سال بعدالفهرستسال قبل

تألیف کتاب رسائل إخوان الصفا(373 هـ = 984 م)

تألیف کتاب رسائل إخوان الصفا(373 هـ = 984 م)










تتمة صوان الحكمة (ص: 5، بترقيم الشاملة آليا)
المؤلف: أبو الحسن ظهير الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسين البيهقي، الشهير بابن فندمه (المتوفى: 565هـ)
فصل إخوان الصفا
وأما أبو سليمان محمد بن معشر البستي ويعرف بالمقدسي، وأبو الحسن علي بن هارون الزنجاني وأبو أحمد النهرجوري، والعوقي، وزيد بن رفاعه، فهم حكماء اجمتمعوا وصنفوا رسائل إخوان الصفا. وألفاظ هذا الكتاب للمقدسي.
ومن حكمهم: مثل السلطان كمثل المطر،فما ظنك به إذا كان عادلا.
الهوى آفة العفاف، واللجاج آفة الرأي المدن تبنى على الماء والمرعى والمحتطب المرأة (تفسد المرأة) كما أن الأفعى تأخذ السم من الأفعى الدنيا سوق المسافر الرماد دخان كثيف والدخان رماد لطيف.
من أماتته حياته، أحيته وفاته.القناعة عز المعسر.





معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (3/ 1335)
المؤلف: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ)
- 507-
زيد بن عبد الله بن رفاعة الهاشمي أبو الخير:
أحد الأدباء العلماء الفضلاء. كان معاصر الصاحب بن عباد، وكان يعتقد رأي الفلاسفة. أقام بالبصرة زمنا طويلا، وصادف بها جماعة جامعة لأصناف العلم منهم أبو سليمان محمد بن مسعر البستي، ويعرف بالمقدسي، وأبو الحسن علي بن هارون الزنجاني، وأبو أحمد النهرجوري والعوفي وغيرهم فصحبهم وخدمهم، وكانت هذه العصابة قد تآلفت بالعشرة، وتصافت بالصداقة، واجتمعت على القدس والطهارة والنصيحة، فوضعوا بينهم مذهبا، وزعموا أنهم قرّبوا به الطريق إلى الفوز برضوان الله والمصير إلى جنته وذلك أنهم قالوا: الشريعة قد دنّست بالجهالات، واختلطت بالضلالات، ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها إلا بالفلسفة، لأنها حاوية للحكمة الاعتقادية والمصلحة الاجتهادية، وزعموا أنه متى انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة العربية فقد حصل الكمال، وصنفوا خمسين رسالة في جميع أجزاء الفلسفة علمها وعملها، وأفردوا لها فهرستا، وسمّوها «رسائل إخوان الصفا» وكتموا أسماءهم، ونثروها في الوراقين ووهبوها للناس، وادّعوا أنهم ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء وجه الله، وطلب رضوانه، وحشوا هذه الرسائل بالكلمات الدينية والأمثال الشرعية، والحروف المحتملة، والطرق المموهة، وحيث اعتبرت هذه فوجدت متنوقّة من كل فن نتفا بلا إشباع ولا كفاية، وفيها خرافات وكنايات وتلفيقات وتلزيقات، وقد غرق الصواب فيها لغلبة الخطأ عليها، وحملت إلى الشيخ أبي سليمان محمد بن بهرام المنطقي السجستاني، ونظر فيها أياما وتبحرها طويلا، وقال: تعبوا وما أغنوا، ونصبوا وما أجدوا، وحاموا وما وردوا، وغنّوا وما أطربوا، ظنوا ما لم يكن ولا يكون ولا يستطاع، ظنّوا أنهم يدسّون الفلسفة التي هي علم النجوم والأفلاك والمقادير والمجسطي وآثار الطبيعة والموسيقا الذي هو معرفة النغم والإيقاعات والنقرات والأوزان، والمنطق الذي هو اعتبار الأقوال بالإضافات والكميات والكيفيات في الشريعة. وأن يطفئوا الشريعة بالفلسفة، وهذا مرام دونه حدد، قد تورّك على هذا قبل هؤلاء قوم كانوا أحدّ أنيابا وأحضر أسبابا، وأعظم أقدارا، فلم يتمّ لهم ما أرادوه، ولا بلغوا ما أمّلوه، وحصلوا على لوثات قبيحة، وعواقب مخزية، إلى كلام طويل من هذا الباب.
قال زيد بن رفاعة الهاشمي: سمعت أبا بكر الشبلي ينشد في جامع المدينة والناس حوله:
يقول خليلي كيف صبرك عنهم ... فقلت وهل صبر فيسأل عن كيف
بقلبي هوى أذكى من النار حرّه ... وأحلى من التقوى وأمضى من السيف
ومما رواه عن ابن عباس، رضي الله عنه، في قوله تعالى: خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً
قال: أي شيء أضعف من الإنسان؟ ينطق بلحم، ويبصر بشحم، ويسمع بعظم. أي شيء أضعف من الإنسان؟ تبطره النعمة، وترضيه اللقمة، وتصرعه النقمة.
__________
[506]- هذه الترجمة من المختصر؛ وانظر طبقات الزبيدي: 284 والمقتبس لابن حيان (انطونية) : 48 والتكملة 1: 331 وإنباه الرواة 2: 15 والوافي 15: 50 وبغية الوعاة 1: 573 وقال الزبيدي وابن الأبار: كان له حظ من العربية واللغة وقرض الشعر، وكان حسن الضبط للكتب متقنا لها، وهو الذي جمع بين الأبواب في كتاب الأخفش فاقتدى به الناس، وكانت مفرقة. ووفاته عند الزبيدي وابن الأبار: سنة ثلاثمائة.
[507]- هذه الترجمة من المختصر، وانظر الامتاع والمؤانسة 2: 4 (وعنه ينقل ياقوت) وعن ياقوت ينقل الصفدي مصرحا بذلك في الوافي 15: 48 وتاريخ بغداد 8: 450 وميزان الاعتدال 2: 103 ولسان الميزان 2: 506 وتاريخ حكماء الإسلام للبيهقي 35- 36 ونزهة الأرواح 2: 20. وقد حدث زيد ببلاد الجبال وخراسان عن ابن دريد وابن الأنباري بكتب الأدب، وذكره القاضي التنوخي وقال:
أعرفه، كان يتولى العمل لمحمد بن عمر العلوي على بعض النواحي، ولم نعرفه بشيء من العلم ولا سماع الحديث، وكان يذكر لنا عنه أنه يذهب مذهب الفلاسفة.





تاريخ مختصر الدول (1/ 177)
غريغوريوس (واسمه في الولادة يوحنا) ابن أهرون (أو هارون) بن توما الملطي، أبو الفرج المعروف بابن العبري (المتوفى: 685هـ)
قال ابو حيّان التوحيديّ: سألني وزير صمصام الدولة بن عضد الدولة عن زيد بن رفاعة في حدود سنة ثلث وسبعين وثلاثمائة وقال: لا أزال اسمع من زيد بن رفاعة قولا يريبني ومذهبا لا عهد لي به. وقد بلغني انك تغشاه وتجلس اليه وتكثر عنده. ومن طالت عشرته لإنسان أمكن اطلاعه على مستكنّ رأيه. فقلت: ايها الوزير هناك ذكاء غالب وذهن وقّاد. قال: فعلى هذا ما مذهبه. قلت: لا ينسب الى شيء لكنه قد اقام بالبصرة زمانا طويلا وصادف بها جماعة لاصناف العلم فصحبهم وخدمهم وكانت هذه العصابة قد تألّفت بالعشرة وتصافت بالصداقة واجتمعت على القدس والطهارة والنصيحة فوضعوا بينهم مذهبا زعموا انهم قرّبوا به الطريق الى الفوز برضوان الله وذلك انهم قالوا: ان الشريعة قد تدنّست بالجهالات واختلطت بالضلالات ولا سبيل الى غسلها وتطهيرها الّا بالفلسفة وزعموا انه متى انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة العربية فقد حصل الكمال وصنفوا خمسين رسالة في خمسين نوعا من الحكمة ومقالة حادية وخمسين جامعة لانواع المقالات على طريق الاختصار والإيجاز وسمّوها رسائل اخوان الصفا وكتموا فيها أسماءهم وبثّوها في الورّاقين ووهبوها للناس وحشوا هذه الرسائل بالكلمات الدينية والأمثال الشرعية والحروف المجتمعة [1] والطرق المموهة [1] وهي مبثوثة [2] من كل فنّ بلاد إشباع ولا كفاية وفيها خرافات وكنايات وتلفيقات وتلزيقات فتعبوا وما أغنوا وغنّوا وما اطربوا ونسجوا فهلهلوا ومشطوا ففلفلوا وبالجملة فهي مقالات مشوّقات غير مستقصاة ولا ظاهرة الادلّة والاحتجاج. ولما كتم مصنّفوها أسماءهم اختلف الناس في الذي وضعها فكل قوم قالوا قولا بطريق الحدس والتخمين. فقوم قالوا: هي من كلام بعض الأئمّة العلويّين. وقال آخرون: هي تصنيف بعض متكلّمي المعتزلة في العصر الاول.





تحفة الترك فيما يجب أن يعمل في الملك (ص: 24)
إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن عبد المنعم الطرسوسي، نجم الدين الحنفي (المتوفى: 758هـ)
المحقق: عبد الكريم محمد مطيع الحمداوي
المقدمة للمحقق:.....
فقه الأحكام السلطانية
لا بد من الإشارة إلى أن التدوين في الفقه السياسي لدى المسلمين بدأ متأخراً عن تدوين كثير من العلوم الأخرى، وعلى غير يد الفقهاء المعتبرين، ومن مرجعية غير إسلامية صرفة. فقد ظهر أول المصنفات فيه ترديداً للفلسفة اليونانية ومترجمات الهند وفارس، على يد الفيلسوف المسلم الفارابي (260 هـ - 339 هـ / 874م - 950م) ، المتأثر بالآراء السياسية لأفلاطون وأرسطو؛ حيث تناول الفلسفة السياسية في عدة كتب منها: رسالات تحصيل السعادة، السياسة المدنية، رسالة السياسة، الفصول المدنية، آراء أهل المدينة الفاضلة.
وفي منتصف القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي (373 هـ - 983 م) ظهرت الكتابات السياسية لجماعة " إخوان الصفا وخلان الوفا " متأثرة بنفس المؤثرات التي خضع لها الفارابي، وكانت السياسة لديها تمثل علماً مستقلاً بذاته، له خمسة أقسام: السياسة النبوية، والسياسة الملوكية، والسياسة العامية، والسياسة الخاصية، والسياسة الذاتية. ثم في القرن الخامس الهجري ظهرت....





الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي (ص: 93)
أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، شهاب الدين شيخ الإسلام، أبو العباس (المتوفى: 974هـ)
80 وسئل نفعنا الله بعلومه بما لفظه: عن صاحب رسائل إخوان الصفا وما ترجمته وما حال كتابه؟ فأجاب بقوله: نسبها كثير إلى جعفر الصادق رضي الله عنه وهو باطل، وإنما الصواب أن مؤلفها مسلمة بن أحمد بن قاسم بن عبد الله المخريطي ويقال المرخيطي. ومخريط من قرى الأندلس ويكنى أبا القاسم كان جامعا لعلوم الحكمة، من الإلهيات، والطبيعيات، والهندسة والتنجيم، وعلوم الكيمياء، وطبائع الأحجار، وخواص النباتات، وإليه انتهى علم الحكمة بالأندلس وعنه أخذ حكماء ذلك الإقليم وتوفى بها أواخر جمادي الآخرة سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة وهو ابن ستين وممن ذكره ابن بشكوال وغيره وكتابه فيه أشياء حكمية وفلسفية وشرعية وممن شدد النكير عليه ابن تيمية لكنه يفرط في كلامه فلا يغتر بجميع ما يقوله.






الموسوعة التاريخية - الدرر السنية (3/ 182، بترقيم الشاملة آليا)
وصفه: موجز مرتب مؤرخ لأحداث التاريخ الإسلامي منذ مولد النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - حتى عصرنا الحالي
إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف
الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net

ظهور رسائل إخوان الصفا.

العام الهجري: 373
العام الميلادي: 983
تفاصيل الحدث:
إخوان الصفا وخلان الوفا هم جماعة من فلاسفة المسلمين العرب من أهل القرن الثالث الهجري والعاشر الميلادي بالبصرة اتحدوا على أن يوفقوا بين العقائد الإسلامية والحقائق الفلسفية المعروفة في ذلك العهد فكتبوا في ذلك خمسين مقالة سموها (تحف إخوان الصفا).وهنالك كتاب آخر ألفه الحكيم المجريطي القرطبي المتوفى سنة 395 هـ وضعه على نمط تحفة إخوان الصفا وسماه (رسائل إخوان الصفا) تحت تأثير الفكر الإسماعيلي انبثقت جماعة إخوان الصفا في البصرة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري وكانت اهتمامات هذه الجماعة متنوعة وتمتد من العلم والرياضيات إلى الفلك والسياسة وقاموا بكتابة فلسفتهم عن طريق 52 رسالة مشهورة ذاع صيتها حتى في الأندلس ويعتبر البعض هذه الرسائل بمثابة موسوعة للعلوم الفلسفية، كان الهدف المعلن من هذه الحركة التظافر للسعي إلى سعادة النفس عن طريق العلوم التي تطهر النفس، تأثرت رسائل إخوان الصفا بالفلسفة اليونانية والفارسية والهندية وكانوا يأخذون من كل مذهب بطرف ولكنهم لم يتأثروا على الإطلاق بفكر الكندي واشتركت مع فكر الفارابي والإسماعيليين في نقطة الأصل السماوي للأنفس وعودتها إلى الله وكان فكرتهم عن منشأ الكون يبدأ من الله ثم إلى العقل ثم إلى النفس ثم إلى المادة الأولى ثم الأجسام والأفلاك والعناصر والمعادن والنبات والحيوان فكان نفس الإنسان من وجهة نظرهم جزء من النفس الكلية التي بدورها سترجع إلى الله ثانية يوم المعاد. والموت عند إخوان الصفاء يسمى البعث الأصغر، بينما تسمى عودة النفس الكلية إلى الله البعث الأكبر. وكان إخوان الصفا على قناعة أن الهدف المشترك بين الأديان والفلسفات المختلفة هو أن تتشبه النفس بالله بقدر ما يستطيعه الإنسان. كانت كتابات إخوان الصفا ولا تزال مصدر خلاف بين علماء الإسلام والتساؤل حول الانتماء المذهبي للجماعة فالبعض اعتبرهم من أتباع المدرسة المعتزلية والبعض الآخر اعتبرهم من نتاج المدرسة الباطنية وذهب البعض الآخر إلى وصفهم بالإلحاد والزندقة.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً





الأعلام للزركلي (1/ 155)
المَسْتُور
(000 - نحو 225 هـ = 000 - نحو 840 م)
أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، المعروف عند الإسماعيلية بالمستور، والمنعوت بالإمام التقي، وبالوفي: أحد من ينسب إليهم تصنيف (رسائل إخوان الصفا - ط) وينعتونها بأنها (القرآن بعد القرآن، وأنها قرآن العلم، والقرآن قرآن الوحي، وهي قرآن الإمامة وذلك قرآن النبوة) عاش المستور ومات في بلده (سلمية) بسورية. ويقال: إن أباه بدأ تصنيف الرسائل، ولما مات وخلفه في الإمامة ابنه صاحب الترجمة، جمع طائفة من علماء القوم، ووضعوا الرسائل. وربما كان فيهم من أرسل ما كتبه، وهو بعيد عن مجتمع سلمية. وعرف بالمستور لأنه كان يخشى عليه من بطش المأمون العباسي (1) .
__________
البربيريين الحاليين ومنهم مصباح البربير - الآتية ترجمته - ليسوا أحفاد أحمد هذا وإنما هم من نسل أخ له اسمه محمد.
(1) عيون الأخبار، لإدريس عماد الدين المتوفى سنة 872، 1467 المجلد الرابع.
وفيه الرد على من قال إن في الرسائل بيتا من شعر المتنبي، وهذا يقتضي أنها كتبت بعد عصر المستور، فقال: إن هذا البيت أورده بعض الناسخين من المتأخرين.
وانظر أعلام الإسماعيلية 128 - 136.




الأعلام للزركلي (3/ 59)
ابن رِفَاعَة
(000 - بعد 400 هـ = 000 - بع 1010 م)
زيد بن عبد الله بن مسعود بن رفاعة، أبو الخير الهاشمي: أحد مؤلفي (رسائل إخوان الصفا) كان في الري، وأقام بالبصرة زمنا طويلا.
واعتقد رأي الفلاسفة. أثنى عليه أبو حيان التوحيدي، ووصفه باتّقاد الذهن والتبصر في الآراء والتصرف في كل فن. وقال الذهبي: أبو الخير: لاصبحه الله بخير! له كتاب (أربعين حديثا) باطلة. وقال ابن حجر العسقلاني: معروف بوضع الحديث، على فلسفة فيه. وكان معاصرا للصاحب ابن عباد. وفي كتاب (الإمتاع والمؤانسة) : زعم ابن رفاعة وأصحابه أنه متى انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة العربية فقد حصل الكمال. ومن كتبه (جوامع إصلاح المنطق - ط) (1) .
__________
(1) الإمتاع والمؤانسة 2: 3 وسماه (زيد بن رفاعة) . وميزان الاعتدال للذهبي 1: 364 وفيه أنه حدث بالأربعين الباطلة، في الري، بعد سنة 400 هـ ولسان الميزان لابن حجر 2: 506 و 508 سماه أولا (زيد ابن رفاعة) ثم (زيد بن عبد الله) . وفي مجلة المجمع العلمي العربي 22: 182 مقال عنه للدكتور مصطفى جواد. وورد ذكره في المنتظم لابن الجوزي 9: 127.





لسان الميزان (2/ 506)
[2027] "زيد" بن رفاعة الهاشمي أبو الخير معروف بوضع الحديث على فلسفة فيه أخذ عن ابن دريد وابن الأنباري قال الخطيب كذاب وقال اللالكائي رأيته بالري قلت له أربعون موضوعة سرقها منه بن ودعان وسيأتي في بن عبد الله انتهى وقال المزي في جوابه عن حال الأربعين الودعانية كان من أجهل خلق الله بالحديث وأقلهم حياء وأجرأهم على الكذب وقد وضع عامتها على أسانيد صحاح مشهورة بين أهل الحديث يعرفها الخاص منهم والعام فكان ذلك أبلغ في هتك ستره وبيان عواره وقال أبو حيان التوحيدي في كتاب الإمتناع والموانسة كان زيد بن رفاعة ذا ذكاء وذهن وقاد ويقظة واتساع في الفنون من النظم والنثر والكتابة والبراعة في الحساب والحفظ لأيام الناس ومعرفة بالمقالات وتبصر في الآراء وتصرف في كل فن لكنه لا ينسب لمذهب لجيشانه في كل شيء وغليانه في كل باب وكان قد صحب المقدسي والمهرجوني والريحاني وغيرهم وهم الذين كانوا وضعوا رسائل إخوان الصفا وراموا الجمع بين الفلسفة والشريعة وقصتهم في ذلك مشهورة وساق أبو حيان قصتهم بطولها.




قصة الحضارة (13/ 206)
المؤلف: وِل ديورَانت = ويليام جيمس ديورَانت (المتوفى: 1981 م)
ترجمة: الدكتور زكي نجيب محمُود وآخرين
وأنشأ تلميذ لأحد تلاميذ الفارابي في بغداد عام 970 جمعية من العلماء-معروفة لنا باسم موطن منشئها-الجمعية السجستانية (1)، غرضها بحث المسائل الفلسفية. ولم تكن هذه الجمعية تسأل أعضائها عن أصلهم أو مللهم؛ ويبدو أنها صرفت همها كله إلى دراسة المنطق وفلسفة المعرفة؛ ولكن وجودها يدل على أن الرغبة في البحوث العلمية والعقلية لم تخبُ جذوتها في عاصمة الدولة الإسلامية. وأهم من هذه الجمعية شأناً، أو بالأحرى أعظم منها أثراً، جمعية أخرى من نوعها، ولكنها في واقع الأمر جمعية سرية من العلماء والفلاسفة، أنشئت في مدينة البصرة عام 983، ونعني بها جمعية إخوان الصفا (2). وكان سبب قيامها أن هؤلاء الإخوان روعهم ما شاهدوه من ضعف الخلافة الإسلامية، وفقر شعوبها، وفساد أخلاقهم؛ فتاقت نفوسهم إلى تجديد الإسلام من النواحي الأخلاقية، والروحية، والسياسية؛ وخيل إليهم أن هذا التجديد إنما يقوم على مزيج من الفلسفة اليونانية والمسيحية، والتصوف الإسلامي، وآراء الشيعة السياسية، والشريعة الإسلامية. وكانوا يفهمون الصداقة على أنها تعاون بين ذوي الكفايات والفضائل المختلفة، تأتي فيها كل طائفة بما تحتاجه الجماعة كلها وما لا تجده عند الطوائف الأخرى. وفي اعتقادها أن الوصول إلى الحقيقة عن طريق اجتماع العقول أيسر من الوصول إليها عن طريق التفكير الفردي. ولهذا كانوا يجتمعون في السر ويبحثون في حرية تامة شاملة، وتفكير واسع الأفق، وتأدب جم، جميع مشاكل الحياة الأساسية. وأصدرت الجماعة في آخر الأمر إحدى وخمسين رسالة جمعت شتات أبحاثها كلها، وضمنتها خلاصة العلوم الطبيعية والدينية، والفلسفة. وأولع أحد مسلمي الأندلس أثناء تجواله في بلاد الشرق الأدنى حوالي عام 1000م بهذه الوسائل فجمعها واحتفظ بها.
ونجد في هذه الرسائل البالغة 1134 صفحة تفسيراً علمياً للمد والجزر، والزلازل، والخسوف والكسوف، والأمواج الصوتية، وكثير غيرها من الظواهر الطبيعية، كما نجد فيها قبولاً صريحاً كاملاً للتنجيم والكيمياء الكاذبة، ولا تخلو من عبث بالسحر وتلاعب بالأعداد. أما ما فيها من العقائد الدينية فهو شديد الصلة بالأفلاطونية الجديدة كما هو شأن الكثرة الغالبة من كتابات المفكرين المسلمين؛ فهم يقولون إنه عن الموجود الأول أي الله يصدر العقل الفعال، وعن هذا العقل يصدر عالم الأجسام والنفوس؛ وإن جميع الأشياء المادية توجدها النفس، وتعمل عن طريقها؛ وكل نفس تظل مضطربة قلقة حتى تتصل بالعقل الفاعل، أو نفس العالم، أو النفس الكلية، ويتطلب هذا الاتصال تطهير النفس تطهيراً كاملاً، والأخلاق هي الفن الذي تصل به النفس إلى هذا التطهير؛ والعلم والفلسفة والدين كلها وسائل لبلوغهِ. ويجب علينا في سعينا للتطهير أن ننسج على منوال سقراط في الأمور العقلية. وأن ننهج نهج المسيح في الإحسان إلى الخلق عامة، ونهج عليّ في نبلهِ وتواضعهِ. فإذا ما تحرر العقل عن طريق المعرفة، وجب أن يحس بحريتهِ في أن يؤول عبارات القرآن التي تتناسب مع فهم بدو غير متحضرين يسكنون الصحراء تأويلاً مجازياً (66). ويمكن القول بوجه عام أن هذه الرسائل الإحدى والخمسين أكمل ما وصل إلينا من تعبير عن التفكير الإسلامي في العصر العباسي، وإنها أعظم تناسقاً من جميع الرسائل في هذا التفكير. وقد رأى علماء بغداد أن هذه الرسائل من قبيل الإلحاد فحرقوها في عام 1150؛ ولكنها رغم هذا ظلت تتداولها الأيدي، وكان لها أثر شامل عميق في الفلسفة الإسلامية واليهودية- نشاهده في كتابات الغزالي وابن رشد، وابن جبرول، وهليفي (67)؛ وتأثر بها كذلك المعري الشاعر الفيلسوف، ولعلها كان لها أثر في ذلك الرجل الذي بز في حياته القصيرة ما في رسائل هذه الجماعة المتعاونة المؤتلفة من نزعة عقلية، وكان أكثر من أصحابها سعة في الأفق وعمقاً في التفكير ونعني به ابن سينا. ذلك أن ابن سينا لم يكفه أن يكون....





الذريعة إلى ‏تصانيف ‏الشيعة، ج‏1، ص: 383
1980: إخوان الصفا
لبعض حكماء الشيعة، كما صرح بذلك المحقق الفيض في الأصول الأصلية عند نقله كلاما طويلا عن رسالة بيان اللغات من هذا الكتاب و فيه بيان وجه اختلاف المذاهب إلى قول مؤلفه (و أحدثوا في الأحكام و القضايا أشياء كثيره بآرائهم و عقولهم و ضلوا بذلك عن كتاب ربهم و سنة نبيهم و استكبروا عن أهل الذكر الذين بينهم و قد أمروا أن يسألوهم عما أشكل عليهم فظنوا لسخافة عقولهم أن الله سبحانه ترك أمر الشريعة و فرائض الديانات ناقصة حتى يحتاجوا أن يتموها بآرائهم الفاسدة و قياساتها الكاذبة و اجتهادهم الباطل إلى آخر كلامه و كذلك المولى محمد أمين الأسترآبادي في الفوائد المدنية نقل عن الرسالة الخامسة من الرياضيات من هذا الكتاب ما لفظه (إن أهل العلم لم يأخذوا علومهم من عوام الناس بل من صاحب الشريعة ميراثا لهم يأخذه المتأخر منهم من المتقدم أخذا روحانيا كما تحصل للابن صورة الأب من غير كد و لا تعب) إلى آخر كلامه الصريح في علوم الأئمة ع الحاصلة لهم من غير كد و لا تعب الموروثة لهم أبا عن أب إلى النبي الأكرم ص فظهر أن في هذا الكتاب عدة رسائل و لذا يعبر عنه برسائل إخوان الصفا و خلان الوفا كما في كشف الظنون و غيره و طبع مكررا سنة 1303 و سنة 1306 و قد ترجمه بالفارسية السيد أحمد الهندي و الترجمة في مكتبة راجه الفيض‏آبادي كما في فهرسها و ترجم بلغة أردو أيضا كما حكاه جرجي زيدان في تاريخ آداب اللغة في ج 2- ص 343 و أما أصل الكتاب فقد ذكرنا تصريح المحقق الفيض فيه و حكى القفطي المتوفى سنة 646 في أخبار الحكماء كلام أبي حيان التوحيدي علي بن محمد بن عباس المتوفى سنة 380 الراجع إلى وصف هذا الكتاب في جواب وزير صمصام الدولة حين سأله الوزير عن أحوال أبي الخير زيد بن رفاعة الهاشمي بأنك يا أبا حيان طالت عشرتك معه و اطلعت على خفاياه فأخبرني عنه فقال أبو حيان فيما قال إنه أقام بالبصرة زمانا طويلا و صادف بها جماعة لأصناف العلم و أنواع الصناعة منهم أبو سليمان محمد بن معشر (نصر) البيستي المعروف بالمقدسي و أبو الحسن علي بن هارون الزنجاني و أبو أحمد المهرجاني (النهرجوري) و العوفي و غيرهم فصحبهم و خدمهم و كانت هذه العصابة قد تآلفت بالعشرة و تصافت بالصداقة إلى قوله و صنفوا خمسين رسالة في جميع أجزاء الفلسفة علميها و عمليها و أفردوا لها فهرسا و سموه‏ رسائل إخوان الصفا و كتبوا فيه أسمائهم و حشوها بالكلمات الدينية و الأمثال الشرعية و رأيت جملة منها مبثوثة من كل فن بلا إشباع و عرضتها على شيخي محمد بن بهرام أبي سليمان المنطقي السجستاني و قال إنهم راموا أن يربطوا الشريعة بالفلسفة و ما استطاعوا انتهى ملخصا.





الذريعةإلى‏تصانيف‏الشيعة، ج‏2، ص: 357
1443: انتخاب إخوان الصفا
طبع في لندن سنة 1830 م كما يظهر من الفهارس. و مر أن أصله من تأليف حكماء الأصحاب توصلوا به إلى إظهار عقائدهم الحقة من وراء الستار، و لم يكن تسترهم خوفا من الرمي بالفلسفة كما زعمه جرجي زيدان في (ج 2) من تاريخ آداب اللغة العربية (ص 343) لأن الفلسفة منذ نقلت من كتب الأوائل إلى العربية كانت مرغوبة بين المسلمين و تتزايد الرغبات فيها حتى اليوم، نعم كان يرمي من أظهر خلاف عقائد العامة بالزندقة و الكفر كما نشاهده منهم في من يذكرونه في كتب التراجم.





أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 70
أبو سلمة احمد المجريطي‏
توفي سنة 395 منسوب إلى مجريط بلدة بالأندلس هي عاصمة اسبانيا اليوم و هي التي تسمى اليوم مدريد.
هذا الرجل من الحكماء الإسلاميين و له كتاب اسمه رسائل اخوان الصفا قيل انه أراد ان يفسر فيه الفلسفة بالدين و هو غير رسائل اخوان الصفا و خلان الوفا المشهور المطبوع الآتي ذكره في الألف مع الخاء الذي اجتمع على تاليفه جماعة لكنه يشبهه فلذلك اشتبه على جماعة أحد الكتابين بالآخر كما ستعرف. عن الفاضل الكاشاني ملا محسن الملقب بالفيض أنه قال في كتابه المسمى بالأصول الأصلية أن كتاب رسائل اخوان الصفا لبعض حكماء الشيعة صرح بذلك عند نقله كلاما طويلا عن رسالة بيان اللغات من هذا الكتاب و فيه بيان وجه اختلاف المذاهب إلى قول مؤلفه و أحدثوا في الأحكام و القضايا أشياء كثيرة بارائهم و عقولهم و ضلوا بذلك عن كتاب ربهم و سنة نبيهم و استكبروا عن أهل الذكر الذين بينهم و قد أمروا أن يسألوهم عما أشكل عليهم فظنوا لسخافة عقولهم أن الله سبحانه ترك امر الشريعة و فرائض الديانات ناقصة حتى يحتاجوا ان يتموها بارائهم الفاسدة و قياساتهم الكاذبة و اجتهادهم الباطل إلى آخر كلامه. و عن المولى محمد أمين الاسترآبادي في الفوائد المدنية انه نقل عن الرسالة الخامسة من الرياضيات من هذا الكتاب ما لفظه: أن أهل العلم لم يأخذوا علومهم من عوام الناس بل من صاحب الشريعة ميراثا لهم يأخذه المتأخر منهم من المتقدم أخذا روحانيا كما تحصل للابن صورة الأب من غير كد و لا تعب إلى آخر كلامه فلا يبعد أن يكون هذا إشارة إلى علوم الأئمة ع الحاصلة لهم من غير كد و لا تعب الموروثة لهم أبا عن أب إلى النبي الأكرم ص لكن في تعبيره عن ذلك بقوله أخذا روحانيا كما تحصل للابن صورة الأب خلط لأمور الشريعة بالفلسفة فعلوم أئمة أهل البيت ع ليست ماخوذة أخذا روحانيا كصورة الأب الحاصلة للابن و إن أمكن إرجاع كلامه إلى الصواب بنوع من التوجيه. و عن الآقا محمد علي بن الآقا محمد
أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 71
باقر البهبهاني انه بعد ما نقل عن الفاضل البيرجندي في شرح التذكرة ان كتاب اخوان الصفا ألفه جماعة قال و هذا وهم كما يظهر على من راجعه من وحدة نسق الكلام في كل رسالة و تكرار الحوالة في بعضها على بعض إلى غير ذلك من القرائن التي تظهر على المطلع" أ ه" أقول قد عرفت تعدد الكتاب المسمى رسائل اخوان الصفا فأحدهما لأبي سلمة احمد المجريطي و مؤلفه واحد و الثاني مؤلفه جماعة على أن وحدة نسق الكلام في كل رسالة لا تدل على وحدة المؤلف لأن جماعة إذا اشتركوا في تأليف كتاب واحد كان نسقه واحدا و جرت منهم الحوالة في بعضه على بعض قال و هو كتاب جيد جدا في فنه ثم قال مستظهرا لوحدة مصنفه: ذكر العارف القاشاني في الأصل الأخير من الأصول الاصلية انه من حكماء الشيعة ثم قال رحمه الله ان مصنفه أبو سلمة احمد المجريطي و قال المدقق الأسترآبادي في أواخر الفوائد المدنية أنه من أفضل الحكماء الإسلاميين قال و هو من الواقفين على موسى بن جعفر ع و يستفاد ذلك من صريح كلامه كان في دولة العباسية و قد أشار إلى حسبه في بعض رسائل ذلك الكتاب حيث قال في مباحث المخاصمة الواقعة بين زعماء الحيوانات و حكماء الجن و بين الأنس في مجلس الملك: فسكت الجماعة فقام عند ذلك غلام خير فاضل زكي مستبصر فارسي النسبة عربي الدين حنفي المذهب عراقي الأدب عبراني المخبر مسيحي المنهاج شامي النسك يوناني العلم ملكي السيرة رباني الأخلاق إلهي الرأي و قال: الحمد لله رب العرش العظيم و المقالة طويلة نقلنا منها موضع الحاجة، و أظن ان درة التاج للعلامة الشيرازي ترجمة كتاب اخوان الصفا في كثير من مواضعه و كانت له يد طولى في تواضيح الفنون المتعلقة بالخيال يشهد بذلك من تتبع كتابه هذا و قد بالغ في كتابه في عود الامام السابع و في ان الامام الثامن- يعني الرضا ع- لم يبلغ رتبة والده و قد بالغ في إنكار غيبة الامام من خوف المخالفين و في عود الامام السابع مكان التاسع و هذا الكلام منه صريح في رأي التناسخية و بالجملة أراد هو في رسائله الإحدى و الخمسين الموافقة في العدد للصلوات اليومية الراتبة (أي من الفرائض و النوافل التي تبلغ في اليوم و الليلة احدى و خمسين ركعة كما يقوله الشيعة) أن يجمع بين قواعد الفلاسفة و الشريعة المحمدية و مذهب الواقفية من الشيعة (أقول) إن كان المعني بالغلام في هذا الكلام نفسه أي مؤلف رسائل إخوان الصفا فقد صرح بأنه حنفي المذهب و قد يتنافى ذلك مع القول بأنه من حكماء الشيعة و صراحة كلامه في موافقة رأي التناسخية الذين تبرأ منهم الشيعة أشد منافاة هذا إن كان المنقول منه هذا الكلام هو كتاب المجريطي لكنه لا يمكن الوثوق بذلك لاحتمال كونه من كتاب جمعية اخوان الصفا لوقوع الاشتباه بين الكتابين كما عرفت و على كل حال فلم يتحقق كون أبي سلمة احمد المجريطي من موضوع كتابنا و سياتي بعض الكلام المرتبط بالمقام عند ذكر اخوان الصفا و خلان الوفا في باب الألف مع الخاء" إن شاء الله".







أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 226
اخوان الصفا و خلان الوفا
هم جماعة اجتمعوا على تأليف كتاب فيه احدى و خمسون رسالة و اشتهر الكتاب باسم رسائل اخوان الصفا و طبع مرارا في مصر و بمبئي و ليبسك و ترجمه إلى الفارسية السيد احمد الهندي و ترجم بلغة أردو و طبع في لندن و قد كتموا فيه أسماءهم لكن أبا حيان التوحيدي لما ساله وزير صمصام الدولة عنهم ذكر له أسماء جماعة منهم كما سياتي و ربما كان سبب كتمانهم ما يقال من ان الانتساب إلى الفلسفة كان مرادفا للانتساب إلى التعطيل و شاعت النقمة على المأمون لانه كان السبب في نقل الفلسفة إلى اللغة العربية حتى قال ابن تيمية: ما أظن الله يغفل عن المأمون و لا بد ان يعاقبه بما أدخله على هذه الأمة" انتهى" و ربما كان كتم اسمائهم لأن كتابهم هذا كتاب زندقة و تعطيل كما قد يفهم من بعض مواضع منه و نسب ذلك بعض العلماء اليه كما ستعرف فخافوا من إظهار اسمائهم ان يؤخذوا بذلك فيقتلوا و كانوا يجتمعون سرا و الله اعلم. و تشتمل رسائلهم هذه على النظر في مبادئ الموجودات و أصول الكائنات و الأرض و السماء و وجه الأرض و تغيراته و الكون و الفساد و السماء و العالم و علم النجوم و تكوين المعادن و علم النبات و أوصاف الحيوانات و مسقط النقطة و تركيب الجسد و الحاس و المحسوس و العقل و المعقول و الصنائع العلمية و العملية و العدد و خواصه و الهندسة و الموسيقى و المنطق و فروعه و اختلاف الأخلاق و طبيعة العدد و ان العالم إنسان كبير و الإنسان عالم صغير و ماهية العشق و البعث و النشور و أجناس الحركات و العلل و المعلولات و الحدود و الرسوم و بالجملة ضمنوها كل علم طبيعي أو رياضي أو فلسفي أو إلهي أو عقلي و فيها بحث من قبيل النشوء و الارتقاء.
و في ذيل الكتاب فصل في كيفية عشرة اخوان الصفا و تعاونهم بصدق المودة و الشفقة و أن الغرض منها التعاضد في الدين و ذكروا شروطا لقبول الاخوان فيها و غير ذلك.
و كان المعتزلة يتناقلون هذه الرسائل و يتدارسونها و يحملونها معهم سرا و لعله لذلك نسبت إليهم. و لم يمض مائة سنة على كتابتها حتى دخلت الأندلس على يد أبي الحكم عمرو بن عبد الرحمن الكرماني و هو من أهل قرطبة رحل إلى المشرق للتبحر في العلم فجاء بها معه إلى بلاده فما لبثت ان انتشرت هناك.
و كيف كان فلم يتحقق ان اخوان الصفا من موضوع كتابنا.
و في ترجمة دائرة المعارف الإسلامية:" اخوان الصفا" سنة 373 ظهرت جماعة سياسية دينية ذات نزعات شيعية متطرفة و ربما كانت اسماعيلية على وجه أصح و أعضاء هذه الجمعية التي اتخذت البصرة مقرا لها كانوا يطلقون على أنفسهم اخوان الصفا لأن غاية مقاصدهم انما كانت السعي إلى سعادة نفوسهم الخالدة بتضافرهم فيما بينهم و غير ذلك و خاصة العلوم التي تطهر النفس و لسنا نعرف شيئا عن نشاطهم السياسي اما جهودهم في التهذيب الفطري فقد أنتجت سلسلة من الرسائل رتبت ترتيبا جامعا لشتات العلوم تمشيا مع الأغراض التي قامت من أجلها الجماعة و كانوا يميلون إلى التعبير عما يجول في نفوسهم بأسلوب غير صريح" انتهى".
و قال جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي المتوفى سنة 646 في كتاب اخبار العلماء بأخبار الحكماء: اخوان الصفا و خلان الوفا هؤلاء جماعة اجتمعوا على تصنيف كتاب في أنواع الحكمة الأولى و رتبوه احدى و خمسين مقالة خمسون منها في خمسين نوعا من الحكمة و المقالة الحادية و الخمسون جامعة لانواع المقالات على طريق الاختصار و هي مقالات مشوقات غير مستقصات الادلة و لا ظاهرة الاحتجاج و كأنها للتنبيه و الإيماء إلى المقصود الذي يحصل عليه الطالب لنوع من أنواع الحكمة، و لما كتم مصنفوها أسماءهم اختلف الناس في الذي وضعها و كل قوم قالوا قولا بطريق الحدس و التخمين فقوم قالوا هي من كلام بعض الائمة من نسل علي بن أبي طالب و اختلفوا في اسم الامام الواضع لها اختلافا لا يثبت له حقيقة و قال آخرون هي تصنيف بعض متكلمي المعتزلة في العصر الأول و لم أزل شديد البحث و التطلب لذكر مصنفها حتى وقفت على كلام لابي حيان التوحيدي و هو علي بن محمد بن عباس المتوفى سنة 380 حين ساله وزير صمصام الدولة بن عضد الدولة في حدود سنة 373 فقال اني لا أزال اسمع من زيد بن رفاعة (و هو أبو الخير زيد بن رفاعة الهاشمي) يذكر الحروف و يذكر النقط و يزعم ان ألباء لم تنقط من تحت واحدة [لا] الا لسبب و التاء (لم تنقط من فوق اثنتين الا لعلة و الالف لم تعجم الا لغرض و أشباه هذه) و أشهد منه في عرض ذلك دعوى يتعاظم بها و ينتفخ بذكرها فما حديثه و ما شانه و ما دخلته فقد بلغني يا أبا حيان أنك تغشاه و تجلس اليه و من طالب عشرته لإنسان صدقت خبرته و أمكن اطلاعه على مستكن رأيه و خافي مذهبه فقلت هناك ذكاء غالب و ذهن وقاد و متسع في قول النظم و النثر مع الكتابة البارعة في الحساب و البلاغة و حفظ أيام الناس و سماع المقالات و تبصر في الآراء و الديانات و تصرف في كل فن. قال: فما مذهبه؟ قلت أ لا ينسب إلى شي‏ء و لا يعرف برهط لجيشانه بكل شي‏ء و غليانه بكل باب و لاختلاف ما يبدو من بسطته ببيانه و سطوته بلسانه، و قد أقام بالبصرة زمانا طويلا و صادف بها جماعة جامعة لاصناف العلم و أنواع الصناعة منهم أبو سليمان محمد بن معشر البستي و يعرف بالمقدسي و أبو الحسن علي بن هارون الزنجاني و محمد أحمد النهرجوري و العوفي و غيرهم فصحبهم و خدمهم و كانت هذه العصابة قد تألفت بالعشرة و تصافت بالصداقة و اجتمعت على القدس و الطهارة و النصيحة فوضعوا بينهم مذهبا زعموا انهم قربوا به الطريق إلى الفوز برضوان الله و ذلك أنهم قالوا ان الشريعة قد دنست بالجهالات و اختلطت بالضلالات و لا سبيل إلى غسلها و تطهيرها الا بالفلسفة لأنها حاوية للحكمة الاعتقادية و المصلحة الاجتهادية و زعموا انه متى انتظمت الفلسفة اليونانية و الشريعة العربية فقد حصل الكمال و صنفوا خمسين رسالة في جميع اجزاء الفلسفة علميها و عمليها و أفردوا لها فهرستا و سموها رسائل اخوان الصفا و كتموا فيها أسماءهم و بثوها في الوراقين و و هبوها لناس و حشوا هذه الرسائل بالكلمات الدينية و الأمثال الشرعية و الحروف المحتملة و الطرق‏
أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 227
المموهة. قال الوزير: فهل رأيت هذه الرسائل؟ قلت: رأيت جملة منها، و هي مبثوثة من كل فن بلا إشباع و لا كفاية، و فيها خرافات و كنايات و تلفيقات و تلزيقات، و حملت عدة منها إلى شيخنا أبي سليمان المنطقي السجستاني محمد بن بهرام و عرضتها عليه فنظر فيها أياما و تبحرها طويلا ثم ردها علي و قال: تعبوا و ما أغنوا، و نصبوا و ما اجدوا، و حاموا و ما وردوا، و غنوا و ما اطربوا، و نسجوا فهللوا و مشطوا ففلفلوا، ظنوا ما لا يكون و لا يمكن و لا يستطاع، ظنوا انه يمكنهم ان يدسوا الفلسفة التي هي علم النجوم و الأفلاك و المقادير و المجسطي و آثار الطبيعة و الموسيقى الذي هو معرفة النغم و الإيقاعات و النقرات و الأوزان و المنطق الذي هو اعتبار الأقوال بالاضافات و الكميات و الكيفيات في الشريعة و ان يربطوا الشريعة في الفلسفة و هذا مرام دونه حدد و قد تورك على هذا قبل هؤلاء قوم كانوا أحد أنيابا، و أحصر أسبابا، و أعظم اقدارا، و ارفع اخطارا، و أوسع قوى، و أوثق عرى، فلم يتم لهم ما أرادوه، و لا بلغوا منه ما املوه و حصلوا على لوثات قبيحة و لطخات واضحة موحشة و عواقب مخزية. فقال له البخاري" النجاري" بن العباس: و لم ذلك أيها الشيخ؟ فقال: ان الشريعة ماخوذة عن الله عز و جل بوساطة السفير بينه و بين الخلق من طريق الوحي و باب المناجاة و شهادة الآيات و ظهور المعجزات و في اثنائها ما لا سبيل إلى البحث عنه و الغوص فيه و لا بد من التسليم المدعو اليه و المنبه عليه و هناك يسقط لم، و يبطل كيف، و يزول هلا و يذهب لو وليت في الريح لان هذه المواد محسومة، و جملتها مشتملة على الخير ليس فيها حديث المنجم في تأثيرات الكواكب و حركات الأفلاك، و لا حديث صاحب الطبيعة الناظر في آثارها و ما يتعلق بالحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة. و ما الفاعل و ما المنفعل منها و كيف تمازجها و تنافرها، و لا فيها حديث المهندس الباحث عن مقادير الأشياء و لوازمها، و لا حديث المنطقي الباحث عن مراتب الأقوال و مناسب الأسماء و الحروف و الأفعال. قال فعلى هذا كيف يسوغ لاخوان الصفا ان ينصبوا من تلقاء أنفسهم دعوة تجمع حقائق الفلسفة في طريق الشريعة على ان وراء هذه الطوائف جماعة أيضا لهم ماخذ من هذه الأغراض كصاحب العزيمة و صاحب الكيمياء و صاحب الطلسم و عابر الرؤيا و مدعي السحر و مستعمل الوهم قال: و لو كانت هذه جائزة لكان الله تعالى نبه عليها و كان صاحب الشريعة يقوم شريعته بها و يكملها باستعمالها و يتلافى نقصها بهذه الزيادة التي تجدها في غيرها أو يحض المتفلسفين على إيضاحها بها و يتقدم إليهم بإتمامها و يفرض عليهم القيام بكل ما يذب عنها حسب طاقتهم فيها و لم يفعل ذلك بنفسه و لا وكله إلى غيره من خلفائه و القائمين بدينه بل نهى عن الخوض في هذه الأشياء و كره إلى الناس ذكرها و توعدهم عليها و قال من اتى عرافا أو كاهنا أو منجما يطلب غيب الله منه فقد حارب الله و من حارب الله حرب و من غالبة غلب و حتى قال: لو ان الله حبس عن الناس القطر سبع سنين ثم أرسله لأصبحت طائفة كافرين يقولون مطرنا بنوء المجدح. و لقد اختلفت الأمة ضروبا من الاختلاف في الأصول و الفروع و تنازعوا فيها فنونا من التنازع في الواضح و المشكل من الأحكام و الحلال و الحرام و التفسير و التأويل و العيان و الخبر و العادة و الاصطلاح فما فزعوا في شي‏ء من ذلك إلى منجم و لا طبيب و لا منطقي و لا هندسي و لا موسيقى و لا صاحب عزيمة و شعبذة و سحر و كيمياء لأن الله تعالى تمم الدين بنبيه ص و لم يحوجه بعد البيان الوارد بالوحي إلى بيان موضوع بالرأي و قال: كما لم نجد هذه الأمة تفزع إلى أصحاب الفلسفة في شي‏ء من أمورها فكذلك ما وجدنا أمة موسى ص تفزع إلى الفلاسفة في شي‏ء من دينها و كذلك امة عيسى ص و كذلك المجوس قال و مما يزيدك وضوحا ان الأمة اختلفت في آرائها و مذاهبها و مقالاتها فصارت أصنافا فيها و فرقا كالمعتزلة و المرجئة و الشيعة و السنية و الخوارج فما فزعت طائفة من هذه الطوائف إلى الفلاسفة و لا حققت مقالتها بشواهدهم و شهاداتهم و كذلك الفقهاء الذين اختلفوا في الأحكام من الحلال و الحرام منذ أيام الصدر الأول إلى يومنا هذا لم نجدهم تظاهروا بالفلاسفة و استنصروهم و قال اين الآن الدين من الفلسفة و أين الشي‏ء المأخوذ بالوحي النازل من الشي‏ء المأخوذ بالرأي الزائل فان أدلوا بالعقل فالعقل من هبة الله جل و عز لكل عبد و لكن بقدر ما يدرك به. و ليس كذلك الوحي فإنه على نوره المنتشر و بيانه المتيسر و لو كان العقل يكتفى به لم يكن للوحي فائدة و لا غناء على ان منازل الناس متفاوتة في العقل و أنصباؤهم مختلفة فيه فلو كنا نستغني عن الوحي كيف كان نصنع و ليس العقل بأسره لواحد منا فإنما هو لجميع الناس فان قال قائل بالعنت و الجهل كل عاقل موكول إلى قدر عقله و ليس عليه ان يستفيد الزيادة من غيره قيل له: كفاك عارا في هذا الرأي انه ليس لك فيه موافق و لو استقل إنسان واحد بعقله في دينه و دنياه لاستقل أيضا بقوته في جميع حاجاته في دينه و دنياه و لكان وحده يفي بجميع الصناعات و المعارف و كان لا يجتمع إلى أحد من نوعه و جنسه، و هذا قول مرذول و رأي مخذول. قال البخاري (النجاري) و قد اختلفت أيضا درجات النبوة بالوحي و إذا ساغ هذا الاختلاف بالوحي و لم يكن ذلك ثالما له ساغ أيضا في العقل. فقال: يا هذا اختلاف درجات أصحاب الوحي لم يخرجهم عن الثقة و الطمأنينة بمن اصطفاهم بالوحي و خصهم بالمناجاة و اجتباهم للرسالة و هذه الثقة و الطمأنينة مفقودتان في الناظرين بالعقول المختلفة لأنهم على بعد من الثقة و الطمأنينة الا في الشي‏ء القليل، و عوار هذا الكلام ظاهر. قال الوزير:
فما سمع شيئا من هذا المقدسي؟ قلت: بلى قد ألقيت اليه هذا و ما أشبهه في أوقات كثيرة بحضرة الوراقين بباب الطاق. فسكت و ما رآني أهلا للجواب، و لكن الحريري غلام ابن طرارة هيجه يوما في الوراقين بمثل هذا الكلام فاندفع فقال: الشريعة طب المرضى، و الفلسفة طب الأصحاء، و الأنبياء يطبون المرضى حتى لا يتزايد مرضهم و حتى يزول المرض بالعافية فقط. و أما الفلاسفة فإنهم يحفظون الصحة على أصحابها حتى لا يعتريهم مرض أصلا. و بين مدبر المريض و مدبر الصحيح فرق ظاهر لان غاية تدبير المريض ان ينتقل به إلى الصحة، و هذا إذا كان الدواء ناجعا و الطبع قابلا و الطبيب ناصحا و غاية تدبير الصحيح ان يحفظ الصحة و إذا حفظ الصحة فقد أفاده كسب الفضائل و فرغه لها و عرضه لاقتنائها، و صاحب هذه الحال فائز بالسعادة العظمى، و قد صار مستحقا للحياة الإلهية و الحياة الالهية هي الخلود و الديمومة، و ان كسب من يبرأ من المرض بطب صاحبه الفضائل أيضا فليست تلك الفضائل من جنس هذه الفضائل، لأن إحداهما تقليدية و الاخرى برهانية، و هذه مظنونة و هذه مستيقنة، و هذه روحانية و هذه جسمية و هذه دهرية و هذه زمانية.
قال المؤلف: ثم ان [ابان‏] أبو حيان ذكر تمام المناظرة بينهما فأطال فتركته إذ ليس ذلك من شرط هذا الكتاب و الله الموفق للصواب" انتهى ما أورده القفطي في تاريخ الحكماء".
و الكلام الذي حكاه أبو حيان عن شيخه محمد بن بهرام في الرد على اخوان الصفا في ربطهم الشريعة بالفلسفة كاف واف و يظهر من كلام أبي‏
أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 228
حيان المتقدم في وصف أبي الخير زيد بن رفاعة الهاشمي انه لا يتدين بدين و لا بد ان يكون باقي أصحابه مثله و أما زعم المقدسي ان الشريعة طب المرضى و الفلسفة طب الأصحاء فزعم فاسد بل الشريعة طب المرضى و الأصحاء كزعمه الفرق بينهما بان هذه تقليدية و هذه برهانية إلخ فان جل ما ذكره من الصفات أو كله بعكس ما ذكره.
و في رياض العلماء: ان بعض كلمات اخوان الصفا يدل على تشيعهم و بعضها يؤذن بتسننهم و بعضها يقتضي كفرهم و بعضها يورث إسلامهم.
ثم نقل عنهم:- فصل- و مما يدل على ان أهل بيت نبينا ص يرون هذا الرأي يعني ان النفس الناطقة باقية بعد خراب البدن تسليمهم أجسادهم إلى القتل يوم كربلاء و لم يرضوا ان ينزلوا على حكم يزيد و ابن زياد و صبروا على العطش و الطعن و الضرب حتى فارقت نفوسهم أجسادهم و رفعت إلى ملكوت السماء و لقوا آباءهم الطاهرين محمدا و عليا من المهاجرين و الأنصار الذين اتبعوهم في ساعة العسرة و الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه و لو لم يكن القوم متيقنين ببقاء نفوسهم بعد مفارقة أجسادهم لم يعجلوا إهلاك أجسادهم و تسليمها إلى القتل و الطعن و الضرب و فراق لذيذ عيش الدنيا و لكن القوم قد علموا و تيقنوا ما دعوا اليه من الحياة في الآخرة و النعيم و الخلود فيها و الفوز و النجاة من غرور الدنيا و بلاياها، فبادر القوم إلى ما تصوروا و تحققوا و تسارعوا في الخيرات و كانوا يدعون ربهم رغبا و رهبا، و كانوا من خشيته مشفقين. و في موضع آخر: و مما يجمعنا و إياك أيها الأخ محبة نبينا صلوات الله عليه و أهل بيته و ولاية أمير المؤمنين علي خير الوصيين" انتهى".
و على كل حال ففي اخوان الصفا شي‏ء من الشذوذ و التعمق في الأمور و من ذلك زعم زيد بن رفاعة ان في نقط الحروف و اعجامها اسرارا، فالنقط و الاعجام لم يكن الا للتفرقة بين الحروف و ما قد يقال فيه لا يخرج عن الوهم و التخيل بدون حقيقة ثابتة. و مر في أبي سلمة احمد المجريطي ما يرتبط بالمقام.