سال بعدالفهرستسال قبل

سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر(148 - 180 هـ = 765 - 796 م)

سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر(148 - 180 هـ = 765 - 796 م)
كلمات سيبويه در باره قراءات




الأعلام للزركلي (5/ 81)
سِيبوَيْه
(148 - 180 هـ = 765 - 796 م)
عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب سيبويه: إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو. ولد في إحدى قرى شيراز، وقدم البصرة، فلزم الخليل بن أحمد ففاقه. وصنف كتابه المسمى " كتاب سيبويه - ط " في النحو، لم يصنع قبله ولا بعده مثله. ورحل إلى بغداد، فناظر الكسائي. وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم. وعاد إلى الأهواز فتوفي بها، وقيل: وفاته وقبره بشيراز. وكانت في لسانه حبسة. و " سيبويه " بالفارسية رائحة التفاح. وكان أنيقا جميلا، توفي شابا. وفي مكان وفاته والسنة التي مات بها خلاف. ولأحمد أحمد بدوي " سيبويه، حياته وكتابه - ط " ولعلي النجدي ناصف " سيبويه إمام النحاطة - ط " (2) .
__________
(1) وفيات الأعيان 1: 384 وأخبار أصبهان 2: 33 والبداية والنهاية 10: 78 وميزان الاعتدال 2: 294 والحور العين 110 وفيه: حج عمرو أربعين سنة ماشيا وبعيره يقاد يركبه الفقير والضعيف.
وأمالي المرتضى 1: 117 والمسعودي 2: 192 وفيه: كان جده من سبي كابل، من رجال السند.
والشريشي 1: 332 وتاريخ بغداد 12: 166 - 188 وطبقات المعتزلة 35 - 41 ومفتاح السعادة 2: 35 وانظرBrock S 1: 338. وفي اسم جده خلاف، منشأه التصحيف: باب، أو كيسان، أو ثوبان، أو رباب؟.
(2) ابن خلكان 1: 385 والشريشي 2: 17 والبداية والنهاية 10: 176 والأنباري 71 والسير 48 وتاريخ بغداد 12: 195 ومراتب النحويين - خ. وطبقات النحويين 66 - 74.





مغني اللبيب عن كتب الأعاريب - ابن هشام (ص: 110، بترقيم الشاملة آليا)
ليس
....
وتلازم رفع الاسم ونصب الخبر، وقيل: قد تخرج عن ذلك في مواضع: أحدها: أن تكون حرفاً ناصباً للمستثنى بمنزلة إلا نحو أتوني ليسَ زَيداً والصحيح أنها الناسخة، وأن اسمها ضمير راجع للبعض المفهوم مما تقدم، واستتاره واجب؛ فلا يليها في اللفظ إلا المنصوب، وهذه المسألة كانت سببَ قراءة سيبويه النحو، وذلك أنه جاء الى حمّاد بن سَلمة لكتابة الحديث، فاستملى منه قوله صلى الله عليه وسلم (ليس من أصحابي أحدٌ إلا ولو شئتُ لأخذتُ عليهِ، ليسَ أبا الدّرداء) فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء، فصاح به حماد: لحنتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء، فقال سيبويه: والله لأطلبنّ علماً لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل وغيره.





إعراب القرآن و بيانه، ج‏6، ص: 115 - درويش محي الدين

3- من هو سيبويه:

و قد تردد اسم سيبويه كثيرا و لا بد لنا من إلقاء نظرة عاجلة على قصة حياته لأن فيها فائدة و لأنه ترك لنا في نحو البصريين الكتاب الذي خلد الى يومنا هذا، و كان كتاب النحو الجامع حتى قيل فيه قرآن النحو.

فهو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي و هي نسبة الى الحارث بن كعب قبيلة يمنية و هذه النسبة بالولاء فقد كان سيبويه فارسيا فأما لقبه فسيبويه و قد غلب عليه و هو فارسي مركب مزجي من سيب أي التفاح و بوى أي الرائحة فمعناه رائحة التفاح على قاعدة                        إعراب القرآن و بيانه، ج‏6، ص: 116

 الأوصاف باللغة الفارسية سمي بذلك لطيب رائحته أو لجماله و حسن خلقه و قيل مركب من سيب و ويه اسم صوت و يذكر بعض العارفين باللسان الفارسي ان ويه في هذا اللسان معناها مثل و شبه، فمعنى التركيب مثل التفاح و هكذا نفطويه: مثل النفط و عمرويه: مثل عمرو.

حكم سيبويه:

و الجاري على الألسنة سيبويه بفتح الباء و الواو و الهاء مكسورة و هذا حكم شائع في الاعلام المختومة بويه جاء في الكتاب قول سيبويه:

 «و عمرويه عندهم بمنزلة حضر موت في انه ضم الآخر الى الأول و عمرويه في المعرفة مكسور في حال الجر و الرفع و النصب غير منون و في النكرة تقول هذا عمرويه آخر و رأيت عمرويه آخر» و تراه في الكتاب اقتصر على المشهور عند الناس و قد ينطق سيبويه بضم الباء و فتح الياء و سكون الهاء و يعزى هذا الى العجم تجنبوا الصورة الأولى لأن ويه صوت ندبة.

مولده و نشأته:

ولد سيبويه في البيضاء من كورة إصطخر بفارس من أبوين فارسيين و لا يعرف على وجه اليقين تاريخ ولادته و قد انتقل الى البصرة فتلقى العلم فيها و كانت هي و الكوفة المصرين المبرزين في علوم العربية والدين و لا يعرف شيئا عن أسرته إلا ما ذكر أنه مات بين يدي أخيه و لا ندري هل انتقلت معه الى البصرة أسرته و نحن لا نرى لأبيه ذكرا و نرى بشارا يهجوه حين اشتهر أمره فيقول:

         ظللت تغني سادرا في مساءتي             و أمك بالمصرين تعطي و تأخذ

 و يظهر من هذا أن أمه كانت معه في العراق و لا ندري هل تزوج و في حديث للفراء أن سيبويه كانت له جارية تخدمه و في طبقات النحاة أن جاريته مزقت جزازات كتابه فطلقها فهل يريد بجاريته زوجته أو يريد بتطليقها إخراجها من بيته؟ و الظاهر انه لم يكن له زوج و لا ولد و آية ذلك انه بعد أن أخفق في بغداد في قصته مع الكسائي- على ما يأتي- أم يعد الى منزله بالبصرة.

كيف طلب النحو؟

اختلف سيبويه الى حماد بن سلمة شيخ الحديث و الرواية في البصرة في عصره فألقى عليه حماد الحديث: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ما من أحد من أصحابي إلا أخذت عليه ليس أبا الدرداء» فقال سيبويه، و كان قد شدا شيئا من النحو: ليس أبو الدرداء فقال حماد لحنت يا سيبويه، فقال سيبويه: لا جرم لأطلبن علما لا تلتحنني فيه أبدا، و اتجه لدرس النحو فلزم الخليل و قد ظن سيبويه أن الواجب رفع ما بعد ليس ليكون اسما لها و لم يكن عرف أسلوب ليس في الاستثناء و قد عرض سيبويه لذلك في الكتاب و أشبعه بيانا و تعليلا.

بوادر نبوغه و حرية فكره:

و كان أكثر تلقيه عن الخليل حتى انه إذا قال: قال أو سألته فإنه يعني الخليل، و كان الخليل قد عرف له قدره و ثقابة ذهنه و قوة فطنته فأبثه علمه و نصح له في التعليم، و أخذ عن غير الخليل: أخذ عن عيسى ابن عمر و يونس بن حبيب و الأخفش الكبير أبي الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد و يذكر أبو زيد الأنصاري انه إذا قال سيبويه: أخبرني الثقة فإنما يعنيه و أول ما ظهر من بوادر نبوغه ما حدث به الأخفش قال: كنت عند يونس  فقيل له: قد جاء سيبويه فقال أعوذ باللّه منه فجاء فسأله فقال: كيف تقول:

مررت به المسكين؟ فقال جائز أن أجره على البدل من الهاء فقال له:

فمررت به المسكين بالرفع على معنى المسكين مررت به فقال هذا خطأ لأن المضمر قبل الظاهر فقال له: إن الخليل أجاز ذلك و أنشد فيه أبياتا فقال: هو خطأ، قال فمررت به المسكين بالنصب؟ فقال جائز، فقال على أي شي‏ء؟ فقال على الحال، فقال أليس أنت أخبرتني أن الحال لا تكون بالألف و اللام، فقال: صدقت ثم قال لسيبويه: فما قال صاحبك فيه؟ يعني الخليل، فقال سيبويه: قال انه ينصب على الترحم، فقال: ما أحسن هذا، و رأيته مغموما بقوله نصبته على الحال. و كان سيبويه مع إجلاله للخليل يزيف قوله ففي الكتاب: «و زعم الخليل انه يجوز أن يقول الرجل: هذا رجل أخو زيد إذا أردت أن تشبهه بأخي زيد و هذا قبيح لا يجوز إلا في موضع الاضطرار و لو جاز هذا لقلت هذا قصير الطويل تريد مثل الطويل فلم يجز هذا كما قبح أن تكون المعرفة حالا كالنكرة إلا في الشعر».

بين سيبويه و الكسائي:

و أتى الحظ و السعادة الكسائي و أصحابه فحلوا في بغداد محلا رفيعا و كان منهم مؤدبو أولاد الخلفاء و كانوا عند البصريين في النحو و الأدب أقل منهم معرفة و أضعف أسبابا و قد رأى سيبويه- و هو إمام البصريين- أن يزاحمهم في مركزهم فقصد بغداد و عرض على البرامكة أن يجمعوا بينه و بين الكسائي و يناظره و كان واثقا انه سيكون له الفلح و الظفر و بلغ الكسائي مقدم سيبويه و خشي مغبة المناظرة أن يزول سلطانه في بغداد فأتى جعفر بن يحيى بن برمك و الفضل أخاه و قال: أنا وليكما و صاحبكما و هذا الرجل إنما قدم ليذهب محلي قالا  فاحتل لنفسك فإنا سنجمع بينكما و يبدو أن فارسية سيبويه يقابلها فارسية الكسائي فهو أيضا فارسي من ولد بهمن بن فيروز و كان أسديا بالولاء فلم يكن لسيبويه ما يجعله أقرب الى قلوب البرامكة من الكسائي فدبر هو و أصحابه خطة كان لها ما توقعوه و هي: أن يتقدمه في مجلس المناظرة أصحابه فيسألوا سيبويه أسئلة و يتألبوا فيها عليه حتى إذا فترت همته و بان كلاله جاء الكسائي فوجد قرنا ذهب حده و عزب نشاطه فكان له ما أراد من صرعه و قد تقدمت قصة المسألة الزنبورية في موضع آخر من هذا الكتاب.