سال بعدالفهرستسال قبل

456 /443/ 1064




علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري(384 - 456 هـ = 994 - 1064 م)



الأعلام للزركلي (4/ 254)
ابن حَزْم
(384 - 456 هـ = 994 - 1064 م)
علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد: عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام. كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم " الحزْمية ". ولد بقرطبة.
وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف، فكان من صدور الباحثين فقيها حافظا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيدا عن المصانعة.
وانتقد كثيرا من العلماء والفقهاء، فتمالأوا على بغضه، وأجمعوا على تضليله وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته، فرحل الى بادية ليلة (من بلاد الأندلس) فتوفي فيها. رووا عن ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخطه أبيه من تآليفه نحو 400 مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة. وكان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان.
أشهر مصنفاته " الفصل في الملل والأهواء والنحل - ط " وله " المحلى - ط " في 11 جزءا، فقه، و " جمهرة الأنساب - ط " و " الناسخ والمنسوخ - ط " و " حجة الوداع - ط " غير كامل، و " ديوان شعر - خ " جزء منه - ذكر في حجة الوداع 146 الهامش - و " جوامع السيرة - ط " ومعه خمس رسائل له، و " التقريب لحدّ المنطق والمدخل إليه - ط " و " مراتب العلوم - خ " رسالة في الرباط (209 ق) و " الإعراب - خ " 214 ورقة كتب سنة 761 في شستربتي (3482) و " ملخص إبطال القياس - ط " حققه الأفغاني ورجح نسبته إلى ابن حزم، و " فضائل الأندلس - ط " و " أمهات الخلفاء - ط " و " رسائل ابن حزم - ط " و " الأحكام لأصول الأحكام - ط " ثماني مجلدات، و " إبطال القياس والرأي - خ " و " الفاضلة بين الصحابة - ط " رسالة مما اشتمل عليه كتاب " الفصل " المتقدم ذكره، نشرها سعيد الأفغاني، و " مداواة النفوس - ط " رسالة في الأخلاق، و " طوق الحمامة - ط " أدب، وغير ذلك وللدكتور عبد الكريم خليفة " ابن حزم الأندلسي - ط " (1) .
__________
. (1) نفح الطيب 1: 364 وسير النبلاء - خ. المجلد الخامس عشر. وآداب اللغة 3: 96 وأخبار الحكماء 156 وإرشاد الأريب 5: 86 - 97 ولسان الميزان 4: 198 وابن بسام في الذخيرة: المجلد الأول من القسم الأول 140 وفيه كلام لابن حيان، يحط به من ابن حزم، وينال من علمه ومكانته. وبغية الملتمس 403 وفيه: " أصله من الفرس، وأول من أسلم من أسلافه جدّ له يدعى يزيد كان مولى ليزيد بن أبو سفيان " وابن خلكان 1: 340 وللمستشرق أرندنك van Arendonk C. في دائرة المعارف الإسلامية 1: 136 - 144 بحث مفيد في ترجمته.
اللباب 1: 297 والتبيان - خ. وفيه: " مات ابن حزم مبعدا عن سكنه مشردا عن وطنه من قبل الدولة ". وجذوة المقتبس 290 ومجلة المقتبس 1: 2 و 96 ويستفاد من الإعلام بتاريخ الإسلام - خ. لابن قاضي شهبة، حوادث سنة 456 أن كتب ابن حزم لم يخرج أكثرها من بيته - في أيامه - لزهد الفقهاء فيها، وأن بعضها أحرق ومزق علانيه بإشبيلية. وفي " المغرب في حلى المغرب " 354 ما محصله: " ابن حزم، من أهل قرية الزاوية، من قرى أونبة بالاندلس، كان جده حزم من موالي بني أميه، فارسي الاصل، اشتغل بالفلسفة، وقيل: إنه زل وضل فأقصاه الملوك، وكان متشيعا لبني أمية منحرفا عمن سواهم من قريش " و " المخطوطات المصورة، القسم 2 من الجزء 2 ص 170.






منهاج السنة النبوية (6/ 30)
وأكثرها موجودة في الكتب التي يذكر فيها أقوال الصحابة، إما بإسناد، وإما بغير إسناد، مثل مصنف عبد الرزاق، وسنن سعيد بن منصور، ومصنف وكيع، ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة، وسنن الأثرم، ومسائل حرب، وعبد الله بن أحمد، وصالح، وأمثالهم مثل كتاب ابن المنذر، وابن جرير الطبري، والطحاوي، ومحمد بن نصر (2) ، وابن حزم، وغير هؤلاء.


منهاج السنة النبوية (1/ 493)
[أدلة ابن حزم على أن الرسول نص على خلافة أبي بكر نصا جليا]
وقال أبو محمد بن حزم في كتابه في (2) " الملل والنحل " (3) اختلف الناس في الإمامة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت (4) طائفة: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم 



منهاج السنة النبوية (1/ 502)
قال [أبو محمد] بن حزم (2) " اختلف القائلون بأن الإمامة (3) لا تكون (4) إلا في صليبة قريش (5) ، فقالت طائفة: هي جائزة في


منهاج السنة النبوية (2/ 217)
وكل من الطائفتين نفاة الجسم ومثبتيه موجودون في الشيعة وفي أهل السنة المقابلين للشيعة، أعني الذين يقولون بإمامة الخلفاء الثلاثة.
وأول ما ظهر إطلاق لفظ الجسم من متكلمة الشيعة كهشام بن الحكم، كذا نقل ابن حزم وغيره.



منهاج السنة النبوية (2/ 220)
وقال أبو محمد بن حزم وغيره: أول من قال في الإسلام: إن الله جسم [هشام بن الحكم] (6) ، وكان الذين يناقضونه في ذلك المتكلمين (7) من المعتزل كأبي الهذيل العلاف.




منهاج السنة النبوية (2/ 501)
فيقال: الكلام على هذا من وجوه: أحدها: أن يقال: هذا اللفظ بعينه أن: الله جسم له طول وعرض وعمق أول من عرف أنه قاله في الإسلام شيوخ الإمامية كهشام بن الحكم وهشام بن سالم كما تقدم ذكره (4) ، وهذا مما اتفق عليه نقل الناقلين للمقالات (5) في الملل والنحل من جميع الطوائف مثل أبي عيسى الوراق (6)
وزرقان (1) ، وابن النوبختي (2) ، (3) . وأبي الحسن الأشعري وابن حزم (4) والشهرستاني (5) وغير هؤلاء، ونقل ذلك عنهم موجود في كتب المعتزلة والشيعة والكرامية والأشعرية وأهل الحديث وسائر الطوائف. وقالوا: أول من قال إن الله جسم هشام بن الحكم.


منهاج السنة النبوية (2/ 583)
وزعم ابن حزم أن أسماء الله تعالى الحسنى لا تدل على المعاني، فلا يدل عليم على علم، ولا قدير على قدرة، بل هي أعلام محضة (1) . وهذا يشبه قول من يقول بأنها تقال بالاشتراك اللفظي (2) .


منهاج السنة النبوية (3/ 401)
فيقال: الجواب عن هذا من وجوه:
أحدها: أن دعواه على جميع أهل السنة المثبتين لإمامة الخلفاء الثلاثة أنهم يقولون بالقياس دعوى باطلة، فقد عرف فيهم طوائف لا يقولون بالقياس، كالمعتزلة البغداديين (5) ، وكالظاهرية كداود وابن حزم وغيرهما، وطائفة من أهل الحديث والصوفية.
وأيضا ففي الشيعة (6) من يقول بالقياس كالزيدية. فصار النزاع فيه بين الشيعة كما هو بين أهل السنة والجماعة.


منهاج السنة النبوية (3/ 455)
الوجه الرابع: أن يقال: أولا أنتم قوم لا تحتجون بمثل هذه الأحاديث، فإن هذا الحديث إنما يرويه أهل السنة بأسانيد أهل السنة، والحديث نفسه ليس في الصحيحين بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم (1) وغيره، ولكن قد رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه، ورواه أهل المسانيد (2) . كالإمام أحمد وغيره (3) . 
_________
(1) قال ابن حزم في الفصل 3/292 هذان حديثان حديث " القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة "، وحديث افتراق الأمة، لا يصحان أصلا من طريق الإسناد، وما كان هكذا فليس حجة عند من يقول بخبر الواحد، فكيف من لا يقول به؟





منهاج السنة النبوية (4/ 182)
بل كثير من علماء السنة يوجب (1) المتعة، كما يروى عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وهو قول أهل الظاهر كابن حزم وغيره، لما ذكر (2) من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بها أصحابه في حجة الوداع. وإذا كان أهل السنة متفقين على جوازها (3) ، وأكثرهم يستحبها، ومنهم من يوجبها، علم أن ما ذكره من ابتداع تحريمها كذب عليهم.


منهاج السنة النبوية (5/ 202)
وكذلك أمر الذي رآه يصلي خلف الصف وحده أن يعيد. وقال: " «لا صلاة لفذ خلف الصف» " (5) . وقد صححه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وابن حزم وغيرهم من علماء الحديث.



منهاج السنة النبوية (5/ 225)
وهذا قول طائفة من السلف والخلف، وهو قول أبي عبد الرحمن صاحب الشافعي، وهو قول (2) داود بن علي، وابن حزم (3) ، وغيرهم.




منهاج السنة النبوية (5/ 249)
مع أن حديث الثنتين والسبعين فرقة ليس في الصحيحين، وقد ضعفه ابن حزم وغيره لكن حسنه غيره أو صححه، كما صححه الحاكم وغيره، وقد رواه أهل السنن، وروي من طرق (1) .


منهاج السنة النبوية (5/ 442)
ثم قد ينازعون (4) في استدارة الأفلاك، ويدعون شكلا آخر. وقد بينا في جواب المسائل التي سئلت عنها في ذلك أن الأفلاك مستديرة عند علماء المسلمين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، كما ثبت ذلك عنهم بالأسانيد المذكورة في موضعها، بل قد نقل إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من علماء المسلمين (5) ، الذين هم من أخبر الناس بالمنقولات، كأبي الحسين بن المنادي، أحد أكابر الطبقة الثانية من أصحاب الإمام أحمد، وله نحو أربعمائة مصنف (1) ، وأبي محمد بن حزم الأندلسي، وأبي الفرج بن الجوزي.
وقد دل ذلك على الكتاب والسنة، كما قد بسط في " الإحاطة " (2) وغيرها.




منهاج السنة النبوية (6/ 205)
هؤلاء المشهود لهم بالجنة، والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية (1) ، وقد قيل: إنه من أهل بيعة الرضوان، ذكر ذلك ابن حزم.


منهاج السنة النبوية (6/ 333)
وقيل: كان مع معاوية بعض السابقين الأولين، وإن قاتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية (2) ، وكان ممن بايع تحت الشجرة، وهم السابقون الأولون ذكر ذلك ابن حزم وغيره.



منهاج السنة النبوية (7/ 55)
الوجه السادس: أن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - مجاب، وهذا الدعاء ليس بمجاب، فعلم أنه ليس من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه من المعلوم أنه لما تولى كان الصحابة وسائر المسلمين ثلاثة أصناف: صنف قاتلوا معه، وصنف قاتلوه، وصنف قعدوا عن هذا وهذا. وأكثر السابقين الأولين كانوا من القعود. وقد قيل: إن بعض السابقين الأولين قاتلوه. وذكر ابن حزم أن عمار بن ياسر قتله أبو الغادية (2) ، وأن أبا الغادية


منهاج السنة النبوية (7/ 320)
وقال ابن حزم (2) : الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: " «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» " (3) ، وقوله (4) : " «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» " (5) وهذه صفة واجبة لكل مسلم ومؤمن وفاضل (6) ، وعهده صلى الله عليه وسلم (7) أن عليا " «لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق» " (8) ، وقد صح مثل هذا في الأنصار أنهم (9) " «لا يبغضهم من يؤمن بالله، واليوم الآخر» " (10) .
قال (11) : " وأما " «من كنت مولاه فعلي مولاه» فلا يصح من طريق (12)
الثقات أصلا، وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض (1) فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم (2) بالأخبار ونقلها (3) ".
فإن قيل: لم يذكر ابن حزم ما في الصحيحين من قوله: «أنت مني، وأنا منك» " (4) ، وحديث المباهلة (5) ، والكساء (6) .
قيل: مقصود ابن حزم: الذي في الصحيح من الحديث الذي لا يذكر فيه إلا علي، وأما تلك ففيها ذكر غيره فإنه قال (7) لجعفر: «أشبهت خلقي وخلقي» " (8) ، «وقال لزيد: " أنت أخونا ومولانا» " (9) ، وحديث المباهلة، والكساء فيهما (10) ذكر علي، وفاطمة، وحسن، وحسين - رضي الله عنهم - فلا يرد هذا على ابن حزم.




منهاج السنة النبوية (8/ 73)
وذهب أبو حنيفة وابن حزم وغيرهما إلى أنه لا ضمان في ذلك، وجعلوها داخلة في العجماء. وضعف بعضهم حديث ناقة البراء (1) .






سير أعلام النبلاء ط الرسالة (18/ 184)
99 - ابن حزم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد القرطبي *
الإمام (1) الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان (2) بن سفيان بن يزيد الفارسي الأصل، ثم الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي - رضي الله عنه - المعروف بيزيد الخير، نائب أمير المؤمنين أبي حفص عمر على دمشق، الفقيه الحافظ، المتكلم، الأديب، الوزير، الظاهري، صاحب التصانيف، فكان جده يزيد
__________
(*) جذوة المقتبس: 308 - 311، مطمح الانفس، القسم الثاني المنشور في مجلة المورد العراقية، المجلد العاشر، العدد، 3 - 4 / 1981 بتحقيق هدى شوكة بهنام ص: 354 - 357، الذخيرة المجلد الأول، القسم الأول: 167 - 175، تاريخ الحكماء، 232 - 233 الصلة 2 / 415 - 417، بغية الملتمس: 415 - 418، معجم الأدباء 12 / 235، المطرب: 92، المعجب: 32 - 35، المغرب 1 / 354 - 357، وفيات الأعيان، 3 / 325 - 330، تذكرة الحفاظ 3 / 1146 - 1155، العبر 3 / 239، دول الإسلام: 1 / 268، مسالك الابصار: انظر الجزء الثامن، الوافي بالوفيات: المجلد الثاني من الجزء الأول الورقة: 374، مرآة الجنان 3 / 79 - 81، البداية والنهاية 12 / 91 - 92، الاحاطة 4 / 111 - 116، لسان الميزان 4 / 198 - 202، النجوم الزاهرة 5 / 75، طبقات الحفاظ: 436 - 437، طبقات الأمم لصاعد: 86، الاعلام بتاريخ الإسلام: حوادث عام 456، أخبار العلماء: 156، نفح الطيب 2 / 77 - 84، كشف الظنون: 21، 118، 466، شذرات الذهب 3 / 299 - 300، هدية العارفين 1 / 690 - 691، إيضاح المكنون 1 / 319، دائرة المعارف الإسلامية 1 / 136 - 144، ابن حزم فقهه وآراؤه لمحمد أبو زهرة، مقدمة جمهرة أنساب العرب: 5 - 12، ابن حزم الأندلسي: بقلم الدكتور زكريا إبراهيم سلسلة أعلام العرب " 56 "، وانظر الدراسة القيمة التي كتبها الدكتور عبد الحليم عويس: " ابن حزم الأندلسي وجهوده في البحث التاريخي والحضاري " نشر دار الاعتصام بالقاهرة.
وقد أفردت ترجمة ابن حزم بالطبع سنة 1941 م في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق بتحقيق الأستاذ الفاضل سعيد الأفغاني، وقد ذكر أن هذه الترجمة أرسلها إليه الشيخ محمد نصيف منقولة من نسخة لسير أعلام النبلاء بصنعاء في خزانة الامام يحيى حميد الدين صاحب اليمن، وقد قمنا بمقابلة طبعة المجمع هذه على الأصل الذي عندنا وأثبتنا الفروق بينهما.
(1) لفظ " الامام " ليس في طبعة مجلة المجمع.
(2) سقط " ابن معدان " من " معجم الأدباء " 12 / 235.




سير أعلام النبلاء ط الرسالة (18/ 188)
وقد حط أبو بكر بن العربي على أبي محمد في كتاب (القواصم والعواصم (2)) وعلى الظاهرية، فقال: .....
....
قلت: لم ينصف القاضي أبو بكر - رحمه الله - شيخ أبيه في العلم، ولا تكلم فيه بالقسط، وبالغ في الاستخفاف به، وأبو بكر فعلى عظمته في العلم لا يبلغ رتبة أبي محمد، ولا يكاد، فرحمهما الله وغفر لهما.
......
وقال فيها: أنا أتبع الحق، وأجتهد، ولا أتقيد بمذهب (3) .
قلت: نعم، من بلغ رتبة الاجتهاد، وشهد له بذلك عدة (4) من الأئمة، لم يسغ له أن يقلد، كما أن الفقيه المبتدئ والعامي الذي يحفظ القرآن أو كثيرا منه لا يسوغ له الاجتهاد أبدا، فكيف يجتهد، وما الذي يقول؟ وعلام يبني؟ وكيف يطير ولما يريش؟
..........
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام - وكان أحد المجتهدين -:ما رأيت في كتب الإسلام في (2) العلم مثل (المحلى (3)) لابن حزم، وكتاب (المغني) للشيخ موفق الدين (4) .
قلت: لقد صدق الشيخ عز الدين.
وثالثهما: (السنن الكبير) للبيهقي.
ورابعها (5) : (التمهيد) لابن عبد البر.
فمن حصل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين (6) ، وأدمن المطالعة فيها (7) ، فهو العالم حقا.
ولابن حزم مصنفات جليلة: أكبرها كتاب (الإيصال إلى فهم كتاب الخصال) خمسة عشر ألف ورقة (8) ، وكتاب (الخصال (9) الحافظ لجمل
......
......
وأكثر معايبه (3) - زعموا عند المنصف - جهله بسياسة العلم التي هي أعوص (4) ... ، وتخلفه عن ذلك على قوة سبحه في غماره (5) ، وعلى ذلك فلم يكن بالسليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عنه عند لقائه، إلى أن يحرك بالسؤال، فيتفجر منه بحر علم لا تكدره الدلاء، وكان مما يزيد في شنآنه (6) تشيعه لأمراء بني أمية ماضيهم وباقيهم، واعتقاده لصحة إمامتهم، حتى لنسب إلى النصب (7) .
قلت: ومن تواليفه: كتاب (تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل (8)) ، وقد أخذ المنطق - أبعده الله من علم - عن: محمد بن الحسن المذحجي، وأمعن فيه، فزلزله في أشياء، ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمحبته في الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل، والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة، ولكن لا أكفره، ولا أضلله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين.
وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه، ورأيته قد ذكر قول من يقول: أجل المصنفات (الموطأ) .
فقال: بل أولى الكتب بالتعظيم (صحيحا) البخاري ومسلم، و (صحيح ابن السكن) ، و (منتقى ابن الجارود) ، و (المنتقى) لقاسم بن أصبغ، ثم بعدها كتاب أبي داود، وكتاب النسائي، و 
.....
قلت: ما أنصف ابن حزم؛ بل رتبة (الموطأ) أن يذكر تلو (الصحيحين) مع (سنن أبي داود والنسائي) ، لكنه تأدب، وقدم المسندات النبوية الصرف، وإن (للموطأ) لوقعا (1) في النفوس، ومهابة في القلوب لا يوازنها شيء.

__________
(7) انظر " الذخيرة " 1 / 1 / 168 - 169، و" معجم الأدباء " 12 / 247 - 249، و" تذكرة الحفاظ " 3 / 1151 - 1152.
والنصب هو: بغض علي رضي الله عنه، وموالاة معاوية.
(8) هو ضمن كتابه " الفصل " 1 / 116 و2 / 91.




سير أعلام النبلاء ط الرسالة (18/ 211)
قال أبو القاسم بن بشكوال الحافظ في (الصلة (1)) له: قال القاضي صاعد بن أحمد: كتب إلي ابن حزم بخطه يقول:
ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة، قبل طلوع الشمس آخر ليلة الأربعاء، آخر يوم من رمضان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة، بطالع العقرب، وهو اليوم السابع من نونير (2) .
قال صاعد: ونقلت من خط ابنه أبي رافع، أن أباه توفي عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان، سنة ست وخمسين وأربع مائة، فكان عمره إحدى وسبعين سنة وأشهرا (3) - رحمه الله -.




ابن حزم الأندلسي (384 - 456هـ، 995 - 1063م).
علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، الأندلسي، الظاهري، شاعر وكاتب وفيلسوف وفقيه. ولد في مدينة قرطبة وكان يلقب القرطبي إشارة إلى مولده ونشأته.
اختُلف في نسبه، أينحدر من أصول فارسية أم من أصل أسباني أم هو عربي صميم النسب؟!. وعلى كلٍّ، فقد كانت أسرته من تلك الأسر التي صنعت تاريخ الأندلس.
عَمُرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل، فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي، وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود، وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة، ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم الظّاهري.
عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة، وكتب متمثلاً تلك الفترة في كتابه طوق الحمامة في الألفة والأُلاف. ثم ترك قرطبة واستقر بمدينة ألمريّة، وكان مشغولاً بهاجس السياسة وإعادة الخلافة للأمويين. ولقي من جراء ذلك عذابًا كثيرًا؛ فظل يعاني النفي والتشريد بعيدًا عن قرطبة، ويحن للعودة إليها. ولما سقطت الخلافة الأموية نهائيًا بالأندلس وزالت دولة الأمويين، تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف. فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من أشهرها: الفِصَل في المِلَلْ والأهواء والنِّحَل؛ طوق الحمامة؛ جمهرة أنساب العرب؛ نُقَطُ العروس؛ ورسالته في بيان فضل الأندلس وذكر علمائه؛ الإمامة والخلافة؛ الأخلاق والسير في مداواة النفوس والمحلّى بالآثار؛ الإحكام في أصول الأحكام.
يُعد ابن حزم درة في تاريخ الأندلس السياسي والفكري والأدبي، وقد عاش حياة مليئة بالمحن والمصائب، قضاها مناضلاً بفكره وقلمه، أكثر من أربعين عامًا، ولكن فقهاء عصره حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة، إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت علانية بإشبيلية. توفي بقرية منتليشم من بلاد الأندلس.
نقلا عن
الموسوعة العربية العالمية http://www.mawsoah.net

















سال بعدالفهرستسال قبل