سال بعدالفهرستسال قبل

علي بن عبد الله بن وصيف أبو الحسن الحلّاء الناشي الأصغر(271 - 366 هـ = 884 - 976 م)

علي بن عبد الله بن وصيف أبو الحسن الحلّاء الناشي الأصغر(271 - 366 هـ = 884 - 976 م)




الأعلام للزركلي (4/ 304)
الناشِئ الأَصْغَر
(271 - 366 هـ = 884 - 976 م)
علي بن عبد الله بن وصيف، أبو الحسن الحلّاء المعروف بالناشئ الأصغر: شاعر مجيد، من أهل بغداد. كان إماميا، له قصائد كثيرة في أهل البيت. أخذ علم الكلام عن ابن نوبخت وغيره، وصنف الكلام عن ابن نوبخت وغيره، وصنف كتبا. وقصد سيف الدولة بحلب، وأملى " ديوان شعره " في مسجد الكوفة، فخضر مجلسه بها المتنبي، وهو صغير. وتوفي ببغداد. كان في صغره يعمل النحاس ويحلّيه في صنعة بديعة، فقيل له " الحلّاء " وكان جده " وصيف " مملوكا، وأبوه عبد الله عطارا (2) .
__________
(2) وفيات الأعيان 1: 354 وإرشاد الأريب 5: 235 - 244 وسير النبلاء - خ. الطبقة العشرون. وفهرست الطوسي 89 ولسان الميزان 4: 238 وهو فيه " الناشئ الصغير ".







رجال النجاشي، ص: 271
709 علي بن وصيف أبو الحسين‏
الناشي الشاعر المتكلم ذكر شيخنا رضي الله عنه أن له كتابا في الإمامة.





الرجال (لابن داود)، ص: 253
1077 علي بن وصيف أبو الحسن‏ الناشي الشاعر المتكلم.


الرجال (لابن داود)، ص: 487
345 علي بن وصيف أبو الحسن‏ الناشي، كان متكلما شاعرا مجودا فقيها على مذهب أهل الظاهر.


رجال العلامة الحلي، ص: 233
9 علي بن وصيف أبو الحسن الناشي‏ كان متكلما شاعرا مجودا و كان يتكلم على مذهب أهل الظاهر في الفقه.










معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (4/ 1784)
[774] علي بن عبد الله بن وصيف الناشىء الحلّاء
ويكنى أبا الحسين:
قال ابن عبد الرحيم: حدثني أبو عبد الله الخالع قال، حدثني الناشىء قال:
كان جدي وصيف مملوكا، وكان عبد الله أبي عطارا في الخضرية بالجانب الشرقي، وكنت لما نشأت معه في دكانه كان ابن الرومي يجلس عندنا وأنا لا أعرفه، وكان يلبس الدراعة وثيابه وسخة، وانقطع عنا مدة فسألت عنه أبي وقلت: ما فعل ذلك الشيخ الوسخ الثياب الذي كان يجلس إلينا؟ فقال: ويحك ذاك ابن الرومي وقد مات، فندمت أن لم أكن أخذت عنه شيئا ولا عرفته في حال حضوره وتشاغلت بالصنعة عن طلب العلم، ثم لقيت ثعلبا ولم آخذ عنه إلا أبياتا وهي:
إن أخا الأخوان من يسعى معك ... ومن يضرّ نفسه لينفعك
قال الخالع: وكان الناشىء قليل البضاعة في الأدب، قؤوما بالكلام والجدل، يعتقد الامامة ويناظر عليها بأجود عبارة، فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتى عرف بهم، وأشعاره فيهم لا تحصى كثرة، ومدح مع ذلك الراضي بالله وله معه أخبار، وقصد كافورا الإخشيديّ بمصر وامتدحه، وامتدح ابن حنزابة وكان ينادمه، وطرأ إلى البريديين بالبصرة وإلى أبي الفضل ابن العميد بأرجان وعضد الدولة بفارس، وكان مولده على ما خبرني به سنة إحدى وسبعين ومائتين، ومات يوم الاثنين لخمس خلون من صفر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وكنت حينئذ بالري فورد كتاب ابن بقية إلى ابن العميد بخبره، وقيل إنه تبع جنازته ماشيا وأهل الدولة كلهم، ودفن في مقابر قريش وقبره هناك معروف.
قال الخالع: ولم يخلّف عقبا، ولا علمت أنه تزوج قط، وكان يميل إلى الأحداث، ولا يشرب النبيذ، وله في المجون والولع طبقة عالية، وعنه أخذ مجّان باب الطاق كلّهم هذه الطريقة. وكان يخلط بجدله ومناظراته هزلا مستملحا ومجونا مستطابا يعتمد به إخجال خصمه وكسر حدّه، وله في ذلك أخبار مشهورة. وكانت له جارية سوداء تخدمه، فدخل يوما إلى دار أخته وأنا معه، فرأى صبيا صغيرا أسود فقال لها: من هذا؟ فسكتت، فألحّ عليها فقالت: ابن بشارة، فقال: ممن؟ فقالت:
من أجل هذا أمسكت، فاستدعى الجارية وقال لها: هذا الصبيّ من أبوه؟ فقالت: ما له أب، فالتفت إليّ فقال: سلّم إذن على المسيح عليه السلام.
قال ابن عبد الرحيم حدثني الخالع قال حدثني الناشىء قال: أدخلني ابن رائق على الراضي بالله، وكنت مدّاحا لابن رائق ونافقا عليه، فلما وصلت إلى الراضي قال لي: أنت الناشىء الرافضيّ؟ فقلت: خادم أمير المؤمنين الشيعي، فقال: من أيّ الشيعة؟ قلت: شيعة بني هاشم، فقال: هذا خبث حيلة، فقلت: مع طهارة مولد، فقال: هات ما معك، فأنشدته فأمر أن يخلع عليّ عشر قطع ثيابا وأعطى أربعة آلاف درهم، فأخرج إليّ ذلك وتسلمته، وعدت إلى حضرته فقبلت الأرض وشكرته وقلت: أنا ممن يلبس الطيلسان، فقال: ها هنا طيالس عدنية أعطوه منها طيلسانا وأضيفوا إليها عمامة خزّ ففعلوا، فقال: أنشدني من شعرك في بني هاشم فأنشدته:
بني العباس إن لكم دماء ... أراقتها أمية بالذحول
فليس بهاشميّ من يوالي ... أمية واللعين أبا زبيل
فقال: ما بينك وبين أبي زبيل؟ فقلت: أمير المؤمنين أعلم، فتبسم وقال:
انصرف.
قال الخالع: وشاهدت العمامة والطيلسان معه وبقيا عنده إلى أن مات.
قال وحدثني الخالع قال: كان أبو الحسين شيخا طويلا جسيما عظيم الخلقة عريض الألواح موفّر القوة جهوريّ الصوت، عمّر نيّفا وتسعين سنة، لم تضطرب أسنانه ولا قلع سنّا منها ولا من أضراسه، وكان يعمل الصّفر ويخرّمه، وله فيه صنعة بديعة، قال: ومن عمله قنديل بالمشهد بمقابر قريش مربّع غاية في حسنه.
قال الخالع: ومن مجونه في المناظرات وغيرها أنه ناظر أبا الحسن علي بن عيسى الرماني في مسألة، فانقطع الرماني وقال: أعاود النظر وربما كان في أصحابي من هو أعلم مني بهذه المسألة، فإن ثبت الحقّ معك وافقتك عليه، فأخذ يندّد به، ودخل أبو الحسن علي بن كعب الأنصاري أحد المعتزلة فقال: في أيّ شيء أنتم يابا الحسن؟ فقال: في ثيابنا، فقال: دعنا من مجونك وأعد المسألة فلعلنا أن نقدح فيها، فقال: كيف تقدح وحرّاقك رطب؟ ومنه: حكايته المشهورة مع الأشعري الذي ناظره فصفعه فقال: ما هذا يا أبا الحسين؟ فقال: هذا فعل الله بك، فلم تغضب مني؟ فقال: ما فعله غيرك وهذا سوء أدب وخارج عن المناظرة، فقال: ناقضت، إن أقمت على مذهبك فهو من فعل الله، وإن انتقلت فخذ العوض، فانقطع المجلس بالضحك وصارت نادرة.
قال عبيد الله الفقير إليه تعالى مؤلف هذا الكتاب: لو كان الأشعريّ ماهرا لقام إليه وصفعه أشدّ من تلك ثم يقول له: صدقت تلك من فعل الله بي وهذه من فعل الله بك، فتصير النادرة عليه لا له.
قال الخالع فأنشدني يوما لنفسه من قصيدة:
تجاه الشظا جنب الحمى فالمشرف ... حيال الربى فالشاهق المتشرف
فقلت له: بم ارتفعت هذه الأسماء وهي ظروف؟ فقال بما يسوءك. وبعد هذا البيت:
طلول أطال الحزن لي حزن نهجها ... وألزمني وجدا عليها التأسّف
فإذا حمل ما قاله على أن يجعل تلك الظروف هي الطلول وهي ما شخص من الأرض وجعلت شخوصا جاز الرفع على هذا التأويل، وإن جعلت محالّ للطلول فليس إلا النصب.
ومن هذه القصيدة:
وقفت على أرجائها أسأل الربى ... عن الخرّد الأتراب والدار صفصف
وكيف يجيب السائلين مرابع ... عفتها شآبيب من المزن وكّف
ومنها في وصف الخمر:
دنان كرهبان عليها برانس ... من الخزّ دكن يوم فصح تصفّف
ينظّم منها المزج سلكا كأنه ... إذا ما بدا في الكأس درّ منصّف
ومن مجون الناشىء أنه ناظر بعض المجبرة، فحرك الجبريّ يده فقال للناشىء: هذه من حركها؟ فقال الناشىء: من أمه زانية، فغضب الرجل، فقال له:
ناقضت إذا كان المحرك غيرك لم تغضب.
قال عبيد الله الفقير إليه: وهذا أيضا كفر وبهت لأن المحرك لها على اعتقاد الناشىء مناظره فقد أساء العشرة مع جليسه، وعلى مذهب صاحبه الخالق فقد كفر، فعلى كلّ حال هو مسيء.
وسمع يوما رجلا ينادي على لحم البقر: أين من حلف ألّا يغبن؟ فقال له:
أيش تريد منه؟ تريد أن تحنثه؟
ولقب رجلا من باب الطاق بالأبعد ولقب آخر بالآخر، وهاتان لفظتان جامعتان لكل سبّ وقذف، لأن الناس مغرون بإلحاق كلّ قبيح فظيع بهما على سبيل الكناية والاستراحة في الكلام إليهما.
قال الخالع وحدثني الناشىء قال: لما وفدت على سيف الدولة وقع فيّ أبو العباس النامي وقال: هذا يكتب التعاويذ، فقلت لسيف الدولة: يتأمّل الأمير خطّي، فإن كان يصلح أن يكتب بمثله على المساجد بالديخ فالقول كما قال، فأنشدته قصيدة أولها:
الدهر أيّامه ماض ومرتقب
وقلت فيها:
فارحل إلى حلب فالخير منحلب ... من نيل كفك إن لا حت لنا حلب
فقال: يا أبا الحسين هذا بيت جيد لكنه كثير اللبن.
وأنشدته قصيدة أخرى أقول فيها:
كأن مشيبي إذ يلوح عقارب ... وأقتل ما أبصرت بيض العقارب
كأن الثريا عوذة في تميمة ... وقد حليت واستودعت حرز كاعب
12
وحدث الخالع قال حدثني أبو الحسين الناشىء قال: كنت بالكوفة في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وأنا أملي شعري في المسجد الجامع بها والناس يكتبونه عني، وكان المتنبي إذ ذاك يحضر معهم، وهو بعد لم يعرف ولم يلقب بالمتنبي، فأمليت القصيدة التي أولها:
بآل محمد عرف الصواب ... وفي أبياتهم نزل الكتاب
وقلت فيها:
كأن سنان ذابله ضمير ... فليس عن القلوب له ذهاب
وصارمه كبيعته بخمّ ... مقاصدها من الخلق الرقاب
فلمحته يكتب هذين البيتين، ومنها أخذ ما أنشدتموني الآن من قوله «1» :
كأن الهام في الهيجا عيون ... وقد طبعت سيوفك من رقاد
وقد صغت الأسنة من هموم ... فما يخطرن إلا في فؤاد
قال الخالع وأصل هذا لأبي تمام «2» :
من كلّ أزرق نظّار بلا نظر ... إلى المقاتل ما في متنه أود
كانه كان ترب الحبّ مذ زمن ... فليس يعجزه قلب ولا كبد
وعليه وضع المتنبي، وسبق إلى ذلك ديك الجن أيضا في قوله «3» :
فتى ينصبّ في ثغر القوافي ... كما ينصبّ في المقل الرقاد
وأبيات المتنبي أمثل من الجميع إذا تركت العصبية.
قال ابن عبد الرحيم حدثني الخالع قال: كنت مع والدي في سنة ست وأربعين وثلاثمائة وأنا صبي في مجلس الّلبوديّ في المسجد الذي بين الورّاقين والصاغة وهو غاصّ بالناس، وإذا رجل قد وافى وعليه مرقّعة وفي يده سطيحة وركوة ومعه عكاز وهو شعث، فسلم على الجماعة بصوت يرفعه ثم قال: أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، فقالوا: مرحبا بك وأهلا ورفعوه، فقال: أتعرفون لي أحمد المزوق النائح؟ فقالوا: ها هو جالس، فقال: رأيت مولاتنا عليها السلام في النوم فقالت لي امض إلى بغداد واطلبه وقل له نح على ابني بشعر الناشىء الذي يقول فيه:
بني أحمد قلبي لكم يتقطّع ... بمثل مصابي فيكم ليس يسمع
وكان الناشىء حاضرا، فلطم لطما عظيما على وجهه وتبعه المزوق والناس كلّهم، وكان أشدّ الناس في ذلك الناشىء ثم المزوق، ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم إلى أن صلّى الناس الظهر وتقوض المجلس وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئا منهم فقال: والله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها فإنني لا أرى أن أكون رسول مولاتي عليها السلام ثم آخذ عن ذلك عوضا، وانصرف ولم يقبل شيئا. قال: ومن هذه القصيدة وهي بضعة عشر بيتا:
عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم ... ويسطو عليكم من لكم كان يخضع
كأنّ رسول الله أوصى بقتلكم ... فأجسامكم في كلّ أرض توزّع
قال وحدثني الخالع قال: اجتزت بالناشىء يوما وهو جالس في السرّاجين فقال لي: قد عملت قصيدة وقد طلبت وأريد أن تكتبها بخطك حتى أخرجها فقلت: أمضي في حاجة وأعود، وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح، فقال لي: أحبّ أن تقوم فتكتب قصيدة الناشىء البائيّة فانا قد نحنا بها البارحة في المشهد، وكان هذا الرجل قد توفي وهو عائد من الزيارة، فقمت ورجعت إليه وقلت: هات البائية حتى أكتبها، فقال:
من أين علمت أنها بائية وما ذاكرت بها أحدا؟! فحدثته بالمنام فبكى وقال: لا شك أن الوقت قد دنا، فكتبتها فكان أولها:
رجائي بعيد والممات قريب ... ويخطىء ظنّي والمنون تصيب
ومن شعر الناشىء:
وليل توارى النجم من طول مكثه ... كما ازورّ محبوب لخوف رقيبه
كأنّ الثريا فيه باقة نرجس ... يجيء بها ذو صبوة لحبيبه

وله:
وكأنّ عقرب صدغه وقفت ... لما دنت من نار وجنته
قرأت بخط البديع بن عبد الله الهمذاني في ما قرأه على ابن فارس اللغوي، سمعت أبا الحسين الناشىء علي بن عبد الله بن وصيف بمدينة السلام قال: حضرت مجلس أبي الحسن ابن المغلس الفقيه فانقلبت محبرة لبعض من حضر على ثيابي، فدخل أبو الحسن وحمل إليّ قميصا دبيقيا ورداء حسنا، قال: فأخذتهما ورجعت إلى بيتي وغسلت ثيابي ولبستها ورددت القميص والرداء إلى أبي الحسن، فلما رآهما غضب غضبا شديدا وقال: البسه، لولا أنك تتوشح بالأدب لجفوتك.
وهذه حكاية وجدتها بعد أخبار الناشىء بخطّ المصنف: قرأت في كتاب محمد بن أبي الأزهر في عقلاء المجانين، حدثني علي بن إبراهيم بن موسى الكاتب قال: كنت يوما جالسا في صحن داري إذا حجارة قد سقطت عليّ بالقرب مني فبادرت هاربا وأمرت الغلام بالصعود إلى السطوح والنظر من أين أتتنا الحجارة، فرجع إليّ وقال لي: يا مولاي امرأة من دار ابن الرومي الشاعر تقول الله الله فينا اسقونا ماء وإلا متنا عطشا، فإن الباب علينا مقفل منذ ثلاثة أيام بسبب تطيّر صاحبنا، فانه يلبس ثيابه في كلّ يوم ويتعوذ ويقرأ ثم يصير إلى الباب والمفتاح معه، فيضع عينه على خلل من الباب فتقع على جار له كان نازلا بازائه وكان أعور، فإذا بصر به رجع وخلع ثيابه وترك الباب على حاله سائر يومه وليلته، فدفع إليها ما طلبته. فلما كان من غد وجهت بخادم لي اسمه طاهر، وكان ابن الرومي يعرفه، وأمرته أن يجلس على بابه، وتقدمت إلى بعض الغلمان في المصير إلى الأعور برسالتي ومسألته المصير إليّ، فلما زال الرجل عن موضعه دقّ الخادم الباب على ابن الرومي وخاطبه وسأله المصير إليّ أيضا، قال الخادم: فخرج فوضع عينه على ذلك الموضع فوقعت عينه عليّ ولم ير جاره ففتح الباب وخرج لا تقلع عينه عن النظر إليّ ولا يصرف كلامه إلا إلى ناحيتي. قال علي بن إبراهيم: فإني لجالس أنتظره وقد انصرف الأعور إذ وافاني أبو خديجة الطرسوسيّ وكان في ناحية إسماعيل بن إسحاق القاضي، وقد دفع إليه المعتضد برذعة «1» ليوصله إلى الحسن ابنه ليتولّى تسليمه إلى ابن راشد، فنحن نتحدث إذ دخل ابن الرومي مع الخادم علينا، فلما تخطا عتبة باب الصحن عثر فانقطع شسع نعله فأخذها بيده ودخل مذعورا، فقلت له: أيكون شيء يا أبا الحسن أحسن من خروجك من منزلك على وجه خادمي؟ فقال: قد لحقني ما رأيت من العثرة لأني أفكرت أنّ به عاهة، قلت: وما هي؟ قال: هو مجبوب، فقال برذعة الموسوس: وشيخنا يتطير؟ قلت: نعم ويفرط، قال: ومن هو؟ قلت: هذا علي بن الرومي الكاتب، قال: الشاعر؟
قلت: نعم، فأقبل عليه فقال:
ولما رأيت الدهر يؤذن صرفه ... بتفريق ما بيني وبين الحبائب
رجعت إلى نفسي فوطّنتها على ... ركوب جميل الصبر عند النوائب
ومن صحب الدنيا على جور حكمها ... فأيامه محفوفة بالمصائب
فخذ خلسة من كلّ يوم تعيشه ... وكن حذرا من كامنات العواقب
ودع عنك ذكر الفأل والزجر واطّرح ... تطيّر جار أو تفاؤل صاحب
فرأيت ابن الرومي شبيها بالباهت، ولم أدر أنه قد شغل قلبه بحفظ الأبيات، ثم نهض برذعة وأبو خديجة معه فقال له ابن الرومي: والله لا تطيرت بعد هذا، فأقام عندي وكتبت هذه الأبيات من حفظه وزالت عنه الطيرة.
__________
[774]- اليتيمة 1: 232 وفهرست الطوسي: 89 وابن خلكان 3: 369 وسير الذهبي 16: 222 ولسان الميزان 4: 238 وعيون التواريخ (نسخة الفاتح: 4441) الورقة: 6.



لسان الميزان (4/ 238)
[642] "علي" بن عبد الله ابن وصيف الناشي الصغير أبو الحسن الحلا بالمهملة المفتوحة وتشديد اللام كان عالما بإلادب فيما في علم الكلام شيعيا جلدا أكثر شعره في مدح أهل البيت روى عن المبرد وابن المعتز وغيرهما حدث عنه أبو عبد الله الخالع وأبو الحسين بن فارس وأبو بكر بن زرعة الهمداني وعبد الواحد العكبري وعبد السلام بن الحسين البصري اللغوي وغيرهم وكان يذكر أنه رأى ابن الرومي الشاعر مرارا ولم يأخذ عنه وابن جده كان عطارا وأنه نشأ معه في دكأنه وكان يعرف بالحياء لأنه كان يعمل الصفر ويخدمه وله فيه صنعة بديعة ولقي ثعلبا وتشاغل بالحرفة عن السماع منه قال الخالع وكان مولده سنة إحدى وسبعين ومائتين وكان عالي الطبقة في المجون ملازما الحصبة إلاحداث لم يتزوج قط وذكر أنه دخل على الراضي فقال له أنت الناشي الرافضي قلت بل الشيعي قال أي الشيعة قلت شيعة بني هشام قال هذا حسب حلة قلت مع طهارة مولده فسمع مدحه وأجازه وكان جهوري الصوت عمر نيفا وتسعين سنة لم تضطرب أسنانه وقد ناظر الرماني فقطعه فدخل علي بن كعب الأنصاري المعتزلي فقال في أي شيء أنتم قال له الناشيء في ثيابنا وقال دع مجونك وقلها عسى أن يقدح فيها قال كيف نقدح وحرافك رطب وسمع جرارا يقول أين من حلف أن لا يغبن فقال له كأنك تردي أنه يحنث وقال الخالع دخل رجل شعب سنة ست وأربعين وعليه مرقعة معه سطحية وركوة ومعه عكاز فسلم وقال بصوت مرتفع أنا رسول فاطمة الزهراء فقالوا له مرحبا وأهلا فقال رأيت مولاتنا في النوم فقلت لي امض إلى بغداد واطلب أحمد المورق الناسخ وقل له نح على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه.
بني أحمد قلبي لكم يتقطع ... بمثل ماصبي فيكم ليس يسمع
فسمعه الناشي وكان حاضرا فلطم لطما عظيما على وجهه وتبعه الناس فناحوا بهذه القصيدة إلى الظهر وجهد بالرجل أن يقبل شيئا فامتنع ومن هذه القصيدة قوله
"شعر"
عجبت لكم يفنون قتلا مشيعكم ... ويسطو عليكم من لكم كان يخضع
كان رسول الله أوصى بقتلكم ... فاجسامكم من كل أرض تزرع
وقال الخالع رأيت عبد العزيز الشطرنجي في النوم وكان يكثر زيارة مشهد الحسين فقال لي أريد أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فإننا قد نحنا بها البارحة في المشهد قاله أوله.
"شعر"
رجائي بعيد والممات قريب ... ويخطئ ظني والمنون تصيب
قال فقمت فتوجهت إلى الناشي فقلت له هات البائية حتى أكتبها فقال من أين علمت فحدثته بالمنام فبكى وقام فأخرجها لي قال ياقوت في [معجم الأدباء] مات الناشىء في صفر سنة خمس وستين وثلاث مائة وأرخه بن النجار عن الصابي وغيره سنة ست وستين وأنه مات فجأة.














لسان الميزان ت أبي غدة (5/ 556)
5427 - (ز): علي بن عبد الله بن وصيف الناشي الصغير أبو الحسن الحلاء - بالمهملة المفتوحة وتشديد اللام.
كان عالما بالأدب قَيما في علم الكلام , شيعيا جلدا أكثر شعره في مدح أهل البيت.
روى عن المبرد، وَابن المعتز، وَغيرهما.
حدث عنه أبو عبد الله الخالع وأبو الحسين بن فارس وأبو بكر بن روزبه الهمذاني وعبد الواحد بن أحمد العكبري وعبد السلام بن الحسين البصري اللغوي، وَغيرهم.
وكان يذكر أنه رأى ابن الرومي الشاعر مرارا ولم يأخذ عنه.
وأن جده كان عطارا وأنه نشأ معه في دكانه وكان يعرف بالحلاء لأنه كان يعمل الصفر ويخرمه وله فيه صنعة بديعة ولقي ثعلبا وتشاغل بالحرفة عن السماع منه.
قال الخالع: كان مولده سنة إحدى وسبعين ومئتين وكان عالي الطبقة في المجون ملازما لصحبة الأحداث لم يتزوج قط.
وذكر أنه أدخل على الراضي فقال له: أنت الناشي الرافضي؟ قلت: بل الشيعي , قال: أي الشيعة؟ قلت: شيعة بني هاشم , قال: هذا خبث حيلة , قلت: مع طهارة مولد فسمع مدحه وأجازه.
قال: وكان جهوري الصوت , عُمِّر نيفا وتسعين سنة لم تضطرب أسنانه وقد ناظر الرماني فقطعه فدخل علي بن كعب الأنصاري المعتزلي فقال: في أي شيء أنتم؟ قال له الناشي: في ثيابنا , قال: دع مجونك وقلها عسى أن نقدح فيها , قال: كيف تقدح وحر أمك رطب؟. [ص:557]
وسمع جرارا يقول: أين من حلف أن لا يغبن؟ فقال له: كأنك تريد أن يحنث.
وقال الخالع: دخل رجل شعث سنة ست وأربعين وعليه مرقعة معه سطيحة وركوة ومعه عكاز فسلم وقال بصوت مرتفع: أنا رسول فاطمة الزهراء فقالوا له: مرحبا وأهلا فقال: رأيت مولاتنا في النوم فقالت لي: امض إلى بغداد واطلب أحمد المُزَوِّق الناسخ وقل له: نُح عَلَى ابْنَي بِشِعْر الناشي الذي يقول فيه:
بني أحمد قلبي لكم يتقطع ... بمثل مُصابي فيكم ليس يسمع
فسمعه الناشي وكان حاضرا فلطم لطما عظيما على وجهه وتبعه الناس فناحوا بهذه القصيدة إلى الظُّهر وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئا فامتنع ومن هذه القصيدة قوله:
عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم ... ويسطو عليكم من لكم كان يخضع
كأن رسول الله أوصى بقتلكم ... فأجسامكم في كل أرض توزع
وقال الخالع: رأيت عبد العزيز الشطرنجي في النوم وكان يكثر زيارة مشهد الحسين فقال لي: أريد أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فإننا قد نحنا بها البارحة في المشهد قال: وأولها:
رجائي بعيد والممات قريب ... ويخطىء ظني والمنون تصيب
قال: فقمت فتوجهت إلى الناشي فقلت له: هات البائية حتى أكتبها فقال: من أين علمت؟ فحدثته بالمنام فبكى وقام فأخرجها لي.
قال ياقوت في معجم الأدباء: مات الناشي في صفر سنة 365.
وأرخه ابن النجار عن الصابىء، وَغيره سنة 66 وأنه مات فجأة.











الكتاب : الناشي الصغير وشعره في الغدير
الناشي الصغير
وشعره في الغدير
تأليف
العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني
سلسلة الكتب المؤلفة في أهل البيت عليهم السلام (67)
إعداد
مركز الأبحاث العقائدية
(1/1)
************
فهرس المطالب
? الناشي الصغير
? ما يتبع الشعر
? الشاعر
? ولادته ووفاته
? لفت نظر
? مصادر ترجمة الناشي
(2/1)
************
الناشي الصغير
المولود 271
المتوفى 365
يا آل ياسين من يحبكم * بغير شك لنفسه نصحا
أنتم رشاد من الضلال كما * كل فساد بحبكم صلحا
وكل مستحسن لغيركم * إن قيس يوما بفضكم قبحا
ما محيت آية النهار لنا * وآية الليل ذو الجلال محا
وكيف تمحى أنوار رشدكم * وأنتم في دجى الظلام ضحى
أبوكم أحمد وصاحبه * الممنوح من علم ربه منحا
ذاك علي الذي تفرده * في يوم " خم " بفضله اتضحا
إذ قال بين الورى وقام به * معتضدا في القيام مكتشحا
: من كنت مولاه فالوصي له * مولى بوحي من الإله وحا
فبخبخوا ثم بايعوه ومن * يبايع الله مخلصا ربحا
ذاك علي الذي يقول له * جبريل يوم النزال ممتدحا
: لا سيف إلا سيف الوصي ولا * فتى سواه إن حادث فدحا
لو وزنوا ضربه لعمرو وأعمال * البرايا لضربه رجحا
ذاك علي الذي تراجع عن * فتح سواه وسار فافتتحا
في يوم حض اليهود حين أقل * الباب من حصنهم وحين دحا
لم يشهد المسلمون قط رحى * حرب وألفوا سواه قطب رحى
صلى عليه الإله تزكية * ووفق العبد ينشؤ المدحا
وقال في قصيدة يوجد منها 36 بيتا:
--- ... الصفحة 2 ... ---
ألا يا خليفة خير الورى * لقد كفر القوم إذ خالفوكا
أدل دليل على أنهم * أبوك وقد سمعوا النص فيكا
خلافهم بعد دعواهم * ونكثهم بعد ما بايعوكا
إلى أن قال:
فيا ناصر المصطفى أحمد * تعلمت نصرته من أبيكا
وناصبت نصابه عنوة * فلعنة ربي على ناصبيكا
فأنت الخليفة دون الأنام * فما بالهم في الورى خلفوكا؟
ولا سيما حين وافيته * وقد سار بالجيش يبغي تبوكا
فقال أناس: قلاه النبي * فصرت إلى الطهر إذ خفضوكا
فقال النبي جوابا لما * يؤدي إلى مسمع الطهر فوكا؟
: ألم ترض إنا على رغمهم * كموسى وهارون إذ وافقوكا؟
ولو كان بعدي نبي كما * جعلت الخليفة كنت الشريكا
ولكننى خاتم المرسلين * وأنت الخليفة إن طاوعوكا
وأنت الخليفة يوم انتجاك * على الكور حينا وقد عاينوكا
يراك نجيا له المسلمون * وكان الإله الذي ينتجيكا
(3/1)
************
على فم أحمد يوحي إليك * وأهل الضغاين مستشرفوكا
وأنت الخليفة في دعوة * العشيرة إذ كان فيهم أبوكا
ويوم " الغدير " وما يومه * ليترك عذرا إلى غادريكا
لهم خلف نصروا قولهم * ليبغوا عليك ولم ينصروكا
إذا شاهد والنص قالوا لنا * توانى عن الحق واستضعفوكا
فقلنا لهم: نص خير الورى * يزيل الظنون وينفي الشكوكا
وله يمدح آل الله قوله:
بآل محمد عرف الصواب * وفي أبياتهم نزل الكتاب
هم الكلمات والأسماء لاحت * لآدم حين عز له المتاب
وهم حجج الإله على البرايا * بهم وبحكمهم لا يستراب
--- ... الصفحة 3 ... ---
بقية ذي العلى وفروع أصل * بحسن بيانهم وضح الخطاب
وأنوار ترى في كل عصر * لإرشاد الورى فهم شهاب
ذراري أحمد وبنو علي * خليفته فهم لب لباب
تناهوا في نهاية كل مجد * فطهر خلقهم وزكوا وطابوا
إذا ما أعوز الطلاب علم * ولم يوجد فعندهم يصاب
محبتهم صراط مستقيم * ولكن في مسالكه عقاب
ولا سيما أبو حسن علي * له في الحرب مرتبة تهاب
كأن سنان ذابله ضمير * فليس عن القلوب له ذهاب
وصارمه كبيعته بخم * معاقدها من القوم الرقاب
علي الدر والذهب المصفى * وباقي الناس كلهم تراب
إذا لم تبر من أعدا علي (1) * فما لك في محبته ثواب
إذا نادت صوارمه نفوسا * فليس لها سوا نعم جواب
فبين سنانه والدرع سلم * وبين البيض والبيض اصطحاب
هو البكاء في المحراب ليلا * هو الضحاك إن جد الضراب
ومن في خفه طرح الأعادي * حبابا كي يلسبه (2) الحباب
فحين أراد لبس الخف وافى * يمانعه عن الخف الغراب
وطار له فاكفأه وفيه * حباب في الصعيد له انسياب (3)
ومن ناجاه ثعبان عظيم * بباب الطهر ألقته السحاب
رآه الناس فانجفلوا (4) برعب * وأغلقت المسالك والرحاب
فلما أن دنا منه علي * تدانى الناس واستولى العجاب
فكلمه علي مستطيلا * وأقبل لا يخاف ولا يهاب
____________
(1) كذا في تخميس العلامة الشيخ محمد علي الأعسم. وفي كتاب الاكليل والتحفة:
(3/2)
************
ومن لم يبر من أعدا على * فليس له النجات ولا ثواب
(2) لسبته الحية: لدغته.
(3) انسابت الحية: اجرت وتدافعت.
(4) انجفل وتجفل القوم: هربوا مسرعين
--- ... الصفحة 4 ... ---
ودن لحاجر (1) وانساب فيه * وقال وقد تغيبه التراب
: أنا ملك مسخت وأنت مولى * دعاؤك إن مننت به يجاب
أتيتك تائبا فاشفع إلى من * إليه في مهاجرتي الإياب
فأقبل داعيا وأتى أخوه * يؤمن والعيون لها انسكاب
فلما أن أجيبا ظل يعلو * كما يعلو لدي الجد العقاب
وأنبت ريش طاووس عليه * جواهر زانها التبر المذاب
يقول: لقد نجوت بأهل بيت * بهم يصلى لظى وبهم يثاب
هم النبأ العظيم وفلك نوح * وباب الله وانقطع الخطاب
* (ما يتبع الشعر) *
الأصح أن هذه القصيدة للناشي كما صرح به بن شهر آشوب في " المناقب "، وروى ابن خلكان عن أبي بكر الخوارزمي: إن الناشي مضى إلى الكوفة سنة 325 وأملى شعره بجامعها، وكان المتنبي وهو صبي يحضر مجلسه بها وكتب من إملائه لنفسه من قصيدة:
كأن سنان ذابله ضمير * فليس من القلوب له ذهاب
وصارمه كبيعته بخم * مقاصدها من الخلق الرقاب
وذكرها له الحموي في " معجم الأدباء " 5 ص 235، واليافعي في " مرآت الجنان " 2 ص 335، وجزم بذلك في " نسمة السحر " وعزى من نسبها إلى عمرو بن العاص إلى أفحش الغلط وهؤلاء مهرة الفن وإليهم المرجع في أمثال المقام. فما تجده في غير واحد من المعاجم وكتب الأدب ككتاب الاكليل (2) وتحفة الأحباء من مناقب آل العبا (3) من نسبتها إلى عمرو بن العاص على وجوه متضاربة مما لا معول عليه، قال صاحبا الاكليل والتحفة: إن معاوية بن أبي سفيان قال يوما لجلساءه: من قال في علي فله هذه البدرة. فقال عمرو بن العاص هذه الأبيات طمعا بالبدرة.
____________
(1) الحاجر: الأرض المرتفعة ووسطها منخفض.
(2) تأليف أبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني اليمني.
(3) تأليف جمال الدين الشيرازي.
--- ... الصفحة 5 ... ---
(3/3)
************
وكذلك لا يصح عزوها إلى ابن الفارض كما في بعض المعاجم، وكان ابن خلكان والحموي معاصرين لابن الفارض، فما كان يخفى عليهما لو كان الشعر له، على أنه كانت تتناقله الرواة قبل وجود ابن الفارض.
والذي أحسبه إن لجملة من الشعراء قصايد علوية على هذا البحر والقافية مبثوثة بين الناس، وربما حرفت أبيات منها عن مواضعها فأدرجت في قصيدة الآخر، كما أنك تجد أبياتا من شعر الناشي في خلال أبيات السوسي المذكورة في مناقب ابن شهر آشوب، وكذلك أبياتا من شعر ابن حماد في خلال أبيات العوني، وأبياتا من شعر الزاهي في خلال شعر الناشي، وأبياتا من شعر العبدي في خلال شعر ابن حماد، وبذلك اشتبه الحال على الرواة فعزي الشعر إلى هذا تارة وإلى ذلك أخرى.
خمس جملة من هذه القصيدة العلامة الحجة الشيخ محمد علي الأعسم النجفي أوله:
بنو المختار هم للعلم باب * لهم في كل معضلة جواب
إذا وقع اختلاف واضطراب * بآل محمد عرف الصواب
* (الشاعر) *
أبو الحسن (1) علي بن عبد الله بن الوصيف الناشي (الصغير) الأصغر البغدادي من باب الطاق، نزيل مصر، المعروف بالحلاء، كان أبوه يعمل حلية السيوف فسمي حلاء ويقال له: الناشي لأن الناشي يقال لمن نشأ في من فنون الشعر كما قال السمعاني في الأنساب.
كان أحد من تضلع في النظر في علم الكلام، وبرع في الفقه، ونبغ في الحديث، وتقدم في الأدب، وظهر أمره في نظم القريض، فهو جماع الفضايل، وسمط جمان العلوم، وفي الطليعة من علماء الشيعة ومتكلميها، ومحدثيها، وفقهائها، وشعرائها.
روى عنه الشيخ الإمام محمد بن محمد بن نعمان المفيد، وبواسطته يروي عنه شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي كما في فهرسته ص 89، واحتمل في " رياض العلماء "
____________
(1) في فهرست الشيخ ورجال أبي داود: أبو الحسين.
--- ... الصفحة 6 ... ---
(3/4)
************
رواية الشيخ الصدوق عنه أيضا، وقال: لعله الذي كان من مشايخ الصدوق، وفي " الوافي بالوفيات " و " لسان الميزان " 4 ص 238: إن أبا عبد الله الخالع. وأبا بكر ابن زرعة الهمداني. وعبد الواحد العكبري. و عبد السلام بن الحسن البصري اللغوي.
وابن فارس اللغوي. وعبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبة الهمداني وغيرهم يروون عنه، وإنه يروي عن المبرد وابن المعتز وغيرهما.
وذكر ابن خلكان: إنه أخذ العلم عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت، و هو من أعاظم متكلمي الشيعة.
وقال شيخ الطائفة في فهرسته ص 89: وكان يتكلم على مذهب أهل الظاهر في الفقه. وأهل الظاهر هم أصحاب أبي سليمان داود بن علي بن خلف الاصبهاني المعروف بالظاهري المتوفى 270، قال ابن نديم في " الفهرست " ص 303: هو أول من استعمل قول الظاهر وأخذ بالكتاب والسنة وألغى ما سوى ذلك من الرأي والقياس. وقال ابن خلكان في تاريخه 1 ص 193: كان أبو سليمان صاحب مذهب مستقل، وتبعه جمع كثير يعرفون بالظاهرية.
وفي رجال النجاشي: أن للمترجم كتابا في الإمامة، لكن الشيخ الطوسي يذكر له كتبا في " الفهرست "، وفي تاريخ ابن خلكان: أن له تصانيف كثيرة، وفي الوافي بالوفيات:
إن شعره مدون، وأن مدايحه في أهل البيت عليهم السلام لا تحصى كثرة، ولذلك عده ابن شهر آشوب في " معالم العلماء " من مجاهري شعراء أهل البيت عليهم السلام.
وفي " معجم الأدباء " قال الخالع: كان الناشي يعتقد الإمامة، ويناظر عليها بأجود عبارة، فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتى عرف بهم، وأشعاره فيهم لا تحصى كثرة، ومدح مع ذلك الراضي بالله وله معه أخبار، وقصد كافورا الأخشيدي بمصر وامتدحه، وامتدح ابن خنزابة وكان ينادمه، وطرى إلى البريدي بالبصرة، وإلى أبي الفضل بن العميد بارجان. وقال: قال ابن عبد الرحيم حدثني الخالع قال:
(3/5)
************
حدثني الناشي، قال أدخلني ابن رائق على الراضي بالله وكنت مداحا لابن رائق ونافقا عليه فلما وصلت إلى الراضي قال لي: أنت الناشي الرافضي؟ فقلت: خادم أمير المؤمنين الشيعي، فقال: من أي الشيعة؟ فقلت: شيعة بني هاشم. فقال: هذا خبث حيلة.
--- ... الصفحة 7 ... ---
فقلت: مع طهارة مولد، فقال: هات ما معك. فأنشدته فأمر أن يخلع علي عشر قطع ثيابا، وأعطى أربعة آلاف درهم، فأخرج إلي ذلك وتسلمته وعدت إلى حضرته فقبلت الأرض وشكرته وقلت: أنا ممن يلبس الطيلسان فقال: ها هنا طيالس عدنية أعطوه منها طيلسانا وأضيفوا إليها عمامة خز. ففعلوا، فقال: أنشدني من شعرك في بني هاشم فأنشدته:
بني العباس إن لكم دماء * أراقتها أمية بالذحول (1)
فليس بهاشمي من يوالي * أمية واللعين أبا زبيل
فقال: ما بينك وبين أبي زبيل فقلت: أمير المؤمنين أعلم. فابتسم وقال: انصرف.
ويستفاد من غير واحد من الأخبار أن الناشي على كثرة شعره في أهل البيت عليهم السلام حظي منهم بالقبول والتقدير وحسبه ذلك مأثرة لا يقابلها أي فضيلة، ومكرمة خالدة تكسبه فوز النشأتين.
روى الحموي في " معجم الأدباء " قال: حدثني الخالع قال: كنت مع والدي في سنة ست وأربعين وثلاثمائة وأنا صبي في مجلس الكبوذي في المسجد الذي بين الوراقين والصاغة وهو غاص بالناس وإذا رجل قد وافى وعليه مرقعة وفي يده سطيحة وركوة ومعه عكاز، وهو شعث، فسلم على الجماعة بصوت يرفعه، ثم قال:
أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فقالوا: مرحبا بك وأهلا ورفعوه فقال: أتعرفون لي أحمد المزوق النائح؟ فقالوا: هاهو جالس، فقال: رأيت مولاتنا عليها السلام في النوم فقالت: لي امض إلى بغداد واطلبه وقل له: نح على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه:
بني أحمد قلبي بكم يتقطع * بمثل مصابي فيكم ليس يسمع
(3/6)
************
وكان الناشي حاضرا فلطم لطما عظيما على وجهه وتبعه المزوق والناس كلهم وكان أشد الناس في ذلك الناشي ثم المزوق ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم إلى أن صلى الناس الظهر، وتقوض المجلس، وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئا منهم، فقال: والله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها فإنني لا أرى أن أكون رسول مولاتي عليها السلام ثم
____________
(1) الذحل: الثأر. العداوة. الحقد ج ذحول.
--- ... الصفحة 8 ... ---
آخذ عن ذلك عوضا. وانصرف ولم يقبل شيئا، قال: ومن هذه القصيدة وهي بضعة عشر بيتا:
عجب لكم تفنون قتلا بسيفكم * ويسطو عليكم من لكم كان يخضع
كأن رسول الله أوصى بقتلكم * وأجسامكم في كل أرض توزع
قال الأميني: أول هذه القصيدة:
بني أحمد قلبي لكم يتقطع * بمثل مصابي فيكم ليس يسمع
فما بقعة في الأرض شرقا ومغربا * وليس لكم فيها قتيل ومصرع
ظلمتم وقتلتم وقسم فيئكم * وضاقت بكم أرض فلم يحم موضع
جسوم على البوغاء ترمي وأرؤس * على أرؤس اللدن الذوابل ترفع
توارون لم تأو فراشا جنوبكم * ويسلمني طيب الهجوع فأهجع
وقال الحموي: حدثني الخالع قال: إجتزت بالناشي يوما وهو جالس في السراجين فقال لي: وقد عملت قصيدة قد طلبت وأريد أن تكتبها بخطك حتى أخرجها. فقلت: أمضي في حاجة وأعود، وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح فقال لي: أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فإنا قد نحنا بها البارحة بالمشهد، وكان هذا الرجل قد توفي وهو عائد من الزيارة، فقمت ورجعت إليه وقلت: هات البائية حتى أكتبها، فقال: من أين علمت أنها بائية؟ وما ذكرت بها أحدا، فحدثته بالمنام فبكى، وقال:
لا شك أن الوقت قد دنا فكتبتها فكان أولها:
رجائي بعيد والممات قريب * ويحظى ظني والمنون تصيب
قال الأميني: ومن البائية في المديح قوله:
أناس علوا أعلا المعالي من العلا * فليس لهم في الفاضلين ضريب
(3/7)
************
إذا انتسبوا جازوا التناهي لمجدهم * فما لهم في العالمين نسيب
هم البحر أضحى دره وعبابه * فليس له من منتفيه رسوب
تسير به فلك النجاة وماؤها * لشرابه عذب المذاق شروب
هو البحر يغني من غدا في جواره * وساحله سهل المجال رحيب
--- ... الصفحة 9 ... ---
هم سبب بين العباد وربهم * محبهم في الحشر ليس يخيب
حووا علم ما قد كان أو هو كائن * وكل رشاد يحتويه طلوب
وقد حفظوا كل العلوم بأسرها * وكل بديع يحتويه غيوب
هم حسنات العالمين بفضلهم * وهم للأعادي في المعاد ذنوب
وجمع العلامة السماوي شعر الناشي في أهل البيت عليهم السلام يربو على ثلاثمائة بيتا.
* (ولادته ووفاته) *
حكى الحموي في " معجم الأدباء " نقلا عن خالع أنه قال: مولده على ما أخبرني به سنة 271، ومات يوم الاثنين لخمس خلون من صفر سنة 365 وكنت حينئذ بالري فورد كتاب ابن بقيه (1) إلى ابن العميد يخبره وقيل: إنه تبع جنازته ماشيا وأهل الدولة كلهم، ودفن في مقابر قريش وقبره هناك معروف.
وهو ممن نبش قبره في واقعة سنة 443 وأحرقت تربته (2) وقال ابن شهر آشوب في " المعالم " ص 136: حرقوه بالنار. وظاهره أنه استشهد حرقا والله أعلم.
وهناك أقوال أخر لا تقارف الصحة فقد أرخ وفاته اليافعي في " مرآة الجنان " 2 ص 235: بسنة 342، وابن خلكان بسنة 360، وابن الأثير في " الكامل " بسنة 366، وهو محكي ابن حجر في " لسان الميزان " عن ابن النجار، وبها أرخ علاء الدين البهائي في " مطالع البدور " 1 ص 25 وذكر له:
ليس الحجاب بآلة الأشراف * إن الحجاب مجانب الانصاف
ولقل ما يأتي فيحجب مرة * فيعود ثانية بقلب صاف
وذكر له الثعالبي في " ثمار القلوب " ص 136 في نسبة السواد إلى وجه الناصبي قوله:
يا خليلي ويا صاحبي * من لوي بن غالب
حاكم الحب جاير * موجب غير واجب
____________
(3/8)
************
(1) أبو طاهر محمد بن بقية كان وزير عز الدولة، ولما ملك عضد الدولة بغداد ودخلها طلب ابن بقية وألقاه تحت أرجل الفيلة فلما قتل صلبه بحضرة بيمارستان العضدي ببغداد سنة 367. (ابن خلكان 2 ص 175).
(2) سيوافيك في هذا الجزء في ترجمة المؤيد ما وقع في تلك الواقعة الهائلة من الطامات والفظايع.
--- ... الصفحة 10 ... ---
لك صدغ كأنما * لونه وجه ناصبي
يلدغ الناس إذ تعق - رب لدغ العقارب
* (لفت نظر) *
توجد في (تنقيح المقال) ج 2 ص 313 ترجمة الناشي وفيها: والظاهر أنه هو علي بن عبد الله بن وصيف بن عبد الله الهاشمي الذي روي في (العيون) عنه عن الكاظم عليه السلام النص على الرضا. ا هـ. وهذا أعجب ما رأيت في طي هذا الكتاب القيم من العثرات.
* (مصادر ترجمة الناشي) *
رجال ابن داود. ... معالم العلماء. ... فهرست الشيخ.
أنساب السمعاني. ... يتيمة الدهر. ... رجال النجاشي.
ميزان الاعتدال. ... معجم الأدباء. ... وفيات الأعيان.
نقد الرجال. ... خلاصة الرجال. ... الوافي بالوفيات.
لسان الميزان. ... مجالس المؤمنين. ... كامل ابن الأثير.
جامع الرواة. ... مطالع البدور. ... شذرات الذهب.
نسمة السحر. ... منتهى المقال. ... تلخيص الأقوال.
رياض العلماء. ... خاتمة الوسايل. ... أمل الآمل.
الشيعة وفنون الاسلام. ... الحصون المنيعة. ... ملخص المقال.
روضات الجنات. ... تأسيس الشيعة. ... تلخيص المقال.
وفيات الأعلام. ... هدية الأحباب. ... تنقيح المقال.
شهداء الفضيلة. ... بغية الطالب. ... الطليعة.
(3/9)
************













متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب) ج‏1 144 [سورة الكهف(18): الآيات 23 الى 24] ..... ص : 144
قوله تعالى و لا تقولن لشي‏ء إني فاعل ذلك غدا. إلا أن يشاء الله ليس فيه أن أفعالنا متعلقة بمشيته لأنه لم يقل حتى تقول إن شاء الله أو لم يقل إلا أن تقول و ادعاء الحذف عدول عن الظاهر قال الفراء تجعل حرف الشرط الذي هو إن متعلقا بما قبله و بما هو متعلق به في الظاهر من تقدير محذوف و يكون التقدير و لا تقولن لشي‏ء إني فاعل ذلك غدا إلا أن تقول إن شاء الله لأن من عادتهم إضمار القول في مثل هذا الموضع و الموجود منه دلالة على المفقود و هذا تأديب من الله لعباده حتى يخرجوا من حد القطع و لا شبهة أن ذلك مختص بالطاعات دون المقبحات و لا يستجيز مسلم أن يقول إني أزني غدا إن شاء الله و قال أبو علي عنى بذلك أن من لا يأمن أن يبقى إلى غد فلا يقول إني سأفعل غدا كذا و كذا فإنه ربما مات أو عجز أو منع فلا يأمن أن يكون خبره كذبا في معلوم الله فلا يسلم خبره هذا من الكذب إلا بالاستثناء الناشي‏
قد قلت ربي يشاء شيئا و يسخطه و إنه قد قضى ما ليس راضية
و إنه قد يكون العبد متبعا لما يشاء يقضي و هو عاصية
و إنه جائز في العدل خالقنا تكليف عبد ضعيف لا قوى فيه‏
و إنه أرسل الداعي ليدعونا و صد أكثرنا عن أمر داعيه‏
و قال من لم يجب داعي مستبقا فسوف أدخله نارا و أصليه‏
كفعل ذي حنق قاس و ذي عنت يعيب جور القضا منا و يأتيه‏
يقدر الكفر فينا ثم يسخطه يقول أ لم كان ما أقضي و أنشيه‏
-
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏1 250 فصل في شرائطها مما يليق بهذا الكتاب ..... ص : 245
الناشي‏
قد نصب الله لكم مسددا بالرشد و العصمة مأمون الغلط
أحاط بالعلم و لا يصلح أن يدعى إمام من بعلم لم يحط
من مثلكم يا آل طه و لكم في جنة الفردوس و الخلد خطط
حب سواكم نفل و حبكم فرض من الله علينا مشترط
يا طود إفضال بعيد المرتقى و بحر علم ما له يحويه شط
كل الولاء إلا ولاكم باطل و كل جرم بولاكم منحبط
النصوص قال الله تعالى في آدم إن الله اصطفى آدم و في موضع إني جاعل في الأرض خليفة و في إبراهيم و لقد اصطفيناه في الدنيا و في موضع إني جاعلك للناس إماما و في موسى إني اصطفيتك على الناس و في موضع و اصطنعتك لنفسي و في طالوت إن الله اصطفاه عليكم و في سائر الأنبياء و الأوصياء إن الذين سبقت لهم منا الحسنى الله يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس و إنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار و لقد اخترناهم على علم على العالمين و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا مالك الملك تؤتي الملك من تشاء يؤتي الحكمة من يشاء وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و أنزل الله عليك الكتاب و الحكمة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قل إن الفضل بيد الله و لا تتمنوا ما فضل الله شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط و الله فضل بعضكم على بعض و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات. الحميري‏
هبة و ما وهب المليك لعبده يبقى و مهما لم يهب لم يوهب‏
يمحو و يثبت ما يشاء و عنده علم الكتاب و علم ما لم يكتب‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏1 251 فصل في شرائطها مما يليق بهذا الكتاب ..... ص : 245
ابن حماد
رأيت النص يفضح جاحديه و يلجئهم إلى ضيق الخناق‏
و لو كان اجتماع القوم رشدا لما أدى إلى طول افتراق‏
الناشي‏
و من لم يقل بالنص منه معاندا غدا غفلة بالرغم منه يحاوله‏
يعرفه حق الوصي و فضله على الخلق حتى تضمحل بواطله‏
البشنوي‏
يا مصرف النص جهلا عن أبي حسن باب المدينة عن ذي الجهل مقفول‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏1 253 فصل في شرائطها مما يليق بهذا الكتاب ..... ص : 245
الناشي‏
و لو آمنوا بنبي الهدى و بالله ذي الطول ما خالفوكا
و لو أيقنوا بمعاد لما أزالوا النصوص و لا مانعوكا
و لكنهم كتموا الشك في أخيك النبي و أبدوه فيكا
لهم خلف نصروا قولهم ليبغوا عليك و ما عاينوكا
إذا صحح النص قالوا لنا توانى عن الخلق و استضعفوكا
فقلنا لهم نص خير الورى يزيل الظنون و ينفي الشكوكا
.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏1 273 فصل في مسائل و أجوبة ..... ص : 270
الناشي‏
إن الذي قبل الوصية ما أتى غير الذي يرضى الإله و ما اعتدى‏
أصلحت حال الدين بالأمر الذي أضحى لحالك في الرئاسة مفسدا
و علمت أنك إن أردت قتالهم ولوا عن الإسلام خوفك شردا
فجمعت شملهم بترك خلافهم و إن اغتديت من الخلافة مبعدا
لتتم دينا قد أمرت بحفظه و جمعت شملا كاد أن يتبددا

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏1 305 فصل في النكت و الإشارات ..... ص : 300
المعري‏
حسد من أربع يلحظه سبعة دانية في اثني عشر
مستشار جائر في نصحه و أمين ناصح لم يستشر
قوله و السماء ذات البروج و هي حمل ثور جوزا سرطان أسد سنبلة ميزان عقرب قوس جدي دلو حوت. الناشي‏
قوم نجوم في البروج منيرة في برج ثاني العشر ظل قرانها
و منازل القمر المنير عليهم سعد السعود و غيرهم دبرانها
شرفت بوطئهم البقاع و إن علوا قلل المنابر شرفت عيدانها
سل عنهم الليل البهيم فإنهم في كل حندس ليلة رهبانها
.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 42 فصل في المسابقة بالعلم ..... ص : 28
الناشي‏
جامع وحي الله إذ فرقه من رام جمع آية فما ضبط
أشكله لشكله بجهله فاستعجمت أحرفه حين نقط
العوني‏
لما رأى الأمر قبيح المدخل حرد في جمع الكتاب المنزل‏
الصاحب‏
هل مثل جمعك للقرآن تعرفه نظما و معنى و تأويلا و تبيينا
خطيب منيح‏
علي جامع القرآن جمعا يقصر عنه جمع الجامعينا.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 62 فصل في المسابقة إلى الهجرة ..... ص : 57
الناشي‏
وقى النبي بنفس كان يبذلها دون النبي قرير العين محتسبا
حتى إذا ما أتاه القوم عاجلهم بقلب ليث يعاف الرشد ما وجبا
فسائلوه عن الهادي فشاجرهم فخوفوه فلما خافهم وثبا
.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 67 فصل في المسابقة بالجهاد ..... ص : 65
الناشي‏
أ يا ناصر المصطفى أحمد تعلمت نصرته من أبيكا
و ناصبت نصابه عنوة فلعنه ربي على ناصبيكا
و لو آمنوا بنبي الهدى و بالله ذي الطول ما ناصبوكا
و لغيره‏
كان نصر له سيف الرشاد انتضى سل على كل من عن أمره أعرضا
.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 69 فصل في المسابقة بالجهاد ..... ص : 65
الناشي‏
إذ فاخر العباس عم المصطفى لعلي المختار صهر محمد
بعمارة البيت المعظم شأنه و سقاية الحجاج وسط المسجد
فأتى بها جبرئيل عن رب السما يقري السلام على النبي المهتدي‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 84 فصل في المسابقة بالشجاعة ..... ص : 81
الناشئ‏
همام ملك الموت إذا بادر في كد لذاك الموت يقضي حاجة في صورة العبد
و لا يبرح حتى يولج المرهف في الغمد و لا يقتل إلا كل ليث باسل نجد
و لا يتبع من ولي من العرب إلى العبد

.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 86 فصل في المسابقة بالشجاعة ..... ص : 81
الناشي‏
وافى علي و عمرو في وقائعه حتى إذا ما رآه حار و اضطربا
و استعمل الصمت حتى لامه عمر فقال يومئ إليه و هو قد رعبا
هذا أحاديثه من عظمها أكلت كل الأحاديث حتى أنه رهبا
هذا الذي ترك الألباب حائرة و أبلس العجم بالأقدام و العربا
في كفه كنت مأسورا فاطلقني فقد غدوت على شكري له حدبا

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 116 فصل في حلمه و شفقته ..... ص : 112
الناشئ‏
يا هالكا هلك الرشاد بهلكه فلقد يئسنا بعده أن يوجدا
هتكت جيوب الصالحات فيا بها أضحى لأجلك مذ نأيت مسودا

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 139 فصل في الاستنابة و الولاية ..... ص : 126
الناشئ‏
إمام علا من خاتم الرسل كاهلا و قد كان عبلا يحمل الظهر كاهله‏
و لكن رسول الله علاه عامدا على كتفه كي لا تناهي فضائله‏
و ذلك يوم الفتح و البيت قبله و من حوله الأصنام و الكفر شامله‏
فشرفه خير الأنام بحمله فبورك محمولا و بورك حامله‏
فلما دحى الأصنام أومى بكفه فكادت تنال الأفق منه أنامله‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 167 فصل في أنه الساقي و الشفيع ..... ص : 161
الناشئ‏
هم الكلمات و الأسماء لاحت لآدم حين عز له المتاب.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 201 فصل في المشاهد ..... ص : 199
الناشئ‏
فزوروا بالغري و كربلاء و بغداد و سامرا القبورا
و يثرب قد حوت منهم و طوس قبور أئمة تحط الزورا.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 203 فصل في ظلامة أهل البيت ع ..... ص : 201
الناشئ‏
فلم لم يثوروا ببدر و قد تبلت من القوم إذ بارزوكا

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 232 فصل في تحف الله عز و جل ..... ص : 229
العبدي و روي عن ابن حماد
حدثنا الشيخ الثقة محمد عن صدقة رواية متسقة عن أنس عن النبي‏
رأيته على حرى مع النبي ذي النهى يقطف قطفا في الهوى شيئا كمثل العنب‏
فأكلا منه معا حتى إذا ما شبعا رأيته مرتفعا فطال منه عجبي‏
كان طعام الجنة أنزله ذو العزة هدية للصفوة من الهدايا النخب‏
الناشئ‏
و أكله قطب العنب مع النبي المنتجب من السماء المقترب و هذه دلائل‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 233 فصل في تحف الله عز و جل ..... ص : 229
الناشئ‏
و بايع الحنطة جبريل الذي من حنطة الفردوس بالحب هبط
لم تلمس الدينار كف طابع و لا اجتنى الحنطة دفاع النبط
دينارك الله تولى نقشه كذلك الحنطة من خير الحنط.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 238 فصل في محبة الملائكة إياه ..... ص : 233
الناشئ‏
وحي من الله حبا الطهر به أثبته حفظ علي ما غلط
أناطه الطهر به مؤاخيا في الفضل إذ قال له الله انط.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 243 فصل في محبة الملائكة إياه ..... ص : 233
الناشئ‏
و السطل و المنديل حين أتى به جبريل حسبك خدمة الأملاك.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 269 فصل في إخباره بالغيب ..... ص : 257
الناشئ‏
له في كل وجه سمة تنبئ عن العقد
فتسقي الرجس بالغي و تخطي البر بالرشد

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 277 فصل في إخباره بالمنايا و البلايا و الأعمال ..... ص : 269
الناشئ‏
إمام يفضل العالم بالعلم و بالزهد
هو البحر الذي تياره أحلى من الشهد
و فيه المسك و العنبر و الكافور و الند
ألا يا آل يس و أهل الكهف و الرعد
أ عرفتم بما يحدث في الزنج و في الهند
و علم الأبحر السبعة ذات الجزر و المد

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 295 فصل في نواقض العادات منه ..... ص : 287
الناشئ‏
و الباب حين دحا به عن حصنهم عشرين باعا في الفضا دكداك.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 296 فصل في نواقض العادات منه ..... ص : 287
__________________________________________________
(1) و في بعض النسخ نسب هذا الشعر الى الناشى.


(2) القاضب: القاطع.


(3) نبذ الشي‏ء: طرحه و رمى به لقلة الاعتداد به.


(4) القتام: غبار الحرب. و السجف: الستر.


(5) من البخت بمعنى الخط.


(6) لهث كمنع: خرج لسانه من التنفس الشديد عطشا او تعبا او إعياء.- و مؤتنف الشباب: اوله. يقال «مضت انفة الشباب» أي اوله.


(7) اقل الشي‏ء: جعله قليلا.


(8) شبا الشي‏ء: علا.- و القضبان: جمع القضيب.



مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 308 فصل في انقياد الحيوانات له ..... ص : 303
الناشئ‏
و من في خفه طرح الأعادي حبابا كي تلسعه الحباب‏
فحين أراد لبس الخف وافى تمانعه من الخف الغراب‏
و طار به و أقلبه و فيه حباب في الصعيد له انسياب.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏2 323 فصل في طاعة الجمادات له ع ..... ص : 316
الناشئ‏
مكلم الشمس بما قال لها رب السما
تسمع منه الكلما و هي له تقاول.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 18 فصل ..... ص : 14
الناشي‏
فلا سيما حين واخيته و قد سار بالجيش يبغي تبوكا
فقال أناس قلاه النبي فصرت إلى الطهر إذ أخفضوكا
فقال النبي جوابا لما تؤدي إلى سمعه لفظ فيكا
أ لم ترض أنا على رغمهم كموسى و هارون إذا واقفوكا

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 60 فصل في أنه أحب الخلق إلى الله تعالى و إلى رسوله ص ..... ص : 59
عبد الرزاق عن معمر قال سألت سفيان عن أفضل الصحابة قال علي ع. الناشي‏
و أفضل خلق الله بعد محمد و وارثه علم الغيوب و غاسله‏
و عيبة علم الله و الصادق الذي يقول بمر القول إن قال قائله‏
عليم بما لا يعلم القول مظهر من العلم من كل البرية جاهله‏
يجيب بحكم الله في كل شبهة فيبهر طب الغي منه دلائله‏
إذا قال قولا صدق الوحي قوله و كذب دعوى كل رجس يناضله‏
.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 71 فصل في أنه خير الخلق بعد النبي ..... ص : 67
الناشي‏
إن الإمام علي عند خالقه غداه فينا أخوه فاعرف الذنبا
هذا نبي و هذا خير أمته دينا و أعلى البرايا كلهم نسبا
.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 77 فصل في أنه حبل الله و العروة الوثقى و صالح المؤمنين و الأذن الواعية و النبأ العظيم ..... ص : 75
الناشي‏
إذ أسر النبي فيه حديثا عند بعض الأزواج ممن يليه‏
نبأتها به و أظهره الله عليه و جاء من قبل فيه‏
يسأل المصطفى فيعرف بعضا بعد إبطان بعضه يستحيه‏
و غدا يعتب اللتين بقصد أبديا سره إلى حاسديه‏
فأبى الله أن يتوبا إلى الله فقد صاغ قلب من يتقيه‏
أو تحيا تظاهرا فهو مولاه و جبريل ناصر في ذويه‏
ثم خير الورى أخوه علي ناصر المؤمنين من ناصريه‏
.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 89 فصل في أنه الشاهد و الشهيد و الشهداء و ذو القرنين و البئر المعطلة و القصر المشيد ..... ص : 85
الناشي‏
هو البئر و القصر المشيد بناؤه و عين إله الخلق و الجنب و الأذن‏
إذا ما اشترى المرء الجنان بحبه غدا رابحا في البعث ما قارن الغبن‏
.
مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 100 فصل في أنه حجة الله و ذكره و آيته و فضله و رحمته و نعمته ..... ص : 97
الناشي‏
يا نعمة الله التي بشكرها يبسط من رزق الأنام ما بسط
جبرئيل أضحى بكم مفتخرا بذكركم بين البرايا مغتبط

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 100 فصل في أنه الرضوان و الإحسان و الجنة و الفطرة و دابة الأرض و القبلة و البقية و الساعة و اليسر و المقدم ..... ص : 100
الناشي‏
حميد رفيع القدر عند مليكه رفيع وجيه لا ترد وسائله‏
و خلصان رب العرش نفس محمد و قد كان من خير الورى من يباهله‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 115 باب مختصر من مغازيه صلوات الله عليه ..... ص : 113
الناشي‏
و قد أطلق بعد الأسر عمرو الليث من معدي‏
و قد جدل في خيبر آلافا بلا عد و لا ولى كمن ولى و لا مال عن القصد-.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 153 فصل في حرب الجمل ..... ص : 147
الناشي‏
ألا يا خليفة خير الورى لقد كفر القوم إذ خالفوكا
أدل الدليل على أنهم أتوك و قد سمعوا النص فيكا
خلافهم بعد دعوتهم و نكثهم بعد ما بايعوكا
طغوا بالخريبة و استنجدوا بصفين و النهر إذ صالتوكا
أناس هم حاصروا نعثلا و نالوه بالقتل ما استأذنوكا
فيا عجبا منهم إذ جنوا دما و بثاراته طالبوكا-.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 229 فصل في ملابسه و لوائه ع ..... ص : 227
الناشي‏
فما لابن أبي طالب المفضال من ند هو الحامل في الحشر بكفيه لواء الحمد
قسيم النار و الجنة بين الند و الضد-.


مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 238 فصل في حمايته لأوليائه ..... ص : 236
الناشي‏
إذا ما قصد الجنة رب الغل و الحقد
يناديه التمس نورا به ذو الدين يستهدي‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 275 فصل في الشواذ ..... ص : 272
الناشي‏
هو البحر يغني من غد في جواره و لا سيما إن أظهر الدر ساحله‏
هو الفخر لا أولائكم إن ندبته فلا عجب أن يندب الفخر ناكله‏
حجاب إله الخلق أحكم رتقه و ستر على الإسلام ذو الطول سائله‏
و باب غدا فينا لكل مدينة و حبل ينال الرشد في البعث واصله‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏3 378 فصل في الاستدلال على إمامتها ..... ص : 367
الناشي‏
و لقد تبين فضلهم في هل أتى فضل تذل به قلوب الحسد
و جزاؤهم بالصبر ما هو جنة فيه الحرير لباسهم لم ينفد

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏4 120 فصل في مقتله ع ..... ص : 84
الناشي‏
مصائب نسل فاطمة البتول نكت حسراتها كبد الرسول‏
ألا بأبي البدور لقين كسفا و أسلمها الطلوع إلى الأفول‏
ألا يا يوم عاشوراء رماني مصابي منك بالداء الدخيل‏
كأني بابن فاطمة جديلا يلاقي الترب بالوجه الجميل‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏4 165 فصل في كرمه و صبره و بكائه ع ..... ص : 163
الناشي‏
و أئمة من أهل بيت محمد حفظوا الشرائع و الحديث المسندا
علموا المنايا و البلايا و الذي جهل الورى و المنتهى و المبتدأ
خزان علم الله من برشادهم دل الإله على هداه و أرشدا
و هم الصراط المستقيم و منهج منه إلى رب المعالي يهتدى‏
حجج إذا هم العدو بكتمها أمر المهيمن قلبه أن يشهدا-.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏4 279 فصل في معالي أموره ع ..... ص : 272
الناشي‏
بآل محمد عرف الصواب و في أبياتهم نزل الكتاب‏
و هم حجج الإله على البرايا بهم و بحكمهم لا يستراب‏
بقية ذي العلى و فروع أصل بحسن بيانهم وضح الخطاب‏
و أنوار ترى في كل عصر لإرشاد الورى منها شهاب‏
ذراري أحمد و بني علي خليفته و هم لب لباب‏
إذا ما أعوز الطلاب علم و لم يوجد فعندهم يصاب‏
تناهوا في نهاية كل مجد فطهر خلقهم و زكوا و طابوا
و حبهم صراط مستقيم و لكن في مسالكه عقاب-.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏4 295 فصل في إنبائه ع بالمغيبات ..... ص : 287
الناشي‏
أناس علوا أعلى المعالي من العلى فليس لهم في الفاضلين ضريب‏
إذا انتسبوا جازوا التناهي لمجدهم فما لهم في العالمين نسيب‏
هم البحر أضحى دره و عبابه فليس له من مبتغيه رسوب‏
تسير به فلك النجاة و ماؤها لشرابه عذب المذاق شروب‏
هو البحر يغني من غدا في جواره و ساحله سهل المجال رحيب‏
هم سبب بين العباد و ربهم محبهم في الحشر ليس يخيب‏
حووا علم ما قد كان أو هو كائن و كل رشاد يحتويه طلوب‏
و قد حفظوا كل العلوم بأسرها و كل بديع يحتويه غيوب‏
هم حسنات العالمين بفضلهم و هم للأعادي في المعاد ذنوب-.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏4 329 فصل في وفاته ع ..... ص : 326
الناشي‏
ببغداد و إن ملئت قصورا قبور أغشت الآفاق نورا
ضريح السابع المعصوم موسى إمام يحتوي مجدا و خيرا
بأكناف المقابر من قريش له جدث غدا بهجا نضيرا
و قبر محمد في ظهر موسى يغشى نور بهجته الحضورا
هما بحران من علم و حلم تجاوز في نفاستها البحورا
إذا غارت جواهر كل بحر فجوهرها ينزه أن يغورا
يلوح على السواحل من بغاة تحصل كفه الدر الخطيرا

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏4 385 فصل في المقدمات ..... ص : 377
الناشي‏
يا آل ياسين من يحبكم بغير شك لنفسه نصحا
أنتم رشاد من الضلال كما كل فساد بحبكم صلحا
و كل مستحسن لغيركم إن قيس يوما بفضلكم قبحا
ما محيت آية النهار لنا بذاته الليل ذو الجلال محا
و كيف يمحى رشاد نوركم و أنتم في دجى الظلام ضحى‏
أبوكم أحمد و صاحبه الممنوح من علم ربه منحا-.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ج‏4 442 فصل في آياته ع ..... ص : 436
الناشي‏
يا آل ياسين إن مفخركم صير كل الورى لكم حولا
لو كان بعد النبي أوخذ في الخلق رسولا لكنتم رسلا
لو لا موالاتكم و حبكم ما قبل الله للورى عملا
يا كلمات لو لا تلقنها آدم يوم المتاب ما قبلا
أنتم طريق إلى الإله بكم أوضح رب المعارج السبلا
يا ابن البدور الذين نورهم يلمع في الخافقين ما أفلا
و ابن الهمام الذي بسطوته تدرع الخوف خوفه وجلا-.











الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏1 177 الفصل السادس في مبيت علي ع على فراش النبي حين خرج إلى الغار و في رواية إلى الشعب ..... ص : 173
و مدحه الفضلاء و الشعراء كالحميري و الطوطي و دعبل الخزاعي و الناشي و من أحسن ما قيل فيه للسيد المرتضى‏
وقى الرسول على الفراش بنفسه لما أراد حمامه أقوامه‏
ثانيه في كل الأمور و حصنه في النائبات و ركنه و دعامه‏
لله در بلائه و دفاعه و اليوم يغشى الدارعين قتامه‏
فكما أجم إلى العوالي غيلة و كأنما هو بينها ضرغامه‏
طلبوا مداه ففاتهم سبقا إلى أمد يشق على الرجال مرامه‏

الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏1 178 الفصل السادس في مبيت علي ع على فراش النبي حين خرج إلى الغار و في رواية إلى الشعب ..... ص : 173
و هو المقدم عند حومات الوغى ما ليس ينكر طارفا و تليدا
الناشي‏
وقى النبي بنفس كان يبذلها دون النبي قرير العين محتسبا
حتى إذا ما أتاه القوم عاجلهم بقلب ليث يعاف الرعب ما وجبا
فساءلوه عن الهادي فشاجرهم فخوفوه فلما خافهم وثبا
و قال آخر
مبيت علي في الفراش فضيلة كبدر له كل الكواكب تخضع‏
فرهن علي بالفكاك معادل و هذا سبيل واضح النهج مهيع‏

الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏1 179 الفصل السابع حمله النبي لتكسير الأصنام عن البيت الحرام ..... ص : 178
. قلت فمن أقام الإسلام بحسامه و وضع رجله من النبي على ختامه كيف ينكر عليه الصعود إلى مقامه قال الناشي‏
و كسر أصناما لدى فتح مكة فأورث حقدا كل من عبد الوثن‏
فأبدت له عليا قريش عداوة فأصبح بعد المصطفى الطهر في محن‏
يعادونه أن أخفت الكفر سيفه و أضحى به الدين الحنيفي قد علن‏
قال المخالف روت أهل السنة أن النبي ليلة الهزيمة كان يحمل أبا بكر في الرمل لأن قدم النبي لا يؤثر فيه و أبو بكر يحمل النبي في الصخر لأن قدم النبي تؤثر فيه قلنا الحديث المجمع عليه فيه
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏1 180 الفصل السابع حمله النبي لتكسير الأصنام عن البيت الحرام ..... ص : 178
قالوا لم يطق حمل النبي أحد كما في الحديث قلنا قد قلتم أن أبا بكر حمله فكيف تعثرون هذا العثور و قد حملته العضباء و اليعفور قال الناشي‏
إمام علا من خاتم الرسل كاهلا و قد كان عبلا يحمل الطهر كاهله‏
و لكن رسول الله أعلاه عامدا على كتفيه كي يباهي فضائله‏
أ يعجز عنه من دحى باب خيبر و يحمله أفراسه و رواحله-.

الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏1 205 تذنيب ..... ص : 204
و أنشأ في ذلك الناشي و العوني و ابن حماد و المغربي و غيرهم
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏2 6 تذنيب ..... ص : 5
و بالجملة فقد أنشأت الفضلاء فيه مدائحهم و نورت الشعراء بذكره أشعارهم مثل الوراق و الناشي و ابن حماد و العوني و ابن العلوية و الحميري و تاج الدوائر و ابن مكنى.
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏2 298 و منها أنه تخلف عن جيش أسامة مع تكرير النبي الأمر بتجهيزه و لعنه المتخلف عنه ..... ص : 296
و أنشأ الناشي و العوني و ابن الحجاج و ديك الجن و النمري و الجزري أشعارهم في ذلك.
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏3 42 فصل في شي‏ء من تظلمات علي ع ..... ص : 41
ثم عد وقائعه مع النبي ص و قرعهما بأنهما كانا في النظارة و على هذا قال الناشي
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏3 168 فصل في أختها حفصة ..... ص : 168
و قال الله فيها و في أختها إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما أي زاغت و الزيغ الكفر و في رواية أنه أعلم حفصة أن أباها و أبا بكر يليان الأمر فأفشت إلى عائشة فأفشت إلى أبيها فأفشى إلى صاحبه فاجتمعا على أن يستعجلا ذلك يسقينه سما فلما أخبره الله بفعلهما هم بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعلا فنزل يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم قال الناشي‏
إذ أسر النبي فيه حديثا عند بعض الأزواج ممن تليه‏
نبأتها به و أظهره الله عليه فجاء من قيل فيه‏
سئل المصطفى فعرف بعضا بعض إبطان بعضه يستحيه‏
و غدا يعتب اللتين بفضل أبدأتا سره إلى حاسديه‏









أعيان ‏الشيعة، ج‏8، ص: 282
أبو الحسن علي بن عبد الله بن وصيف المعروف بالناشي الأصغر الحلاء
المتكلم المشهور البغدادي نزيل مصر.
ولد 271 و توفي يوم الأربعاء لخمس خلون من صفر سنة 365 و قيل سنة 366 و ورد كتاب ابن بقية إلى ابن العميد بخبره و قيل انه تبع جنازته ماشيا و أهل الدولة كلهم و دفن في مقابر قريش و قبره هناك معروف و لم يخلف عقبا و لم يعلم انه تزوج، كذا في معجم ياقوت نقلا عن الخالع و سمي بالناشي الأصغر في مقابلة الناشي الأكبر و هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن شرشر الشاعر المتكلم المتوفى سنة 293 و الأكبر لا دليل على تشيعه فلهذا لم نفرد له ترجمة. (و الناشي): في أنساب السمعاني بفتح النون المشددة و في اخرها الشين المعجمة، و انما قيل له الناشي لانه نشا في فن من الشعر، و المشهور بهذه النسبة علي بن عبد الله الناشي و أبو العباس عبد الله بن محمد بن شرشر الناشي المتكلم من أهل الأنبار اقام ببغداد مدة طويلة ثم خرج إلى مصر (و الحلاء) قال ابن خلكان بفتح الحاء المهملة و تشديد اللام و انما قيل له ذلك لانه كان يعمل حلية من النحاس، و في معجم الأدباء قال الخالع كان يعمل الصفر و يخرمه و له فيه صنعة بديعة و من عمله قنديل بالمشهد بمقابر قريش و مربع غاية في حسنه.
(أقوال العلماء فيه)
عن ابن كثير الشامي في تاريخه انه كان متكلما بارعا من كبار الشيعة أخذ الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت و كان المتنبي يحضر مجلسه و يكتب من إملائه.
و ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين فقال أبو الحسين علي بن وصيف الناشي المتكلم بغدادي من باب الطاق حرقوه" اه". (و في أنساب السمعاني) علي بن عبد الله الناشي شاعر مشهور كان في زمن المعتمد و القاهر و الراضي و غيرهم و هو بغدادي سكن مصر هكذا ذكره أبو نصر بن مأكولا. و ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان فقال أبو الحسن علي بن عبد الله بن وصيف المعروف بالناشي الأصغر الحلاء الشاعر المشهور و هو من الشعراء المحسنين و له في أهل البيت قصائد كثيرة و كان متكلما بارعا أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم و كان (اي ابن نوبخت) من كبار الشيعة و له تصانيف كثيرة و في أشعاره مقاصد جميلة" اه" [ (و في انساب السمعاني) علي بن عبد الله الناشي شاعر مشهور كان في زمن المعتمد و القاهر و الراضي و غيرهم و هو بغدادي سكن مصر هكذا ذكره أبو نصر بن ماكولا. و ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان فقال ابو الحسن علي بن عبد الله بن وصيف المعروف بالناشي الأصغر الحلاء الشاعر المشهور و هو الشعراء المحسنين و له في اهل البيت قصائد كثيرة و كان متكلما بارعا اخذ علم الكلام عن ابي سهل اسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم و كان (اي ابن نوبخت) من كبار الشيعة و له تصانيف كثيرة و في أشعاره مقاصد جميلة" اه"] و ذكره ياقوت في معجم الأدباء فقال علي بن عبد الله بن وصيف الناشي الحلاء و يكنى أبا الحسين قال ابن عبد الرحيم حدثني أبو عبد الله الخالع حدثني الناشئ قال: كان جدي وصيف مملوكا، و كان أبي عبد الله عطارا في الحضرة بالجانب الشرقي و كنت لما نشات معه في دكانه كان ابن الرومي يجلس عندنا و انا لا أعرفه و كان يلبس الدراعة و ثيابه وسخة، و انقطع مدة فسالت عنه أبي و قلت ما فعل ذلك الشيخ الوسخ الثياب الذي كان يجلس إلينا، فقال ويحك ذاك ابن الرومي و قد مات، فندمت ان لم أكن أخذت عنه شيئا و لا عرفته في حال حضوره و تشاغلت بالصنعة عن طلب العلم ثم لقيت ثعلبا و لم آخذ عنه الا أبياتا و هي:
ان أخا الإخوان من يسعى معك و من يضر نفسه لينفعك‏

قال الخالع: و كان الناشئ قليل البضاعة في الأدب، قئوما بالكلام و الجدل، يعتقد الامامة و يناظر عليها بأجود عبارة، فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتى عرف بهم، و أشعاره فيهم لا تحصى كثيرة، و مدح مع ذلك الراضي بالله و له معه اخبار، و قصد كافور الاخشيدي بمصر و امتدحه و امتدح ابن خنزابة و كان ينادمه و طرى إلى البريديين بالبصرة و إلى أبي الفضل بن العميد بارجان و عضد الدولة بفارس و كان يميل إلى الأحداث و لا يشرب النبيذ و له في المجون و الولع طبقة عالية و عنه أخذ مجان باب الطاق كلهم هذه الطريق و كان يخلط بجدله و مناظراته هزلا مستملحا و مجونا مستطابا يعتدم به اخجال خصمه و كسر وحده و له في ذلك اخبار مشهورة.
كانت له جارية سوداء تخدمه فدخل يوما إلى دار أخته و انا معه فرأى صبيا صغيرا اسود فقال لها من هذا فسكتت، فالح عليها فقالت ابن بشارة فقال ممن فقالت من أجل هذا أمسكت، فاستدعى الجارية و قال لها من أبو هذا الصبي؟ فقالت ما له أب فالتفت إلي و قال سلم إذا على المسيح (ع).
قال الخالع: و من مجونه في المناظرات و غيرها انه ناظر أبا الحسن علي ابن عيسى الرماني في مسألة فانقطع الرماني و قال أعاود النظر و ربما كان في أصحابي من هو اعلم مني بهذه المسألة فان ثبت الحق وافقتك عليه، فاخذ يندد به و دخل أبو الحسن علي بن كعب الأنصاري أحد المعتزلة فقال في أي شي‏ء أنتم يا أبا الحسن فقال في ثيابنا فقال دعنا من مجونك و أعد المسألة فلعلنا ان نقدح فيها فقال كيف تقدح و حراقك رطب، و ناظره أشعري فصفعه الناشي فقال ما هذا يا أبا الحسن قال هذا فعل الله بك فلم تغضب مني قال ما فعله غيرك و هذا سوء أدب و خارج عن المناظرة، فقال ناقضت، ان أقمت على مذهبك فهو من فعل الله و ان انتقلت فخذ العوض فانقطع المجلس بالضحك و صارت نادرة. قال ياقوت: قال عبيد الله الفقير اليه تعالى مؤلف هذا الكتاب: لو كان الأشعري ماهرا لقام اليه و صفعه أشد من تلك ثم يقول له صدقت تلك من فعل الله بي و هذه من فعل الله بك فتصير النادرة عليه لا له" اه" قال المؤلف: لا يخفى ان هذه المهارة التي ادعاها ياقوت و تمنى ان تكون لذلك الأشعري باردة لا معنى لها فالناشي الزم الأشعري ان تكون الصفعة من الله بمقتضى مذهبه فما الذي يريد ان يلزم الناشي به بمقتضى مذهبه. قال و من مجون الناشي انه ناظر بعض المجبرة فحرك الجبري يده فقال للناشي هذه من حركها؟ فقال الناشي من [امة] أمه زانية فغضب الرجل فقال له ناقضت، إذا كان المحرك غيرك لم تغضب؟
قال ياقوت: قال عبيد الله الفقير اليه: و هذا أيضا كفر و بهت لان المحرك لها على اعتقاد الناشي مناظره فقد أساء العشرة مع جليسه و على مذهب‏



أعيان‏الشيعة، ج‏8، ص: 283
صاحبه الخالق فقد كفر فعلى كل حال هو مسي‏ء" اه" قال المؤلف:
و هذا الانتصار أيضا بارد كسابقه كما لا يخفى و اي اساءة أدب في مقام المناظرة و إلزام الخصم (قال) و سمع رجلا ينادي على لحم البقر اين من حلف ان لا يغبن فقال له ايش تريد منه؟ تريد ان تحنثه؟ .. و قيل وفد الناشئ على عضد الدولة بن بويه و امتدحه فأمر له بجائزة سنية و احاله على الخازن فقال ما في الخزانة شي‏ء فاعتذر اليه عضد الدولة و قال ربما تأخر حمل المال إلينا و سنضاعف لك الجائزة متى حضر فخرج من عنده فوجد على الباب كلابا لعضد الدولة عليها قلائد الذهب و جلال الخز قد ذبح لها السخال و ألقيت بين يديها فعاد إلى عضد الدولة و أنشأ يقول:
رأيت باب داركم كلابا تغذيها و تطعمها السخالا
فهل في الأرض أدبر من أديب يكون الكلب أحسن منه حالا

ثم حمل إلى عضد الدولة مال على بغال و ضاع منها بغل و وقف على باب الناشي فاخذ ما عليه ثم دخل على عضد الدولة و أنشده قصيدته التي يقول فيها:
و من ظن ان الرزق ياتي بمطلب فقد كذبته نفسه و هو آثم‏
يفوت الغنى من لا ينام عن السري و اخر ياتي رزقه و هو نائم‏

فقال له هل وصل المال الذي على البغل قال نعم قال هو لك بارك الله لك فيه فعجب الحاضرون من فطنته.
و من شعره قوله:
و إذا بليت بجاهل متغافل يدع المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت و ربما كان السكوت عن الجواب جوابا

و قوله يصف فرسا:
مثل دعاء مستجاب ان علا أو كقضاء نازل إذا هبط

و قوله:
لا تعتذر بالشغل عنا انما ترجى لأنك دائما مشغول‏
و إذا فرغت و لا فرغت فغيرك المرجو و المطلوب و المأمول‏

و عن الناشئ قال ادخلني ابن رائق على الراضي بالله و كنت مداحا لابن رائق و نافقا عليه، فلما وصلت إلى الراضي قال لي أنت الناشي الرافضي، فقلت خادم أمير المؤمنين الشيعي قال من أي الشيعة؟ قلت شيعة بني هاشم، قال هذا خبث حيلة فقلت مع طهارة مولد قال هت ما معك فأنشدته فأمر ان يخلع علي عشر قطع ثيابا و أعطى اربعة الاف درهم فاخرج إلي ذلك و تسلمته و عدت إلى حضرته فقبلت الأرض و شكرته و قلت انا ممن يلبس الطيلسان فقال هاهنا طيالس عدنية أعطوه منها طيلسان و أضيفوا إليها عمامة خز ففعلوا فقال انشدني من شعرك في بني هاشم فأنشدته:
بني العباس ان لكم دماء اراقتها امية بالذحول‏
فليس بهاشمي من يوالي امية و اللعين أبا زبيل‏

فقال ما بينك و بين أبي زبيل فقلت أمير المؤمنين اعلم فتبسم و قال انصرف، قال الخالع و شاهدت العمامة و الطيلسان معه و بقيا عنده إلى ان مات. قال الخالع و كان أبو الحسن شيخا طويلا جسيما عظيم الخلقة عريض الألواح موفور القوة جهوري الصوت عمر نيفا و تسعين سنة لم تضطرب أسنانه و لا قلع سنا منها و لا من أضراسه.
و وفد الناشي على سيف الدولة و مدحه و أخذ جوائزه و كان معاصرا للنامي شاعر سيف الدولة، قال الخالع: حدثني الناشي قال لما وفدت على سيف الدولة وقع في أبو العباس النامي و قال هذا يكتب التعاويذ فقلت لسيف الدولة يتأمل الأمير فان كان يصلح ان يكتب مثله على المساجد بالديخ «1» فالقول كما قال فأنشدته قصيدة أولها:
(الدهر أيامه ماض و مرتقب)


و قلت فيها:
فارحل إلى حلب فالخير منحلب من نيل كفك ان لاحت لنا حلب‏

فقال يا أبا الحسن هذا بيت جيد لكنه كثير اللبن و أنشدته قصيدة اخرى أقول فيها:
كان مشيبي إذ يلوح عقارب و اقتل ما أبصرت بيض العقارب‏
كان الثريا عوذة في تميمة و قد حليت و استودعت حرز كاعب‏

قال الخالع انشدني الناشي يوما لنفسه:
تجاه الشظى جنب الحجى فالمشرف حيال الربى فالشاهق المتشرف‏
طلول أطال الحزن لي حزن نهجها و الزمني وجدا عليها التأسف‏
وقفت على أرجائها اسال الربى عن الخرد الاتراب و الدار صفصف‏
و كيف يجيب السائلين مرابع عفتها شآبيب من المزن و كف‏

و منها:
دنان كرهبان عليها برانس من الخز دكن يوم فصح تصفف‏
ينظم منها المزج سلكا كأنه إذا ما بدا في الكأس در منصف‏

قال الخالع لما انشد البيت الأول قلت له بم ارتفعت هذه الأسماء و هي ظروف فقال بما يسوؤك (و هذا داخل في مجونه).
قال ياقوت: قرأت بخط بديع الزمان بن عبد الله الهمداني فيما قرأه على ابن فارس اللغوي سمعت أبا الحسن الناشي على بن عبد الله بن وصيف بمدينة السلام قال حضرت مجلس أبي [الحسن‏] الحسين ابن المغلس الفقيه فانقلبت محبرة لبعض من حضر على ثيابي فدخل أبو [الحسن‏] الحسين و حمل إلي قميصا بيقيا و رداء حسنا فأخذتهما و رجعت إلى بيتي و غسلت ثيابي و لبستها و رددت القميص و الرداء إلى [الحسن‏] أبي الحسين فلما رآهما غضب غضبا شديدا و قال ألبسهما لو لا انك تتوشح بالأدب لجفوتك" اه" (قال المؤلف) لم أورد هذه الحكاية لما فيها من كثير فائدة بل للتنبيه على ما كان للعلماء من الاعتناء بأخبار أهل العلم و الأدب دقيقها و جليلها حتى يرويها البديع الهمذاني عن احمد بن فارس اللغوي.
(أشعار الناشي في أهل البيت ع)
بال محمد عرف الصواب و في أبياتهم نزل الكتاب‏
هم الكلمات و الأسماء لاحت لآدم حين عز له المتاب‏
و هم حجج الإله على البرايا بهم و بجدهم لا يستراب‏
بقية ذي العلى و فروع أصل بحسن بيانهم وضح الخطاب‏
و أنوار يرى في كل عصر لإرشاد الورى منها شهاب‏
ذراري احمد و بنو علي خليفته و هم لب لباب‏
إذا ما أعوز الطلاب علم و لم يوجد فعندهم يصاب‏




أعيان‏الشيعة، ج‏8، ص: 284
تناهوا في نهاية كل مجد فطهر خلقهم و زكوا و طابوا
ودادهم صراط مستقيم و لكن في مسالكه عقاب‏
و لا سيما أبو حسن علي له في الحرب مرتبة تهاب‏
طعام سيوفه مهج الاعادي و فيض دم الرقاب لها قراب‏
هو النبا العظيم أبو تراب و باب الله و انقطع الخطاب‏
هو البكاء في المحراب ليلا هو الضحاك ان جد الضراب‏
كان سنان ذابله ضمير فليس عن القلوب له ذهاب‏
و صارمه كبيعته بخم معاقده من الخلق الرقاب‏

قال ياقوت حدث الخالع قال حدثني أبو الحسن الناشي قال كنت بالكوفة سنة 325 و انا املي شعري في المسجد الجامع بها و الناس يكتبون عني (قال المؤلف الظاهر ان ذلك الشعر كان في مدح أهل البيت (ع) و الا فغيره من الشعر لا يقرأ في المسجد الجامع بالكوفة و كان الناس الذين يكتبون عنه هم الشيعة لان جل أهل الكوفة كانوا شيعة في ذلك الوقت) قال و كان المتنبي إذ ذاك يحضر معهم و هو بعد لم يعرف و لم يلقب بالمتنبي فأمليت هذه القصيدة و قلت فيها:
كان سنان ذابله ضمير فليس عن القلوب له ذهاب‏
و صارمه كبيعته بخم معاقده من الخلق الرقاب‏

فلمحته يكتب هذين البيتين و منهما أخذ ما انشدتموني الآن من قوله:
كان الهام في الهيجا عيون و قد طبعت سيوفك من رقاد
و قد صغت الاسنة من هموم فما يخطرن الا في فؤاد

قال الخالع و أصل هذا لأبي تمام:
من كل أزرق نظار بلا نظر إلى المقاتل ما في متنه أود
كأنه كان ترب الحب من زمن فليس يعجزه قلب و لا كبد

و سبق إلى ذلك ديك الجن في قوله:
فتى ينصب في ثغر القوافي كما ينصب في المقل الرقاد

قال ابن عبد الرحيم: حدثني الخالع قال كنت مع والدي في سنة 346 و انا صبي في مجلس الكبوذي في المسجد الذي بين الوراقين و الصاغة و هو غاص بالناس و إذا رجل قد وافى و عليه مرقعة و في يده سطيحة و ركوة و معه عكاز هو شعث فسلم على الجماعة بصوت رفعه ثم قال انا رسول فاطمة الزهراء ص فقالوا مرحبا و أهلا و رفعوه فقال أ تعرفون لي احمد المزوق النائح فقالوا ها هو جالس فقال رأيت مولاتنا ع في النوم فقالت لي امض إلى بغداد و اطلبه و قل له نح على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه:
بني احمد قلبي لكم بتقطع بمثل مصابي فيكم ليس يسمع‏
عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم و يسطو عليكم من لكم كان يخضع‏

أقول و بعده:
فما بقعة في الأرض شرقا و مغربا و ليس لكم فيها قتيل و مصرع‏
ظلمتكم و قتلتم و قسم فيئكم و يسلمني طيب الهجوع فاهجع‏
كان رسول الله اوصى بقتلكم فاجسامكم في كل ارض توزع‏

و هي بضعة عشر بيتا.
و كان الناشي حاضرا فلطم على وجهه و تبعه المزوق و الناس كلهم، و كان أشد الناس في ذلك الناشي ثم المزوق ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم إلى ان صلى الناس الظهر و تقوض المجلس و جهدوا بالرجل ان يقبل شيئا منهم فقال و الله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها فاني لا ارى ان أكون رسول مولاتي ع ثم آخذ عن ذلك عوضا و انصرف و لم يقبل شيئا.
قال و حدثني الخالع: قال اجتزت بالناشي يوما و هو جالس في السراجين فقال لي قد عملت قصيدة و قد طلبت و أريد ان تكتبها بخطك حتى أخرجها فقلت امضي في حاجة و أعود و قصدت المكان الذي أردته و جلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح فقال لي أحب ان تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فانا قد نحنا بها البارحة بالمشهد و كان هذا الرجل قد توفي و هو عائد من الزيارة فقمت و رجعت اليه و قلت هات البائية حتى أكتبها فقال من اين علمت انها بائية و ما [ذاكرت‏] ذكرت بها أحدا فحدثه بالمنام فبكى و قال لا شك ان الوقت قد دنا فكتبتها فكان أولها:
رجائي بعيد و الممات قريب و يخطئ ظني و المنون تصيب‏

و من شعره قوله يرثي الحسين (ع):
مصائب نسل فاطمة البتول نكت حسراتها كبد الرسول‏
الا بأبي البدور لقين كسفا و أسلمها الطلوع إلى الأفول‏
الا يا يوم عاشورا رماني مصابي منك بالداء الدخيل‏
كاني بابن فاطمة جديلا يلاقي الترب بالوجه الجميل‏
يجرر في الثرى قدا و نحرا على الحصباء بالخد التليل‏
صريعا ظل فوق الأرض أرضا فوا [سفا] أسفا على الجسم النحيل‏
أعاديه توطأه و لكن تخطاه العتاق من الخيول‏
و قد قطع العداة الرأس منه و علوه على رمح طويل‏
و قد برز النساء مهتكات يحززن الشعور من الأصول‏
فطورا يلتثمن بني علي و طورا يلتثمن بني عقيل‏
و فاطمة الصغيرة بعد عز كساها الحزن أثواب الذليل‏
تنادي جدها يا جد انا طلبنا بعد فقدك بالذحول‏

و له:
لقد كسرت للدين في يوم كربلاء كسائر لا توسى و لا هي تجبر
فاما سبي‏ء بالرماح مسوق و اما قتيل بالتراب معفر
و جرحى كما اختارت رماح و انصل و صرعى كما شاءت ضباع و انسر

و قوله في أمير المؤمنين ع:
قد نصب الله لكم سيدا بالرشد و العصمة مأمون الغلط
أحاط بالعلم و لا يصلح ان يدعى اماما من بعلم لم يحط
من مثلكم يا آل طه و لكم في جنة الفردوس و الخلد خطط
حب سواكم نفل و حبكم فرض من الله علينا مشترط
يا طود إفضال بعيد المرتقى و بحر علم ما له يحويه شط
كل الولا الا ولاكم باطل و كل جرم بولاكم منحبط

و قوله:
و من لم يقل بالنص منه معاندا غدا عقله بالرغم منه يحاوله‏
يعرفه حق الوصي و فضله على الخلق حتى تضمحل بواطله‏

و قوله:
ان الذي قبل الوصية ما اتى غير الذي يرضي الإله و ما اعتدى‏




أعيان‏الشيعة، ج‏8، ص: 285
أصلحت حال الدين بالأمر الذي اضحى لحالك في الرئاسة مفسدا
و علمت انك ان أردت قتالهم ولوا عن الإسلام خوفك شردا
فجمعت شملهم بترك خلافهم و ان اغتديت من الخلافة مبعدا
لتتم دينا قد أمرت بحفظه و جمعت شملا كاد ان يتبددا

و قوله:
قوم نجوم في البروج منيرة في برج ثاني العشر ظل قرانها
و منازل القمر المنير عليهم سعد السعود و غيرهم ديرانها
عرفت بوطئهم البقاع و ان علوا قلل المنابر شرفت عيدانها
سل عنهم الليل البهيم فإنهم في كل حندس ليلة رهبانها

و له:
هم الآل آل الله و القطب التي بها فلك التوحيد أصبح دائرا
أئمة حق خاتم الرسل جدهم و والدهم من كان للحق ناصرا
علي أمير المؤمنين و سيد إلى قرنه بالسيف ما زال باترا
و أمهم الزهراء أكرم برة غدا قلبها مضنى على الوجد صابرا
و منهم قتيل السم ظلما و منهم امام له جبريل يكدح زائرا
قتيل بأرض الطف اروت دماؤه رماح الاعادي و السيوف البواترا
و منهم لدى المحراب سجاد ليله و قرم لفضل العلم أصبح باقرا
و سادسهم ياقوتة العقد جعفر امام هدى تلقاه بالعدل آمر
و سابعهم موسى أبو العلم الرضا و من لم يزل بالعلم للحق ناشرا
و ثامنهم ثاو بطوس و من به طفقت حزينا للهموم مسامرا
و تاسعهم زين الأنام محمد أبو علم للقوم أصبح عاشرا
و منهم امام سر من را محله تمام لحادي العشر ظل مجاورا
و اخرهم مهدي دينك انه امام لعقد الفاطميين اخرا

و له في أمير المؤمنين ع‏
جامع وحي الله إذ فرقه من رام جمع آية فما ضبط
أشكله لشكله بجهله [فاستعجمب‏] فاستعجب احرفه حين نقط

و له فيه (ع):
وقى النبي بنفس كان يبذلها دون النبي قرير العين محتسبا
حتى إذا ما أتاه القوم عاجلهم بقلب ليث يعاف الرشد ما وجبا
فساءلوه عن الهادي فشاجرهم فخوفوه فلما خافهم وثبا

و من شعره قوله:
و ليل توارى النجم من طول مكثه كما ازور محبوب لخوف رقيبه‏
كان الثريا فيه باقة نرجس يجي‏ء بها ذو صبوة لحبيبه‏

و قوله:
و كان عقرب صدغه وقفت لما دنت من نار و جنته‏

انتهى ما أورده ياقوت في معجم الأدباء. و ذكره الثعالبي في اليتيمة فقال: (أبو الحسين الناشي الأصغر) انشدني أبو بكر الخوارزمي قال انشدني أبو الحسين الناشي بحلب لنفسه:
إذا انا عاتبت الملوك فإنما اخط باقلامي على الماء أحرفا
وهبه ارعوى بعد العتاب أ لم تكن مودته طبعا فصارت تكلفا

قال و انشدني لنفسه:
ليس الحجاب من آله الاشراف ان الحجاب مجانب الإنصاف‏
و لقل من ياتي فيحجب مرة فيعود ثانية بقلب صافي‏

و له في سيف الدولة يودعه و المسافر سيف الدولة لا الناشي كما توهم ابن خلكان و لم يذكر البيت الأخير الدال على ذلك:
أودع لا اني أودع طائعا و اعطي بكرهي الدهر ما كنت مانعا
و ارجع لا ألفي سوى الوجد صاحبا لنفسي ان ألفيت بالنفس راجعا
تحملت عنا بالصنائع و العلى فنستودع الله العلى و الصنائعا
رعاك الذي يرعى بسيفك دينه و لقاك روض العيش أخضر يانعا

و له، قال ابن خلكان عزاهما اليه الثعالبي ثم عزاهما إلى أبي محمد المنجم:
إذا لم تنل همم الأكرمين و سعيهم و ادعا فاقترب‏
فكم دعة أتعبت أهلها و كم راحة نتجت من تعب‏

قوله:
يا خليلي و صاحبي من لؤي بن غالب‏
حاكم الحب جائر موجب غير واجب‏
لك صدغ كأنما نونه نون كاتب‏
يلدغ الناس إذ تعقرب لدغ العقارب‏

و أورد له ابن خلكان هذه الأبيات و لكن قد وجدنا ان الرضا (ع) أنشدها المأمون و الله اعلم:
اني ليهجرني الصديق تجنبا فاريه ان لهجره أسبابا
و أخاف ان عاتبته أغريته فأرى له ترك العتاب عتابا
و إذا بليت بجاهل متغافل يدعو المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت و ربما كان السكوت عن الجواب جوابا
و له:
أيا ناصر المصطفى احمد تعلمت نصرته من أبيكا
و ناصبت نصابه عنوة فلعنة ربي على ناصبيكا
و لو آمنوا بنبي الهدى و بالله ذي الطول ما ناصبوكا

و له:
إذ فاخر العباس عم المصطفى لعلي المختار صهر محمد
بعمارة البيت المعظم شانه و سقاية الحجاج وسط المسجد
فاتى بها جبريل عن رب السما يقري السلام على النبي المهتدي‏
أ جعلتم سقي الحجيج و ما يرى من ظاهر الأستار فوق الجلمد
كالمؤمنين الضاربي هام العدي وسط العجاج بساعد لم يرعد

و له:
صد بخد ارق من رقة الخمر و قلب أقسى من الحجر
يا ليت شعري لم ابتليت بمن شيبني قبل مبلغ الكبر

و له في أمير المؤمنين (ع):
الا يا خليفة خير الورى لقد كفر القوم إذ خالفوك‏
أدل دليل على انهم أبوك و قد سمعوا النص فيك‏
خلافهم بعد دعواهم و نكثهم بعد ما بايعوك‏
طغوا بالخريبة و استنجدوا بصفين و النهر إذ صالتوك‏
أناس هام حاصروا شيخهم و نالوه بالقتل ما استأذنوك‏
فيا عجبا منهم إذ جنوا دما و بثاراته طالبوك‏
فلم لم يثوروا ببدر و قد قتلت من القوم إذ بارزوك‏
و لم عردوا إذ شجيت العدي بمهراس أحد و لم نازلوك‏




أعيان‏الشيعة، ج‏8، ص: 286
و لم أحجموا يوم سلع و قد ثبت لعمرو و لم أسلموك‏
و لم نكصوا بحنين و قد صككت بنفسك جيشا صكوك‏
فأنت المقدم في كل ذاك فيا ليت شعري لم اخروك‏

و له:
يا آل ياسين من يحبكم بغير شك لنفسه نصحا
أنتم رشاد من الضلال كما كل فساد بحبكم صلحا
و كل مستحسن لغيركم ان قيس يوما بفضلكم قبحا