سال بعدالفهرستسال قبل

يوسف بن احمد البحراني صاحب الحدائق(1107 - 1186 هـ = 1695 - 1772 م)

يوسف بن احمد البحراني صاحب الحدائق(1107 - 1186 هـ = 1695 - 1772 م)
محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني(1117 - 1205 هـ = 1705 - 1790 م)



الأعلام للزركلي (8/ 215)
ابن عُصْفُور
(1107 - 1186 هـ = 1695 - 1772 م)
يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني، من آل عصفور: فقيه إمامي، غزير العلم.
من أهل " البحرين " توفي بكربلاء. من كتبه " أنيس المسافر وجليس الخواطر - ط " ويقال له الكشكول، و " الدرة النجفية من الملتقطات اليوسفية - ط " و " الحدائق الناضرة - ط " ستة مجلدات منه، في الفقه الاستدلالي، و " لؤلؤة البحرين - ط " و " سلاسل الحديد في تقييد ابن أَبي الحَدِيد - خ " كما في الذريعة 12: 210 ألفه ردا علي ابن أبي الحديد (شارح النهج) لإثباته خلافة الخلفاء الراشدين، ورد عليه محمد أمين السُّوَيْدي (المتقدمة ترجمته) بكتاب سماه " الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد - خ " (2) .
__________
(1) لطف السمر، للغزي - خ. وخلاصة الأثر 4: 500.
(2) الذريعة 1: 265 و 2: 465 و 6: 289 - 290 وشهداء الفضيلة 316 وعز الدين علم الدين، في مجلة المجمع العلمي العربيّ 8: 452 وهدية العارفين == 2: 569 و 795 و 504: 2.Brock S. وفهرست المخطوطات 1: 283.



أعيان ‏الشيعة، ج‏10، ص: 317
الشيخ يوسف بن احمد بن إبراهيم بن احمد بن صالح بن احمد بن عصفور الدرازي البحراني‏
صاحب الحدائق.
توفي بكربلاء بعد ظهر يوم السبت 4 ربيع الأول سنة 1186.
و الدرازي منسوب إلى دراز بالدال المهملة المفتوحة و الراء المخففة بعدها ألف و زاي من أفاضل علمائنا المتأخرين جيد الذهن معتدل السليقة بارع في الفقه و الحديث و كان على طريقة الأخباريين. قال في حقه أبو علي صاحب الرجال: عالم فاضل متبحر ماهر محدث ورع عابد صدوق دين من اجلة مشايخنا المعاصرين و أفاضل علمائنا المتبحرين كان أبوه الشيخ احمد من اجلة تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي و كان عالما فاضلا محققا مدققا مجتهدا صرفا كثير التشنيع على الأخباريين كما صرح به ولده شيخنا المذكور في اجازته الكبيرة و كان هو قدس سره أولا اخباريا صرفا ثم رجع إلى الطريقة الوسطى و كان يقول انها طريقة العلامة المجلسي صاحب البحار" انتهى".
و كان مراده بالطريقة الوسطى ترك بعض ما يقوله الأخباريون من انهم لا يعملون الا بالقطع و ان الاخبار قطعية و غير ذلك من الأمور و الا فالرجل اخباري صرف لا يدخل في شي‏ء من طرق المجتهدين كما تشهد بذلك مصنفاته. نعم ربما يكون قد ترك شيئا من مقالاتهم فقيل فيه انه على الطريقة الوسطى. و كان العلامة البهبهاني المعاصر له ينكر عليه أشد الإنكار و ينافره أقوى المنافرة كما هو مشهور.
و قال في ترجمة نفسه في اجازته الكبيرة انه ولد في السنة السابعة بعد المائة و الالف في قرية الماحوز بالبحرين و اشتغل و هو صبي على والده طاب ثراه ثم على العالم العلامة الشيخ حسين الماحوزي قال أبو علي و كان عالما عاملا فاضلا كاملا مجتهدا صرفا حكى الأستاذ و العلامة دام علاه (يعني الآقا البهبهاني) انه كان كثير الطعن على الأخباريين و يقول هم الذين يقولون ما لا يفعلون و يقلدون من حيث لا يشعرون و اشتغل أيضا على الشيخ احمد ابن عبد الله البلادي و غيرهما من علماء البحرين و بقي مدة مشتغلا بالتحصيل ثم سافر إلى الحج و زار النبي ص و أهل بيته ثم رجع إلى القطيف و بقي بها مدة مشتغلا بالتحصيل و بعد خراب البحرين و استيلاء الاعراب و غيرهم عليها فر إلى ديار العجم و قطن في كرمان ثم في شيراز و توابعها من الإصطهبانات مشتغلا بالتدريس و التأليف ثم سافر إلى العتبات العاليات و جاور في كربلاء شرفها الله إلى ان قبض بها بعد ظهر يوم السبت الرابع من شهر ربيع الأول سنة ست و ثمانين بعد الالف و مائة و تولى غسله كما في رجال أبي علي المقدس الشيخ محمد علي الشهير بابن سلطان و الحاج معصوم و هما من تلامذته و قال صلى عليه العلامة البهبهاني و اجتمع خلف جنازته جمع كثير و جم غفير مع خلو البلاد من أهلها لحادثة نزلت بهم قيل و هي الطاعون العظيم الذي كان في تلك السنة في العراق و هاجر فيها السيد بحر العلوم إلى مشهد الرضا ع ثم رجع إلى أصفهان. و دفن في الرواق عند رجلي سيد الشهداء مما يقرب من الشباك المبوب المقابل لقبور الشهداء و ابتلي في آخر عمره بثقل السامعة كما عن المحقق السيد محسن البغدادي في رسالته التي رد بها مقدمات الحدائق.
من يروي عنهم‏
يروي عن جماعة و أعلى طرقه رواية من المولى رفيع الدين بن فرج الجيلاني الرشتي المجاور في المشهد الرضوي عن العلامة المجلسي. و يروي عن جماعة من الأساطين منهم السيد مهدي بحر العلوم و الشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي و الشيخ مهدي النراقي.
مؤلفاته‏
له مؤلفات نافعة منها و هو أحسنها الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة خرج منه جميع العبادات الا الجهاد و أكثر المعاملات إلى الطلاق، و الدرر النجفية، و سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد ردا على شرحه لنهج البلاغة، و الشهاب الثاقب في معنى الناصب، و النفحات الملكوتية في الرد على الصوفية ذكر فيه جملة من خرافاتهم و عد منهم ملا محسن الكاشاني الاخباري و نقل عنه مقالات قبيحة و عقائد غير مليحة و ردها، و تدارك المدارك حاشية على المدارك في الطهارة و [الاصلاة] الصلاة، و اعلام القاصدين إلى مناهج أصول الدين، و معراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه، و كتاب الخطب للجمعات و الأعياد، و جليس الحاضر و أنيس المسافر كالكشكول، و اجوبة المسائل البحرانية، و مناسك الحج، و رسائل أفضلية التسبيح في الركعتين الأخيرتين، و رسائل تحقيق معنى الايمان و الإسلام، و رسالة انفعال الماء القليل بالنجاسة ردا على الكاشي، و رسالة إتمام الصلاة في الحرم الأربعة، و رسالة الرد على السيد الداماد في قوله بعموم المنزلة في الرضاع، و رسالة المنع عن الجمع بين فاطميتين و هي عندي، و رسالة في الصلاة متنا و شرحها و اخرى منتخبة منها و رسالة في الميراث نسختها بيدي بالنجف الأشرف سنة عشر و ثلاثمائة بعد الالف، و اجوبة المسائل الشيرازية، و اجوبة المسائل البهبهانية، و اجوبة المسائل الكازرونية، و إجازة كبيرة لابني أخويه سماها لؤلؤة البحرين تشتمل على ترجمة أحوال أكثر علمائنا إلى زمان الصدوقين.
مراثيه‏
ممن رثاه السيد محمد الشهير بالزيني مؤرخا عام وفاته من قصيدة مطلعها:
ما عذر عين بالدما لا تذرف و حشاشة بلظى الاسى لا تتلف‏

أعيان‏الشيعة، ج‏10، ص: 318
و اليوم قد اودى الامام العالم العلم التقي أبو المفاخر يوسف‏
درست مدارس فضله و لكم بها كانت معارف دين احمد تعرف‏
ما أنت الا بحر علم طافح قد كانت العلماء منه تغرف‏

و فيها يقول:
يا قبر يوسف كيف أوعيت العلى و كنفت في جنبيك ما لا يكنف‏
قامت عليه نوائح من كتبه تشكو الظليمة بعده و تأسف‏
كحدائق العلم التي من زهرها كانت أنامل ذي البصائر تقطف‏
قد غبت عن عين الأنام فكلنا يعقوب حزن غاب عنه يوسف‏
فقضيت واحد ذا الزمان فارخوا قد حن قلب الدين بعدك يوسف‏






موسوعة طبقات‏ الفقهاء، ج‏12، ص: 436
3908 صاحب الحدائق «1»
(1107- 1186 ه-) يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن عصفور البحراني الدّرازي، العالم الكبير، المحدّث الإمامي المتتبّع، صاحب «الحدائق الناضرة»، نزيل الحائر الشريف.
ولد في قرية الماحوز (بالبحرين) سنة سبع و مائة و ألف.
و درس و هو صبيّ على والده في النحو و الصرف.
و لجأ والده مع عائلته- بعد تغلّب الخوارج على وطنه- إلى القطيف، و خلّف ولده الأكبر (المترجم له) في قرية الشاخورة (بالبحرين).
و بعد سنوات عديدة قام بزيارة والده و بقي هناك إلى ما بعد وفاة والده (سنة 1131 ه-) بنحو سنتين، مشتغلا بالتحصيل على الحسين بن محمد
موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏12، ص: 437
جعفر الماحوزي البحراني.
و عاد إلى البحرين، و تابع فيها دراسته على أحمد بن عبد الله بن الحسن، و عبد الله بن علي بن أحمد البلاديين البحرانيين.
ثمّ سافر إلى القطيف لتدقيق الحديث على أستاذه الماحوزي.
و عاد إلى بلاده، فاتّفق وقوع اضطرابات فيها بعد مقتل السلطان حسين الصفوي (سنة 1135 ه-)، فبارحها إلى بلاد إيران، و حلّ برهة في كرمان، ثمّ رحل إلى شيراز، فأكرمه حاكمها محمد تقي خان، و مكث فيها مدّة متصديا للبحث و التصنيف و التدريس، و إقامة الجمعة و الجماعة، و الإجابة عن شتى المسائل.
و قد أجاز له رفيع الدين محمد بن فرج (فرّخ) الجيلاني المشهدي و السيد عبد الله بن علوي البحراني ثمّ البهبهاني الذي أجاز له المترجم أيضا.
ثمّ عصفت في تلك البلاد عواصف الأيام، فخرج منها إلى بعض القرى، و استوطن قصبة (فسا) فلبث فيها مدّة مشتغلا بالمطالعة و التصنيف. ثمّ نالته محن، ألجأته إلى مغادرتها، فانتقل إلى الاصطهبانات، ثمّ ارتحل إلى العراق قبل سنة (1169 ه-) فجاور في كربلاء- و كانت يوم ذاك من المراكز العلمية الكبيرة- و أكبّ على التدريس و التصنيف و الإفتاء، و دارت بينه و بين المحقّق الأصولي الوحيد البهبهاني (المتوفّى 1206 ه-) مناظرات كثيرة، و قد ذكر أبو علي الحائري في «منتهى المقال» أنّ أستاذه (صاحب الترجمة) كان أوّلا أخباريا صرفا ثمّ رجع إلى الطريقة الوسطى و كان يقول: إنّها طريقة العلّامة المجلسي.
و اشتهر المترجم له، و صار من أعلام عصره المعروفين بغزارة العلم و التضلع في العلوم و التبحّر في الفقه و الحديث.
و قد تتلمذ عليه و روى عنه قراءة و سماعا و إجازة طائفة، منهم: السيد
موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏12، ص: 438
أحمد الطالقاني النجفي (المتوفّى 1208 ه-) و السيد عبد الباقي بن محمد حسين الخاتون‏آبادي، و السيد أحمد العطار البغدادي الشاعر، و الحاج معصوم، و السيد شمس الدين المرعشي الحسيني النسّابة (المتوفّى 1200 ه-)، و السيد محمد مهدي بحر العلوم النجفي، و محمد بن علي التستري الحائري، و محمد مهدي النراقي، و الميرزا محمد مهدي الشهرستاني، و السيد الميرزا محمد مهدي بن هداية الله الأصفهاني الخراساني (الشهيد سنة 1218 ه-)، و المحقّق الميرزا أبو القاسم القمي، و موسى بن علي البحراني، و سليمان بن معتوق العاملي، و محمد مهدي الفتوني، و أبو علي محمد بن إسماعيل الحائري، و ابنا أخويه خلف بن عبد علي بن أحمد و الحسين بن محمد بن أحمد، و السيد عبد العزيز بن أحمد الصافي النجفي، و محمد علي المعروف بابن سلطان، و زين العابدين بن محمد كاظم.
و صنّف كتبا كثيرة، منها: الحدائق الناضرة إلى أحكام العترة الطاهرة (مطبوع في 25 جزءا) في الفقه، الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية (مطبوع) في الفقه، الرسالة المحمدية في أحكام الميراث الأبدية، رسالة مناسك الحجّ، عقد الجواهر النورانية في أجوبة المسائل البحرانية، رسالة اللآلي الزواهر في تتمة عقد الجواهر، حاشية على «مدارك الأحكام» للسيد محمد بن علي العاملي سمّاها تدارك المدارك فيما هو غافل عنه و تارك لم تتم، رسالة قاطعة القال و القيل في نجاسة الماء القليل، رسالة الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة، الرسالة الصلواتية متنا و شرحا، الرسالة الصلواتية المنتخبة منها، معراج النبيه في شرح «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، لؤلؤة البحرين (مطبوع) في الإجازات و تراجم رجال الحديث، أنيس المسافر و جليس الحاضر (مطبوع) و يقال له الكشكول، أجوبة المسائل البهبهانية، أجوبة المسائل الشيرازية، أجوبة المسائل الكازرونية، أجوبة أحمد الدمستاني، أجوبة المسائل الشاخورية، أجوبة المسائل النعيمية، الأربعون‏
موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏12، ص: 439
حديثا، إعلام القاصدين إلى أصول الدين، و كتاب الخطب للجمع و الأعياد.
توفّي بكربلاء في رابع ربيع الأوّل سنة ست و ثمانين و مائة و ألف، و صلّى عليه الوحيد البهبهاني، و شيّعه جمع غفير، و دفن في الرواق عند رجلي سيد الشهداء الحسين عليه السّلام.
و من نظمه، قصيدة بعث بها إلى إخوته من الاصطهبانات، يصف فيها ما حلّ به من ملمّات، مطلعها:
ألا من مبلغ عصر الشباب و شبانا به كانوا صحابي‏

و منها
و أعظم حسرة أضنت فؤادي تفرّق ما بملكي من كتاب‏
لقد ضاقت عليّ الأرض طرّا و سدّ عليّ منها كلّ باب‏
طوتني النائبات و كنت نارا على علم بها طيّ الكتاب‏







************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 1‌
حياة شيخنا العالم البارع الفقيه المحدث الشيخ يوسف البحراني‌
قدس سره المتوفى سنة 1186 بقلم السيد عبد العزيز الطباطبائي‌

************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 2‌
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ‌
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على محمد سيد المرسلين و آله الطاهرين‌
تمهيد‌
مضت علينا اجيال و قرون منذ عصر التابعين و عهد الصادقين (عليهم السلام) الى يومنا هذا و تاريخنا العلمي حافل بإبطال عز نظيرهم في جهادهم الديني و أداء رسالتهم الى المجتمع، فقد نبغ منا علماء فطاحل و افذاذ محققون و اعلام جهابذة مشاركون في العلوم.
و الأجيال على ذلك متسلسلة و القرون متتابعة، و في كل خلف عدول من امة محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) ينفون عن دينه تأويل المبطلين و تحريف الغالين و انتحال الجاهلين «1» فلو قرأت تأريخهم (قدس الله أرواحهم) لوجدتهم في كل عصر و جيل قد أدوا رسالتهم، و نهضوا بأعباء واجبهم الديني، و خدموا العلم و الدين و الإنسانية بكتبهم و مؤلفاتهم، و أقلامهم و اقدامهم، و بيانهم و بنانهم، و جهادهم المتواصل و جهودهم الجبارة، و نضالهم و نصالهم، و جميع ما آتاهم الله من حول و طول، و لذلك سطعت آثارهم في سماء المجد و الشرف وافق الرفعة و العظمة، كالنجوم الزاهرة و الكواكب النيرة و الشهب الثاقبة. فجزاهم الله عن نبيه و عن دينه و عن أمته خيرا.
______________________________
(1) إيماز الى الأحاديث التي وردت في هذا المعنى: منها- ما رواه الكشي بإسناده عن ابى عبد الله (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: «يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين.» و رواه العلامة المجلسي (قدس سره) في بحاره ج 2 ص 92 ج 16 من طبعة سنة 1376.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 3‌
و ان آثارهم لتتفاوت فيما بينها في الخلود و القبول، إذ الحظوظ تتفاوت في شتى النواحي، و الأنصباء تختلف في مختلف المراحل و الشؤون، فترى من بين تلك الكتب و المؤلفات كتبا حظيت بالنصيب الأوفر و الكيل الأوفى من القبول، فتلقتها الأوساط العلمية بكل ولع و شعف، و رجالات العلم و الدين بكل إكبار و إعجاب، و تداولتها أندية العلم درسا و تدريسا و تدقيقا و تحقيقا، و تناولتها أيدي العلماء نقدا و دفاعا و شرحا و تحشية. فكأن المولى (جل شأنه) قد طبعها بطابع القبول و وسمها بسمة الخلود، فلا تعرف الدثور و البلى و لا الدرس و العفاء، بل تزداد نضارة و جلالا و بهاء بمرور الدهور.
و ان في الطليعة من تلك الكتب كتابنا هذا الممثل للطبع (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) لمؤلفه الفقيه المحقق و المحدث المتتبع، الشيخ يوسف البحراني الدرازي، فقد طبقت شهرته الآفاق، و ملأ دوية الإرجاء، و دوي رجعة في الخافقين، و راح صداه يرن في الأسماع و يصك المسامع و يأخذ بمجامع القلوب.
و ناهيك به شهرة ان صار معرفا لمؤلفه الشهير، فلم يكد شيخنا المحدث البحراني يعرف و يعرف و لا يذكر و يميز إلا بقولهم عنه «صاحب الحدائق».
أما الكتاب فسيوافيك بحث ضاف عنه فيما نعقده (حول كتاب الحدائق).
و اما مؤلفة فإليك شيئا من ترجمته:
نسبه و مولده:
هو الفقيه العظيم و المحدث الكبير الشيخ يوسف نجل العلامة الكبير الحجة العلم الأوحد الشيخ احمد بن إبراهيم بن احمد بن صالح بن احمد بن عصفور بن احمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة الدرازي البحراني.
كان مولده بقرية (ماحوز) حيث كان قد هاجر شيخنا الأوحد الشيخ أحمد‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 4‌
(والد المؤلف) من موطنه (دراز) إليها لينهي دراسته العالية علي شيخه المحقق الكبير الشيخ سليمان الماحوزي، و كان قد حمل معه عياله، فالقى رحله مستوطنا هناك عاكفا على الأخذ و التحصيل من شيخه المومأ اليه، و في مدة استقامته ولد له شيخنا المؤلف عام 1107.
حياته‌
نشأته- دراسته- تخرجه:
و حيث كان أول ذكر ولد لأبيه، اختص به جده لأبيه التاجر الصالح الكريم الحاج إبراهيم (و كان تاجرا له سفن و عمال يمتهن غوص اللؤلؤ، و يتعاطى تجارته و إصداره) فشب و درج في حجر جده البار، و نشأ و ترعرع تحت كلاءته، فاحضر له معلما في البيت يعلمه القراءة و الكتابة حتى اتقنهما، فقام والده بتدريبه و تربيته بكل عطف و حنان، و تصدى لتدريسه و تعليمه، و تولى ذلك بنفسه محافظا عليه يوليه عنايته و توجيهه، فطفق يلقي عليه الدروس الآلية، و يملي عليه المبادئ و يعلمه العربية. و يفيض عليه العلوم الأدبية و غير الأدبية، حتى أكملها و مهر فيها، و حاز مكانته السامية في فنون الأدب و تضلعه التام في علوم البلاغة. و سوف نستوفي البحث عنه فيما نعقده حول (أدبه).
و استمر على ذلك يقرأ على والده و يستقى من منهلة العذب و نميره الصافي الى ان خسرته الأمة عامة و خسره هو خاصة (تغمده الله برحمته).
و ان حياة شيخنا المؤلف (قدس سره) ملؤها البلايا و الفتن و الرزايا و المحن.
فكأنه قدر عليه من أول يومه ان يكون غرضا للآفات و النكبات، ففوق اليه الدهر نبال المصائب و سهام النوائب منذ نعومة أظفاره و أينما حل و ارتحل الى ان وافاه الأجل و هو في خلال ذلك كله مكب على دراسته مجد في اشتغاله مهتم بتآليفه.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 5‌
فما إن مضت من عمره خمس سنين إلا و ابتدأت الفتن و الاضطرابات و الحوادث الداخلية في بلاده (البحرين) فوقعت الحروب القبلية بين القبيلتين (الهولة) و (العتوب) و طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، و استمرت هي و تبعاتها سنين.
و لما تنتهي هذه المشكلة، و لم يكد ينجو منها أهل البحرين إلا و دهموا بأعظم منها و أشد و أخزى، الا و هي هجمات الخوارج على البحرين كرة بعد اخرى، حتى إذا كانت السنة الثالثة حاصروها و احتلوها عنوة، فكانت وقعة عظمي و داهية دهماء، لما وقع من عظيم القتل و السلب و النهب و سفك الدماء و تلف الأموال، حتى اضطر وجهاء البلد و زعماؤها الى الجلاء عن أوطانهم فارين بعيالهم منجين أنفسهم، و منهم: والد المؤلف، فقد هاجر بعائلته الى القطيف و خلف أكبر ولده (المؤلف) في ذلك المأزق الحرج و الموقف الرهيب، عساه يتحفظ على ما تبقى من بقايا النهب، و عساه يسترجع بعضا مما نهب من أثاث و متاع، و لا سيما الكتب التي أخذت سلبا، و ذهبت نهبا، خلفه ليستنقذ الذاهب و ليتحفظ على الباقي و يبعث بذلك الى والده شيئا فشيئا.
و بعد سنين قضاها كما مر، لحق أباه بالقطيف فجدد به العهد، و كان والده قد سئم المقام بالقطيف و مل المكث هناك، لكثرة العيال و قلة ذات يده، و كان قد أقلقته أبناء نوائب بلاده و اخبار حوادثها المسيئة فاشغلت فكره و أزعجته أيما إزعاج حتى بلغه أن سرية جاءت من إيران لاستخلاص البحرين و انقاذها من أيدي الخوارج فتربص يترقب عواقب الأمور، حتى جاء النبإ بان الخوارج قد غلبوا الجيش الايراني و قتلوا الجند جميعا و احرقوا البلاد، و كان مما أحرقوه دارا مشيدة و بيتا معمورا لوالد المؤلف، فاتصل به نبأ إحراق الدار فاغتم لذلك غما شديدا اثر على صحته، فمرض من ذلك و طال به المرض شهرين الى ان وافاه اجله، و اختاره الله الى دار رحمته الواسعة ضحوة اليوم الثاني و العشرين من شهر صفر سنة 1131.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 6‌
و كان أكبر ولده و ولي الأمر بعده شيخنا المؤلف، و له إذ ذاك من العمر اربع و عشرون سنة، فتكفل بعائلة والده على كثرتهم، و ناء بأعباء ذلك الحمل الباهض، و بقي بالقطيف سنتين يقرأ فيهما على العلامة الكبير الشيخ حسين الماحوزي، الى أن أخذت البحرين من الخوارج صلحا بعد دفع مبلغ خطير، فقفل شيخنا المؤلف إلى البحرين، و لبث بها بضع سنين ينهي دراسته على شيخيه الحجتين الشيخ احمد ابن عبد الله و الشيخ عبد الله بن علي البلاديين البحرانيين.
و شاء الله له ان يحج البيت، و بعد رجوعه عرج على القطيف و مكث بها لقراءة الحديث على شيخه العلامة الماحوزي المتقدم. الى ان زوده بالإجازة في الرواية عنه، فرجع الى البحرين و قد ضاق به الحال، لما ارتكبه من الديون، و كثرة العيال و قلة اليسار و لحصول الاضطرابات و المشاغبات الداخلية في البحرين، فغادرها إلى إيران بعد مقتل الشاه سلطان حسين الصفوي.
إلى إيران‌
و بعد احتلال الافاغنة بلاد إيران و قتلهم الشاه سلطان حسين آخر ملوك الصفوية و ذهاب ملكهم، تفاقمت الاضطرابات في البحرين و عمها الفوضى و استمرت الثورات الداخلية، حتى ألجأت شيخنا المترجم له الى مغادرة بلاده و الجلاء عن وطنه فغادرها إلى إيران، و حل برهة في كرمان، ثم ارتحل الى شيراز و استقر مقيما بها على عهد حاكمها (محمد تقي خان) فعرف لشيخنا المترجم له علمه و فضله و تقاة فقربه و عظمه، و لقي الشيخ منه حفاوة بالغة و إعظاما و تبجيلا، فلبث بها غير يسير مدرسا و اماما، ناهضا بأعباء الوظائف الشرعية، حيث ألقت إليه الزعامة الروحية مقاليدها، و تفرغ للمطالعة و التأليف، و البحث و التدريس، و الإجابة على الأسئلة الدينية، فألف جملة من الكتب و عدة من الرسائل، على فراغ البال و رفاهية الحال و رغد في العيش،



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 7‌
و ما إن أمهله الدهر حتى عصفت بتلك البلاد عواصف الأيام التي لا تنيم و لا تنام، ففرقت شملها، و بددت أهلها، و نهبت أموالها، و هتكت نساءها، و لعب الزمان بأحوالها، فغادرها المترجم له الى بعض القرى، و استوطن قرية (فسا) و حاكمها آنذاك الزعيم (محمد علي) فاجل الشيخ و عظمه، فصرف أوقاته كلها فيما تتوق اليه نفسه، و ما هي أمنيته من حياته، و هي المطالعة و التصنيف و التدريس، فصنف كتبا و رسائل و ابتدأ هناك بتصنيف (الحدائق الناضرة) و استمر فيه الى باب الأغسال، حتى ثار طاغية شيراز (نعيم دان خان) الثائر بها من ذي قبل في أخريات عام 1163، فنزل بتلك البلاد ايضا من حوادث الأقدار ما أوجب تشتت أهلها إلى الأقطار، و تفرق جمعها الى الصحاري و البرار، فقتل حاكمها (محمد علي) و هجم حتى على دار المترجم له و هو مريض، و نهبت أمواله و أكثر كتبه و مؤلفاته القيمة التي هي أعز عليه من نفسه و ثمرات حياته الثمينة. و فيها يقول من قصيدة تأتي:
و أعظم حسرة اضنت فؤادي تفرق ما بملكي من كتاب
ففر منها مريضا بعائلته صفر اليد يجوب الجبال و القفار، حتى استقر بناحية (اصطهبانات) و لبث بها مدة يقاسي مرارات الآفات و يكابد أنواع النكبات، كما لم يزل على ذلك طيلة حياته في بلاده و اغترابه، لم تشذ عن بلدته اي بلدة لجأ إليها من (شيراز) فقرية (فسا) فناحية (اصطهبانات) فلم يستطع الفرار منها و لم يمكنه التباعد عنها، فما فر من بلية الا و مني بأعظم منها، و ما تخلص من رزية إلا و دهمته أدهى منها، فقضى حياته تتعاوره البلايا و تتعاقبه الفتن، و تحوطه المصائب و تدور عليه دوائرها، و لهذا لم يكد يوجد لشيخنا المترجم له قصيدة إلا و يذكر فيها ما عاناه من كوارث، و يعدد ما قاساه من نكبات: منها- قصيدة بعثها من اصطهبانات إلى إخوته يشكو إليهم حاله و يصف لهم ما حل به من ملمات استهلها بقوله‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 8‌
الا من مبلغ عصر الشباب و شبانا به كانوا صحابي
و هي قصيدة طويلة مثبتة في كشكوله ج 2 ص 237 ننتخب منها ما يلي‌
و قد أصبحت في دهر كنود به الغارات تشعل بالتهاب
و قد خلت المساكن من ذويها فرارا في الوهاد و في الهضاب
مصائب قد غدت منها دواما دموع العين تجري بانسكاب
علتني نارها فغدوت منها طريدا في الصحاري و الشعاب
و أعظم حسرة اضنت فؤادي تفرق ما بملكي من كتاب
لقد ضاقت علي الأرض طرا و سد علي منها كل باب
طوتني النائبات و كنت نارا على علم بها طي الكتاب
و اجلى ظاهرة من حياة هذا الشيخ المجاهد- تلفت الانظار و تزيد الباحث إعجابا به و اكبارا له- هو دؤوبه في العمل بكل حول و طول و قوة، و السعي في مهمته بكل بهجة و نشاط، مهما بلغت به الحال في تلك الظروف القاسية و المواقف الحرجة، فتراه في خلالها كلها مكبا على مطالعاته، جادا في تآليفه، دائبا في عمله، سائرا في نهجه، مستمرا في خطته، ماضيا في مشروعة، فانيا في مبدأه، فسبحان خالق تلك النفس الجبارة التي لا تعرف السأم و لا الملل، و لا يعيقها شي‌ء، و لا يحول دون ما ترومه اي مانع، فقد أنتج من بين تلك الظروف و هاتيك الأدوار كتبا قيمة ناهزت الأربعين و انتشرت له من بين السلب و النهب آثارا ثمينة و مآثر خالدة (و سوف يوافيك عدها) و شعت من بين تلك الأدوار المظلمة و العصور الحالكة اشعاعات فضائله و فواضله، فأنارت للقوم سبيل هداهم و مهيع رشدهم.
و الى هذه الظاهرة لوح العلامة الجابلقي في (الروضة البهية) حيث قال: «فلينظر المشتغلون الى ما وقع على هذا الشيخ من البلايا و المحن و مع ذلك كيف اشتغل و صنف تصنيفات فائقة.»‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 9‌
في كربلاء‌
و منذ حل اصطهبانات عزم على مغادرة بلاد إيران، و صمم على المقام بالعراق حيث الأعتاب المقدسة، و منبثق أنوار العلم و الفضيلة، فأخذ في تمهيد مقدمات سفره، فغادر بلاد إيران و يمم العراق، فالقى رحله في كربلاء المشرفة، موطنه الأخير و مستقره الأبدي و انا لم نقف على تاريخ هبوطه كربلاء إلا ان الذي يظهر من تاريخ بعض تآليفه انه حل بها قبل عام 1169.
و قد حل شيخنا المؤلف بالحائر المقدس حين كانت تلك البلدة القدسية من أكبر معاهد العلم للشيعة، و كانت تضاهي النجف الأشرف بمعاهدها الدينية و أعلامها الافذاذ، حل بها على عهد زعيمها الأوحد الأستاذ الأكبر معلم البشر شيخنا الوحيد البهبهاني (قدس سره) مجدد المذهب في القرن الثالث عشر. فكانت كربلاء على عهد هذا الزعيم العظيم في الغارب و السنام من المجد و العظمة، فقد بلغت ذرى عزها الشامخ، و تسامى شرفها الباذخ، حيث كانت آنذاك مفعمة بالأوضاح و الغرر من صيارفة العلم و نقاد الفضيلة، طافحة بأعلام الأمة و رجالات الدين، محتشدة بكبار المجتهدين و افذاذ المحققين، ممن انعقدت عليهم تيجان العلم. و رفت عليهم ألوية الفضيلة، و خفقت عليهم بنود الكمال.
و لقد كان لشيخنا المؤلف حينئذاك صيت شامخ دوي في العالم ذكره، فملأت الإرجاء شهرته الطائلة، لما ذاع و شاع بين الملأ الديني من آثاره القيمة و مآثره الخالدة و أسفاره الثمينة، فعرفته الأوساط العلمية و أقرانه من اعلام عصره بعلمه الغزير، و أدبه الجم، و تضلعه في العلوم، و تبحره في الفقه و الحديث، و انما يعرف الفضل ذووه.
و لذلك لما هبط كربلاء رحب بقدومه أعلامها، و سر به فطاحلها، فتوسط أندية العلم و حلقات التدريس، و انضوى اليه عير يسير من أولئك الافذاذ يرتشفون من بحر‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 10‌
علمه المتدفق. كأربعة من المهديين الخمسة- و هم من أشهر مشاهير تلامذة الأستاذ الأكبر- و العلمين الحجتين صاحبي الرياض و القوانين. و غيرهم من كبار المجتهدين ممن تخرجوا عليه، و يأتي سرد أسمائهم بأجمعهم في (تلامذته).
و ازداد أولئك النياقد خبرا بغزارة علمه و فضله، و مكانته المرموقة في الفقه و الحديث. بعد ان وقفوا عليه من كثب، و دارت بينه و بين الأستاذ الأكبر المحقق الوحيد (نور الله ضريحهما) مناظرات كثيرة طويلة في الأبحاث العلمية العميقة، ربما استوعب بعضها الليل كله. و قد تعرض لسرد تلك المناظرات القيمة سيدنا الحجة أبو محمد السيد حسن الصدر في كتاب (بغية الوعاة).
فلم يفتأ منذ حل بها زعيما روحيا يزهو به دست الزعامة و التدريس، و اماما في مسجده الخاص (الموجود الآن، و هو بباب الصحن السلطاني قبال مسجد زميله الوحيد، و قد جدد بناؤه في العام الماضي).
و لم يبرح طيلة مقامه بها- و ربما بلغت العشرين سنة- مصدرا للفتيا، ينوء بأعباء الوظائف الشرعية و الزعامة الروحية، تتقاطر عليه الأسئلة تترى من شتى النواحي النائية و مختلف البلاد الشاسعة، فيجيب عنها بالفتوى المحضة تارة و مشفوعة بالأدلة المبسوطة اخرى (حسب رغبة سائليها) و مدرسا يسقى الجماهير الكثيرة و الجموع الغفيرة من نمير علمه و بحر فضله و إفضاله، فأكب على التدريس و التأليف و التصنيف، كما كان ذلك دأبه أينما ترامت به يد الأقدار و مهما بلغت به الحال.
و في خلال مقامه بها زار النجف الأشرف و لم نعلم مدة لبثه بها إلا ان الظاهر انه ألف كتابه الدرر النجفية في النجف الأشرف خلال مكثه بها.
مشايخه في الدراسة و شيوخه في الرواية‌
نحو و لو استطردنا بعض القول عن تخرج شيخنا المؤلف طي نشأته، غير ان‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 11‌
الاجدر به عقد بحث يخصه، فإنه (قدس سره) لم يشبع بهمته العلمية اعلام بيئته و جهابذة بلاده، فقد كان العلم بغيته. و الفقه منيته، و الحديث طلبته، و الحكمة ضالته يلتقطها حيث يجدها. و يتطلبها من مظانها، فكانت له في سبيل أخذ العلم و كسب الفضيلة تجولات و رحلات الى أمهات المعاهد العلمية في إيران و العراق، و قد اجتمع- لا محالة- بأمة كبيرة من صيارفة العلم و الفضيلة. و جهابذة الفقه و الحديث من بقايا اعلام ذلك العصر الذهبي عصر الدولة الصفوية، و هي أعظم حكومة إسلامية خدمت العلم و أيدت رجالات الدين، و عاضدت الملأ العلمي.
كما و ان شيخنا المؤلف قد حج البيت، و زار مشاهد أئمة الهدى (صلوات الله و سلامه عليهم) و أتيحت له عدة رحلات الى النجف الأشرف مرتكز لواء العلم و الدين و عاصمة الفقه و الحديث، و منتدى الفضيلة و الأدب، و محتشد الفطاحل و المحققين، فالتقى بعلمائها، و تلقى من أعلامها، بل لم يكن ليقتنع بمن اجتمع به من العلماء، فكان يستدر ضروع العلم بالمكاتبة، كما كانت له مراسلات في المعضلات العلمية مع شيخه المحدث الجيلاني، يوجد بعضها في كشكوله، و ذلك قبل زيارته له و اجتماعه به، فأنتج كله ذلك فيه تعمقا في التفكير، و نضجا في الرأي، و غزارة في العلم و تبحرا في الفقه. و تضلعا في الحديث.
و اما الذين عدهم هو من مشايخه و نص عليهم في اللؤلؤة فهم أربعة، و هم:
1- والده العلامة الحجة العلم الأوحد الشيخ أحمد، يأتي إيعاز الى ترجمته في (أسره المؤلف).
2- العلامة الفذ الشيخ احمد بن عبد الله بن الحسن بن جمال البلادي البحراني المتوفى سنة 1137.
3- المحقق الحجة الشيخ حسين ابن الشيخ محمد جعفر الماحوزي المتوفى‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 12‌
عام 1171، و هو عمدة مشايخه و شيوخه في الفقه و الحديث.
4- الشيخ عبد الله بن علي بن احمد البلادي البحراني المتوفى في شيراز سنة 1148.
كما ان لشيخنا المؤلف في الإجازة و الرواية أيضا شيوخ أربعة يروي عنهم بطرقهم الكثيرة المذكورة في اللؤلؤة اجازة و قراءة و سماعا، و هم: شيخاه الأخيران.
3- السيد عبد الله ابن السيد علوي البلادي البحراني، و من طريقه يروي المؤلف عن والده الشيخ احمد.
4- المحدث الكبير المولى محمد رفيع بن فرج الشهير بالمولى رفيعا الجيلاني، و هو أعلى اسنانيده، لانه يروي عن العلامة المجلسي.
تلامذته‌
أشرنا فيما سبق الى ان شيخنا المؤلف ما حل بلدة يقيم بها إلا و انثال عليه لفيف من أفاضلها المشتغلين و طلاب العلم و الفضيلة، فتعقد له حلقات التدريس، يستقون من نمير علمه و يرتوون من عباب فضله، الا انه من المؤسف جدا ان التاريخ أهمل الجميع ممن تخرجوا عليه في بلاد إيران و لا سيما معهدها الديني (شيراز) كما انه قصر في ضبط الكثير من أولئك الجموع الغفيرة الذين تخرجوا عليه في مقره الأخير (كربلاء) و قد لبث بها زعيما مدرسا طيلة عشرين سنة يوم كانت تعج بالألوف من العلماء و المشتغلين، فلم نقف منهم- على كثرتهم- الا على افذاذ، و هم:
1- الرجالي الشهير أبو علي الحائري محمد بن إسماعيل مؤلف منتهى المقال.
2- المحقق القمي ميرزا أبو القاسم صاحب القوانين.
3- السيد احمد العطار البغدادي المتوفى سنة 1215.
4- السيد أحمد الطالقاني النجفي المتوفى سنة 1208.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 13‌
5- الشيخ أحمد الحائري.
6- الشيخ احمد بن محمد ابن أخي المؤلف تأتي ترجمته في (أسره المؤلف).
7- الأمير السيد عبد الباقي بن مير محمد حسين الخاتون سبط العلامة المجلسي.
8- الشيخ حسن ابن المولى محمد علي السبزواري الحائري.
9- الشيخ حسين بن محمد ابن أخي المؤلف و متمم (الحدائق) تأتي ترجمته في (أسره المؤلف).
10- السيد شمس الدين المرعشي الحسيني النسابة المتوفى سنة 1200 و هو جد سيدنا الحجة النسابة السيد شهاب الدين المرعشي.
11- الشيخ علي بن علي التستري.
12- الشيخ علي بن رجب علي.
13- الشيخ محمد علي الشهير ب‍ (ابن السلطان).
14- الأمير السيد علي الحائري صاحب الرياض.
15- الشيخ محمد بن علي التستري الحائري.
16- الحاج معصوم.
17- آية الله السيد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة 1212.
18- المحقق النراقي المولى محمد مهدي الكاشاني مؤلف (مستند الشيعة).
19- آية الله السيد ميرزا مهدي الشهرستاني.
20- السيد ميرزا مهدي بن هداية الله الأصفهاني الخراساني الشهيد سنة 1216 أستاذ بحر العلوم في الفلسفة، و هو الذي لقبه، (بحر العلوم).
21- الحاج ميرزا يوسف الطباطبائي المرعشي القاضي التبريزي المتوفى 1242‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 14‌
الراوون عنه‌
غير خفي على من له إلمام بطرق الروايات و مشيخة الإجازات، ان شيخنا المؤلف من عقود جمانها، فقد انتهت اليه سلاسل الإجازات و حلقات الروايات، و قد أثبتها شيخنا الحجة العلامة النوري في (خاتمة مستدركه) و تلميذاه الشيخان العلمان الرازيان شيخنا الحجة ميرزا محمد العسكري مؤلف (المستدرك على البحار) المتوفى في 28 ج 1 سنة 1371 في الاجزاء الثمانية من المستدرك على إجازات البحار، و شيخنا المحقق البحاثة الشيخ آقا بزرك صاحب الذريعة دام ظله في (إجازات القرون الثلاثة) و (الاسناد المصفى الى آل المصطفى) و إليك أسماء من وقفت عليه ممن أجاز لهم شيخنا المؤلف، فروينا بطرقنا إليهم عنه و هم:
1- الشيخ احمد ابن الشيخ حسن بن علي بن خلف الدمشقاني.
2- الشيخ احمد بن محمد، ابن أخي المؤلف.
3- السيد الأمير عبد الباقي الحسيني الخاتون الأصفهاني سبط العلامة المجلسي و شيخ اجازة بحر العلوم.
4- الشيخ حسين ابن الشيخ محمد، ابن أخي المؤلف واحد المجازين بلؤلؤة البحرين لقرتي العينين.
5- الشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي، ابن أخي المؤلف و الثاني من المجازين باللؤلؤة، تأتي له ترجمة في (أسره المؤلف).
6- الشيخ زين العابدين ابن المولى محمد كاظم، كتب له اجازة على كتاب التهذيب تاريخها 1168.
7- الشيخ سليمان بن معتوق العاملي.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 15‌
8- السيد شمس الدين النسابة الحسيني التبريزي المتوفى 1200.
9- السيد عبد العزيز بن أحمد الموسوي النجفي، تاريخ أجازته 1167 10- السيد عبد الله بن السيد علوي الموسوي الغريفي البحراني الشهير ب (عتيق الحسين) عليه السلام القاطن في بهبهان، و يروي عنه بالإجازة المدبجة، تاريخ الإجازة عام 1153، و قد تقدم ذكره في شيوخ المؤلف، و صورة الإجازة عند العلامة السيد شهاب الدين المرعشي.
11- الشيخ علي بن حسين بن فلاح البحراني.
12- الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد النبي بن محمد ابن الشيخ سليمان المقابي البحراني.
13- الأمير السيد علي الحائري صاحب الرياض ابن أخت الوحيد البهبهاني.
14- علي بن موسى البحراني.
15- الشيخ محمد علي الشهير ب (ابن السلطان).
16- الشيخ محمد بن الحسن البحراني.
17- الحاج معصوم.
18- المولى محمد مهدي الفتوني، من شيوخ اجازة بحر العلوم.
19- المولى محمد مهدي النراقي صاحب (المستند) و (جامع السعادات) و غيرهما.
20- آية الله السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي المتوفى 1212، يوجد نص الإجازة ذيل فوائده الرجالية.
21- آية الله السيد ميرزا مهدي الشهرستاني.
22- السيد ميرزا مهدي الرضوي الخراساني الشهيد سنة 1216، كما نص عليه في إجازته للسيد دلدار علي الهندي.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 16‌
23- الشيخ موسى بن علي البحراني.
24- الشيخ ناصر بن محمد الجارودي الخطي البحراني.
جمل الثناء و حلل الاطراء‌
و هؤلاء أصحاب المعاجم و أرباب التراجم مصفقين على إكبار المؤلف و الثناء عليه ممن عاصره الى اليوم، و إليك نصوص جملة منهم، فمنهم:
1- تلميذه أبو علي الحائري مؤلف منتهى المقال المشهور ب (رجال ابي علي) قال في ترجمة المؤلف: عالم فاضل متبحر ماهر متتبع محدث ورع عابد صدوق دين، من اجلة مشايخنا و أفاضل علمائنا المتبحرين. و بعين ما مر كلام العلامة المامقاني في تنقيحه.
2- و قال تلميذه الأمير عبد الباقي سبط العلامة المجلسي في منتخب لؤلؤة البحرين: كان فاضلا عالما محققا نحريرا مستجمعا للعلوم العقلية و النقلية.
3- و قال المحقق الكبير الشيخ أسد الله التستري في مقابسه: العالم العامل المحقق الكامل، المحدث الفقيه، المتكلم الوجيه، خلاصة الأفاضل الكرام، و عمدة الأماثل العظام، الحاوي من الورع و التقوى اقصاهما، و من الزهد و العبادة اسناهما، و من الفضل و السعادة أعلاهما، و من المكارم و المزايا اغلاهما، الرضي الزكي التقي النقي، المشتهر فضله في أقطار الأمصار و أكناف البراري، المؤيد بعواطف ألطاف الباري.
4- و قال المحقق الخوانساري صاحب الروضات: العالم الرباني و العامل الإنساني شيخنا الأفقه الأوحد الأحوط الأضبط، صاحب الحدائق الناضرة، و الدرر النجفية، و لؤلؤة البحرين، و غير ذلك من التصانيف الفاخرة الباهرة التي تلذ بمطالعتها إلا للأنفس، و تقر بملاحظتها العين، لم يعهد مثله من بين علماء هذه الفرقة الناجية في التخلق بأكثر المكارم الزاهية، من سلامة الجنبة، و استقامة الدربة، و جودة السليقة‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 17‌
و متانة الطريقة، و رعاية الإخلاص في العلم و العمل، و التحلي بصفات طبقاتنا الأول، و التخلي عن رذائل طباع الخلف الطالبين للمناصب و الدول.
5- و قال العلامة المحدث ميرزا محمد النيسابوري الأسترآبادي في رجاله:
كان فقيها محدثا ورعا.
6- و قال مؤلف نجوم السماء في تراجم العلماء ما معربة: صاحب الحدائق من العلماء المتأخرين، و الكمل المحدثين، و الفقهاء المتبحرين، و أعاظم أصحاب الدين، و أرباب الإنصاف و الاعتدال بين طريقتي الأصوليين و الأخباريين.
7- و قال العلامة المولى شفيع الجابلقي في إجازته الكبيرة المسماة ب (الروضة البهية، في الإجازات الشفيعية): اما الشيخ المحدث المحقق الشيخ يوسف (قدس سره) صاحب الحدائق فهو من أجلاء هذه الطائفة، كثير العلم، حسن التصانيف، نقي الكلام بصير بالأخبار المروية عن الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) يظهر كمال تتبعه و تبحره في الآثار المروية بالنظر الى كتبه سيما الحدائق الناضرة، فإنها حقيق ان تكتب بالنور على صفحات و وجنات الحور، و كل من تأخر عنه استفاد من الحدائق الناضرة (جزاه الله عن الإسلام و اهله أفضل جزاء المحسنين) و كان ثقة ورعا عابدا زاهدا. و بالجملة هذا الشيخ من فحول العلماء الأجلة، فلينظر الى ما وقع على هذا الشيخ من البلايا و المحن، و مع ذلك كيف أشغل نفسه و صنف تصنيفات فائقة؟
8- و قال العلامة الكبير المحدث النوري في خاتمة مستدركه في عد مشايخ بحر العلوم: سابعهم العالم العامل المحدث الكامل الفقيه الرباني.
9- و قال العلامة المولى حبيب الله الكاشاني، في كتابه لباب الألقاب:
صاحب الحدائق الناضرة و كان عالما فاضلا محدثا متتبعا أخباريا.
10- و قال في الدرر البهية: كان فاضلا محققا مدققا، لم يكن له في عصره‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 18‌
ثاني، لقد صنف فأكثر، و اشتهرت مصنفاته و كتبه.
و قال العلامة الشيخ علي البحراني مؤلف أنوار البدرين في تراجم علماء الأحساء و القطيف و البحرين: العالم العامل الجليل، الفاضل الكامل النبيل، عديم النظير و المثيل، العلامة المصنف الرباني الشيخ، الأجل الشيخ يوسف. صاحب الحدائق الناضرة و غيره من المصنفات الفاخرة، شيخ مشايخ العراق و البحرين، العري من كل وصمة و شين:
و قال: هذا الشيخ العلام من أكابر علماء الأديان و الإسلام، و من أكبر أعاظم أرباب النقض و الإبرام، و قد ذكره كل من تأخر عنه و أثنوا عليه الثناء الجميل علما و عملا و تقوى و نبلا. و بالجملة فهذا الشيخ من أعاظم العلماء الاعلام و أكابر أساطين علماء الإسلام.
11- و قال خاتمة المحدثين العلامة القمي في الفوائد الرضوية ما معربة: هو الشيخ العالم العابد العامل، و المحدث الورع الكامل، الفاضل المتبحر الجليل، المتتبع الماهر النبيل، مرجع الفقهاء الاعلام، و فقيه أهل البيت عليهم السلام، عالم رباني، و فقيه بحراني، صاحب التصانيف الرائقة النافعة الجامعة التي أحسنها


************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، و هو كتاب جليل في الغاية كثير النفع.
و قال أيضا في (هدية الأحباب): عالم فاضل محدث ورع كامل، مرجع الفقهاء الاعلام فقيه أهل البيت عليهم السلام.
12- و قال شيخنا الحجة المحقق الفذ العلامة الاميني متع الله الأمة ببقائه في شهداء الفضيلة: فقيه الطائفة و محدثها الكبير الشيخ يوسف بن احمد، و كتابه (الحدائق) الدائر السائر بين الفقهاء ينم عن غزارة علم مؤلفه و تضلعه في العلوم و تبحره في الفقه و الحديث، كما يشف كتابه (لؤلؤة البحرين) عن سعة اطلاعه على أحوال الرجال و طرق إجازات المشايخ.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 19‌
13- و قال العلامة الخياباني في ريحانة الأدب في المعروفين بالكنى و اللقب:
عالم رباني، فقيه جليل، محدث نبيل، محقق مدقق، علامة متبحر، عابد زاهد متدين، متخلق بمكارم الأخلاق، حاز غاية الشهرة في العلم و العمل و جودة السليقة.
14- و قال العلامة ابن يوسف، في فهرست مكتبة سپهسالار ج 1 ص 399:
هو من كبار العلماء و الفقهاء و المحدثين.
15- و قال مترجمه في مقدمة الحدائق المطبوعة في إيران (تبريز) سنة 1315:
و ممن صرف لخدمة هذا العلم (الفقه) أيامه، و اشتغل بتحقيقه شهوره و أعوامه، و كان ممن قدح في زند الفضل فاورى، و جمع من نكات العلم فأوعى، الشيخ الجليل و الحبر النبيل فريد عصره و وحيد دهره، الجامع بين رتبتي الرواية و الدراية، و الرافع من ألوية الفضائل ارفع راية، المحقق الفاضل المدقق، و محدث الزمان و راوية الأوان، المستخرج من تيار أنواع العلوم غوالي اللئالي، الشيخ يوسف. فإنه رحمه الله ممن حاز في هذه الاعصر الأواخر قصبات السبق في مضمار التحقيق، و استنزل عصم المشكلات من معاقلها فأخذ منها المسك الفتيق، و غاص بحار الاخبار فاستخرج ما يزري باللؤلؤ الثمين، و لا غرو في ذلك فإنه من بحرين.
تآليفه‌
1- أجوبة الشيخ احمد ابن الشيخ حسن الدمستاني البحراني.
2- أجوبة الشيخ احمد بن يوسف بن علي بن مظفر السيوري البحراني.
3- أجوبة المسائل البهبهانية، الواردة من بهبهان، سأله عنها السيد عبد الله ابن السيد علوي البحراني القاطن ببلدة بهبهان، توجد عند الحجة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي بقم.
4- أجوبة المسائل الخشتية، سأله عنه الشيخ إبراهيم الخشتي.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 20‌
5- أجوبة المسائل الشاخورية، سأله عنها السيد عبد الله ابن السيد حسين الشاخوري.
6- أجوبة المسائل الشيرازية.
7- أجوبة المسائل الكازرونية، وردت من كازرون من الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد النبي البحراني.
8- أجوبة الشيخ محمد بن علي بن حيدر القطيفي، و لعلها متحدة مع التي تلوها.
9- أجوبة المسائل النعيمية، سأله عنها الشيخ محمد بن علي بن حيدر النعيمي «1».
10- الأربعون حديثا، في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) استخرجها من كتب العامة، قال شيخنا العلامة الرازي في الذريعة ج 1 ص 431: «يقرب من الف بيت، أول أحاديثه مستخرج من شرح المقامات للمطرزي، يوجد في مكتبة سردار كابلي».
11- اعلام القاصدين الى مناهج أصول الدين، خرج منه الباب الأول في التوحيد.
12- الأنوار الحيرية، و الأقمار البدرية، في جواب المسائل الاحمدية تقرب من مائة مسألة، نسبة الى الحير و هو الحائر الحسيني على مشرفه السلام.
(اجازة كبيرة مبسوطة) تأتى باسمها (لؤلؤة البحرين).
______________________________
(1) هذه المؤلفات التسعة أوردها شيخنا الحجة العلامة الرازي دام ظله في الجزء الثاني من موسوعته (القيمة الذريعة الى تصانيف الشيعة في حرف الالف بعنوان (الأسئلة.) و في الخامس في حرف الجيم بعنوان (جوابات المسائل.) و نحن ذكرنا ها هنا في حرف الالف بعنوان أجوبة المسائل. تبعا لما عبر به مؤلفها في لؤلؤته.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 21‌
(أنيس المسافر و جليس الحاضر) أو بالعكس أو جليس المسافر و أنيس الخاطر أو بالعكس، يأتي بعنوان (الكشكول).
13- تدارك المدارك، فيما هو غافل عنه و تارك. و هو حاشية على كتاب (مدارك الأحكام) للفقيه العاملي السيد محمد سبط الشهيد الثاني، خرج منه كتاب الطهارة و الصلاة، و عاقه عن إتمامه اشتغاله بكتابه الكبير المهم (الحدائق) و أدرج بقية مناقشاته مع صاحب المدارك هناك.
(جليس الحاضر و أنيس المسافر، أو جليس المسافر و أنيس الحاضر) و بتصحيف الحاضر بالخاطر فيهما، تقدمت الإشارة اليه و يأتي باسم (الكشكول).
14- حاشية على كتابه تدارك المدارك.
15- حاشية على شرح الشمسية في المنطق.
16- حاشية على الوافي، لشيخ العلوم العقلية و النقلية، المحدث المحقق الفيض الكاشاني، و هي تعليقة على كتاب الصوم منه فحسب.
17- حاشية على كتابه لؤلؤة البحرين.
18- حواش و تعاليق على كتابه الدرر النجفية، طبعت بهامش الأصل.
19- حواش على كتاب (الحدائق) طبعت بهامش الأصل.
20-


************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة. و هو كتابنا هذا الماثل للطبع، و قد طبع لأول مرة قبل ستين سنة استوعب طبعه اربع سنين، بوشر بطبعه في (تبريز) من سنة 1315 الى 1318 في ستة مجلدات و ربما كان بعض دوراته في خمسة مجلدات، و هو من كتاب الطهارة الى كتاب الظهار، ثم تممه تلميذه و ابن أخيه الشيخ حسين، و سوف نستوفي البحث عن الكتاب فيما نعقده فيما بعد (حول كتاب الحدائق).
21- الخطب: خطب الجمعات و الأعياد، يوجد عند الحجة السيد شهاب الدين المرعشي.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 22‌
22- الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية، قال عنه المؤلف في (اللؤلؤة):
فهو كتاب لم يعمل مثله في فنه «1» مشتمل على تحقيقات رائقة، و أبحاث فائقة» و قال الحائري في منتهى المقال: «و هو كتاب جيد جدا مشتمل على علوم و مسائل، و فوائد و رسائل، جامع لتحقيقات شريفة و تدقيقات لطيفة».
و قال شيخنا العلامة الرازي في الذريعة ج 8 ص 140: «فيها مسائل معضلة و رسائل ذات دقائق لطيفة» و هي سبعون درة، ربما يظهر منها انه ألفها حين مقامه في النجف الأشرف، فرغ من تأليفها في العشرين من ذي القعدة سنة 1177 و طبعت سنة 1307، و مقدمات (الحدائق) الاثنتي عشرة مبثوثة في درره بتغيير يسير.
23- رسالة في تحقيق معنى الإسلام و الايمان، و ان الايمان عبارة عن الإقرار باللسان و الاعتقاد بالجنان و العمل بالأركان.
24- رسالة في حكم العصير التمري و الزبيبي.
25- رسالة في تقليد الميت ابتداء و بقاء، و في ذيلها مقالة في اشتراط الصيغة و عدمه في العقود.
26- رسالة في ولاية الموصى إليه بالتزويج و عدمها، كتبها عام 1176، كتب إلينا بهذه الرسائل الثلاث- فيما كتبه إلينا- العلامة الحجة السيد شهاب الدين المرعشي‌
______________________________
(1) أراد بذلك استخراج القواعد الأصولية من الأحاديث و تطبيقها عليها، و جمع ما ورد عنهم (صلوات الله و سلامه عليهم) من النتف المتفرقة في القواعد الأصولية، و قد سبقه الى ذلك المحدثان المتعاصران صاحبا الوسائل و البحار، فجمعها الأول في (الفصول المهمة في أصول الأئمة) و الثاني في أوائل موسوعته الكبرى لأحاديث الشيعة (بحار الأنوار) كما ألف بعده المحدث الكبير السيد عبد الله شبر كتابا في ذلك سماه (الأصول الأصلية) و هو لم يزل مخطوطا عند حفيده الحجة السيد على شبر، و نبتهل الى المولى جل شأنه أن يقيض له من يزفه الى الطبع في القريب العاجل.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 23‌
النجفي دام ظله، و ذكر أنها موجودة في مكتبته بخط أحد تلامذة المؤلف.
27- سلاسل الحديد في تقييد ابن ابى الحديد و الرد عليه في شرحه لنهج البلاغة، و قدم له مقدمة شافية في الإمامة تصلح ان تكون كتابا مستقلا، خرج منه جزآن.
28- الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب و ما يترتب عليه من المطالب 29- الرسالة الصلاتية متنا و شرحا، فرغ منها في كربلاء عام 1170.
30- الرسالة الصلاتية المنتخبة منها، كتبها في النجف الأشرف عام 1175.
31- رسالة صلاتية أخرى و جيزة، و لعلها المتن للصلاتية الاولى.
32- الصوارم القاصمة لظهور الجامعين بين ولد فاطمة، حرم فيها الجمع بين فاطميتين، فرغ منها عام 1169، و لم يشاركه فيه غير شيخنا الحر (قدس سره) و قد تفرد هو فحكم بالبطلان و عدم وقوع العقد، و للأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني (قدس سره) رسائل متعددة في الرد عليه: مختصرة و مطولة، و كذا لولده رسالة مبسوطة جيدة في الرد عليه، و لبعض المشايخ الأزكياء ايضا رسالة وجيزة في الرد عليه، و هذه الرسائل الأربع للمؤلف بخط أحد تلامذته توجد عند سيدنا الحجة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله، و في آخر الرسالة الأخيرة تقريظ وجيز من العلامة الكبير الشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي، و إليك نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم ان ما كتبه شيخنا العلامة متعه الله بالصحة و السلامة، هو التحقيق الذي هو بالقبول حقيق، و العمل على ما استند اليه و عول عليه، سيما على طريقتنا المثلي و سنتنا الفضلي من العمل على مضمون الاخبار و ان لم يقل به أحد من الفقهاء الأخيار، و كتب الأقل محمد المهدي الفتوني.
33- عقد الجواهر النورانية في أجوبة المسائل البحرانية، سأله عنها الشيخ علي بن الحسن البلادي.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 24‌
34- قاطعة القال و القيل في انفعال الماء القليل، تعرض فيها للنقاش العلمي مع امام المعقول و المنقول المحقق المحدث الفيض الكاشاني (قدس سره).
35- الكشكول، اسمه جليس الحاضر و أنيس المسافر كما في اللؤلؤة.
أو أنيس المسافر و جليس الخاطر كما هو المطبوع على الكشكول و في جزئية الأول و الثاني و قد وقعت تصحيفات في اسمه كما مر الإيعاز اليه. لكنه اشتهر بكشكول الشيخ يوسف، و قد طبع في بمبئي عام 1291.
36- كشف القناع عن صريح الدليل في الرد على من قال في الرضاع بعموم التنزيل، ناقش فيه أدلة سلطان المحققين المولى العماد (مير داماد) في القول بعموم المنزلة، ألفه في شيراز سنة 1149، توجد منه نسخة في مدرسة البادكوبي في كربلاء.
37- الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة.
38- لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتى العينين، و هي اجازة كبيرة مبسوطة كتبها لابني أخويه: الشيخ حسين ابن الشيخ محمد و الشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي، تشتمل على تراجم أكثر علمائنا من عصره الى عصر الصدوقين، يعرف منها تتبعه في الرجال و إحاطته بالتراجم. و على اللؤلؤة حواش ثلاث:
1- حواش و تعليقات للمؤلف نفسه كما مر ذكرها.
2- حاشية عليها للميرزا محمد التنكابني مؤلف قصص العلماء.
3- حاشية عليها للميرزا محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيشابوري الهندي الاخباري المقتول سنة 1232.
و لخصها و انتخب منها تلميذ المؤلف الأمير عبد الباقي سبط العلامة المجلسي.
39- اللئالي الزواهر في تتمة عقد الجواهر، في أجوبة مسائل لذلك السائل، و هي اثنتان و عشرون مسألة، فرغ منها في جمادى الثانية عام 1173 في كربلاء.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 25‌
40- الرسالة المحمدية في أحكام الميراث الأبدية، كتبها للشيخ محمد ابن الشيخ أحمد البحراني، توجد نسخة من هذه الرسالة و التي قبلها بالمكتبة الجعفرية العامة في المدرسة الهندية في كربلاء.
41- المسائل، أحال الى كتابه هذا في المقدمة الثانية من حدائقه راجع ج 1 ص 24 42- معراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه.
43- مناسك الحج، موجودة عند الشيخ محمد صالح البحراني.
44- ميزان الترجيح في أفضلية القول فيما عدا الأوليين بالتسبيح، توجد عند الحجة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي.
45- النفحات الملكوتية في الرد على الصوفية.
حول كتاب الحدائق‌
قدمنا بعض القول حول الكتاب في (التمهيد) و أرجأنا إنهاء القول الى هذا المقام، و لكن الكتاب بنفسه و بشهرته الطائلة وصيته الطائر غني عن ان نحوم حوله فضلا عن الإسهاب في الاطراء، أضف الى ذلك ما يؤثر عن أعلام الأمة و فقهائها من عقود ذهبية و جمل عسجدية و كلم خالدة في الثناء عليه، و سيوافيك شذور من كلماتهم، فهو كتاب جامع مبسوط لم يعمل مثله في بابه في كتب الأصحاب قبله، و قد عمله مؤلفه لكي يغني رواد الفقه عن سبر غيره من كتب الفقه و الحديث و الاستدلال «1» و لا بدع، فإنه أول مجموعة فقهية و مدونة كبرى في الفرائض و السنن تحوي جل الفروع ان لم يكن كلها، و تضم في طيها الأقوال و الآراء و أصول الدلائل، و حوت بين دفتيها جميع ما ورد من الأحاديث عن الصادع الكريم و أئمة العترة الطاهرة- صلوات الله و سلامه عليه و عليهم- في الأحكام الشرعية، و قد انبرى لكلمات الفقهاء و ما فهموه‌
______________________________
(1) من كلام للمؤلف يأتي تمامه بلفظه.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 26‌
من الروايات فأفتوا بمؤدى اجتهادهم و نتيجة أنظارهم و محصل استنباطهم، وافق الشهرة القائمة و الإجماع بقسميه أو خالف، ثم ضم الى كل رأي أدلته و أضاف الى كل قول مستنده و ما يؤيده و يدعمه، ثم حاول نقاشها بما يمكن أن يورد عليها من نقود و مؤاخذات، فان تم عنده دليل و رأى الشبهة مزيفة ردها و أبطلها، و احكم الدليل و أثبته و اختار ما أدى اليه اجتهاده، كأنه يلمسك الحقائق بيده أو ينظر الى الغيب من وراء ستر رقيق، و بذلك أعجب من تأخر عنه من جهابذة الفقه و صيارفة الفن و مهرته ما وجدوه في طيه من علم غزير، و فضل كثار، و فقاهة و دراية، و تضلع في فنون الحديث، و تبحر في الفقه، و تتبع في الآراء و اطلاع على الفتاوى، و حيطة بالأدلة و استقصاء فيها، و خبرة بمعاقد الإجماع و موارد الشهرة، و مقدرة على البحث و قوة في البرهنة، و تثبت في الحكم، و تعمق في التفكير، و نضج في الرأي، و ما هنالك من دقة و تثبت و تحقيق، فان قال فقول فصل، و ان احتج فبرهنة صادقة، و ان صدع فبالحق الصراح، و ان جنح فالى الحقيقة الراهنة، فهو حين يفيض الحجج فكالسيل المنحدر من شاهق، و إذا حل مشكلة فكأن الاشكال لم يطرقها، و إذا دحض شبهة فهي كالريشة في مهب الريح، كل ذلك ببيان سهل و كلام منسجم، و قول جزل معتضد بالمنطق، فأصبح الكتاب بذلك كله شرعة الوارد، و نجعة الرائد، و بلغة الطالب، و منية الراغب و طلبة الفقيه، و غاية المحدث، و ضالة المجتهد المحقق، فخلد الكتاب لمؤلفه- على صفحة الدهر و غرة الزمن و سجل الخلود- ذكرا لا يبلى و عظمة لا يخلقها مر الجديدين و كان بذلك في الطليعة من ناشري ألوية الفقه، و عاقدي بنوده، و منظمي صفوفه، و قائدي كتائبه، و سائقي مقانبه، و جامعي شوارده، كما تقدمت جمل الثناء عليه، فمن الحري أن نوقف الباحث على نزر يسير مما جاء حول الكتاب.
الثناء عليه‌
1- قال المؤلف في اللؤلؤة: و كتابنا هذا- بحمد الله سبحانه- لم يعمل‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 27‌
مثله في كتب الأصحاب، و لم يسبق اليه سابق في هذا الباب، لاشتماله على جميع النصوص المتعلقة بكل مسألة. و جميع الأقوال، و جملة الفروع التي ترتبط بكل مسألة، إلا ما زاغ عنه البصر و حاد عنه النظر، الى ان قال رحمه الله: و بالجملة، فإن قصدنا فيه الى ان الناظر فيه لا يحتاج إلى مراجعة غيره من الأخبار و لا كتب الاستدلال، و لهذا صار كتابا كبيرا واسعا كالبحر الزاخر باللؤلؤ الفاخر.
2- و قال تلميذ المؤلف الرجالي الكبير أبو علي الحائري في (منتهى المقال):
هو كتاب جليل لم يعمل مثله جدا، جمع فيه الأقوال و الاخبار الواردة عن الأئمة الأطهار.
3- و قال المحقق التستري في المقابس: و له تصانيف كثيرة كأنها الفرائد و تآليف غزيرة أبهى من القلائد: منها- و هو أشهرها- كتاب الحدائق.
4- و قال المحقق الخوانساري في الروضات: صاحب الحدائق الناضرة، و الدرر النجفية، و لؤلؤة البحرين، و غير ذلك من التصانيف الفاخرة الباهرة، التي تلذ بمطالعتها النفس، و تقر بملاحظتها العين.
5- و قال مؤلف الدرر البهية: لقد صنف فأكثر، و اشتهرت مصنفاته و كتبه لا سيما (الحدائق) فإنه كتاب لم يكن له نظير، و لا ينبئك مثل خبير.
6- و قال مؤلف الروضة البهية: صاحب الحدائق، فهو من أجلاء هذه الطائفة، كثير العلم، حسن التصانيف، نقي الكلام، بصير بالاخبار المروية عن الأئمة المعصومين (صلوات و سلامه عليهم أجمعين) يظهر كمال تتبعه و تبحره في الآثار المروية بالنظر الى كتبه، سيما (الحدائق الناضرة) فإنها حقيق ان تكتب بالنور على صفحات و جنات الحور، و كل من تأخر عنه استفاد من الحدائق الناضرة.
7- و قال شيخنا العلامة النوري: و له تصانيف رائقة نافعة جامعة، أحسنها الحدائق الناضرة، ثم الدرر النجفية.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 28‌
8- و قال خاتمة المحدثين الشيخ عباس القمي في الفوائد الرضوية: صاحب التصانيف الرائقة النافعة الجامعة التي أحسنها


************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، و هو كتاب جليل في الغاية كثير النفع.
9- و قال مؤلف أنوار البدرين: صاحب الحدائق الناضرة و غيره من المصنفات الفاخرة.
10- و قال شيخنا الحجة المحقق الأكبر العلامة الاميني- متعنا الله ببقائه- في شهداء الفضيلة: و كتابه (الحدائق) الدائر السائر بين الفقهاء ينم عن غزارة علم مؤلفه و تضلعه في العلوم و تبحره في الفقه و الحديث.
11- و قال العلامة الجليل ابن يوسف الشيرازي في فهرست مكتبة سپهسلار:
كتاب الحدائق من خيرة الكتب الفقهية للشيعة، يجمع بين دفتيه جميع الفتاوى الفقهية و أدلتها من الآيات و الاخبار، و لهذا حظي بالقبول من اعلام الأمة و فقهائها بأجمعهم على اختلاف اذواقهم.
12- و قال مترجمه في مقدمة الطبعة الاولى من الحدائق: و من جملة ما أفرغه في قالب التصنيف و ألفه في غاية الأحكام و الترصيف، هو كتاب


************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، و هو لعمري كتاب حوى ما لم يحوه كتاب، و مؤلف جمع ما لم يجر في خطاب، فصل المسائل فتفضل، و طول الدلائل فتطول، فكم فيها من ازهار نكات تزري على زهر الروض المطلول. و أنوار أبحاث يخجل عندها نور الربيع و ان اتى بالوجه المصقول، و شوامخ معضلات كانت تزل عنها ظفر الطائر فارتقى ذراها بإيراد حججها، و بحار مشكلات كانت تقذف بالبوصي و الماهر فشق بسفن التدقيق لججها.
فهو كتاب جامع للأدلة و الأقوال، حاو للفروع الكثيرة، حسن الترتيب، يشتمل على أبحاث لطيفة و مسائل شريفة.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 29‌
و اما جمل الثناء عليه في غضون الكتب الفقهية فكثيرة يعسر استقصاؤها، يعثر عليها المتصفح فيها، فان الكتب الفقهية مشحونة بالنقل من كلماته، و مملوءة بآرائه و حججه، فقد اضحى الكتاب منذ أن أفرغ في قالب التأليف شرعة لوراد الفقه و نجعة لرواده، أكب عليه الفقهاء، و تداولته الأوساط العلمية و أنديتها بكل إكبار و إعجاب و لا تكاد تجد فقيها إلا و يأخذ منه و لا كتابا فقهيا إلا و ينقل عنه، حتى ان بعضهم كان مغرما به بحيث كان ينقل منه نصف الصفحة و الأكثر بنص عباراته في كتابه «1» و لشدة اعتدادهم بالكتاب و كثرة مزاولتهم له نرى لهم على الكتاب قيودا و تعاليق، و كتبوا عليه شروحا و حواشي. و إليك جملة مما عثرنا عليه من التعاليق و الحواشي منها:
1- حاشية للمؤلف نفسه، و هي تعاليق كثيرة طبعت بهامش الأصل في الطبعة الاولى و في ذيله في هذه الطبعة، و هي التي يرمز إليها بكلمة (منه).
2- حاشية لتلميذ المؤلف الفقيه الشهير السيد علي الطباطبائي الحائري مؤلف (الرياض) المتوفى 1231 و المدفون مع المؤلف و مع خاله الوحيد البهبهاني في الرواق.
3- حاشية للسيد ميرزا إبراهيم الفسائي الشيرازي حفيد العلامة الجليل السيد علي خان الكبير، توجد نسخة منها في (مكتبة كاشف الغطاء).
4- حاشية للسيد إبراهيم بن محمد الموسوي الدزفولي الكرمانشاهي الحائري المتوفى قبل عام 1300، توجد نسخة منها عند شيخنا العلم الحجة العلامة الرازي دام ظله.
5- حاشية للعلامة الفاضل المعاصر ابن يوسف الحدائقي الشيرازي من أحفاد المؤلف.
6- حاشية لشيخنا العلامة المحقق الحجة الشيخ محمد تقي الايرواني دام بقاؤه‌
______________________________
(1) و هو السيد أسد الله الأصفهاني نجل الزعيم العظيم حجة الإسلام الشفتي الأصفهاني راجع ترجمته في الكرام البررة ج 1 ص 126.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 30‌
و قد تصدى للتعليق على الكتاب بعد تحقيقه و تصحيحه، و أتعب نفسه في تخريج أحاديثه، و مراجعة رجالها و إسنادها و تصحيحها على مصادرها، و تفضل بإخراج الكتاب على أجمل صورة و أحسن هيئة، و هي التعاليق غير المرموزة في هذه الطبعة.
كما ان هناك أفذاذ لم يرقهم مواضع من الكتاب، فكتبوا عليه شروحا و تناولوه بالنقاش الفني، و حاولوا معه الحجاج العلمي بكل أدب في التعبير و حرية في الرأي و التفكير، نذكر منهم:
1- المحدث المحقق السيد محسن الأعرجي الكاظمي المتوفى سنة 1227، شرح مقدمتين من مقدمات (الحدائق) الاثنتي عشرة، و ربما ناقشه في شي‌ء من المسائل 2- العلامة الفاضل آقا محمود بن آقا محمد علي الكرمانشاهي المتوفى عام 1269 حفيد المحقق الوحيد البهبهاني، شرح مقدمات الحدائق و سماه (الجنة الواقية).
3- الرد على مقدمات الحدائق، لبعض الاعلام عنوانه (قال- أقول) فيه عدة سؤالات تنتهي إلى ثلاثة و عشرين سؤالا.
تتميم الحدائق‌
و من المأسوف عليه جدا أن القضاء المحتوم لم يمهله حتى يبلغ أقصى آماله، و يتمم كتابه (الحدائق)، و حالت المنية دون هذه الامنية، فاخترمه الأجل و لما يكتب الفقه دورة كاملة، و بقيت بتراء ناقصة، بلغ في تأليفه- على الرغم من دؤوبه و كثرة جهوده في ذلك و عظيم اهتمامه به- الى كتاب الظهار. غير ان ابن أخيه و تلميذه الأجل شيخنا الفاضل المدقق الشيخ حسين كتب بعد عمه (كتاب عيون الحقائق الناظرة في تتميم الحدائق الناضرة) و ربما تحذف كلمة (العيون) طبعت في النجف الأشرف عام 1354، و هذا المطبوع يحتوي على تسعة من كتب الفقه، و هي: الظهار، الإيلاء، اللعان، العتق، الإقرار، الجعالة، الأيمان، النذر، الكفارات. و بعضهم سمى الكتاب (الحقائق الفاخرة)، و لعله اسم للجزء الثاني منه الى آخر الفقه. نسأله تعالى‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 31‌
التوفيق لطبع التتميم و إتمام هذه الطبعة به ان شاء الله. و تأتي ترجمة مؤلفه و سرد بعض تآليفه في (أسره المؤلف).
أدبه‌
من سبر تآليف شيخنا المؤلف و لاحظ آثاره العلمية، وقف على مكانته الأدبية السامية، و بهره ما يراه من بلاغة البيان، و انسجام الكلام، و جزالة القول، و جودة السرد، و حسن الأسلوب، و علم أن لمؤلفها اليد الطولى في العلوم الأدبية، و سعة الباع في فنون البلاغة. و هذه الناحية هي إحدى محاسن كتبه و ميزات مؤلفاته و لا سيما كتابه (الحدائق).
و للمؤلف كتاب كبير في خطب الجمعات و الأعياد يضم بين دفتيه خطبا بليغة و مواعظ حسنة، تدل القارئ على مدى تضلعه في الأدب و فنونه، و له رسائل بليغة و مساجلات أدبية، توجد عشرة منها في الجزء الثاني من كشكوله، و نحن الآن نسوق للتدليل على سمو كعبه في الأدب صدر الرسالة الثالثة و الرابعة و نقتصر في الأنموذج عليه، قال: «ما الروض الأنيق المتفتحة فيه أزهار العرار و الشقيق، و لا السلاف العتيق المقتول بمختوم أريج الرحيق، بأزهر و لا أحلى، و لا ألذ و لا أشهى، من تسليمات تتفجر من خلالها عيون الإخلاص، و تحيات يتضوع من نشرها أريج الاختصاص. إلخ».
و قال في الأخرى: «أبهى ما نشرته أيدي الأقلام في طي الصحف و الرسائل، و أولى ما نطقت به الانس فتضوع في ارجاء أوقات الفضائل، عرائس تسليمات تتأرج الإرجاء بشذاها، و تتألق آفاق السماء بسناها، و خرائد دعوات تعجز الأوهام عن نظمها في سمط التحرير، و تقصر الافهام عن وصفها في كليات الحصر و التقرير، و صوافي أثنية تزري بلطافة النسيم، و تنسي حلاوة التسنيم.».



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 32‌
و لم يكن أدبه مقصورا على النثر فحسب، بل ربما جاشت عواطفه فنظم و أجاد في نظمه، و ربما تفجرت زفرات قلبه و نفثات صدره، فصاغها قريضا بعثها إلى اخوته و أجبته، بيد أنه لم يحفظ له من الشعر إلا ما أثبته هو في كشكوله، منه- قصيدتان بعثهما إلى إخوته يشكو إليهم ما أ لم به من حوادث و كوارث، بعث إحداهما حين سافروا الى الهند عام 1141، و بعث الأخرى إلى مكة حين رجوع أخيه العلامة الشيخ محمد من الهند.
و منه- تخميسه لقصيدة طويلة بعثها إليه أحد إخوانه الإخلاء، مثبتة هي و التخميس في الكشكول ج 2 ص 338.
و منه- قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين حين يمم العراق لزيارته (صلوات الله و سلامه عليه) عام 1156.
وفاته و مدفنه‌
توفي رحمه الله بعد الظهر من يوم السبت رابع ربيع الأول عام 1186 «1» عن عمر ناهز الثمانين، كرسه في خدمة العلم و الدين، و ضحاه في تدوين الفقه و تبويبه ورد فروعه على أصوله، و قضاه: في جمع شتات أحاديث ائمة بيت الوحي (صلوات الله و سلامه عليهم) و بثها في الملإ الديني، قدس الله روحه و نور مضجعه و جزاه عن نبيه و عن أئمته خيرا.
لبى- رحمه الله- نداء ربه بعد زعامة دينية ألقيت اليه مقاليدها زهاء عشرين سنة، فما إن صوت الناعي بفقده إلا و تهافت أهل كربلاء من كل صوب و حدب على تشييع جثمانه الطاهر، جثمان أنهكته العبادة و ريضه الزهد و تقوى الله «2» و أبلاه دؤوب الأيام و سهر‌
______________________________
(1) و قيل في عام وفاته أقوال شاذة و هي: 87، 88، 89، و الأصح الأشهر ما أثبتناه ثم الأقرب بعده إلى الصحة 87، و عليه ينطبق ما قيل من شعر في تأريخ وفاته.
(2) لم نتعرض لوصف تقواه العظيم استغناء بما قدمنا من كلمات اعلام الأمة حول الثناء عليه و وصف ما كان عليه من زهد و ورع و تقى.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 33‌
الليالي في فقه أئمة آل الرسول (صلوات الله و سلامه عليه و عليهم) فكان يومذاك يوما مشهودا، شيعه أهل مصره على بكرة أبيهم «1» بمختلف الطبقات، و في طليعتهم الهيئة العلمية و الطبقة الروحية، يقدمهم زعيمهم الأوحد الأستاذ الأكبر المحقق الوحيد البهبهاني (قدس سره) و تولى تغسيله تلميذاه التقيان: الحاج معصوم و الشيخ محمد علي ابن السلطان. و صلى عليه الأستاذ الوحيد بوصية منه (قدس سره) و دفن بالحائر الشريف بالرواق الحسيني الأطهر عند رجلي الشهداء، و دفن في جواره المحقق الوحيد المتوفى 1208، و تلميذهما ابن أخت الوحيد سيدنا الطباطبائي (صاحب الرياض) المتوفى 1231 (قدس الله أسرارهم) و على مثوى هؤلاء الاعلام صندوق خشبي.
و أقيمت له الفواتح في كربلاء المشرفة و سائر البلاد الشيعية، و في عاصمتها النجف الأشرف، و أول من اقام له الفاتحة بها تلميذه الأكبر سيدنا الأجل آية الله بحر العلوم.
رثاؤه‌
رثاه جمع من شعراء ذلك العصر، نقتصر على قصيدة الشاعر الأديب السيد محمد آل السيد رزين، فقد رثاه بفائية و ارخ وفاته قائلا:
يا قبر يوسف كيف أوعيت العلى و كنفت في جنبيك من لا يكنف
قامت عليه نوائح من كتبه تشكو الظليمة بعده و تأسف
ك‍ (حدائق) العلم التي من زهرها كانت أنامل ذي البصائر تقطف
و علا الفلول (صوارما) قد اصلتت قصفا بها زمر الاعادي تقصف
______________________________
(1) بالغ في وصف ذلك التشييع العظيم من حضره و رآه بأم عينه، و هو تلميذه الرجالي الكبير أبو على الحائري في منتهى المقال.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 34‌
و تفصمت حلق (السلاسل) بعده في قيدها كان المعاند يؤسف
و انحل عقد (لئالئ) الدرر التي كانت به عنق الأفاضل تتحف
تسقى ترابك بعد صوب دموعنا من صيب الغفران سحب و كف
و جزيت يوسف من بقية أحمد أجرا لك الجنات منه تزلف
و حللت من فردوسها بمقامة يزهو عليها العبقري و رفرف
مذ غبت عن عين الأنام فكلنا يعقوب حزن غاب عنه يوسف
فقضيت واحد ذا الزمان فارخوا (قرحت قلب الدين بعدك يوسف)
و في أنوار البدرين ان بعض الأدباء الشعراء ارخ وفاته بقوله:
(بكاء يوسف تأويل الأحاديث) و قال العلامة البروجردي في نخبة المقال:
و يوسف بن أحمد البحراني شيخ جليل قدوة الأعيان
له حدائق قد استوفى الخبر و بعد (عد) قبضه (لنا ظهر)
74 1186‌
أسره المؤلف (آل عصفور)
إن أسره شيخنا (المؤلف) أسره علمية جليلة نبغ فيها رجال كثيرون، يعدون من اعلام الطائفة و أعيان الأمة، خدموا الحق و العلم و المذهب و الدين، توجد تراجمهم مبثوثة في معاجم التراجم، و الذي أحصى الكثير منهم و ترجم لهم هو الشيخ علي في المجلد الأول من (أنوار البدرين) و الشيخ مرزوق الشويكي في (الدرر البهية) و السيد ابن ابي شبانه في (التكملة) و شيخنا البحاثة المحقق العلم الحجة الاميني دام بقاؤه في (شهداء الفضيلة) ص 307 الى 318، و شيخنا البحاثة الحجة العلامة الرازي في (الظليلة) و حيث ضاق بنا نطاق البحث و ليس بوسعنا التوسع في ترجمة كل منهم- و هم أكثر من أربعين-



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 35‌
و لا يسعنا الغض عنهم بالمرة نقتصر، على عدهم و سرد أسمائهم و الإيعاز الى ملخص تراجمهم، فمنهم:
1- والد (المؤلف) العلامة الحجة الشيخ احمد بن إبراهيم الدرازي البحراني قال العلامة الحائري في منتهى المقال: «و كان من أجلاء تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي، و كان عالما فاضلا محققا مدققا مجتهدا صرفا» و قال تلميذه الشيخ عبد الله ابن صالح السماهيجي «و هذا الشيخ ماهر في أكثر العلوم العقلية و الرياضية، و هو فقيه محدث مجتهد، له شأن كبير في بلادنا و اعتبار عظيم» ولد عام 1084، و تعلم الآليات من الشيخ احمد بن إبراهيم المقابي، ثم قرأ على الشيخ محمد بن يوسف البحراني ثم تخرج على العلامة المحقق الشيخ سليمان الماحوزي الشهير و كان من أجل تلامذته كما مر. و قال في الدرر البهية: «كان فاضلا محققا مجتهدا صرفا لا يمل من بحث، و قد صنف فأكثر» له كتب و رسائل عديدة، منها:
1- رسالة في بيان حياة الأموات بعد الموت- 2- رسالة في الجوهر و العرض- 3- رسالة في الجزء الذي لا يتجزأ- 4- رسالة في الأوزان- 5- الرسالة الاستثنائية في الإقرار- 6- رسالة في ثبوت الولاية على البكر البالغة الرشيدة- 7- رسالة في القرعة- 8- رسالة في التقية- 9- رسالة في شرح عبارة اللمعة في مبحث الزوال- 10- رسالة في مهر الزوجة عند موت الزوج قبل الدخول- 11- رسالة في هدم الطلقة أو الطلقتين بتحليل المحلل و عدمه، الى آخر ما هو معدود في اللؤلؤة و غيرها يقرب من ثلاثين مؤلفا. زار النجف الأشرف عام 1125 و التقى بعلمائها. يروي بالإجازة عن شيخه الشيخ سليمان الماحوزي تأريخها 1119.
توفي رحمه الله في القطيف ضحوة اليوم الثاني و العشرين من صفر 1131.
ترجم له سيدنا الأمين في أعيان الشيعة ج 8 ص 360، و يشترك مع ولده (المؤلف) في جميع مصادر الترجمة.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 36‌
و لشيخنا المؤلف ولدان، أحدهما:
2- الشيخ حسن، عالم فاضل، بل ذكره بعضهم في عداد تلامذة والده، و جاء ذكره في (لباب الألقاب) و ترجم له سيدنا الأمين في أعيان الشيعة، و شيخنا الرازي في أعلامها، فقال في الكواكب المنتثرة: «رأيت بخطه حاشية المدارك تأليف الوحيد، و مما كتب عليه: كتبه بنفسه لنفسه، جعل الله يومه خيرا من أمسه، و قرأه على مصنفه الأستاذ، و هو صريح في أنه من تلامذة الوحيد، و لعله تلمذ على والده ايضا، و كأنه توفي عام 1197» و ثانيهما:
3- الشيخ محمد، قال المؤلف في الكشكول: «كتاب كتبته لابني محمد».
ترجم له الشويكي في (الدرر البهية) قال: «عالم فاضل محقق فقيه، اسمه الشيخ محمد و كان للشيخ محمد ابنان فاضلان عالمان قد اجتمعت بهما في حدود السنة الرابعة عشرة بعد المائتين و الألف: أحدهما- الشيخ موسى، و الآخر- الشيخ عبد علي، مسكنهما مع والدهما في العجم في (فسا)».
و لشيخنا المؤلف خمسة إخوة: الشيخ عبد الله، و الشيخ عبد النبي، و الشيخ علي و الشيخ عبد علي، و الشيخ محمد. أما الثلاثة الأول فلم يعقبوا، و اما أخوه الرابع:
4- الشيخ عبد علي، فهو شريك المؤلف في الدراسة و القراءة و الرواية عن المشايخ، قال في الدرر البهية: «شيخنا الأعظم الأعلم البهي الشيخ عبد علي، كان عالما فاضلا محققا مدققا» و هو من أفاضل تلمذة الشيخ محمد المقابي البحراني. له مؤلفات منها:
كتاب احياء علوم الدين في الفقه. ولد عام 1116 و توفي في كربلاء في رجب 1177 و أعقب ولدين: أحدهما- الشيخ احمد، و ترجم له أصحاب التراجم و أثنوا عليه، و الثاني:
5- الشيخ خلف ابن أخي المؤلف و تلميذه المتخرج عليه و الراوي عنه و أحد قرتي العينين المجازين ب‍ (لؤلؤة البحرين) ترجم له الشويكي في (الدرر البهية) و قال عنه‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 37‌
«العالم الفاضل المحقق المدقق غائص بحار الاخبار، سكن القطيف ثم الدورق ثم المحمرة و توفي بالبصرة عام 1208 و دفن بالنجف الأشرف، و قال شيخنا العلامة الرازي في (الكرام البررة): له مجموعة رسائل كانت عند شيخنا العلامة النوري، تدل على غزارة علمه و فضله. و ترجم له شيخنا الحجة الاميني في شهداء الفضيلة فقال: «انه من أعيان علماء الطائفة. و فضلائها المحققين، له حواش كثيرة على المجلد الرابع من بحار شيخنا المجلسي» و للشيخ خلف هذا أولاد ثلاثة: الشيخ يوسف و الشيخ احمد و الشيخ محمد، و توفي الأخير عام 1207 و أعقب ولده الشيخ حسن، ترجم لهم في (الدرر البهية) و وصفهم بالعلم و الفضل: و قال «عاصرناهم و استفدنا منهم».
و أما أخو المؤلف الخامس و هو:
6- الشيخ محمد، عالم فاضل، ولد سنة 1112، و نشأ بالبحرين و تخرج بها، يروي عن الشيخ حسين الماحوزي، و يروى عنه ولداه: الشيخ احمد و الشيخ حسين و له مراث في الإمام السبط الشهيد، و له كتاب (مرآة الأخبار في أحكام الاسفار) و لشيخنا المؤلف قصيدة يمدحه بها. و للشيخ محمد هذا أبناء أربعة: الشيخ عبد الله، توفي سنة 1208. و الثاني:
7- ابن أخي المؤلف الشيخ علي، و كان متكلما فاضلا شاعرا ماهرا. و أعقب الشيخ علي نجله العالم الفاضل الشيخ محمد، تولى إمامة الجمعة و الجماعة و القضاء في (الشاخورة) له مؤلفات: منها- كتاب في الأصول الخمسة و رسالة في وجوب الجمعة.
و الثالث من أبناء الشيخ محمد:
8- ابن أخي المؤلف الشيخ احمد، قال في الدرر: «عالم فاضل فقيه محقق مدقق» و قال شيخنا العلامة الحجة الرازي: «انه من كبار علماء عصره، و كان مفتي البلاد و قاضيها. يروي عنه الشيخ أحمد الأحسائي» و هو يروي عن أبيه و عن شيخيه‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 38‌
و عميه: شيخنا (المؤلف) و الشيخ عبد علي. و له مؤلفات و قصائد، و ذكره العلامة الكلباسي في مبحث حجية الأخبار من (إشاراته) و ترجم له سيدنا الصدر في (التكملة) و للشيخ احمد هذا خلف واحد و هو:
9- الشيخ محمد، قال في الدرر: «كان عالما عاملا متكلما ماهرا خطيبا مفوها، له كتب» و خلف ابن عمه الذي مر ذكره في إمامة الشاخورة و زعامتها و قضائها.
و الرابع من انجال الشيخ محمد:
10- الشيخ حسين ابن أخي المؤلف، و تلميذه المتخرج عليه و الراوي عنه و الثاني من قرتي العينين المجازين بالإجازة الكبيرة المبسوطة (لؤلؤة البحرين) و متمم كتاب شيخه و عمه (الحدائق الناضرة) ترجم له تلميذه الشويكي في الدرر البهية فقال:
«هذا الشيخ أجل من أن يذكر، و فضله و شرفه أعظم من أن يشهر، قد انتهت إليه رئاسة الإمامية حيث لم تسمع الآذان و لم تبصر الأعيان مماثلا له في عصره. قد بلغ النهاية و جاز الغاية، كان محققا مدققا مصنفا ماهرا ورعا زاهدا أديبا. و قال في أنوار البدين: «كان من العلماء الربانيين، و الفضلاء المتتبعين، و الحفاظ الماهرين، و أجله متأخري المتأخرين و أساطين المذهب و الدين، بل عده بعض العلماء الكبار من المجددين للمذهب على رأس الألف و المائتين كان يضرب به المثل في قوة الحافظة، ملازما للتدريس و التصنيف و المطالعة و التأليف، و بالجملة فهو من أكابر علماء عصره و أساطين فضلاء دهره علما و عملا و تقوى و نبلا، و نادي بحثه مملوء من العلماء الكبار».
ترجم له شيخ اعلام الشيعة في الكرام البررة ج 1 من ص 427 الى 429 فقال دام ظله: «كان من كبار علماء عصره و مشاهيرهم، زعيم الفرقة، و شيخها المتقدم، و علامتها الجليل، و كان من المصنفين المكثرين المتبحرين في الفقه و الأصول و الحديث و غيرها».
ولد عام 1147، و تخرج على عمه شيخنا المؤلف فكان قرة عينه، و كتب له اجازتين‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 39‌
صغيرة و كبيرة مبسوطة و هي (لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتى العينين) و اوصى اليه بكتبه، و لذلك تصدى لتتميم (الحدائق) و سماه (عيون الحقائق الناظرة في تتميم الحدائق الناضرة) و قد طبع في النجف الأشرف عام 1342، و له زهاء بضع و ثلاثين تأليفا، عدها له مترجموه و عد بعضها في بعض إجازاته: منها- النفحة القدسية، و منها- الفرحة الإنسية (مطبوعتان) و له مفاتيح الغيب و التبيان في تفسير القرآن، و الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع للفيض الكاشاني في عدة مجلدات و لخصه بعض تلامذته، و غير ذلك من الكتب و الرسائل في مختلف العلوم، و له ديوان في رثاء الحسين (عليه السلام) و منظومتان في الفقه و أصول العقائد، و منظومة أخرى في النحو.
و يروى أيضا عن أبيه الشيخ محمد و عن عمه و ابي زوجته الشيخ عبد علي، و يروى عنه جماعة: منهم- الشيخ عبد المحسن اللويمي، و الشيخ على ابن الشيخ عبد الله الجد حفصي، و الشيخ محمد بن خلف السري، و الشيخ مرزوق الشويكي الخطي. و غيرهم.
ضربه ملعون من أعداء الدين بحربة في ظهر قدمه، فمات شهيدا ليلة الأحد الحادي و العشرين من شهر شوال سنة 1216، و تاريخ شهادته:
(طود الشريعة قد وهى و تهدما) و للاديب الشاعر الشهير الحاج هاشم الكعبي قصيدتان طويلتان في رثائه طبعتا في آخر الكشكول لشيخنا المؤلف.
و له أولاد سبعة: الأول- العالم الفاضل الشيخ محمد. ولد سنة 1169، و توفي سنة 1216 بعد أبيه بقليل. و الثاني- الشيخ عبد الرضا. ولد عام 1185. و الثالث- الشيخ علي، قال في الدرر: «كان عالما فاضلا متكلما مات في رجب 1208». و الرابع:
11- الشيخ حسن و هو من الاعلام الأفاضل، ولد سنة 1182، هاجر بعد أبيه إلى شيراز ثم بعد عام 1240 الى ابوشهر، فكان عالمها و امامها و تولى القضاء و الإفتاء و التدريس فكان زعيمها الروحي له مكانته السامية و له تآليف: منها- رسالة عملية، و شرح‌



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، المقدمة، ص: 40‌
منظومة والده في أصول العقائد، و توفي بها عام 1261. و الخامس:
12- الشيخ عبد الله. و هو من العلماء الأفاضل، خلف أباه في زعامة البحرين الروحية و القيام بالوظائف الشرعية، و أعقب ولده الشيخ سليمان، و هو من اعلام هذه الأسرة، هاجر الى شيراز، له مؤلفات و منظومة في الكلام و شرحها. و السادس:
13- الشيخ عبد علي، قال في الدرر البهية: كان عالما فاضلا محققا متكلما مجتهدا، توفي بالبحرين في حياة والده في ذي القعدة عام 1208، و خلف نجله العالم الفاضل الصالح الشيخ خلف. و تاريخ ولادته (لا شك فيه لأبيه خلف 1194) و كان عالم ابوشهر و امامها في الجمعة و الجماعة، له مؤلفات كثيرة. و أعقب ولده الشيخ عبد علي فخلف أباه الشيخ خلف في زعامة ابوشهر و تولى الإمامة و القضاء، و له كتب كثيرة:
منها- لئالئ الأفكار في الأصولين مطبوع، توفي سنة 1303. و عمر أكثر من ثمانين سنة و السابع من أولاد الشيخ حسين:
14- الشيخ احمد، و له ولدان: أحدهما- الشيخ حسين عالم فاضل و اديب شاعر له قصائد في مراثي الامام السبط الشهيد، و الثاني- الشيخ محمد، و كان زعيما دينيا في ابوشهر و توفي بها سنة 1263 و أعقب ابنه الشيخ احمد، تلمذ على الشيخ محمد طاهر الحويزي و خلف أباه في زعامة ابوشهر و توفي سنة 1315. ترجم له و لأبيه شيخنا الرازي في نقباء البشر ج 1 ص 118. و أعقب الشيخ احمد ولدين: أولهما- الشيخ محمد، و الثاني- الشيخ خلف، و خلف أباه و جده في زعامة ابوشهر ولد سنة 1285، و تلمذ على المحقق الخراساني صاحب الكفاية. له كتاب (الأنوار الجعفرية) و هو من مشايخ اجازة العلامة الحجة السيد شهاب الدين المرعشي، توفي سنة 1353، ترجم له في (نقباء البشر).
و الحمد لله أولا و آخرا. و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و آله الأوصياء ليلة الثامن عشر من شهر رجب 1377.



************
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، ج‌1، ص: 2‌
الجزء الأول‌
[خطبة الكتاب]
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ‌
الحمد لله الذي هدانا بواضح الدليل على سبيل معادن العلم و التأويل، و سقانا بكأس رحيق السلسبيل من زلال عيون الوحي و التنزيل، و عرج بنا الى معارج الهداية و الدراية، و فتح لنا مغلقات الأحكام بمحكمات الآية و الرواية، و شرح لنا مبهمات الحلال و الحرام
________________________________________
بحرانى، آل عصفور، يوسف بن احمد بن ابراهيم، الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، 25 جلد، دفتر انتشارات اسلامى وابسته به جامعه مدرسين حوزه علميه قم، قم - ايران، اول، 1405 ه‍ ق