سال بعدالفهرستسال قبل

841 /817/ 1438





أحمد بن محمد بن فهد الاسدي الحلّي(757 - 841 هـ = 000 - 1437 م)






موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏9، ص: 63
2888 ابن فهد الحلّي «1»

(757- 841 ه) أحمد بن محمد بن فهد الاسدي «2» جمال الدين أبو العباس الحلّي، مؤلف «المهذّب البارع».
كان من أكابر مجتهدي الامامية، متكلّماً، مناظراً، عالماً بالخلاف، و كان من العلماء الربّانيين الذين زهدوا في العاجلة و لم يغترّوا بزينتها، و آثروا الآجلة و اطمأنوا لدوام نعيمها، فرتعوا في رياض القرب و العرفان، و كأنَّ نُصبُ أعينهم تلك الجنان.
ولد ابن فهد في مدينة الحلّة سنة سبع و خمسين و سبعمائة.
و جدّ في طلب العلم، و سعى سعياً حثيثاً في تحصيله، فأخذ الفقه و الحديث‏

موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏9، ص: 64
و سائر العلوم الشرعية عن جمع من العلماء، و قرأ عليهم، و روى عنهم سماعاً و إجازة.
و من هؤلاء: زين الدين علي بن الحسن بن الخازن الحائري، و نظام الدين علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي، و ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي، و بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي، و المقداد بن عبد الله السيوري الحلّي، و جلال الدين عبد الله بن شرف شاه، و ضياء الدين علي بن الشهيد الاول محمد بن مكي العاملي، و قرأ عليه في (جِزّين) كتاب «الاربعون حديثاً» لوالده الشهيد، و جمال الدين محمد بن عبد المطلب ابن الاعرج الحسيني «1» و تميّز في الفقه، و مهر في علم الكلام و غيره، و درّس بالمدرسة الزينية بالحلّة، و التفّ حوله الطلبة.
و صنّف، و أفتى، و أفاد، و ناظر، حتى اشتهر اسمه، و صار فقيه الامامية في زمانه.
قال ابن الخازن في حق تلميذه المترجم: الفقيه العالم الورع المخلص الكامل جامع الفضائل.
و قال عبد الله أفندي التبريزي: العالم الفاضل العلّامة الفهّامة الثقة الجليل الزاهد العابد الورع العظيم القدر.
وقد تفقّه بابن فهد و روى عنه طائفة، منهم: زين الدين علي بن هلال الجزائري، و أبو القاسم علي بن علي بن محمد بن طي العاملي، و عبد السميع بن فياض الاسدي، و الحسن ابن العشرة الكسرواني الكركي، و مفلح بن الحسن الصيمري،

موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏9، ص: 65
و الحسين بن راشد القطيفي، و علي بن فضل بن هيكل الحلي، و محمد ابن محمد بن الحسن الحولاني العاملي، و السيد محمد نور بخش، و فخر الدين أحمد بن محمد السبعي الذي جمع فتاوى شيخه، و جمال الدين الحسن بن الحسين بن مطر الجزائري، و رضي الدين عبد الملك بن إسحاق القميّ.
و كان قد ناظر جماعة من علماء أهل السنة بحضور والي العراق اسبند التركماني، فتغلّب عليهم فصار ذلك سبباً لتشيّع الوالي المذكور، و جعل السكّة و الخطبة باسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الأَئمّة الاحد عشر عليهم السَّلام.
و للمترجم تصانيف كثيرة، أغلبها في الفقه، أودع فيها أقواله و آراءه التي أصبحت مرجعاً علمياً و مستنداً للفقهاء.
فمن كتبه: المهذب البارع في شرح «المختصر النافع» للمحقّق الحلّي (مطبوع في خمسة أجزاء)، المقتصر «1» من شرح المختصر (مطبوع) أي المختصر النافع المذكور، التحصين في صفات العارفين من العزلة و الخمول (مطبوع)، التحرير، عدة الداعي و نجاح الساعي (مطبوع) في آداب الدعاء، الادعية و الختوم، شرح «الالفية» في فقه الصلاة للشهيد الاوّل، التواريخ الشرعية عن الأَئمّة المهدية.
وله رسائل كثيرة طبع منها عشر رسائل في كتاب سُمِّي «الرسائل العشر « «2» و يضمّ: الموجز الحاوي لتحرير الفتاوى، المحرر في الفتوى، اللمعة الجلية في معرفة النية، مصباح المبتدي و هداية المقتدي، غاية الايجاز لخائف الاعواز،

موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏9، ص: 66
كفاية المحتاج إلى مناسك الحاج، رسالة وجيزة في واجبات الحجّ، جوابات المسائل الشامية الاولى، جوابات المسائل البحرانية، و نبذة الباغي فيما لا بدّ من آداب الداعي و هي تلخيص لعدّة الداعي.
توفّي المترجم سنة إحدى و أربعين و ثمانمائة، و دفن في كربلاء بالقرب من مخيّم الامام الحسين الشهيد عليه السَّلام، و قبره مزور متبرك به.


















سال بعدالفهرستسال قبل