سال بعدالفهرستسال قبل

عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي(508 - 581 هـ = 1114 - 1185 م)

عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي(508 - 581 هـ = 1114 - 1185 م)





الأعلام للزركلي (3/ 313)
السُّهَيْلِي
(508 - 581 هـ = 1114 - 1185 م)
عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعميّ السهيليّ: حافظ، عالم باللغة والسير، ضرير.
ولد في مالقة، وعمي وعمره 17 سنة. ونبغ، فاتصل خبره بصاحب مراكش فطلبه إليها وأكرمه، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها. نسبته
إلى سهيل (من قرى مالقة) وهو صاحب الأبيات التي مطلعها: (يامن يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعدّ لكل ما يتوقع) من كتبه (الروض الأنف - ط) في شرح السيرة النبويّة لابن هشام، و (تفسير سورة يوسف - خ) في خزانة الرباط (د 1427) و (التعريف والإعلام في ما أبهم في القرآن من الأسماء والإعلام - خ) و (الإيضاح والتبيين لما أبهم من تفسير الكتاب المبين) .
و (نتائج الفكر) (1) .
__________
(1) وفيات الأعيان 1: 280 ونكت الهميان 187 وزاد المسافر 96 والمغرب في حلى المغرب 1: 488 وتذكرة الحفاظ 4: 137 والاستقصا 1: 187 وفيه: (كان من أهل سهيل، يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف إلى أن طلبه السلطان بمراكش، فأقام بها نحو ثلاث سنين وتوفي بها) والتكملة 570 وإنباه الرواة 2: 162 وبغية الملتمس 354 وفيه: وفاته سنة 583 هـ




عدة الداعي و نجاح الساعي 35 و أما النقل ..... ص : 18
(مناجاة لدفع الفقر و الشدائد-)
يا من يرى ما في الضمير و يسمع أنت المعد لكل ما يتوقع‏
يا من يرجى للشدائد كلها يا من إليه المشتكى و المفزع‏
يا من خزائن ملكه في قول كن* امنن فإن الخير عندك أجمع‏
ما لي سوى فقري إليك وسيلة بالافتقار إليك فقري أدفع‏
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة و لئن رددت فأي باب أقرع‏
و من الذي أدعو و أهتف باسمه إن كان فضلك عن فقير يمنع‏
حاشا لمجدك إن تقنط عاصيا و الفضل أجزل و المواهب أوسع‏
- (مناجاة أخرى-)
أجلك عن تعذيب مثلي على ذنبي و لا ناصر لي غير نصرك يا رب‏
أنا عبدك المحقور في عظم شأنكم من الماء قد أنشأت أصلي و ترب‏
و نقلتني من ظهر آدم نطفة أحدر في قعر جريح من الصلب‏
و أخرجتني من ضيق قعر بمنكم و إحسانكم أهوى من الواسع الرحب‏





غاية الأماني في الرد على النبهاني (2/ 389)
ومن ذلك الأبيات المشهورة، وقد قالوا إنها استغاثة مباركة ما دعا بها أحد في حاجة إلا قضيت ولا توسل بها مريض إلا شفي بإذن الله تعالى- وهي:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها ... يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن ملكه في قول كن ... امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة ... فبالافتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة ... ولئن طردت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن تقنط عاصياً ... الفضل أجزل والمواهب أوسع
بالذل قد وافيت بابك عالماً ... إن التذلل عند بابك ينفع
وجعلت معتمدي عليك توكلاً ... وبسطت كفي سائلا أتضرع
فاجعل لنا من كل ضيق مخرجاً ... والطف بنا يا من إليه المرجع
ثم الصلاة على النبي وآله ... خير الخلائق شافع ومشفع





تعظيم الله جل جلاله «تأملات وقصائد» (ص: 156)
6 - يا من يرى ما في الضمير ويسمع
السهلي
يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها ... يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن ملكه في قول كن ... أمنن فإن الخير عندك أجمع
ما لي سوى فقري إليك وسيلة ... فبالافتقار إليك فقري أدفع
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة ... فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كان فضلك عن فقير يمنع؟!
حاشا لمجدك أن تقنط عاصيا ... فالفضل أجزل والمواهب أوسع (1)

* * *
_________
(1) البداية والنهاية (12/ 390).




الروض الأنف ت السلامي (1/ 21)
ومما حكي عن السهيلي أنه قال: أخبرنا أبو بكر بن العربي في مشيخته عن أبي المعالي، أنه سأله في مجلسه رجل من العوام فقال: أيها الفقيه الإمام: أريد أن تذكر لي دليلا شرعيا على أن الله تعالى لا يوصف بالجهة، ولا يحدد بها. فقال: نعم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوني على يونس بن متى" فقال الرجال: إني لا أعرف وجه الدليل من هذا الدليل، وقال كل من حضر المجلس مثل قول الرجل فقال أبو المعالي: أضافني الليلة ضيف له علي ألف دينار، وقد شغلت بالي، فلو قضيت عني قلتها، فقام رجلان من التجارة فقالا: هي في ذمتنا، فقال أبو المعالي: لو كان رجلا واحدا يضمنها كان أحب إلين فقال أحد الرجلين أو غيرهما: هي في ذمتين فقال أبو المعالي: نعم إن الله تعالى أسرى بعبده إلى فوق سبع سموات، حتى سمع صرير الأقلام، والتقم يونس الحوت، فهوي به إلى جهة التحت من الظلمات ما شاء الله، فلم يكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في علو مكانه بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بعد مكانه، فالله تعالى لا يتقرب إليه بالأجرام والأجسام، وإنما يتقرب إليه بصالح الأعمال.
وكان الإمام السهيلي فوق هذا شاعرا، فله أبيات مشهورة في الفرج:
قال ابن دحية السهيلي: أنشدنيها وقال: ما يسأل الله بها في حاجة إلا قضاه إياها وهي:
يا من يرا ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع
يامن يرجى للشدائد كلها ... يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن ملكه في قول: كن ... أمنن فإن الخير عند أجمع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة ... فلئن رددت فأي باب أقرع
مالي سوى فقري إليك وسيلة ... وبالافتقار إليه فقري أدفع
من ذا الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصيا ... والفضل أجزل والمواهب أوسع
ثم الصلاة على النبي وآله ... خير الأنام ومن به يستشفع 1
__________
1 في مصادر أخرى مغايرة طفيفة لما هنا مثل: يا من خزائن رزقه، فبالافتقار إليه ربي أضرع، إن كان فضلك عن فقير يمنع.