بسم الله الرحمن الرحیم

الامامة و السياسة ابن قتيبه

تفصیل عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدِّينَوري
الامامة و السياسة ابن قتيبه
كتاب المعارف لابن قتيبة


محمد بن عبد الله الإشبيلي المالكي أبو بكر ابن العربيّ(468 - 543 هـ = 1076 - 1148 م)
العواصم من القواصم


محمد بن علي المصري التوزري ابن الشباط(618 - 681 هـ = 1221 - 1282 م)





ابن عربی خواسته است رد کند و تحمیق کند ندانسته که کتاب السیاسة را خالد تاریخ کرده است!

العواصم من القواصم ط الأوقاف السعودية (ص: 245)
المؤلف: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي (المتوفى: 543هـ)
قدم له وعلق عليه: محب الدين الخطيب رحمه الله
فمع من تحبون أن تكونوا: مع سمرة بن جندب، أو مع المسعودي والمبرد وابن قتيبة ونظرائهم (1) ؟ وهذا غاية في البيان.

[قاصمة]
[اجتماع العرب بالإسلام]
قاصمة كانت الجاهلية مبنية على العصبية، متعاملة بينها بالحمية فلما جاء الإسلام بالحق، وأظهر الله منته على الخلق، قال سبحانه: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103] وقال لنبيه: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [الأنفال: 63] فكانت بركة النبي صلى الله عليه وسلم تجمعهم، وتجمع شملهم، وتصلح قلوبهم، وتمحو ضغائنهم.
_________
(1) حكم القاضي أبو بكر على ابن قتيبة هذا الحكم القاسي وهو يظن أن كتاب (الإمامة والسياسة) من تأليفه كما سيأتي. وكتاب الإمامة والسياسة ذكرت فيه أمور وقعت بعد موت ابن قتيبة، فدل ذلك على أنه مدسوس عليه من خبيث صاحب هوى. ولو وقف المؤلف على هذه الحقيقة لوضع الجاحظ ومن هم دون الجاحظ في موضع ابن قتيبة.




العواصم من القواصم ط الأوقاف السعودية (ص: 248)
والمؤرخين، وأهل الآداب، بأنهم أهل جهالة بحرمات الدين، أو على بدعة مصرين، فلا تبالوا بما رووا، ولا تقبلوا رواية إلا عن أئمة الحديث، ولا تسمعوا لمؤرخ كلاماً إلا للطبري (1) وغير ذلك هو الموت الأحمر، والداء الأكبر. فإنهم ينشئون أحاديث فيها استحقار الصحابة والسلف، والاستخفاف بهم، واختراع الاسترسال في الأقوال والأفعال عنهم، وخروج مقاصدهم عن الدين إلى الدنيا، وعن الحق إلى الهوى. فإذا قاطعتم أهل الباطل واقتصرتم على رواية العدول، سلمتم من هذه الحبائل. ولم تطووا كشحا على هذه الغوائل ومن أشد شيء على الناس جاهل عاقل، أو مبتدع محتال. فأما الجاهل فهو ابن قتيبة، فلم يبق ولم يذر للصحابة رسما في كتاب (الإمامة والسياسة) إن صح عنه جميع ما فيه (2)
_________
(1) ومع ذلك فالطبري ذكر مصادر أخباره وسمى رواتها لنكون من أمرهم على بينة، وقال في آخر مقدمة كتابه: فما يكن في كتابي هذا من خبر يستنكره قارئه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا (انظر مجلة الأزهر: صفر 1372ص 210- 215) .
(2) لم يصح عنه شيء مما فيه. ولو صحت نسبة هذا الكتاب للإمام الحجة الثبت أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (213 - 276) لكان كما قال عنه ابن العربي، لأن كتاب الإمامة والسياسة مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير. ولما نشرت لابن قتيبة كتاب (الميسر والقداح) قبل أكثر من ربع قرن، وصدرته بترجمة حافلة له، وسميت مؤلفاته، ذكرت (في ص26 - 27) مآخذ العلماء على كتاب الإمامة والسياسة، وبراهينهم على أنه ليس لابن قتيبة، وأزيد الآن على ما ذكرته في (الميسر والقداح) أن مؤلف الإمامة والسياسة يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين، فدل ذلك كله على أن الكتاب مدسوس عليه.





العواصم من القواصم ط دار الجيل (ص: 261)
المؤلف: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي (المتوفى: 543هـ)
المحقق: محب الدين الخطيب - ومحمود مهدي الاستانبولي
ابن قتيبة بريء من كتاب الإمامة والسياسة
عنهم، وخروج مقاصدهم عن الدين إل الدنيا، وعن الحق إلى الهوى، فإذا قاطعتهم أهل الباطل واقتصرتم على رواية العدول، سلمتم من هذه الحبائل، ولم تطووا كشحا على هذه الغوائل. ومن أشد شيء على الناس اهل عاقل491، أو مبتدع محتال. فأما الجاهل فهو ابن قتيبة، فلم يبق ولم يذر للصحابة رسما في كتاب الإمامة والسياسية إن صح عنه جميع ما فيه492 وكالمبرد في كتابه الأدبي492. وأين عقله من عقل ثعلب الإمام
__________

491 هكذا في الأصل، ولعل الصحيح: غافل. ومثل المسعودي في الدس على الدس على التاريخ مدفوعا بالتشيع الممقوت الأصفهاني في كتابه الأغاني فإنه ينسب إلى يزيد شرب الخمور وعشق النهود وأنه مات بين العاشقات على الأصفهاني ما يستحق على افترائه وكذبه. م.
492 لم يصح عنه شيء مما فيه. ولو صحت نسبة هذا الكتاب للأمام الحجة الثبت أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة لكان قال عنه ابن العربي، لأن كتاب الإمامة والسياسة مشون با لجهل والغباوة والركة والكذب والتذوير. ولما نشرت لابن قتيبة كتاب الميسر والقداح قبل أكثر من ربع قرن، وصدرته بترجمة حافلة له، وسميت مؤلفاته، ذكرت في ص26-27 مآخذ العلماء على كتاب الإمامة والسياسة، وبراهينهم على أنه ليس لابن قتيبة، وأزيد الآن على ما ذكرته في الميسر والقداح لأن مؤلف الإمامة والسياسة يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين، فل ذلك كله على أن الكتاب مدسوس عليه. خ.





النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم (ص: 353)
المؤلف: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي (المتوفى: 543هـ)
المحقق: الدكتور عمار طالبي
ومن أشد شيء على الناس جاهل (4) عاقل، أو مبتدع محتال، فأما الجاهل فهو ابن قتيبة، فلم يبق، ولم يذر (5) للصحابة رسما في كتاب "الإمامة والسياسة" (6) إن صح عنه جميع ما فيه (6)
__________
(6) تأكد أن كتاب الإمامة والسياسة ليس لابن قتيبه ولذا فإنه ليس جاهلا.






محمد بن علي المصري التوزري ابن الشباط(618 - 681 هـ = 1221 - 1282 م)



الكتاب : المحسن السبط مولود أم سقط - محمد مهدي الموسوي الخرسان

(571)
الملاحق
الملحق الأول :
حول نسبة كتابة الإمامة والسياسة إلى ابن قتيبة
الملحق الثاني :
كتاب المعارف لابن قتيبة وما لحقه من تحريف وتخريف
الملحق الثالث :
المحسن بن الحسين ( عليه السلام )
---
(572)
---
(573)
الملحق الأول :
حول نسبة كتابة ( الإمامة والسياسة ) إلى ابن قتيبة :
إن نسبة أي كتاب كان إلى مؤلف مخصوص لا تأتي اعتباطا ، وشهرة النسبة تستبعد كثيرا من الاحتمالات المشككة ، وإذا كانت هناك مؤشرات ثبوتية يقوي بعضها بعضا ، تحصل القناعة لدى من يرى صحة النسبة.
أما الذين تستحكم في نفوسهم شبهة عدم النسبة فلهم رأيهم ، والناس أحرار في آرائهم ، ولما كان كتاب ( الإمامة والسياسة ) لابن قتيبة من تلك الكتب التي حامت حوله الشبهة في صحة النسبة إلى ابن قتيبة ، وشكك غير واحد في صحة ذلك ، وأبدوا ملاحظات تمسكوا بها ، وبعضها لا يخلو من مناقشة كما سيأتي بيان ذلك.
وأول من أعلن تشكيكه ، بل نفى النسبة هو ( غاينفوس المجريطي ) ذكر ذلك في صدر كتابه عن الأندلس في سنة ( 1881م ) ثم تبعه دوزي وآخرون (1).
وساقوا أدلة على ما يقولون ، نلخصها في النقاط العشر التالية :
1 ـ لم يذكره أحد ممن ترجم لابن قتيبة انه له.
2 ـ ذكر في الكتاب فتح الأندلس نقلا عمن شاهد ذلك ، وكان الفتح في سنة/ 92 قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة.
3 ـ ورد في الكتاب خبر يوهم بأن أبا العباس والسفاح شخصيتان متغايرتان ، كما ورد فيه : ان للمهدي ولد اسمه عبد الله ، وانه هو الذي سمه.
---
1 ـ شاكر مصطفى في كتابه التاريخ العربي والمؤرخون 1 : 241.
---
(574)
4 ـ في الكتاب مزيد عناية بأخبار الأندلس ، لم يكن لابن قتيبة ولا لغيره من معاصريه في العراق سبيل إلى معرفتها.
5 ـ لم يرد ذكر أحد من شيوخ ابن قتيبة الذي يروي عنهم عادة في كتبه.
6 ـ المؤلف مالكي الهوى والمذهب ، بينما كان ابن قتيبة حنفيا.
7 ـ يظهر من المؤلف انه كان مقيما بدمشق ، وابن قتيبة لم ير هذه المدينة.
8 ـ في الكتاب رواية عن أبي يعلى محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المتوفى سنة 146 هـ قبل ولادة ابن قتيبة بخمس وستين سنة.
9 ـ ورد في الكتاب ذكر ( مراكش ) وفتح موسى بن نصير لها ، وهي بناها يوسف بن تاشفين سنة/ 454 هـ.
10 ـ وأخيرا مغايرة أسلوب الكتاب لمألوف أسلوب ابن قتيبة.
هذه هي الشبهات التي ساقها المشككون ، وبالأحرى النافون نسبة الكتاب لابن قتيبة ، وقد ذكرها الدكتور شاكر مصطفى في كتابه ( التاريخ العربي والمؤرخون ) (1) ، وأخذ بعضها الدكتور ثروت عكاشة في مقدمة كتاب ( المعارف ) لابن قتيبة حيث تولى كبر تحقيقه ، وستأتي بعض الملاحظات على تحقيقه لذلك الكتاب ( مقدمة ومتنا وفهرسة ) في الملحق الثاني ، وسيطلع القارئ على نماذج تثبت عن أن الرجل لم يكن فارس ميدانه ، بل كان راجلا ومتعثرا في خطاه.
ونعود إلى النقاط التي ذكرت حول نفي النسبة ، فإن بعضها لا يخلو من مناقشة. فمثلا ما ذكر أولا من عدم ذكر مترجمي ابن قتيبة لهذا الكتاب بانه له ، فكم له من نظير ، ولا عجب بعد أن نقرأ ما قاله النووي ( ت 676 هـ ) في تهذيب الأسماء واللغات (2) عند ذكره :
---
1 ـ التاريخ العربي والمؤرخون 1 : 241 ـ 242.
2 ـ تهذيب الأسماء واللغات 2 : 281.
---
(575)
( القتبي ـ مذكور في المهذب والوسيط (1) في كتاب الوقف ، ثم في أول كتاب العدد من المهذب ـ بضم القاف وفتح التاء بعدها موحدة ـ وهو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، الكاتب اللغوي الفاضل في علوم كثيرة ، سكن بغداد وله مصنفات كثيرة جدا ، رأيت فهرستها ، ونسيت عددها ، أظنها تزيد على ستين مصنفا في أنواع العلوم ... ).
فإذا كان مثل النووي في إحاطته بترجمة ابن قتيبة يقول هذا ، وهو أقرب زمانا ومكانا إلى ابن قتيبة من المستشرق ( غاينفوس المجريطي ) فالأولى بنا أن نصدقه في ذكره كثرة مصنفات ابن قتيبة في علوم شتى ، وأحرى بنا أيضا أن نصدقه في رؤيته فهرست تلك المصنفات حتى ظن انها تزيد على ستين مصنفا ، ولا نأسف على نسيانه حقيقة العدد ، كما نأسف على عدم ذكره جميع ما بقي على ذكر من اسمه ، لكنه ذكر ما رآه فقط فقال :
( فمن كتبه التي رأيتها غريب القرآن ، ومشكل القرآن ، وغريب الحديث ، ومختلف الحديث ، وأدب الكاتب ، والمعارف ، وعيون الأخبار ... ).
وهذا الذي رآه لا يدل على عدم صحة نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) لعدم ذكره ، فالرجل ذكر ما رآه من كتبه وهي سبعة ، وأما ما لم يره فلم يذكره ، وليكن كتاب ( الإمامة والسياسة ) من ذلك الكم الكثير الذي لم يره.
وهذا النسيان الذي اعتذر به محتمل عند غيره من قدامى مترجمي ابن قتيبة إذا أحسنا الظن بهم ، فلم يذكروا كتاب ( الإمامة والسياسة ) ، و لم يكن إهمالهم لذكره عن سوء نية وخبث طوية ، لأن في الكتاب ما لا يعجبهم ذكره من أحداث وقعت في صدر الإسلام ، فهذا ابن خلدون ( ت 808 هـ ) غمز من قناة ابن قتيبة على
---
1 ـ من كتب الفقه الشافعي.
---
(576)
استخذاء في تاريخه (1) ، وقد ذكر وقعة الجمل وختم بقوله :
( هذا أمر الجمل ملخص من كتاب أبي جعفر الطبري ، اعتمدناه للوثوق به ولسلامته من الأهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرخين ).
وهذا كما هو تعريض صريح بابن قتيبة ، فهو تلويح إلى كتاب ( الإمامة والسياسة ) ، إذ لم يرد عند ابن قتيبة في بقية كتبه ما يثير حفيظة ابن خلدون وأضرابه كما ورد في كتاب ( الإمامة والسياسة ).
ولئن تحاشى ابن خلدون التصريح باسمه وحشره مجملا مهملا في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرخين ، فإن ابن العربي المالكي ( ت 543 هـ ) تحامل صريحا فذكر ابن قتيبة ووصفه بالجاهل العاقل ( ؟ ) فقال في كتابه ( العواصم من القواصم ) (2) :
( ومن أشد شيء على الناس جاهل عاقل ، أو مبتدع محتال ، فأما الجاهل فهو ابن قتيبة ، فلم يبق ولم يذر للصحابة رسما في كتاب ( الإمامة والسياسة ) إن صح جميع ما فيه ... ) ونحن حسبنا تصريحه بصحة نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) إلى ابن قتيبة ، فلنا شهادته بصحة النسبة ، وله رأيه في جميع ما فيه.
وكذلك كان ابن حجر الهيتمي في كتابه تطهير الجنان واللسان (3) ، فقد نعى على ابن قتيبة ذكر ما شجر بين الصحابة فقال :
( وقد علمت مما قدمته في معنى الإمساك عن ذلك ، أن عدم الإمساك اما أن يكون واجبا لا سيما مع ولوع العوام به ، ومع تآليف صدرت من بعض المحدثين كابن قتيبة مع جلالته القاضية بانه كان ينبغي له أن لا يذكر تلك الظواهر ، فإن أبى إلا ذكرها فليبين جريانها على قواعد أهل السنة ، حتى لا يتمسك مبتدع أو جاهل بها ... ).
---
1 ـ تاريخ ابن خلدون 2 : 1090.
2 ـ العواصم من القواصم : 248 ـ.
3 ـ تطهير الجنان واللسان : 43.
---
(577)
وقد علق محقق الكتاب على ذلك بقوله في هامش صفحة / 44 ، فذكر قول ابن العربي في العواصم ـ وقد مر نقله ـ ثم قال : وكالمبرد في كتابه الأدبي ، وأين عقله من عقل ثعلب الإمام المتقدم في أماليه ، فانه ساقها بطريقة أدبية سالمة من الطعن على أفاضل الأمة ، وأما المبتدع فالمسعودي فإنه يأتي منه متاخمة الالحاد فيما روى من ذلك ، إما البدعة فلا شك فيه ، هذا وقد ذكر العلماء ان الإمامة والسياسة ليست لابن قتيبة ، لأنه يروي فيه عن عالمين كبيرين في مصر ولم يدخلها ولم يأخذ عنهما ، والمعروف عن المبرد ينزع إلى رأي الخوارج ، وأما المسعودي فهو من كبار الشيعة وله في نحلتهم مؤلفات.
أقول : ليت المحقق صرح لنا بأسماء العلماء الذين ذكروا ان الإمامة والسياسة ليس لابن قتيبة ، لننظر في مدى صحة آرائهم وحججهم ، لكنه هو الآخر فيما يبدو لي تأثر بتشكيك المستشرقين ، وستأتي مناقشتهم فيما ذكروه حول الكتاب.
وقد كان الأولى به أن ينهج نهج العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري في انصاف ابن قتيبة ، حيث قال في مقدمة كتاب ( الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ) لابن قتيبة (1) ، وهو يذكر أهمية الكتاب للمتأدب والمتكلم والمفيد ... فقال : ( وأما المتكلم الذي يرى ابن قتيبة هجاء ولوجا فيما لا يحسنه ، كراميا مشبها غير متثبت في نقل ما شجر بين الصحابة ، منحرفا عن أهل بيت النبوة ( رضي الله عنهم ) ، نظر إلى كتاب الإمامة والسياسة المعزو إليه من قديم الدهر إلى غير ذلك مما هو مثبوت في كتب خاصة يلفيه قد رجع إلى الصواب في كثير من تلك المسائل ، ولطف لهجته في جملة منها ).
---
1 ـ مقدمة الكتاب.
---
(578)
ولم يكن الشيخ الكوثري الوحيد في تقويمه الصحيح ، ونقده الهادئ ، وإلى القارئ جملة من أقوال آخرين من الكتاب المحدثين لم يبتعدوا كثيرا عن نهج الكوثري.
1 ـ قال عبد الكريم الخطيب في كتابه ( علي بن أبي طالب بقية النبوة وخاتم الخلافة ) (1) : اهتم ابن قتيبة في كتابه ( الإمامة والسياسة ) اهتماما خاصا بالفتنة التي كانت في أخريات خلافة عثمان ، ثم ما تلاها في خلافة علي ، وما وقع من حروب كوقعة الجمل وصفين والنهروان وغيرها ، وهو ينقل كثيرا ممن سبقوه كابن إسحاق وابن سعد وغيرهما.
وقد أورد معظم أخباره غير مسندة ، مخالفا بذلك السنن الذي كان متبعا عند رواة السير والأخبار ممن سبقوه أو عاصروه ، إذ غلب عليهم المنهج الذي كانوا يتبعونه في رواية الأحاديث النبوية ، وكان كثير منهم محدثا قبل أن يكون مؤرخا.
واكتفى ابن قتيبة بأن يصدر أخباره بنسبتها تلك النسبة المجهلة العامة ، فيقول : ذكروا ، أو قالوا ، أو حدثوا ، أو رووا ، ولعله لم يكن ذلك من ابن قتيبة عن رغبة في الاختصار ، بقدر ما هو شعور بأن هذه الأخبار التي تروي أحداث هذه الفترة ، ليست على الصحة والسلامة التي يطمأن إليها ويوثق بها ... وإذن فليس ثمة داعية لربطها هذا الربط المحكم ، وشدها ذلك الشد الوثيق بسلسلة موصولة الحلقات بأهل الثقة من الصحابة والتابعين وغيرهم ، وانه لأقرب إلى طبيعتها والأشبه بحالها أن ترسل هكذا إرسال ، لا تحمل على أحد ، ولا تضاف إلى أحد ، وبهذا يمكن أن يسوى حسابها ، ونقدر قيمتها ، في ذاتها ولذاتها دون نظر إلى شيء آخر وراء ما يحمل جوهرها من صدق أو كذب.
---
1 ـ علي بن أبي طالب بقية النبوة : 41.
---
(579)
2 ـ الدكتور طه محمد الزيني الاستاذ بالأزهر ، فقد تولى تحقيق كتاب ( الإمامة والسياسة ) ونشرت الكتاب مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع ، ونأى عن الخوض في مسألة صحة نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة أو عدمه ، بل قال في مقدمته : ( وبعد فإن كتاب الإمامة والسياسة للعالم الفاضل المؤرخ العظيم عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري من أشهر الكتب تداولا بين قراء العربية ... ) فهذا المحقق يبدو جازما بصحة النسبة.
3 ـ وأما علي شيري فهو أيضا حقق الكتاب ، وطبعته دار الأضواء في بيروت ، غير انه ذكر في مقدمته ما اثير حول الكتاب من شك في نسبته إلى ابن قتيبة ، فقال في ص 8 :
وقد ظهر مؤخرا عدم اتفاق على اسم مؤلف هذا الكتاب ، بعد ان شكك كثير من العلماء في نسبته إلى ابن قتيبة ، وحيث ان بعضهم استبعد انتسابه إليه ، وكان أول من تزعم التشكيك بنسبته إلى ابن قتيبة المستشرق غاينفوس المجريطي ، ثم تبعه الدكتور دوزي في صدر كتابه تاريخ الأندلس وآدابه ، ويشير د ، بيضون في صدر كتابه المتقدم ( الحجاز والدولة الإسلامية ) وأيضا السيد أحمد صقر في مقدمته لكتاب تأويل مشكل القرآن المطبوع بالقاهرة سنة 1973م حيث يقول : وقد نسب إلى ابن قتيبة كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه ، وهو كتاب الإمامة والسياسة ... ثم قال علي شيري :
ومهما يكن من أمر فقد بقي كتاب ( الإمامة والسياسة ) محافظا على قيمته كأحد أبرز المصادر ، بما تضمن من نصوص يكاد ينفرد بها عن غيره ... ثم قال : ونبقى مترددين باتخاذ موقف حاسم من هذه القضية المطروحة.
أقول : وعلى خلاف هؤلاء جمهرة من قدماء ومحدثين ، ذهبوا إلى صحة نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) إلى مؤلفه ابن قتيبة منهم :
---
(580)
1 ـ الحجاج بن يوسف بن محمد البلوي ( ت 604 هـ ) في كتابه ألف باء (1) قال : ذكر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : أنه لما قدم على الحجاج سعيد بن جبير ، قال له : ما اسمك؟ قال : أنا سعيد بن جبير ، فقال الحجاج : أنت شقي بن كسير ، قال سعيد : أمي أعلم باسمي ....
2 ـ القاضي ابن الشباط ( ت 681 هـ ) نقل عنه في كتابه ( حلة السمط وسمة المرط ) في الفصل الثاني من الباب الرابع والثلاثين ، وهو كتاب في الأدب والتاريخ في أربعة أجزاء كبار (2).
3 ـ تقي الدين الفاسي المكي ( ت 832 هـ ) في كتابه العقد الثمين في أخبار البلد الأمين (3) ، وفي كتابه الآخر شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (4).
4 ـ عمر بن فهد المكي ( ت 885 هـ ) في كتابه اتحاف الورى بأخبار أم القرى في ذكر وقائع سنة/ 93 ، نقل عنه في ذكر كيفية القبض على سعيد بن جبير.
5 ـ ابن السابق عز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد ( ت 921 هـ ) أخذ عنه في كتابه غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام.
6 ـ محمد محبوب عالم ، أخذ عنه في تفسيره المعروف بتفسير شاهي.
إلى غير هؤلاء.
وأما من المحدثين فهم كثيرون ، منهم :
1 ـ محمد فريد وجدي في كتابه ( دائرة معارف القرن العشرين ) ذكر في ( خلف ) فنقل عن كتاب ( الإمامة والسياسة ) خطبة أبي بكر في السقيفة فقال : نقول :
---
1 ـ كتاب ألف باء : 478.
2 ـ راجع مقدمة كتاب المعارف : 56 ، لثروت عكاشة. وبشأن ابن الشباط وكتابه راجع معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 11 : 57.
3 ـ العقد الثمين 7 : 195.
4 ـ شفاء الغرام : 171.
(581)
يرى المتأمل في خطبة أبي بكر أنه لم يشر إلى حديث الخلافة في قريش ، مع أنه كان أمضى سلاح له في ذلك اليوم الصعب ، الأمر الذي يجعلنا نشك في صحته ، وان الكتاب الذي نقل منه هذه الخطبة هو من أقدم الكتب وأوثقها في مسائل الخلافة الإسلامية ، وذكر في (1) ( خلف ) قال : أورد العلامة الدينوري في كتابه الإمامة والسياسة ... (2) ، وقال : كتاب الإمامة والسياسة لأبي محمد عبد الله بن مسلم الدينوري ( ت 270 هـ ) ، راجع عنه ما نقله عنه في يزيد ( زيد ) (3).
2 ـ جرجي زيدان في كتابه ( تاريخ آداب اللغة العربية ) (4) ، فقال : ( الإمامة والسياسة ) هو تاريخ الخلافة وشروطها بالنظر إلى طلابها من وفاة النبي إلى عهد الأمين والمأمون ، طبع بمصر سنة 1900 ، ومنه نسخ خطية في مكتبات باريس ولندن.
3 ـ الدكتور أحمد شلبي (5) في كتابه ( التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ) الطبعة الخامسة ، نقل عنه كثيرا وذكره في قائمة مصادره (6) ، وذكره بين كتابيه عيون الأخبار والمعارف.
4 ـ الدكتور حسن إبراهيم حسن (7) في كتابه ( تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والإجتماعي ) نقل عنه ط القاهرة سنة 1322 كما في ضمن قائمة المصادر ، وذكر كتابه الآخر كتاب المعارف ط 1353 هـ ، 1934 م.
---
1 ـ دائرة معارف القرن العشرين 2 : 312.
2 ـ المصدر نفسه 2 : 745.
3 ـ المصدر نفسه 2 : 749.
4 ـ تاريخ آداب اللغة العربية 2 : 171.
5 ـ دكتوراه في الفلسفة من جامعة كمبرديج, استاذ مساعد في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
6 ـ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية 1 : 392.
7 ـ مدير جامعة محمد علي, واستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة فؤاد الأول ( سابقا ).
---
(582)
5 ـ البحاثة عمر رضا كحالة في كتابه أعلام النساء (1) بهامش ترجمة الزهراء ( عليها السلام ).
6 ـ الدكتور أحمد محمود صبحي (2) في كتابه ( نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثنى عشرية ) ط دار المعارف بمصر سنة 1969 م.
7 ـ الاستاذ محمود المرداوي في كتابه ( الخلافة بين التنظير والتطبيق ) دراسات في الفقه السياسي.
8 ـ علي جلال الحسيني في كتابه ( الحسين ) ط السلفية سنة 1349 بالقاهرة ، نقل مكررا (3).
9 ـ أحمد زكي صفوت في كتابه ( جمهرة خطب العرب ) و ( جمهرة رسائل العرب ) كما في قائمة المصادر فيهما.
10 ـ الاستاذ حسين محمد يوسف في كتابه ( سيد الشهداء ) وقد تعرض لاكراه الصحابة على بيعة يزيد نقل في ص 503 وقال في الهامش : الإمامة والسياسة للإمام أبي عبد الله محمد بن ... وقد انتقده القاضي أبو بكر بن العربي نقدا مرا.
أقول : فمن يجد أمثال من ذكرنا من شيوخ العلم من المتقدمين ، وأساتذة مرموقين من المحدثين ، جميعا يؤمنون بصحة نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) إلى ابن قتيبة ، كيف يطمئن إلى صحة ما قاله المستشرقون ، على ان من المحدثين سوى من ذكرت من عد الكتاب مطمئنا بصحة نسبته إلى ابن قتيبة ، كالدكتور مصطفى الشكعة في كتابه ( مناهج التأليف عند العلماء العرب ) قسم الأدب ، فقد ذكر في
---
1 ـ أعلام النساء 4 : 114 ـ 116.
2 ـ مدرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة الاسكندرية.
3 ـ راجع كتاب الحسين 1 : 75 ، 82 ، 173 ، 304 ، و 2 : 6 ، 93.
---
(583)
كتاب الإمامة والسياسة (1) لابن قتيبة في عداد الكتب التي وصلت الينا من مؤلفاته برقم ( 7 ) من قائمة كتبه المذكورة ، وهي 14 كتابا.
وخل عنك ما تكرر من طبعاته بمصر وحدها قديما ، وكتب على بعض الطبعات ما يشعر بالتوثيق ، نحو ما كتب على ظهر طبعة 1322 بمطبعة النيل بتصحيح محمد محمود الرافعي.
وعلى ظهر طبعة أخرى بمصر غير مؤرخة باسم تاريخ الخلفاء الراشدين ودولة بني أمية المعروف بالإمامة والسياسة ، وقفت على طبعه جماعة من أدباء العصر.
وعلى ظهر ثالثة طبعت بمصر سنة 1328 بمطبعة الأمة بدرب شغلان جهة الدرب الأحمر بمصر : كتاب الإمامة والسياسة تأليف الإمام الفقيه أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة المتوفى سنة270ه ـ ( رحمه الله ).
إلى غير ذلك من طبعاته الأخرى وكلها بمصر ، ولا يتهم الطابعون والناشرون جميعا في دينهم إذ يطبعون كتابا ليس لابن قتيبة باسمه ، مهما افترضنا فيهم مطامع الربح التجاري.
وأما ما جاء في النقطة الثانية ، فهو إشارة إلى ما ورد في الإمامة والسياسة (2) ، قال : وحدثتني مولاة لعبد الله بن موسى ـ وكانت من أهل الصدق والصلاح ـ أن موسى حاصر حصنها الذي كانت من أهله ....
فتأكيد صاحب الكتاب على توثيق المرأة التي حدثته ، ووصفها بأنها من أهل الصدق والصلاح ، يشير إلى ان صاحب الكتاب كان منتبها إلى أن ثمة استغرابا في قبول الرواية عند قرائها ، لبعد الزمان بين فتح الأندلس الذي هو قبل ولادة ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة ، لذلك أكد على توثيق محدثته ، وهذا لم يكن منه مع أي
---
1 ـ الإمامة والسياسة : 184.
2 ـ المصدر نفسه 2 : 75.
---
(584)
من الرواة الذين أخذ عنهم ، على انه ليس في قبول الرواية أي استحالة عقلية ، فلو افترضنا أن المحدثة كانت من المعمرين ، وكانت سنها يوم حدثت في حدود المائة والثلاثين ، فيكون عمرها عند الفتح في حدود السادسة ، وعمر السامع منها في حدود العاشرة ، وكلاهما يكون في سن التمييز ، فلا بعد في ذلك ، فلماذا نستبعده لمجرد كونه نادر الوقوع ، هذا إذا قلنا ان قائل : ( حدثتني ) هو ابن قتيبة ، أما إذا كان القائل هو الراوي للحديث المتقدم عليه وهو جعفر بن الأشتر فلا إشكال.
وأما النقطة الثالثة : وفيها خلط المؤلف في المغايرة بين أبي العباس وبين السفاح وجعلهما اثنين ، فهذا نحو من التهويش والتشويش ، ومن يقرأ النص الوارد في الكتاب لا يجد لتلك التهمة أي وجه مقبول ، وإلى القارئ النص كما هو في الكتاب :
لقد جاء فيه (1) : ( قتل رجال بني أمية في الشام ) وذكروا ان أبا العباس ولى عمه عبد الله عن علي الذي يقال له السفاح ، وأمره أن يسكن فلسطين ... فقد سكن السفاح فلسطين ... ( وهكذا تكرر اسم السفاح والمراد به عبد الله بن علي عم أبي العباس ) إلى أن قال في آخر الكلام : ( ثم كتب ـ أبو العباس ـ إلى عمه السفاح ألا يقتل أحدا من بني أمية حتى يعلم به أمير المؤمنين ، فكان هذا أول ما نقم به أبو العباس على عمه السفاح ).
ومن يقرأ هذا النص يعرف ان المؤلف لم يخلط ، ولم يخبط في المغايرة بين أبي العباس وبين عمه السفاح ، وانما الخبط والخلط ممن ظن الاتحاد حيث كان لقب أبي العباس السفاح أيضا فتخيل خبط المؤلف ، وليس كذلك ، بل إن عبد الله بن علي عم أبي العباس أيضا لقب بالسفاح لكثرة من قتل من الخلق ، وليس اللقب مختصا بأبي العباس وإن كان هو قد اشتهر به ، ومن راجع كتب الأنساب والألقاب
---
1 ـ المصدر نفسه 2 : 136.
---
(585)
يجد غيرهما من لقب بالسفاح ، فقد ورد في جمهرة أنساب العرب لابن حزم (1) ، ان مسلمة بن خالد بن كعب بن القنفذ كان يلقب بالسفاح.
وأما انكار أن يكون للمهدي ولد اسمه ( عبد الله ) فهو قول بغير علم ، فان أبناء المهدي ـ كما ذكرهم ابن حزم في الجمهرة (2) ـ هم :
موسى الهادي ، وهارون الرشيد أمهما الخيزران ام ولد ، وعبد الله شقيقهما ، وعلي وعبيد الله امهما ريطة بنت أبي العباس السفاح ، وإبراهيم ابن علية ، ومنصور عمر حتى أدرك المتوكل ، وإسحاق ويعقوب وبنات ، منهن علية الشاعرة ومنهن العباسة. فراجع.
وأما النقطة الرابعة : فربما يتخيل لها وجه من الصحة ، لكن إذا عرفنا ان ابن قتيبة عاش بعد عصر المأمون ـ وهو أزهى عصور الخلافة العباسية التي اتسعت رقعة حكمها وكثر منافسوها في المغرب ، وكانت أيدي الخلفاء العباسيين تطولهم منذ عهد الرشيد الذي لاحق إدريس الحسني جد الأدارسة ـ ففي مثل تلك الحال لا تبعد أخبار الأندلس عن ابن قتيبة ومعاصريه.
ولو أعملنا مقارنة بين ما ذكره ابن قتيبة ، وبين ما ذكره البلاذري في فتوح البلدان في موضوع فتح الأندلس ، لوجدنا المعلومات متقاربة جدا ، ولما كان الرجلان ـ ابن قتيبة والبلاذري ـ متعاصرين ، فبين وفاتيهما ثلاث سنين ، أمكننا تصحيح المعلومة في كتاب الإمامة والسياسة بنفس الميزان الذي نصحح به معلومة فتوح البلدان ، وليس من اختلاف بينهما سوى الإجمال والتفصيل في روايتهما.
وأما النقطة الخامسة : في انه لم يرد في كتاب الإمامة والسياسة أبدا ذكر أحد ممن أخذ عنهم ابن قتيبة في سائر كتبه ، وهذا من زخرف القول وليس الأمر كذلك ، بل يجد الباحث انه كما روى إجازة عن الجاحظ في كتاب عيون
---
1 ـ جمهرة أنساب العرب : 306.
2 ـ المصدر نفسه : 32.
---
(586)
الأخبار (1) روى أيضا عنه في الإمامة والسياسة (2) في قتل جعفر بن يحيى البرمكي ، فقد قال : قال عمرو بن بحر الجاحظ.
وأما النقطة السادسة : فبان المؤلف مالكي الهوى والمذهب ، وابن قتيبة حنفي المذهب ، فلم يرد أي تصريح بذلك ، وكلما جاء في الكتاب ذكر مالك وما كان منه ومعه من أبي جعفر المنصور ، وإذا كان ما ورد فيه من التبجيل يصح معه دعوى انه مالكي الهوى ، لكن لا يعني ذلك انه مالكي المذهب ، وأبعد من ذلك دعوى ان ابن قتيبة كان حنفيا ، ولم يظهر في ذلك ما يدل عليه من كتب تراجم الأحناف ، فراجع.
وأما النقطة السابعة : فلم أقف على ما يدل على أن مؤلف كتاب الإمامة والسياسة كان بدمشق ، فليحقق.
وأما النقطة الثامنة : وهي رواية المؤلف عن أبي يعلى محمد بن عبد الرحمن الأنصاري ( ت 146 هـ ) قبل ولادة ابن قتيبة بخمس وستين سنة ، فلقد تفحصت الكتاب مرارا فلم أقف فيه على روايته عن رجل بهذا الاسم ، وإنما وجدت روايته عن ابن أبي يعلى النجيبي ، ولا يبعد أن يكون هو مراد الدكتور شاكر مصطفى الذي سماه خطأ بأبي يعلى محمد بن عبد الرحمن الأنصاري ( ت 146 هـ ) فإن كان هو مراده فيأبى عليه التغاير في الكنية أولا ، والتغاير في النسبة ثانيا ، وليس في المقام ذكر اسمه ، فمن أين له تعيينه بأنه محمد بن عبد الرحمن الأنصاري.
على ان الدكتور ثروت عكاشة جعله ابن أبي ليلى قاضي الكوفة المتوفى سنة 148 ، وقال : انه مات قبل مولد ابن قتيبة بخمس وستين سنة ، وهذا أيضا من الرجم بالغيب بلا ريب ، فان القاضي المذكور ليس نجيبا ولا نجيبيا ، كما هو الوارد في نسبته في كتاب الإمامة والسياسة ، لأن ابن أبي يعلى القاضي وإن كان اسمه محمد بن عبد الرحمن إلا انه ليس بأنصاري نسبا ، بل كان مولى الأنصار قتل أبوه مع ابن
---
1 ـ عيون الأخبار 3 : 199, 216, 249.
2 ـ الإمامة والسياسة 2 : 181.
---
(587)
الأشعث ، ومهما يكن فليس من حجة على انه المذكور في كتاب الإمامة والسياسة باسم ابن أبي ليلى النجيبي.
وأما النقطة التاسعة : في انه ورد في الكتاب ذكر ( مراكش ) وهذه مدينة بناها يوسف بن تاشفين ، وقد فحصت الكتاب فلم أقف على ذلك الاسم فيه ، فما أدري من أين جاؤوا به فكتبوه.
وأما النقطة العاشرة : في مغايرة أسلوب الكتاب للمألوف من أسلوب ابن قتيبة في بقية كتبه ، وهذه دعوى لم يأت عليها بشاهد من مقارنة بين الإسلوبين في عرض موضوع واحد ورد في الإمامة والسياسة كما ورد في أحد كتب ابن قتيبة الاخرى ، وبينهما من التغاير ما يثبت ذلك.
وأخيرا مهما كانت تلك النقاط ذات دلالة على نفي النسبة إلى ابن قتيبة ، إلا انه توجد في الكتاب إشارات ذات دلالة أيضا على صحة نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة ، فقد ورد في ثلاثة مواضع وهي :
1 ـ قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، راجع ص 3 في أول الكتاب.
2 ـ وقال عبد الله بن مسلم ، راجع ص 26 من الجزء الأول.
3 ـ وقال عبد الله بن مسلم ، راجع ص 73 من الجزء الأول.
موقف المستشرقين من الكتاب :
قلنا قريبا ان المستشرق ( غاينفوس المجريطي ) هو أول من أعلن تشكيكه في نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة ، وتبعه غيره ، منهم دوزي ، وقد لخص مواقفهم من الكتاب الاستاذ محمد عبد الله عنان في كتابه دولة الإسلام في الأندلس من الفتح إلى بداية عهد الناصر (1) ، فقال :
وردت هذه التفاصيل في كتاب ( الإمامة والسياسة ) المنسوب إلى ابن قتيبة ، ومع ان هذه النسبة يحيط بها كثير من الشك ، فان الكتاب يتضمن كثيرا من الأخبار والتفاصيل المفيدة عن رجالات الإسلام في عصر الخلفاء الراشدين والدولة الأموية.
---
1 ـ دولة الإسلام : 24 / الهامش رقم : 2.
---
(588)
وقد اعتبره المستشرق الأسباني جاينجوس قديما وصحيحا ، وان كان يشك في نسبته لابن قتيبة لعدة أسباب وجيهة ، وانتفع به المستشرق الألماني قايل والمستشرق الايطالي أماري.
ويرى دوزي ان الكتاب غير قديم وغير صحيح ، وانه يحتوي أخطاء تاريخية وروايات خيالية غير معقولة ، وعلى ذلك فلا يمكن أن يكون ابن قتيبة صاحب هذا التصنيف الضعيف.
ويرى المستشرق هاماكر ويوافقه دوزي ان هذا الكتاب وأمثاله من الكتب التاريخية الحماسية ( مثل الكتب التي نسبت للواقدي ) قد ألفت أيام الحروب الصليبية ، لبث الحماس في نفوس المسلمين ، وتذكيرهم بمجد أسلافهم وبطولتهم الخارقة ، راجع دوزي. انتهى كلام الاستاذ عنان.
أقول : ومع كل ما سبق من تشكيك ساقوه ، وخصوصا ما قاله دوزي وهاماكر من انه لبث الحماس الديني ، فلماذا اعتنى بطبع الكتاب غير واحد منهم؟
فقد نشره المستشرق الألماني نولدكه في سنة 1886 م ، راجع كتاب المستشرقون لنجيب عقيقي (1) ، ونشره أيضا المستشرق دي خويه في مجلة الدراسات الشرقية سنة 1907 (2).
واعتنى المستشرق ريبيرا أي فواجو الأسباني بترجمة فتوح الأندلس لابن الفوطية ـ وكان قد نشره جاينجوس وسابيدرا _ مع اضافات من كتاب الإمامة والسياسة ، وطبع في مدريد سنة 1921م.
وللمستشرق بيريس بحث بعنوان كتاب الإمامة والسياسة في نظر ابن قتيبة نشره في المجلة الطرابلسية/1934 م إلى غير هؤلاء ، فإذا كان الكتاب من الكتب
---
1 ـ المستشرقون : 740.
2 ـ المصدر نفسه : 666.
---
(589)
التاريخية الحماسية لبث الحماس في نفوس المسلمين ... فنشره مكررا خلاف مصلحة الصليبين ، فما بالهم يتهافتون على نشره وترجمته.
ثم إنا نقول لهم ولكل مشكك ، بانه مهما يمكن أن يقال ـ وقد قيل ـ في مناقشات النسبة ، سواء صحت أم لم تصح ، ومهما كان الحق في هذه المسألة التي ما زالت بين الأخذ والرد ، فان اعتماد روايات الكتاب ليس من الأهمية والخطر في التاريخ الإسلامي حتى يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد للاستقصاء وقول الكلمة الفاصلة ، ما دام المذكور في الكتاب ليس بدعا في التاريخ ، بل هناك تواريخ اخرى تذكره على تفاوت في الاجمال والتفصيل.
وحسب المثبتين متابعة من سبقهم من أعلام المحدثين والمؤرخين ممن أخذوا من الكتاب وصرحوا بنسبته إلى ابن قتيبة ، وقد مر بنا ان ابن الشباط ( ت 681 هـ ) نقل عنه ، وكذلك ابن فهد المكي ( ت 885 هـ ) نقل عنه في كتابه ( اتحاف الورى بأخبار ام القرى ) ومثله ـ فيما أرى ـ ابن حجر الهيتمي المكي ( ت 974 هـ ) في كتابه ( تطهير الجنان واللسان ) المطبوع بهامش كتابه الصواعق المحرقة حيث قال (1) :
( ومع تآليف صدرت من بعض المحدثين كابن قتيبة مع جلالته القاضية بانه كان ينبغي له أن لا يذكر تلك الظواهر ، فان أبى إلا ذكرها ، فليبين جريانها على قواعد أهل السنة حتى لا يتمسك مبتدع أو جاهل بها ).
وهذا القول من ابن حجر يريد به ما ذكره ابن قتيبة في كتاب ( الإمامة والسياسة ) بدون شك أو ريب ، لانه قد ذكر فيه ما شجر بين الصحابة ، وهذا ما غاض ابن حجر ، إذ ليس في باقي كتب ابن قتيبة ما يشير إليه ابن حجر.
إذن فالكتاب يعرفه لمؤلفه ابن قتيبة غير واحد من قدامى ومحدثين ، وقد مرت أسماء بعضهم قبل هذا ، وحبذا لو أعيدت طباعته محققا تحقيقا كاملا شاملا لوجه العلم لا للتجارة.
---
1 ـ تطهير الجنان بهامش الصواعق : 94.
---
(590)
ولنختم الكلام في المقام بذكر كلمة قيمة لابن قتيبة :
قال في كتابه ( الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ) (1) ما يلي : وقد رأيت هؤلاء _ يعني الجهمية والمشبهة ـ أيضا حين رأوا غلو الرافضة في حب علي ، وتقديمه على من قدمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصحابته عليه وادعاءهم له شركة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في نبوته؟ وعلم الغيب للأئمة من ولده ، وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر افراط الجهل والغباوة ، ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم وتبرأهم منهم ، قابلوا ذلك أيضا بالغلو في تأخير علي كرم الله وجهه وبخسه حقه ، ولحنوا في القول وإن لم يصرحوا إلى ظلمه ، واعتدوا عليه بسفك الدماء بغير حق ، ونسبوه إلى الممالاءة على قتل عثمان ، وأخرجوه بجهلهم من أئمة الهدى إلى جملة أئمة الفتن ، ولم يوجبوا له اسم الخلافة لاختلاف الناس عليه ، وأوجبوها ليزيد بن معاوية لاجماع الناس عليه ، واتهموا من ذكره بغير خير.
وتحامى كثير من المحدثين أن يحدثوا بفضائله كرم الله وجهه ، أو يظهروا ما يجب له (2) ، وكل تلك الأحاديث لها مخارج صحاح ، وجعلوا ابنه الحسين ( عليه السلام )
---
1 ـ الاختلاف في اللفظ : 47.
2 ـ وابن قتيبة كان شهر بالانحراف بالنظر إلى عدم تثبته في نقل ما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم في مؤلفاته السابقة, بحيث يشف من ثنايا نقوله الانحراف والنصب, حتى ان الحافظ ابن حجر قال في حق حمل السلفي كلام الحاكم فيه على المذهب ان مراد السلفي بالمذهب النصب, فان في ابن قتيبة انحرافا عن أهل البيت والحاكم على ضد من ذلك أ هـ. وهنا يرد على النواصب بما يرضي الله ورسوله كما ترى, عفا الله عما سلف وفي ذلك عبرة بالغة. وانحراف المتوكل عن علي كرم الله وجهه وتقريبه للمنحرفين عنه بعد رفع المحنة مما جعل للنواصب سوقا تروج فيها أهواؤهم ومروياتهم عند كثير من أهل الحديث, حتى أخذ يتقمص النواصب في أزياء أهل الحديث, وأصبح رجال الخوارج في موضع التجلة والتعويل في كتبهم مدى القرون بعد أن كانوا مهجورين لبغضهم عليا كرم الله وجهه, وقد ورد : ( لايبغضك إلا منافق ) ولشقهم عصا المسلمين في أحرج وقت, ولا؛ تزال نتائج ذلك ماثلة أمام أعين المتبصرين مما فيه ذكريات أليمة لا نريد الولوج في مضايقها, مكتفين بهذه الإشارة الوجيزة وفر المصنف الكلام حقه في ذلك. ( عن هامش الأصل ).
(591)
خارجيا شاقا لعصا المسلمين حلال الدم ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : من خرج على امتي وهم جميع فاقتلوه كائنا من كان.
وسووا بينه في الفضل وبين أهل الشورى ، لأن عمر لو تبين له فضله لقدمه عليهم ، ولم يجعل الأمر شورى بينهم ، وأهملوا من ذكره أو روى حديثا من فضائله ، حتى تحامى كثير من المحدثين أن يتحدثوا بها ، وعنوا بجمع فضائل عمرو بن العاص ومعاوية كأنهم لا يريدونهما بذلك وإنما يريدونه.
فان قال قائل : أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي ، وأبو سبطيه الحسن والحسين ، وأصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين ، تمعرت الوجوه ، وتنكرت العيون ، وطرت حسائك الصدور ، وان ذكر ذاكر قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه و أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأشباه هذا ، التمسوا لتلك الأحاديث المخارج لينتقصوه ويبخسوه حقه بغضا منهم للرافضة ، والزاما لعلي ( عليه السلام ) بسببهم ما لا يلزمه ، وهذا هو الجهل بعينه.
والسلامة لك أن لا تهلك بمحبته ولا تهلك ببغضه ، وأن لا تحتمل ضغنا عليه بجناية غيره ، فإن فعلت فأنت جاهل مفرط في بغضه ، وأن تعرف له مكانه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالتربية والاخوة والصهر والصبر في مجاهدة أعدائه ، وبذل مهجته في الحروب بين يديه ، مع مكانه في العلم والدين والبأس والفضل من غير أن تتجاوز به الموضع الذي وضعه به خيار السلف ، لما تسمعه من كثير من فضائله ، فهم كانوا أعلم به وبغيره ، ولأن ما أجمعوا عليه هو العيان الذي لا يشك فيه ، والأحاديث المنقولة قد يدخلها تحريف وشوب ، ولو كان إكرامك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي دعاك إلى محبة من نازع عليا وحاربه ولعنه ، إذ صحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخدمه ،
---
(592)
وكنت قد سلكت في ذلك سبيل المستسلم ، لأنت بذلك في علي ( عليه السلام ) أولى لسابقته وفضله وخاصيته وقرابته والدناوة التي جعلها الله بينه وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند المباهلة حين قال تعالى : « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم » فدعا حسنا وحسينا « ونساءنا ونساءكم » فدعا فاطمة ( عليها السلام ) « وأنفسنا وأنفسكم » (1) فدعا عليا ( عليه السلام ) ، ومن أراد الله تبصيره بصره ، ومن أراد غير ذلك حيره.
---
1 ـ آل عمران : 61.
---
(593)
الملحق الثاني :
كتاب المعارف لابن قتيبة وما لحقه من تحريف وتخريف :












بخش كتابشناسي نرم افزار نور السيرة2

بايد گفت مسأله انتساب اين كتاب به ابن قتيبه دست كم از قرن 6 ق مطرح بوده است؛ چنانكه قاضى ابو بكر ابن عربى (د 543 ق) در العواصم من القواصم، با آنكه در انتساب همه مطالب الامامة والسياسه به ابن قتيبه ترديد كرده، به سبب روايت اخبارى كه موجب طعن بر صحابه مى شود، به ويژهـ در بخش مربوط به حوادث سقيفه ومسأله بيعت امام على (ع) با خليفه اول، بر او تاخته است (ص 228). ابن شبّاط، مورخ تونسى (در 681 ق) نيز در كتاب خود با عنوان صلة السمط ... ، از الامامة والسياسة با تصريح به نام ابن قتيبه، نقل مى كند (ص 211؛ نيز نك: الامة، 2/ 70). قلقشندى (د 821 ق) نيز در صبح الاعشى، عهد نامه عمر بن عبد العزيز به سليمان بن عبد الملك را به نقل از كتاب ابن قتيبه با عنوان تاريخ الخلفاء، آورده است (9/ 360 - 362) كه اصل آن را در الامامة والسياسة مى توان يافت (2/ 114 - 115).

در ميان محققان متأخر، گويا نخستين كسى كه در انتساب اين اثر به ابن قتيبه ترديد كرد، پاسكوال دگايانگوس، sognayaG eD. P خاورشناس اسپانيايى (1809 - 1897 م) بود. محققان ديگرى نيز در اين باره به تحقيق پرداخته اند (مثلا نك: خطيب، همانجا؛ عدوى، 3/ 36 - 37؛ حسينى، 77 - 78؛ مصطفى، 1/ 241 - 242OU127/I,LAG؛ لوكنت، 176 - 175)؛ گر چهـ هيچ يك از اين پژوهشگران به نام ونشان مؤلف واقعى اثر راه نيافته اند. اين نكته نيز شايسته يادآورى است كه ياقوت حموى در شرح احوال ابن حزم (هـ. م)، به كتابى از او با عنوان الامامة والسياسة اشاره مى كند (5/ 94 - 95؛ قس: مقرى، 2/ 79: الامامة والخلافة)، اما اين جز اشتراك لفظى در عنوان كتاب نيست وهيچ دليل ديگرى مؤيد اينكه كتاب موجود همان اثر ابن حزم باشد، وجود ندارد. همچنين، هيچ يك از منابع مؤلف از سده 4 ق در نمى گذرد واين مؤيد نظر دخويه است كه معتقد است اين كتاب را احتمالا يك مؤلف مصرى يا مغربى در عهد ابن قتيبه نگاشته است (نك: 187/I,S,LAG)





--------

اَلاِمامَةُ وَالسّياسَة

عنوان كتابى در تاريخ سده هاى 1 تا 3 ق منسوب به ابن قتيبه (هـ. م). اين كتاب كه گاه با عنوان تاريخ الخلفاء نيز از آن ياد شده، به ويژهـ از حيث انتساب آن به دانشمند مشهورى چون ابن قتيبه دينورى، بارها از آن بحث شده است. اين اثر را مى توان با در نظر گرفتن دو جنبه كلى بررسى كرد: نخست مسأله انتساب آن به ابن قتيبه وسپس محتواى اخبار وروايات تاريخى ومنابع آن كه البته معلوم نبودن نام مؤلف، از ارزش واعتبار مطالب كتاب در مجموعه آثار تاريخى مربوط به قرون نخستين اسلامى، نمى كاهد (نك: دنباله مقاله).

كتاب پس از خطبه، با ذكر فضايل دو خليفه نخست آغاز مى شود، سپس به مسأله سقيفه وخلافت ابوبكر مى پردازد، اما به طور كلى، اخبار وروايات مربوط به دوره خلافت ابوبكر وعمر بسيار مختصر وتنها با اشاره هاى گذرا آمده است. از اينجا نويسنده به تفصيل بيشتر گراييده، وبه ويژهـ از دوره خلافت امير المؤمنين على (ع) روايات متعدد ومفصلى آورده است، چندانكه حدود ربعى از كتاب را به تاريخ اين دوره اختصاص داده است. در اين كتاب كه به رغم اختصار، رويدادهاى ادوار گوناگون سده هاى نخستين هجرى را در بر مى گيرد، موضوع فتح افريقيه واندلس به دست موسى بن نصير ويژگى جداگانه اى دارد (2/ 60 به بعد). ذكر حوادث مربوط به ادوار خلفاى بنى اميه تا واپسين ايشان، به اختصار ادامه مى يابد. موضوع ظهور عباسيان را مؤلف با عنوان «بدء الفتن والدولة العباسيه» آغاز كرده است (2/ 130). در اين بخش نيز همچون بخش نخست، مؤلف به اختصار، به ذكر حوادث دوران حكومت چند خليفه نخست عباسى پرداخته است ودر پايان ذكر وقايع خلافت هارون الرشيد مى گويد كه در نقل اخبار مربوط به خلافت عباسى، پس از هارون الرشيد، سودى نمى بيند، زيرا از اين پس «زنادقه عراق» بر خلافت استيلا يافتند (2/ 207). با اينهمه، در كوتاهترين عبارات از ماجراى جانشينى مأمون وجنگ او با امين بر سر خلافت ياد كرده است (2/ 208).

درباره مؤلف كتاب بايد گفت كه هيچ يك از كسانى كه شرح زندگى وآثار ابن قتيبه را به دست داده اند، به چنين كتابى، حتى با عنوان تاريخ الخلفاء اشاره نكرده اند (مثلا نك: ابن نديم، 85 - 86). بررسى متن كتاب نيز نفى انتساب الامامة والسياسه به ابن قتيبه را تأييد مى كند. البته كتاب پس از بسمله با اين عبارات آغاز مى شود: «قال ابو محمد عبد الله ابن مسلم بن قتيبة رحمه الله تعالى ... » ودر يك جاى ديگر نيز اين نام (عبد الله بن مسلم) در صدر يك خبر آمده است (1/ 27)، با اينهمه، آوردن سلسله اسناد در صدر اخبار، با روش محدثان تفاوت كلى دارد وبا آنكه نخستين اخبار وروايات با سلسله اسناد آغاز مى شود، اما در چند صفحه بعد، مؤلف كتاب-وشايد نخستين كاتب پس از مؤلف-در صدر هر روايت، فقط از لفظ «قال ... » استفاده كرده است كه غالبا معلوم نيست گوينده كيست. ابن ابى مريم (د 253 ق) كه مؤلف، نخستين روايت را از قول او نقل كرده (1/ 2، 27)، مصرى است (نك: ذهبى، 12/ 311) وتا آنجا كه مى دانيم ابن قتيبه هرگز به مصر نرفت. ديگر رجال وشيوخ كتاب را نيز نمى توان جزو شيوخ ابن قتيبه محسوب كرد (براى اسامى شيوخ روايى او، نك: همو، 13/ 297). در پاره اى موارد به نظر مى رسد كه مؤلف يا كاتب، سلسله اسناد را انداخته، وتنها به نام صاحب اثر اكتفا كرده است، مانند «قال الحسن البصرى» (1/ 27).

در همين موارد است كه گاه تناقضهايى ديده مى شود. اما اينكه خطيب به استناد عبارت «حدثنا ابن ابى ليلى التجيبى» در الامامه (2/ 78)، اين ابن ابى ليلى را قاضى كوفه (د 148 ق) دانسته، ونتيجه گرفته كه او 65 سال پيش از تولد ابن قتيبه در گذشته است (ص 23)، درست نمى نمايد.

همچنين بايد توجه كرد كه روش تأليف كتاب، با آنچهـ از روش نويسندگى وعقايد ابن قتيبه مى شناسيم، هماهنگ نيست (براى ديگر ادله رد انتساب به ابن قتيبه، نك: همو، 23 - 24؛ قزوينى، 1/ 109 - 111).



-------

جدا از مسأله مؤلف كتاب، همچنانكه گفته شد، بررسى متن اثر، به ويژهـ از حيث منابع، سخت قابل توجه به نظر مى رسد. در واقع الامامة والسياسة مجموعه اى نامنظم از آثار مورخان قرون نخست هجرى است واين موضوع به طور خاص در بخش مربوط به فتح افريقيه واندلس نمايان تر است. مقايسه ميان روايات اين بخش با يك اثر از عبد الملك ابن حبيب اندلسى (هـ. م) نشان مى دهد كه نويسنده الامامة والسياسه، غالب روايات اين بخش را، گاه حتى با حفظ سلسله سند ابن حبيب، از كتاب او نوشته، واختلاف ميان دو متن بسيار اندك است (نك: ابن حبيب، 143، شم 412، قس: الامامة، 2/ 78، سطر 7 بب؛ نيز نك: ابن حبيب، 145، شم 419؛ قس: الامامة، 2/ 78، سطر 12 بب، نيز نك: ابن حبيب، 145، شم 419، قس: الامامة، 2/ 87، سطر 3). همچنين در همين بخش، مؤلف كتاب به اثر يك مصرى اندلسى الاصل، از نوادگان موسى بن نصير، فاتح اندلس، به نام معارك بن مروان تكيه داشته است (نك: مونس، 27). البته در هيچ يك از موارد فوق، مؤلف به منبع اصلى خود اشاره نكرده است.

در جاهايى از كتاب كه مؤلف به مأخذ خود تصريح مى كند، مى توان آثار مورخان بزرگ سده هاى نخست هجرى را كه اينك نشانى از آنها در دست نيست، بازيافت واين يكى از مهم ترين ويژگيهاى الامامة والسياسة محسوب مى شود. آثار تاريخى ابو معشر سندى (هـ. م) (نك: الامامة، 1/ 215، 2/ 8، 9، 10، 25)، ابو الحسن مداينى (همان، 1/ 159)، واثر بسيار مهم هيثم بن عدى (د 207 ق) با عنوان الدولة در اخبار دعوت عباسى (نك: ابن نديم، 112) در بخش مربوط به آغاز خلافت عباسيان (نك: الامامة، 2/ 130، 141، 149، 164) مورد استفاده مؤلف قرار گرفته است.

از كتاب الامامة والسياسه چندين نسخه خطى موجود است (نك: LAG، همانجا) ومتن آن بارها با انتساب به ابن قتيبه، در مصر، عراق ولبنان به شيوه اى غير انتقادى به چاپ رسيده است.

مآخذ

ابن حبيب، عبد الملك، التاريخ، به كوشش خورخه آگوادى، مادريد، 1991 م؛ ابن شباط، محمد، «صلة السمط ... »، المكتبة العربية الصقلية، به كوشش ميكله آمارى، لايپزيگ، 1857 م؛ ابن عربى، ابو بكر، العواصم من القواصم، به كوشش محب الدين خطيب، دمشق، دار البشائر، ابن نديم، الفهرست؛ الامامة والسياسة، قاهره، 1388 ق/ 1969 م؛ حسينى، اسحاق موسى، ابن قتيبة، ترجمه هاشم ياغى، بيروت، 1400 ق/ 1980 م؛ خطيب، محب الدين، مقدمه بر الميسر والقداح ابن قتيبه، قاهره، 1385 ق؛ ذهبى، احمد، سير اعلام النبلاء، به كوشش شعيب ارنؤوط وصالح سمر، بيروت، 1404 ق/1984 م؛ عدوى، احمد زكى، مقدمه بر عيون الاخبار ابن قتيبه، قاهره، 1930 م؛ قزوينى، محمد، يادداشتها، به كوشش ايرج افشار، تهران. 1363 ش؛ قلقشندى، احمد، صبح الاعشى، قاهره، 1383 ق؛ مصطفى، شاكر، التاريخ العربى والمورخون، بيروت، 1983 م؛ مقرى، احمد، نفح الطيب، به كوشش احسان عباس، بيروت، 1388 ق/1968 م، مونس، حسين، تاريخ الجغرافية والجغرافيين فى الاندلس، مادريد. 1986؛ ياقوت، ادبا؛ نيز:

1965,sucsamaD ,abyatuQ nbI ,G ,etmoceL;S. LAG ;LAG

نقل از دائرة المعارف بزرگ اسلامى ج 10

^^^^^^^^^^^




محمد بن علي المصري التوزري ابن الشباط(618 - 681 هـ = 1221 - 1282 م)





خزانة التراث - فهرس مخطوطات (21/ 183، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 19445
عنوان المخطوط: الامامه والسياسه
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة: المملكة العربية السعودية
اسم المدينة: الرياض
رقم الحفظ: 1566-فب



خزانة التراث - فهرس مخطوطات (30/ 943، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 29333
الفن: تاريخ
عنوان المخطوط: تاريخ الخلفاء
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه, ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابن قتيبه
اسم الشهرة: الدينوري
تاريخ الوفاة: 276هـ - 889م
قرن الوفاة: 3هـ - 9م
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة: المملكة العربية السعودية
اسم المدينة: الرياض
رقم الحفظ: 4834-فب



خزانة التراث - فهرس مخطوطات (30/ 944، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 29334
الفن: تاريخ
عنوان المخطوط: تاريخ الخلفاء
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه, ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابن قتيبه
اسم الشهرة: الدينوري
تاريخ الوفاة: 276هـ - 889م
قرن الوفاة: 3هـ - 9م
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة: المملكة العربية السعودية
اسم المدينة: الرياض
رقم الحفظ: 4835-فب




خزانة التراث - فهرس مخطوطات (31/ 790، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 30201
الفن: سياسه
عنوان المخطوط: كتاب السياسه والامامه
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه, ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابومحمد
تاريخ الوفاة: 276هـ - 889م
قرن الوفاة: 3هـ - 9م
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة: المملكة العربية السعودية
اسم المدينة: الرياض
رقم الحفظ: 6006-فب




خزانة التراث - فهرس مخطوطات (52/ 934، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 52034
الفن: سياسه شرعيه
عنوان المخطوط: السياسه والامامه
عنوان المخطوط: الامامه والسياسه
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه, ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابن قتيبه
اسم الشهرة: الدينوري
تاريخ الوفاة: 276هـ
قرن الوفاة: 3هـ
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: شستربيتي
اسم الدولة: ايرلندا
اسم المدينة: دبلن
رقم الحفظ: 5/4042 (2)
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مكتبه الدوله
اسم الدولة: المانيا
اسم المدينة: برلين
رقم الحفظ: 9412
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مكتبه برنستون (مجموعه جاريت)
اسم الدولة: الولايات المتحده الامريكيه
اسم المدينة: برنستون
رقم الحفظ: 221,268 (مجموعه بريل)
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: المكتبه الوطنيه بباريس
اسم الدولة: فرنسا
اسم المدينة: باريس
رقم الحفظ: 1566
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: المتحف البريطاني
اسم الدولة: انجلترا
اسم المدينة: لندن
رقم الحفظ: 1272, 1649, والملحق 519
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: جامعه سان بطرسبورج
اسم الدولة: روسيا
اسم المدينة: سان بطرسبورج
رقم الحفظ: 156
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: الخديويه
اسم الدولة: مصر
اسم المدينة: القاهره
رقم الحفظ: 5/13
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: الرباط
اسم الدولة: المغرب
اسم المدينة: الرباط
رقم الحفظ: 420
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: خزانه القرويين
اسم الدولة: المغرب
اسم المدينة: فاس
رقم الحفظ: 1317
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مكتبه داود
اسم الدولة: العراق
اسم المدينة: الموصل
رقم الحفظ: 25, 74
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: بشاور
اسم الدولة: باكستان
اسم المدينة: بشاور
رقم الحفظ: 1423
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: خدابخش
اسم الدولة: الهند





خزانة التراث - فهرس مخطوطات (114/ 72، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 114670
الفن: تاريخ
الفن: احكام سلطانيه
عنوان المخطوط: الامامه والسياسه
عنوان فرعي: الخلافه والامامه والسياسه
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه, ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابن قتيبه
اسم الشهرة: الدينوري
تاريخ الوفاة: 276هـ - 889م
قرن الوفاة: 3هـ - 9م
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة: المملكة العربية السعودية
اسم المدينة: الرياض
رقم الحفظ: ب 23968-23971




خزانة التراث - فهرس مخطوطات (114/ 134، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 114735
الفن: تاريخ
الفن: احكام سلطانيه
الفن: سياسه
عنوان المخطوط: الامامه والسياسه
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه, ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابن قتيبه
اسم الشهرة: الدينوري
تاريخ الوفاة: 276هـ - 889م
قرن الوفاة: 3هـ - 9م
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة: المملكة العربية السعودية
اسم المدينة: الرياض
رقم الحفظ: ب 24180-24184






خزانة التراث - فهرس مخطوطات (113/ 803، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 114401
الفن: تاريخ
الفن: سياسه
الفن: احكام سلطانيه
عنوان المخطوط: الاعتساف فيما وقع بين الصحابه بعد النبي من المحاربه والخلاف
عنوان فرعي: السياسه والامامه
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه, ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابن قتيبه
تاريخ الوفاة: 276هـ - 889م
قرن الوفاة: 3هـ - 9م
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة: المملكة العربية السعودية
اسم المدينة: الرياض
رقم الحفظ: ب 23254





خزانة التراث - فهرس مخطوطات (57/ 939، بترقيم الشاملة آليا)
الرقم التسلسلي: 58013
الفن: تراجم
الفن: فضائل الصحابه
عنوان المخطوط: مناقب الخلفاء الراشدين
اسم المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبه, ابن قتيبه
اسم الشهرة: ابن قتيبه
اسم الشهرة: الدينوري
تاريخ الوفاة: 276هـ
قرن الوفاة: 3هـ
[نسخه في العالم]
اسم المكتبة: المكتبه الآصفيه
اسم الدولة: الهند
اسم المدينة: حيدرآباد
رقم الحفظ: 3/658 رقم 121













موقع الإسلام سؤال وجواب (9/ 9، بترقيم الشاملة آليا)
بطلان نسبة كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة رحمه الله

[السؤال]
ـ[هل كتاب (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة الدينوري من تأليفه أم منسوب إليه كما يقال في بعض المنتديات ويحذرون من التعامل معه بحذر شديد؟ وهل آخذ معلوماته بعين الصحة أم أرفضه كله؟ إذا كان الرفض لجميع الكتاب فكيف أصبح مصدرا هاما عند كثير من المؤرخين المعاصرين؟ أما إذا كان الرفض لبعضه فهل هناك نسخة صحيحة منه؟ أو هل يوجد من بين من المؤرخين الصحيح فيه والمكذوب؟]ـ

[الجواب]
الحمد لله
كتاب الإمامة والسياسة لا يصح نسبته لابن قتيبة رحمه الله، وقد بين ذلك عدد من الباحثين وساقوا أدلة ظاهرة على ذلك.
قال الشيخ الدكتور علي نفيع العلياني حفظه الله في كتابه "عقيدة الإمام بن قتيبة" عن كتاب الإمامة والسياسة: " وبعد قراءتي لكتاب الإمامة والسياسة قراءة فاحصة ترجح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث , أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة نظرا لكثرتها ونظرا لكونه معروفا عند الناس بانتصاره لأهل الحديث , وقد يكون من رافضة المغرب , فإن ابن قتيبة له سمعة حسنة في المغرب , ومما يرجح أن مؤلف الإمامة والسياسة من الروافض ما يلي:
* أن مؤلف الإمامة والسياسة ذكر على لسان علي رضي الله عنه أنه قال للمهاجرين: (الله الله يا معشر المهاجرين لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم , ولا تدفعوا أهله مقامه في الناس وحقه , فو الله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به لأنا أهل البيت , ونحن أحق بهذا الأمر منكم.. والله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله) . ولا أحد يرى أن الخلافة وراثية لأهل البيت إلا الشيعة.
* أن مؤلف الإمامة والسياسة قدح في صحابة رسول الله قدحا عظيما فصور ابن عمر رضي الله عنه جبانا , وسعد بن أبي وقاص حسودا , وذكر محمد بن مسلمة غضب على علي بن أبي طالب لأنه قتل مرحبا اليهودي بخيبر , وأن عائشة رضي الله عنها أمرت بقتل عثمان. والقدح في الصحابة من أظهر خصائص الرافضة , وإن شاركهم الخوارج , إلا أن الخوارج لا يقدحون في عموم الصحابة.
* أن مؤلف الإمامة والسياسة يذكر أن المختار بن أبي عبيد قتل من قبل مصعب بن الزبير لكونه دعا إلى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر خرافاته وادعاءه الوحي , والرافضة هم الذين يحبون المختار بن أبي عبيد لكونه انتقم من قتلة الحسين , مع العلم أن ابن قتيبة رحمه الله ذكر المختار من الخارجين على السلطان وبين أنه كان يدعي أن جبريل يأتيه.
* أن مؤلف الإمامة والسياسة كتب عن خلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان خمسا وعشرين صفحة فقط , وكتب عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة مائتي صفحة , فقام المؤلف باختصار التاريخ الناصع المشرق وسود الصحائف بتاريخ زائف لم يثبت منه إلا القليل , وهذه من أخلاق الروافض المعهودة , نعوذ بالله من الضلال والخذلان " انتهى.
وقال الشيخ مشهور حسن سلمان في كتابه "كتب حذر منها العلماء" (2/298-301) : " الإمامة والسياسة: كتاب مكذوب على ابن قتيبة ـ رحمه الله تعالى ـ، وعلى الرغم من ذلك؛ فهو مصدر هام عند كثير من المؤرخين المعاصرين، ويجب التعامل مع هذا الكتاب بحذر شديد؛ إذ حوى مغالطات كثيرة، ولذا؛ شكك ابن العربي من نسبة جميع ما فيه لابن قتيبة.
والأدلة على عدم صحة نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة كثيرة. منها:
1. أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكروا هذا الكتاب بين ما ذكروه له، اللهم إلا القاضي أبا عبد الله التوزي المعروف بابن الشباط، فقد نقل عنه في الفصل الثاني من الباب الرابع والثلاثين من كتابه (صلة السمط) .
2. أن الكتاب يذكر أن مؤلفه كان بدمشق. وابن قتيبة لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.
3. أن الكتاب يروى عن أبي ليلى، وأبو ليلى كان قاضيا بالكوفة سنة (148هـ) أي قبل مولد ابن قتيبة بخمس وستين سنة.
4. أن المؤلف نقل خبر فتح الأندلس عن امرأة شهدته، وفتح الأندلس كان قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة.
5. أن مؤلف الكتاب يذكر فتح موسى بن نصير لمراكش، مع أن هذه المدينة شيدها يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين سنة (455هـ) وابن قتيبة توفي سنة (276هـ) .
6. أن هذا الكتاب مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير؛ ففيه أبو العباس والسفاح شخصيتان مختلفتان، وهارون الرشيد هو الخلف المباشر للمهدي، وأن الرشيد أسند ولاية العهد للمأمون، وهذه الأخطاء يتجنبها صغار المؤرخين، فضلا عمن هو مثل ابن قتيبة الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: (…. وكان أهل المغرب يعظمونه ويقولون: من استجاز الوقيعة فيه يتهم بالزندقة، ويقولون: كل بيت ليس فيه شيء من تصنيفه لا خير فيه) .
7. أن مؤلف (الإمامة والسياسة) يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ من هذين العالمين؛ فدل هذا على أن الكتاب مدسوس عليه.
وقد جزم بوضع الكتاب على ابن قتيبة غير واحد من الباحثين، من أشهرهم:
1- محب الدين الخطيب في مقدمة كتاب ابن قتيبة (الميسر والقداح) ص 26-27.
2- ثروت عكاشة في مقدمة كتاب ابن قتيبة (المعارف) ص 56.
3- عبد الله عسيلان في سالة صغيرة مطبوعة بعنوان (كتاب الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي) ، ساق فيها اثني عشر دليلا على بطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة.
4- عبد الحميد عويس في كتابه (بنو أمية بين الضربات الخارجية والانهيار الداخلي) ص 9-10.
5- سيد إسماعيل الكاشف في كتابه (مصادر التاريخ الإسلامي) ص33.
6- وقد قدمت في الجامعة الأردنية كلية الآداب عام 1978م رسالة ماجستير عنوانها (الإمامة والسياسة دراسة وتحقيق) ، قال الباحث فيها: وعلى ضوء هذه الدراسة؛ فقد تبين أن ابن قتيبة الدينوري بعيد عن كتاب (الإمامة والسياسة) ، وبنفس الوقت؛ فإنه لم يكن بالإمكان معرفة مؤلف الكتاب، مع تحديد فترة وفاته بحوالي أواسط القرن الثالث الهجري، 7- وقد جزم ببطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة أيضا السيد أحمد صقر في مقدمة تحقيقه لـ (تأويل مشكل القرآن) ص32؛ فقال: (كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه) ، ثم قال بعد أن ساق بعض الأدلة الآنفة الذكر: (إن هذا وحده يدفع نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة، فضلا عن قرائن وأدلة أخرى كلها يثبت تزوير هذه النسبة) . وإلى هذا ذهب الحسيني في رسالته (ص77-78) ، والجندي في كتابه عن ابن قتيبة (169-173) ، وفاروق حمادة في (مصادر السيرة النبوية) ص91، وشاكر مصطفى في (التاريخ العربي والمؤرخون) (1/241-242) ، والله الموفق " انتهى.
وإذا كان الكتاب لا يعرف مؤلفه، وفيه من الانحراف والضلال ما مر عليك، فلا وزن له ولا قيمة، وفي كتب التاريخ المعروفة غنية وكفاية.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (105660) .
والله أعلم.

[المصدر]
الإسلام سؤال وجواب









الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج‏3، ص: 10
نويسنده: عاملى نباطى، على من محمد بن على بن محمد بن يونس‏--وفات 877 ق‏
و منها أن عمر و أصحابه أخذوا عليا أسيرا إلى البيعة
و هذا لا ينكره عالم من الشيعة و قد أورد ابن قتيبة و هو أكبر شيوخ القدرية في المجلد الأول في كتاب السياسة «4» قوله له حين قال إن لم أبايع نضرب عنقك فأتى قبر النبي باكيا قائلا يا ابن أم إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني و هذا فيه غاية الأذى للنبي ص‏ لما رواه ابن حنبل عنه ص من آذى عليا فقد آذاني‏ و قد عيره معاوية به في قوله كنت بالأمس تنقاد كالجمل المخشوش أي في أنفه خشاش أجاب ما ذا على المسلم من غضاضة ما لم يكن شاكا في دينه‏
و روى البلاذري أن عليا قال لعمر احلب حلبا لك شطره اشدده له اليوم يرد عليك غدا «1»





الصوارم المهرقة في نقد الصواعق المحرقة (لابن حجر الهيثمي)، الصوارم‏المهرقة، ص: 105
شوشترى، نور الله بن شريف الدين‏--وفات 1019 ق‏
... و قال ابن قتيبة في كتاب السياسة و الإمامة لما قال طلحة لعائشة قد بويع علي ع فقال ما لعلي يتولى على رقابنا لا أدخل المدينة و لعلي فيها سلطان و رجعت قال و لما أتى عائشة خبر أهل الشام أنهم ردوا بيعة علي ع و أبوا أن يبايعوه أمرت فعمل لها هودج من حديد و جعل فيها موضع لعينها ثم خرجت ....



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏29، ص: 622
و في كتاب الإمامة و السياسة لابن قتيبة «1»: فإن قريشا قد اجتمعت على حرب أخيك اجتماعها على حرب «2» رسول الله صلى الله عليه [و آله‏] «3» قبل اليوم..



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏29، ص: 626
و روى ابن قتيبة- و هو من أعاظم رواة المخالفين- في كتاب الإمامة و السياسة «3»
أن عليا عليه السلام أتي به أبو بكر «4» و هو يقول: أنا عبد الله و أخو رسوله! فقيل له: بايع أبا بكر، فقال: أنا أحق بهذا الأمر








ترجمه السیاسة در نرم افزار نور السیرة
نام كتاب: الإمامة و السياسة/ترجمه‏
نام مؤلف: م. ناصر طباطبايى‏
موضوع: تاريخ عمومى‏
زبان: فارسى‏
قرن: معاصر
مشخصات نشر: امامت و سياست (تاريخ خلفاء)، ابن قتيبة دينوري (276)، ترجمه سيد ناصر طباطبايى، تهران، ققنوس، 1380ش.









مقدمه علی شیری بر السیاسة:


الامامة والسياسة - ابن قتيبة الدينوري، تحقيق الشيري (1/ 1)
الامامة والسياسة
ابن قتيبة الدينوري، تحقيق الشيري ج 1
---
[ 1 ]
الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء
---
[ 2 ]
هوية الكتاب الكتاب: الامامة والسياسة المؤلف: ابن قتيبة الدينوري الناشر: انتشارات الشريف الرضي عدد الصفحات: 552 صفحة وزيرى عدد المطبوع: 1500 نسخة سنة الطبع: 1371 - 1413 الطبعة: الاولى في ايران المطبعة: امير - قم السعر: 5500 ريال
---
[ 3 ]
الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء 1 - 2 الامام الفقيه ابى محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينورى " المولود سنة 213 ه‍ والمتوفى سنة 276 ه‍ رحمه الله " تحقيق الاستاذ علي شيري ماجستير في التاريخ الاسلامي الجزء الاول
---
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
---
[ 5 ]
كلمة الناشر كتاب " الامامة والسياسية " يعتبر من المصادر الاساسية التي تناولت مسألة الخلافة وتتبعت أحداثها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مرورا بالعهد الاموي إلى العصر العباسي الثاني. في ثنايا هذا الكتاب اهتمام خاص بالحجاز، وخاصة بالمدينة وبأوضاعها الاقتصادية وانعكاساتها على الاوضاع الاجتماعية فيها والتي كانت أزمتها أحد أسباب النقمة المدينية الانصارية على النظام الاموي. وفي الكتاب أيضا اهتمام خاص بالفتوحات الاسلامية للمغرب والاندلس قل ما ذكرت باهتمام في غيره. هذا الكتاب رغم أهميته لم يلق الاهتمام، بل جاءت طبعاته المختلفة فقيرة من حيث الاهتمام بالمضمون وتقديم الكتاب للقارئ بشكل أفضل. وبقي مهملا إلى أن قررت مؤسستنا " دار الاضواء " نفض الغبار عنه والاعتناء به ماديا وأدبيا. فعملت على تحقيقه بشكل علمي مدروس ووضع فهارس شاملة اعتنت بكل أبوابه وما تطرق إليه. ووفرت له الامكانيات المادية والتقنية ليكون أفضل من حيث الطباعة: حرفا وورقا وتجليدا فنيا. ونحن نفخر أن نقدم هذا الكتاب القيم بهذه الحلة الجديدة بجزأيه يهمنا أن نؤكد أننا بصدد الاهتمام بأمهات كتب التراث الاسلامي وقد باشرنا في بداية هذا العام 1990 بإعداد نماذج هامة منها يقوم رجال الاختصاص بدراستها
---
[ 6 ]
وتحقيقها. ونعد بنشرها - خلال برنامجنا هذا - تباعا بعد أن وفرنا لها جميع الطاقات البشرية المتخصصة، والامكانيات المادية والتقنية والفنية. ونحن - بإذن الله تعالى - أقدمنا دون تردد لنكون إلى جانب من يعملون لخدمة تراثنا الانساني، بل نطمح إلى أن نكون في طليعة هؤلاء. وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين. الناشر
---
[ 7 ]
مقدمة التحقيق كلمة عن الكتاب: كتاب الامامة والسياسة، أو ما يسمى بكتاب " تاريخ الخلفاء " كتاب مشهور يبحث في تاريخ الخلافة وشروطها بالنظر إلى طلابها من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد الامين والمأمون. وتظهر أهمية وقيمة هذا الكتاب " الامامة والسياسة " كما يقول د. بيضون في مقدمة كتابه الحجاز والدولة الاسلامية: " في الاشارات ذات المحتوى الخاص، الذي ينفرد به عن الآخرين - تتجاوز أهميته من الناحية المنهجية، وذلك لخلوه من الاسناد، حيث تتردد عبارة " وذكروا " في مطلع رواياته، دون تحديد مصدرها الاساسي. وتبرز أيضا أهميته في إبرازه ثورة المدينة ومعركة الحرة، من دون تطرق في موقفه من الامويين ومن غير تحمس لخصومهم الشيعة. وأهم من ذلك فإن رواياته الحجازية - على ما يقرره د. بيضون - على جانب من الاهمية خاصة في عرضه للدوافع التي كانت وراء تعاظم النقمة على البيت الاموي، في أعقاب الازمة الاقتصادية التي يبدو أنها استفحلت حينذاك في الحجاز والمدينة بشكل خاص ". وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات في كل من مصر وبيروت، ومنه نسخ
---
[ 8 ]
خطية في مكاتب لندن وباريس، وبدار الكتب المصرية منه نسخة مخطوطة كتبت سنة 1297 ه‍. وقد ظهر مؤخرا عدم اتفاق على اسم مؤلف هذا الكتاب، بعد أن شكك كثير من العلماء في نسبته إلى ابن قتيبة، وحيث أن بعضهم استبعد انتسابه إليه. وكان أول من تزعم التشكيك بنسبته إلى ابن قتيبة المستشرق غانيغوس المجريطي ثم تبعه الدكتور دوزي في صدر كتابه تاريخ الاندلس وآدابه. ويشير د. بيضون في صدر كتابه المتقدم أيضا إلى استبعاد انتسابه إلى ابن قتيبة، أيضا السيد أحمد صقر في مقدمته لكتاب تأويل مشكل القرآن المطبوع بالقاهرة سنة 1973 حيث يقول: وقد نسب إلى ابن قتيبة كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه، وهو كتاب الامامة والسياسة. وقد استندد. دوزي في تشكيكه في نسبة كتاب الامامة والسياسة إلى ابن قتيبة إلى أسباب عديدة أهمها: - أن كثيرين ممن ترجموا لابن قتيبة لم ينسب إليه واحد منهم كتابا أو مؤلفا له بهذا العنوان. إلا القاضي أبو عبد الله التوزي المعروف بابن الشباط في كتابه " صلة السمط ". - أن مؤلف الكتاب الامامة والسياسة يذكر أنه استمد معارفه من أناس حضروا فتح الاندلس في سنة 92 ه‍، وأن موسى بن نصير غزا مدينة مراكش في زمن الرشيد، مع أن ابن قتيبة، ولد في سنة 213 ومات في سنة 276. ولم تبن مدينة مراكش إلا في سنة 454 في عهد سلطان المرابطين يوسف بن تاشفين. - أسلوب الكتاب يختلف كثيرا عن أسلوب ابن قتيبة المعروف في كتبه. - لم يرد ذكر في الكتاب لاي من شيوخ ابن قتيبة. ومهما يكن من أمر فقد بقي كتاب الامامة والسياسة محافظا على قيمته كأحد أبرز المصادر بما تضمن من نصوص يكاد يتفرد بها عن غيره من المصادر، مع الاشارة إلى أن هذا التشكيك الذي أصاب نسبته إلى ابن قتيبة قد أبعده عن لائحة المصادر الرصينة.
---
[ 9 ]
وليس لنا إلا أن نسجل بتقدير آراء هؤلاء العلماء دون الجزم بصحة ما ذهبوا إليه ونبقى مترددين باتخاذ موقف حاسم من هذه القضية المطروحة - والتي لم أقف فيما لدي من مصادر ومراجع على رأي قاطع بشأنها، ويبقى كتاب الامامة والسياسة منسوبا لابن قتيبة إلى أن يثبت بشكل حاسم العكس. فكتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة - رغم الشك بهذه النسبة - يبقى إذن مشهورا بتسجيله لحقبة تاريخية هامة بدأت مع وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مع التركيز على العهد الاموي - دون التحامل عليهم - إلى قيام الدولة العباسية حتى الامين والمأمون. عصر ابن قتيبة: 1 - الحالة السياسية: عاش أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في عصر بني العباس، في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، ولد في عهد المأمون، أيام كانت الدولة العباسية وهي في أوج مجدها وازدهارها، قد امتدت سيطرتها شرقا وغربا. وقد واجهت سلطة المأمون سلسلة من الفتن والاضطرابات والحروب الاهلية، وقد تعرضت دولة المأمون لضربات محكمة من قبل الطالبيين. وقد عالجها المأمون - جميعا - بالقوة حينا وبالحكمة والسياسة حينا آخر. حتى استتب له الامر. فاتجه إلى التنظيم الداخلي والبناء وأصبحت بغداد في عصره موئل العلماء والادباء ومجلى مظاهر الحضارة الزاهرة. وبعده جاء المعتصم، كان رجل حرب ولم يكن له دهاء المأمون ولا حكمته، وأدت سياسته إلى غلبة الاتراك على الجيش ثم على مراتب الدولة. فاضطربت الامور واختلت، ومهد ذلك للانحلال والضعف. وضعف مركز الخلافة وقلت هيبتها وتقلص نفوذها... ولم يستطع خلفاء المعتصم، رغم ما بذله المعتمد - حيث استعادت الخلافة في عهده بعض ما لها من نفوذ وسلطة -. ولكن الامور لم تستقر للدولة، بل أخذت الاطماع تتهددها من الداخل
---
[ 10 ]
والخارج، فكل ينتهز فرصته للنيل من الدولة، حيث أصبح الانحلال السياسي والاجتماعي العنوان البارز في مركز الدولة والاطراف. 2 - الحياة الاجتماعية: كان المجتمع البغدادي في عصر بني العباس يجمع خليطا من العناصر المختلفة والاجناس المتباينة ولم يكن العنصر العربي سائدا، مع احتفاظه لنفسه بمراكز القيادة والتوجيه بل كان يشاركه العنصر الفارسي ثم كانت المنافسة بين العنصرين والتي تحولت إلى صراع دموي كانت حصيلته انتصارا للعرب. وقد اتجه نشاط الاتراك إلى الجيش. إلى جانب هؤلاء كانت جماعات الرقيق والموالي. وكانت كل جماعة من الاجناس المختلفة تمتهن مهنة برعت فيها. وقد تزاوجت هذه الخبرات - خبرات هذه الاجناس - والتقت وامتزجت عادات وتقاليد هذه الاجناس وكونت نسيجا مميزا تلونت عناصره واتحدت في اتساق ونظام واحد جمع بينها الذوق الاسلامي. واشتهرت بغداد بالترف الزائد والغنى وزخرف الحضارة، وتغلغل هذا في حياة الناس. وعمرت بغداد بقصورها، ومجالس شرابها وحاناتها، وانتشر اللهو في الاعياد والمناسبات، وشرب الناس الخمر وأسرفوا فيها. 3 - الحياة الفكرة والادبية: أ - طلب العلم وحرية الرأي بدأ عصر ابن قتيبة بالمأمون، وكان محبا للعلم والادباء، وأطلق حرية القول، فقويت في هذا العصر حركة الشعوبية، وقد أدت هذه الحركة إلى نشاط فكري تجلى بمجموعة كبيرة من الكتب. ب - المعتزلة وأهل السنة اهتم المأمون كثيرا بالمناظرة بين العلماء في مسائل الدين والفلسفة وكان يجمعهم إليه. والمسألة الهامة التي شغلته وشغلتهم هي مسألة " خلق القرآن " وقد تركز حولها الخلاف بين المعتزلة وأهل السنة. وقد اعتنق المأمون آراء المعتزلة وانتصر لهم وتتبع أعداءهم وضيق عليهم ولجأ إلى أذيتهم.
---
[ 11 ]
وبعد المأمون استمر الخلاف، وظهر بصور أجلى إلى عهد المتوكل الذي أبطل قول المعتزلة ونصر أهل السنة وأمر الناس باتباعها وترك ما دونها. ج‍ - العلوم الدينية نشطت في هذا العصر الدراسات الدينية المختلفة، وخاصة ما يتصل منها بأصول الدين والعقيدة، وقد أثرت حركة الترجمة - التي ازدهرت - وساعدت في ازدهار البحوث الدينية. ونشطت إلى جانب ذلك - الحركة اللغوية والبيانية التي تصدت لدراسة القرآن أسلوبا وألفاظا ومعان وتراكيب. وقد حظي الحديث ودراسة القرآن بالعناية، وازدهرت الدراسة الفقهية وبرز العديد من الفقهاء الائمة الكبار الذين تشددوا بوجه التيارات الغربية والدخيلة. د - العلوم العقلية بلغت حركة النقل والترجمة أوجها، وقد انكب العرب على دراسة وتمحيص ما نقلوه وترجموه فما أفاد كثيرا في الاطلاع على ما لدى الشعوب الاخرى كاليونان وغيرهم من تراث. ه‍ - العلوم اللغوية والادبية كان عصر ابن قتيبة تتويجا لحركة لغوية قد سبقته قادها سيبويه والكسائي وغيرهما، ونشأت مدارس نبغ فيها علماء ونوابغ كان لكل منهم أسلوبه واتجاهه وقوله وتفسيره ومذهبه. فكان هذا التنوع بداية نهضة واسعة شملت جميع جوانب الادب، فظهرت مجموعة كبيرة من الكتب التي تعرض لجوانب هذه المذاهب والاتجاهات والاساليب الادبية واللغوية والنحوية. وظهر جماعة من الشعراء الفحول، حيث كان أيضا لكل شاعر من هؤلاء لونه واتجاهه الموضوعي والفني في المعاني والاساليب والالفاظ والتشبيهات. ابن قتيبة: مولده ونشأته: هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري أحد العلماء الادباء،
---
[ 12 ]
والحفاظ الاذكياء، كان إماما في اللغة والادب والاخبار وأيام الناس. وقد أخلص نفسه وفكره وعقله لدينه ولغته، وقضى حياته مجاهدا في سبيل إعزازهما والتمكين لهما. وابن قتيبة من أسرة فارسية كانت تقطن مدينة مرو، وقد ولد سنة 213 في أواخر خلافة المأمون وقد اختلفوا في مكان ولادته فقيل: ولد ببغداد، وقيل: ولد بالكوفة وقد نشأ ببغداد وتثقف على أهلها وأخذ العلم عن رجالها، وقد كانت بغداد تموج حينئذ بأعلام العلماء في كل فن وتهوى إليها أفئدة المثقفين والمتعلمين من أنحاء الدولة الاسلامية. وقد أثرت بغداد في نشأته الفكرية. وتأثر في شبابه بما كان يدور في أوساط العلماء من جدل وتناظر بين أهل السنة والمعتزلة. فأعجب بآراء المعتزلة - في مطلع شبابه - وكانت آراء المعتزلة وأفكارهم قد غلبت على الحياة الفكرية ببغداد. ثم اختير لقضاء الدينور، فأقام بها ونسب إليها وهناك اتصل بعلمائها وفقهائها ومحدثيها. ثم عاد إلى بغداد فاتصل برجال الدولة كعادة غيره من العلماء والادباء. وفي بغداد انكب ابن قتيبة على الدرس والتحصيل على علماء الحديث وأئمة اللغة والرواية وشيوخ الادب، وتتلمذ لطائفة من أعلام عصره وروى عن جمع من مشاهير دهره، وأخذ عن كثير من أعيانه وأماثله. أهم شيوخه: نذكر منهم: والده مسلم بن قتيبة، وأحمد بن سعيد اللحياني صاحب أبي عبيد، ومحمد بن سلام الجمحي، وإسحاق بن راهويه، وحرملة بن يحيى التجيبي، ويحيى بن أكثم القاضي، وأبو حاتم السجستاني، وعبد الرحمن ابن أخي الاصمعي، ودعبل بن علي الخزاعي، وإبراهيم بن سفيان الزيادي، وأسحاق بن إبراهيم بن محمد الصواف، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطيعي البصري، وأبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وشبابة بن سوار، والعباس بن الفرح الرياشي، وأبو سهل الصفار، وأبو بكر محمد بن خالد بن خداش، وأبو
---
[ 13 ]
سعيد أحمد بن خالد الضرير، وأبو عثمان الجاحظ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري. تلاميذه: ابنه القاضي أحمد، وابن درستويه الفسوي، وأبو سعيد الهيثم الشاشي، وقاسم بن أصبغ بن يوسف بن ناصح البياني، وأبو بكر المالكي، وإبراهيم بن محمد بن أيوب الصائغ، وأحمد بن حسين بن إبراهيم الدينوري. مصنفاته: صنف ابن قتيبة مجموعة كبيرة من التصانيف أجمعوا على أنها عظيمة القدر، جليلة النفع. قال النووي في تهذيب الاسماء واللغات " لابن القتيبة مصنفات كثيرة جدا رأيت فهرسها ونسيت عددها، أظنها تزيد على ستين من أنواع العلوم " وقال أبو العلاء المعري: خمسة وستين مصنفا. أهمها: 1 - كتاب الوزراء (ذكره في لسان العرب). 2 - كتاب آلة الكتاب (صاحب الاقتضاب). 3 - كتاب صناعة الكتابة. 4 - كتاب الوحش. 5 - كتاب الصيام. 6 - كتاب غريب الحديث. 7 - مشكل القرآن. 8 - كتاب معاني القرآن. 9 - كتاب القراءات. 10 - كتاب إصلاح الغلط في غريب الحديث لابي عبيد. 11 - تفسير غريب القرآن. 12 - كتاب الانوار. 13 - كتاب فضل العرب. 14 - كتاب الميسر والقداح. 15 - كتاب المعارف. 16 - كتاب إعراب القراءات. 17 - كتاب الرد على القائل بخلق القرآن. 18 - كتاب القراءة. 19 - كتاب غريب القرآن. 20 - كتاب تأويل مختلف الحديث. 21 - كتاب عيون الاخبار. 22 - كتاب أدب الكاتب. 23 - كتاب الشعر والشعراء. 24 - كتاب المسائل والاجوبة. 25 - كتاب دلائل النبوة. 26 - كتاب جامع الفقه. 27 - كتاب الفقيه. 28 - كتاب الاشربة. 29 - الرد على المشبهة. 30 - أدب الكاتب. 31 - كتاب المعاني الكبير. 32 - كتاب عيون الشعر. 33 - كتاب التقفية. 35 - كتاب جامع النحو الكبير. 36 - كتاب جامع النحو الصغير. 37 - كتاب الحكاية والمحكى. 38 - كتاب الخيل. 39 - كتاب العلم. 40 - كتاب ديوان الكتاب. 41 - كتاب فرائد الدر. 42 - كتاب خلق
---
[ 14 ]
الانسان. 43 - كتاب حكم الامثال. 44 - كتاب أداب العشرة. 45 - كتاب التفسير. 46 - كتاب معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (ذكره أبو الطيب الحلبي في مراتب النحويين). 47 - كتاب تأويل الرؤيا. 48 - كتاب استماع الغناء بالالحان. 49 - كتاب الجوابات الحاضرة. 50 - كتاب الجراثيم. 51 - كتاب تقويم اللسان. 52 - كتاب التسوية بين العرب والعجم. 53 - كتاب القلم. 54 - تاريخ ابن قتيبة. 55 - كتاب معاني القرآن. والامامة والسياسة (رغم الشكوك في انتسابه إليه). عملنا في كتاب الامامة والسياسة: - استعرضنا نسخ الكتاب المطبوعة. واعتمدنا الاكثر ملاءمة للاصل والاقرب إلى الصحة. - دققنا - ما استطعنا بما توفر لدينا من مصادر - الروايات والنصوص وقارناها بغيرها فأضفنا ما سها عنه المؤلف لسبب أو لآخر، كلمة أو جملة أو أكثر. وثبتنا ما أضفناه في المتن بين معكوفتين [ ] مع الاشارة أحيانا إلى أن الزيادة كانت في الاصول وأحيانا إن تعذر علينا ذلك لفقدان أصل ما أو مصدر ما أو شككنا في صحة نص ما كنا نعود إلى أصول أخرى أثبتت الرواية، وقد يكون الراوي نفسه. - قارنا الروايات المختلفة وأعدنا القارئ إلى مصادرها الاساسية وعلقنا عليها وشرحنا ما التبس منها وما رأيناه ضروريا وذلك كله في الهامش. - قمنا بتخريج الآيات القرآنية الكريمة وعزوناها إلى سورها وأرقامها وانتهينا إلى تخريج الاحاديث النبوية الشريفة - ما استطعنا إلى ذلك - وضبطنا نصوصها ومصادرها. - ضبطنا كثيرا من أسماء الاعلام، وترجمنا لكثير منهم. - ضبطنا وعرفنا بأسماء الاماكن والقبائل وغيرها من معاجم البلدان: يا قوت - البكري - أبي الفداء - اليعقوبي - ابن الفقيه. - قمنا بوضع شروحات وتعليقات مسهبة على النصوص. وبعد قمنا بتنظيم فهارس شاملة وافية شملت:
---
[ 15 ]
- فهارس الاحاديث النبوية الشريفة. - فهارس الاعلام الواردة في الكتاب وأبجدتها. - فهارس القبائل والامم والبطون والعشائر. - فهارس الاماكن وأسماء البلاد والجبال والاودية. - فهارس أيام العرب ووقائعهم. - فهارس للشعر، نظمت حسب القافية. - فهارس الامثال، الواردة في الكتاب. وبعد نرجو أن نكون بعملنا هذا قد وضعنا كتاب الامامة والسياسة في مكانته التي يجب أن يحتلها، وقد أهمل طويلا. ونرجو أن نكون - بجهدنا المتواضع - قد قدمنا للقارئ الكريم وللباحث الجليل خدمة بحيث أصبح كتاب الامامة والسياسة أكثر فائدة من خلال الشروحات التي حاولنا من تثبيتها أن تكون مادته في متناول الجميع قريبة من الدقة. ونرجو أن نكون قد وفقنا في خدمة تراثنا من خلال هذا العمل. حيث أبادر إلى التأكيد أنني ألتزم متابعة بذل الجهد والعطاء، لتكون المساهمة أكثر فاعلية في تحقيق ما يصبو إليه القارئ من الوقوف على الكلمة الحقة والنشرة الصواب البعيدة عن الغموض والتزوير والخطأ والتصحيف، وذلك بما يغني ثقافته وطموحاته الفكرية والعلمية. ومع ذلك لا ندعي لانفسنا أننا وصلنا، ولكننا ندعي أننا بذلنا وقدمنا ما استطعنا. وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين. بيروت 15 / 1 / 1990 علي شيري
---
[ 16 ]
مراجع المقدمة - وفيات الاعيان - انباه الرواة - الفهرست لابن النديم - اللباب - عيون الاخبار (المقدمة) - تأويل مشكل القرآن (المقدمة) - الحجاز والدولة الاسلامية (المقدمة) د. بيضون - ابن قتيبة دراسة د. سلام - الموسى - ضحى الاسلام - تاريخ آداب اللغة العربية
---
[ 17 ]










مقدمه طه زیني بر السیاسة:


الامامة والسياسة - ابن قتيبة الدينوري، تحقيق الزيني (1/ 1)
الامامة والسياسة
ابن قتيبة الدينوري، تحقيق الزيني ج 1
---
[ 1 ]
الامامة والسياسة تأليف الامام الفقيه أبي محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري المتولد سنة 213 والمتوفى سنة 276 ه‍ رحمه الله وهو المعروف بتاريخ الخلفاء تحقيق الدكتور طه محمد الزيني الاستاذ بالازهر الجزء الاول الناشر مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع
---
[ 2 ]
حقوق الطبع محفوظة للناشر
---
[ 3 ]
مقدمة الناشر بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد، فإن عبد الله بن مسلم بن قتيبة من العلماء المبرزين في كثير من الفنون، وله تآليف في التفسير والحديث واللغة والنحو والتاريخ، ومن أشهر كتبه وأكثرها سيرا بين الناس، وأحبها إلى قلوبهم كتابه الامامة والسياسة الذي تناول فيه تاريخ حقبة من أحفل حقب الاسلام بالتاريخ المجيد، والاحداث الجسام التي دل تصرف المسلمين فيها على عقل راجح، وقدم راسخة في السياسة وتدبير شئون الملك، والعمل على جمع الشمل، وإبعاد الفرقة عن الامة الاسلامية، مما جعل قراءة هذا الكتاب واجبا على كل من يريد معرفة تاريخ قومه من المسلمين الاولين وفيهم جلة الصحابة وخيار التابعين، وفيهم الخلفاء الراشدون، ومن بعدهم من ملوك المسلمين الذين رفعوا رايته، ووسعوا سرادقه، وعدلوا بين الناس وأنصفوا الظالم من المظلوم، وكانوا قدوة للحكام العادلين. لذلك: رأت مؤسسة الحلبي أن تعيد نشر هذا الكتاب بطريقة تشوق لقراءته، وتبسط بعض حوادثه وتوضح بعض غوامضه، ورائدها في ذلك خدمة العلم ونفع قراء العربية، وإعادتهم إلى حظيرة تاريخهم المجيد بعد أن عدلوا عنه إلى قراءة تاريخ الامم الاعجمية وتفانوا في ذلك حتى كادوا ينسون تاريخ بلادهم وعظمة خلفائهم وملوكهم، والله نسأل التوفيق والعون إنه على ما يشاء قدير، وهو نعم المولى ونعم النصير. مؤسسة الحلبي
---
[ 5 ]
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المحقق الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين خير الخلق أجمعين محمد بن عبد الله صاحب السيرة العطرة والتاريخ المجيد، وعلى آله وأصحابه الذين عزروه ونصروه وحملوا الامانة من بعده فقاموا عليها خير قيام وأضاءوا طرق الحياة لسالكيها بالعدل والحكمة والاستقامة، ورفعوا شأن دينهم ومعتنقيه، ودفعوا إلى المجد والعزة اتباع رسولهم ومحبيه، وكان منهم النجوم الذين يستضاء بها في ظلمات الحوالك، والملوك الذين يعاش في أكنافهم ويستظل بظلهم، والعباد الذين عرفت المساجد جنوبهم وظهورهم، وبواطن أقدامهم، والزهاد الذين كانت الدنيا لا تساوى عندهم غدوة أو روحة في سبيل الله. وبعد، فإن كتاب " الامامة والسياسة " للعالم الفاضل المؤرخ العظيم عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، من أشهر الكتب تداولا بين قراء العربية، لما حواه من تاريخ حقبة عزيزة على نفس كل مسلم حبيبة إلى قلبه جديرة بالذكر على لسانه، فيها عرف المسلمون العزة، ونعموا بالسعادة، وأقاموا صروح العدالة، وقوضوا قوائم الظلم، وطمسوا معالم الكفر، وأوقدوا مشاعل الايمان بهمة يتقاعس عن دركها الزمن، وعزيمة لا ينال منها الوهن، وقد وكلت مؤسسة الحلبي إلى تحقيق هذا الكتاب، ليخرج في ثوب قشيب يحسن عند الرائي منظره، ويطيب عند قارئه مخبره، ويحبب الناشئة في تاريخهم، ويقربهم من أيام أجدادهم، حتى يستشعروا عظمة أمتهم، وينهجوا في حياتهم تهجهم، ويبنوا كما بنوا، ويجاهدوا كما جاهدوا ولا يناموا عن إحياء تراثهم، واسترجاع ميراثهم الذي تكالبت عليه ذئاب الامم من الكفار، ومن والاهم من الذين لا يهمهم سوى الدنيا، ولا يرون إلا العاجلة، ولا ينظرون إلى الآجلة، والله من ورائهم محيط. وقد لبيت الدعوة وقمت بجهد في هذا الكتاب أعتبره قليلا، ولكنه مفيد، فجعلت لبعض الموضوعات عناوين جديدة توضحها وشرحت بعض الجمل لبيان غوامضها، وعلقت تعليقات مختصرة على بعض الاحداث التاريخية تقربها من القارئ وتقرب القارئ منها، وترجمت للمؤلف حتى يعرف الناس الرجل الذي يقرءون كتابه من هو ويلموا بنبذة من تاريخه. وأسأل الله أن يجعل الكتاب مثمرا نافعا لكل من يقرؤه، إنه نعم المولى ونعم النصير ؟ طه الزينى
---
[ 7 ]
ترجمة ابن قتيبة هو عبد الله بن مسلم بن قتيبه الدينوري أبو محمد من أئمة الادب والتاريخ والنحو وغيرهما من العلوم وهو من المصنفين المكثرين، ولد ببغداد وسكن الكوفة، ثم ولى قضاء الدينور مدة فنسب إليها، وتوفى ببغداد 276 ه‍ سنة 889 م وكان ميلاده سنة 213 ه‍ سنة 828 م. ومن كتبه " تأويل مختلف الحديث، وأدب الكاتب، والمعارف، وكتابي المعاني وعيون الاخبار، والشعر والشعراء، والامامة والسياسة، ويعرف بتاريخ الخلفاء وكتاب الاشربة، والرد على الشعوبية، وفضل العرب على العجم، ومشكل القرآن، والاشتقاق وغريب القرآن والمسائل والاجوبة، وغير ذلك فهو من علماء العرب الذين يشار إليهم بالبنان والذين أفادوا اللغة العربية وأهلها أيما فائدة، رحمه الله وجزاه خير الجزاء على ما قدمت يداه من خير وما حوى جنانه من علم، إنه سميع الدعاء.
---
[ 9 ]