خلیل١، یک شخص عجیب و غریبی بوده است. در [بین] سنی و شیعه، مثل این ادیب پیدا نشده است، هیچ. [از او سؤال کردند:] مَا الدَليلُ عَلي أنّ عَليًّا إمامُ الكُل فِي الكُل؟ قَال: إفتِقارُ الكُل إليهِ فِي الكُل، وَ غِناهُ عَن الكُل فِي الكُل ٢. ( دلیل بر اینکه [حضرت] علی علیهالسلام امام همگان در همه امور است چیست؟ گفت: احتیاج همگان به او در همه امور، و بینیازی او از همگان در همه کارها.) میگوید: علیبنابیطالب، دوستانش فضائلش را از [روی] ترس مخفی کردند، و دشمنانش [فضائلش را] از [روی] حسد مخفی میکردند. معذلک (بااینوجود) فضائلش، شرق و غرب [عالَم] را پر کرده است٣.
روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج3، ص: 299
و زلّة يكثر الشّيطان إن ذكرت منها التّعجب جاءت من سليمانا
لا تعجبنّ لخير زلّ عن يده فالكوكب النّحس يسقى الارض احيانا
و كان كثيرا ما ينشد عن الأخطل هذا البيت:
و إذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال «1»
و من شعره أيضا بنقل صاحب «البغية»:
و قبلك داوى الطّبيب المريض فعاش المريض و مات الطّبيب
فكن مستعدّا لدار الفناء (البقاء) فانّ الّذى هو آت قريب
قيل: و كان الخليل بن أحمد يعظ النّاس فمرّ عليه بعض الجهّال فأنشد:
و غير تقىّ يأمر النّاس بالتّقى طبيب يداوي و الطّبيب مريض
فأجابه الخليل:
اعمل بعلمى و ان قصرت فى عملى ينفعك علمي و لا يضررك تقصيرى «2»
هذا و من جملة من صرّح بتشيّع الرّجل من الإمامية الحقّة هو القاضي نور اللّه التّسترى المرحوم فى مجالسه مستدلّا عليه بوجوه، منها: انّه سئل لم يهجر النّاس عليّا و قربه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قربه، و موضعه من المسلمين موضعه، و عياذه فى الاسلام عياذه فقال: بهر و اللّه نوره أنوارهم، و غلبهم على صفو كلّ منهل و النّاس على أشكالهم أميل أ ما سمعت الاوّل حيث يقول:
و كلّ شكل الى شكله آلف أ ما ترى الفيل يألف الفيلا
قال: و أنشدنا الرّياسى فى معناه عن العبّاس الاحنف:
و قائل كيف تهاجرتما فقلت قولا فيه اصناف
لم يك من شكلى فهاجرته و النّاس اشكال و آلاف
قلت: و هذا حديث رواه الصّدوق فى أماليه عن أبى زيد النّحوى السّائل عن الخليل، و ترك منه فى «المجالس» تمثله بالابيات، و قد نقله شيخنا المروّج فى تعليقاته
__________________________________________________
(1) نور القبس 64.
(2) نور القبس 61.
روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات، ج3، ص: 300
بهذا الوجه.
قيل: و سئل أيضا ما هو الدّليل على انّ عليّا إمام الكلّ فى الكلّ؟ فقال: احتياج الكلّ اليه و غناه عن الكلّ.
و فى «كشف الغمّة» نقلا عن محمّد بن سلام الجمحى عن يونس بن حبيب العثماني النّحوى أحد تلامذة الخليل قال: قلت له: اريد ان اسئلك عن مسئلة فتكتّمها علىّ، فقال قولك يدل على انّ الجواب أغلظ من السّؤال فتكتّمه أنت أيضا، قلت نعم ايّام حياتك، قال سل فقلت: ما بال أصحاب النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كانّهم كلّهم بنو أمّ واحدة و علىّ بن ابى طالب عليه السّلام من بينهم كأنّهم ابن علّة؟! فقال من أين لك السّؤال؟ قلت: قد وعدتنى الجواب، قال:
و قد ضمنت لى الكتمان، قلت: ايّام حياتك، فقال: انّ عليّا عليه السّلام تقدّمهم إسلاما، و فاقهم علما، و بذهم شرفا، و رجحهم زهدا، و طالبهم جهادا، و النّاس إلى أشكالهم و أشباههم أميل منهم إلى من بان منهم و فاقهم «انتهى» «1».
و نقل عنه أيضا انّه سئل عن فضيلة علىّ بن أبى طالب عليه السّلام فقال ما أقول فى حقّ من أخفى الأحبّاء فضائله من خوف الأعداء، و سعى أعدائه فى إخفائها من الحسد و البغضاء و ظهر من فضائله مع ذلك كلّه ما ملأ المشرق و المغرب.
.