الثالث: أن يقال: القول بالرأي والاجتهاد والقياس والاستحسان خير من الأخذ بما ينقله من يعرف بكثرة الكذب عمن يصيب ويخطئ نقل غير مصدق (5) عن قائل غير معصوم، ولا يشك عاقل أن رجوع مثل مالك وابن أبي ذئب (6) وابن الماجشون (7) (8) والأوزاعي (9) والثوري سبقت ترجمته 2. وابن أبي ليلى (1) وشريك (2) وأبي حنيفة وأبي يوسف (3) ومحمد [بن الحسن] (4) وزفر (5) والحسن بن زياد اللؤلؤي (6) والشافعي والبويطي (7) والمزني (8) وأحمد بن حنبل [وإسحاق بن راهويه] (1) وأبي داود السجستاني (2) والأثرم (3) وإبراهيم الحربي (4) . والبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي (5) وأبي بكر بن خزيمة (6) ومحمد بن جرير الطبري (7) ومحمد بن نصر المروزي (8) وغير هؤلاء إلى اجتهادهم واعتبارهم مثل أن يعلموا سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الثابتة عنه ويجتهدوا في تحقيق مناط الأحكام وتنقيحها وتخريجها - خير لهم (9) من أن يتمسكوا بنقل الروافض عن العسكريين وأمثالهما، فإن الواحد من هؤلاء لأعلم بدين الله ورسوله من العسكريين (10) أنفسهما، فلو أفتاه أحدهما بفتيا كان رجوعه [إلى اجتهاده أولى من رجوعه] (1) إلى فتيا أحدهما، بل ذلك هو الواجب عليه، فكيف إذا كان [ذلك] (2) نقلا عنهما من مثل الرافضة؟ ! والواجب على مثل العسكريين وأمثالهما أن يتعلموا من الواحد من هؤلاء.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (5/ 232)
ثم رواه ابن جرير: من حديث يعقوب بن جعفر بن أبي كبير، عن مهاجر بن مسمار فذكر الحديث وأنه عليه السلام وقف حتى لحقه من بعده وأمر برد من كان تقدم فخطبهم الحديث.
وقال أبو جعفر بن جرير الطبري في الجزء الأول من كتاب غدير خم - قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وجدته في نسخة مكتوبة عن ابن جرير - حدثنا محمود بن عوف الطائي، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسماعيل بن كشيط، عن جميل بن عمارة، عن سالم بن عبد الله بن عمر.
قال ابن جرير - أحسبه قال عن عمر - وليس في كتابي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد علي " من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ".
وهذا حديث غريب.
بل منكر وإسناده ضعيف.
قال البخاري في جميل بن عمارة هذا فيه نظر.
رسالة طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه للذهبي (ص: 15)
__________
وابن جرير الطبري في الجزء الأول من كتاب غدير خم، وعنه ابن كثير في البداية والنهاية 5 / 213 وما بين المعقوفين منه
رسالة طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه (ص: 42)
(37) - ثنا ابن جرير في كتاب غدير خم، حدثني عيسى بن عبد الرحمن ، أنبأ عمرو بن حماد بن طلحة، ثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوذ وزياد بن المنذر وسعيد بن محمد الأسدي. عن أبي الطفيل قال: قال علي لعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين! : أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الغدير: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري؟ قالوا: اللهم لا. إسحاق فيه جهالة، وما هو بعده، وعمرو صدوق لكنه يترفض!
رسالة طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه (ص: 63)
61 - قال محمد بن جرير الطبري في المجلد الثاني من كتاب غدير خم له، وأظنه بمثل جمع هذا الكتاب نسب إلى التشيع! فقال: حدثني محمد بن حميد الرازي، ثنا زافر بن سليمان، ثنا إسرائيل، عن عبد الله ابن شريك، عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: هل شهدت لعلي منقبة؟ ! قال: شهدت له أربع مناقب، لأن تكون لي إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها - وذكر الراية، وبعثه ببراءة، وسد الأبواب غير بابه - قال: ورأيت يوم غدير خم أخذ بيد علي فرفعها حتى نظرنا إلى بياض إبطهما فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. والخامسة، خلفه في غزاة تبوك، فقالت قريش: استثقله! فجاء فقال: إني خارج معك! زعمت قريش أنك استثقلتني! فقال: هل منكم من أحد إلا له حامة من أهله؟ أنت مني بمنزلة هارون من موسى. قلت: ابن حميد واه، وزافر مختلف فيه، والحديث له علة!
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 274)
ولما بلغه أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم (1) ، عمل كتاب (الفضائل) فبدأ بفضل أبي بكر، ثم عمر، وتكلم على تصحيح حديث غدير خم، واحتج لتصحيحه، ولم يتم الكتاب.
وكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات، من جاهل، وحاسد، وملحد، فأما أهل الدين والعلم، فغير منكرين علمه، وزهده في الدنيا، ورفضه لها، وقناعته - رحمه الله - بما كان يرد عليه من حصة من ضيعة خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 277)
قلت: جمع طرق حديث: غدير خم، في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (5/ 227)
وقد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه، وساق الغث والسمين والصحيح والسقيم، على ما جرت به عادة كثير من المحدثين يوردون ما وقع لهم في ذلك الباب من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه.
وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة.
ونحو نورد عيون ما روي في ذلك مع إعلامنا أنه لا حظ للشيعة فيه ولا متمسك لهم ولا دليل لما سنبينه وننبه عليه، فنقول وبالله المستعان.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (11/ 167)
وقد جاوز الثمانين بخمس سنين أو ست سنين، وفي شعر رأسه ولحيته سواد كثير، ودفن في داره لأن بعض عوام الحنابلة ورعاعهم منعوا دفنه نهارا ونسبوه إلى الرفض، ومن الجلهة من رماه بلالحاد، وحاشاه من ذلك كله.
بل كان أحد أئمة الإسلام علما وعملا بكتاب الله وسنة رسوله، وإنما تقلدوا ذلك عن أبي بكر محمد بن داود الفقيه الظاهري، حيث كان يتكلم فيه ويرميه بالعظائم وبالرفض.
ولما توفي اجتمع الناس من سائر أقطار بغداد وصلوا عليه بداره ودفن بها، ومكث الناس يترددون إلى قبره شهروا يصلون عليه، وقد رأيت له كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم فيمجلدين ضخمين، وكتابا جمع فيه طريق حديث الطير.
ونسب إليه أنه كان يقول بجواز مسح القدمين في الوضوء وأنه لا يوجب غسلهما، وقد اشتهر عنه هذا.
فمن العلماء من يزعم أن ابن جرير اثنان أحدهما شيعي وإليه ينسب ذلك، وينزهون أبا جعفر هذا عن هذه الصفات.
والذي عول عليه كلامه في التفسير أنه يوجب غسل القدمين ويوجب مع الغسل دلكهما، ولكنه عبر عن الدلك بالمسح، فلم يفهم كثير من الناس
مراده، ومن فهم مراده نقلوا عنه أنه يوجب الغسل والمسح وهو الدلك والله أعلم.
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (3/ 1197)
ولقد ألحق صنيع الروافض هذا - أيضاً - الأذى بالإمام الطبري في حياته وقد أشار ابن كثير إلى أن بعض العوام اتهمه بالرفض، ومن الجهلة من رماه بالإلحاد (2) . وقد نسب إليه كتاب عن حديث غدير خم يقع في مجلدين، ونسب إليه القول بجواز المسح على القدمين في الوضوء (3) .
كتاب مناقب اهل بیت ع لابن جرير الطبري
اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، النص، ص: 487
195 الباب فيما نذكره من تسمية النبي ص لمولانا علي ع يعسوب الدين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و الحامل غدا لواء رب العالمين
ننقله مما رواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري
صاحب التاريخ و هو من أعظم و أزهد علماء الأربعة المذاهب في كتابه كتاب مناقب أهل البيت ع لأجل ما قدمنا «1» ذكره من ثناء الخطيب عليه و أنه ما كان تحت أديم السماء مثله و ذكر أيضا أحمد بن كامل بن شجرة في كتابه الملحق بتاريخ الطبري عن محمد بن جرير الطبري أنه بقي قبره شهورا يصلي الناس عليه روى ابن الأثير في تاريخ سنة عشر و ثلاثمائة في مدح محمد بن جرير الطبري أنه كان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم و أن أهل الورع و الدين غير منكرين علمه و فضله و زهده و تركه للدنيا مع إقبالها عليه و قناعته بما كان يرد عليه من قرية خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة «2» قال و مناقبه كثيرة فقال هذا محمد بن جرير الطبري في كتابه مناقب أهل البيت ع مما لم يذكر فيه لفظة أمير المؤمنين ع و فيه تصريح بالنص الصحيح على علي بن أبي طالب و عترته الطاهرين ع ما هذا لفظه.
أبو جعفر قال حدثنا زرات بن يعلى بن أحمد البغدادي قال أخبرنا أبو قتادة عن جعفر بن محمد عن محمد بن بكير عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن سلمان الفارسي قال قلنا يوما يا رسول الله من الخليفة بعدك حتى نعلمه قال لي يا «3» سلمان أدخل علي أبا ذر و المقداد و أبا أيوب الأنصاري
__________________________________________________
(1) انظر الباب 61 من هذا الكتاب.
(2) الكامل في التاريخ: ج 3 ص 135، و في النسخ: بما كان يرد عليه من قوته.
(3) الزيادة من البحار.
اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، النص، ص: 488
و أم سلمة زوجة النبي من وراء الباب ثم قال اشهدوا و افهموا عني أن علي بن أبي طالب ع وصيي و وارثي و قاضي ديني و عدتي و هو الفاروق بين الحق و الباطل و هو يعسوب المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و الحامل غدا لواء رب العالمين هو و ولده من بعده ثم من الحسين «4» ابني أئمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة أشكو إلى الله جحود أمتي لأخي و تظاهرهم عليه و ظلمهم له و أخذهم حقه قال فقلنا له يا رسول الله و يكون ذلك قال نعم يقتل مظلوما من بعد أن يملأ غيظا و يوجد عند ذلك صابرا قال فلما سمعت ذلك فاطمة ع أقبلت حتى دخلت من وراء الحجاب و هي باكية فقال لها «5» رسول الله ص ما يبكيك يا بنية قالت سمعتك تقول في ابن عمك «6» و ولدي ما تقول قال و أنت تظلمين و عن حقك تدفعين و أنت أول أهل بيتي لاحق بي «7» بعد أربعين يا فاطمة أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك أستودعك الله تعالى و جبرئيل و صالح المؤمنين قال قلت يا رسول الله من صالح المؤمنين قال علي بن أبي طالب «8»
(فصل) أقول فهل ترى ترك النبي ص حجة أو عذرا لأحد على الله جل جلاله و عليه و لو لم يرد في الإسلام إلا هذا الحديث المعتمد عليه لكان حجة كافية لعلي ع و للنبي ص الذي نص عليه بالخلافة و على الأئمة من ذريته و قد ذكرنا ما مدحوه به لمحمد بن جرير الطبري و شهدوا له من علمه و ثقته
__________________________________________________
(4) في البحار: ولد له ثم من ولد الحسين عليه السلام.
(5) الزيادة من البحار.
(6) في البحار: ابن عمي.
(7) في البحار: لحوقا بي.
(8) أورده في البحار: ج 36، ص 264، ب 41 ح 85.