بسم الله الرحمن الرحیم
تكملة أمل الآمل، ج6، ص: 303
2773- الشيخ أبو الحسن الشريف الفتوني بن محمد طاهر بن عبد الحميد
ابن موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصفهاني الغروي المتوفّى في آخر عشر الأربعين بعد المائة و الألف.
قال العلّامة النوري (ره) عند ترجمته: أفقه المحدّثين، و أكمل الربّانيين، الشريف العدل، المولى أبو الحسن. كان أفضل أهل عصره، و أطولهم باعا، و هو صاحب التفسير الجليل المسمّى مرآة الأنوار، إلى أواسط سورة البقرة، تقرب مقدّماته من عشرين ألف بيت، كتاب لم يعمل مثله.
و له كتاب ضياء العالمين في الإمامة في ستّين ألف بيت، فيه نقصان قدر مجلّدين وسطه على ما يظهر من فهرسته «2».
أقول: و عندي رسالته الرضاعيّة بخطّه الشريف، قال فيها بعموم
__________________________________________________
(1) الإجازة الكبيرة/ 123.
(2) مستدرك الوسائل 3/ 385.
تكملة أمل الآمل، ج6، ص: 304
المنزلة، و كانت أمّه أخت السيد الجليل المير محمد صالح الخاتونآبادي، صهر المجلسي على ابنته، و الشيخ أبو الحسن هو جدّ الشيخ صاحب الجواهر من قبل أمّ والده الشيخ باقر، و هي آمنة بنت المرحومة فاطمة بنت المولى أبي الحسن الشريف، و هو يروي عن العلّامة المجلسي (ره) و جماعة.
و كان من أئمّة علماء المحدّثين في عصره. و قد ذكرت طرقه في الرواية في كتاب بغية الوعاة في طبقات مشايخ الإجازات «1».
أعيان الشيعة، ج7، ص: 342
المولى أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن علي بن محمد بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني أو الافتوني العاملي النباطي النجفي.
توفي سنة 1139 و قيل سنة 1138 كما أرخه بعض أحفاده بخطه على ظهر الفوائد الغروية، و في تتمة أمل الآمل توفي في آخر العشر الأربعين بعد المائة و الالف اه. و مقتضاه أن يكون توفي سنة 1140.
و قد يعبر عنه بأبي الحسن العاملي و أبو الحسن كنيته و الشريف اسمه و ليس هو من السادة الاشراف و يوصف في بعض التراجم بالعدل و عشيرته في جبل عامل آل الفتوني كثيرون. و أمه. قال المحدث الغروي هي أخت السيد الشريف المير محمد صالح الخاتونآبادي الذي هو صهر المجلسي على ابنته و هو جد صاحب الجواهر من طرف أم والدة الشيخ باقر، و هي آمنة بنت فاطمة بنت المولى أبي الحسن اه. و بعضهم قال أن أم الشيخ باقر والد صاحب الجواهر هي بنت الفتوني.
أقوال العلماء فيه
قال العلامة المحدث النوري في حقه: أفقه المحدثين و أكمل الربانيين الشريف العدل المتوفى في أواخر الأربعين بعد المائة و الالف أفضل أهل عصره و أطولهم باعا اه. و قال بحر العلوم الطباطبائي في اجازته للشيخ محمد اللاهيجي: الشيخ الأعظم رئيس المحدثين في زمانه و قدوة الفقهاء في أوانه المولى أبو الحسن الفتوني اه و ترجمه في اللؤلؤة و عمل المحدث النوري رسالة مختصرة في ترجمته كتبها بخطه سنة 1272 على ظهر تفسير الأنوار.
مشايخه و تلاميذه
يروي إجازة عن المجلسي صاحب البحار و عن صاحب الوسائل و عن الشيخ محمد حسين الحسن بن إبراهيم بن عبد العالي الميسي و عن الشيخ صفي الدين بن فخر الدين الطريحي. و عن الحاج محمود بن علي المبيدي (الميمندي) المشهدي و عن الشيخ قاسم بن محمد الكاظمي و عن الشيخ عبد الواحد بن محمد بن احمد البوراني.
و يروي عنه الشيخ أبو صالح محمد مهدي العاملي الفتوني.
أعيان الشيعة، ج7، ص: 343
مؤلفاته
(الفوائد) الغروية و الدرر النجفية مرتب على مقصدين أحدهما في أصول الدين في مجلد و الآخر في أصول الفقه في مجلد و هو كتاب حسن فيه ما يستفاد من الأحاديث من القواعد الفقهية و المسائل الاصولية أي أصول الفقه و فيه تحقيقات رائقة و فوائد فائقة تدل على مهارته في العلوم العقلية و النقلية فرغ منه سنة 1112 (2) رسالته الرضاعية مسهبة غراء فرغ منها في النجف في 25 المحرم سنة 1111 و قيل سنة 1109 و قال انه الفها بعد استخارات عديدة فوق رأس الأمير (ع) (3) شرح على كفاية المحقق السبزواري من أول المكاسب (4) شرح مفاتيح المولى محسن الكاشي سماه شريعة الشيعة و دلائل الشريعة فرغ منه سنة 1129 (5) ضياء العالمين في بيان امامة الائمة المصطفين رأيت منه نسخة مخطوطة في النجف الأشرف في مكتبة الحسينية الشوشترية في ثلاثة مجلدات كبار سنة 1352 و كتب المؤلف في بعض فصوله ما يقرب من ثلاثين صفحة في ايمان أبي طالب (6) كتاب النسب (7) شرح الصحيفة (8) تفسير القرآن سماه مرآة الأنوار و مشكاة الأسرار مقتصرا على ما ورد في متون الاخبار لم يخرج منه الا شيء يسير من أوائل البقرة بعد مجلده الأول الكبير الذي هو في مقدمات التفسير و العلوم المتعلقة بالقرآن لم يعمل مثله طبع المجلد الأول منه بايران و نسبته إلى الشيخ الكازروني على ما كتب عليه غلط و افتراء (9) حقيقة مذهب الامامية (10) تنزيه القميين في الرد على السيد المرتضى علم الهدى في قوله في بعض جوابات المسائل أن القميين عدى الصدوق كانوا مجبرة مشبهة.
كلام له على كتاب الحاوي
قال الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ص 57 هل لغير المجتهدين من الناقلين عن المجتهدين الماضين القضاء بين الناس مع فقد المجتهد قال بعض المتأخرين بالجواز للضرورة و اختاره الشيخ حسين بن مفلح الصميري [الصيمري] في رسالة عملها في المسألة و نقل فيها عن الشيخ حسين بن منصور صاحب الحاوي أنه قال فيه لو لم يوجد جامع الشرائط جاز نصب فاقد بعضها مع عدالته للحاجة اليه بل يجب من جهة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيقتصر على الحكم بما يتحققه اما غيره من المسائل الاجتهادية فيعتمد فيها الصلح فان تعذر ترك و لا يعمل بما في كتب الفقهاء و لو المشهورين بالتحقيق قال شيخنا أبو الحسن في كتاب الفرائد النجفية بعد نقل ذلك عنه قلت هذا الكتاب عندي بنسخة صحيحه في الغاية و قد وجدت فيه العبارة المنقولة و قد ينسب هذا الكتاب للعلامة ركن الدين محمد بن علي الجرجاني و وجدت بعض المعاصرين ينسبه للعلامة الحلي و هو غلط لا أدري ما حمله عليه كما قبله لان شيخنا الشهيد في شرح الإرشاد نقل عن حاوي الجرجاني تعريف الطهارة بما له صلاحية رفع الحدث و استجابة الصلاة مع بقائه و الذي في الحاوي الموجود بأيدينا تعريفها بفعل ماء أو تراب مفتقر إلى النية اه.
تفسیر مرآة الانوار و مشکاة الاسرار
المقالة الثانیة در البرهان فی تفسیر القرآن، ج 1، ص 117
في بيان سائر التأويلات العامة التي تجري في غير موضعها وتعم أكثر من موضع واحد مع نصوصها وأدلتها بنحو ما مر في عنوان المقدمة الثالثة
وربما نذكر شيئاً مما يختص بموضع واحد على سبيل الاستطراد أو اقتضاء مصلحة وقد رتبنا ما في هذه المقالة على ترتيب حروف الهجاء ونهج كتب اللغة بملاحظة الحرف الأول ثم الآخر ثم الثاني وكان الملحوظ الحروف الأصلية وكثيراً ما نورد خصوص المشتق المذكور في القرآن مع أصله وبدونه أيضاً لمزيد التوضيح وكذا نشير في البيان إلى كثير مما يتضح به طريق التأويل وينسد منه أبواب الاحتياج إلى ارتكاب التكرير والتطويل فنقول وبالله التوفيق :
باب الألف
الأب - هو في سورة عبس وفسر بالمرعى وأنواع الحشيش للبهائم، فربما أمكن تأويله بما سيأتي من تأويل المرعى فتأمل .
الإربة - هي بمعنى الحاجة كما أن المآرب جمع المأربة بمعنى الحاجة، وقيل الإربة العقل وجودة الفهم وقد ورد في سورة النور قوله تعالى: ﴿غير أولي الإربة من الرجال وسيأتي في العاقل ما ربما يستفاد منه تأويل لهذا أيضاً .
الأواب - مفرداً وجمعاً فإنه وارد في مواضع، روى الصدوق في كتاب ألفه في فضائل الشيعة عن الصادق عن آبائه قال : قال رسول الله الله في حديث له : «يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ الخبر. ويظهر منه إمكان تأويل الأواب بمن ذكر ويناسبه ما ورد في اللغة من تفسير الأوب بالاستقامة بل يناسبه سائر معاني الأواب أيضاً كالتواب والراجع إلى الله والمطيع والمسبح وغيرها .
المآب - هو بمعنى المرجع والمأوى - ما يستفاد منه أن النبي والأئمة مآب لمحبيهم من الأولين والآخرين وأن الجنة مآب لمحبيهم لأجل حبهم وولايتهم وأن النار مآب لأعدائهم لترك ذلك، وظاهر أيضاً أن كون معنى المآب إلى الله هذا الذي ذكرناه لك ويمكن التأويل بذلك على حسب المناسبة فتأمل ولا تغفل عن تأييد تأويل هذا وما قبله للآخر.
أيوب - النبي من ولد عيص بن إسحاق بن إبراهيم وكانت أمه بنت لوط وزوجته رحيمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. وقدم في الفصل الرابع من المقالة الثانية من المقدمة الأولى حديث سلمان رضي الله عنه من كتاب كنز الفوائد أن سبب...