بسم الله الرحمن الرحیم

الشيخ محمد حسن بن باقر النجفي صاحب الجواهر

الشيخ محمد حسن بن باقر النجفي صاحب الجواهر(1202 - 1266 هـ = 1788 - 1850 م)
کلمات صاحب الجواهر قده در باره قراءات




فهرس ‏التراث، ج‏2، ص: 147
صاحب الجواهر (1202- 1266)
«1» الشيخ محمد حسن بن الشيخ باقر بن الشيخ عبد الرحيم بن الآغا محمد الصغير بن المولى عبد الرحيم الشريف، كذا جاء في آخر كتاب القضاء من الجواهر، و به شهرته، و إليه نسبة أسرته.
قال شيخنا العلامة: «من أركان الطائفة الجعفرية، و أكابر فقهاء الإمامية، و أعاظم هذا القرن [الثالث عشر]، نبغ في النجف و توارث العلم و الفضل و الزعامة إلى اليوم، و قد فرغ [من بعض مجلدات الجواهر] في حياة استاذه كاشف الغطاء، و قد ذكره في مبحث أحكام الاستنجاء في شرح قول الماتن: (و لا الحجر المستعمل ... إلخ) و دعا له بقوله:
(سلّمه الله)، و بما أن وفاة استاذه كانت 1228 و عمره يوم شرع في التأليف خمس و عشرون سنة، يكون ولادته كما ذكرنا [1202] تقريبا، و الله العالم».
أرّخ وفاته حفيده الشيخ عبد الحسين والد عبد العزيز آل صاحب جواهر الكلام، و نصه:
ذا مرقد الحسن الزاكي الذي دفنت أسرار أحمد فيه بل سرائره‏
أودى و قد أيتم الإسلام أرّخه بين الأنام يتيمات جواهره‏

و حدثني شيخي المعتمد السيد ميرزا حسن البجنوردي عن شيخه السيد أبو الحسن الأصفهاني عن السيد محمد كاظم اليزدي مؤلف العروة انه قال: «لا يعدّ الفقيه فقيها حتى يفهم الجواهر حقا، و لقد أحكمت مئزري و سبحت في غمرات الجواهر سبع مرات».
أسند إليه المحدث النوري في المستدرك 3: 397.
فهرس‏التراث، ج‏2، ص: 148
من آثاره:
1- جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام:
طبع 22 طبعة، منها طبعة حجرية بطهران معروفة بطبعة حاج موسى الخوانساري في سنة 1274 ه، و طبعة اخرى ملفّقة من طبعة حاج موسى و غيره، و هي أيضا حجرية بطهران سنة 1301 ه، كما طبع طبعة حروفية لأول مرّة بتحقيق الشيخ عباس القوچاني في النجف سنة 1378 ه حيث أتم طبع خمسة عشر مجلدا، و أتم الباقي ابناه الشيخ محمود القوچاني و الشيخ محمد القوچاني، و كذا الشيخ رضا الأستاذي و غيرهم. و طبع مؤخرا بتحقيق جديد ضمن منشورات جامعة المدرسين بقم سنة 1421. صدر منه إلى الآن ستة مجلدات، و مؤسسة صاحب الزمان في مشهد سنة 1416 و صدر منه عشرة أجزاء، و تعمل على إخراجه بثوب جديد مؤسسة دائرة المعارف بقم سنة 1421 ه.
نسخته بخط المؤلف في مكتبة آية الله الحكيم في النجف بالأرقام 72- 87.
2- نجاة العباد:
و هي رسالته العملية، طبعت طبعة حجرية مع حاشية السيد اليزدي إلى آخر الاعتكاف في 199 صفحة مع رسالة الولاية سنة 1318 ه، و طبع مع حاشية الأعلام محمد كاظم الخراساني و محمد كاظم الطباطبائي و محمد تقي و ابن صدر الدين إسماعيل الموسوي و محمد حسن الحلي طبعة حجرية في سنة 1327 ه.




موسوعة طبقات ‏الفقهاء، ج‏13، ص: 566
4313 صاحب الجواهر «1»

(..- 1266 ه) محمد حسن بن باقر بن عبد الرحيم بن محمد (الصغير) بن عبد الرحيم‏ النجفي، صاحب الموسوعة الفقهية «جواهر الكلام».
كان من أكابر فقهاء الإمامية، و نوابغ علماء عصره.
ولد في النجف الأشرف.
و أخذ المقدمات و غيرها عن: حسن محيي الدين الحارثي الجامعي، و قاسم ابن محمد بن أحمد محيي الدين الحارثي الجامعي (المتوفّى 1237 ه)، و السيد حسين بن أبي الحسن موسى الشقرائي النجفي.
و حضر على أعلام عصره: السيد محمد جواد العاملي النجفي صاحب «مفتاح الكرامة»، و جعفر بن خضر الجناجي النجفي صاحب «كشف الغطاء»، و ابنه موسى كاشف الغطاء.
و روى عن بعض أساتذته المذكورين، و عن أحمد بن زين الدين الأحسائي الحائري، و غيره.
و تبحّر في الفقه.
و أكبّ على التأليف و التدريس.
و سمت مكانته في الأوساط العلمية، و صار ممن يشار إليه بالرسوخ في العلم و سعة الاطلاع و براعة البيان و جودة التقرير.
ثمّ آلت إليه رئاسة الطائفة و المرجعية في التقليد في منتصف القرن الثالث عشر، و تفرّد بالزعامة مع وفرة الفقهاء الكبار في عصره.
و علا صيته، و قصده رواد العلم من أماكن شتى.
و قد تتلمذ عليه و تخرّج به طائفة، منهم: عبد الحسين الطهراني المعروف بشيخ العراقين، و محمد حسن آل ياسين الكاظمي، و محمد حسين الكاظمي، و حبيب الله الرشتي، و السيد أسد الله الأصفهاني، و عيسى بن الحسين الربعي الزاهد، و السيد حسين بن محمد رضا بن محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي‏
موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏13، ص: 567
النجفي، و السيد حسين بن محمد الكوهكمري، و السيد حسن بن محمد علي الطباطبائي اليزدي المدرسي، و حسين الخليلي، و علي الكني، و عبد الله نعمة العاملي.
و صنف كتابه الشهير جواهر الكلام في شرح «شرائع الإسلام» للمحقّق الحلي (مطبوع في 43 جزءا)، و هو كتاب جامع لأمهات المسائل و فروعها، حاو لأقوال الفقهاء و أدلتهم مع ما فيه من بعد نظر و تحقيق، و قد أصبح مرجعا للفقهاء على طول الزمن.
و للمترجم مؤلفات أخرى، منها: رسالة فتوائية سماها نجاة العباد في يوم المعاد، هداية الناسكين في مناسك الحجّ، رسالة في المواريث، و كتاب في «أصول الفقه»، تلف في حياته.
توفّي في النجف في غرة شعبان سنة ست و ستين و مائتين و ألف.
و رثاه جملة من شعراء عصره، منهم تلميذه السيد حسين بحر العلوم، حيث رثاه بقصيدة أرّخ فيها عام وفاته، مطلعها:
عين البرية باديها و حاضرها تذري الدموع لناهيها و آمرها
زان الشرائع مذ حلّى مقالدها جواهرا، ما الدراري من نظائرها
فاليوم تسكب من وجد و من أسف عليه تلك اللآلي من نواظرها
تبكيه شجوا و تنعاه مؤرخة (أبكى الجواهر همّا فقد ناثرها)










أعيان ‏الشيعة، ج‏9، ص: 149
الشيخ محمد حسن ابن الشيخ باقر النجفي‏
مولدا و مسكنا و مدفنا صاحب الجواهر توفي سنة 1266 و قد تجاوز السبعين و دفن في مسجده بالنجف و على قبره قبة معروفة. فقيه الامامية الشهير و عالمهم الكبير مربي العلماء و سيد الفقهاء أخذ عن الشيخ جعفر و ولده الشيخ موسى و عن صاحب مفتاح الكرامة و عن السيد حسين ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر الحسيني العاملي ابن عم صاحب مفتاح الكرامة و عن الشيخ قاسم محيي الدين و غير هؤلاء من تلامذة الوحيد البهبهاني و بحر العلوم الطباطبائي.
انتهت اليه رئاسة الطائفة في منتصف القرن الثالث عشر و صار مرجعا للتقليد في سائر الأقطار و أذعن له معاصروه و فيهم من الأئمة المؤلفين مثل الشيخ جواد ابن الشيخ تقي ملا كتاب شارح اللمعتين و الشيخ حسن [ابين‏] ابن الشيخ جعفر و الشيخ محسن خنفر و الشيخ محسن الاعسم صاحب كشف الظلام و الشيخ خضر شلال و الشيخ مشكور الحولاوي و رحل اليه الطلاب من كل فج و تخرج به كل فقهاء المذهب من بعده عربا و فرسا لا يكاد يحصى عدد من أخذ عنه و تخرج به و يمكن ان يقال ان الأئمة المجتهدين منهم يبلغون الستين عدا من عرب و فرس و رزق في التأليف حظا عظيما قلما اتفق لسواه و اشتهرت كتبه اشتهارا يقل نظيره و هو يدل على غزارة مادته و تبحره في الفقه أشهرها جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام لم يؤلف مثله في الإسلام حتى حكي عن بعض العلماء انه قال لو أراد مؤرخ زمانه ان يثبت الحوادث العجيبة في أيامه لما وجد حادثة أعجب من تصنيف هذا الكتاب، لا يكاد يعول المتأخرون عنه على غيره و لا يفضلون عليه كتابا في تمامه و استيفائه كتب الفقه و جمعه لأقوال العلماء من أوله إلى آخره و احتوائه على وجوه الاستنباط و الاستدلال مع ما فيه من النظر الدقيق و جيد التحصيل و التحقيق هذا مع تجريده عن الحشو و الفضول فهذه مزايا قلما اتفقت في كتاب لمتقدم أو متأخر و يحكى عن الشيخ مرتضى الأنصاري انه كان يقول يكفي للمجتهد في أهبته و عدة تحصيلة نسخة من الجواهر و اخرى من الوسائل مع ما قد يحتاج اليه أحيانا من النظر في كتب الأوائل. و عليه إلى الآن معول المجتهدين و المحصلين من الامامية في كل مكان. طبع في ايران عدة مرات في ستة مجلدات كبيرة (و أصلها المخطوط يزيد على الثلاثين) لا تخلو من الغلط إذ ان خط المؤلف ردي‏ء يصعب هجاؤه و نسخة الأصل بخطه. و له في الفقه مجموعة رسائل عملية جارية مجرى المتون سماها نجاة العباد في يوم المعاد جمعت فاوعت فيها الطهارة و الصلاة و أحكام الحيض و الزكاة و الخمس و الصوم و الحج و الفرائض و هي عند الجمهور أشهر من الجواهر علق عليها أهل الرأي و الفتوى من الفقهاء المتأخرين عن مؤلفها لتكون مرجعا لمقلديهم و هم يعدون بالعشرات كالشيخ مرتضى الأنصاري و هو أول من علق عليها و الميرزا الشيرازي و الشيخ راضي و الحاج ملا علي ابن الميرزا خليل و المامقاني و الشرابياني و الآقا رضا الهمذاني و الشيخ محمد طه نجف و السيد كاظم اليزدي و السيد إسماعيل الصدر و جل من قلد بعد مؤلفها حتى نسختها العروة الوثقى بسهولة عبارتها و حسن ترتيبها، و طبعت أكثر من ثلاثين مرة في ايران و الهند و هي من كتب القراءة و اشتهرت بالغموض و الأغلاق و عليها شروح لجماعة و لها مكانة عظمى في قلوب المتفقهين يتباهون و يتفاخرون بحل عباراتها و أول من عني بها الشيخ مرتضى الأنصاري و تلميذه الميرزا الشيرازي من بعده. و له في الأصول مقالات و رسائل شتى و إجازات كثيرة. و من آثاره حفر النهر الذي حاول جر الماء فيه إلى النجف أنفق عليه أموالا طائلة و لكن لم يتهيأ له ذلك لأنه لم يكن حفره عن فن و هندسة فكان يحاول فيه غير المقدور. و كان فيما يقال متساهلا في إجازة تلاميذه بالاجتهاد يقول (دعوهم يأكلوا خبزا) و جرى على خلافه الشيخ مرتضى الأنصاري من بعده فقد كان متشددا في ذلك و لا تعرف له إجازة أو شهادة باجتهاد أحد قط. و عقبه في النجف من أكثر الأعقاب عددا فيهم إلى هذه الغاية الوجيه و الفقيه و الأديب و الشاعر.
و كان متوسعا في تجملاته عكس الشيخ مرتضى الأنصاري الذي كان غاية في التزهد و يقال ان الشيخ مرتضى سئل عن ذلك فقال الشيخ محمد حسن أراد ان يظهر عز الشريعة و انا أردت إظهار زهدها. و كان يرى ان القضاء يجوز بالوكالة و لذلك كثرت وكالته بهذا الخصوص و أظن ان هذا هو الذي كان يتساهل فيه لا إعطاء الشهادة بالاجتهاد. و في نظم اللآل كانت مدرسته أعظم المدارس تجتمع فيها الأفاضل من أهل كل ناحية و كان من مشائخ الإجازة، كان أحد أجداده من جهة الأم المولى أبو الحسن الشريف العاملي الفتوني الاصفهاني. و عن كتاب طبقات الشيعة ما ذكره صاحب الروضات من انه قرأ على صاحب المصابيح يعني السيد مهدي الطباطبائي ليس بصحيح نعم يروي عنه بواسطة استاذه السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة و كذا ما استظهره من تعبيره عن الآغا البهبهاني بشيخ مشائخنا و استأذنا الأكبر انه حضر على الآقا البهبهاني في مبدأ امره ليس كما استظهره و انما جرت عادة المصنفين ان يعبروا عن اساتيذ اساتيذهم بمثل ذلك.
و ممن مدحه تلميذه السيد حسين ابن السيد رضا ابن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي بقصيدة طويلة أولها:
هل غازلتك برامة غزلانها ورعتك من تلك الظباء حسانها
منت عليك بزورة من بعد ما اورى باحشاك الجوى هجرانها

و رثاه بعد موته بقصيدة ارخ فيها عام وفاته مطلعها:
عين البرية باديها و حاضرها تذري الدموع لناهيها و آمرها
زان الشرائع مذ حلى مقالدها جواهرا ما الدراري من نظائرها
فاليوم تسكب من وجد و من أسف عليه تلك اللآلي من نواظرها
تبكيه شجوا و تنعاه مؤرخة ابكى الجواهر هما فقد ناثرها

1266
(تلامذته)
أجاز بالاجتهاد عددا كبيرا من تلامذته رأسوا من بعده نسمي أشهرهم و إليك أسماءهم:
الحاج ملا محمد الأندرماني الحاج ملا علي الكني الشيخ عبد الحسين الطهراني الميرزا صالح الداماد السيد إسماعيل البهبهاني في طهران السيد أسد الله ابن السيد محمد باقر الشيخ محمد باقر الاصفهاني ابن صاحب حاشية المعالم في أصفهان السيد محمد الشهشهاني الحاج ميرزا محمود البروجردي في بروجرد الشيخ مهدي الكجوري في شيراز الملا محمد الاشرفي في مازندران الملا محمد [الساوري‏] الساروي الشيخ محمد حسن ياسين الشيخ‏
أعيان‏الشيعة، ج‏9، ص: 150
حسن أسد الله كلاهما في الكاظمية الميرزا علي نقي الميرزا زين العابدين الطباطبائيان الشيخ محمد حسين القزويني الشيخ محمد طاهر الشيخ زين العابدين المازندرانيان و غيرهم في كربلاء السيد حسين و السيد علي الطباطبائي سبطا بحر العلوم الشيخ راضي ابن الشيخ محمد النجفي الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر الكبير الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر الميرزا حبيب الله الرشتي الملا محمد الايرواني السيد حسين التبريزي الكهكمري الشيخ حسن المامقاني الحاج ملا علي و أخوه الحاج ميرزا حسين ولد ميرزا خليل الطبيب الطهراني الشيخ محمد حسن الشرقي الشيخ جعفر التستري الشيخ جعفر الأعسم الشيخ محمد حسين الكاظمي كل هؤلاء في النجف الأشرف إلى غيرهم كالسيد محمد الهندي و سلطان العلماء و الآقا حسن النجم‏آبادي و الشيخ عبد الرحيم البروجردي ساكن المشهد المقدس الرضوي و الشيخ عبد الرحيم البروجردي ساكن طهران و الحاج ميرزا إبراهيم السبزواري و الحاج ملا نصر الله ساكن خراسان و غيرهم كثير.