سال بعدالفهرستسال قبل

808 /785/ 1406


عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون(732 - 808 هـ = 1332 - 1406 م)


الأعلام للزركلي (3/ 330)
ابن خَلْدُون
(732 - 808 هـ = 1332 - 1406 م)
عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، وليّ الدين الحضرميّ الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر: الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة. أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس. رحل إلى فاس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالا، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس. ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق. وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزيّ بزيّ القضاة محتفظا بزيّ بلاده. وعزل، وأعيد. وتوفي فجأة في القاهرة.
كان فصيحا، جميل الصورة، عاقلا، صادق اللهجة، عزوفا عن الضيم، طامحا للمراتب العالية.
ولما رحل إلى الأندلس اهتزّ له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه.
اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدإ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر - ط) في سبعة مجلدات، أوّلها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها. وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه. ثم أفرد هذا الفصل، فتبسّط فيه، وجعله ذيلا للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غربا وشرقا - ط) ومن كتبه (شرح البردة) وكتاب في (الحساب) ورسالة في (المنطق) و (شفاء السائل لتهذيب المسائل - ط) وله شعر. وتناول كتّاب من العرب وغيرهم، سيرته وآراءه، في مؤلفات خاصة، منها (حياة ابن خلدون - ط) لمحمد الخضر بن الحسين، و (فلسفة ابن خلدون - ط) لطه حسين، و (دراسات عن مقدمة ابن خلدون - ط) لساطع الحصري، جزآن، و (ابن خلدون، حياته وتراثه الفكري - ط) لمحمد عبد الله عنان، و (ابن خلدون - ط) ليوحنا قمير، ومثله لعمر فروخ (1) .
__________
(1) الضوء اللامع 4: 145 ونيل الابتهاج 17 وتعريف الخلف 2: 213 وجذوة الاقتباس 7 من الكراس 33 والمستشرق ألفرد بل Alfred Bel في دائرة المعارف الإسلامية 1: 152 ونفح الطيب 4: 414 والعبر 7: 379 وآداب زيدان 3: 210 ومحمد ابن تاويت الطنجي، في مقدمة (التعريف بابن خلدون) وانظر.Brock 2: 314 S 2: 342.






موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (11/ 1/ 76)
* ابن خلدون والحافظ ابن حجر:
قصد الشيخ ابن حجر الحط من شأنه في العلم، فقال في "رفع الإصر": وقد ذكره ابن الخطيب في "تاريخ غرناطة"، ولم يصفه بعلم، وإنما ذكر له تصانيف في الأدب، وشيئًا من نظمه. وقد نقل صاحب "نفح الطيب" ترجمة ابن الخطيب لابن خلدون في كتاب "الإحاطة"، وهي تتضمن وصفه بالعلم؛ حيث قال: متقدم في فنون عقلية ونقلية، متعدد المزايا، سديد البحث، كثير الحفظ، صحيح التصور.
وقال ابن حجر: وقد كان شيخنا الحافظ أبو الحسن بن أبي بكر يبالغ في الغض منه، فلما سألته عن سبب ذلك، ذكر لي أنه بلغه أنه ذكر الحسين ابن علي في "تاريخه"، فقال: قتل بسيف جده، قال ابن حجر: ولم توجد هذه الكلمة في التاريخ الموجود الآن، وكأنه ذكرها في النسخة التي رجع عنها.
والعجب من الحافظ أبي الحسن حين يغض من مقام ابن خلدون لبلاغ مزوِّر عنه، ثم من الحافظ ابن حجر حين ينفي ذلك من "تاريخه"، ويرجو أن يكون ذكره في النسخة التي رجع عنها. والحقيقة أن ابن خلدون أورد ذلك في الفصل الذي عقده في ولاية العهد من "المقدمة"، عازياً له إلى القاضي أبي بكر بن العربي المالكي، ومتعقباً له بالرد، ونصه:
"وقد غلط القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في هذا، فقال في كتابه الذي سماه: "بالعواصم والقواصم" ما معناه: أن الحسين قتل بشرع جده، وهو غلط، حمله عليه الغفلة عن اشتراط الإمام العادل، ومَن أعدل من الحسين في زمانه في إمامته وعدالته في قتال أهل الآراء؟! ".
ومن مثل هذا يستدل على أن بعض الطاعنين على ذوي الآراء الإصلاحية، قد يؤتون من عدم اطلاعهم على نفس مقالاتهم، واستيفاء النظر في مؤلفاتهم.
ثم قال ابن حجر مستشهداً على ما يدعي من ضعف مكانة ابن خلدون العلمية:
"حتى إن ابن عرفة لما قدم إلى الحج، قال: كنا نعد خطة القضاء أعظم المناصب، فلما بلغنا أن ابن خلدون ولي القضاء، عدنا بالضد من ذلك".
غير بعيد صدور هذه المقالة من الشيخ ابن عرفة؛ فإن ابن خلدون لم يكن مملوء الحافظة بتفاصيل علم الفقه؛ بحيث يكون أخصائياً في أحكام نوازله الجزئية، وهذا هو المنظور إليه في أهلية القضاء لذلك العهد. أما أن يكون الرجل مكيناً في علم الأصول، قاتلاً قواعد الفقه خبرة، ذا حذق في صناعة تطبيق القواعد على ما يعرض من الوقائع -وهي المرتبة التي لا يقصر عنها ابن خلدون فيما نعتقد-، فلهم أن ينفوا عنه أهلية القضاء، ويطرحوه من حساب من يتقلدها بحق.
ثم أن البون الشاسع الذي كان بين مسلكي الشيخ ابن عرفة وابن خلدون في العلم يقتضي أن يكون بينهما من المنافسة ما لا يمنع أحدهما من القدح في مكانة صاحبه، وقد كان بينهما في تونس مجافاة، وادعى ابن خلدون أن لابن عرفة إصبعاً في السعايات التي بلوه بها لدى صاحب الدولة التونسية.


أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (28/ 251)
وهذه العبارة تلقفها بعض طلاب العلم وهي (ان الحسين قتل بشرع جده) وهذه العبارة لا تليق بهذا الصحابي الجليل سيد شباب أهل الجنة وللسخاوي تشنيع على ابن خلدون ظنا منه أن ابن خلدون هو قائل هذه المقالة والله أعلم









محمد بن موسى الدميري أبو البقاء كمال الدين(742 - 808 هـ = 1341 - 1405 م)






الأعلام للزركلي (7/ 118)
الدَّمِيري
(742 - 808 هـ = 1341 - 1405 م)
محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري، أبو البقاء، كمال الدين: باحث، أديب، من فقهاء الشافعية. من أهل دميرة (بمصر) ولد ونشأ وتوفي بالقاهرة. كان يتكسب بالخياطة ثم أقبل على العلم وأفتى ودرّس، وكانت له في الأزهر حلقة خاصة، وأقام مدة بمكة والمدينة. من كتبه (حياة الحيوان - ط) مجلدان، و (حاوي الحسان من حياة الحيوان - خ) اختصره بنفسه من كتابه (قاله علي الخاقاني، في مجلة المجمع العلمي العراقي 8: 227) و (الديباجة) في شرح كتاب ابن ماجة، في الحديث، خمس مجلدات، و (النجم الوهاج - خ) جزء منه، في شرح منهاج النووي، و (أرجوزة في الفقه) و (مختصر شرح لامية العجم للصفدي - خ) (1) .
__________
(1) الفوائد البهية 203 وخطط مبارك 11: 59 ومفتاح السعادة 1: 186 وفي مجلة المشرق 10: 765 ثم 15: 392 أن الكولونيل جايكار A S G Jayakar أحد أساتذة كلية بمباي بالهند ترجم كتاب (حياة الحيوان) إلى الإنكليزية وطبع القسم الأول منه في لندن سنة 1906 والقسم الثاني سنة 1908 انتهى فيه إلى حرف الفاء. وفي 5 - 334 Princeton مخطوطة من حياة الحيوان كتبت سنة 842 وفيه (541) وصف مخطوطة من (رموز الكنوز) للدميري، وهي أرجوزة، لعلها أرجوزته في الفقه. والضوء اللامع 10: 59 وفيه: (كان اسمه أولا كمالا، بغير إضافة، وكان يكتبه كذلك بخطه في كتبه، ثم تسمى محمدا وصار يكشط الأول) .
وBrock 2: 172 (138) S 2: 170. والكتبخانة 3: 285 وكشف الظنون 696.
وفي مكتبة Marciana في البندقية، رقم (166 = 116 = 44) مخطوطة من (حياة الحيوان) معتنى بها، كتبت سنة 854 هـ رأيتها.





إنباء الغمر بأبناء العمر (2/ 348)
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
محمّد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري ثم المصري أبو البقاء كمال الدين الشافعي ولد في حدود الخمسين وتكسب بالخياطة ثم طلب العلم وسمع المسند تامّاً من العرضي وغير ذلك، ولازم خدمة الشيخ بهاء الدين السبكي وتخرّج به وبغيره، وكان اسمه كمالاً وبذلك كان يكتب بخطه في كتبه ثم تسمّى محمّداً، ومهر في الفقه والأدب والحديث وشارك في الفنون، ودرّس بدرس الحديث بقية بيبرس وفي عدّة أماكن، ووعظ وأفاد وخطب فأجاد، وكان ذا حظٍّ من العبادة تلاوةً وصياماً ومجاورة بالحرمين وقد ذكر عنه كرامات وكان يخفيها وربما أظهرها وأحالها على غيره، وصنّف شرح المنهاج في أربع مجلّدات، لخّصه من كلام السّبكيّ وطرّزه بفوائد كثيرة من قبله، ونظم في الفقه أرجوزة طويلة، وصنّف حياة الحيوان، أجاده وأكثر فوائده مع كثرة استطراده فيه من شيء إلى شيء، وشرع في شرح ابن ماجه فكتب مسودّته وبيّض بعضه، ومات في ثالث جمادى الأولى.







السلوك لمعرفة دول الملوك (6/ 162)
المؤلف: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ)
ومات في هذه السنة ممن له ذكر محمد بن موسى بن عيسى الدميري كمال الدين أبو البقاء الشافعي توفي ليلة الثلاثاء ثالث جمادى الأولى عن نحو ست وستين سنة وكان عالما صالحا. ومات محمد بن حسن شمس الدين السيوطي الشافعي في يوم الأحد عشرين جمادى الآخرة عن سن عالية وكان صاحب فنون عديدة من نحو وفقه. وأصول وغيرذلك. وكان يأخذ الأجر على التعليم وللناس عنه إعراض وفيه وقيعة. شذرات الذهب في أخبار من ذهب (9/ 118)
المؤلف: عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي، أبو الفلاح (المتوفى: 1089هـ)
سنة ثمان وثمانمائة
وفيها كمال الدّين أبو البقاء محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدّميري [2]- بالفتح والكسر، نسبة إلى دميرة قرية بمصر- الشافعي العلّامة.
ولد في أوائل سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وتفقه على الشيخ بهاء الدّين أحمد السّبكي، والشيخ جمال الدّين الإسنوي، والقاضي كمال الدّين النّويري المالكي، وأجازه بالفتوى والتدريس، وأخذ الأدب عن الشيخ برهان الدّين القيراطي، وبرع في الفقه، والحديث، والتفسير، والعربية، وسمع «جامع الترمذي» على المظفّر العطّار المصري، وعلى علي بن أحمد الفرضي الدمشقي «مسند أحمد بن حنبل» بفوت يسير، وسمع بالقاهرة من محمد بن علي الحراوي وغيره، ودرّس في عدة أماكن، وكان ذا حظّ من العبادة تلاوة وصياما ومجاورة بالحرمين، ويذكر عنه كرامات كان يخفيها، وربما أظهرها وأحالها على غيره، وصنّف «شرح المنهاج» في أربع مجلدات، ونظم في الفقه أرجوزة طويلة، وله كتاب «حياة الحيوان» كبرى وصغرى ووسطى، أبان فيها عن طول باعه وكثرة اطلاعه، وشرع في «شرح ابن ماجة» [3] فكتب مسودة وبيّض بعضه، ودرّس بالأزهر وبمكة المشرّفة، وتزوج بها في بعض مجاوراته، ورزق فيها أولادا.
وتوفي بالقاهرة في الثالث جمادى الأولى.







الكتاب: حياة الحيوان الكبرى
المؤلف: محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري، أبو البقاء، كمال الدين الشافعي (المتوفى: 808هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت
الطبعة: الثانية، 1424 هـ
عدد الأجزاء: 2
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



القسم : فقه شافعي
الكتاب: النجم الوهاج في شرح المنهاج
المؤلف: كمال الدين، محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدَّمِيري أبو البقاء الشافعي (المتوفى: 808هـ)
الناشر: دار المنهاج (جدة)
المحقق: لجنة علمية
الطبعة: الأولى، 1425هـ - 2004م
عدد الأجزاء: 10
أعده للشاملة/ فريق رابطة النساخ برعاية (مركز النخب العلمية)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]



القسم : الأدب والبلاغة
الكتاب: شرح لامية العجم (وهو مختصر شرح الصفدي المسمى الغيث المسجم)
المؤلف: كمال الدين، محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدَّمِيري أبو البقاء الشافعي (المتوفى: 808هـ)
تحقيق: الدكتور جميل عبد الله عويضة
طبعة: 1429هـ /2008م.
أعده للشاملة/ محمد مستقيم
[ترقيم الكتاب موافق لنسخة المحقق، وهو مذيل بالحواشي]




الكتاب: الأحاديث المرفوعة والموقوفة في كتاب «حياة الحيوان الكبرى» للدَّمِيري، من بداية حرف (التاء) إلى نهاية حرف (الجيم)، تخريجاً ودراسة
رسالة: مقدمة لنيل درجة الماجستير، قسم السنة وعلومها، كلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض
إعداد: إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن المديهش
إشراف: عبد الله بن ناصر الشقاري، الأستاذ المشارك
العام الجامعي: 1431هـ /1432هـ
(الرسالة: ضمن مشروع يقع في 8 رسائل ماجستير في تخريج أحاديث وآثار كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري (ت 808هجري))
[ترقيم الكتاب موافق لأصل الرسالة الجامعية]








الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (10/ 59)
المؤلف: شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي (المتوفى: 902هـ)
204 - محمد بن موسى بن عيسى بن علي الكمال أبو البقاء الدميري الأصل القاهري الشافعي. / كان اسمه أولا كمالا بغير إضافة وكان يكتبه كذلك بخطه في كتبه ثم تسمى محمدا وصار يكشط الأول وكأنه لتضمنه نوعا من التزكية مع هجر اسمه الحقيقي. ولد في أوائل سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة تقريبا كما بخطه بالقاهرة ونشأ بها فتكسب بالخياطة ثم أقبل على العلم وأخذه عن البهاء أحمد بن التقي السبكي ولازمه كثيرا وانتفع به وكذا أخذ عن الكمال أبي الفضل النويري وتفقه أيضا بالجمال الأسنوي ووصف ابن الملقن في خطبة شرحه بشيخنا وكذا بلغني أخذه عن البلقيني أيضا وليس ببعيد وأخذ الأدب عن البرهان القيراطي والعربية وغيرها عن البهاء بن عقيل وسمع على مظفر الدين العطار والعرضي وأبي الفرج وابن القاري والحراوي وبمكة على الجمال بن عبد المعطي والكمال محمد بن عمر بن حبيب في آخرين كالعفيف المطري بالمدينة ومما سمعه على الأول الترمذي في سنة نيف وخمسين ووصفه الزيلعي في الطبقة بالفاضل كمال الدين كمال وعلى ثانيهما فقط جل مسند أحمد أو جميعه وجزء الأنصاري وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب وغيرها وأذن له بالإفتاء والتدريس، وتصدى للإقراء فانتفع به جماعة وكتب على ابن ماجة شرحا في نحو خمس مجلدات سماه الديباجة مات قبل تحريره وتبييضه وكذا شرح المنهاج وسماه النجم الوهاج لخصه من السبكي والأسنوي وغيرهما وعظم الانتفاع به خصوصا بما طرزه به من التتمات والخاتمات والنكت البديعة وأول ما ابتدأ من المساقاة بناء على قطعة شيخه الأسنوي فانتهى في ربيع الآخر سنة ست وثمانين ثم استأنف ونظم في الفقه أرجوزة طويلة فيها فروع غريبة وفوائد حسنة وله تذكرة مفيدة وحياة الحيوان وهو نفيس أجاده وأكثر فوائده مع كثرة استطراده فيه من شيء إلى شيء وله فيه زيادات لا توجد في جميع النسخ وأتوهم أن فيها ما هو مدخول لغيره إن لم تكن جميعها لما فيها من المناكير وقد جردها بعضهم بل اختصر الأصل التقي الفاسي في سنة اثنتين وعشرين ونبه على أشياء مهمة يحتاج الأصل إليها واختصر شرح الصفدي للأمية العجم فأجاده ورأيت من غرائبه فيه قوله وكان بعضهم يقول أن المقامات وكليلة ودمنة رموز على الكيمياء وكل ذلك من شغفهم وحبهم لها نسأل الله العافية بلا محنة وكان الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد رحمه الله مغرى بها وأنفق فيها مالا وعمرا)
انتهى. وإنما استغربته بالنسبة لما نسبه للتقي، وقد ترجمه التقي الفاسي في مكة فقال أنه كان أحد صوفية سعيد السعداء وشاهد وقفها له نظم جيد وحظ وافر من العبادة والخير حتى كان بأخرة يسرد الصوم حدث بالقاهرة وبمكة وسمع منه الصلاح الأقفهسي في جوف الكعبة والفاسي بالقاهرة وأفتى وعاد ودرس بأماكن بالقاهرة منها جامع الأزهر وكانت له فيه حلقة يشغل فيها الطلبة يوم السبت غالبا ومنها القبة البيبرسية كان يدرس فيها الحديث وكنت أحضر عنده فيها بل كان يذكر الناس بمدرسة ابن البقري داخل باب النصر في يوم الجمعة غالبا ويفيد في مجلسه هذا أشياء حسنة من فنون العلم وبجامع الظاهر في الحسينية بعد عصر الجمعة غالبا ودرس أيضا بمكة وأفتى وجاور فيها مدة سنين مفرقة وتأهل فيها بأم أحمد فاطمة ابنة يحيى بن عياد الصنهاجي المكية وولدت له أم حبيبة وأم سلمة وعبد الرحمن وأول قدماته إليها على ما أخبرت عنه في موسم سنة اثنتين وستين وسبعمائة وجاور بها حتى حج في التي بعدها ثم جاور بها أيضا في سنة ثمان وستين قدمها مع الرجبية فدام حتى حد ثم قدمها في سنة اثنتين وسبعين فأقام بها حتى حج في التي بعدها قلت وحضر موت شيخه البهاء بن السبكي حينئذ ونقل الكمال عنه أنه قال له قبيل موته بقليل هذا جمادى وجرت العادة فيه يعني لنفسه بحدوث أمر ما فإن جاء الخبر بموت أبي البقاء وأنا في قيد الحياة فذاك وإلا فاقرأ الكتاب على قبري. هكذا سمعته من لفظ شيخنا فيما قرأه بخط الدميري وأنه قال له يا سيدي وصل الأمر إلى هذا الحد أو نحو هذا فقال أنه غرمني مائة ألف قال فقلت له درهم فقال بل دينار انتهى. قال الفاسي: ثم قدم مكة في موسم سنة خمس وسبعين فأقام بها حتى حج التي تليها وفيها تأهل بمكة فيما أحسب ثم قدمها في موسم سنة ثمانين وأقام بها حتى حج في التي بعدها ثم قدمها في سنة تسع وتسعين وأقام حتى حج في التي بعدها وانفصل عنها فأقام بالقاهرة، حتى مات في ثالث جمادى الأولى سنة ثمان وصلي عليه ثم دفن بمقابر الصوفية سعيد السعداء وقال المقريزي في عقوده صحبته سنين وحضرت مجلس وعظه مرارا لإعجابي به وأنشدني وأفادني وكنت أحبه ويحبني في الله لسمته وحسن هديه وجميل طريقته ومداومته على العبادة لقيني مرة فقال لي رأيت في المنام أني أقول لشخص لقد بعد عهدي بالبيت العتيق وكثر شوقي إليه فقال قل لا إليه إلا الله الفتاح العليم الرقيب المنان فصار يكثر ذلك فحج في تلك السنة رحمه الله وإيانا ونفعنا به. وقد ذكره شيخنا في أنبائه فقال: مهر في)
الفقه والأدب والحديث وشارك في الفنون ودرس للمحدثين بقبة بيبرس وفي عدة أماكن ووعظ فأفاد وخطب فأجاد وكان ذا حظ من العبادة تلاوة وصياما ومجاورة بالحرمين وتذكر عنه كرامات كان يخفيها وربما أظهرها وأحالها على غيره وقال في معجمه كان له حظ من العبادة تلاوة وصياما وقياما ومجاورة بمكة بالمدينة واشتهر عنه كرامات وأخبار بأمور مغيبات يسندها إلى المنامات تارة وإلى بعض الشيوخ أخرى وغالب الناس يعتقد أنه يقصد بذلك الستر سمعت من فوائده ومن نظمه واجتمعت به مرارا وكنت أحب سمته ويقال أنه كان في صباه أكولا نهما ثم صار بحيث يطيق سرد الصيام، زاد غيره وله أذكار يواظب عليها وعنده خشوع وخشية وبكاء عند ذكر الله سبحانه وق تزوج بابنتيه الجمال محمد والجلال عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر المرشدي المكي الحنفي واستولداهما الأول أبا الفضائل محمدا وعبد الرحمن والثاني عبد الغني وغيره.
وروى لنا عنه جماعة ممن أخذ عنه دراية ورواية وعرضا ومما ينسب إليه:
(بمكارم الأخلاق كن متخلقا ... ليفوح ند شذائك العطر الندي)

(وصدق صديقك إن صدقت صداقة ... وادفع عدوك بالتي فإذا الذي)








البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (2/ 272)
المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)
محمد بن موسى بن عيسى بن علي الكمال أبو البقاء الدميري الأصل القاهري الشافعي ولد في أوائل سنة 742 اثنتين وأربعين وسبعمائة تقريبا كما كتب ذلك بخطه ونشأ بالقاهرة فتكسب بالخياطة ثم أقبل على العلم فقرأ على التقي السبكي وأبي الفضل النويري والجمال الأسنوى وابن الملقن والبلقينى وأخذ الأدب عن القيراطي والعربية وغيرها عن البهاء بن عقيل وسمع من جماعة وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب وغير ذلك وتصدى للإقراء والإفتاء وصنف مصنفات جيدة منها شرح سنن ابن ماجه في نحو خمس مجلدات سماه الديباجة مات قبل تبييضه وشرح المنهاج في أربع مجلدات سماه النجم الوهاج لخصه من شرح السبكي والأسنوي وغيرهما وزاد على ذلك زوائد نفيسة ونظم في الفقه أرجوزة مفيدة وله تذكرة حسنة ومن مصنفاته حياة الحيوان الكتاب المشهور الكثير الفوائد مع كثرة مافيه من المناكير واختصر شرح الصفدي للأمية العجم وأفتى بمكة ودرس بها في أيام مجاورته قال ابن حجر اشتهر عنه كرامات وأخبار بأمور مغيبات يسندها إلى المنامات تارة وإلى بعض الشيوخ أخرى وغالب الناس يعتقد أنه يقصد بذلك الستر ومات في ثالث جمادى الأولى سنة 808 ثمان وثمان مائة ومن نظمه
(بمكارم الأخلاق كن متخلقا ... ليفوح ند ثنائك العطر الشذي)
(وأصدق صديقك إن صدقت صداقة ... وادفع عدوك بالتي فإذا الذي)









سال بعدالفهرستسال قبل