سال بعدالفهرستسال قبل

محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الأحول(000 - 160 هـ = 000 - 776 م)

محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الأحول(000 - 160 هـ = 000 - 776 م)




موسوعة طبقات ‏الفقهاء، ج‏2، ص: 515
642 محمد بن علي بن النعمان «1»

(.. نحو 160 ه) ابن أبي طريفة البجلي بالولاء، المتكلّم المناظر الفقيه أبو جعفر الاحول، الصيرفي، الكوفي، يُلقب: (مؤمن الطاق) و (صاحب الطاق)، و إنّما سمّي بالطاق لَانّه كان صيرفياً في (طاق المحامل) من أسواق الكوفة.
روى عن: سلام بن المستنير، و أبي الورد، و إسماعيل بن الفضل، و غالب بن هذيل، و أبي عبيدة الحذاء، و زكريا النقاض، و غيرهم.
روى عنه: صفوان بن يحيى، و الحسن بن محبوب، و أبان بن عثمان، و محمد بن أبي عمير، و يونس بن عبد الرحمن، و أبو الفضل المكفوف النحوي، و آخرون.
و كان رأساً في العلم و العمل، ثقة، كبير الشأن.
صحب الامام أبا عبد الله الصادق- عليه السّلام، و أخذ عنه العلوم و المعارف،
موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏2، ص: 516
و روى عنه، كما عدّ من أصحاب الامام موسى الكاظم- عليه السّلام.
وقد وقع في اسناد جملة من الروايات عن أئمّة أهل البيت- عليهم السّلام- تبلغ ثمانية و ثلاثين مورداً «1» و كان من أحذق أصحاب الصادق- عليه السّلام، و من أحبّ الناس إليه، و قد صحّ عنه- عليه السّلام- أنّه كان يقول: أربعة أحبّ الناس إليّ أحياءً و أمواتاً: بُريد بن معاوية البجلي، و زرارة بن أعين، و محمد بن مسلم، و أبو جعفر الاحول.
و كان أبو جعفر كثير العلم، متفوّقاً في معارفه، قوياً في حجته، تعددت فيه نواحي العبقرية و النبوغ، فهو عالم بالفقه و الكلام و الحديث «2» ذكره ابن النديم، فقال: كان حسن الاعتقاد و الهدى، حاذقاً في صناعة الكلام، سريع الخاطر و الجواب.
و عدّه المرزباني في شعراء الشيعة، و أورد له بعض الابيات، و قال: كان من الفصحاء البلغاء، و من لا يطاول في النظر و الجدال في الامامة.
قال أبو خالد الكابلي: رأيت أبا جعفر صاحب الطاق و هو قاعد في الروضة قد قطع أهل المدينة أزراره، و هو دائب يجيبهم و يسألونه، فدنوت منه فقلت: إنّ أبا عبد الله ينهانا عن الكلام.
فقال: أمرك أن تقول لي؟ فقلت: لا و الله، و لكن أمرني أن لا أُكلّم أحداً، قال: فاذهب إليه و أطعه فيما أمرك.
فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بقصة صاحب الطاق، و ما قلت له، و قوله لي: اذهب فأطعه فيما أمرك، فتبسّم أبو عبد الله- عليه السّلام و قال: يا أبا خالد إنّ صاحب الطاق يكلّم الناس‏
موسوعةطبقات‏الفقهاء، ج‏2، ص: 517
فيطير و ينقض، و أنت إن قصوك لن تطير.
و كان مؤمن الطاق يتمتع بشخصية فذة، ذا فهم ثاقب و فطنة و ذكاء، و كان معروفاً بعلم الكلام و قوة الحجّة، و كثرة المناظرة و خاصة في مسألة الامامة، حيث كان محبّاً لَاهل البيت منقطعاً إليهم، مجاهراً برغم قسوة الظروف و جور الحكام في القول بفضلهم، و كان يتفوّق دائماً في مناظراته لما عُرف به من سرعة الجواب، و قوة العارضة «1» و قد ذكر له ابن النديم و الخطيب البغدادي و غيرهما عدة مناظرات، فمن أرادها فليرجع إلى كتبهم «2» و قد ألّف مؤمن الطاق كتاباً في مناظراته مع أبي حنيفة، كما ألّف كتباً أُخرى، منها: كتاب الامامة، كتاب المعرفة، كتاب الرد على المعتزلة في إمامة المفضول، كتاب في أمر طلحة و الزبير و عائشة، كتاب في إثبات الوصية، كتاب افعل لا تفعل.
توفّي مؤمن الطاق في قول الزركلي نحو سنة (160 ه) و قيل: توفّي بعد سنة (180 ه).
م







الأعلام للزركلي (6/ 271)
شيْطَان الطَّاق
(000 - نحو 160 هـ = 000 - نحو 777 م)
محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي بالولاء، أبو جعفر الأحول، الكوفي، الملقب بشيطان الطاق: فقيه مناظر، من غلاة الشيعة، تنسب إليه فرقة يقال لها (الشيطانية) عدها المقريزي من فرق (المعتزلة) وقال: (انفرد بطامّة، وهي أن الله لا يعلم الشئ حتى يقدّره، وأما قبل تقديره فيستحيل أن يعلمه، ولو كان عالما بأفعال عباده لاستحال أن يمتحنهم ويختبرهم) وكان صيرفيا، له دكان في (طاق المحامل) من أسواق الكوفة، قال الكشي: لقبه الناس (شيطان الطاق) لأنهم شكّوا في درهم فعرضوه عليه، فقال: ستّوق (أي زائف) فقالوا: ما هو إلا شيطان الطاق!
وكان معاصرا للإمام أبي حنيفة، ويقال: إنه أول من لقبه بذلك، عقب مناظرة جرت بحضرته، بينه وبين بعض الحرورية. وفي مؤرخي الإمامية من يرى في هذا اللقب انتقاصا له، فيلقبونه (مؤمن الطاق) . له تآليف، منها كتاب (افعل، لا تفعل) كبير، و (الاحتجاج) في الإمامة و (الكلام على الخوارج) وكتاب في (مجالسه مع أبي حنيفة) (1) .
__________
(1) معرفة أخبار الرجال للكشي 122 وخطط المقريزي 2: 348 و 353 ولسان الميزان 5: 300 ومنهج المقال 310 واللباب 2: 42 وسفينة البحار 1: 333 ثم 2: 100 وفرق الشيعة للنوبختي 78 والوافي 4: 104 وسماه القاموس، في مادة (طوق) محمد بن النعمان، نسبة الى جده، وجعله من سكان حصن بطبرستان يقال له (الطاق) خلافا لسائر المصادر.