سال بعدالفهرستسال قبل

إسماعيل بن عباد بن العباس-الصاحب بن عباد(326 - 385 هـ = 938 - 995 م)

إسماعيل بن عباد بن العباس-الصاحب بن عباد(326 - 385 هـ = 938 - 995 م)






الأعلام للزركلي (1/ 316)
الصَّاحِب ابن عَبَّاد
(326 - 385 هـ = 938 - 995 م)
إسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقانيّ: وزير غلب عليه الأدب، فكان من نوادر الدهر علما وفضلا وتدبيرا وجودة رأي. استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلميّ ثم أخوه فخر الدولة. ولقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة من صباه، فكان بدعوه بذلك.
ولد في الطالقان (من أعمال قزوين) وإليها نسبته، وتوفي بالري ونقل إلى أصبهان فدفن فيها.
له تصانيف جليلة، منها (المحيط - خ) منه نسخة في مكتبة المتحف العراقي، ببغداد، في مجلدين في اللغة، وكتاب (الوزراء) و (الكشف عن مساوئ شعر المتنبي - ط) و (الإقناع في العروض وتخريج القوافي - خ) و (عنوان المعارف وذكر الخلائف - ط) رسالة، و (الأعياد وفضائل النيروز) وقد جمعت رسائله في كتاب سمي (المختار من رسائل الوزير ابن عاد - ط) وله شعر في (ديوان - ط) وتواقيعه آية الإبداع في الإنشاء. ولمحمد حسن آل ياسين، كتاب (الصاحب بن عباد، حياته وأدبه - ط) ولخليل مردم بك (الصاحب بن عباد - ط) مدرسي. (1)
__________
(1) معجم الأدباء 2: 273 - 343 ومعاهد التنصيص 4: 111 وابن الوردي 1: 312 وابن خلدون 4: 466 وابن خلكان 1: 75 والمنتظم 7: 179 وإنباه الرواة 1: 201 ومجلة المجمع العلمي العربيّ 19: 73 واليتيمة 3: 31 - 118 والفهرس التمهيدي 236 ونزهة الجليس 2: 284 وابن الأثير 9: 37 ولسان الميزان 1: 413 وفيه: (كان يبغض من يميل إلى الفلسفة ولذلك أقصى أبا حيان التوحيدي، فحمله ذلك على أن جمع مصنفا في مثالبه أكثره مختلق) . وأقسام ضائعة من تحفة الأمراء 52 ونال منه أبو حيان في الإمتاع والمؤانسة 1: 53 في فصل طويل ممتع. وللسيد أحمد بن محمد الحسني القوبائي الأصفهاني رسالة سماها (الإرشاد في أحوال الصاحب الكافي إسماعيل بن عباد - ط) ألفها سنة 1259 هـ وطبعت في طهران مع كتاب (محاسن أصفهان) سنة 1312 هـ والصاحب بن عباد، حياته وأدبه 214، 235 - 236.







حسن السندوبی مصری در مقدمه المقابسات که در نرم افزار حکمت اسلامی نور آمده و لی در الشاملة نیامده، شرح حال مفصلی از ابوحیان و دفاع از او آورده، و این را ابن فارس نقل کرده:

مقدمة المقابسات، ص: 15
بما يعلم اللّه أنهم فيه مفترون، و جاء من بعدهم قوم خدعوا بما قاله فيه أولئك الآفكون من صنائع الصاحب فجاروهم فيما نبذوه به دون فحص و لا بحث، و لا تحقيق و لا تمحيص. و من هؤلاء الذين ملأ الصاحب أفواههم بطعامه، و أيديهم بعطاياه، و أرسلهم على أبى حيان ينالون منه و من دينه، و يمزقون عرضه و أديمه، ابن فارس «1». فانه لم يتروع عن أن يكتب فى بعض كتبه عن أبي حيان قائلا: كان أبو حيان قليل الدين و الورع عن القذف و المجاهرة بالبهتان، تعرض لامور جسام من القدح فى الشريعة و القول بالتعطيل. و لقد وقف سيدنا الصاحب كافى الكفاة على بعض ما كان يدخله و يخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله فهرب و التجأ الى أعدائه و نفق عليهم بزخرفة و إفكه، ثم عثروا منه على قبيح دخلته، و سوء عقيدته، و ما يبطنه من الالحاد، و يرومه فى الإسلام من الفساد، و ما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، و يضيفه الى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبى فاستتر منه، و مات فى الاستتار «2» و أراح اللّه منه، و لم يؤثر عنه إلا مثلبة، أو محزبة.










عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 3
أما بعد قال «8» أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه «9» مصنف هذا الكتاب رحمة الله عليه وقع إلي قصيدتان من قصائد الصاحب الجليل كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عباد «10» أطال الله بقاءه و أدام دولته و نعماءه و سلطانه و أعلاه في إهداء السلام إلى الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فصنف هذا الكتاب لخزانته «11» المعمورة ببقائه إذ لم أجد شيئا آثر عنده و أحسن موقعا لديه من علوم أهل البيت ع لتعلقه بحبهم «12» و استمساكه بولايتهم و اعتقاده بفرض طاعتهم و قوله بإمامتهم و إكرامه لذريتهم أدام الله عزه و إحسانه إلى شيعتهم قاضيا بذلك حق إنعامه علي و متقربا به إليه لأياديه الزهر عندي و مننه الغر لدي و متلافيا بذلك تفريطي الواقع في خدمة حضرته راجيا به قبوله لعذري و عفوه عن تقصيري و تحقيقه لرجائي فيه و أملي و الله تعالى ذكره يبسط بالعدل يده و يعلي بالحق كلمته و يديم‏
__________________________________________________
(1). خ ل «الموعود بالشفاعة».
(2). العوج بفتحتين في الاجساد خلاف الاعتدال و العوج بكسر العين في المعاني، يقال: دين عوج، في الامر عوج.
(3). كذا في أكثر النسخ كما في الأصل و لكن في بعضها الآخر لتمييز بدل لنصب و في ثالث لتصير و في رابع لنصب و لا بأس بها جميعا.
(4). خ ل «يكون».
(5). خ ل «للعالمين».
(6). المسومة: المرعية و المعلمة.
(7). خ ل «اظهره الله على كثرة».
(8). خ ل «الشيخ السعيد».
(9). خ «نزيل الرى».
(10) هو الوزير الاديب الفاضل المعروف بالصاحب كان نابغة في العلوم سيما الكلام و له تصانيف و تآليف، فراجع الريحانة (ج 6 ص 69 الى 75).
(11). الخزانة بالكسر مثل المخزن.
(12). خ ل «بحبلهم».



عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 4
على الخير قدرته يسهل المحان «1» بكرمه و جوده و ابتدأت بذكر القصيدتين لأنهما سبب لتصنيفي «2» هذا الكتاب و بالله التوفيق.
قال الصاحب الجليل إسماعيل بن عباد رضي الله عنه «3» في إهداء السلام إلى الرضا عليه أفضل الصلوات و السلام‏
يا سائرا زائرا «4» إلى طوس مشهد طهر و أرض تقديس‏
أبلغ سلامي الرضا و حط على «5» أكرم رمس لخير «6» مرموس «7»
و الله و الله حلفة صدرت من «8» مخلص في الولاء مغموس «9»
إني لو كنت مالكا إربي «10» كان بطوس الفناء «11» تعريس‏
و كنت أمضي العزيم مرتحلا منتسفا «12» فيه قوة العيس «13»
لمشهد بالذكاء ملتحف و بالسناء «14» و الثناء مأنوس‏
يا سيدي و ابن سادتي «15» ضحكت وجوه دهري بعقب «16» تعبيس‏
لما رأيت النواصب انتكست «17» راياتها في زمان تنكيس «18»

__________________________________________________
(1). خ ل «المحاب».
(2). خ ل «سببا تصنيفى- سببان لتصنيعى».
(3). خ ل «اطال الله بقاه».
(4). خ ل «وافدا».
(5). حططت الرجل و غيره من باب قتل: أنزلته من علو الى سفل.
(6). خ ل «بخير».
(7). رمست الميت رمسا من باب ضربت: دفنته، الرمس: تراب القبر.
(8). خ ل «عن».
(9). مغموس بالفارسية: فرورفته‏شده.
(10) الارب بكسر الهمزة و فتح الراء النفس، و بكسر الهمزة و سكون الراء: الحاجة.
(11). الفناء بالفاء و هو سعة أمام البيت و ما امتد من جوانبه، و المراد من البيت انى لو كنت مالكا لنفسى لخرجت من منزلى و اسرعت الى الطوس.
(12). خ ل «منتسعا» انتسفت الشي‏ء: أقلعته. انتسعت الإبل: تفرقت في مراعيها.
(13). العيس بالكسر: الإبل البيض يخالط بياضها بشي‏ء من الشفرة و يقال هي كرائم الإبل.
(14). فيه جناس. السنا المقصور ضوء البرق، و الممدود الرفعة.
(15) خ ل «سادة».
(16). بضم العين و سكون القاف.
(17). الانتكاس: رد الشي‏ء مقلوبا، يقال له بالفارسية «سرنگون شدن».
(18). خ ل «ضمان تركيس».



عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 5
صدعت بالحق في ولائكم «1» و الحق مذ «2» كان غير منحوس «3»
يا ابن النبي الذي به قمع الله ظهور الجبابر الشوس «4»
و ابن الوصي الذي تقدم في الفضل على البزل «5» القناعيس «6»
و حائز الفخر غير منتقص و لابس المجد غير تلبيس‏
إن بني النصب «7» كاليهود و قد يخلط تهويدهم بتمجيس «8»
كم دفنوا في القبور من نجس أولى به الطرح في النواويس‏
عالمهم عند ما أباحثه في جلد ثور و مسك جاموس‏
إذا تأملت شوم جبهته «9» عرفت فيها اشتراك «10» إبليس‏
لم يعلموا و الأذان يرفعكم صوت أذان أم قرع ناقوس «11»
أنتم حبال اليقين أعلقها ما وصل العمر حبل تنفيس‏
كم فرقة فيكم «12» تكفرني ذللت هاماتها «13» بفطيس «14»
قمعتها بالحجاج فانخذلت «15» تجفل «16» عني بطير منحوس‏
إن ابن عباد استجار بكم فما يخاف الليوث في الخيس «17»
__________________________________________________
(1). خ ل «ولايتكم».
(2). خ ل «قد».
(3). خ ل «مبخوس».
(4). الشوس جمع الاشوس و هو الرافع رأسه تكبرا.
(5). البزل جمع البازل و هو البعير الذي انشق نابه و هو في السنة التاسعة. الرجل الكامل في تجربته.
(6). القناعيس جمع القنعاس كمفتاح: الرجل الشديد المنيع، و من الإبل العظيم.
(7). خ ل «العصب».
(8). الناووس على زنة فاعول: مقبرة النصارى و المجوس. فى الحديث: ان النواويس شكت الى الله تعالى حرها فقال لها تعالى: اسكنى، فان مواضع القضاة أشد حرا منك. و النواويس:
موضع في جهنم.
(9). يعرف المجرمون بسيماهم.
(10) خ ل «اشراك».
(11). الناقوس: خشبة طويلة يضربها النصارى اعلاما للدخول في صلواتهم.
(12). فيكم، بالاشباع.
(13). هام: خرج على وجهه لا يدرى اين يتوجه؟.
(14). الفطيس مثل الفسيق: المطرقة العظيمة، و الكلمة رومية أو سريانية.
(15) خ ل «فانخزلت». انخزل: انقطع.
(16). اجفل القوم: هربوا.
(17). الخيس: موضع الأسد و يقال له بالفارسية «بيشه».



عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 6
كونوا أيا سادتي وسائله يفسح له الله في الفراديس‏
كم مدحة فيكم يحيزها «1» كأنها حلة الطواويس‏
و هذه كم يقول قارئها «2» قد نثر الدر في القراطيس‏
يملك رق «3» القريض قائلها ملك سليمان عرش بلقيس‏
بلغه الله ما يؤمله حتى يزور الإمام في طوس‏
و له أيضا في إهداء السلام إلى الرضا ع.
يا زائرا قد نهضا مبتدرا قد ركضا «4»
و قد مضى كأنه البرق إذا ما أومضا «5»
أبلغ سلامي زاكيا بطوس مولاي الرضا
سبط النبي المصطفى و ابن الوصي المرتضى‏
من حاز عزا أقعسا «6» و شاد «7» مجدا أبيضا
و قل له من «8» مخلص يرى الولاء مفترضا
في الصدر لفح «9» حرقة نترك قلبي حرضا «10»
من ناصبين غادروا قلب الموالي ممرضا
صرحت عنهم معرضا و لم أكن معرضا
نابذتهم «11» و لم أبل إن قيل قد ترفضا
يا حبذا رفضي لمن نابذكم و أبغضا
________________________________________
(1). خ ل «يحبرها» تحبير الخط و الشعر: تحسينها. و في بعض النسخ «يحيرها».
(2). خ ل «قائلها».
(3). الرق: جلد رقيق يكتب فيه.
(4). خ ل «و راكضا» الركض: العدو.
(5). الومضان: اللمعان.
(6). يقال: ليل أقعس كانه لا يبرح و عزة قعساء اي ثابتة.
(7). خ ل «ساد» اشاد بذكره اي رفع من قدره.
(8). خ ل «عن».
(9). خ ل «نفح». لفحته النار و السموم بحرها: أحرقته، و اللفح أعظم تأثيرا من النفح.
(10) رجل حرض: فاسد و مريض.
(11). نابذه الحرب: كاشفه.



عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 7
و لو قدرت زرته و لو على جمر الغضا «1»
لكنني معتقل «2» بقيد خطب عرضا
جعلت مدحي بدلا من قصده و عوضا
أمانة موردة على الرضا «3» ليرتضى‏
رام ابن عباد بها شفاعة لن تدحضا

1- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني بهمدان رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال قال أبو عبد الله ع من قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتا في الجنة.
2- حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال: ما قال فينا قائل بيتا «4» من الشعر حتى «5» يؤيد بروح القدس.
3- حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثني أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن الجهم «6» قال سمعت الرضا ع يقول ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك مقرب و كل نبي مرسل.
فأجزل الله للصاحب الجليل الثواب على جميع أقواله الحسنة و أفعاله الجميلة و أخلاقه الكريمة و سيرته الرضية «7» و سنته العادلة و بلغه كل مأمول و صرف عنه كل محذور و أظفره بكل خير مطلوب و أجاره من كل بلاء و مكروه بمن استجار به من حججه الأئمة ع بقوله في بعض أشعاره فيهم.
إن ابن عباد استجار بمن «8» يترك عنه الصروف مصروفة «9»
_________________________________________________
(1). الغضا: شجر.
(2). خ ل «مقيد».
(3). خ ل «الرضى».
(4). مطلقا سواء كان في فضائلهم أو في مصائبهم عليهم السلام، و قد وردت روايات كثيرة عنهم في ثواب انشاد الشعر و انشائه فيهم «لكل بيت بيت في الجنة».
(5). حتى هنا بمعنى الا، بينه في المغني.
(6). خ ل «الحسين».
(7). «سيره المرضية و سننه العادلة».
(8). خ ل (بكم).
(9). خ ل «معروفة- مصروف».



عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏1، ص: 8
و في قوله «1» في قصيدة أخرى.
إن ابن عباد استجار بكم فكل ما خافه سيكفاه‏
و جعل الله شفعاءه الذين أسماؤهم على نقش خاتمه.
شفيع إسماعيل في الآخرة محمد و العترة الطاهرة
و جعل «2» دولته متسعة الأيام متصلة النظام مقرونة بالدوام ممتدة إلى التمام مؤيدة له إلى سعادة الأبد و باقية له إلى غاية الأمد بمنه و فضله.
__________________________________________________
(1). خ «ادام الله سلطانه».
(2). خ ل «جعل الله».













الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، المقدمة، ص: 83
من خطأ الصاحب بن عباد
هناك نقود و استدراكات وردت على الصاحب بن عباد «1»، منها نقودات الأزهري على أحمد بن محمد البشتي المعرف بالخارزنجي، و التي هي بطبيعة الحال نقود على الصاحب بن عباد؛ لأن الصاحب أخذ من الخارزنجي كثيرا، فتخطئة الخارزنجي تعني تخطئه الصاحب كذلك.
فللخارزنجي كتب مثل كتاب العين، و التفصلة و التفضلة، و تفسير أبيات أدب الكاتب، قال الأزهري:
فنظرت في أول كتاب البشتي «2» [و يعني به الخارزنجي‏] فرأيته أثبت في صدره الكتب المؤلفة التي استخرج كتابه منها فعددها «3» ...
ثم قال: قال أحمد بن محمد البشتي: استخرجت ما وضعته في كتابي من هذه الكتب ...
ثم قال: و لعل بعض الناس يبتغي العنت بتهجينه و القدح فيه، لأني أسندت ما
__________________________________________________
(1) قال الزبيدي في تاج العروس في مادة (م ض ع) و المضغة، بالضم: بقية الكلام، هكذا نقله الصغاني في كتابه عن ابن عباد، و وجد هكذا في نسخ المحيط، و هو غلط و الصواب بقية من الكلأ، و لم ينبه عليه الصاغاني و أورده صاحب اللسان على الصواب، و لله در الجوهري حيث قال: ان المحيط لابن عباد فيه، اغلاط فاحشة، و لذا ترك الأخذ منه.
(2) و يعني به كتاب تكملة العين و هو مفقود اليوم.
(3) و هنا عدد الازهري اسماء الكتب التي أخذ منها الخارزنجي تركناها للاختصار (انظر تهذيب اللغة 1: 32- 33).



الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، المقدمة، ص: 84
فيه إلى هؤلاء العلماء من غير سماع.
قال: و إنما إخباري عنهم إخبار من صحفهم، و لا يزري ذلك على من عرف الغث من السمين، و ميز بين الصحيح و السقيم، و قد فعل مثل ذلك أبو تراب صاحب كتاب الاعتقاب، فإنه روى عن الخليل بن أحمد، و أبي عمرو بن العلاء، و الكسائي، و بينه و بين هؤلاء فترة.
قال: و كذلك القتيبي، روى عن سيبويه و الأصمعي و أبي عمرو، و هو لم ير منهم أحدا. ثم قال الأزهري تعليقا على ذلك:
«و قد اعترف البشتي بأنه لا سماع له في شي‏ء من هذه الكتب، و أنه نقل ما نقل إلى كتابه من صحفهم، و اعتل بأنه لا يزري ذلك بمن عرف الغث من السمين، و ليس كما قال، لأنه اعترف بأنه صحفي، و الصحفي إذا كان رأس ماله صحفا قرأها فإنه يصحف فيكثر، و ذلك أنه يخبر عن كتب لم يسمعها و دفاتر لم يدر أصحيح ما كتب فيها أم لا، و إن أكثر ما قرأنا من الصحف التي لم تضبط بالنقط الصحيح، و لم يتول تصحيحها أهل المعرفة، لسقيمة لا يعتمدها إلا جاهل».
ثم عرج الأزهري على أمر آخر و هو تجاسر البشتي على الخليل و ...
و الحق هو أن الأزهرى لم ينصف في محاكمته للبشتي، لأن كون السماع لا يساوق الصحة دائما أمر مفروغ عنه، و لكن من سمعوا وقعوا أيضا في الغلط و التصحيف و التحريف فهاهم أئمة اللغة العربية صحفوا و حرفوا و وقعوا في أفحش الأغلاط، كالأصمعي و قطرب، و أبي عمرو بن العلاء، و المفضل بن سلمة، و الخليل و سيبويه، و ابي الخطاب و الأخفش و ابن الأعرابي و الفراء و اللحياني و الجاحظ و ثعلب و ابن قتيبة و المبرد و ابن السكيت، و قد فصل حمزة بن الحسن الاصبهاني هذه التصحيفات في كتابه (التنبيه على حدوث التصحيف).



الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، المقدمة، ص: 85
و أما النكتة الثانية التي ذكرها، فجوابها: أن هناك الكثير ممن استدركوا على الخليل أو صححوا له بعض أخطائه، و لو راجعت كتاب كشف الظنون لرأيت اسماء من خطأوا الخليل.
و المهم لدينا هنا ليست محاكمة الأزهري، و إنما المقصود هو أن منهج التخطئة و التغليط كان شائعا ذائعا.