سال بعدالفهرستسال قبل

الشيخ أسد الله بن إسماعيل التستري الكاظمي‏(1186 - 1234 هـ = 1772 - 1819 م)

الشيخ أسد الله بن إسماعيل التستري الكاظمي‏(1186 - 1234 هـ = 1772 - 1819 م)





فهرس ‏التراث، ج‏2، ص: 114
أسد الله التستري (1186- 1234) «1»

الشيخ أسد الله بن إسماعيل الدزفولي التستري الكاظمي.
قال شيخنا العلامة: «من مشاهير علماء عصره و أكابر فقهائه المحقّقين المؤسسين- و زاد في الهامش بخطه من أحفاد الشيخ معز الدين الذي كان من علماء عصر الصفوية، ولد حدود 1186 و نشأ على أبيه، ثم حضر على الوحيد البهبهاني و الشيخ جعفر كاشف الغطاء و صاهره على ابنته، توفي 1234، و دفن في مقبرة كاشف الغطاء، و أرخ وفاته السيد باقر الكاظمي بقوله:
و مذ حل أقصى السوء قلت مؤرّخا بكت أسد الله النقي المساجد

» أسند إليه المرعشي في الاجازة الكبيرة: 438، و أرّخ وفاته في 1235.
من آثاره:
1- كشف القناع عن وجوه حجيّة الإجماع:
طبع طبعة حجرية سنة 1316 ه، و بالاوفسيت عليها في مؤسسة آل البيت عليهم السّلام بقم بدون تاريخ.
2- مقابس الأنوار في الفقه:
طبع طبعة حجرية في تبريز سنة 1322 ه، و بالاوفسيت عليها مؤسسة آل البيت عليهم السّلام بقم بدون تاريخ.





أعيان ‏الشيعة، ج‏3، ص: 283
الشيخ أسد الله بن الحاج إسماعيل التستري الكاظمي.
توفي سنة 1234 و قد ارخ وفاته السيد باقر بن السيد إبراهيم الكاظمي بقوله من قصيدة:
و مذ حل أقصى السوء قلت مؤرخا بكت أسد الله التقي المساجد

1234 و قوله حل أقصى السوء إشارة إلى نقصان التاريخ واحدا و يتم باضافة آخر لفظ السوء و هو الهمزة اليه و ما في روضات الجنات و تبعه غيره من انه توفي سنة 1220 اشتباه في نجوم السماء ان وفاته حدود 1260 و هو حدس و تخمين و الصواب ما مر و دفن في النجف الأشرف.
من مشاهير علماء عصر الآقا البهبهاني و بحر العلوم الطباطبائي كان عالما محققا مدققا متقنا متتبعا ماهرا في الأصول و الفقه و هو أول من كشف القناع عن عدم حجية الإجماع المنقول بخبر الواحد و صنف في ذلك رسالة اشتهرت و تلقاها العلماء بالقبول و كان العلماء إلى ذلك العصر يعاملون الإجماع المنقول معاملة الخبر فيعارضون به الاخبار الصحيحة و كلمات أهل ذلك العصر مشحونة بذلك خصوصا الرياض و من عباراتهم المشهورة قولهم عند الاستدلال للأصل بل الأصول و للإجماع المنقول فبين هو خطا هذا القول و زيفه باجلى بيان و أوضح حجة و تبعه العلماء بعده و كان شيخنا المحقق الشيخ محمد طه نجف إذا ذكر أحد الإجماع المنقول يقول له ما معناه: لم يبق إجماع منقول بعد عصر الشيخ أسد الله. و في روضات الجنات: كان عالما فاضلا متتبعا من أهل التحقيق و الفهم و المهارة في الفقه و الأصول (انتهى) و عن إجازة السيد عبد الله بن السيد محمد رضا الحسيني الجزائري للسيد كاظم الرشتي انه قال في حقه: الفاضل العلامة و العالم الفهامة جامع طريق التحقيق و مالك ازمة الفضل بالنظر الدقيق و مهذب وسائل الدين الوثيق و مقرب مقاصد الشريعة من كل طريق عميق المولى الأولى الأواه الشيخ أسد الله دام فضله و علاه (انتهى).
و قال الميرزا القمي في اجازته له: اما بعد فقد استجازني العالم العامل الفاضل الكامل الصالح الفالح الصفي التقي النقي الزكي الذكي الألمعي اللوذعي المخصوص من ربه بالفطنة الوقادة و القريحة النقادة و المحظوظ من منعمه بالسجيات الحسنة و الملكات المستحسنة صاحب الذهن السليم و الطبع المستقيم الأخ في الله المبتغي لمرضاة الله المولى أسد الله بن المولى الأولى العالم الصالح الورع التقي الحاج إسماعيل التستري فوجدته أفاض الله عليه بره و نواله و كثر في الفرقة الناجية أمثاله حقيقا بذلك و أهلا بل حسبت ذلك في جنب ما يستحق لاطراء المحامد سهلا" إلى آخر الإجازة". ثم قال: و كتبه بيمناه الوازرة أقل العباد عملا و أكثرهم رجاء و املا الفقير إلى الله الغني الدائم ابن الحسن الجيلاني أبو القاسم نزيل دار الايمان قم صانها الله عن التلاطم حين اقامتي في المشهد المقدس الغروي على مشرفه السلام في أثناء مسافرتي إلى بيت الله الحرام ختم الله سفرنا بالخير و العافية و رزقنا النجاح و الفلاح و النعم السابغة الوافية في يوم الاثنين السابع عشر من الشهر الأصب رجب المرجب من شهور سنة ألف و مائتين و اثنتي عشرة من مهاجرة سيد البشر على مهاجرها سلامنا إلى ان نموت و نحشر و الحمد لله رب العالمين (انتهى).
و قال الشيخ جعفر النجفي في إجازته له: أما بعد فلما كان من النعم التي ساقها الله إلي و تلطف بها من غير استحقاق علي توفيقي لتربية قرة عيني و مهجة فؤادي و الأعز علي من جميع احبائي و الأودي و من أفديه بطارفي و تلادي معدوم النظير و المثيل آقا أسد الله نجل مولانا العالم العامل الحاج إسماعيل فإنه سلمه الله قد قرأ علي جملة من المصنفات و طائفة من العلوم النقليات فرأيت ذهنه كشعلة مقباس و فكره لا يصل اليه فحول الناس و كانت ساعته بشهر و شهره بدهر فما كمل سنه من السنين كمال الخمسة و العشرين حتى وصل إلى رتبة الفقهاء و المجتهدين فلو الإجازة في الفتوى ماثورة لأجزت له الفتيا بعد ان يبذل وسعه في الادلة و مقدوره و لما جرت عادة المشايخ و الأكابر الماضين على إجازة من اعتمدوا على علمه و ورعه من التلامذة المؤمنين و كان بحمد الله جامعا للصفتين حائزا للشرفين و الفضيلتين أجزت له ان يروي عني و يسند إلى ما رويته إجازة" إلى آخر الإجازة".
و قال السيد محمد مهدي الاصفهاني الشهرستاني الكربلائي في اجازته له: و بعد فلما أراد العالم النبيل و الفاضل الجليل الحسيب النسيب الأديب الأريب الحبيب لكل لبيب الفائز بالمعلى و الرقيب من قداح السعادة مضافا إلى ما عليه من النبالة و النجابة الأخ في الله المولى أسد الله بن المرحوم المنتقل إلى جوار ربه الجليل المولى إسماعيل أطال الله بقاءه و اقام في معارج العز ارتقاءه ان يتأسى بسلفنا الصالحين و ينتظم في سمط رواة اخبار الأئمة الطاهرين و كان دام مجده و عزه معروفا بالتحلي بفضيلتي العلم و العمل موصوفا بالتجنب عن مواقع الخطل و الزلل منعوتا بضروب من الفواضل و الفضائل مخصوصا من الله بصنوف المزايا بين الاقران و الأماثل بالغا جهده في التخلق بأخلاق ... صارفا جده في صرف الهمة عما سواه و كان لذلك أهلا فكانت اجابته لمسئوله فرضا لا نفلا فاستجازني فأجزت له أن يروي عني و عن مشيختي كلما صحت روايته و ساغت لي اجازته إلى آخر الإجازة. ثم قال:
و قد شرطت عليه دام عزه و علاه ان يتمسك بذيل الاحتياط و التقوى كما اشترط علي مشائخي رضوان الله عليهم و ألتمس منه ان لا ينساني من الدعاء في الخلوات خصوصا في مظان الإجابات و ادبار الصلوات في حياتي و بعد الممات و كتب بيمناه الداثرة أحوج المربوبين إلى رحمة ربه الواسعة محمد الملقب بالمهدي الاصفهاني الشهرستاني مولدا و الكربلائي مسكنا و مدفنا إن شاء الله تعالى و حرر ذلك آخر شهر جمادى الآخرة في بلدة كربلاء على مشرفها آلاف التحية و الثناء. (هكذا التاريخ ناقص في الأصل المنقول عنه).
أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 284
و قال السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض في اجازته له: انه استجاز مني العالم العامل و الفاضل الكامل ذو الطبع الوقاد و الذهن النقاد مجمع المناقب و الكمالات الفاخرة جامع علوم الدنيا و الآخرة مفخر العلماء العاملين و مرجع الفضلاء الكاملين يتيمة عقد الفتوة و جوهرة قلادة المروة صدر خريدة الأفاضل الاعلام و بيت قصيدة الأماثل الكرام قناص اوابد الدقائق بفطنته الوقادة و رباط شوارد اللطائف ببصيرته النقادة الأعز الأجل الأواه ولدنا الأكرم المولى أسد الله نجل المولى الورع الجليل كهف الحاج و المعتمرين الحاج إسماعيل أيده الله بالطافه الخفية و حرسه بعين عنايته الصمدية و لما كان أيده الله أهلا لذلك و حريا بما هنالك سارعت إلى اجابته و بادرت إلى إنجاح طلبته فأجزت له دام فضله ان يروي عني ما صح لدي روايته و وضح علي اجازته من كتب علمائنا الكرام و فضلائنا الفخام" إلى آخر الإجازة". و في آخرها و أوصيه دام مجده ان لا ينساني من صالح الدعوات في جميع الأوقات و مظان الإجابات و أعقاب الصلوات و ان كان ذلك مما لا ينبغي ان يلقى اليه الا انه جرى السلف الصالح عليه وفقنا الله و إياه للتقوى و رزقنا جميعا سعادة الآخرة و الأولى انه رؤوف رحيم عطوف كريم تحريرا في شهر ذي الحجة الحرام سنة 1211.
و قال الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي في اجازته له: اما بعد فمن سمحات الزمان و غفلات الدهر الخوان ان قضى لي بالاجتماع بالعالم الأجل و العامل البدل حسن السيرة و صافي السيرة ذي الفكر النقاد و الفهم الوقاد معتدل السمت و الاقتصاد مستقيم الطبع و السداد المنفرد بالكمال عن الأمثال و الأنداد أعني المحترم الأواه آقا أسد الله نجل الجليل النبيل الحاج إسماعيل سلك الله به سبيل الرشاد و وفقه للصواب في مسالك المبدإ و المعاد للتبصرة و الإرشاد و هداية العباد انه كريم جواد فعرض علي بعض تصنيفاته فرأيت تأليفا رشيقا و تحقيقا دقيقا يجري فيه المثل بلا مراء بان يقال كل الصيد في جوف الفراء فاستجازني ادام الله إمداده و زاد معونته و إسعاده. كما جرت عليه عادة العلماء الأخيار و مضت عليه طريقة الحكماء الأبرار و من كل خلف منهم عن سلف في مضامير المجد و الشرف من أنحاء التحمل في تلقي العلوم و الاخبار و تحمل اعباء الآثار و الأسرار تيمنا باقتفاء آثارهم و اقتداء طريقتهم و منارهم نسجا على ذلك المنوال و صونا لتلك المعالم و الآثار بالاسناد عن الإرسال و ضبطا لها بالاعتناء عن الإهمال فتشرفت بدعوته و سارعت إلى إجابته لكونه أهلا لذلك بل فوق ذلك لانه إنما هو أهل لان يجيز فيكون طلب مثله أحق بالتنجيز فأجزت له ادام الله إقباله و زاد إفضاله ان يروي عني جميع مقروءاتي و مسموعاتي إلخ.
و كتب العبد المسكين احمد بن زين الدين بن إبراهيم في سنة تسع و عشرين و مائتين و ألف من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة و السلام حامدا مصليا مستغفرا.
أحواله‏
كان شديد الاحتياط في الفتاوى شديد الاجتهاد في تحصيل العلم و المواظبة على التأليف و التصنيف نقل عنه انه اضطجع بمرقده مدة اثنتي عشرة سنة يسهر الليل أكثره فإذا غلبه النعاس نام غرارا في مكانه و ذلك لاشتغاله بالتأليف. كان أبوه من أهل العلم و الصلاح كما ذكرناه في ترجمته و أصلهم من شوشتر و لا اعلم أول من جاء منهم إلى العراق هل هو أبوه أو أحد أجداده. و في روضات الجنات ان السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض كان يقول بعدم عدالته و يشنع عليه و ينكر فضله و منزلته مع تلمذه الكثير عنده أي تلمذ المترجم عند صاحب الرياض كما مر لكثرة تشنيعه على استاذه الآقا البهبهاني بحيث صار هذا الأمر العظيم سببا لخروجه من كربلاء و توطنه بلد الكاظمين ع و بقائه فيها طول حياته قال كما ذكره لنا السيد صدر الدين العاملي دام ظله العالي و قال لنا أيضا من بعد هذه الحكاية ان الشيخ أسد الله لما تنبه لتفريطه في حق استاذه المذكور و رجع إلى الحائر نزل في داري فاتى إلى زيارته السيد علي صاحب الرياض في أول يوم وروده و كان الشيخ أسد الله يقول كنت رأيت في منامي كأن رجلا عظيما أو ملكا يقول لي اسمك يخرج من قوله تعالى (هذه ناقة الله لكم آية) قال السيد (صدر الدين) و انا لما حسبتها في بعض اسفاري و انا مخلى الطبع وجدت ناقة الله لكم آية تاريخا لمولد استاذه الآقا محمد باقر ثم قال فكأنه لم يتحقق زكن من رآه في نومه ان الآية فيمن جعلت (انتهى) يعني ان الآية باعتبار مطابقة حروفها بحساب الجمل لتاريخ مولد البهبهاني يظن انه هو المراد في كلام من رآه في نومه و باعتبار انه قال للشيخ أسد الله اسمك يخرج من هذه الآية يظن انه هو المراد. و لسنا نطمئن إلى مثل هذه الأنقال في حق هذين الإمامين العظيمين صاحبي الرياض و المقابيس.
مشايخه‏
قرأ على الآقا محمد باقر البهبهاني قال في أول المقابيس استاذي في مبادئ تحصيلي. و السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم. و الشيخ جعفر النجفي صاحب كشف الغطاء و تزوج هو كريمة الشيخ جعفر و لذلك يعبر عنه بشيخي و استاذي و جد اولادي و له منه إجازة بتاريخ 6 ذي القعدة سنة 1211. و السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض في أوائل المقابيس أول مشايخي و اساتيذي و له منه إجازة بتاريخ ذي الحجة سنة 1211.
و يروي عن الميرزا أبو القاسم القمي صاحب القوانين كما صرح به في أوائل المقابيس و ليس من مشايخه في التدريس و تاريخ الإجازة 17 رجب سنة 1212 كما مر ذلك كله. و من مشائخه الميرزا مهدي الاصفهاني الشهرستاني له منه إجازة و الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي له منه إجازة بتاريخ سنة 1229 كما تقدم.
تلاميذه‏
منهم السيد عبد الله شبر و للسيد عبد الله منه إجازة بتاريخ ذي القعدة الحرام سنة 1220 و لا يعلم انه تلمذ عليه في القراءة.
مؤلفاته‏
(1) مقابيس الأنوار و نفائس الأبرار في أحكام النبي المختار و عترته الاطهار مجلد مطبوع في العبادات و المعاملات و ذكر في مفتتحه أحوال جملة من العلماء و ذكر فيه ان عنده قطعة من رسالة علي بن بابويه والد الصدوق (2) كشف القناع عن وجوه حجية الإجماع مطبوع ابان فيه عن تحقيقات كثيرة (3) منهج التحقيق في حكمي التوسعة و التضييق اي في المواسعة و المضايقة في قضاء الصلوات الفائتة و هو كتاب مبسوط محتو على دلائل وافية و براهين شافية (4) نظم زبدة الأصول (5) مستطرفات من الكلام يرد فيها على استاذه البهبهاني (6) المنهاج في الأصول و وجدنا له كتابا في الأصول بلغ فيه إلى جواز العمل بالظن منه نسخة مخطوطة في المكتبة التي كانت للشيخ عبد الحسين الطهراني في كربلاء و لعله هو منهاج الأصول (7) الوسائل في‏
أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 285
الفقه مجلد مطبوع (8) رسالة مبلغ النظر و نتيجة الفكر في مسألة جرى الكلام فيها بين علماء العصر و ما يتعلق بها من مسائل اخر و هي انه إذا أقر الزوج بطلاق زوجته المعينة بالتداعي في ذلك الوقت معه فهل يقبل بالنسبة إليها. منها نسخة في كربلاء في مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني.
مراثيه‏
قال السيد باقر بن السيد إبراهيم الكاظمي يرثيه و يعزي عنه الشيخ موسى بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء و في آخرها تاريخ وفاته منها:
قضى العالم القدسي و العلم الذي اليه المزايا تنتهي و المحامد
قضى نور مشكاة العلوم فضعضعت لذلك أركان الهدى و القواعد
امام له في العالمين مناقب تقضي عليها الدهر و هي خوالد
لنا سلوة عنه بموسى بن جعفر فتى العلم من تلقى اليه المقالد
و لو ان صرف الدهر يقنعه الفدا فداه من الدنيا مسود و سائد
و مذ حل أقصى السوء قلت مؤرخا بكت أسد الله التقي المساجد

سنة 1234








موسوعة طبقات ‏الفقهاء، ج‏13، ص: 128
3997 الكاظمي «1»

(1186 تقريبا- 1234 ه) أسد الله بن إسماعيل بن محسن التستري، الكاظمي، صاحب «مقابس الأنوار».
كان فقيها إماميا مجتهدا، أصوليا، محقّقا، من مشاهير علماء عصره.
ولد سنة ست و ثمانين و مائة و ألف تقريبا.
و نشأ على أبيه، و قرأ مبادئ العلوم.
ثمّ حضر على الفقيه محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني الحائري، و على السيد علي بن محمد علي الطباطبائي الحائري.
و تتلمذ على الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي، و قرأ عليه جملة من المصنفات، و صاهره على ابنته.
و أجاز له أساتذته، كما أجاز له آخرون، منهم: السيد محمد مهدي الشهرستاني الحائري، و أحمد بن زين الدين الأحسائي، و الميرزا أبو القاسم الجيلاني القمي.
موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏13، ص: 129
و جدّ في تحصيل العلوم حتّى نال قسطا وافرا منها، و نبغ في وقت مبكر، و نال درجة الاجتهاد و لمّا يبلغ الخامسة و العشرين من عمره.
و تصدى للتدريس و البحث و التأليف، و اشتهر اسمه، و عرف بالتحقيق، ثمّ صار المرجع العام للأحكام و الفتيا بعد وفاة أستاذه كاشف الغطاء (سنة 1228 ه).
و كان شديد الاحتياط في الفتاوي.
و هو أوّل من كشف القناع عن عدم حجّية الإجماع المنقول بخبر الواحد، و صنّف في ذلك كتابا اشتهر.
تتلمذ عليه و أخذ عنه جملة من العلماء، منهم: ولده إسماعيل «1»، و عبد الله ابن محمد رضا شبّر الكاظمي، و موسى بن جعفر كاشف الغطاء، و عبد الوهاب ابن محمد علي بن عبد الكريم القزويني، و السيد علي بن محمد الأمين العاملي، و غيرهم.
و صنّف كتبا و رسائل، منها: مقابس الأنوار و نفائس الأسرار في أحكام النبي المختار و عترته الأطهار (مطبوع) في العبادات و المعاملات و في مفتتحه أحوال جملة من العلماء، كشف القناع عن وجوه حجّية الإجماع (مطبوع)، منهج التحقيق في حكمي التوسعة و التضييق أي في المواسعة و المضايقة في قضاء الصلوات الفائتة- الوسائل في الفقه (مطبوع)، البحر المسجور في معنى لفظ الطهور، مناهج الأعمال في الأصول، نظم «زبدة الأصول» لبهاء الدين العاملي، حاشية على «بغية الطالب» في أصول الدين و فروع الأحكام لشيخه كاشف الغطاء، رسالة في الظن الطريقي، رسالة في تحقيق الأحكام الظاهرية و الواقعية،
موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏13، ص: 130
تعليقة على «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، رسالة في تكليف الكفّار بالفروع، و رسالة في الأدعية و الأحراز، و غير ذلك.
توفّي سنة أربع و ثلاثين و مائتين و ألف، و دفن في النجف الأشرف.
و قد أرّخ وفاته السيد باقر بن إبراهيم الكاظمي بقوله من قصيدة:
و مذ حلّ أقصى السوء قلت مؤرخا بكت أسد الله التقيّ المساجد «1»