سال بعدالفهرستسال قبل

الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ أبو علي(288 - 377 هـ = 900 - 987 م)

الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ أبو علي(288 - 377 هـ = 900 - 987 م)
الحسين بن أحمد بن خالويه أبو عبد الله(000 - 370 هـ = 000 - 980 م)


تشیع ابوعلی فارسی

الأعلام للزركلي (2/ 179)
أَبُو عَلِي الفارِسي
(288 - 377 هـ = 900 - 987 م)
الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ الأصل، أبو علي: أحد الأئمة في علم العربية.
ولد في فسا (من أعمال فارس) ودخل بغداد سنة 307 هـ وتجوّل في كثير من البلدان.
وفدم حلب سنة 341 هـ فأقام مدة عند سيف الدولة. وعاد إلى فارس، فصحب عضد الدولة ابن بويه، وتقدم عنده، فعلمه النحو، وصنف له كتاب (الإيضاح - خ) في قواعد العربية. قال الأفغاني (في مذكرته) : ((منه مخطوطة رآها في الأسكوريال برقم 125 واسمه عليها الإيضاح والتكملة للفارسي، بخط يحيى بن علي بن محمد بن الحسن، كتبت سنة 535) ثم رحل إلى بغداد فأقام إلى أن توفي بها. كان متهما بالاعتزال. وله شعر قليل.
من كتبه (التذكرة) في علوم العربية، عشرون مجلدا، و (تعاليق سيبويه) جزآن، و (الشعر - ط) جزء منه، و (الحجة - ط) الأول منه، في علل القراآت، و (جواهر النحو - خ) و (الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني - خ) في دار الكتب (1: 126) و (المقصور والممدود) و (العوامل) في النحو. وسئل في حلب وشيراز وبغداد والبصرة أسئلة كثيرة فصنف في أسئلة كل بلد كتابا، منها (المسائل الشيرازية - خ) في الخزانة الحيدرية بالنجف. وأشار عبد الفتاح إسماعيل إلى أماكن وجود (المسائل العسكريات - خ) نسبة إلى بلدة عسكر مكرم، و (المسائل البصريات - خ) أمال ألقاها في جامع البصرة، و (الحلبيات - خ) جزء منه، و (البغداديات - خ) وفي مذكرات الميمني - خ، أن في مكتبة شهيد علي باستنبول (الرقم 2516) رسائل للفارسي بخط أحمد بن تميم بن هشام اللبلي، كتبها ببغداد سنة 615 (1) .
__________
(1) وفيات الأعيان 1: 131 ونزهة الالبا 387 وتاريخ بغداد 7: 275 وإنباه الرواة 1: 273 والإمتاع والمؤانسة 1: 131 والفهرس التمهيدي 4 وفهرست ابن خليفة 318 وسير النبلاء - خ - الطبقة الحادية والعشرون، وفيه: (كان الملك عضد الدولة يقول: أنا غلام أبي علي في النحو) و (من تلامذته ابن جني) . والروض المعطار - خ - وعرفه بالفسوي، بتشديد السين، نسبة إلى (فسا) بالتشديد. ومجلة المجمع العلمي العربيّ 24: 271 وعبد الفتاح إسماعيل شلبي، في كتابه (أَبُو عَلِي الفارِسي، حياته وآثاره - ط) 476، 488، 494، 499، 514.




الأعلام للزركلي (5/ 128)
الفارِسي = أحمد بن الحسين 305
الفارِسي (أبو علي) = الحسن بن أحمد 377.
الفارِسي = علي بن عيسى 413
الفارِسي = نصر بن عبد العزيز 461
الفارِسي = عبد الغافر بن إسماعيل 529
الفارسي - محمد بن أبي بكر 677



الأعلام للزركلي (8/ 173)
المُنَجِّم
(000 - 230 هـ = 000 - 845 م)
يحيى بن أبي منصور الفارِسي، أبو علي: رأس " آل المنجم ".



الأعلام للزركلي (5/ 156)
فن
عَضُد الدَّوْلَة الْبُوَيْهي
(324 - 372 هـ = 936 - 983 م)
فنَّاخُسرو، الملقب عضد الدولة، ابن الحسن الملقب رُكْن الدَّوْلة ابن بويه الديلميّ، أبو شجاع: أحد المتغلبين على الملك في عهد العدولة العباسية بالعراق. تولى ملك فارس ثم ملك الموصل وبلاد الجزيرة. وهو أول من خطب له على المنابر بعد الخليفة، وأول من لقب في الإسلام " شاهنشاه " قال الزمخشريّ (في ربيع الأبرار) : " وصف رجل عضد الدولة فقال: وجهٌ فيه ألف عين، وفم فيه ألف لسان، وصدر فيه ألف قلب! ". كان شديد الهيبة، جبارا عسوفا، أديبا، عالما بالعربية، ينظم الشعر، نعته الذهبي بالنحوي، وصنف له أبو علي الفارسيّ " الإيضاح " و " التكملة ".



الأعلام للزركلي (2/ 180)
الأَسْوَد الغندجاني
(000 - نحو 430 هـ = 000 - نحو 1038 م)
الحسن بن أحمد بن محمد الأعرابي، أبو محمد الأسود الغندجاني، عالم بالأدب، نسّابة، له تصانيف. نسبته إلى (غندجان) بليدة بفارس. من كتبه (أسماء خيل العرب .... و (نزهة الأديب) في الرد على (التذكرة) ل أبي علي الفارسيّ، و (ضالّة الأديب) و (قيد الأوابد) رد على علي ابن السيرافي (1) .




الحجة في القراءات السبع (ص: 9)
المؤلف: الحسين بن أحمد بن خالويه، أبو عبد الله (المتوفى: 370هـ)
المحقق: د. عبد العال سالم مكرم، الأستاذ المساعد بكلية الآداب - جامعة الكويت
معاصروه:
1 - أبو علي الفارسي:
في عصر ابن خالويه ظهر رجل له شهرته، ومكانته في النحو واللغة والقراءات، ذلك هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان الفارسي.
كان الفارسي من أكابر أئمة النحو، وشغل الناس بآرائه في القياس والعلّة والمنطق والجدل حتى فضله كثير من النحويين على أبي العباس المبرد.
وقال فيه أبو طالب العبدي: ما كان بين سيبويه وأبي علي أفضل منه «2».
هذه المنزلة التي وصل إليها أبو علي في النحو جعلت عضد الدولة يقول: أنا غلام أبي علي في النحو. «3»
وكانت المنافسة بين ابن خالويه وأبي علي الفارسي على أشدّها. فقد كتب أبو علي كتابه «الإغفال»، وذكر فيه ما أغفله شيخه أبو إسحاق الزجاج في كتابه: «معاني القرآن»، ولكن هذا النقد الذي وجهه أبو علي إلى أستاذه الزّجاج في (الإغفال) لم يرض ابن خالويه، فتعقبه فيما كتب. وعقب على تعقيبه أبو على في كتاب سماه «نقض الهاذور» وبسط الكلام فيه كل البسط. وقد أورد البغدادي في «خزانته» طائفة من المسائل التي كانت موضع نقاش بين أبي علي وابن خالويه، أذكر منها على سبيل المثال قول ابن خالويه:
«إن الواو إذا كانت في أوائل القصائد نحو: وقاتم الأعماق ... فإنها تدل على ربّ فقط، ولا تكون للعطف، لأنه لم يتقدم ما يعطف عليه بالواو.
وقال الفارسي في «نقض الهاذور»: هذا شيء لم نعلم أحدا ممّن حكينا قوله ذهب إليه، ولا قال به» «4».
وقال ابن الأنباري في (نزهة الألباء): إنه اجتمع هو وأبو علي الفارسي فجرى بينهما كلام، فقال لأبي علي: نتكلّم في كتاب سيبويه، فقال له أبو عليّ: بل نتكلم في الفصيح.
ويحكى أنه قال لأبي علي: كم للسيف اسما؟ قال: اسم واحد، فقال له ابن خالويه:
بل أسماء كثيرة، وأخذ يعدّدها نحو: الحسام، والمخذم، والقضيب ... فقال أبو علي:
هذه كلها صفات. «1»
ولم تكن منافسة ابن خالويه لأبي علي إلّا صدى لمنافسة أستاذه أبي سعيد السيرافي لأبي علي الفارسي، فقد كان أبو علي- كما يقول أبو حيان التوحيدي- «متقدا بالغيظ على أبي سعيد وبالحسد له، كيف تمّ له تفسير كتاب سيبويه من أوّله إلى آخره، بغريبه، وأمثاله، وشواهده، وأبياته، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، لأن هذا شيء ما تمّ للمبرد، ولا للزجاج، ولا لابن السراج، ولا لابن درستويه مع سعة علمهم، وفيض كلامهم» «2».
ولمنزلة أبي سعيد السّيرافي في نفس تلميذه ابن خالويه أرسل إلى سيف الدولة ليعلمه تطاول الفارسيّ على السّيرافيّ، وهو تطاول غير محمود، لأن منزلة السّيرافي وبخاصة بعد هزيمة (متّى) المنطقي نسجت حوله ثوبا من القدسية والمهابة، فلا يليق بأبي علي أو غيره، أن ينال من هذه الشخصية التي أعلت لغة العرب، وذلّلت مصاعب كتاب سيبويه.
ولم يسكت الفارسي حينما علم خبر هذه الرقعة- فأرسل إلى سيف الدولة رقعة ينفي فيها عن نفسه التهمة، ويزيل اللّبس. ومن العبارات التي ضمتها رسالة الفارسي قوله: «من ذلك بعض ما يدل على قلة تحفظ هذا الرجل- يعني بذلك ابن خالويه فيما يقوله- هو قوله:
لو يبقى عمر نوح ما صلح أن يقرأ على السّيرافي مع علمه بأن (ابن بهراذ) السّيرافي يقرأ عليه الصبيان ومعلموهم، أفلا أصلح أن أقرأ على من يقرأ عليه الصبيان؟ هذا، مما لا خفاء فيه، كيف، وقد خلط فيما حكاه عنّي؟. وأني قلت: إنّ السيرافي قد قرأ عليّ. ولم أقل هذا، إنما قلت: تعلّم مني، أو أخذ منّي هو أو غيره ممّن ينظر اليوم في شيء من هذا العلم. وليس قول القائل: تعلّم منّي مثل قرأ عليّ، لأنه يقرأ عليه من لا يتعلّم منه، وقد يتعلّم منه من لا يقرأ عليه. وتعلّم ابن بهراذ السيرافي منّي في أيام محمد بن السّري وبعده لا يخفى على من كان يعرفني ويعرفه كعليّ بن الورّاق، ومحمد بن أحمد بن يونس، ومن كان يطلب هذا الشأن من بني الأزرق الكتّاب وغيرهم. وكذلك كثير من الفرس الذين كانوا يرونه يغشاني في (صف شوينز) كعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، لأنه كان جاري بيت بيت قبل أن يموت الحسن بن جعفر أخوه، فينتقل إلى داره التي ورثها عنه في درب الزعفراني» «1».
وإنّي حرصت على تسجيل هذا الجزء من هذه الرسالة، ليكون مثالا واضحا يدلّ على مدى التّنافس الكبير الذي كان بين الرجلين، ليظفر كلّ منهما بقلب سيف الدولة من ناحية، وازدهار هذا العصر في مجالات اللغة والنحو من ناحية أخرى.




ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 13/12/2022 - 14:20

تشیع ابوعلی فارسی 




اعیان الشیعه، ج ۵، ص ٨

من اعیان الشیعه ابوعلی الفارسی، ص 82-87

تشيعه في معجم الأدباء وشذرات الذهب وبغية الوعاة وتاريخ ابن خلكان:
كان متهما بالاعتزال وفي تاريخ بغداد: قال محمد بن أبي الفوارس كان متهما بالاعتزال وفي ميزان الاعتدال: كان متهما بالاعتزال لكنه صدوق في نفسه وفي الرياض: الظاهر من الاعتزال هو التشيع إذ قد اشتهر كون أبي علي من الامامية والعامة لا تفرق بين الخاصة والمعتزلة في العقائد اه‍.
أقول نسبوا جماعة من علماء الشيعة إلى الاعتزال حتى إن الذهبي نسب السيد المرتضى إلى الاعتزال والمراد موافقة المعتزلة في بعض الأصول. ومجرد نسبة الرجل إلى الاعتزال لا يكفي في إثبات تشيعه نعم إذا ثبت تشيعه لا ينافيه نسبتهم له إلى الاعتزال والظاهر تشيعه.

من اعیان الشیعه ابوعلی الفارسی، ص 82-87

ب) تشيعه: برهنت فى كلام سابق على اعتزال أبى على؛ لأوطئ الحديث عن تشيعه، ذلك لأن للشيعة علاقة بالمعتزلة بوجه عام . و طوائف الشيعة على الرغم من تشيعها قد سادت فيها مبادئ المعتزلة، فقد استطاع فقهاء الشيعة، و علماء التوحيد منهم أن يستفيدوا من آثار المعتزلة، و يستخدموها لفهم عقائدهم، و مذاهبهم الخاصة؛ فالشيعة يسمون أنفسهم أهل العدل، و هذا كما رأينا هو نفس التسمية التى تسمى بها المعتزلة.. و الشيعة يقولون: «إن الإمام المنتظر سوف يظهر لنشر العدل و التوحيد، و هذا هو بعينه عقيدة المعتزلة.. و قد بلغ من شدة التشابه بين المعتزلة و الشيعة أن اختلط الأمر على المؤرخين، فلم يميزوا بين كتب الشيعة، و كتب المعتزلة فى التوحيد، و العلامة الوحيدة التى كان يميز بها المؤرخون تلك الكتب: نظرية الإمام و عصمته التى لم تخل منها كتب الشيعة، و قد كان النظام - و هو من كبار أئمة المعتزلة - يوافق الشيعة فيما يتعلق بتلك النظرية.. و قد أقامت الشيعة قواعدها الرئيسية على نظريات و عقائد المعتزلة . و حديثى عن هذه العلاقة ليس معناه أن كل معتزلى شيعى، و لكنه يقربنا تقريبا ما إلى إثبات شيعية أبى على، بعد أن ثبت لدينا اعتزاله، و يؤكد ذلك أن الصاحب بن عباد يظهر الاعتزال فى رسائله - من القول و التوحيد . قول الخوارزمى فيه: و من نصر التوحيد، و العدل فعله و أيقظ نوّام المعالى شمائله و الصاحب من غلاة الشيعة إلى جانب ذلك الاعتزال. انظر مثلا قوله: حب على بن أبى طالب هو الذى يهدى إلى الجنة إن كان تفضيلى له بدعة فلعنة اللّه على السنة و كذلك كان الرمانى على بن عيسى . هذه أدلة عامة، فإذا تلمسنا أدلة خاصة على تشيع أبى على رأينا ذلك: (أولا) فى شيوع التشيع ب (فسا) مولد أبى على، و فى ذلك الوقت المبكر من حياته: «(ولد أبو على سنة 288 ه‍) قالوا: لما قدم يعقوب بن الليث صاحب خراسان إلى فارس (قدمها قبل سنة 267 ه‍) أخبر أنه هناك رجل يتكلم فى عثمان ابن عفان، و أراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوى، فإنه كان يتشيع، فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز، فلما قدم علم الوزير ما وقع فى نفس يعقوب بن الليث، فقال: «أيها الأمير! إن هذا الرجل قدم، و لا يتكلم فى أبى محمد عثمان بن عفان شيخنا، و إنما يتكلم فى عثمان بن عفان صاحب النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، فلما سمع قال: «ما لى و لأصحاب النبى (صلى اللّه عليه و سلم)! و إنما توهمت أنه تكلم فى عثمان ابن عفان السجزى!!» و لم يتعرض له . (و ثانيا) فى انعقاد الصلات بين أبى على و تلاميذه من بعده و شيعين، و هذه الصلات فيما أرى، دليل على ما كان عند أبى من التشيع، و من هذه الصلات: (ا) ما كان بينه و بين الصاحب بن عباد من مواصلة و مراسلة . (ب) وجود نسخة من الشيرازيات عتيقة عادية عليها خط أبى على فى خزانة كتب الأمير على (رضى اللّه عنه) بنجف ، فالحرص على هذه النسخة التى عليها خط أبى على فى خزانة من خزائن الشيعة، دليل على هذه الصلة بين أبى على و الشيعيين. (ج‍) و ابن جنى - تلميذ أبى على الملازم له - ينزل فى دار الشريف أبى على الجوانى نقيب العلويين، و كان الناس يترددون عليه و يسائلونه . (د) و يصاحب ابن جنى الرضى و المرتضى العلويين. و يهتم ابن جنى بقصائد الشريف الرضى، فيؤلف كتابا خاصا بها سماه: تفسير العلويات . و على بن عيسى الربعى (تلميذ أبى على) يأخذ عنه يحيى بن طباطبا العلوى . (ه‍) و يرى أحد تلاميذ ابن جنى (على بن أبى طالب) فى المنام، يأمر ابن جنى بإتمام كتاب المحتسب، و يثبت هذه الرؤيا ابن جنى بخطه على ظهر نسخة كتاب المحتسب . (و) و هذا الشريف عمر بن إبراهيم بن محمد العلوى الزيدى أبو البركات ينتهى نسبه إلى يحيى بن الحسين ذى الدمعة بن زيد الإمام الشهير ابن على زين العابدين ابن السبط أبى عبد اللّه الحسين بن أبى طالب. يسافر إلى الشام، و يقيم بدمشق مدة، ثم بحلب كذلك، و يقرأ بها كتاب الإيضاح لأبى على الفارسى فى سنة 445 ه‍. و كان هذا الشريف سببا فى ذيوع كتاب الإيضاح المدة الطويلة بالكوفة، و أخذه عنه الجم الغفير من علماء الرواة و النحاة . (ثالثا) نصوص من كتب أبى على: (ا) و ما جاء بكتاب الإيضاح دليل على تشيع أبى على، و لعله كذلك كان من أسباب حرص ذلك الشريف العلوى على الإيضاح بخاصة، و حرص العلويين بعامة. قال أبو على فى الإيضاح: «و تقول الحسن و الحسين أفضل أو ابن الحنفية» فيكون الجواب. أحدهما بهذا اللفظ، و لا يجوز أن تقول: الحسن و لا الحسين، و لأن المعنى أحدهما أفضل أم ابن الحنفية، فالجواب يكون على ما تضمنه السؤال . و قد قال الإمام عبد القاهر الجرجانى تعليقا و شرحا لذلك فى كتابه «المقتصد فى شرح الإيضاح» ما نصه: «فإذا قال ذلك: أى قال فى الجواب «أحدهما» كان قد فضل كل واحد منهما على ابن الحنفية، و من أراد تفضيل ابن الحنفية كما تزعم الكيسانية، قال فى قولك: الحسن أو الحسين أفضل أم ابن الحنفية - ابن الحنفية». و مضى الجرجانى فى تقرير شيعية أبى على فقال: «و قال الشيخ أبو على: نقول أحدهما بهذا اللفظ على موجب المذهب لا أن حكم الإعراب يقتضى أن يقال أحدهما، و أنه لا يجوز أن يقال ابن الحنفية إذا أريد تفضيله عليها، و لو قلت الحسن أم الحسين أفضل أم ابن الحنفية، كنت قد سويت بين الثلاثة، و صرت تسأل عن الأفضل من جميعهم حتى كأنك قلت: أيهم أفضل‌؟ فيكون الجواب أن يقال: الحسن، أو يقال: ابن الحنفية. كل يقول على مقتضى مذهبه، و نحن فى حكم الأعراب لا فى حديث الفصل بين السديد و الفاسد من المذاهب فى ذلك . و كلام الإمام عبد القاهر الجرجانى واضح فى تشيع أبى على، و غنى عن التعليق، بما فيه من دلالة صريحة على مذهب أبى على، و تفضيله الحسن و الحسين. (ب) و قد رأيت أبا على يذكر أخبارا من أخبار سيدنا على كما قال: «و يروى أن عليا (عليه السلام) لما قال له عدى بن حاتم ما الذى لا ينسى قال: المرأة لا تنسى أبا عذرها و لا قاتل وحدها» . و ألق بالك إلى دعائه لعلى بقوله (عليه السلام)، و هو دعاء لا يكون إلا للأنبياء؟ و الدعاء بالسلام لسيدنا على من شأن الشيعة؛ توقيرا منهم لشخصه، و ارتفاعا به إلى درجة الأنبياء و المرسلين . (ج‍) و قد جاء فى المسائل البصرية خبر يدل على تشيع أبى على، إذ أورده بمثابة الدفاع عن على، و انصافه من بنى أمية، و دعا له كذلك بما يدعى للأنبياء، قال: و روى عن عمر بن شبه قال: كانت سنة بنى أمية شتم على (عليه السلام) على منابرهم، فلما أتى خلفه عمر بن عبد العزيز لم يفعل، فقيل له فى ذلك فقال: سبحان اللّه! إن الرجل لا يزال عند اللّه صدوقا حتى يكذب، فإذا كذب فجر، فما أقبح الفجور بمن خوله ما خولنى! أنا لا نغر عباد اللّه من ربهم، و لا نقوى الملك بالإفك و الظلم، و أنه لا يفل مع الحق، و يقوى مع الباطل عديد، ففي ذلك يقول كثير: وليت، فلم تشتم عليا، و لم تخف بريّا، و لم تتبع سجيّة مجرم و قلت، فصدّقت الذى قلت بالّذى فعلت، فأضحى راضيا كلّ مسلم تكلمت بالحق المبين، و إنما تبيّن آيات الهدى بالتكلم فانظر كيف كان شتم على كذبا و فجورا، و الهجوم عليه إفكا و زورا؟ و كيف أورد أبيات كثير، و فيها يصف بنى أمية بالإجرام، و أن خطة عمر أرضت المسلمين باتباعه الحقّ المبين‌؟ (د) و يروى البيت الآتى فى الشيرازيات، و فيه ثناء على الهاشميين: و إن الألى بالطف من آل هاشم تأسوا، فسنوا للكرام التأسّيا (ه‍) هذا و قد وردت كتب أبى على فى الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، كما تحدث عنه عينا من أعيان الشيعة العاملى محسن الأمين، فى الكتاب المترجم بأعيان الشيعة ، و قد جعله العاملى من الإمامية، و ذلك إذ يقول: و قد اشتهر كون أبى على من الإمامية - و الإمامية هم القائلون بإمامة على (رضى اللّه عنه) بعد النبى نصا ظاهرا، و تعيينا صادقا، من غير تعريض بالوصف، بل إشارة إليه بالعين . (و) و أخيرا يرثى الشريف الرضى أبا على ، كما يرثى الصاحب بن عباد الشيعى المعتزلى. *** هذه الأدلة متظاهرة على أن أبا على كان شيعيا، و فيها أكثر من دليل يثبت تشيعه من غير شك أو مراء. و لست أرى بعد ذلك علام اعتمد محققو كتاب سر صناعة الإعراب، إذ يقولون: «و لم يكونا - أبو على و ابن جنى - شيعيين، مع ما كانا فيه من نعم البويهيين، و هم شيعيون و إنما صانعاهم !! و هو كلام ينبغى ألا يترك من غير مناقشة، فإذا كان البويهيون شيعيين، و قد غرق أبو على فى نعمهم، فلما ذا لا يكون تشيعه حقيقة كما انتهيت إليه - لا مصانعة‌؟ و هل يخفى على البويهيين تصنعه، و التصنع ثوب يشف عما تحته‌؟! ثم ما الذى يدعوه أن يصانع‌؟ و ما ذا تكون العاقبة لو أن البويهيين - و هم غلاة فى التشيع - كشفوا ما وراء هذا التصنع‌؟

لقد كان عضد الدولة شيعيا من قوم شيعيين . حتى أنه اتخذ كاتبا من قم المشهورة بالتشيع هو: «أبو الحسن القمى ». و هكذا كان يصطفى عضد الدولة المتشيعين، و كان أبو على مصطفى من المصطفين، فهو شيعى حقا فى غير مواربة أو مصانعة، إلى أن عضد الدولة كان متيقنا صفاء الطوية من أبى على . و هكذا كانت القضية التى ساقها الأساتذة المحققون تحمل فى طياتها دليل نقضها و بطلانها. و لم يتبع السادة الأساتذة القضية بالدليل، و لكنى وجدتهم بعد صفحات ثمان يذكرون القصة الآتية دليلا على أن ابن جنى كان لا يسلم من حسد معاصريه: ذلك أن ابن جنى كان يوما فى «زبزب» مع الرضى و المرتضى العلويين، و كان على ابن عيسى الربعى يمشى حينئذ على شاطئ النهر، فلما رآهم قال للعلويين: من أعجب أحوال الشريفين أن يكون عثمان (ابن جنى) جالسا معهما فى الزبزب، و على يمشى على الشط بعيدا منهما ، و فى رواية أن المرتضى قال للملاح حين سمع ذلك منه: «جد و أسرع قبل أن يسبنا». ثم علقوا على هذه القصة بما فهموه منها: حيث قالوا: «و يفهم من هذا ما هو مذكور عن الربعى هذا من أن به لوثة، و جسارة، و بدوات لا تؤمن، و أنه كان شيعيا، و أن ابن جنى لم يكن شيعيا . و أنت ترى أن القصة لا تنتهى بنا إلى هذه النتيجة التى انتهى السادة الأساتذة اليها؛ بل هى دليل على ثبوت التشيع عند ابن جنى، و لا تنفيه عنه، فهو مع شريفين شيعيين، و لا يؤول كلام الربعى بأنه شيعى، و ابن جنى غير ذلك؛ فالرواية التى اعتمدوا عليها لا تؤيد شيئا مما فهموه، و رواية ابن الانبارى فى نزهة الألباء تثبت تشيع الربعى، و لا تنفى تشيع ابن جنى، فكلام الربعى أشبه بالعتب على المرتضى، و نص فى الحسد لابن جنى دون التعرض لشيعيته. و اللّه أعلم.