بسم الله الرحمن الرحیم

محمد بن إدريس الشافعي(150 - 204 هـ = 767 - 820 م)

محمد بن إدريس الشافعي(150 - 204 هـ = 767 - 820 م)
نسبت دادن شافعي به رفض
الحسن بن محمد بن الصباح البزار الزعفرانيّ(175 ح- 260 هـ = 791 - 873 م)



الأعلام للزركلي (6/ 26)
الإِمَام الشَّافِعي
(150 - 204 هـ = 767 - 820 م)
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله: أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة.
وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة (بفلسطين) وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين. وزار بغداد مرتين. وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها، وقبره معروف في القاهرة. قال المبرد: كان الشافعيّ أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت. وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منه. وكان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولا كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب، ثم أقبل على الفقه والحديث، وأفتى وهو ابن عشرين سنة. وكان ذكيا مفرطا. له تصانيف كثيرة، أشهرها كتاب (الأم - ط) في الفقه، سبع مجلدات، جمغه البويطي، وبوّبه الربيع بن سليمان، ومن كتبه (المسند - ط) في الحديث، و (أحكام القرآن - ط) و (السنن - ط) و (الرسالة - ط) في أصول الفقه، منها نسخة كتبت سنة 265 هـ في دار الكتب، و (اختلاف الحديث - ط) و (السبق والرمي) و (فضائل قريش) و (أدب القاضي) و (المواريث) ولابن حجر العسقلاني (توالي التأسيس، بمعالي بن إدريس - ط) في سيرته، ولأحمد بن محمد الحسني الحموي المتوفى سنة 1098 كتاب (الدر النفيس - خ) في نسبه، بدار الكتب (5: 178) وللحافظ عبد الرؤوف المناوي، كتاب (مناقب الإمام الشافعيّ - خ) وللشيخ مصطفى عبد الرازق رسالة (الإمام الشافعيّ - ط) في سيرته، ولحسين الرفاعيّ (تاريخ الإمام الشافعيّ - ط) ولمحمد أبي زهرة كتاب (الشافعيّ - ط) ولمحمد زكي مبارك رسالة في أن (كتاب الأم لم يؤلفه الشافعيّ وإنما ألفه البويطي - ط) يعني أن البويطي جمعه مما كتب الشافعيّ. وفي طبقات الشافعية للسبكي، بعض ما نصف في مناقبه (1) .
__________
(1) تذكرة الحفاظ 1: 329 وتهذيب التهذيب 9: 25 والوفيات 1: 447 وإرشاد الأريب 6: 367 - 398 وغاية النهاية 2: 95 وإشراق التاريخ - خ.
وصفة الصفوة 2: 140 وتاريخ بغداد 2: 56 - 73 وحلية الأولياء 9: 63 والانتقاء 66 - 103 ونزهة الجليس 2: 135 وتاريخ الخميس 2: 335 والسجل الثقافي 11 و 41 وتهذيب الأسماء واللغات، القسم الأول من الجزء الأول 44 - 67 ودار الكتب 8: 252 وطبقات الحنابلة 1: 280 - 284 وكشف الظنون 1397 وطبقات الشافعية 1: 185 والبداية والنهاية 10: 251 وانظر. Brock 1: 188 (178) S 1: 303.




مناقب الشافعي للبيهقي (2/ 226)
وقرأت في كتاب أبي الحسن: محمد بن الحسين العاصمي، رحمه الله، المجموع لمناقب الشافعي، رضي الله عنه: سمعت أبا بكر: أحمد بن الحسن الفقيه الشافعي يحكي عن أبي القاسم الطالبي، عن الشافعي، رحمه الله، أنه أدخل إلى الرشيد (5) فقال له: يا أخا شافع، شَقَقْتَ العصا، وخرجت مع العلوية علينا؟
قال: يا أمير المؤمنين، أأدع ابن عمي من يقول إني ابن عمه، وأصير إلى قوم يقولون إني عبدهم. قال: فأطلق عنه ووصله بثمانين ألف درهم (6) قال: فخرج فرأى حجَّاما فطمَّ شعره فوصله بثمانين دينار فعاتبه على ذلك الرشيد، فأنشأ يقول:



الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (1/ 466)
المؤلف: محمد بن الحسن بن العربيّ بن محمد الحجوي الثعالبي الجعفري الفاسي (المتوفى: 1376هـ)
وقد رحل الشافعي إلى العراق لما تولَّى ولاية في اليمن, فاتُّهِمَ بالتشيع لشيعة العلويين زمن الرشيد, فأشخص إلى العراق ثم عفا عنه الرشيد لبراءته، وقد قال للرشيد: أنترك من يقول إني ابن عمه يعني الرشيد, وأصير إلى من يقول: إني عبده, يعني إمام الشيعة, فأثر ذلك في الرشيد وأطلقه, ووصله فاختلط بمحمد بن الحسين الشيباني صاحب أبي حنيفة, واطَّلع على كتب الحنفية وفقههم, بعد ما كان منه من الاطلاع على فقه مالك وحفظه لموطئه, فوقعت مناظرات بينه وبين محمد بن الحسين, مذكورة في كتب الشافعي، وقد رفعت إلى الرشيد وسر منها.


سلسلة مصابيح الهدى (4/ 5، بترقيم الشاملة آليا)
المؤلف : محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان
فاق الشافعي أقرانه بل وشيوخه في اليمن، وكان على اليمن والٍ يقال له: حماد البربري، من قبل خليفة المسلمين هارون الرشيد، وكان ظلوماً غشوماً جهولاً يظلم الناس، ولم يصبر الشافعي على هذا، فكثيراً ما كان يندد بظلمه في مجالس علمه، فلما سمع هذا الوالي بذلك، أرسل رسالة إلى خليفة المسلمين هارون الرشيد في بغداد يقول له: إن عندنا رجلاً من ولد شافع المطلبي لا أمر لي معه ولا نهي، فأصدر الخليفة أمراً لهذا الوالي أن يرسله إلى بغداد، وكبل هذا الوالي الشافعي في الحديد والقيود بتهمة الخروج على الدولة -بدعة قديمة حديثة- وذهب به إلى خليفة المسلمين في بغداد التي كانت عاصمة الخلافة حينئذٍ.
فلما دخل الشافعي على هارون، قال الشافعي: مهلاً يا أمير المؤمنين، فأنت الراعي وأنا المرعي، وأنت القادر على كل ما تريد مني، ثم قال: يا أمير المؤمنين، ما تقول في رجلين، أحدهما يراني أخاه، والآخر يراني عبداً له، أيهما أحب إلي؟ قال هارون: الذي يراك أخاه أحب إليك.
فقال الشافعي: فهو أنت يا أمير المؤمنين، فإنكم ولد بني العباس، وإننا إخوتكم من بني المطلب، وأنتم تروننا إخوة لكم وهم يروننا عبيداً لهم، فهل يعقل أن أترك من يقول: إني ابن عمه، وأن أذهب إلى من يقول إني عبد له، فاستوى هارون في مجلسه وعلم أنه أمام عالم فذ، وأمام واعظ كبير.







غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 96)
... محمد بن إدريس الشافعي .... قلت: ولد سنة خمسين ومائة بغزة وقيل: بعسقلان ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين, وتوفي بمصر سنة أربع ومائتين وذلك من ليلة الجمعة بعد المغرب آخر ليلة من رجب, ودفن يوم الجمعة بعد العصر وقبره بقرافة مصر مشهور, والدعاء عنده مستجاب, ولما زرته قلت:

زرت الإمام الشافعي ... لأن ذلك نافعي
لأنال منه شفاعة ... أكرم به من شافع








الشافعي (150 - 204هـ، 767 - 820م).
محمد ابن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع القرشي بن عبد المطلب بن عبد مناف وينسب إلى شافع فيقال له الشافعي، كما ينسب إلى عبد المطلب فيقال المطلبي، كما ينسب إلى مكة لأنها موطن آبائه وأجداده فيقال له المكي، إلا أن النسبة الأولى قد غلبت عليه. ولد بمدينة غزة بفلسطين، حيث خرج والده إدريس من مكة إليها في حاجة له، فمات بها وأمه حامل به، فولدته فيها ثم عادت به بعد سنتين إلى مكة. حفظ القرآن بها في سن السابعة وحفظ موطأ مالك في سن العاشرة. اختلط بقبائل هذيل الذين كانوا من أفصح العرب فاستفاد منهم وحفظ أشعارهم وضرب به المثل في الفصاحة. تلقى الشافعي فقه مالك على يد مالك. وتفقه بمكة على شيخ الحرم ومفتيه مسلم بن خالد الزنجي، المتوفى سنة 180هـ، وسفيان بن عيينة الهلالي، المتوفى سنة 198هـ وغيرهما من العلماء. ثم رحل إلى اليمن ليتولى منصبًا جاءه به مصعب بن عبد الله القرشي قاضي اليمن. ثم رحل إلى العراق سنة 184هـ، واطلع على ما عند علماء العراق وأفادهم بما عليه علماء الحجاز، وعرف محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وتلقى منه فقه أبي حنيفة، وناظره في مسائل كثيرة ورفعت هذه المناظرات إلى الخليفة هارون الرشيد فسُرَّ منه. ثم رحل الشافعي بعدها إلى مصر والتقى بعلمائها وأعطاهم وأخذ منهم. ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد سنة 195هـ في خلافة الأمين. وقد أصبح الشافعي في هذه الفترة إمامًا له مذهبه المستقل ومنهجه الخاص به. واستمر بالعراق مدة سنتين عاد بعدها إلى الحجاز بعد ما ألّف كتابه الحجة الذي رواه عنه أربعة من تلاميذه في العراق وهم: أحمد بن حنبل، وأبو ثور، والزعفراني، والكرابيسي، ثم عاد مرة ثالثة إلى العراق سنة 198هـ وأقام بها أشهرًا ثم رحل إلى مصر سنة 199هـ أو سنة 200هـ على قول بعض المؤرخين، ونزل ضيفًا عزيزًا على عبد الله بن الحكم، بمدينة الفسطاط، وبعد أن خالط المصريين وعرف ما عندهم من تقاليد وأعراف وعادات تخالف ما عند أهل العراق والحجاز. فكرَّ في إعادة النظر فيما أملاه البويطي، والمزني، والربيع المرادي بالعراق. وظل بمصر إلى أن توفي بها سنة 204هـ وضريحه بها مشهور. وقد رتب الشافعي أصول مذهبه كالآتي:
كتاب الله أولاً وسنة الرسول ثانيًا، ثم الإجماع والقياس والعرف والاستصحاب. وقد دون مذهبه بنفسه. فقد ألّف في مذهبه القديم كتاب الحجة، وهذا الكتاب لم يصل إلينا بعينه، حيث أعاد النظر فيه وجاء منه ببعض المسائل في مذهبه الجديد في كتاب الأم الذي أملاه على تلاميذه في مصر. ولم يصل إلينا كتاب الأم إلا برواية الربيع المرادي. فهي المطبوعة الآن في سبعة أجزاء.
يعد الشافعي أول من ألّف في علم أصول الفقه، ويتضح ذلك في كتابه المسمى الرسالة وقد كتبها في مكة وأرسلها إلى عبد الرحمن بن مهدي ـ حاكم العراق حينذاك ـ مع الحارث بن شريح الخوارزمي البغدادي، الذي سمي بالنقال بسبب نقله هذه الرسالة. ولما رحل الشافعي إلى مصر، أملاها مرة أخرى على الربيع بن سليمان المرادي. وما أملاه على الربيع يسمى بالرسالة الجديدة وما أرسله إلى عبد الرحمن بن مهدي يسمى بالرسالة القديمة. وقد ذهبت الرسالة القديمة، وما بين أيدينا هو الرسالة الجديدة، التي أملاها على الربيع، وقد انتشر مذهب الشافعي في الحجاز والعراق ومصر والشام وفلسطين وعدن وحضرموت، وهو المذهب الغالب في إندونيسيا وسريلانكا ولدى مسلمي الفلبين وجاوه والهند الصينية وأستراليا.
نقلا عن الموسوعة العربية العالمية http://www.mawsoah.net





سير أعلام النبلاء ط الرسالة (10/ 95)
قال الحافظ، أبو بكر الخطيب في مسألة الاحتجاج بالإمام الشافعي، فيما قرأت على أبي الفضل بن عساكر، عن عبد العزيز بن محمد، أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد، أخبرنا الخطيب، قال: سألني بعض إخواننا بيان علة ترك البخاري الرواية عن الشافعي في (الجامع) ؟
وذكر أن بعض من يذهب إلى رأي أبي حنيفة ضعف أحاديث الشافعي، واعترض بإعراض البخاري عن روايته، ولولا ما أخذ الله على العلماء فيما يعلمونه ليبيننه للناس، لكان أولى الأشياء الإعراض عن اعتراض الجهال، وتركهم يعمهون.
وذكر لي من يشار إليه خلو كتاب مسلم وغيره من حديث الشافعي.
فأجبته بما فتح الله لي: ومثل الشافعي من حسد، وإلى ستر معالمه قصد، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ويظهر من كل حق مستوره، وكيف لا يغبط من حاز الكمال، بما جمع الله له من الخلال اللواتي لا ينكرها إلا ظاهر الجهل، أو ذاهب العقل.
ثم أخذ الخطيب يعدد علوم الإمام ومناقبه، وتعظيم الأئمة له، وقال:
أبى الله إلا رفعه وعلوه ... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
إلى أن قال: والبخاري هذب ما في (جامعه) غير أنه عدل عن كثير من الأصول، إيثارا للإيجاز.
قال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي (الجامع) إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول.
فترك البخاري الاحتجاج بالشافعي، إنما هو لا لمعنى يوجب ضعفه، لكن غني عنه بما هو أعلى منه، إذ أقدم شيوخ الشافعي: مالك، والدراوردي، وداود العطار، وابن عيينة، والبخاري لم يدرك الشافعي، بل لقي من هو أسن منه، كعبيد الله بن موسى، وأبي عاصم، ممن رووا عن التابعين، وحدثه عن شيوخ الشافعي عدة، فلم ير أن يروي عن رجل، عن الشافعي، عن مالك.
فإن قيل: فقد روى عن المسندي، عن معاوية بن عمرو، عن الفزاري، عن مالك، فلا شك أن البخاري سمع هذا الخبر من أصحاب مالك، وهو في (الموطأ) فهذا ينقض عليك؟!
قلنا: إنه لم يرو حديثا نازلا وهو عنده عال، إلا لمعنى ما يجده في العالي، فأما أن يورد النازل وهو عنده عال لا لمعنى يختص به، ولا على وجه المتابعة لبعض ما اختلف فيه، فهذا غير موجود في الكتاب.
وحديث الفزاري فيه بيان الخبر، وهو معدوم في غيره، وجوده الفزاري بتصريح السماع.
ثم سرد الخطيب ذلك من طرق عدة، قال: والبخاري يتبع الألفاظ بالخبر في بعض الأحاديث، ويراعيها، وإنا اعتبرنا روايات الشافعي التي ضمنها كتبه، فلم نجد فيها حديثا واحدا على شرط البخاري أغرب به، ولا تفرد بمعنى فيه يشبه ما بيناه.
ومثل ذلك القول في ترك مسلم إياه، لإدراكه ما أدرك البخاري من ذلك.
وأما أبو داود، فأخرج في (سننه) للشافعي غير حديث، وأخرج له الترمذي، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم.
ثم سرد الخطيب فصلا في ثناء مشايخه وأقرانه عليه، ثم سرد أشياء في غمز بعض الأئمة، فأساء ما شاء - أعني غامزه -.





نسبت دادن شافعي به رفض





مدارج السالكين - ابن القيم (2 / 88) :
وقدس الله روح الشافعي حيث يقول وقد نسب إلى الرفض:

إن كان رفضا حب آل محمد... فليشهد الثقلان أني رافضي

ورضي الله عن شيخنا أبي العباس بن تيمية حيث يقول

إن كان نصبا حب صحب محمد... فليشهد الثقلان أني ناصبي

وعفا الله عن الثالث حيث يقول

فإن كان تجسيما ثبوت صفاته... وتنزيهها عن كل تأويل مفترى

فإني بحمد الله ربي مجسم... هلموا شهودا واملأوا كل محضر





مراتب رفض:

البداية والنهاية (10/ 303):
وروى ابن عساكر من طريق النضر بن شميل قال: دخلت على المأمون فقال: كيف أصبحت يا نضر؟ فقلت: بخير يا أمير المؤمنين.
فقال: ما الارجاء؟ فقلت دين يوافق الملوك يصيبون به من دنياهم وينقصون به من دينهم.
قال: صدقت.
ثم قال: يا نضر أتدري ما قلت في صبيحة هذا اليوم؟ قلت: إني لمن علم الغيب لبعيد.
فقال قلت أبياتا وهي: أصبح ديني الذي أدين به * ولست منه الغداة معتذرا حب علي بعد النبي ولا * أشتم صديقا ولا عمرا ثم ابن عفان في الجنان مع ال * أبرار ذاك القتيل مصطبرا ألا ولا أشتم الزبير ولا * طلحة إن قال قائل غدرا وعائش الام لست أشتمها * من يفتريها فنحن منه برا وهذا المذهب ثاني مراتب الشيعة وفيه تفضيل علي على الصحابة.
وقد قال جماعة من السلف والدارقطني: من فضل عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والانصار - يعني في اجتهادهم ثلاثة أيام ثم اتفقوا على عثمان وتقديمه على علي بعد مقتل عمر - وبعد ذلك ست عشرة مرتبة في التشيع، على ما ذكره صاحب كتاب البلاغ الاكبر، والناموس الاعظم، وهو كتاب ينتهي به إلى أكفر الكفر.






تاريخ الإسلام ت بشار (5/ 166)
وقال البيهقي: أخبرنا الحاكم قال: سمعت أبا أحمد علي بن محمد المروزي قال: سمعت أبا غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي يقول: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن الشافعي فقال: لقد من الله علينا به، لقد كنا تعلمنا كلام القوم، وكتبنا كتبهم، حتى قدم علينا الشافعي، فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره، وقد جالسناه الأيام والليالي، فما رأينا منه إلا كل خير، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، فإن يحيى بن معين، وأبا عبيد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع، فقال أحمد: ما ندري ما يقولان، والله ما رأينا منه إلا خيرا.




سير أعلام النبلاء ط الرسالة (10/ 57)
قال علي بن أحمد الدخمسيني (4) : سمعت علي بن أحمد بن النضر الأزدي، سمعت أحمد بن حنبل - وسئل عن الشافعي - فقال:
لقد من الله علينا به، لقد كنا تعلمنا كلام القوم، وكتبنا كتبهم، حتى قدم علينا، فلما سمعنا كلامه، علمنا أنه أعلم من غيره، وقد جالسناه الأيام والليالي، فما رأينا منه إلا كل خير.
فقيل له: يا أبا عبد الله، كان يحيى وأبو عبيد لا يرضيانه - يشير إلى التشيع، وأنهما نسباه إلى ذلك -.
فقال أحمد بن حنبل: ما ندري ما يقولان، والله ما رأينا منه إلا خيرا (1) .
قلت: من زعم أن الشافعي يتشيع، فهو مفتر، لا يدري ما يقول.
قد قال الزبير بن عبد الواحد الإستراباذي: أخبرنا حمزة بن علي الجوهري، حدثنا الربيع بن سليمان، قال:
حججنا مع الشافعي، فما ارتقى شرفا، ولا هبط واديا إلا وهو يبكي، وينشد:
يا راكبا قف بالمحصب من منى ... واهتف بقاعد خيفنا والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي (2)
__________
(1) وللخبر تتمة غاية في النفاسة عند البيهقي، وهي: ثم قال أحمد لمن حوله: اعلموا رحمكم الله تعالى أن الرجل من أهل العلم إذا منحه الله شيئا من العلم، وحرمه قرناؤه وأشكاله، حسدوه فرموه بما ليس فيه، وبئست الخصلة في أهل العلم.
(2) " مناقب " البيهقي 2 / 71، و" مناقب " الرازي: 51، و" تاريخ ابن عساكر " 14 / 407، و" طبقات الشافعية " للسبكي 1 / 299، و" الانتقاء ": 90، 91، و" معجم الأدباء " 17 / 320، و" عيون التواريخ " 7 / 180.










العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (8/ 115)
وحسبك أن يحيى بن معينٍ وأبا عبيد رويا التشيع عن الإمام الشافعي، ذكره الذهبي في ترجمة الشافعي من " النبلاء " (1).
__________
(1) 10/ 58 وفيه: قيل لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله، كان يحيى وأبو عبيد لا يرضيانه -يشير إلى التشيع-، وأنهما نسباه إلى ذلك، فقال أحمد بن حنبل: ما ندري ما يقولان، والله ما رأينا إلاَّ خيراً، وزاد البيهقي في " مناقب الشافعي " 2/ 259: ثم قال أحمد لمن حوله: اعلموا رحمكم الله تعالى أن الرجل من أهل العلم، إذا منحه الله شيئاً من العلم، وحُرِمَه قرناؤه وأشكاله، حسدوه، فَرَمَوْهُ بما ليس فيه وبئست الخصلة في أهل العلم.
وقال الذهبي بعد إيراده الخبر: من زعم أن الشافعي يتشيع، فهو مفترٍ، لا يدري ما يقول.









دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي (ص: 314)---المؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي
4 - الشافعي واتهامه بمذهب الشيعة الرافضة: ومع هذا الوضوح في عقيدة الإمام الشافعي وبعده عن مذهب الشيعة الرافضة وتبديعه لهم ورده لشهادتهم ومنعه من الصلاة خلفهم نجد من يتهم الإمام بالتشيع, وهذا من أعجب العجب؛ فمن صدرت منه كل هذه الأقوال في حق الشيعة كيف يتهم بالتشيع؟! وقد مر بنا موقفه من الصحابة عموماً وموقفه من الخلفاء الراشدين وموافقته لأهل السنة في ترتيب الخلفاء فكيف ينسب إلى التشيع؟! (5). قال البيهقي: ومما حكي عن أبي داود السجستاني أن أحمد بن حنبل أخبر أن يحيى بن معين ينسب الشافعي إلى التشيع فقال أحمد: تقول هذا لإمام المسلمين!! قال يحيى: إني نظرت في كتابه في قتال أهل البغي، فإذا قد احتج من أوله إلى آخره بعلي - رضي الله عنه - , فقال أحمد: عجباً لك، فمن كان يحتج الشافعي في قتال أهل البغي وأول من ابتلى من هذه الأمة بقتال أهل البغي علي بن أبي طالب؟! وهو الذي سن قتالهم وأحكامهم, وليس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن الخلفاء غيره فيه سنة فبمن كان يستن؟! فخجل يحيى من ذلك (6)، وروى البيهقي بسنده عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل وسئل عن محمد بن إدريس الشافعي قال أحمد: لقد منّ الله علينا به, لقد كنا تعلمنا كلام القوم وكتبنا كتبهم حتى قدم علينا الشافعي، فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره وقد جالسناه الأيام والليالي، فما رأينا معه إلا كل خيرًا -رحمة الله عليه- فقال له رجل: يا أبا عبد الله فإن يحيى بن معين وأبا عبيد لا يرضيانه -يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع- فقال أحمد لمن حوله: اعلموا -رحمكم الله تعالى- أن الرجل من أهل العلم إذا منحه الله شيئاً من العلم وحرمه قرناؤه وأشكاله حسدوه فرموه بما ليس فيه. وبئست الخصلة في أهل العلم (1).
وقال ابن كثير بعد ذكر بعض النصوص من عقيدة الإمام الشافعي في الخلفاء: وفيها موافقته لأهل السنة في ذلك فهذه أسانيد صحيحة، ونصوص صريحة عن الإمام أبي عبد الله الشافعي في مذهب أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً (2). فتبين لهذا قول أحمد بن عبد الله العجلي في الشافعي أنه شيعي وهذا القول من العجلي مجازفة بلا علم وإنما غرّه في ذلك ما قدمناه من أن أهل اليمن لما رموه في جملة أولئك القرشيين وحمل معهم إلى الرشيد وكان فيهم تشيع اعتقد من لا يعلم أن الشافعي إذ ذاك على مذهبهم وإلا فالإمام الشافعي أعظم محلاً وأجل قدراً من أن يرى رأي الشيعة الرافضة وهو ذو الفهم التام والذكاء الزائد والحفظ الخارق والفكر الصحيح والعقل الرجيح, ثم ذكر الأدلة على متابعته لمذهب السلف من الصحابة ... ثم ذكر الأبيات الموهمة لتشيعه وهي:
يا راكبا قف بالمحصب من منى ... واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي (3)
ثم قال: قلت: ليس برفض حب آل محمد, وكل أهل السنة يحبون آل محمد - صلى الله عليه وسلم - ويجب عليهم ذلك كما يجب عليهم حب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجمعين, ومع حب الآل يقدم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي كل نص عليه الشافعي وأئمة الإسلام (4). وكما رد ابن كثير هذه التهمة فقد ردها الذهبي حيث يقول: من زعم أن الشافعي يتشيع فهو مفتر لا يدري ما يقول. وقال: لو كان شيعياً -وحاشاه من ذلك- لما قال: الخلفاء الراشدون خمسة بدأ بالصديق وختم بعمر بن عبد العزيز (5)، والصحيح أن خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي - رضي الله عنه - , وقد بينت ذلك في كتابي عن الحسن بن علي - رضي الله عنه - ونقلت أقوال أهل العلم في ذلك. ومما يشهد للشافعي على سلامته من عقيدة الشيعة غير ما سبق رده على زعم الشيعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على إمامة علي - رضي الله عنه - قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» (6)، فقال: يعني بذلك ولاء الإسلام, وذلك قول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11]. وبهذا يتبين لنا براءة الإمام الشافعي مما اتهم به من التشيع وبعده عن ذلك، وموافقته لمذهب أهل السنة والجماعة (1). قال الإمام سحنون: لم يكن في الشافعي بدعة، فصدق -والله- فرحم الله الشافعي وأين مثل الشافعي -والله- في صدقه وشرفه ونبله وسعة علمه وفرط ذكائه ونصره للحق وكثرة مناقبه رحمه الله تعالى (2).
_________
(5) منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 487.
(6) مناقب البيهقي (1/ 450 - 541).
_________
(1) مناقب البيهقي (2/ 259).
(2) منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 492.
(3) طبقات السبكي (1/ 299).
(4) منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 493.
(5) السير (10/ 58، 59).
(6) مسند أحمد (1/ 84) , إسناده صحيح، صحيح الجامع رقم 6399.









:الإمام الشافعي وموقفه من الرافضة (ص: 15)---المؤلف: أبو عبد البر محمد كاوا
3 - قال محمد بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: ما أرى الناس ابتلوا بشتم أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليزيدهم الله عز وجل بذلك ثوابا عند انقطاع عملهم. (1)
__________
(1) -شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 8ص1548
ومناقب الشافعي للبيهقي ج1 ص 441
وتاريخ دمشق لابن عساكر ج51 ص317
وتبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري لابن عساكر ص424
ومناقب الشافعي للرازي ص 136








مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجل الله فرجه) (6/ 1)
السيّد محمّد مير لوحي الأصفهاني
وقال أسعد بن إبراهيم بن علي الأربيلي ـ وهو من فضلاء علماء
•---------------------------------•
(1) كما ذكرنا سابقاً في المقدِّمة ، فإنَّ المصدر هو من الكتب المفقودة حالياً ، وكان موجوداً عند المؤلف كما نصّ عليه خاتمة المحدِّثين في : خاتمة المستدرك 1: 32 / الطبعة الحديثة . وفي : ج3 / ص395/ الطبعة الحجرية . ومع ذلك ، فإنَّ معنى (على أُمتي) هو مؤدَّى معنى (لأُمتي) كما قاله المجلسي في : البحار 4 : 157 عندما شرح كلمة (على أُمتي) بقوله : (الظاهر أنَّ (على) بمعنى (اللام) ، أي حفظ لأجلهم كما قالوه في قوله (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) (البقرة : 185) ، أي لأجل هدايته إيَّاكم) ، انتهى كلامه رفع مقامه .
(2) الأربعون / البهائي : 8 / طبعة مكتب نويد إسلام / تصحيح عبد الرحيم العقيقي / تاريخ الطبع 1416 هـ ق .
---
الصفحة 39
المخالفين ـ في أربعينه : (كنت سمعت من كثير من مشايخ الحديث أنَّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قال : (مَن حفظ على أُمتي أربعين حديثاً ، بعثه الله تعالى يوم القيامة فقيهاً عالماً ، ومَن روى عنّي أربعين حديثاً كنتُ شفيعاً له يوم القيامة)(1) .
وقد تقدَّم معنى هذا الحديث سابقاً . وأمَّا بقيَّته ، فهي : (مَن روى عني أربعين حديثاً ، كنت شفيعه يوم القيامة)(2) .
وقال أسعد بن إبراهيم المذكور ـ بعد أن نقل الحديث المزبور ـ : قد حفظتُ من الأحاديث ما شاء الله ، ولم أعلم إلى أي من تلك الأحاديث هي التي أشار إليها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، إلى أن التقيتُ بأبي الخطاب بن دحية بن خليفة الكلبي ، وسألته ، وقال لي في الجواب : إنَّ مراده هي الأحاديث الواردة في حق أهل البيت (عليهم السلام) ) .
ورى ابن دحية المذكور ، عن أحمد بن حنبل أنَّه قال : لم أعلم ، ولم أعرف أحد في زمان الشافعي ، أعظم منة على الإسلام من الشافعي ، وأنا أطلب من الله تعالى في أوقات صلواتي أن يرحمه ، فإنِّي قد سمعتُ منه من ذلك الحين أنَّه قال : أراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من هذه الأربعين المذكورة في هذا الحديث ، أربعين حديثاً في مناقب أهل بيته .
ثمَّ قال أحمد بن حنبل : فقلت في نفسي : من أين صحّ عند الشافعي أنَّ مقصود النبي (صلّى الله عليه وآله) من هذه الأربعين ، هي الواردة في مناقب أهل البيت الطاهرين ؟ فرأيت النبي (صلّى الله عليه وآله) في المنام أنَّه قال :
يا أحمد ، لا تشك في قول ابن إدريس ، يعني الشافعي(3) .
•---------------------------------•
(1) مخطوط ، وله نسخ عديدة ، منها في مكتبة جامع طهران : المجاميع ذات الرقم 2130 و2117 .
(2) فردوس الأخبار 4 : 91 / ح5778 .
(3) الأربعين : الأربلي / مخطوط .
---
الصفحة 40
فمع أنَّ الشافعي وأحمد بن حنبل من الأئمّة الأربعة للنواصب ، فإنَّهما يقولان بهذا المعنى : إنَّ مَن حفظ أربعين حديثاً من أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله) التي جاءت في مناقب الأئمّة الطاهرين (صلوات الله عليهم) ، فإنَّه يبعث يوم القيامة من الفقهاء والعلماء ، ويحشر مع قوم مداد دواتهم مفضَّلة على دماء الشهداء .
وكل مَن روى أربعين حديثاً ممَّا وردت في شأن أولئك المنتجبين من الملك المنّان ، فإنَّه ينال شفاعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) في يوم القيامة .
ومن الطبيعي فإنّه لا يوجد عند شيعة ومحبي أمير المؤمنين في هذا المعنى أي شك أو شبهة .
وأوضح حجَّةٍ عند البرايا إذا كان الشهودُ همُ الخصومُ
ونجد كثيراً من مخالفي المعصومين (عليه السلام) أنَّهم اتفقوا معهم في هذا المعنى ، ومع ما عندهم من تمام عدم الإنصاف ، فإنَّهم قطعوا في هذا الباب عدة مراحل من مراحل الإنصاف !