سال بعدالفهرستسال قبل

علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي الكركي المحقق الثاني(868 - 940 هـ = 1464 - 1534 م)

علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي الكركي المحقق الثاني(868 - 940 هـ = 1464 - 1534 م)
عبد العالي بن علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي(926 - 993 هـ = 1520 - 1585 م)
السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي النجفي-الفوائد الغروية(000 - ح940 هـ = 000 - 1534 م)





موسوعة طبقات ‏الفقهاء، ج‏10، ص: 163
3187 المحقّق الكركي «1»

(868- 940 ه) علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي، زعيم الإمامية و مفتيها و مروّج مذهبها في عصره، نور الدين أبو الحسن الكركي العاملي، المعروف بالمحقّق الكركي و بالمحقق الثاني، و يقال له علي بن عبد العالي اختصارا.
ولد في كرك نوح سنة ثمان و ستين و ثمانمائة.
و اختصّ بفقيه عصره زين الدين علي «2» بن هلال الجزائري، و لازمه أتمّ ملازمة، و قرأ عليه في الفقه و الأصول و المنطق، و حمل عنه كثيرا، و تخرّج به.
و قد أخذ أيضا عن: شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن داود ابن المؤذن الجزّيني، و شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن خاتون العاملي، و محمد ابن أحمد بن محمد الصهيوني العاملي.
و قالوا: إنّه روى عن جعفر بن الحسام، و أحمد بن الحاج علي العيناثيّين العامليّين.
أقول: لا تصحّ روايته عن الأوّل، و في روايته عن الثاني محلّ نظر، و ذلك‏


موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏10، ص: 164
لتأخّر طبقته عن طبقتهما، فابن المؤذن الجزّيني (و هو استاذ المترجم) يروي عن ابن الحاج علي، و هذا يروي عن ابن الحسام، فكيف يروي المترجم عنهما؟
و سافر المحقق إلى مصر، و أخذ بها فقه و حديث مذاهب أهل السنّة، و حضر على كبار علمائهم و حصل منهم على إجازات، و من هؤلاء: أبو يحيى زكريا «1» بن محمد بن أحمد الأنصاري، و عبد الرحمن بن الأبانة الأنصاري و قد قرأ عليه في سنة (905 ه).
و سمع على علاء الدين علي بن يوسف بن أحمد البصروي (المتوفّى 905 ه) بدمشق معظم مسند الشافعي، و صحيح مسلم إلّا مواضع.
و قصد العراق في نحو سنة (909 ه)، و أقام بالنجف الأشرف يفيد و يستفيد.
و ارتحل إلى إيران، و اتصل بالسلطان إسماعيل الصفوي، و دخل معه هراة في سنة (916 ه) فأكرمه السلطان و عرف قدره، و عيّن له وظائف كثيرة بالعراق، فأقام بالنجف، و درّس بها و صنّف.
ثم توجه إلى أصفهان و قزوين في عهد السلطان طهماسب بن إسماعيل الصفوي (الذي ولي سنة 930 ه)، فعظّمه السلطان غاية التعظيم، و عيّنه حاكما في الأمور الشرعية لجميع بلاد إيران، فشمّر المحقق عن ساعد الجدّ، و أحسن التدبير في القيام بوظائف المرجعية الدينية، فأسّس المدارس، و أفاض العلم، و أفتى كثيرا، و نشر الفكر الإمامي، و أحيا شعائر الإسلام، و عيّن وكلاء له لإقامتها في المدن و القرى، و وضع الأسس الشرعية الدستورية للدولة الصفوية، و أصبح صاحب الكلمة المسموعة في إيران.
قال الشهيد الثاني في حقّ المترجم: الشيخ الإمام المحقّق المنقّح، نادرة الزمان.


موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏10، ص: 165
و قال السيد مصطفى التفريشي: شيخ الطائفة، و علامة وقته، و صاحب التحقيق و التدقيق، كثير العلم نقيّ الكلام، جيّد التصانيف، من أجلّاء هذه الطائفة.
و قد دأب المحقق على التدريس في حلّه و ترحاله، فأخذ عنه، و تفقّه به و روى عنه سماعا و إجازة طائفة من العلماء، منهم: كمال الدين درويش محمد بن حسن العاملي النّطنزي، و أحمد بن محمد بن أبي جامع، و علي بن عبد العالي الميسي و ولده إبراهيم الميسي، و زين الدين الفقعاني، و نور الدين علي بن عبد الصمد العاملي، و الأمير نعمة الله الحلّي، و الحسن بن غياث الدين عبد الحميد الأسترآبادي، و برهان الدين إبراهيم بن علي الخانيساري الأصفهاني، و شمس الدين محمد المهدي بن السيد كمال الدين محسن الرضوي المشهدي «1»، و القاضي صفي الدين عيسى، و بابا شيخ علي بن حبيب الله بن سلطان محمد الجوزداني، و الحسين بن محمد الحر بن محمد بن مكي العاملي.
و له مؤلفات كثيرة، جلّها رسائل «2» و حواشي، منها: جامع المقاصد في شرح القواعد (مطبوع في 13 جزءا) و قد اشتهر هذا الشرح اشتهارا كثيرا و اعتمد عليه‏


موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏10، ص: 166
الفقهاء في أبحاثهم و مؤلفاتهم، رسالة في المنع عن تقليد الميت، رسالة في العصير العنبي، رسالة أحكام السلام و التحية، رسالة في العدالة، رسالة في صلاة و صوم المسافر، رسالة في السهو و الشك في الصلاة، رسالة في الحجّ، رسالة الأرض المندرسة، الرسالة الجعفرية في فقه الصلاة، رسالة في صيغ العقود و الإيقاعات، رسالة في أقسام الأرضين، حاشية على «شرائع الإسلام» للمحقق الحلّي، حواشي على «إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان» للعلّامة الحلّي، حاشية على «ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة» للشهيد الأوّل، حاشية على «الدروس الشرعية في فقه الإمامية» للشهيد الأوّل، و نفحات اللاهوت، و غير ذلك.
و له فتاوى و أجوبة مسائل كثيرة:
توفّي بالنجف الأشرف في شهر ذي الحجة سنة أربعين و تسعمائة.