سال بعدالفهرستسال قبل

النعمان بن محمد بن منصور-أبو حنيفة بن حيون-القاضي النعمان(259 - 363 هـ = 873 - 974 م)

النعمان بن محمد بن منصور-أبو حنيفة بن حيون-القاضي النعمان(259 - 363 هـ = 873 - 974 م)



الأعلام للزركلي (8/ 41)
ابن حَيُّون
(000 - 363 هـ = 000 - 974 م)
النعمان بن محمد بن منصور، أبو حنيفة بن حيون التميمي، ويقال له القاضي النعمان: من أركان الدعوة للفاطميين ومذهبهم بمصر. كان واسع العلم بالفقه والقرآن والأدب والتاريخ. من أهل القيروان، مولدا ومنشأ. تفقه بمذهب المالكية، وتحول إلى مذهب الباطنية. عاصر المهديّ والقائم والمنصور والمعز (منشئ القاهرة) وخدمهم. وقدم مع المعز إلى مصر، وهو كبير قضاته.
وتوفي بها. وصفه الذهبي بالعلّامة المارق. وقال ابن حجر: في كتبه ما يدل على انحلال عقيدته.
له " اختلاف أصول المذاهب " يرد فيه على أدلة الاجتهاد وينصر الإسماعيلية، و " دعائم الإسلام، وذكر الحلال والحرام - خ " مجلدان، رأيت ثانيهما في الفاتيكان (1156 عربي) وكان " الظاهر " الفاطمي قد أمر الدعاة بحض الناس على حفظه، وجعل لمن يحفظه مكافأة، وله " مختصر - ط " و " تأويل دعائم الإسلام - ط " الأول منه، ويسمى " تربية المؤمنين " و " المجالس والمسايرات - خ " أخبار وأحاديث، و " افتتاح الدعوة - خ " لعله الّذي سماه " ابتداء الدعوة للعبيديين " و " الهمة في آداب اتباع الأئمة - ط " و " الاقتصاد - ط " في فقه الشيعة، و " مختصر الآثار فيما روي عن الأئمة الأطهار - خ " متداول الآن بين طائفة البهرة، و " أساس التأويل الباطن - خ " و " المناقب والمثالب " و " ردود " على بعض الأئمة كالشافعي ومالك وأبي حنيفة، و " شرح الأخبار في فضائل النبي المختار وآله المصطفين الأخيار - خ " و " المنتخبة " قصيدة في الفقه. قال الذهبي: كتبه كبار مطولة. وكان وافر الحشمة عظيم الحرمة، في أولاده قضاة وكبراء (1) .
__________
(1) سير النبلاء - خ الطبقة العشرون. واتعاظ الحنفا 274 الحاشية. وابن خلكان 2: 166 ولسان == الميزان 6: 167 والنجوم الزاهرة 4: 106 وفيه: " كان - في أول أمره - حنفي المذهب لأن الغرب كان يوم ذاك غالبة حنفية " خلافا للمصدرين السابقين ففيهما أنه كان مالكيا. والدكتور يحيى الخشاب في مقدمة كتاب سفر نامه. وحسين، ف، الهمدانيّ، في محاضرة له نشرتها مجلة الجمعية الاسيوية الملكية بلندن سنة 1931 والفهرس التمهيدي 401 والبعثة المصرية 42 وكتاب الهمة: مقدمة ناشره. والولاة والقضاة 586 الملحق. وديوان المؤيد في الدين 7 ويقول كاتب مقدمته الاستاذ محمد كامل حسين إنه يسمى في الدعوة - الباطنية أو الإسماعيلية - باسم " سيدنا القاضي النعمان " ولا يقال له أبو حنيفة، خيفة الالتباس ب أبي حنيفة النعمان صاحب المذهب السني المعروف. ثم يقول: ويعد النعمان واضع فقه المذهب الفاطمي الخ. وانظر
Brock 1: 201 (187) S 1: 324 ونشرة دار الكتب 1: 20. 38 والذريعة 3: 251 وفيها من كتبه: " تاريخ الخلفاء المصرية والملوك الفاطمية وأئمة الإسماعيلية المغاربة " يظن وجود نسخة مخطوطة منه.








وفيات الأعيان (5/ 415)
766 - (1)
القاضي النعمان
أبو حنيفة النعمان بن أبي عبد الله محمد بن المنصور بن أحمد بن حيون (2) ، أحد الأئمة الفضلاء المشار إليهم، ذكره الأمير المختار المسبحي في تاريخه فقال: كان من أهل العلم والفقه والدين والنبل على ما لا مزيد عليه، وله عدة تصانيف: منها كتاب " اختلاف أصول المذاهب " وغيره، انتهى كلام المسبحي في هذا الموضع.
وكان مالكي المذهب ثم انتقل إلى مذهبه الإمامية، وصنف (3) كتاب " ابتداء
__________
(1) ترجمته وأخباره في اتعاظ الحنفا: 149 ولسان الميزان 6: 167 والنجوم الزاهرة 4: 106 والكندي: 286 ومرآة الجنان 2: 379 والشذرات 3: 47 وروضات الجنات: 727 ومقدمة الكتاب ((الهمة في آداب أتباع الأئمة)) وكتاب ((دعائم الإسلام)) وبروكلمان (الترجمة العربية) 3: 341 - 342 وIvanov: A Guide to Ismaili Literature وقد أوجز صاحب المختار فيما اختاره من هذه الترجمة كثيراً.
(2) ق ر ن: حيوان.
(3) اختلاف: سقطت من ق ن.



وفيات الأعيان (5/ 416)
الدعوة للعبيديين " (1) وكتاب " الأخبار " في الفقه، وكتاب " الاقتصار " (2) في الفقه أيضاً.
وقال ابن زولاق في كتاب " أخبار قضاة مصر " في ترجمة أبي الحسن علي بن النعمان المذكور، ما مثاله: وكان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل، من أهل القرآن والعلم بمعانيه، وعالماً بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر الفحل والمعرفة بأيام الناس، مع عقل وإنصاف (3) ، وألف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف وأملح سجع، وعمل في المناقب والمثالب كتاباً حسناً، وله ردود على المخالفين: له رد على أبي حنيفة وعلى مالك والشافعي وعلى ابن سريج، وكتاب " اختلاف الفقهاء " ينتصر فيه لأهل البيت رضي الله عنهم، وله القصيدة الفقيهة لقبها بالمنتخبة.
زكان أبو حنيفة المذكور ملازماً صحبة المعز أبي تميم معد بن منصور - المقدم ذكره - ولما وصل من إفريقية إلى الديار المصرية كان معه، ولم تطل مدته، ومات فيمستهل رجب سنة ثلاث وستين وثلثمائة بمصر. وذكر أحمد بن محمد بن عبد الله الفرغاني في " سيرة القائد جوهر " أنه توفي في ليلة الجمعة سلخ جمادى الآخرة من السنة (4) ، وصلى عليه المعز، وذكر ابن زولاق في تاريخه بعد ذكر وفاة المعز وذكر أولاده وقضاة المعز فقال: قاضية الواصل معه من المغرب أبو حنيفة النعمان بن محمد الداعي، ولما وصل إلى مصر وجد جوهراً قد استخلف على القضاء أبا طاهر الذهلي النغدادي فأقره، انتهى كلام ابن زولاق.
(287) وكان والده أبو عبد الله محمد قد عمر، ويكي أخباراً كثيرة نفيسة حفظها وعمره أربع سنين، وتوفي في رجب سنة إحدى وخمسين وثلثمائة، وصلى عليه ولده أبو حنيفة المذكور، ودفن في باب سلم، وهو أحد أبواب القيروان، وكان عمره مائة وأربع سنين.
__________
(1) نشر باسم ((رسالة افتتاح الدعوة)) تحقيق الآنسة وداد القاضي (دار الثقافة، بيروت 1970) .
(2) ع: الانتصار.
(3) ر: مع العقل والإنصاف.
(4) وذكر أحمد ... السنة: سقط من ع.


وفيات الأعيان (5/ 417)
(288) وكان لأبي حنيفة أولاد نجباء سروات، فمنهم أبو الحسن علي بن النعمان (1) ، أشرك المعز المذكور بينه وبين أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن يجير بن صالح بن أسامة الذهلي قاضي مصر في الحكم، ولم يزل مشتركين فيه إلى أن توفي المعز، وقام بالأمر ولده العزيز نزار - وقد تقدم ذكره أيضاً - فرد إلى القاضي أبي الحسن المذكور أمر الجامعين ودار الضرب، وهما على الاشتراك في الحكم، واستمروا على ذلك إلى أن لحقت القاضي أبا طاهر المذكور رطوبة عطلت شقه ومنعته من الحركة والسعي إلا محمولاً، فركب العزيز المذكور إلى الجزيرة التي بين مصر والجيزة في مستهل صفر سنة ست وستين وثلثمائة، فحمل أبو طاهر إليه، فلقيه الشهود معه عند باب الصناعة، فرآه نحيلاً، وسأله استخلاف ولده أبي العلاء بسب ما يجده من الضعف، فحكى عن العزيز أنه قال: ما بقي إلا أن تقددوه. ثم قلد العزيز ثالث هذا اليوم القاضي أبا الحسن علي بن النعمان المذكور القضاء مستقلاً فركب إلى الجامع القاهرة، وقرىء سجله، ثم عاد إلى الجامع العتيق بمصر وقرىء سجله، وكان القارىء أخاه أبا عبد الله محمد ابن النعمان، وكان في سجله القضاء بالديار المصرية والشام والحرمين والمغرب وجميع مملكة العزيز والخطابة والإمامة والعيار في الذهب والفضة، والموازين والمكاييل، ثم انصرف إلى داره في جمع عظيم، ولم يتأخر عنه أحد، وأقام القاضي أبو طاهر المذكور منقطعاً في بيته عليلاً، وأصحاب الحديث يترددون إليه ويسمعون عليه، إلى أن توفي سلخ ذي القعدة سنة سبع وسيتن وثلثمائة، وسنة ثمان وثمانون سنة، ومدة ولايته ست عشرة سنة وسبعة عشر يوماً، وأذن له العزيز أيضاً أن ينظر في الأحكام في هذه المدة، فلم يكن فيه فضل، وكان قد حكم في الجانب الغربي ببغداد أيضاً مدة ثم انتقل إلى مصر.
ثم إن القاضي أبا الحسن استخلف في الحكم أخاه أبا عبد الله محمداً، وفوض إليه الحكم بدمياط وتينس والفرما والجفار، فخرج إليها واستخلف بها ثم عاد، ثم سافر العزيز إلى الشام في سنة سبع وستين، وسافر معه القاضي أبو الحسن المذكور، وجلس أخوه محمد مكانه للحكم بين الناس.
__________
(1) انظر ترجمته في رفع الأصر: 407.



وفيات الأعيان (5/ 418)
وكان القاضي أبو الحسن المذكور مفنناً في عدة فنون، منها علم القضاء والقيام به بوقار وسكينة، وعلم الفقه والعربية والأدب والشعر وأيام الناس، وكان شاعراً مجيداً في الطبقة العليا، ومن شعره ما رواه له أبو منصور الثعالبي في كتاب " يتيمة الدهر " (1) وهو قوله:
ولي صديق ما مسني عدم ... مذ وقعت عينه على عدمي
أغنى وأقنى وما يكلفني ... تقبيل كف له ولا قدم
قام بأمري لما قعدت به ... ونمت عن حاجتي ولم ينم وأورد له الثعالبي أيضاً في المعنى (2) :
صديقٌ لي له أدب ... صداقة مثله نسب
رعى لي فوق ما يرعى ... وأوجب فوق ما يجب
فلو نقدت خلائقه ... لبهرج عندها الذهب وأورد له أبو الحسن الباخزري - المقدم ذكره - في كتاب " دمية القصر " (3) وأوردها أيضاً أبو محمد ابن زولاق في كتاب " أخبار قضاة مصر " في ترجمة أبي الحسن المذكور، أبياتاً أحسن فيها كل الإحسان، وهي:
رب خود عرفت في عرفات ... سلبتني بحسنها حسناتي
حرمت حين أحرمت نوم عيني ... واستباحت حماي باللحظات
وأفاضت مع الحجيج ففاضت ... من جفوني سوابق العبرات
ولقد أضرمت على القلب جمراً ... محرقاً إذ مشت إلى الجمرات
لم أنل من منى منى النفس حتى (4) ... خفت بالخيف أن تكون وفاتي
__________
(1) اليتيمة 1: 400.
(2) المصدر السابق: 401.
(3) لم ترد في المطبوعة.
(4) بر ص: لكن.



وفيات الأعيان (5/ 419)
ولم يزل أبو الحسن المذكور مستمراً على أحكامه، وافر الحرمة عند العزيز، حتى أصابته الحمى وهو بالجامع ينظر في الأحكام، فقام من وقته ومضى إلى داره، وأقام عليلاً أربعة عشر يوماً، وتوفي في الإثنين لست خلون من رجب (1) سنة أربع وسبعين وثلثمائة، وأخرج تابوته من الغد إلى العزيز وهو معسكر بسطح الجب عند الموضع المعروف الآن بالبركة، فوضع التابوت بالمسجد المعروف بالبئر والجميزة، وسار العزيز إليه من مخيمه حتى وصل عليه في المسجد، وردت الجنازة إلى داره بالحمراء فدفن فيها.
والحمراء: محلة بمصر، وهي ثلاث حمراوات، وإنما قيل لها الحمراء لنزول الروم بها.
وأرسل العزيز إلى أخيه أبي عبد الله محمد - المذكور في هذه الترجمة - وكان ينوب عن أخيه أبي الحسن كما ذكرنا، فقال له: إن القضاء لك من بعد أخيك، ولا تخرجه عن هذا البيت.
وكانت مدة ولاية أبي الحسن تسع سنين وخمسة أشهر وأربعة أيام. وكانت ولادته بالمغرب، في شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلثمائة، رحمه الله تعالى.
(289) وأقامت مصر بغير قاض ينظر فيها ثمانية عشر يوماً لأن أبا عبد الله مان مريضاً، ثم أخف عنه المرض فركب في وقته إلى معسكر العزيز يوم الخميس لثمان بقين من رجب، ثم عاد من عنده إلى الجامع العتيق بمصر في يوم الجمعة وقد قلده العزيز القضاء وخلع عليه وقلده سفياً، فلم يقدر على النزول في الجامع لضعفه من العلة، فسار إلى داره، ونزل ولده وجماعة من أهل بيته إلى الجامع العتيق بمصر، وقرىء سجله بعد صلاة الجمعة، وكان مثل سجل أخيه أبي الحسن في جميع ولايته.
وفي ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلثمائة استخلف ولده أبا القاسم عبد العزيز على القضاء بالإسكندرية بأمر العزيز، وخلع عليه العزيز.
وفي يوم الجمعة مستهل جمادى الأولى سنة خمس وسبعين عقد القاضي محمد بن النعمان المذكور نكاح ولده أبي القاسم عبد العزيز المذكور على ابنة القائد أبي
__________
(1) بر: سادس شهر رجب.



وفيات الأعيان (5/ 420)
الحسن جوهر - المقدم ذكره في حرف الجيم - وكان العقد في مجلس العزيز ولم يحضره إلا خواصه، وكان الصداق ثلاثة آلاف دينار، والكتاب ثوباً مصمتاً.
وكان المعز أبو تميم معد والد العزيز المذكور قد تقدم وهو بالمغرب إلى القاضي أبي حنيفة النعمان المذكور في أول الترجمة بعمل اسطرلاب فضة، وأن يجلس مع الصائغ أحد ثقاته، فأجلس أبو حنيفة ولده المذكور محمداً، فلما فرغ الاسطرلاب حمله أبو حنيفة إلى المعز، فقال له: من أجلست معه فقال: ولدي محمداً، فقال: هو قاضي مصر، فكان كما قال، لأن المعز كانت تحدثه نفسه أبداً بأخذ مصر، فلهذا تلفظ بهذا الكلام، ورافقته السعادة مع المقادير.
وقال القاضي محمد المذكور: كان المعز إذا رآني وأنا صبي بالمغرب يقول لولده العزيز: هذا قاضيك. وكان محمد جيد المعرفة بالأحكام مفنناً في علوم كثيرة حسن الأدب والدراية بالأخبار والشعر وأيام الناس، وله شعر، فمن ذلك قوله:
أيا مشبه البدر بدر السماء ... لسبع وخمسٍ مضت واثنتين
ويا كامل الحسن في نعته ... شغلت فؤادي وأسهرت عيني
فهل لي من مطمعٍ أرتجيه ... وإلا انصرفت بخفي حنين
ويشمت بي شامت في هواك ... ويفصح لي ظلت صفر اليدين
فإما مننت وإما قتلت ... فأنت القدير على الحالتين وكتب إليه عبد الله بن الحسن الجعفري السمرقندي:
تعادلت القضاة علاً فأما ... أبو عبد الإله فلا عديل
وحيدٌ في فضائله غريبٌ ... خطيرٌ في مفاخرة جليل
تألق بهجةً ومضى اعتزاماً ... كما يتألق السيف الصقيل
فيقضي والسداد له حليف ... ويعطي والغمام له رسيل
لو اختبرت قضاياه لقالوا ... يؤيده عليها جبرئيل
إذا رقي المنابر فهو قس ... وأن حضر المشاهد فالخليل فكتب إليه القاضي محمد المذكور:



وفيات الأعيان (5/ 421)
قرأنا من قريضك ما يروق ... بدائع حاكها طبعٌ رقيق
كأن سطورها روضٌ أنيقٌ ... تضوع بينها مسكٌ فتيق
إذا ما أنشدت أرجت وطابت ... منازلها بها حتى الطريق
وإنا تائقون إليك فاعلم ... وأنت إلى زيارتنا تتوق
فواصلنا بها في كل يومٍ ... فأنت بكل مكرمةٍ حقيق وقال ابن زولاق في " أخبار قضاة مصر ": ولم نشاهد بمصر لقاض من القضاة من الرياسة ما شاهدناه (1) لمحمد بن النعمان، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق، ووافق ذلك استحقاقاً، لما فيه من العلم والصيانة والتحفظ وإقامة الحق والهيبة.
وفي المحرم سنة ثلاث وثمانين وثلثمائة استخلف ولده أبا القاسم عبد العزيز المذكور في الأحكام بالقاهرة ومصر على الدوام، بعد أن كان ينظر فيها يوم الإثنين والخميس لا غير، فصار يسمع البينات ويحكم ويسجل، وكان يخلفه أولاً ولد أخيه، وهو أبو عبد الله الحسين بن علي بن النعمان، فصرفه لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين، واستخلف ولده أبا القاسم عبد العزيز المذكور في الإثنين والخميس خاصة.
وارتفعت رتبة القاضي محمد عند العزيز حتى أصعده معه إلى المنبر يوم عيد النحر سنة خمي وثمانين، ولما توفي العزيز في الناريخ المذكور في ترجمته تولى غسله القاضي محمد المذكور، وقام بالأمر من بعده ولده الحاكم - المقدم ذكره - فأقر القاضي محمداً على أشغاله، وزادت منزلته عنده رفعة وبسط يده.
ولما حصلت له المنزلة والمكنة من الدولة كثرت علله ولازمه النقرس والقولنج، فكان أكثر أوقاته عليلاً، والأستاذ أبو الفتوح براجوان - المقدم ذكره - على جلالته وعظم شأنه يعوده كل وقت، ثم تزايدت علته وتوفي ليلة الثلاثاء بعد العشاء الآخرة رابع صفر سنة تسع وثمانين وثلثمائة؛ وركب الحاكم إلى داره بالقاهرة، وصلى عليه فيها ووقف على دفنه ثم انصرف إلى قصره.
__________
(1) ق ر: ما شهدناه.



وفيات الأعيان (5/ 422)
كانت ولادته يوم الأحد لثلاث خلون من صفر سنة أربعين وثلثمائة بالمغرب.
ووهب الحاكم داره لبعض أصحابه، فنقل القاضي محمد المذكور إلى داره التي بمصر يوم الأربعاء لتسع خلون من شهر رمضان من هذه السنة، ثم نقل عيشة الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان المذكور إلى مقبرة أخيه وأبيه بالقرافة، رحمهم الله تعالى.
(290) ولما مات القاضي محمد أبو عبد الله المذكور أقامت مصر بغير قاض أكثر من شهر، ثم قلد الحاكم صاحب مصر القضاة أبا عبد الله الحسين بن علي بن النعمان (1) الذي كان ينوب عن عمه القاضي محمد أبي عبد الله المذكور وصرفه واستخلف ولده أبا القاسم عبد العزيز - وقد تدم ذكر ذلك في هذه الترجمة - وكانت ولاية الحسين المذكور لست خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وثلثمائة، واستمر في الحكم إلى يوم الخميس سادس عشر شهر رمضان سنة أربع وتسعين، فصرف بابن عمه أبي القاسم عبد العزيز بن محمد - المقدم ذكره - ثم ضربت عنق الحسين بن علي النعمان المذكور يوم الأحد سادس المحرم سنة خمس وتسعين في حجرته، وأحرقت جثته، وذلك بأمر الحاكم، لقصة يطول شرحها (2) .
(291) واستقل أبو القاسم (3) في الأحكام، وضم إليه الحاكم النظر في المظالم، ولم يجتمعا قبله لأحد من أهله، وعلت رتبته عند الحاكم وأصعده معه علة المنبر يوم عيد الفطر بعد قائد القواد، وكذلك في عيد النحر، وتصلب في الأحكام، وتشدده على من عانده (4) من روساء الدولة، ورسم على جماعة ممن وجب عليه حق فامتنع من الخروج منه. ولم يزل قاضياً في جميع ما فوضه إليه الحاكم، إلى أن صرفه عن ذلك جميعه يوم الجمعة سادس عشر رجب سنة ثمان وتسعين وثلثمائة.
وفوض القضاء إلى أبي الحسن مالك بن سعيد بن مالك الفارقي، وأخرجه عن أهل بيت النعمان.
__________
(1) انظر ترجمته الحسين بن علي في رفع الاصر: 207.
(2) راجع أسباب مقتله في رفع الاصر: 211.
(3) أنظر ترجمته عبد العزيز في رفع الاصر: 359.
(4) ق ع: عازه.



وفيات الأعيان (5/ 423)
ثم إن الحاكم أمر الأتراك بقتل القاضي أبي القاسم عبد العزيز المذكور والقائد أبي عبد الله الحسين بن جوهر وأبي علي إسماعيل أخي القائد فضل بن صالح، فقتلوهم ضرباً بالسيوف في ساعة واحدة، لأمر يطول شرحه، وذلك يوم الجمعة الثاني والعشرين منجمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة، رحمهم الله تعالى؛ وكانت ولادة أبي القاسم عبد العزيز المذكور يوم الإثنين مستهل ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثلثمائة.
(292) وأما القاضي أبو طاهر المذكور، فقال أبو منصور أحمد عبد الله بن أحمد الفرغاني المصري في تتاريخه: إنه كان كثير الرواية حسن المجالسة، شيخ مع الشيوخ، كهل مع الكهول، شاب مع الشباب. وتوفي لليلة بقيت من ذي القعدة سنة سبع وستين وثلثمائة، رحمهم الله تعالى.






نرم افزار جامع الاحادیث نور:

نعمان بن محمد تميمى‏
ولادت‏
ابو حنيفه، نعمان بن محمد بن منصور بن احمد بن حَيُّون تميمى مغربى، از دانشمندان بزرگ فرقه اسماعيليه در آغاز پيدايش آنان به شمار مى‏آيد.
وى در سال 259 هجرى در مغرب و در خانواده‏اى اهل علم به دنيا آمد. پدر او از علماى بزرگ اهل تسنن و پيرو مذهب مالكى بود و روايات فراوانى را روايت كرده است.
نعمان از همان كودكى با روايات و علوم و معارف اسلامى آشنا شد و خود را آماده كرد تا يكى از دانشمندان جهان اسلام گردد.
مذهب‏
نعمان در آغاز پيرو مذهب مالكى بود ولى بعد تغيير مذهب داده و شيعه شد، اما در سلك فرقه اسماعيليه در آمد يعنى از آن گروه كه عقيده دارند اسماعيل فرزند امام جعفر صادق عليه السلام امام غائب است.
البته برخى از علماى شيعه مانند علامه مجلسى او را شيعه مى‏دانند و مى‏گويند او در برابر سلاطين اسماعيليه تقيه مى‏كرده است.
شخصيت‏
قاضى نعمان شخصيتى دانشمند و داراى تأليفات فراوان است.
او از مؤسسين فرقه اسماعيليه و قانونگذار آنان بوده و بنابر گفته روات فاطمى بدون مراجعه به امامان خود( يعنى علماى فاطمى) چيزى ننوشته است.
مؤلفان شيعه به او« ابو حنيفه شيعى» مى‏گويند. او 9 سال به المهدى بالله، اولين خليفه فاطمى خدمت كرد. در دوران القائم بامر الله، خليفه دوم عهده‏دار قضاوت طرابلس شد و در زمان المنصور بالله خليفه سوم، قاضى منصوريه شد.
وى در دوران فخر الدين خليفه چهارم به بالاترين مقام خود رسيد و آن مقام قاضى القضاة و داعى الدعاة بود.
فرزندان‏
او داراى دو فرزند به نامهاى على و محمد بود كه هر دو از طرف خليفه فاطمى عهده‏دار منصب قضاوت شدند.
سخن بزرگان‏
علامه مجلسى درباره ايشان مى‏فرمايد:« ابو حنيفه، نعمان بن محمد بن منصور، قاضى مصر در ايام دولت اسماعيليه است. او در آغاز پيرو مذهب مالكى بود، سپس هدايت يافت و پيرو مذهب اماميه گشت.
او از ترس خلفاى اسماعيلى، از ائمه بعد از امام جعفر صادق عليه السلام روايت نمى‏كند ولى در پوشش تقيه حرف حق را بيان مى‏كند.»ابن خلكان در وفيات الأعيان مى‏گويد:« قاضى نعمان يكى از دانشمندان است. او در آغاز پيرو مذهب مالكى بود ولى بعد پيرو مذهب اماميه شد.
ابن زولاق درباره او مى‏گويد: نعمان بن محمد قاضى، در نهايت فضل و دانش و اهل قرآن و آگاه به معناى آن و عالم به فقه و ديدگاههاى مختلف فقهى و لغت و شعر و تاريخ بود و همواره با عقل و انصاف قدم برمى‏داشت. او هزاران صفحه در مدح اهل بيت از خود به يادگار گذاشت.»ابن شهر آشوب صاحب كتاب معالم العلما مى‏فرمايد:« قاضى نعمان بن محمد امامى نبود ولى كتابهاى او نيكو و خوب است.»
تأليفات‏
نعمان بن محمد داراى 47 تأليف است كه در علومى مانند فقه، تأويل، تفسير و اخبار نگاشته شده است.
برخى از تاليفات او عبارتند از:
1- دعائم الإسلام 2- شرح الأخبار 3- أساس التأويل 4- افتتاح الدعوة 5- التوحيد و الإمامة 6- مفاتيح النعمة 7- الإيضاح 8- الينبوع 9- المجالس و المسامرات.
از نكات كتاب اخير آن است كه مؤلف، در آن اختراع قلم خودنويس را به المعز لدين الله( خليفه فاطمى) نسبت داده است.
وفات‏
نعمان بن محمد در سال‏363 هجرى و در سن‏104 سالگى دعوت حق را لبيك گفت و به ديار باقى شتافت.




الأعلام للزركلي (5/ 29)
ابن خيون
(328 - 374 هـ = 940 - 984 م)
علي بن النعمان بن محمد بن حيون، أبو الحسن: من قضاة مصر. كان فقهيا عادلا، عالما بالأدب. وافر الحرمة عند الفاطميين، له شعر جيد. قدم مع " المعز " من المغرب إلى مصر، ونظر في الحكم، ثم ولي القضاء استقلالا سنة 366 هـ وهو أول من لقب بقاضي القضاة بالديار المصرية. استمر إلى أن توفي (2) .
__________
(2) وفيات الأعيان 2: 167 والولاة والقضاة 495 و 589.



الأعلام للزركلي (4/ 25)
ابن حَيُّون
(354 - 401 هـ = 965 - 1011 م)
عبد العزيز بن محمد بن النعمان بن حيون، أبو القاسم: قاضي القضاة بمصر والشام والحرمين والمغرب. من علماء الإمامية الباطنية، ومن رجال الدولة الفاطمية (العبيدية) أصله من القيروان.
نشأ بمصر. وولي القضاء سنة 394 هـ وأضيف إليه النظر في المظالم، وعظمت مكانته عند الحاكم (صاحب مصر والمغرب) ثم عزله سنة 398 هـ وقتله غيلة (3) .
__________
(3) ملحق الولاة والقضاة 599 - 603 وابن خلكان 2: 169 في ترجمة جده النعمان.
وفيه أن الحاكم أمر الأتراك بقتله مع شخصين آخرين " فقتلوهم ضربا بالسيوف في ساعة واحدة ". وفي ذيل الإشارة إلى من نال الوزارة روايتان أخريان في تاريخ مقتله: إحداهما في رجب 398 والثانية في جمادى الآخرة 399.








خزانة التراث - فهرس مخطوطات (62/ 646، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 62959
الفن: عقائد
عنوان المخطوط: التوحيد بالله
اسم المؤلف: النعمان بن محمد بن منصور, ابن حيون
اسم الشهرة: ابن حيون
اسم الشهرة: القاضي النعمان
تاريخ الوفاة: 363هـ
قرن الوفاة: 4هـ
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مكتبه الدوله
اسم الدولة: المانيا
اسم المدينة: برلين
رقم الحفظ: 2958 Oct.









خزانة التراث - فهرس مخطوطات (62/ 647، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 62960
الفن: شمائل الرسول
الفن: سيره
عنوان المخطوط: شرح الاخبار في فضائل النبي المختار وآله المصطفين الاخيار من الائمه الاطهار
عنوان المخطوط: مختصر شرح الاخبار في فضائل النبي المختار وآله المصطفين الاخيار من الائمه الاطهار
اسم المؤلف: النعمان بن محمد بن منصور, ابن حيون
اسم الشهرة: ابن حيون
اسم الشهرة: القاضي النعمان
تاريخ الوفاة: 363هـ
قرن الوفاة: 4هـ
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مكتبه الدوله
اسم الدولة: المانيا
اسم المدينة: برلين
رقم الحفظ: 9662
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مكتبه الجامعه
اسم الدولة: لبنان
اسم المدينة: بيروت
رقم الحفظ: 343 ج
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: معهد المخطوطات العربيه
اسم الدولة: مصر
اسم المدينة: القاهره
رقم الحفظ: 711 عن دار الكتب المصريه 7062 ح عن برلين - ف 407
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: معهد المخطوطات العربيه
اسم الدولة: مصر
اسم المدينة: القاهره
رقم الحفظ: عن دار الكتب المصريه 7062 ح عن برلين














رفع الإصر عن قضاة مصر (ص: 246)
عبد العزيز بن محمد بن النُّعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيُّون المغربي القيرواني، إسماعيلي من المائة الرابعة.
ولد فِي أول ربيع الأول سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وَكَانَتْ ولايته القضاء فِي يوم الخميس السادس عشر من رمضان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وأضيف إِلَيْهِ
النظر فِي المظالم، وخُلعت عَلَيْهِ الخلع عَلَى العادة، وحمل عَلَى بغلة وقِيدت بَيْنَ يديه ثِنْتان، وحمل بَيْنَ يديه سِفط ثياب، ودخل إِلَى الجامع فحضر فِي موكب حفِل، وقرئ تقليده عَلَى المنبر.
وكان أول أحكامه أنه أوقف جميع الشهود الذين قبلهم عمه الحسن مَا عدا شرف ابن محمد المقرئ، فإنه استكتبه فِي التوقيع والقصص، وكتب لَهُ فِي الإسجال عَلَيْهِ، قاضي القضاة عبد العزيز، قاضي عبد الله ووليه منصور أبي علي، الإِمام الحاكم الأمير المؤمنين - صلوات الله عَلَيْهِ وَعَلَى آبائه الطاهرين - عَلَى القاهرة المُعِزِية ومصر والإِسكندرية والحرمين وأجناد الشام والرحبة والبرقة والمغرب وأعمالها. وَمَا فتحه الله وَمَا يسَّر فتحه لأمير المؤمنين من بلدان المشرق والمغرب.
واستخلف عبدُ العزيز فِي الحكم مالك بن سعيد الفارقي وابن أبي العوام فِي الفرض. ولازم الشهودُ الذين لَمْ يقبلهم بابَه، فأرسل إليهم أنه قَدْ كثر تطارحكم عليَّ وتشفعكم فِي قبول الشهادة، فيلزم كل واحد منكم شغله. فمن احتجت إِلَى شهادته منكم أنفذت إِلَيْهِ، فانصرفوا عنه.
فلما كَانَ فِي السابع عشر من ذي القعدة، طلبهم واستحلفهم أنهم مَا كانوا سَعوا فِي طلب الشهادة عند عمه ولا رشوه ولا غروا لَهُ، فحلفوا عَلَى ذَلِكَ فقبلهم، وأصعد الحاكمُ عبدَ العزيز معه عَلَى المنبر فِي الجمع والأعياد عَلَى عادة من تقدمه، وامتدت يده فِي الأحكام وعلت منزلته. وجلس فِي الجامع وابتدأ فِي كتاب جَده اختلاف أصول المذاهب. وَفِي ولايته فوض الحاكم إِلَيْهِ النظر عَلَى دار العلم الَّتِي أنشأها وَكَانَ الحاكم بناها وأتقنها وجعل فِيهَا من كتب العلوم شيئاً كثيراً، وأباحها للفقهاء
وأن يجلسوا فِيهَا بحسب اختلاف أغراضهم من نسخ ومطالعة وقراءة، بعد أن فُرشت وعلقت الستور عَلَى أبوابها، ورتب فِيهَا الخدام والفَرشة.
وتخصص عبد العزيز هَذَا بمجالسة الحاكم ومسايرته، فاحتاج القاضي إِلَى الإِذن لولده القاسم الأكبر فِي الحكم بالجامع وَكَانَ يجلس فِيهِ لسماع الأحكام، والفصل بَيْنَ الخصوم. وصار الناس يترددون فِي أمورهم منه إِلَى أبيه ومن أبيه إِلَيْهِ، وأمر ولده الأصغر أن يثبت كتب الناس ويفصل بينهم فِي مجلس حكمه بمنزله. وفوض إِلَيْهِ الحاكم أيضاً النظر فِي تركة ابن عمه حسين بن علي بن النعمان بعد قتله، فتسلم جميع مَا وجد لَهُ، وكذا فعل فِي تركة أبي منصور الجودري وهو من كبار دولته، وقدَّمه فِي الصلاة عَلَى جماعة من أوليائه، جرت العادة بأنه لا يصلى عليهم إِلاَّ الخليفة. وأمره فِي يوم عاشوراء أن يمنع النساء والناس من المرور فِي الشوارع، وَكَانَتْ سنتهم أنهم فِي يوم عاشوراء يخرجون النساء وغيرهن للنَّوْح والبكاء عَلَى الحسين، وينشدون المراثي فِي الشوارع وتمد الغاغة أيديهم إِلَى أمتعة الباعة، فرفعوا ذَلِكَ إِلَى الحاكم، فأمر القاضي أن يمنعهم من المرور فِي الشوارع وأن يختص النوح والنشيد بالصحراء. واتفق أن بعض الكتاميين كَانَ من عنده حق فامتنع من أدائه، وَكَانَ عنده شدة بأس وعجرفة، فرفع أمره إِلَى القاضي، فأنفذ إِلَيْهِ رسولاً فأهانه، فرفع الأمر للحاكم فأمر بإٍِحضار الكتامي مسحوباً إِلَى القاضي بمصر، ثُمَّ أحضر إِلَى القاهرة ماشياً، وألزم بالخروج مما عَلَيْهِ.
وأمره الحاكم بالنظر فِي المساجد وتفقد أوقافها، وجمع الرّيْع وصرفه فِي وجوهه ففعل ذَلِكَ وبالغ فِيهِ، وأفرد لذلك شاهدين يضبطانه.
وزوج القاضي ولديه بابنتي القائد فضل بن صالح، وَكَانَ الإملاك بالقصر عَلَى صداق أربعة آلاف دينار أنعم الحاكم بِهَا من بيت المال، فَخُلع عَلَيْهِ ثوبان مفصلان وست عشرة قطعة من الثياب المكفوفة، وحملا عَلَى بغلتين مسروجتين، وقِيد بَيْنَ يديهما مثل ذَلِكَ.
وتصلب القاضي فِي أحكامه، وارتفعت كلمته وتعزز عَلَى جميع أهل الدولة، وتقدم إِلَى جميع الشهود أن من يتخلف من البكور إِلَى حضور المجلس كل اثنين وخميس ألزم بمغرم ثقيل. وسأله خليفته فِي الحكم مالك بن سعيد، أن يستخلف الخليل بن الحسن عنه إذا طرقه أمر منعه من الركوب أَوْ التوجه إِلَى مجلس الحكم فأذن لَهُ. وَلَمْ يعهد ذَلِكَ لغيره، أن النائب يستنيب عنه فِي المدينة.
وذكر المسبحي فِي تاريخه فِي حوادث سنة سبع وتسعين وثلاثمائة مَا حاصله أن عليّ بن سليمان المنجم، وَكَانَ من خواص قائد القواد الحسين بن جوهر، أخبره أن القاضي زار الحسين بن جوهر القائد فِي داره يوم أحد فِي صيام النصارى، وَكَانَ عنده أبو الحسن الرَّسي والمسبحي ومن يخدمهم. فدخل الغلام، فقال: أبو يعقوب بن نسطاس الطبيب بالباب، فأذن لَهُ، فدخل وهم على المائدة، فأظهر السرور بِهِ وأحضر لَهُ عدة ألوان. ثُمَّ رفعت المائدة وقدم الشراب وَمَا يلائمه من الفاكهة والمشروب. فأقبلوا عَلَى عملهم إِلَى أن سكروا. فأما القاضي فانصرف، ونام القائد والرسي. واستمر أبو يعقوب الطبيب بالطارمة الَّتِي كَانَ بناها فِي ذَلِكَ المكان - وهي تطل عَلَى نهر كبير - يشرب ويطرب، إِلَى أن غلب عَلَيْهِ السكر. فخرج وطلب بغلته، فقدمت له بغلة الرَّسي فامتنع من ركوبها، فسأله الخدم أن يعود إِلَى مكانه إِلَى أن تحضر بغلته، فرجع
إلى المكان الَّذِي فِيهِ الرسي فنام إِلَى جانبه فقام أحد الفراشين فرفع الستارة يتفقدها فرأى الرسي وَلَمْ ير أبا يعقوب، فدخل وطلبه، فلمح طرف ثوبه فِي الماء فاستدعى فراشاً يعرف السباحة فنزل إِلَى النهر فوجده قَدْ التَّفت ثيابه عَلَى وجهه فغطس فِي الماء، فأعلم الخدم القائد فاستدعى القاضي، وانتبه الرَّسي وشق عليهم ذَلِكَ، لعلمهم بمنزلته من الحاكم. فسألوني أن أَعلم الحاكم بذلك فدخلت إِلَيْهِ فذكرت لَهُ: أن أبا يعقوب قام من الليل وهو دهش فسقط فِي النهر، فإلى أن يصل إِلَيْهِ الفراش وجده قَدْ التف فِي ثيابه فغطس. فشق عَلَيْهِ وأظهر الأسف، وبحث عن الأمر، فعرفوه بصورة الحال، فهز رأسه ونكس، فإِذا بالقاضي والقائد والرسي قَدْ وصلوا إِلَى القصر مشاة بعمائم لطاف. فاستدعاهم فحلفوا وأكدوا لَهُ الأيمان إن كَانَ لَهُم فِي شأنه شيء، واستشهد القائد والقاضي بالرسي فشهد لهما بالبراءة من ذَلِكَ، فأمر بتكفينه ودفنه. وَكَانَ ذَلِكَ فِي أواخر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
فلما كَانَ فِي يوم الخميس النصف من شهر رجب سنة ثمان وتسعين شاع بَيْنَ الناس أن عبد العزيز القاضي عزل، وقرر خليفته مالك بن سعيد، فارتفع النهار وَلَمْ ينزل إِلَى مجلس الحكم، إلى قرب الظهر، ثُمَّ نزل وحكم وصلى بالناس الظهر إِلَى أن انصرف بمفرده، من غير حاجب ولا رِكَابيّ حَتَّى دخل داره.
فلما كَانَ آخر النهار طاف جماعة عَلَى جميع أولياء الدولة، بأن يجتمعوا بالقصر بكرة، فحضروا. وحضر مالك بن سعيد، فقُلِّد جميع مَا كَانَ بيد عبد العزيز.
وَكَانَتْ مدة ولاية عبد العزيز ثلاث سنين وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً.
قال المسبحي: عَزَل عبد العزيز فِي أيام نظره فِي المظالم ثلاثة عشر نفساً وَفِي أيام قضائه نفسين.
واستمر عبد العزيز بعد عزله يتردد إِلَى القصر خائفاً يترقب القتل، إِلَى أن كَانَ الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين؛ ركب القائد حسين بن جوهر والقاضي عَلَى عادتهما، فسلما وانصرفا، فأرسل إليهما، فحضر عبد العزيز أولاً فاعتقل، ورجع خادمه ببغلته. واختفى القائد وولده فكسر بابه، وحرّض الحاكم عَلَى تحصيله فتعذر عَلَيْهِ. فأمر بإِطلاق عبد العزيز، فرجع إِلَى منزله وَقَدْ أقاموا عَلَيْهِ العزاء، فسكَّنهم. وَكَانَ الباعة قَدْ أغلقوا حوانيتهم فأمرهم بفتحها. ثُمَّ بعد ثلاثة أيام حضر القائد بالأمان، فخلع عَلَيْهِ وَعَلَى عبد العزيز خلعاً سنية وحملت قدامَهُما ثياب كثيرة، وحملا عَلَى فرسين وقِيدت بَيْنَ أيديهما عدة خيول، وأعاد الحاكم النظر فِي المظالم إِلَى القاضي عبد العزيز، وقرئ سجله وخلع عَلَيْهِ خلعاً مقطوعة وطيلساناً، وحمل عَلَى بغلته وبين يديه أخرى، وحمل بَيْنَ يديه سفَط ثياب. فاستمر إِلَى تاسع عشر صفر سنة أربعمائة، ثُمَّ قبض عَلَى إقطاعه، وضرب عَلَى باب داره لوح باسم الديوان.
وفي أواخر رمضان أعرس ولدا القاضي بابنتي القائد الَّذِي تقدم عقدهما عليهما.
فلما كَانَ آخر المحرم سنة إحدى وأربعمائة، استشعر القاضي والقائد من الحاكم الغدر بهما. فلما كَانَ فِي التاسع من صفر، هرب القاضي وقائد القواد حسين بن جوهر وأتباعهما وصَحِبَهما جماعة، ومعهما من الأموال شيء كثير. وتوجهوا عَلَى طريق دُجْوة فلما بلغ الحاكم ذَلِكَ، ختم عَلَى دورهما، وأمر مالك ابن سعيد الفارقي بالركوب إِلَى دار القاضي والقائد حسين، وضبط مَا فيهما وحَمْلِه. فلم يزل القاضي والقائد مستترين إِلَى السادس من المحرم سنة إحدى وأربعمائة، فظهرا وكتب
لهما الأمان من الحاكم، وخلع عليهما، فلازما الخدمة، إِلَى أن كَانَ يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الآخرة منها، حضرا الخدمة وانصرفا. فأرسل إليهما فِي الحال فرجعا فقتل كلاًّ منهما جماعة من الأتراك فِي الدهليز، وختم فِي الحال عَلَى دورهما، وذهب دمهما هدراً. وأحيط عَلَى دورهما فِي الوقت، وقبض عَلَى كثير من أتباعهما، وصودروا.
وكان عبد العزيز عالماً بالفقه عَلَى مذهب الإِمامية كآل بيته، ولا سيما جده، وَقَدْ نسب إِلَيْهِ الشيخ عماد الدين ابن كثير، الكتاب المسمى البلاغ الأكبر والناموس الأعظم فِي أصول الدين، ووهم فِي ذَلِكَ. وإنما هو تصنيف عمه عليّ ووالده النعمان.
قال ابن كثير: وَقَدْ رد عَلَى هَذَا الكتاب القاضي أبو بكر الباقلاني. قال ابن كثير: وفيه من الكفر مَا لا يصل إبليس إِلَى مثله. كذا قال.









رفع الإصر عن قضاة مصر (ص: 139)
الحسين بن علي بن النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيُّون، بمهملة وياء آخر الحروف ثقيلة مضمومة وآخره نون، المغربي الإسماعيلي، من المائة الرابعة. ولد لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة بالمهدية، وقدم مع أبيه القاهرة وهو صغير، فحفظ كتاباً في الفقه ومهر إلى أن صار من أئمة السبعة. واستخلفه عمه محمد بن النعمان بالجامع في الحكم. ثم صرفه بابنه عبد العزيز بن محمد. فلما مات محمد بن النعمان، أقامت مصر بغير قاض تسعة عشر يوماً، فاستدعاه برجوان بأمر الحاكم، فولاه القضاء، وولي المظالم ابن عمه عبد العزيز بن محمد بن النعمان، وذلك في آخر صفر، أو أول شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. وحرره المسبّحي في الثالث والعشرين من صفر. قال: فقلده سيفا وخلع عليه ثياباً بيضاء مقطوعة، ورداه برداء وعمّمه بعمامة مذهبين، وحمله على بغلة. وقاد بين يديه بغلتين، وحمل معه ثياباً صحيحة كثيرة. وقرئ عهده بولاية
القضاء بالقاهرة ومصر والإسكندرية والشام والحرمين والمغرب وأعمال ذلك، وهو قائم على قدميه. وأضيفت إليه الصلاة والحسبة فركب إلى الجامع، ووقف عن قوبل جماعة من شهود عمه، وعدتهم أربعة عشر نفساً، والمسبحي أسماهم، ثم قبلهم بعد مدة شهرة. واستخلف على الحكم الحسين بن محمد بن طاهر بمصر، وبالقاهرة مالك ابن سعيد الفارقي. وأقام النعمان أخاه في النظر في المعيار، فأضاف إليه قضاء الإسكندرية. وعلى الفروض أحمد بن محمد بن أبي العوام، وألزم من ينظر في مال الأيتام بعمل الحسبانات.
فبينما هو في ثامن صفر سنة إحدى وتسعين، جالس في الجامع بمصر، يقرأ عليه الفقه، أقيمت الصلاة، صلاة العصر، فدخل فيها، إذا هجم عليه مغربي أندلسي فضربه ضربتين بمنجل فغاص في وجهه ورأسه. فأمسك الرجل فقتل، وصلب، وصار من ذلك اليوم يحرسه عشرون رجلاً بالسلام.
وذكر المسبحي في تاريخه ذلك، في حوادث سنة ثلاث وتسعين في ثاني المحرم. وأقام القاضي إلى أن اندمل جرحه، فركب إلى الحاكم، فخلع عليه وحمله على بغلة، وقاد بين يديه أخرى. وأن الحسين هذا جُرح وهو راكع في صلاة العصر. وكان إذا صلى يُصَفّ خلفه الحرس بالسيوف، حتى يفرغ فيصلون هو حينئذ.
قال المسبحي: وهو أول قاض فعل معه ذلك. وكان الحاكم قد أمر أن يضعَّف للحسين أرزاق عمه وصلاته وإقطاعاته. وشرط عليه ألا يتعرض
من أموال الرعية، لدرهم فما فوقه. وخلع عليه وقلده سيفا، وحمله على بغلة، وفوض إليه الحكم لجميع المملكة، وكذلك الخطابة، والإمامة بالمساجد الجامعة، والنظر عليها وعلى غيرها من المساجد. وولاه مشارفة دار الضرب والدعوة، وقراءة المجالس بالعصر، وكتابتها.
وهو أول من أضيفت إليه الدعوة من قضاة العبيديين، وكان الناس يظنون أنه لا يتولى القضاء لضعف حاله، وأن الولاية إنما هي لعبد العزيز بن محمد ابن عمه لما كان أبوه قدمه في الحكم في حياته، وهذَّبه، ودربه.
ثم رفع جماعة من الناس أن لهم ودائع مودعة في الديوان الحكمي، فأحضر القاضي ابن عمه عبد العزيز بن محمد بن النعمان، وكاتب عمه أبا طاهر بن السندي، وسألهما عن ذلك. فذكرا له أن عمه تصرف في ذلك كله على سبل القرض، فأنكر عليهما ذلك، واشتد في المطالبة. وولي استرفاع حسابهم، فَهْد ابن إبراهيم النصراني، كاتب بَرْجَوَان، وفتش عليهم وألزم عبد العزيز ببيع ما خلفه أبوه، فباغ الموجود فتحصل منه سبعة آلاف دينار وزيادة. وحصل الكاتب قدرها مرتين فاستدعى القاضي، وهو جالس بالقصر أصحاب الحقوق، فوفاهم حقوقهم، وقرر في زقاق القناديل موضعاً للودائع الحكمية. وأقام خمسة من الشهود يضبطون ما يحضر ويصرف.
وهو أول من أفراد للمودع الحكمي مكاناً معيناً. وكانت الأموال قبل ذلك تودع عند القضاة أو أمنائهم.
وباشر الحسين بصرامة ومهابة، وهو أول من كتب في سجله قاضي القضاة. وأبوه أول من خاطب بها من قضاة مصر.
وتقدم إليه الحسن المغربي في خصومة، فنزل لسانه بشيء خاطب به القاضي فأغضبه. فأرسل إلي وإلي الشرطة، فضربه ألف درة وثمانمائة دِرَّة بحضرة صاحب القاضي. وطيف به فمات من يومه. وأخرجت جنازته فحضرها أكثر أهل البلد، وكرموا قبره، والدعاء له، وعلى من ظلمه. وندم القاضي على ما فعل، وفاته الندم.
فلما كان في رجب سنة ثلاث وتسعين أذن الحاكم لعبد العزيز بن محمد أن يسمع الدَّعْوَى والبينة، مع استمرار الحسين على وظائفه، فرتب عبد العزيز له شهوداً يحضرون مجلسه، وشطر عليهم ألا يحضروا مجلس ابن عمه، فبقي الناس في أمر مَريج، فمن رفع قصة إلى لاحسين رفع غريمه قصة إلى عبد العزيز. وإذا حضر عبد العزيز إلى الجامع تخلو دار الحسين. فكثر الكلام في ذلك والخوض فيه، فكتب الحاكم بخطه سجلاً بأنه لم يأذن لغير الحسين أن يشارك الحسين فيما فوض إليه، وأمر بأن يمنع من يسجل علي غيره في شيء من الأحكام. وأن من دعا أحداً من الخصوم، وكان قد سبق إلى الحسين أن لا يمكن أحداً منه. وقرئ هذا السجل على الملأ، وانشرح خاطر القاضي بذلك.
ولم يزل على جلالته، حتى أفرط في مجاوزة الحد في التعاظم، وألزم الشهود بحضور مجلسه في داره، وبالجامع، ومن غاب منهم لزمه جعْلٌ جيد يؤخذ منه.
وكان يتتبع قراءة ما يسجل عليه عنده، قبل أن يشهد به على نفسه. وكان مع ذلك كثير الإفضال على أهل العلم والأدب والثبوت، ولهم عليه جرايات من القمح والشعير مشاهرة وغيرها. ويصلهم بالملابس وغير ذلك. واستمر إلى أن خرج أمر الحاكم بصرفه عن الحكم في شهر رمضان سنة أربع وتسعين. فلم يشعر وهو بداره حتى دخل عليه من أعلمه بأن ابن عمه عبد العزيز ولي القضاء. فأنكر ذلك إلى أن تحقق. فأغلق بابه ولزم بيته. واشتد خوفه، إلى أن كان في السادس من المحرم فأمر الحاكم فأحضر على حمار نهاراً. وأمر بحبسه إلى أول سنة خمس وتسعين فضربت عنقه هو وأبو الطاهر المغازلي، ومؤذن القصر. وأحرقت جثث الثلاثة عند باب الفتوح.
وكان مما أنكره الحاكم قصة الرجل الذي ضربه وإلى الشرطة فمات كما تقدم، وقد ذكر إبراهيم بن الرقيق في تاريخ إفريقية قصة الحسين هذا مع الحاكم. فقال ما نصه: وقتل الحاكم قاضية حسين بن علي بن النعمان فأحرقه بالنار. قالوا: وكان من أسباب قتله أن الحاكم كان قد ملأ عينة ويده، وشرط عليه العفة عن أموال الناس، فرفع إلى الحاكم شخص متظلم رقعةً يذكر فيها أن أباه مات. وترك له عشرين ألف دينار، وأنها كانت في ديوان القاضي حسين، وكان ينفق عليه منها مدة معلومة. فحضر يطلب من ماله شيئاً فأعلمه القاضي أن الذي له نفد، فاستدعى الحاكم بالقاضي، فدفع إليه الرقعة، فأجابه بما قال للرجل، وأن الذي خلفه أبوه استوفاه من نفقته. فأمر الحاكم بإحضار ديوان القاضي في الحال، فأحضر ففتش فيه عن مال الرجل. فظهر أنه إنما وصل إلى القليل منه. ووجد أكثر
باقٍ. فعدد على القاضي ما تبه له وأجراه عليه، وإكرامه إياه، وما شرط عليه من عدم التعرض لأموال الرعية، فجزع وهاله ذلك. وقال: العفو وأتوب. وانصرف بالرجل فدفع إليه ماله وأشهد عليه. فحقد الحاكم عليه ذلك، فأمر به فحبس، ثم أخرج بعد ذلك على حمار نهاراً، والناس ينظرون إلى أن ساروا به إلى المنظرة. فضربت عنقه، وأحرقت جثته.
وكانت ولايته القضاء خمس سنين وسبعة أشهر وأحد عشر يوماً.
قال المسبِّحي: لا عَن بين رجل سكرى وامرأته في الجامع العتيق، ولم يسبق بذلك، يعني في دولة العبيديين.
قال وأقطع الحاكم للقاضي المذكور داراً، بالقرب من الخليج الحاكمي، فكان في أيام النيل يركب في عُشَارِي إلى هذه الدار، ويسايره الشهود على دوابّهم في البر، ثم يركب منها إلى القصر، ثم يعود إليها، ثم يرجع إلى سكنه بالدار الحمراء.