واصل بن عطاء رأس المعتزلة(80 - 131 هـ = 700 - 748 م)

واصل بن عطاء رأس المعتزلة(80 - 131 هـ = 700 - 748 م)
علم کلام




الأعلام للزركلي (8/ 108)
واصِل بن عَطَاء
(80 - 131 هـ = 700 - 748 م)
واصل بن عطاء الغزّال، أبو حذيفة، من موالي بني ضبة أو بني مخزوم: رأس المعتزلة (2) ومن أئمة البلغاء والمتكلمين.
سمي أصحابه بالمعتزلة لاعتزاله حلقة درس الحسن البصري. ومنهم طائفة تنسب إليه، تسمى " الواصلية " وهو الّذي نشر مذهب " الاعتزال " في الآفاق: بعث من أصحابه عبد الله بن الحارث إلى المغرب، وحفص بن سالم إلى خراسان، والقاسم إلى اليمن، وأيوب إلى الجزيرة، والحسن بن ذكوان إلى الكوفة، وعثمان الطويل إلى أرمينية. ولد بالمدينة، ونشأ بالبصرة. وكان يلثغ بالراء فيجعلها غينا، فتجنب الراء في خطابه، وضرب به المثل في ذلك. وكانت تأتيه الرسائل وفيها الراءات، فإذا قرأها أبدل كلمات الراء منها بغيرها حتى في آيات من القرآن. ومن أقوال الشعراء في ذلك، لأحدهم:
" أجعلت وصلي الراء، لم تنطق به ... وقطعتني حتى كأنك واصل. "
ول أبي محمد الخازن في مدح الصاحب ابن عباد:
" نعم، تجنب لا، يوم العطاء، كما ... تجنب ابن عطاء لفظة الراء "

وكان ممن بايع لمحمد بن عبد الله بن الحسن في قيامه على " أهل الجور ". ولم يكن غزّالا، وإنما لقب به لتردّده على سوق الغزالين بالبصرة. له تصانيف، منها " أصناف المرجئة " و " المنزلة بين المنزلتين " و " معاني القرآن " و " طبقات أهل العلم والجهل " و " السبيل إلى معرفة الحق " و " التوبة " (1) .
__________
(2) كتب ابن حجة في ثمرات الأوراق ما موجزه: المعتزلة من فرق الإسلام، يرون أن أفعال الخير من الله، وأفعال الشر من الإنسان، وأن القرآن مخلوق محدث ليس بقديم، وأن الله تعالى غير مرئي يوم القيامة، وأن المؤمن إذا ارتكب الذنب، كشرب == الخمر وغيره، يكون في منزلة بين منزلتين، لا مؤمنا ولا كافرا، ويرون أن إعجاز القرآن في " الصرفة " لا أنه في نفسه معجز، أي أنّ الله لو لم يصرف العرب عن معارضته لأتوا بما يعارضه، وأن من دخل النار لم يخرج منها. وسموا معتزلة لأن واصل بن عطاء كان ممن يحضر درس الحسن البصري، فلما قالت الخوارج بكفر مرتكب الكبائر وقالت الجماعة بأن مرتكب الكبائر مؤمن غير كافر وإن كان فاسقا، خرج واصل عن الفرقتين، وقال: إن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر. واعتزل مجلس الحسن، وتبعته جماعة، فعرفوا بالمعتزلة. وما زال مذهبهم ينمو إلى أيام الرشيد، فوضعه موضع البحث بين العلماء. ولما ولي المأمون ناصر المعتزلة وعاقب مخالفيهم. وتابعه المعتصم ثم الواثق. ولما كانت أيام المتوكل كتب إلى الآفاق بمخالفة القائلين بالاعتزال. وضعف شأن المعتزلة حتى ذهبت بمذهبهم الأيام. واشتهر منهم فضلاء وأعيان كالجاحظ والزمخشريّ والماوردي والصاحب بن عباد والفراء والسيرافي وابن جني وأبي علي الفارسي وابن أبي الحديد وآخرين كثيرين.
__________
(1) المقريزي 2: 345 ووفيات الأعيان 2: 170 وفي نسخة المطبوعة: " توفي سنة إحدى وثمانين ومئة " خلافا لسائر المصادر، عنه أخذت في الطبعة الأولى. والصواب " 131 ".
ومروج الذهب 2: 298 وأمالي المرتضى 1: 113 وفوات الوفيات 2: 317 وتاريخ الإسلام للذهبي 5: 311 ومرآة الجنان 1: 274 والنجوم الزاهرة 1: 313 - 314 ولسان الميزان 6: 214 و 337 , 103: 1 Brock S وشذرات الذهب 1: 182 ومقاتل الطالبيين 293 ورغبة الآمل 7: 78، 114، 116





الفهرست (ص: 209)
المقالة الخامسة: في الكلام والمتكلمين
الفن الأول: في ابتداء أمر الكلام والمتكلمين من المعتزلة والمرجئة وأسماء كتبهم
...
المقالة الخامسة: وهي خمسة فنون في الكلام والمتكلمين.
الفن الأول في ابتداء أمر الكلام والمتكلمين من المعتزلة والمرجئة وأسماء كتبهم 1.
واصل بن عطاء: كان واصل بن عطاء الغزالي طويل العنق جدا حتى عابه بذلك عمرو بن لبيد وذلك أنه لما حضر واصل يوم أراد مناظرة عمرو فراه عمرو من قبل ان يكلمه قال: أرى عنقا لا يفلح صاحبها فسمعه واصل فلما سلم وجلس قال لعمرو أما علمت أن من عاب الصنعة فقد عاب الصانع لتعلق ما بينهما؟ فاسترجع عمرو وقال: لا أعود إلى مثلها يا أبا حذيفة ثم ناظره واصل فقطعه وله من التصانيف: كتاب أصناف المرجئة وكتاب التوبة وكتاب المنزلة بين المنزلتين وكتاب خطبته التي أخرج منها الراء وكتاب معاني القرآن وكتاب الخطب في التوحيد والعدل وكتاب ما جرى بينه وبين عمرو بن عبيد وكتاب السبيل إلى معرفة الحق وكتاب في الدعوة وكتاب طبقات أهل العلم والجهل وغير ذلك. وأخباره كثيرة وكانت ولادته سنة80 للهجرة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في سنة 131.








تاريخ الإسلام ت بشار (3/ 749)
306 - واصل بن عطاء، أَبُو حذيفة الْبَصْرِيّ الغَزَّال. [الوفاة: 131 - 140 ه]
مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبّة
ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفَّوهين، لكنه يلثغ بالراء يُبدلها غَيْنًا، فكان لاقتداره على العربيه وتوسُّعه فِي الكلام يتجنب الراء فِي خطابه حتى قيل فِيهِ:
ويجعل البُرَّ قمحًا فِي تصرُّفه ... وخالف الراء حتى احتال للشعر.
وهو من رؤوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر، قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هُوَ منزلة بين المنزلتين، فطرده لذلك الْحَسَن، فمن ثَمَّ قيل لهم المعتزلة لذلك.
وما أملح ما قال بعض الشعراء
وجعلت وصلي الراء لم تنطق به ... وقطعتني حتى كأنك واصل.
وبلغنا أن لواصل تصانيف منها: تأليف فِي أصناف المرجئة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك.
وقيل: إنما عُرف بالغزَّال لأنه كان يدور فِي سوق الغزل فيتصدّق على النساء.
ومن مقالاته أنه كان يشك فِي عدالة من حضر وقعة الجمل، فقال: إحدى الفئتين مخطئة فِي نفس الأمر، فلو شهد عندي علي، وطلحة، وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم، لأن أحدهم فاسق لا بعينه.
قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد فِي النار - نسأل الله العافية -.
ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء فِي الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البدية: " عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من [ص:750] الفاسقين فسيحوا فِي البسيطة هلالين وهلالين "، وكان يجيز القراءة بالمعني، وهذه جراءة على كتاب الله العزيز.
ويقال: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.





لسان الميزان ت أبي غدة (8/ 369)
8325 - واصل بن عطاء البصري الغزال [أَبُو حذيفة]
المتكلم البليغ المتشدق الذي كان يلثغ بالراء، فلبلاغته هجر الراء وتجنبها في خطابه. [ص:370]
سمع من الحسن البصري، وَغيره.
قال أبو الفتح الأزدي: رجل سوء كافر.
قلت: كان من أجلاد المعتزلة ولد سنة ثمانين بالمدينة ومما قيل فيه:
ويجعل البر قمحا في تصرفه ... وخالف الراء حتى احتال للشعر
ولم يطق مطرا والقول يعجله ... فعاذ بالغيث إشفاقا من المطر
وله من التصانيف: كتاب أصناف المرجئة وكتاب التوبة وكتاب معاني القرآن.
وكان يتوقف في عدالة أهل الجمل ويقول: إحدى الطائفتين فسقت لا بعينها فلو شهد عندي علي وعائشة وطلحة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم.
مات سنة إحدى وثلاثين ومِئَة. انتهى.
وقال المسعودي: هو قديم المعتزلة وشيخها وأول من أظهر القول بالمنزلة بين المنزلتين وكنيته أبو حذيفة.
وقال الجاحظ: كان بشار الشاعر صديق أبي حذيفة واصل وكان قد مدح خطبته التي نزع منها الراء ثم رجع عنه لما دان بالرجعة وكفر جميع الأمة لأنهم لم يتابعوا عَلِيًّا فسئل، عَن عَلِيّ فقال: وما شر الثلاثة أم عمرو.
قلت: وما أظن هذا إلا وهما في حق واصل.




التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل (2/ 60)
948 - واصل (1) بن عطاء البصري الغَزَّال.
رأس المعتزلة، وهم منسوبون إليه، وذلك لأنه لزم حلقة الحسن البصري ثم اعتزل عنه وتبعه أقوام فَسُمُّوا المعتزلة ثم صار يُطْلَقُ على كلِّ من قال بمقالتهم، وكانت له مصنفات في مذهبه، وكان فصيحاً بليغاً إلا أنه كان يلثغ بالراء، فكان يتجنبها في كلامه، وكان يُخْطِّئُ أحدَ الفريقين من أهل الجمل لا على اليقين، وكان -قبحه الله- يقول: لو شهد عندي عليٌّ وعائشة وطلحة والزبير على باقة بَقْلٍ ما قبلت شهادتهم.
قال الأزدي: ذاهب الحديث لا يحتج به، رجل سوء كافر. مولده سنة ثمانين، ومات سنة 131هـ.





سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 464)
210 - واصل بن عطاء أبو حذيفة المخزومي مولاهم *
البليغ، الأفوه، أبو حذيفة المخزومي مولاهم، البصري، الغزال.
وقيل: ولاؤه لبني ضبة.
مولده: سنة ثمانين، بالمدينة.
وكان يلثغ بالراء غينا، فلاقتداره على اللغة وتوسعه يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء (1) ، كما قيل:
وخالف الراء حتى احتال للشعر (2) ...
وهو وعمرو بن عبيد رأسا الاعتزال، طرده الحسن عن مجلسه لما قال: الفاسق لا مؤمن ولا كافر.
فانضم إليه عمرو، واعتزلا حلقة الحسن، فسموا المعتزلة (1) ، قال شاعر:
وجعلت وصلي الراء لم تلفظ به ... وقطعتني حتى كأنك واصل
وقيل: لواصل تصانيف.
وقيل: كان يجيز التلاوة بالمعنى، وهذا جهل.
قيل: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وقيل: عرف بالغزال؛ لترداده إلى سوق الغزل؛ ليتصدق على النسوة الفقيرات.
جالس أبا هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية، ثم لازم الحسن، وكان صموتا، طويل الرقبة جدا.
وله مؤلف في التوحيد، وكتاب (المنزلة بين المنزلتين) .




وفيات الأعيان (6/ 7)
768 - (1)
واصل بن عطاء
أبو حذيفة واصل بن عطاء المعتزلي، المعروف بالغزال، مولى بني ضبة، وقيل مولى بني مخزوم، كان أحد الأئمة البلغاء المتكلمين في علوم (2) الكلام وغيره، وكان يلثغ بالراء فيجعلها غيناً، قال أبو العباس المبرد في حقه في كتاب " الكامل " (3) : كان واصل بن عطاء أحد الأعاجيب، وذلك أنه كان ألثغ قبيح اللثغة في الراء، فكان يخلص كلامه من الراء ولا يفطن لذلك، لاقتداره على الكلام وسهولة ألفاظه ففي ذلك (4) يقول الشاعر من المعتزلة وهو أبو الطروق (5) الضبي يمدح بإطالة الخطب واجتنابه الراء على كثرة ترددها في الكلام، حتى كأنها ليست فيه:
عليم بإبدال الحروف وقامع ... لكل خطيبٍ يغلب الحق باطله وقال آخر (6) :
.......
.......
وقد تسلسل الكلام وخرجنا عن المقصود من أخبار واصل بن عطاء.
وكان طويل العنق جداً بحيث كان يعاب به، وفيه يقول بشار بن برد الشاعر المشهور المقدم ذكره (3) :
ماذا منيت بغزال له عنق ... كنقنق الدو إن ولى وإن مثلا
عنق الزرافة، ما أبالي وبالكم ... تكفرون رجالاً كفروا رجلا وكانت بينهما منافسات وأحقاد، وقد تقدم كلام واصل في حق بشار.
وقال المبرد في كتاب " الكامل " (1) : لم يكن واصل بن عطاء غزالاً، ولكنه كان يلقب بذلك لأنه كان يلازم (2) الغزالين ليغرف المتعففات من النساء فيجعل صدقته لهن، ثم قال: وكان طويل العنق، ويروى عن عمرو بن عبيد أنه نظر إليه من قبل أن يكلمه فقال: لا يصلح هذا ما دامت عليه هذه العنق.
وله من التصانيف كتاب " أصناف المرجئة " وكتاب " التوبة "، وكتاب " المنزلة بين منزلتين " وكتاب خطبته التي أخرج منها الراء، وكتاب " معاني القرآن " وكتاب " الخطب في التوحيد والعدل " وكتاب ما جرى بينه وبين عمرو بن عبيد وكتاب " السبيل إلى معرفة الحق " وكتاب في " الدعوة " وكتاب " طبقات أهل العلم والجهل " وغير ذلك.
وأخباره كثيرة. وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة، رحمه الله تعالى.
__________
(1) ترجمته وأخباره في أمالي المرتضى 1: 163 ومعجم الأدباء 19: 243 والانتصار: 206 والبيان 1: 32 والفرق بين الفرق: 117 ومختصر الفرق: 97 والفوات 2: 642 ومرآة الجنان 1: 274 والنجوم الزاهر 1: 313 ولسان الميزان 6: 213 ومقاتل الطالبيين: 293 وطبقات المعتزلة: 28 وشذرات الذهب 1: 182 وروضات الجنات: 738، وقد وقعت تراجم حرف الواو بعد تراجم حرف الهاء في النسخة بر، وهكذا وردت عند دي سلان.
(2) ر: علم.
(3) الكامل 3: 193.
(4) ق ص: على ذلك.
(5) ن ق: طروق؛ بر: الطروف.
(6) ن: الآخر.