السياسة، و ملك القاجار ناصر الدين شاه حينئذ كان بجاجرود، و لما سمع بقدومه إلى طهران أرسل رسولا إلى طهران و أبرز علاقته إلى الملاقاة و أخبر أنه سيعود إلى طهران للقاء حضرته و لكن بعد ما استمع حضرته هذا استعجل في الحركة قبل قدوم جلالة الملك إلى طهران، و قال: نحن المساكين مجالسو المساكين، ما لنا و للملوك! و عند عوده إلى جنابذ صار مدة متمكنا هنا، و بعد سنين سافر مرة أخرى لزيارة المشهد المقدس الرضوي (ع) و صار هنا مسموما و لكن استعلج و رفع عنه الخطر و لكن لم ينل صحته الأولية.
حضرته كان مشتغلا بالأمور الزراعية لتحصيل وسائل المعاش لأنه كان معتقدا بلزوم الكسب لتحصيل المعاش على ما أمر به المولى السيد نعمة الله الولي اتباعه و مريديه بالكسب و ترك البطالة و هو مع ذلك لم يترك المطالعة و التدريس و التأليف و إرشاد الخلق و اعانة المساكين و قضاء حوائج المحتاجين بل كان يشتغل بمعالجة المرضى أيضا حتى صار مشتهرا بالحذاقة في الطب. كان كثير التنسك و العبادة و لم يفت عنه تهجد الأسحار و كان مولعا باقامة شعائر الدين و المذهب، مثل صلاة الجماعة و مجالس الذكر و قراءة القرآن و إقامة عزاء أهل البيت ع، و كان قانعا من الدنيا في الأكل و اللبس بأقلها، و كان يأمر اتباعه و مريديه أيضا بالمحافظة على الآداب الدينية، و إذا رأى أو سمع في بعض المريدين خلافا لم يتمكن في أمر الدين من كظم الغيظ و الكتمان بل كان يشدد و يغلظ عليه حتى انه طرد بعضا من المريدين على أثر عدم مراقبتهم لآداب الشرع بعد تذكيره إياهم للمراقبة و عدم تاثيره فيهم.
و لا غرو أن نذكر هنا استطرادا خصائص من طريقة النعمة اللهية:
منها أن السيد و خلفاءه إلى الآن أمر جميع مريديه بمحافظة آداب الشرع المقدس النبوي (ص) من العمل بالواجبات و السنن و ترك المحرمات بل المكروهات، لأن تخلية القلب عن غير الله تستلزم إطاعة الرسول و أولي الأمر و اتباع أحكامه، لأن المحب لا يجوز له بل لا يمكنه مخالفة أمر المحبوب، و كل من ادعى محبة الله يلزمه إطاعة أوامره و أوامر الرسول، حيث قال: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني [يحبببكم‏] يحببكم الله، و ما لم يتزين الظاهر و الجوارح بحفظ حدود الله لا يتأدب القلب بآداب الروحانيين، و لهذا ليس في هذه الطريقة ما يخالف الشرع الشريف من الاعتقادات الباطلة و البدع و الأعمال المنهية حتى السماع، و مجالس الذكر أيضا منزهة عن جميع هذه الأمور.
و منها أن الاخوان في هذه الطريقة مأمورون بترك البطالة و الانزواء و الرهبانية و بالاشتغال بواحد من الأشغال الدنيوية المباحة لتحصيل المعاش حتى يغنيهم عن غيرهم في المعاش، لأن الإنسان محتاج في الدنيا إلى الأكل و الشرب و اللبس و المسكن و كلها من الضروريات للحياة الدنيوية و الوصول إليها يكون اما بالكسب أو السرقة أو السؤال و إظهار احتياجه إلى الغير، و كل ما كان بدون‏ رضا مالكه كالغصب فهو داخل في السرقة حقيقة، و كل ما كان مقرونا بالطمع فهو من السؤال و كلاهما حرامان عقلا و شرعا و عرفا فيبقى الكسب مباحا سواء كان فلاحة أو تجارة أو صنعة أو غيرها من المكاسب المختلفة المحللة، فلازم على جميع الفقراء في هذه الطريقة أن يشتغل كل منهم بكسب حتى لا يكون كلا على غيره بل لازم أن يكون بحيث ينتفع به الغير.
و لما كان اخوان هذه الطريقة مامورين بترك الانزواء و بالدخول في الجماعات صار البسط فيهم غالبا على القبض المصطلحين عند الصوفية، لأن غلبة القبض على البسط في السالك إلى الله، تكون في الأغلب على أثر الانزواء و العزلة عن الخلق و الدخول في الجماعات مستتبع للبسط لأن السالك لازم له أن يشاهد ظهور الحق في جميع المظاهر و يحسن المعاشرة و المجالسة مع الجميع لكون محبتهم ظلا لمحبة الله.
و منها عدم التقيد في هذه الطريقة بكسوة مخصوصة و زي معين في الظاهر كالخرقة المخصوصة و التاج و أمثال ذلك المعمولة في كثير من طرق التصوف، بل قال السيد و خلفاؤه: إن اللازم للصوفي لباس التقوى لا غيره، و لا غرو إذا لم يتلبس في الظاهر بلباس معين و عبادة الله و السلوك إليه ممكن و جائز في كل لباس و زي سواء زي أهل العلم أو رجال الحكومة أو غيرهم، بخلاف كثير من سلاسل الصوفية حيث يكون فيها خرقة مخصوصة و التاج المختص به بحيث يكون التقيد به لازما على كل من دخل في هذه الطريقة، و في بعض الطرق يكون هذا التقيد مختصا بمجالس الذكر و لكن ليس في طريقة النعمة اللهية هذا أصلا لا في مجالس الذكر و لا في غيرها أصلا.
و حضرة المؤلف الجليل أيضا لما كان بهذه السيرة و على أنه لم يترك واحدا من الواجبات بل المستحبات و كان تاركا للمحرمات بل المكروهات، و كان مشتغلا بالشغل الدنيوي أمر اتباعه و مريديه أيضا بهذه الأمور، و كان شديد التحفظ عليها، و في ليلة السبت السادس و العشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة بعد الألف صار مخنوقا و غريقا و ارتحل من الدنيا شهيدا، و دفن في أعلى مقابر بيدخت، و خلف ابنه العالم العارف الكامل المولى الحاج ملا علي نور علي شاه الثاني المتولد في السابع عشر من شهر ربيع الثاني 1284 و صار خليفة والده حتى قتل مسموما بكاشان في الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة بعد الألف، و صار سليله الجليل والدي المعظم المولى الحاج محمد حسن صالح علي شاه المتولد في الثامن من شهر ذي الحجة الحرام سنة ثمان و ثلاثمائة بعد الألف خليفة له، و مسند الطريقة في هذا الزمان مزين بوجود سماحته أطال الله بقاءه الشريف.
و للمولى الحاج ملا سلطان محمد مؤلفات كثيرة أكثرها في الأحكام و الآداب الشرعية و الأخلاق مع التطبيق على أصول العرفان مثل سعادتنامه و مجمع السعادة و بيان السعادة و ولايتنامه و بشارة المؤمنين و تنبيه النائمين و التوضيح و الإيضاح، اثنان منها و هما بيان السعادة و الإيضاح بالعربية و غيرهما بالفارسية، و له تأليفات أخر غير ذلك في المنطق و النحو مثل تهذيب التهذيب حاشية و شرح على تهذيب المنطق، و حواش على الأسفار كلها بالعربية.
و أهم مؤلفاته تفسير القرآن المجيد المسمى" بيان السعادة في مقامات العبادة" و هو من أهم التفاسير المؤلفة في القرن الأخير حتى قال فيه الفقيه الكامل المرحوم الحاج آقا محسن المجتهد العراقي و الحكيم الجليل المغفور له الآخوند ملا محمد الكاشاني" تفسير السلطان سلطان التفاسير" و قد ذكر في هذا التفسير نكات دقيقة عرفانية و فلسفية و أدبية في بيان الآيات لم يذكرها أحد قبله كما صرح به نفسه في مقدمة التفسير و جميع ما ذكر في تفسير الآيات مستند إلى الأحاديث و الأخبار المروية من مصادر العصمة ع.
و لما كان شديد العلاقة و الإرادة بشيخه و مرشده الحاج كاظم سعادة علي شاه سمى ثلاثة من مؤلفاته باسمه و هي سعادة نامه و بيان السعادة و مجمع السعادة كالمولوي البلخي الخراساني حيث سمى ديوانه باسم مرشده شمس الدين التبريزي، و المولى محمد تقي الكرماني مظفر علي شاه حيث ختم أشعاره في ديوانه باسم مرشده مشتاق علي شاه شمس الدين التبريزي، [و المولى محمد تقي الكرماني مظفر علي شاه حيث ختم أشعاره في ديوانه باسم مرشده مشتاق علي شاه‏] رحمهم الله.
و بعد أن يسرد الكاتب خصائص كتاب التفسير مما لا علاقة له بموضوعنا هنا يعود إلى القول بان هناك من أنكر أن يكون الكتاب للمترجم بل هو لمؤلف آخر، فيرد هو على هذا الزعم قائلا:
و بعد تأليف هذا التفسير و طبعه و انتشاره اشتهر فضل المؤلف بين الخواص و العوام و كل من رأى التفسير و لاحظه أقر بفضل مؤلفه و نبوغه و عبقريته و صار ذلك سببا لتشديد حسد الحاسدين حتى أنكر بعضهم كون هذا التأليف المنيف منه، و أصروا في تلقين هذا الافتراء في قلوب بعض آخر و ذكروا هذا بوجوه مختلفة بحيث وقع في قلوب بعض الفضلاء أيضا و تلقوا بالقبول من دون دقة و تحقيق. و الحال أن اللازم للفقيه المحقق و الناقد المدقق التحقيق و التعمق في الأمور و عدم الحكم بشي‏ء مشكوك الا بعد التحقيق، لأنه إذا ظهر له خلاف ذلك يصير نادما على ما حكم به قبلا كما قال الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة" و لكن بعضا من الفضلاء و الفقهاء أيضا تلقوا ما سمعوا من بعض المعاندين و الحساد بالقبول ظنا منه الصدق و الصحة و بعد ما ظهر لهم خلافه عدلوا عن رأيهم السابق مثل حجة الإسلام المغفور له الحاج شيخ محمد باقر الجازار حيث ألف كتابا و سماه" إطغاء المكايد و إصلاح المفاسد" بالفارسية في رد الصوفية و الشيخية و البابية و الحال أن ذكر هذه الثلاثة مرادفا بعيد عن مثل هذا المحقق لأن بين عقيدة الصوفية و الشيخية مع البابية بينونة بعيدة، لأن الأولين من المتعصبين في التشيع و البابية منكرون للإسلام و قائلون بنسخة و ظهور دين جديد.
و الفقيه المغفور له ذم المؤلف و ذكره بعبارة موهنة بهذا المضمون و هو أنه:
" سمع من بعض الثقات أن هذا التفسير ليس منه بل من صوفي مبتدع آخر سابق عليه و هو وجد نسخته الخطية القديمة و جعله باسمه و الحال أنه لم يفهم مضامينه" حتى أن مؤلف هذا الكتاب حرف اسم التفسير و سماه بيان الشقاوة و لكنه لم يدرك حقيقة هذا الاسم و لم يستشعر به فلم يخض في غور معناه لأن هذا التفسير و لو فرض أنه لم يكن منه أو كان منه و كان باطلا و لكنه بيان القرآن فتسميته بهذا الاسم أن كان مع قصد و شعور في الحقيقة شتم للقرآن و يكون كفرا و لكن الفقيه المذكور ذكر هذا اللفظ بدون توجه للمعنى.
و لما طبع هذا الكتاب و انتشر رأى نسخة منه واحد من أعادي مؤلف التفسير من أهالي جنابد و اعترض على الفقيه المذكور و قال كنا نحن بأعيننا شاهدين لكونه بنفسه مؤلفا لهذا التفسير، و رأينا أنه كان مشتغلا بكتابة جزوات هذا التفسير شخصا، و قرأ بعضه على الحاضرين عند الكتابة، و نسبة هذا الفقيه في الحقيقة يكون مكذبا لسائر الإيرادات الواردة على مؤلف التفسير من المخالفين لأنه يوجد الشك و الترديد عند كل من لم يعرفه في سائر المنتسبات إليه.
و الفقيه المذكور بعد تأليف هذا الكتاب سافر لزيارة المشهد المقدس الرضوي (ع) و توقف ببيدخت يومين و صار مانوسا مع خليفة المؤلف الحاج ملا علي نور علي شاه الثاني و وجد عقائده و أعماله و أفعاله مخالفة للاتهامات الواردة على الصوفية و لم يجد فيه و في أعوانه ما يخالف الشرع المقدس النبوي و قال" شنيدن كي بود مانند ديدن" أي السماع لا يكون كالرؤية، و كتب بعده أيضا كتابا للمولى الحاج شيخ محمد حسن صالح علي شاه و اعتذر من السابق و أظهر الندامة على تأليف الرسالة الردية، و هذا الكتاب موجود الآن و كل ذلك يكون دليلا على صدق نيته و إنه قد اشتبه الأمر عليه من بعض المغرضين و الأعادي.
و قال بعض: أن المؤلف حينما كان في أصفهان اطلع على نسخة خطية قديمة من المكتبات و تصرف فيها و حذف أولها و آخرها و جعلها باسمه، و قال بعض منهم: أنه كان في الأصل من فاضل نجف‏آبادي، و قال بعض آخر: أنه من فاضل يزدي كان معه في حجرة واحدة بمدرسة أصفهان ثم رتب ناشر هذه التهمة آثار اليقين على هذا الوهم لأنه مع عدم ذكر دليل على هذه الدعوى قطع بعدم كون هذا التفسير منه و هذا عجيب و لا سيما ممن ادعى العلم و الروحانية.
و نحن نقول لم يسافر هو إلى أصفهان لتحصيل العلم أصلا بل كان تحصيله كما ذكرنا بجنابذ أولا، و بعد ذلك بالمشهد و سبزوار و النجف الأشرف:
و كانت رحلته إلى أصفهان لأخذ آداب الطريقة و زيارة الحاج محمد كاظم سعادة علي شاه و كان وجهة همته زيارته و الاستفاضة من محضره فقط، لا العلوم الظاهرية الشرعية و لا مشاهدة المكتبات، على أن استكتاب هذا التفسير مستلزم لاشتغال مدة مديدة لا أقل من سنة لكتابته و هو لم يبق باصفهان إلا مدة قليلة، و أيضا كان هو قبل هذا السفر مشتهرا بالفضل و التبحر في العلوم العقلية و النقلية بطهران و غيره كما ذكرته مشروحا في كتاب" نابغة علم و عرفان در قرن چهاردهم".
و ثانيا لو كان هذا التفسير من مؤلف آخر قبله لذكر في التذاكر و شروح أحوال المتقدمين و كيف يمكن أن يوجد تأليف غير مألوف و معروف عند أحد من الفحول و علماء الرجال و يصير طالب علم غير معروف مطلعا عليه. و هذه النسبة لا تكون إلا محض التهمة و الافتراء و لا يليق بمسلم فكيف لمؤمن أن يحوم حول هذه الافتراءات.
و قال لي بعض الفضلاء بلسان المدح مريدا به الذم (من قبيل الذم الشبيه بالمدح) أنه تفسير كامل فلسفي عرفاني بنكات دقيقة و مطالب أنيقة أخذها كلها من رشحات الأستاذ الحاج ملا هادي السبزواري رحمه الله، لكنه أيضا خلاف الواقع و ليس بصحيح، لأن كثيرا من النكات التحقيقية فيها كالتحقيق في وجود الجن و أمثاله ليس موجودا أصلا لا في مؤلفات الحكيم السبزواري و لا في غيره بل من مبتكرات المؤلف الجليل، على أنه لم يدع الابتكار في جميع ما حقق، بل نقول أولا: إنه يفتخر بان كل ما أدرك من الحقائق يكون مقتبسا من رشحات إفاضات الأئمة المعصومين ع و من الأخبار و الأحاديث و ثانيا: أن لازم كل تأليف أن يذكر من أقوال المتقدمين و تحقيقاتهم و يستشهد بها و هذا لا يكون مخالفا للتاليف و نحن لا نقول: ان جميع ما ذكر من التحقيقات من مبتكرات فكره، بل نقول: إن كثيرا من هذه التحقيقات مما سنح بفكره الكامل و لا يكون مذكورا في كتب المتقدمين رحمهم الله كما أشار إليه في مقدمة التفسير و قال:" و قد كان يظهر لي بعض الأحيان من إشارات الكتاب و تلويحات الأخبار لطائف ما كنت أجدها في كتاب و لا أسمعها من خطاب" (إلى آخره).
و ذكر العلامة الأستاذ الشيخ محمد محسن الطهراني المعروف بشيخ آقا بزرگ في المجلد الثالث من كتاب" الذريعة إلى تصانيف الشيعة" ما عبارته كذا:
بيان السعادة في مقامات العبادة
أو التفسير المنير تفسير للقرآن الشريف طبع بطهران في مجلد كبير سنة 1314 على نفقة أصحاب العارف المعاصر المولى سلطان محمد بن حيدر محمد الكنابدي (الجنابذي) الخراساني المتوفى حدود 1320 معتقدين أنه تصنيف شيخهم المذكور و هو نفسه ذكر فيه أنه فرغ من تاليفه سنة 1311 و لكن نبهني العالم البارع المعاصر السيد حسين القزويني الحائري بانتحال وقع في هذا التفسير يكشف عن كونه لغيره و لو في الجملة فان ما أورده في أوله من تشقيق وجوه اعراب فواتح السور من الحروف المقطعات و إنهاء تلك الشقوق إلى ما يبهر منه العقل توجد بتمام تفاصيلها و عين عباراتها في رسالة الشيخ علي بن أحمد المهائمي الكوكني النوائتي المولود سنة 776 و المتوفى سنة 835 المشهور بمخدوم علي المهائمي و قد ذكر ألفاظ الرسالة السيد غلام علي آزاد البلكرامي في كتابه سبحة المرجان المؤلف سنة 1177 و المطبوع سنة 1303 و ذكر أن المهائم بندر في كوكن من نواحي دكن، و نوائت كثوابت قوم من قريش نزلوا إلى بلاد دكن في زمن الحجاج قال: و له التفسير الرحماني و الزوارف في شرح عوارف المعارف، و شرح الفصوص لمحيي الدين، و شرح النصوص للقونوي و أدلة التوحيد.
أقول: و تفسيره الموسوم بتبصير الرحمن و تفسير المنان طبع في دهلي سنة 1286، و في بولاق سنة 1295 كما ذكره في معجم المطبوعات، و كتابه مرآة الدقائق طبع في بمبئي، و بالجملة المقدار المذكور من رسالة المهائمي في هذا التفسير ليس هو جملة أو جملتين أو سطرا و سطرين حتى يحتمل فيه توارد الخاطرين و توافق النظرين، فهذا الانتحال ثبتنا عن الإذعان بصدق النسبة إلى من اشتهر بأنه له و الله العالم.
و هذا أيضا و ان كان ظاهره موهما للتحقيق و لكنه عند المنصف المحقق لا يخلو عن شوب الغرض و بعيد عن التحقيق، لأن المحقق في كل أمر لا سيما في الأمور المحتملة للتهمة و شوب الافتراء لا يكتفي بنقل القول من واحد و لو فرض عادلا بل يجتهد و يفتش و لا يتقاعد عن هذا حتى يحصل له القطع بالدليل، و هذا العالم الجليل كان لازما عليه أن يطالع التفسير المنسوب إلى المهائمي و لا يقتصر على نقل القول و يطابق الكلمات و التحقيقات حتى يزول عنه الشك لأن الخبر يحتمل الصدق و الكذب، و نسبة الخلاف إلى المؤمن بنقل خبر شخص واحد خلاف، و يكون مصداقا للآية الشريفة ان جاءكم فاسق بنبإ.
و ثانيا كان حريا بمؤلف الذريعة لتكميل التحقيق أن يسال معاصريه من العلماء و الفضلاء المنصفين الذين كانوا يعرفونه و رأوه حتى يصير فضله عليه واضحا، لأن كثيرا من فحول العلماء في زمانه مثل آية الله الشيرازي و الحاج ملا علي السمناني و الحاج ميرزا حسين السبزواري و الآخوند ملا محمد الكاشاني و الشيخ زين العابدين المازندراني و أولاده رحمهم الله، و غيرهم كانوا معترفين بفضله و نبوغه، و كل من حضر محضره من المؤالفين و المخالفين لم يتمكن من إنكار فضله و علمه و تقواه حتى أعاديه، و سائر تأليفاته أيضا شاهدة على ذلك فان تاليفه ليس منحصرا بهذا التفسير بل له تأليفات كثيرة بالفارسية و العربية و حواش و تحقيقات على الأسفار و تحقيقات في علوم الأدب و غيرها و هي كلها شاهدة لعبقريته رحمه الله.
و ثالثا لو كان هذا الفاضل محققا لم يقع في الخطا في تاريخ وفاة المؤلف و لم يذكره بالتقريب بل كان لازما عليه تحقيق التاريخ القطعي لوفاته حتى لا يقع في الاشتباه، و هو نفسه أقر بهذا الاشتباه في المجلد الرابع من الذريعة عند ذكر كتاب تنبيه النائمين أحد مؤلفات صاحب التفسير، و هذا دليل على أنه خرج عن حد الإنصاف و في كلامه الطويل الذي ذكرناه الذي يكون ظاهره متينا و باطنه من الغرض و العناد شحينا، و غلب عليه حس البغض و الحال أن المحقق لا يليق أن يقع تحت تأثير إحساسات الحب و البغض و لا سيما إذا كان شيوع أمثال هذا من شخص واحد أو شخصين معروفين بالغرض الشخصي و الأهواء النفسانية فان المغرض و إن كان بلباس أهل العلم يكون افتراؤه على‏ المسلمين سببا للفسق و عدم قبول قوله.
و رابعا كان حريا أن يطالع و يلاحظ طرائق الحقائق للحاج ميرزا معصوم نائب الصدر الشيرازي فإنه مع كونه في زمن تأليف هذا الكتاب مدعيا للطريقة و معرضا عن مؤلف التفسير و لعله كان مغرضا في وقته و لكنه مع ذلك لم ينكر فضله عند ذكر حالاته في هذا الكتاب و لا سيما عند بيانه في شرح عظمة هذا التفسير، و نحن نحيل الطالبين إلى مطالعة هذا الكتاب و مطالعة" نابغة علم و عرفان" في شرح حال المؤلف من تاليفاتي و" رهنماى سعادت" في ترجمة تفسير بعض السور الصغار مني.
و قال بعض آخر: لقد أجاد المؤلف في تأليف هذا التفسير و بلغ الغاية القصوى في التحقيقات الأدبية و الفلسفية و العرفانية و بعض المسائل الفقهية، و لكنه لشدة علاقته بامر الولاية و تأويل الآيات بها خرج عن حد الاعتدال و صار كلامه شبيها بالغلو مثل تفسير كلمة الله في قوله تعالى في سورة البقرة" و منهم من بقول آمنا بالله و باليوم الآخر" بعلي الذي هو مظهر الإله، و كذا في آيات أخر مثلها، و في سورة البراءة" أ لم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده و يأخذ الصدقات" و في موارد أخر بمظاهره و خلفائه الفانين ببشريتهم في الله، و مثل إطلاق الرب على رب الأرباب و الرب المضاف و تفسير الرب المضاف بالرب في الولاية كتفسير الرب في مثل آية" فمن كان يرجو لقاء ربه" في آخر سورة الكهف بالرب في الولاية ملكوته ثم جبروته و تفسير الرب في اية" و جاء ربك و الملك صفا صفا" في سورة الفجر بالرب المضاف الذي هو القائم في وجود السالك و تفسير الكفر في موارد متعددة بالكفر بالولاية و كذا الإشراك بالشرك.
بالولاية، و لكن هذا أيضا خلاف لواقع مذهبه لأن كل هذا يكون مبنيا على العقائد العرفانية التي تكون مستندة إلى الآيات و الأخبار المأثورة من الأئمة ع، لأن الأخبار في تفسير الايمان بالايمان بالولاية كثيرة كما في الكافي، في باب ما نزل فيهم و في أعدائهم، و أما تفسير كلمة الله بعلي فهو بطريق المجاز و ذكر الظاهر و إرادة المظهر و هو أيضا مستفاد من الأخبار، لأن الايمان بالله ملازم للايمان بمظاهره، و الكفر بمظاهره يستلزم الود و مخالفة أمر الله و هو كفر به، كما روى عن أبي جعفر الباقر ع: إن حبنا إيمان و بغضنا كفر، و أمثال ذلك كثيرة، و استعمل في القرآن أيضا كذلك لأن نسبة قبول التوبة و أخذ الصدقات إلى الله لا يمكن حمله على ظاهره لأن الله لا يرى و لا يكون له يد فلا بد أن يراد من كلمة الله مظاهر الذات المستجمعة لجميع صفات الكمال بطريق المجاز كما قال تعالى شانه" و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى".
أما تفسير الرب فهو أيضا صحيح لأن الرب في اللغة بمعنى المربي و قد أطلق في القرآن على غير الله كما في سورة يوسف نقلا عن يوسف (ع)" أذكرني عند ربك" و كلمة رب الأرباب أيضا دليل على صحة اطلاق الرب على غير الله تعالى بعنوان الرب المضاف و كونه تعالى شانه رب الأرباب.
بل أهل السنة و الجماعة و محققوهم أيضا اعترفوا بذلك و في كتبهم أخبار كثيرة في هذا الباب، كما في مودة القربى للمير سيد على الهمداني الشافعي في المودة الثالثة أنه قال النبي في جمع من الصحابة: لا يحب عليا إلا مؤمن و لا يبغضه إلا كافر.
و في ينابيع المودة للشيخ سليمان البلخي الحنفي في الباب التاسع و الخمسين نقلا عن الصواعق المحرقة، قال أخرج الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس أن النبي ص قال: علي باب حطة من دخل فيه كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا.
و نسبة الغلو إلى المؤلف الجليل كتسمية القميين المتقدمين رضي الله عنهم، كل من لا يعترف بسهو النبي (ص) غاليا لأنهم كانوا قائلين بأنه بشر بصريح الآية الشريفة" قل إنما أنا بشر مثلكم" و قالوا أن البشر يعتري عليه السهو و النسيان و الخطا فهو أيضا جائز السهو، و كانوا معتقدين أن كل من لم يعترف بذلك يكون غاليا، و لذا كانوا يحتسبون غيرهم من فقهاء الشيعة غاليا بالتقريب و الحال أنه ليس كذلك كما ذكر مشروحا في المفصلات، و الغالي في الحقيقة من أثبت جميع الصفات الثبوتية الموجودة في الإله المستجمع لجميع صفات الكمال المتجلي في كل العوالم و الذرات الحي الباقي الدائم الذي لا يعتريه نقص و لا زوال و لا ممات للفرد البشري الذي يكون له أدوار الحياة من الصغر و الشباب و الكهولة و يصير مريضا و ضعيفا و فقيرا و غير ذلك من نواقص المادة، فالاعتقاد بالوهية جسمانية علي بن أبي طالب ع المنسوب إلى عبد الله بن سبا، أو ألوهية جعفر بن محمد ع، كما نسب إلى محمد بن مقلاص الأسدي المكنى بأبي الخطاب أو بالوهية علي بن محمد الهادي أو الحسن العسكري ع كما روى نسبة إلى فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني المقتول على يد جنيد بامر الامام أبي محمد العسكري ع كلها كفر و غلو، لأنه خلاف الشهود و رأي العقل لأن الشي‏ء الفاني و الهالك كيف يمكن أن يكون إلها فاطر السموات و الأرض، و لكن العبد إذا صار فانيا من صفات بشريته و استنار بنور الألوهية و صار حيا بالحياة المعنوية يصير مظهرا للذات الأحدية و مجلى للجلوات الربوبية فيصدر منه أمور خارجة عن حيطة ظاهر البشرية من المعجزات و الكرامات و خوارق العادات، و كلما كان فناؤه في الذات الأحدية أتم كان بقاؤه به أقوى حتى يصل إلى مقام يصير مظهرا تاما له، و عند ذلك يكون أقوى مظهر و أتم مجلى لله، و هذا يكون في الحقيقة متصلا بل متحدا مع مقام المشية التامة و هذه المظهرية كانت مخصوصة بمحمد (ص) و بعده بعلي (ع) و بعده بالأئمة المعصومين من ولده حادي عشرهم ثاني عشر الأئمة و قائمهم، فهم الأسماء الحسنى و الصفات العليا و المظاهر التامة و المجالي الكاملة لذات الله و هم قادرون على جميع ما تعلق القدرة الالهية بإرادته و قدرته، فهم عالمون بعلمه، و قادرون بقدرته، و مريدون بإرادته، و ليس شي‏ء من ذلك كفرا و لا شركا و لا غلوا، بل يكون عين التوحيد لأن المعتقد بذلك لا يرى لاي فرد منهم شخصية مخصوصة قبال الذات الأحدية بل يقول، إنهم فانون و لا يكون لهم شخصية إلا مظهرية الله تعالى و البقاء به فهم كالمرآة حيث لا ينظر إليها إلا لمشاهدة الصورة المتجلية فيها، و الأئمة ع مرآة ذات الله كما ورد" بنا عرف الله و بنا عرف الله" فهذه العقيدة في الحقيقة عين التوحيد و لذا تكون عقيدة القميين في الحقيقة إفراطا و غلوا في التمسك بظواهر الآيات و الأخبار، و نسبه الغلو إلى المؤلف أيضا كذلك (انتهى).
و قد نشرنا ما تقدم على طوله لما فيه من أمر الانتحال الطريف، و ما فيه مما يقوله الصوفيون عن معتقداتهم ردا على ما يرمون به من العظائم. و نترك بعد ذلك للقارئ أن يستنتج ما يشاء.










*روش تفسير
*صحت انتساب
*ترجمه و شرح
بيان السعادة
تفسير عرفانى و شيعى قرآن به عربى، تأليف حاج ملا سلطان محمد گنابادى( 1251- 1327)، ملقّب به سلطان عليشاه و مشهور به سلطانعلى گنابادى، از اقطاب متأخر سلسله نعمت اللهى است و نام كامل آن بيان السعادة فى مقامات العبادة است. مؤلف آن را به نام مرشد خود، حاج محمد كاظم اصفهانى ملقب به سعادت عليشاه، نوشته است( تابنده، ص 195, معصوم عليشاه، ج 3، ص 540).
اهميت اين تفسير از آن روست كه يگانه تفسير كامل قرآن به مذاق عرفانى شيعه است كه برجاى مانده است. سبب نگارش آن، چنانكه در مقدمه‏اش( ج 1، ص 2) آمده، جمع آورى لطايف و نكات نغزى بوده كه در اشارات قرآن و تلويحات اخبار يافته و پيش از آن نه در كتابى ديده و نه از كسى شنيده بوده است.
*روش تفسير ابتدا
اين تفسير نيز، مانند اغلب آثار سلطان عليشاه، با مقدمه‏اى در حقيقت علم و علائم آن و جهل مركب و ملازمت علم و عمل آغاز شده, سپس مؤلف مطالب جامعى درباره قرآن و فضيلت آن، تفسير، تنزيل و تأويل قرآن و ديگر مقدمات لازم براى تفسير قرآن بيان كرده( ج 1، 2 مقدمه، ص 3- 21) و آنگاه به تفسير تمامى آيات پرداخته است. البته گاه نيز، در ضمن تفسير، به تناسب موضوع، مقالات مستقلى( غالبا عرفانى) تحت عنوان« تحقيق» نوشته است.
مدار اين تفسير بر حول مفهوم ولايت به معناى عرفانى و شئون و جوانب مختلف آن است, چنانكه در آن، آيات راجع به كفر و ايمان، به كفر و ايمان نسبت به مقام ولايت تفسير شده است( ج 1، ص 223، مقدمه سلطانحسين تابنده، ص ه).
همچنين، مؤلف براى كلمه« رب» دو تعبير به دست مى‏دهد: يكى« ربّ مطلق» كه مقام الوهيت است, ديگر« ربّ مضاف» كه منظور از آن مقام ولايت است كه ظهور ربّ مطلق باشد( ج 1، ص 63). از آنجا كه مفسّر اساس مذهب شيعه را پيروى از همين اصل مى‏داند و به اتحاد ذاتى تصوف حقيقى و تشيع به معناى وَلَوى آن قائل است، كسانى را كه از بُعد عرفانى تشيع غافل‏اند، درباره گرايش اين تفسير، دچار ترديد مى‏كند, چنانكه صاحب التفسير و المفسّرون( ذهبى، ج 2، ص 192- 203، 226) در اين كه بيان السعادة را در شمار تفاسير صوفيه ذكر كند يا تفاسير شيعه، مردد است.
تعصّب و جانبدارى سختِ حاج ملا سلطان محمد در مذهب تشيع به حدى بود كه در چاپ دوم تفسير، به اجازه خود او، قسمتهايى كه ممكن بود موجب اختلاف ميان شيعه و سنى شود، به منظور تقريب و حفظ وحدت مذاهب اسلامى، تعديل شد( ج 1، مقدمه سلطانحسين تابنده، ص يد).
بيان السعادة علاوه بر جنبه‏هاى عرفانى، جنبه‏هاى روايى، فقهى، فلسفى، كلامى و ادبى نيز دارد. از جنبه نقلى و روايى و بحث درباره شأن نزول آيات، مباحث مستوفايى دارد و عمده اقوال و مطالب منقول در آن مستند به احاديث و اخبار مروى از پيامبر اكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ائمه اطهار عليهم السلام است. در نقل احاديث، از تفسير صافى فيض كاشانى و تفسير برهان سيد هاشم بحرانى، استفاده كرده است( سميعى، ص 135).
سلطانعلى شاه در خصوص اخبار مختلفى كه در تفسير آيات نقل كرده، مانند اخبار وارده درباره شجره منهيّه در قصّه آدم، به جمع و تطبيق ميان آنها مبادرت نموده است، به گونه‏اى كه همه اقوال در مقام و مرتبه خود با يكديگر سازگارند، مگر در موارد نادرى كه صحت اخبار مخدوش باشد( ج 1، ص 81, ج 2، ص 173).
با اينكه اساس اين تفسير، اخبار ائمه اطهار عليهم السلام و عرفان مبتنى بر آن است، مشتمل بر اصطلاحات و مباحث فلسفى و حكمى نيز هست، مانند تحقيق در مراتب وجود و تشكيك در حقيقت آن( همان، ج 1، ص 37) كه غالبا به روش استاد خود، حاج ملا هادى سبزوارى، و بر اساس آرا و اقوال ملا صدرا است و از اين حيث به تفاسير ملا صدرا بر قرآن شباهت دارد. وى آراى فلسفى را با لطايف عرفانى و عقايد كلامى درهم آميخته و در مسائلى از قبيل معراج، جبر و اختيار، و بداء، كه فلاسفه و متكلمان در آنها اختلاف نظر دارند، به جمع و تطبيق آرا پرداخته است( ج 1، ص 218- 220، ج 2، ص 276، 277، 431- 433).
بيان السعادة، متضمن مباحث ادبى نيز هست و در آن، ضمن تفسير، نكات ادبى آيات و تركيب لغات هم، به تناسب موضوع، مطرح شده است. براى مثال، در وجوه محتمل معانى حروف آغازين برخى سوره‏ها، مثل« الم» در بقره، بحثهاى مفصلى آمده است( ج 1، ص 39- 43).
از ديگر ويژگيهاى اين تفسير، آن است كه مؤلف آن با وجود اعتقاد به اين كه جمع‏آورى آيات به ترتيب نزول آنها صورت نگرفته، چون معتقد به ارتباط معنوى ميان آنها بوده، با توجه به ترتيب موجود ميان آيات و كلمات، به بيان ارتباط معنوى ميان آنها پرداخته است( ج 1، ص 299).
گرچه مؤلف بيان السعادة مجتهد بوده، در اين تفسير كمتر به مسائل فقهى پرداخته، مگر در موارد معدودى كه نظر شخصى خود را، نه به صورت فتوا، اظهار كرده است، از جمله در تفسير« و يسئلونك عن الخمر و الميسر»( بقره: 219) به حرمت استعمال ترياك( همان، ج 1، ص 196) رأى داده است.
پس از تأليف بيان السعادة، حاج ملا على نور عليشاه گنابادى، فرزند و جانشين طريقتى صاحب تفسير، تقريظى بر اين تفسير مشتمل بر شرح حال مؤلف آن به نام رجوع الشياطين( چاپ سنگى، تهران 1315) نوشت. بيان السعادة ابتدا در 1314 در دو جلد چاپ سنگى شد. حاج سلطان محمد حسين تابنده گنابادى ملقب به رضا عليشاه آن را مقابله و تصحيح كرد و با افزودن مقدمه‏اى در 1344 ش در چهار مجلد، چاپ كرد كه در 1408 در بيروت نيز افست شد.
با انتشار بيان السعادة، عده‏اى از علما، از جمله آقا محسن مجتهد عراقى و آخوند ملا محمد كاشانى، در مقام تمجيد آن برآمدند و از آن به« تفسير السلطان، سلطان التفاسير» تعبير كردند. همچنين اديب نيشابورى، شاگردان خود را به مطالعه آن تشويق مى‏كرد( تابنده، ص 195- 196)
*صحت انتساب ابتدا
برخى، صحت انتساب اين تفسير را به حاج ملا سلطان محمد انكار كردند، اما توجه به اين نكات در رفع اين شبهه ضرورت دارد: اولا، چنانكه كيوان سميعى( ص 135) مى‏گويد، مقام عرفانى و علمى و ادبى مؤلف برتر از آن بوده كه بتوان نسبت انتحال به وى داد، زيرا او عاجز از تأليف چنين تفسيرى نبوده است، و با توجه به تبحّر وى در علم و عرفان چنانچه اين تفسير بدون نام مؤلف نيز چاپ مى‏شد، اهل فن مى‏توانستند بفهمند كه اين كتاب از اوست, ثانيا، روش بيان مطالب و جمع نكات عقلى، نقلى و قلبى در اين تفسير با ساير آثار مؤلف مشابهت كامل دارد, ثالثا، معصوم عليشاه، صاحب طرائق الحقائق كه در 1303 و 1304 در گناباد نزد مؤلف بوده، از اين تفسير ياد كرده و تصريح مى‏كند كه در دوران تأليف آن، گاه بخشهايى از آن را به درخواست مؤلف ملاحظه مى‏كرده است( ج 3، ص 540). اصولا يكى از جهات اشتهار علمى و عرفانى مؤلف در زمان حيات، كه غالب مورخان آن دوران ذكر كرده‏اند، تأليف همين كتاب بوده است( فرصت شيرازى، ج 2، ص 890، پانويس 2, نيز آقا بزرگ طهرانى، ج 3، ص 182, تابنده، ص 210، پانويس 1).
اشتباه ديگر درباره تفسير بيان السعادة را خاورشناس مشهور گلدتسيهر rehizdloGمرتكب شده است, وى( ص 279) از تفسيرى به نام« بيان السعادة فى مقامات العبادة» نوشته سلطان محمد بن حيدر البيدختى( بيدختى, چاپ تهران، 1314 هجرى) نام برده و آن را كهن‏ترين تفسير شيعه خوانده و تاريخ اتمامش را 311 هجرى ياد كرده است. به نظر مى‏رسد كه اشتباه او ناشى از غلط خواندن تاريخ اتمام اين تفسير( 1311 هجرى)، بوده است. در ترجمه عربى كتاب گلدتسيهر( ص 304) نيز،« حيدر» به« حجر» و« البيدختى» به« البجختى» تصحيف شده است. اما در هيچ يك از منابع متقدم و متأخر شيعه، نشانه‏اى از اين تفسير و مؤلف آن با مشخصاتى كه گلدتسيهر ذكر كرده است به چشم نمى‏خورد.
*ترجمه و شرح ابتدا
قسمتهايى از بيان السعادة را حاج سلطان حسين تابنده گنابادى( رضا عليشاه) تحت اين عناوين به فارسى ترجمه و شرح كرده است: 1) رهنماى سعادت( تهران 1342 ش)، ترجمه و تفسير مقدمه بيان السعادة و شرح تفسير سوره‏هاى فاتحه، أعلى، الضّحى، انشراح، قدر، نصر و اخلاص, 2) قرآن مجيد و سه داستان اسرارآميز عرفانى( تهران 1365 ش)، ترجمه و شرح تفسير سه داستان اصحاب كهف، موسى و خضر و ذو القرنين از سوره كهف, 3) سه گوهر تابناك از درياى پرفيض كلام الهى( تهران 1376 ش)، ترجمه و شرح تفسير آية الكرسى، آيات خواتيم سوره بقره و آيه نور. از تمامى تفسير بيان السعادة، محمد رضا خانى و حشمت اللّه رياضى، ترجمه ديگرى با نام ترجمه تفسير بيان السعادة( تهران 1377 ش)، انجام داده‏اند كه فقط بخشى از آن چاپ شده است.
منابع
محمد محسن آقا بزرگ طهرانى، الذريعة الى تصانيف الشيعة، چاپ على نقى منزوى و احمد منزوى، بيروت 1403 / 1983, سلطانحسين تابنده، نابغه علم و عرفان در قرن چهاردهم، شرح حال مرحوم حاج ملا سلطانمحمد گنابادى: سلطانعليشاه، تهران 1350 ش, محمد حسين ذهبى، التفسير و المفسّرون، قاهره 1409 / 1989, سلطانمحمد بن حيدر سلطانعليشاه، بيان السعادة فى مقامات العبادة، تهران 1344 ش, كيوان سميعى، رساله ترجمه حال كيوان قزوينى، در دو رساله در تاريخ جديد تصوّف ايران، تهران 1370 ش, محمد نصير بن جعفر فرصت شيرازى، آثار عجم، چاپ منصور رستگار فسائى، تهران 1377 ش, ايگناتس گلدتسيهر، مذاهب التفسير الاسلامى، ترجمه عبد الحليم نجّار، قاهره 1374 / 1955, محمد معصوم بن زين العابدين معصوم عليشاه، طرائق الحقائق، چاپ محمد جعفر محجوب، تهران 1339- 1345 ش,
ignaz goldziher, die richtungen der islamischen koranauslegung, leiden 0791