سال بعدالفهرستسال قبل

بسم الله الرحمن الرحیم

إدريس بن عبد الله بن الحسن-مؤسس سلسله أدارسة مغرب(127 - 177 هـ = 745 - 793 م)

إدريس بن عبد الله بن الحسن-مؤسس سلسله أدارسة مغرب(127 - 177 هـ = 745 - 793 م)
شرح حکومت أدارسة در مغرب(172 - 363 هـ = 788 - 974 م)
شروع حکومت أدارسة در مغرب(172 - 363 هـ = 788 - 974 م)
پایان حکومت أدارسة در مغرب(172 - 363 هـ = 788 - 974 م)




الأعلام للزركلي (1/ 279)
إدريس بن عبد الله
(000 - 177 هـ = 000 - 793 م)
إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن بن علي بن أبي طالب: مؤسس دولة الأدارسة في المغرب. وإليه نسبتها. أول ما عرف عنه أنه كان مع الحسين ابن علي بن الحسن المثلَّث، في المدينة، أيام ثورته علي الهادي العباسي سنة 169هـ ثم قتل الحسين، فانهزم إدريس إلى مصر فالمغرب الأقصى سنة 172 هـ ونزل بمدينة وليلي (على مقربة من مكناس وهي اليوم مدينة قصر فرعون) وكان كبيرها يومئذ إسحاق بن محمد فعرَّفه إدريس بنفسه، فأجاره وأكرمه، ثم جمع البربر على القيام بدعوته، وخلع طاعة بني العباس، فتم له الأمر (يوم الجمعة 4 رمضان 172) فجمع جيشا كثيفا وخرج به غازيا فبلغ بلاد تادَلة (قرب فاس) ففتح معاقلها، وعاد إلى وليلى، ثم غزا تلمسان فبايع له صاحبها. وعظم أمر إدريس فاستمر الى أن توفي مسموما في وليلي. وهو أول من دخل المغرب من الطالبيين. ومن نسله الباقي إلى الآن في المغرب، شرفاء العلم (العلميون) والشرفاء الوزانيّون، والريسيون، والشبيهيون، والطاهريون الجوطيون، والعمرانيون، والتونسيون (أهل دار القيطون) والطالبيون، والغالبيون، والدباغيون، والكتانيون، والشَّفشاويون، والودغيريون، والدرقاويون، والزكاريون (1) .
__________
(1) الاستقصا 1: 67 وابن خلدون 4: 12 وفيه: وفاته سنة 175 هـ والبيان المغرب 1: 82 و 210 وفيه: دخوله المغرب سنة 170 هـ والمصابيح - خ - ودائرة المعارف الإسلامية 1: 544 وانظر الأزهار العاطرة الأنفاس 33 - 117 وإتحاف أعلام الناس 2: 2 - 17.








شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام، ج‏3، ص: 331
نويسنده: ابن حيون، نعمان بن محمد - تاريخ وفات مؤلف: 363 ق. - محقق / مصحح: حسينى جلالى، محمد حسين‏
[إدريس بن عبد الله‏]
و كان إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، قد شهد مع الحسين بن علي فخ، فلما كان من الأمر ما كان اخرجه مولى له يقال له: راشد، مختفيا حتى سار به الى مصر. ثم أخرجه منهما حتى سار الى المغرب، فأظهره و عرفه أهل البلاد من البربر، فأجابوه، و تولوه. فلم يزل فيهم أمره يقوى و يزيد إلى أن بلغ ذلك الرشيد، فوجه إليه مولى كان يسمى المهدي، يقال له:
شماخ، و كان شيخا مجربا محكما و أمره بأن يحتال عليه و يقتله، فخرج شماخ حتى صار الى المغرب، و توصل الى إدريس بعلم الطب، و ليس في موضع طبيب «1»، فقربه، و أنس به انسا شديدا. ثم شكا إليه علته، فصنع له دواء، و جعل فيه سما، فسقاه إياه، و مات، و هرب شماخ فلم يقدر عليه، و صار الى الرشيد، فأخبره، و أجازه، و أحسن إليه، و خلف إدريس حملا بام ولد، فولدت ولدا سمي إدريس. و بلغ و ضبط الأمر، و ولد له فسماه محمد، فتناسلوا و كثروا و هم في المغرب.




رجال الطوسي، ص: 162
1847- 151 إدريس بن عبد الله بن الحسن‏ بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏7، ص: 145
[124] إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) الهاشمي، المدني:
من أصحاب الصادق (عليه السلام) «3».
__________________________________________________
(3) رجال الشيخ: 150/ 152.




فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب(ابن طاوس) 68 7 - تسمية المشايخ ..... ص : 68
و ذكر حديثا مسندا عن إدريس‏ بن‏ عبد الله‏ بن‏ الحسن‏ عن جعفر بن محمد ... و يظهر مما ذكره السيد ابن طاوس أن الكتاب كبير الحجم، بحيث ان حرف الهمزة يمتد إلى الجزء السادس منه، و ربما لما بعده.



فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب 159 الباب السادس
و يقول أيضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس و مما رويته بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه و أسنده إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عما رواه أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في كتاب تسمية المشايخ من الجزء السادس منه في باب إدريس قال حدثني شهاب بن محمد بن علي بن شهاب الحارثي قال حدثنا جعفر بن محمد بن معلى قال حدثنا إدريس بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن قال حدثني أبي عن إدريس‏ بن‏ عبد الله‏ بن‏ الحسن‏ عن جعفر بن محمد عن أبيه قال‏ كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن‏











ادریس یکم مراکش
از ویکی‌پدیا، دانشنامهٔ آزاد
ادریس یکم مراکش
Idrisids Dynasty 788 - 985 (AD).PNG
سلسله ادریسیان در بین سال‌های ۷۸۸ و ۹۸۵ میلادی
نخستین امیر ادریسی مراکش
سلطنت ۷۸۸ تا 791
پیشین عنوان جدید
جانشین ادریس دوم ادریسی
زاده 745 میلادی
درگذشته 791 میلادی
همسر(ان) کنزه‌الورابیه
فرزند(ان) ادریس دوم ادریسی
پدر عبدالله محض
مادر عاتکه بنت عبدالملک
با ملک ادریس اول اشتباه نشود.

اِدریس اوّل (نام کامل:ادریس بن عبدالله ابن حسن مثنی ابن حسن ابن علی بن ابی طالب) (۱۲۷–۱۷۷ قمری)، مؤسس سلسلهٔ ادریسیان در مراکش و بخشی از الجزایر است.
مقبره منتسب به ادریس اول که به مولای ادریس معروف است. (سقف سبز پایین سمت چپ تصویر)

گمان می‌رود که ادریس اول بنای شهر فاس را آغاز کرده‌است. این شهر، مهاجران اسپانیایی مسلمان و افریقیه را جذب کرد و شهری پرجمعیت گشت و پایتخت ادریسیان شد. دوره فرمانروایی ادریسیان از جهت گسترش فرهنگ اسلامی در میان قبایل تازه مسلمان شده بربر مهم است.[۱]

ادریس برادر محمد نفس زکیه است که پس از همکاری با حسین فخّی و شکست قیام فخ، به «مغرب دور» گریخت و در سال ۱۷۲ پس از دعوت و بیعت قبایل آن منطقه، دولت خود را تأسیس کرد. در مورد دعوت ادریس آورده‌اند که او در یک مرحله داعیِ برادرش محمد نفس زکیه و در مرحله بعد داعیِ حسین فخّی و در مرحله سوم داعیِ برادر دیگرش یحیی بود، و در نهایت وقتی خبرِ سرانجامِ کارِ یحیی به او رسید، دعوت به خود کرد و برای تأسیس دولت به «طنجه» رفت و پایه‌گذار اولین دولت مراکش شد. ادریس پس از چند سال حکومت در سال ۱۷۷ با دسیسه خلیفه در عباسیان هارون الرشید مسموم شد و کشته شد. پس از او، فرزندش ادریس بن ادریس (متولد ۱۷۵–۲۱۴ قمری) و سپس محمد بن ادریس بن ادریس و از آن پس دیگر نوادگان ادریس یکی پس از دیگری در مغرب حکومت کردند؛ ادریسیان تا سال ۳۷۵ قمری حکومت داشتند.[۲]
پانویس

کلیفورد ادموند بوسورث (۱۳۷۱)، سلسله‌های اسلامی، ترجمهٔ فریدون بدره‌ای، مؤسسه مطالعات و تحقیقات فرهنگی (پژوهشگاه)

ادریسیان - گفتگوی دینی

این یک مقالهٔ خرد است. با گسترش آن به ویکی‌پدیا کمک کنید.

نبو

فرمانروایان مراکش
دودمان ادریسی
(۷۸۸–۹۷۴)

ادریس یکم ادریس دوم محمد یکم علی یکم یحیی یکم یحیی دوم علی دوم یحیی سوم یحیی چهارم حسن یکم قاسم یکم احمد یکم حسن دوم














أعيان ‏الشيعة، ج‏3، ص: 230
إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
مر في أصحاب الصادق ع إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب و الظاهر انه هو هذا و حينئذ كان الصواب تكرير لفظ الحسن كما هنا في عمدة الطالب: أمه و أم أخيه سليمان عاتكة بنت عبد الملك المخزومية. و في مقاتل الطالبيين أمه عاتكة بنت الحارث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي و في خالد بن العاص يقول الشاعر:
لعمرك ان المجد ما عاش خالد على الغمر من ذي كندة لمقيم‏
يمر بك العصران يوما و ليلة فما أحدثا الا و أنت كريم‏
و يبدي البطاح البيض من جود خالد و يحصر حتى ما يكاد يريم‏

يعني غمر كندة و هو موضع كان ينزله و قد ذكره عمر بن أبي ربيعة في شعره فقال:
إذا سلكت غمر ذي كندة مع الصبح قصدا لها الفرقد

ثم روى أبو الفرج بأسانيده ان إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن أفلت من وقعة فخ «1» و معه مولى له يقال له راشد فخرج به في جملة حاج مصر و إفريقية و كان إدريس يخدمه و يأتمر له حتى أقدمه مصر فنزلها ليلا فجلس على باب رجل من موالي بني العباس فسمع كلامهما و عرف الحجازية فيهما فقال اظنكما غريبين؟ قالا نعم قال و حجازيين؟ قالا نعم.
فقال له راشد أريد ان القي إليك أمرنا على ان تعاهد الله انك تعطينا خلة من خلتين اما ان أوتينا و امنتنا و اما سترت علينا أمرنا حتى نخرج من هذا البلد، قال افعل. فعرفه نفسه و إدريس بن عبد الله فاواهما و سترهما و تهيأت قافلة إلى إفريقية فاخرج راشدا إلى الطريق و قال له ان على الطريق مسالح و معهم أصحاب اخبار تفتش كل من يجوز و أخشى ان يعرف فانا امضي به على غير الطريق حتى أخرجه عليك بعد مسيرة أيام و هناك تنقطع المسالح ففعل ذلك و خرج به عليه فلما قرب من إفريقية ترك القافلة و مضى مع راشد حتى دخل بلد البربر في مواضع منه يقال لها فاس و طنجة فأقام بها و استجاب له البربر و بلغ الرشيد خبره فغمه فشكا ذلك إلى يحيى بن خالد فقال انا أكفيك أمره و دعا سليمان بن حرز الجزري و كان من متكلمي الزيدية البترية و من أولي الرئاسة فيهم فارغبه و وعده عن الخليفة بكل ما أحب على ان يحتال لإدريس حتى يقتله و دفع اليه غالية مسمومة فاخذ معه صاحبا له و خرج يتغلغل في البلدان حتى وصل إلى إدريس بن عبد الله فمت اليه بمذهبه و قال ان السلطان طلبني لما يعلمه من مذهبي فجئتك فانس به و اجتباه و كان ذا لسان و عارضة و كان يجلس في مجلس البربر فيحتج للزيدية و يدعو إلى أهل البيت كما كان يفعل فحسن موقع ذلك من إدريس إلى ان وجد فرصة لإدريس فقال له جعلت فداك هذه قارورة غالية حملتها من العراق ليس في هذا البلد من هذا الطيب شي‏ء فقبلها إدريس و تغلل بها و شمها و انصرف سليمان إلى صاحبه و قد أعدا فرسين و خرجا يركضان عليهما و سقط إدريس مغشيا عليه من شدة السم فما يعلم من بقربة ما قصته و بعثوا إلى راشد مولاه فتشاغل به ساعة يعالجه و ينظر ما قصته و اقام إدريس في غشيته عامة نهاره حتى قضى عشيا و تبين راشد امر سليمان فخرج في جماعة فما لحقه غير راشد و تقطعت خيل الباقي فلما لحقه ضربه ضربات، منها على رأسه و وجهه و ضربة كنعت أصابع يديه و كان بعد ذلك مكنعا. (و في رواية) ان سليمان بن جرير اهدى إلى إدريس سمكة مشوية مسمومة فقتله (و في رواية) ان الرشيد وجه اليه الشماخ مولى المهدي و كان طبيبا فأظهر له انه من الشيعة و انه طبيب فاستوصفه سفوفا فحمل اليه سفوفا و جعل فيه سما فلما استن به جعل لحم فيه ينتثر و خرج الشماخ هاربا حتى ورد مصر و كتب ابن الأغلب إلى الرشيد بذلك فولى الشماخ بريد مصر و اجازه.
و قال رجل من أولياء بني العباس يذكر قتل إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ع:
أ تظن يا إدريس انك مفلت كيد الخليفة أو يقيك فرار
فسيدركنك أو تحل ببلدة لا يهتدي فيها إليك نهار
ان السيوف إذا انتضاها سخطه طالت و تقصر عندها الأعمار
ملك كان الموت يتبع امره حتى يقال تطيعه الأقدار

قال احمد بن عبيد الله بن عمار الذي روى عنه أبو الفرج هذا الحديث: و هذا الشعر عندي يشبه شعر أشجع بن عمرو السلمي و أظنه له «2» قال أبو الفرج الاصبهاني هذا الشعر و لمروان بن أبي حفصة أنشدنيه علي بن سليمان الأخفش له. قالوا و رجع راشد إلى الناحية التي كان بها إدريس مقيما فدفنه و كان له حمل فقام راشد بامر المرأة حتى ولدت فسماه‏
أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 231
باسم أبيه إدريس و قام بامر البربر حتى كبر و نشا فولي أمرهم أحسن ولاية" انتهى" و في عمدة الطالب: إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب و يكنى أبا عبد الله شهد فخا مع الحسين بن علي العابد صاحب فخ فلما قتل الحسين انهزم هو حتى دخل المغرب فسم هناك بعد ان ملك و كان قد هرب إلى فاس و طنجة و معه مولاه راشد و دعاهم إلى الدين فأجابوه و ملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم و دعا سليمان بن حريز الرقي متكلم الزيدية و أعطاه سما فورد سليمان بن حريز إلى إدريس فسقاه السم وجد خلوة من مولاه راشد فسقاه و هرب فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة و فاته و عاد و قد مضى إدريس لسبيله. و قال الرضا بن موسى الكاظم: إدريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت و الله ما ترك فينا مثله و حكى داود بن القاسم الجعفري انه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد الله و سمه قال و كنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه و لا أحسن وجها. و أعقب إدريس بن عبد الله المحض من ابنه إدريس وحده" انتهى" و مرت ترجمة إدريس بن إدريس قبل هذا فراجع.




أعيان ‏الشيعة، ج‏3، ص: 229
إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة 214 كما في هامش عمدة الطالب المطبوع.
ذكر في ترجمة أبيه إدريس بن عبد الله سبب دخول الأب إلى المغرب و تملكه على البربر و إرسال الرشيد اليه من سمه. قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين أنه لما مات إدريس بن عبد الله كان له حمل فقام راشد مولاه بامر المرأة حتى ولدت فسماه باسم أبيه إدريس و قام بامر البربر حتى كبر و نشا فولي أمرهم أحسن ولاية و كان فارسا شجاعا جوادا شاعرا (اه) و في عمدة الطالب: أعقب إدريس بن عبد الله المحض من ابنه إدريس وحده و كان إدريس بن إدريس لما مات أبوه حملا و أمه أم ولد بربرية و لما مات‏
أعيان‏الشيعة، ج‏3، ص: 230
إدريس بن عبد الله المحض وضعت المغاربة التاج على بطن جاريته أم إدريس فولدته بعد أربعة أشهر قال الشيخ أبو نصر البخاري قد خفي على أناس حديث إدريس لبعده عنهم و نسبوه إلى مولاه راشد و قالوا انه احتال في ذلك لبقاء الملك له و لم يعقب إدريس بن عبد الله و ليس الأمر كذلك فان داود بن القاسم الجعفري و هو أحد كبار العلماء و ممن له معرفة بالنسب حكى انه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد الله و سمه و ولادة إدريس بن إدريس قال: و كنت معه بالمغرب و قال أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار انشدني إدريس لنفسه شعرا:
لو مال صبري بصبر الناس كلهم لكل في روعتي و ضل في جزعي‏
بان الاحبة فاستبدلت بعدهم هما مقيما و شملا غير مجتمع‏
كأنني حين يجري الهم ذكرهم على ضميري مجبول على الفزع‏
تاوي همومي إذا حركت ذكرهم إلى جوارح جسم دائم الجزع‏

و أعقب إدريس بن إدريس من سبعة رجال القاسم، و عيسى، و عمر، و داود، و يحيى، و عبد الله، و حمزة. و قيل أعقب من غيرهم أيضا و لكل منهم ممالك ببلاد المغرب هم بها ملوك إلى الآن (انتهى).








مستدركات ‏أعيان ‏الشيعة، ج‏2، ص: 49
الولد اثني عشر ولدا، ولي الأمر منه بعده أكبرهم محمد. «1»
إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي (ع).
مرت ترجمته في الصفحة 230 من المجلد الثالث و ننشر عنه هنا دراسة ثانية:
إدريس ممن شهد مجزرة فخ «2» فيمن شهدها من العلويين كما شهدها أخوه يحيى. و قد سلمهما الله فنجيا، فاما يحيى فإنه فر إلى الشرق حتى بلغ بلاد الديلم و دعا الناس فبايعوه فجهز إليه الرشيد جيشا بقيادة الفضل بن يحيى البرمكي، فكاتبه الفضل و بذل له الأمان فأجاب إلى السلم و لكنه طلب يمين الرشيد و أن يكون بخطه و يشهد فيه الأكابر، ففعل ذلك و حضر يحيى إلى بغداد فأكرمه الرشيد ثم حبسه حتى مات في السجن و في ذلك يقول أبو فراس الحمداني:
يا جاهدا في مساويهم يكتمها غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم‏

. و أما إدريس فإنه فر و لحق بمصر، و على بريدها واضح مولى صالح بن المنصور، و كان واضح يتشيع لآل البيت، فعلم شان إدريس و أتاه إلى الموضع الذي كان مستخفيا فيه و لم ير شيئا أخلص له من أن يحمله على البريد إلى المغرب ففعل، و لحق إدريس بالمغرب الأقصى هو و مولاه راشد فنزل بمدينة" وليلى" سنة 172، و بها يومئذ إسحاق بن محمد بن عبد الحميد أمير أوربة من البربر البرانس، فاجاره و أكرمه و جمع البربر على القيام بدعوته، و خلع الطاعة العباسية، فانتهى الخبر إلى الرشيد بما فعله واضح في شان إدريس فقتله و قال ابن أبي زرع في كتاب القرطاس: إن إدريس لما قتلت عشيرته بفخ مر بنفسه متسترا في البلاد يريد المغرب فسار من مكة حتى وصل إلى مصر و معه مولى له اسمه راشد فدخلها و العامل يومئذ لبني العباس هو علي بن سليمان الهاشمي فبينما إدريس و راشد يمشيان في شوارع مصر إذ مرا بدار حسنة البناء فوقفا يتاملانها، و إذا بصاحب الدار قد خرج فسلم عليهما و قال:" ما الذي تنظرانه من هذه الدار" فقال راشد:" أعجبنا حسن بنائها" قال:" و أظنكما غريبين ليسا من هذه البلاد" فقال راشد:" جعلت فداك إن الأمر كما ذكرت" قال: فمن أي الأقاليم أنتما" قال راشد: من الحجاز. قال: فمن أي بلاده؟ قالا: من مكة. قال:" و إخالكما من شيعة الحسنيين الفارين أرى لك صورة حسنة و قد توسمت فيك الخير أ رأيت إن أخبرناك من نحن أ كنت تستر علينا؟" قال:" نعم و رب الكعبة و أبذل الجهد في صلاح حالكما" فقال راشد" هذا إدريس بن عبد الله بن حسن و أنا مولاه راشد، فررت به خوفا عليه من القتل و نحن قاصدون بلاد المغرب" فقال الرجل:
" لتطمئن نفوسكما فاني من شيعة آل البيت و أول من كتم سرهم فأنتما من الآمنين".
ثم أدخلهما منزله و بالغ في الإحسان إليها فاتصل خبرهما بعلي بن سليمان صاحب مصر، فبعث إلى الرجل الذي هما عنده فقال له:" إنه قد رفع إلي خبر الرجلين اللذين عندك و إن أمير المؤمنين قد كتب إلي في طلب الحسنيين و البحث عنهم، و قد بث عيونه على الطرقات و جعل الرصاد على أطراف البلاد فلا يمر بهم أحد حتى يعرف نسبه و حاله، و إني أكره أن أتعرض لدماء آل البيت فلك و لهم الأمان فاذهب إليهما و أعلمهما بمقالي و أمرهما بالخروج من عملي و قد أجلتهما ثلاثا".
فسار الرجل فاشترى راحلتين لإدريس و مولاه و اشترى لنفسه أخرى و صنع زادا يبلغهما إلى إفريقية و قال لراشد:" اخرج أنت مع الرفقة على الجادة و أخرج أنا و إدريس على طريق غامض لا تسلكه الرفاق و موعدنا مدينة برقة".
فخرج راشد مع الرفقة في زي التجار، و خرج إدريس مع المصري فسلكا البرية حتى وصلا إلى برقة و أقاما بها حتى لحق بهما راشد، ثم جدد لهما المصري زادا و ودعهما و انصرف.
و سار إدريس و راشد يجدان السير حتى وصلا إلى القيروان.
فأقاما بها أياما، فلما لم يجد إدريس بها مراده خرج مع مولاه راشد حتى انتهيا إلى مدينة وليلى قاعدة جبل زرهون.
و كانت مدينة متوسطة حصينة كبيرة المياه و الغروس و الزيتون، و كان لها سور عظيم من بنيان الأوائل، يقال إنها المسماة اليوم بقصر فرعون. فنزل بها إدريس على صاحبها ابن عبد الحميد الأوربي، فاقبل عليه ابن عبد الحميد و بالغ في إكرامه و بره، فعرفه إدريس بنفسه و أفضى إليه بسره فوافقه على مراده و أنزله معه في داره و تولى خدمته و القيام بشئونه.
و كان دخول إدريس المغرب و نزوله على ابن عبد الحميد بمدينة وليلى غرة ربيع الأول سنة اثنين و سبعين و مائة.
بيعة إدريس بن عبد الله‏
لما استقر إدريس بن عبد الله بمدينة وليلى عند كبيرها إسحاق بن محمد بن عبد الحميد الأوربي أقام عنده ستة أشهر فلما دخل شهر رمضان من السنة جمع ابن عبد الحميد عشيرته من أوربة و عرفهم بنسب إدريس و قرابته من رسول الله (ص) و قرر لهم فضله و دينه و علمه و اجتماع خصال الخير فيه، فقالوا: الحمد لله الذي أكرمنا به و شرفنا بجواره، و هو سيدنا و نحن العبيد، فما تريد منا؟ قال:" تبايعونه" قالوا:" ما منا من يتوقف عن بيعته فبايعوه بمدينة وليلى يوم الجمعة رابع رمضان سنة 172 و كان أول من بايعه قبيلة أوربة على السمع و الطاعة و القيام بامره، و [الافتداء] الاقتداء به في صلواتهم و غزواتهم و سائر أحكامهم.
و كانت أوربة يومئذ من أعظم قبائل البربر بالمغرب الأقصى و أكثرها عددا و ثلثها في نصرة إدريس و القيام بامره كل من مغيلة و صدنية.
و لما بويع إدريس خطب الناس فقال بعد حمد الله و الصلاة على نبيه" أيها الناس لا تمدن الأعناق إلى غيرنا، فان الذي تجدونه من الحق عندنا لا تجدونه عند غيرنا".
ثم بعد ذلك وفدت عليه قبائل زناتة و البربر مثل زواغة و زواوة و سدراتة و غياثة و مكناسة و غمارة و كافة البربر و تمكن سلطانه و قويت شوكته.
و لحق به من إخوته سليمان بن عبد الله و نزل بأرض زناتة من تلمسان‏
مستدركات‏أعيان‏الشيعة، ج‏2، ص: 50
و نواحيها، هذا ما قاله ابن خلدون، و لكن أبا الفداء يقول إن سليمان بن عبد الله قتل بوقعة فخ و جمع رأسه مع رؤوس القتلى.
إدريس يغزو المغرب الأقصى‏
ثم إن إدريس اتخذ جيشا كثيفا من وجوه زناتة و أوربة و صنهاجة و هوارة و غيرهم، و خرج غازيا بلاد تامستا، ثم زحف إلى بلاد تأولا ففتح معاقلها و حصونها، و كان أكثر أهل هذه البلاد لم يدخلوا في الإسلام و إنما الإسلام بها قليل، فأسلموا جميعهم على يده.
و رجع إلى مدينة وليلى مؤيدا منصورا، فدخلها أواخر ذي الحجة سنة 172، فأقام بها شهر المحرم أول سنة 173 ريثما استراح الناس، ثم خرج يغزو من كان بقي من قبائل البربر بالمغرب على غير دين الإسلام، و كان قد بقي منهم بقية متحصنون في المعاقل و الجبال و الحصون المنيعة، فلم يزل إدريس يجاهدهم في حصونهم و يستنزلهم من معاقلهم حتى دخلوا في الإسلام.
و كانت البلاد التي غزاها هذه المرة هي: حصون فندلاوة و حصون مديونة و بهلولة و قلاع غياثة و بلاد فازاز ثم عاد إلى مدينة وليلى فدخلها في النصف من جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
إدريس يغزو المغرب الأوسط" الجزائر"
أقام إدريس في وليلى بقية جمادى الآخرة و نصف رجب التالي لها ريثما استراح جيشه ثم خرج منتصف رجب المذكور لغزو مدينة تلمسان و من بها من قبائل مغراوة بني يفرن فانتهى إليها و نزل خارجها فخرج إليه صاحبها محمد بن خزر مستأمنا و مبايعا له فامنه إدريس و قبل بيعته.
و دخل مدينة تلمسان فأمن أهلها ثم أمن سائر زناتة و بني مسجد تلمسان و أتقنه ثم رجع إلى وليلى.
أما الأحداث الأخرى في حياة إدريس فتراجع في ترجمته المتقدمة في المجلد الثالث.
الشاه إسماعيل الأول الصفوي‏
و الصفويون مرت ترجمته في الصفحة 321 من المجلد الثالث، ثم ذكرنا تفاصيل أخرى عنه في الصفحة 16 من المجلد الأول من المستدركات.
و هاهنا تفاصيل أخرى كتبها واحد من معاصري أواخر عهد الصفويين هو السيد حسين بن مرتضى الحسيني الأسترآبادي في كتاب بعنوان (من الشيخ صفي إلى الشاه صفي) و هذا الكاتب عاش في عصر الشاه حسين (1106- 1135) و كتب ما كتب سنة 1115.
و نحن ننشر مقاله أولا ثم نعلق عليه و المقال مكتوب بالأصل بالفارسية و قد تركناه بنصه لاعطاء صورة كاملة من آراء الكاتب و عن تعبيره عن رجال ذلك العهد و اعتقاده بهم غير متدخلين في آرائه و تعبيره و اعتقاده، تاركين للقارئ استنتاج ما يشاء من الحقائق وحدها. قال الكاتب:
الصفويون: من صفي الدين إلى إسماعيل‏
سلطان الأولياء و برهان الأصفياء، سراج سماء الولاية الأعظم السلطان صفي الدين إسحاق- قدس سره- كان شمسا من مشرق الولاية، شخصية دينية نيره، و شمس من مطلع الهداية، ناشر الشريعة. اسمه الشريف هو حضرة السيد إسحاق، و لقبه الكريم هو صفي الدين، و في بعض الكتب نجيب الدين. و لكن هذا اللقب غير معروف و كنيته الشريفة أبو الفتح. كان مولده السعيد في سنة 651 في آخر أيام حكومة العباسيين، و بعد وفاة والده الكريم أشرفت والدته المحترمة على تربيته و أحواله، و عمل فترة من الزمن في كسب الفضائل و الكمالات الصورية، و قد تغلبت عليه رغبة السير و السلوك و إدراك مشاكل عالم المعنى، و وضع خطاه و سار في وادي الجهاد و نكران الذات و التصوف، و كان ينوي أن يلزم خدمة مرشد عالم جليل، صاحب مكارم يتتلمذ على يدي





مستدركات ‏أعيان ‏الشيعة، ج‏2، ص: 46
إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن.
مرت ترجمته في الصفحة 229 من المجلد الثالث. و ننشر هنا عنه دراسة ثانية:
ولد يوم الاثنين ثالث رجب سنة 177 و كان والده إدريس بن عبد الله قد توفي مسموما، و هو حمل كما هو مفصل في ترجمة أبيه الآتية «2» فكفله راشد مولى أبيه و قام بامره أحسن قيام، فاقرأه القرآن حتى حفظه و هو ابن ثمان سنين، ثم علمه الحديث و السنة و الفقه في الدين و العربية و رواه الشعر و أمثال العرب و حكمها و أطلعه على سر الملوك، و عرفه أيام الناس، و دربه على ركوب الخيل و الرمي بالسهام و غير ذلك من مكايد الحرب، فلم يمض له من العمر إحدى عشرة سنة حتى كان قد اضطلع بما حمل، و ترشح للأمر، و استحق لأن يبايع، فبايعه البربر و آتوه صفقتهم عن طاعة منهم و إخلاص.
قال ابن خلدون: بايع البربر إدريس الأصغر حملا، ثم رضيعا، ثم فصيلا، إلى أن شب فبايعوه بجامع مدينة وليلى سنة 188 و هو ابن إحدى عشرة سنة.
و كان إبراهيم بن الأغلب صاحب إفريقية قد دس إلى بعض البربر الأموال و استمالهم حتى قتلوا راشدا مولاه سنة 186، و حملوا إليه رأسه، و قام بكفالة إدريس من بعده أبو خالد يزيد بن إلياس العيدي، و لم يزل على ذلك إلى أن بايعوا لإدريس فقاموا بامره و جددوا لأنفسهم رسوم الملك بتجديد طاعته.
مستدركات‏أعيان‏الشيعة، ج‏2، ص: 47
و في القرطاس أن مقتل راشد كان في السنة التي بويع فيها إدريس بن إدريس، قال:" و كانت بيعة إدريس يوم الجمعة غرة ربيع الأول سنة 188" بعد مقتل راشد بعشرين يوما و إدريس يومئذ ابن إحدى عشرة سنة و خمسة أشهر قاله عبد الملك الوراق في تاريخه:
و في قتل راشد يقول إبراهيم بن الأغلب في بعض ما كتب به إلى الرشيد يعرفه بنصحه و كمال خدمته:
أ لم ترني بالكيد أرديت راشدا و أني بأخرى لابن إدريس راصد
تناوله عزمي على بعد داره بمحتومة يحظى به من يكايد
نفاه أخو عك بمقتل راشد و قد كنت فيه شاهدا و هو راقد

يريد باخي عك محمد بن مقاتل العكي والي إفريقية، فإنه لما حاول ابن الأغلب قتل راشد و تم له ذلك كتب العكي إلى الرشيد يعلمه أنه هو الذي فعل ذلك، فكتب صاحب البريد إلى الرشيد بحقيقة الأمر، و أن ابن الأغلب هو الفاعل لذلك و المتولي له، فثبت عند الرشيد كذب العكي و صدق ابن الأغلب، فعزل الرشيد العكي على بعض كورها، هكذا حكى صاحب القرطاس، و فيه أن عزل العكي أن إفريقية و تولية ابن الأغلب عليها كان في سنة أربع و ثمانين قبل وفاة راشد بسنتين، أو بأربع سنين على الخلاف المتقدم. و قال البكري و البرنسي: إن راشدا لم يمت حتى أخذ البيعة لإدريس بالمغرب، و أن إدريس لما تم له من العمر إحدى عشرة سنة ظهر من وفور عقله و نباهته و فصاحته ما أذهل عقول الخاصة و العامة، فاخذ له راشد البيعة على البربر يوم الجمعة سابع ربيع الأول من السنة المذكورة، فصعد إدريس المنبر و خطب الناس فقال:" الحمد لله أحمده و أستغفره و أستعين به و أتوكل عليه، و أعوذ به من شر نفسي و من شر كل مشر، و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله المبعوث إلى الثقلين بشيرا و نذيرا و داعيا إلى الله باذنه و سراجا منيرا، (ص)، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهير أيها الناس: إنا قد ولينا هذا الأمر الذي يضاعف فيه للمحسن الأجر و على [السي‏ء] المسي‏ء الوزر، و نحن و الحمد لله على قصد، فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا فان الذي تطلبونه من إقامة الحق إنما تجدونه عندنا".
ثم دعا الناس إلى بيعته و حضهم على التمسك بطاعته. فعجب الناس من فصاحته و قوة جاشه على صغر سنه، ثم نزل فتسارع الناس إلى بيعة و ازدحموا عليه يقبلون يده، فبايعه كافة قبائل المغرب من زناتة و أوربة و منهاجة و غمارة و سائر قبائل البربر فتت له البيعة، و بعد بيعته بقليل توفي مولاه راشد، و الله أعلم.
وفود العرب على إدريس‏
لما [استفام‏] استقام أمر المغرب لإدريس بن إدريس و توحد ملكه، و عظم سلطانه، و كثرت جيوشه، و أتباعه وفدت عليه الوفود من البلدان، و قصده الناس من كل مكان فاستمر بقية سنة ثمان و ثمانين [] و مائة يصل الوفود و يبذل الأموال و يستميل الرؤساء و الأقيال. و لما دخلت سنة تسع و ثمانين و مائة وفدت عليه وفود العرب من إفريقية و الأندلس نازعين إليه و ملتفين عليه فاجتمع لديه منهم نحو خمسمائة فارس من قيس و الأزد و مذحج و يحصب و الصدف و غيرهم فسر إدريس بوفادتهم و أجزل صلتهم و أدنى منزلتهم و جعلهم بطانة دون البربر فاستوزر منهم عمير بن مصعب الأزدي المعروف بالملجوم، من ضربة ضربها في بعض حربهم و سمته على الخرطوم.
و كان عمير من فرسان العرب و سادتها و لأبيه مصعب ماثر بإفريقية و الآندلس و واقف في غزو الفرنج و استقضى منهم عامر بن محمد بن سعيد القيسي و كان من أهل الورع و الفقه و الدين، سمع من مالك بن أنس و سفيان الثوري و روى عنهما كثيرا، و كان قد خرج إلى الأندلس مجاهدا، ثم أجاز إلى العدوة، فوفد بها على إدريس فيمن وفد عليه من العرب فاستقضاه و استكتب منهم أبا الحسن عبد الله بن مالك الخزرجي.
و لم تزل الوفود تقدم عليه من العرب و البربر حتى كثر الناس لديه و ضاقت بهم مدينة وليلى.
و انتهى إلى ابن الأغلب ما عليه إدريس من الاستفحال فارهق عزمه للتضريب بين البربر و استفسادهم على إدريس. فكان منهم بهلول بن عبد الله الواحد المضغري من خاصة إدريس و من أركان دولته، فكاتبه ابن الأغلب و استهواه بالمال حتى بايع الرشيد و انحرف عن إدريس و اعتزله في قومه، فصالحه إدريس و كتب إليه يستعطفه بقرابته من رسول الله فكف عنه، و كان فيما كتب به إدريس إلى بهلول المذكور قوله:
أ بهلول قد حملت نفسك خطة تبدلت منها ضلة برشاد
أضلك إبراهيم مع بعد داره فأصبحت منقادا بغير قياد
كأنك لم تسمع بمكر ابن أغلب و قدما رمى بالكيد كل بلاد
و من دون ما منتك نفسك خاليا و مناك إبراهيم شوك قتاد

ثم أحس إدريس من إسحاق بن محمد الأوربي بانحراف عنه و موالاة لابن الأغلب فقتله سنة 190 و صفا له المغرب و تمكن سلطانه به.
بناء مدينة فاس‏
لما كثرت الوفود من العرب و غيرهم على إدريس و ضاقت بهم مدينة وليلى أراد أن يبني لنفسه مدينة يسكنها هو و خاصته و وجوه دولته فركب يوما في جماعة من حاشيته و خرج يتخير البقاع فوصل إلى جبل هناك فأعجبه ارتفاعه و طيب هوائه و تربته، فاختط بسنده مدينة مما يلي الجوف، و شرع في بائها فبنى بعضا من الدور و نحو الثلث من السور، فاتى اسيل من أعلى الجبل في بعض الليالي، فهدم السور و الدور، و حمل ما حول ذلك من الخيام و الزروع و ألقاها في نهر سبو، فكف إدريس عن البناء، و استمر الحال على ذلك مدة يسيرة، ثم خرج ثانية يتصيد و يرتاد لنفسه موضعا يبني فيه ما قد عزم عليه، فانتهى إلى نهر سبو حيث هي حمة خولان، فأعجبه الموضع لقربه من الماء و لأهل الحمة التي هناك «1» فعزم إدريس على أن يبني هناك مدينة و شرع في حفر الأساس و عمل الجيار و قطع الخشب و ابتدأ بالنباء، ثم فكر في سبو و ما ياتي به من المدود و السيول زمان الشتاء و ما يحصل بذلك من الضرر
مستدركات‏أعيان‏الشيعة، ج‏2، ص: 48
العظيم للناس فكف عن البناء و رجع إلى وليلى.
ثم بعث وزيره عمير بن مصعب الأزدي يرتاد موضعا يبني فيه المدينة التي عزم عليها، فسار عمير في جماعة يقص الجهات و يتخير البقاع و الترب و المياه، حتى انتهى إلى فحص سايس، فأعجبه المحل فنزل هناك على عين ماء تطرد في مرج أخضر، فتوضأ و صلى الظهر هو و جماعة الذين معه، ثم دعا الله تعالى أن ييسر عليه مطلبه، ثم ركب وحده و أمر الجماعة أن ينتظروه حتى يعود إليهم، فنسب العين اليه من يومئذ و دعيت عين عمير، ثم أوغل في فحص سايس حتى انتهى إلى العيون التي ينبع منها وادي فاس، فرأى مياها تطرد في فسيح من الأرض و حول العيون التي شعراء من شجر الطرفاء و الطخش و العرعار و الكخ و غير ذلك، فشرب من الماء فاستطابه، و نظر إلى ما حوله من المزارع التي ليست على نهر سبو فأعجبته، فانحدر مع مسيل الوادي حتى انتهى إلى موضع مدينة فاس اليوم، فنظر فإذا ما بين الجبلين غيضة ملتفة الأشجار مطردة العيون و الأنهار، و في جانب منها خيام من شعر يسكنها قوم من زواغة يعرفون ببني الخير، و قوم من زناتة يعرفون ببني يرغش و كان بنو يرغش على دين المجوسية و بعضهم يهود و بعضهم نصارى.
و كان بنو الخير ينزلون بعدوة القرويين و بنو يرغش ينزلون بعدوة الأندلس، و كان قلما يفترون عن القتال لاختلاف أهوائهم و تباين أديانهم.
فرجع عمير إلى إدريس و أعلمه بما رأى من الغيضة و ساكنيها و ما وقع عليه اختياره فيها فجاء إدريس لينظر إلى البقعة فالفى بني الخير و بني يرغش يقتتلون فأصلح بينهم و أسلموا بعد ذلك على يده و اشترى منه الغيضة بستة آلاف درهم، فرضوا بذلك و دفع لهم الثمن.
ثم ضرب أبنيته بكرادة و شرع في بناء المدينة فاختط عدوة الأندلس غرة ربيع الأول سنة 192.
و في سنة ثلاث بعدها اختط عدوة القرويين و بنى مساكنه بها و انتقل إليها. و كان أولا أدار السور على عدوة الأندلس و بنى بها الجامع المعروف بجامع الأشياخ، و أقام فيه الخطبة، ثم انتقل ثانيا إلى عدوة القرويين كما قلنا و نزل بالموضوع المعروف بالمقرمدة و ضرب فيه قيطونه و أخذ في بناء جامع الشرفاء و أقام فيه الخطبة أيضا، ثم شرع في بناء داره، ثم بنى القيسارية إلى جانب المسجد الجامع، و أدار الأسواق حوله و أمر الناس بالبناء و قال لهم: من بنى موضعا أو اغترسه قبل تمام السور فهو له.
فبنى الناس من ذلك شيئا كثيرا و اغترسوا، و وفد عليه جماعة من الفرس من أرض العراق فأنزلهم بغيضته هناك كانت على العين المعروفة بعين علوان.
ثم أدار السور على عدوة القرويين و كانت من لدن باب السلسلة إلى غدير الجوزاء.
قال عبد الملك الوراق: كانت مدينة فاس في القديم بلدين لكل بلد منهما سور يحيط و أبواب تختص به، و النهر فاصل بينهما، و سميت إحدى العدوتين عدوة القرويين لنزول العرب الوافدين إليها من القيروان بها، و سميت الأخرى عدوة الأندلس لنزول العرب الوافدين من الأندلس بها.
و ذكر ابن غالب في تاريخه أن إدريس لما فرع من بناء مدينة فاس و حضرت الجمعة الأولى صعد المنبر و خطب الناس ثم رفع يديه في آخر الخطبة فقال:
" اللهم إنك تعلم أني ما أردت ببناء هذه المدينة مباهاة، و لا مفاخرة، و لا رياء، و لا سمعة، و لا مكابرة، و إنما أردت أن تعبد بها و يتلى بها كتابك و تقام بها حدودك و شرائع دينك، و سنة نبيك محمد (ص) ما بقيت الدنيا. اللهم وفق سكانها و قطانها للخير و أعنهم عليه و أكفهم مئونة أعدائهم و أدر عليهم الأرزاق و أغمد عنهم سيف الفتنة و الشقاق إنك على كل شي‏ء قدير"
غزو إدريس المغربين‏
أقام إدريس بفاس إلى سنة 197 ثم خرج غازيا بلاد المصامدة فانتهى إليها و استولى عليها و دخل مدينة نفيس و مدينة أغمات «1»، و فتح سائر بلاد المصامدة، و عاد إلى فاس فأقام بها إلى سنة 199. فخرج في المحرم لغزو قبائل نفزة من أهل المغرب الأوسط و من بقي هناك على طريقة الخوارج من البربر، فسار حتى غلب عليهم و دخل مدينة تلمسان، فنظر في أحوالها و أصلح سورها و جامعها و صنع فيها منبرا. و بقي في تلمسان ثلاث سنين ثم رجع إلى مدينة فاس.
قال داود بن القاسم الجعفري: شهدت مع إدريس بن إدريس غزواته مع الخوارج الصفرية من البربر، فلقيناهم و هم ثلاثة أضعافنا فلما تقارب الجمعان نزل إدريس فتوضأ و صلى ركعتين و دعا الله تعالى ثم ركب فرسه و تقدم للقتال، قال: فقاتلناهم قتالا شديدا، فكان إدريس يضرب في هذا الجانب مرة، و يكر في هذا الجانب الآخر مرة، و لم يزل كذلك حتى ارتفع النهار، ثم رجع إلى رايته فوقف بإزائها و الناس يقاتلون بين يديه، فطفقت [أتامله‏] أنامله و أديم النظر إليه و هو تحت ظلال البنود يحرض الناس و يشجعهم، فاعجبني ما رأيت من ثباته و قوة جاشه: فالتفت نحوي و قال: يا داود ما لي أراك تديم النظر إلى؟. قلت: أيها الامام إنه قد أعجبني منك خصال لم أرها اليوم في غيرك.
قال و ما هي؟. قلت: أولاها ما أراه من ثبات قلبك و طلاقة وجهك عند لقاء العدو. قال: ذاك ببركة جدنا و دعائه لنا و صلاته علينا، و وراثة من أبي علي بن أبي طالب" الخبر".
وفاة إدريس‏
قال ابن خلدون: انتظمت لإدريس بن إدريس كلمة البربر و زناتة و محا دعوة الخوارج منهم و اقتطع المغربين عن دعوة العباسيين من لدن السوس الأقصى إلى وادي شلف، «2» و دافع إبراهيم بن الأغلب عن حماه بعد ما ضايقه بالمكايد و استفساد الأولياء حتى قتلوا راشدا مولاه. و ارتاب إدريس بالبربر فصالح ابن الأغلب و سكن من غربه و ضرب السكة باسمه و عجز الأغالبة بعد ذلك عن مدافعة هؤلاء الأدارسة، و دافعوا خلفاء بني العباس بالمعاذير الباطلة. وصفا ملك المغرب لإدريس و استمر بدار ملكه من فاس ساكنا وادعا، مقتعدا أريكته، مجتنيا ثمرته إلى أن توفاه الله ثاني جمادى الآخرة سنة 213، و عمره نحو ست و ثلاثين سنة، و دفن بمسجده بإزاء الحائط الشرقي منه. و قال آخرون: إنه توفي بمدينة وليلى و دفن إلى جنب أبيه.
و يقال عن سبب وفاته أنه أكل عنبا فشرق بحبة فمات لحينه، و خلف من‏
مستدركات‏أعيان‏الشيعة، ج‏2، ص: 49
الولد اثني عشر ولدا، ولي الأمر منه بعده أكبرهم محمد. «1»