سال بعدالفهرستسال قبل

عامر بن شراحيل الشعبي(19 - 103 هـ = 640 - 721 م)

عامر بن شراحيل الشعبي(19 - 103 هـ = 640 - 721 م)




الأعلام للزركلي (3/ 251)
الشَّعْبي
(19 - 103 هـ = 640 - 721 م)
عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار، الشعبي الحميري، ابو عمرو: راوية، من التابعين، يضرب المثل بحفظه. ولد ونشأ ومات فجأة بالكوفة. اتصل بعبد الملك بن مروان، فكان نديمه وسميره ورسوله إلى ملك الروم. وكان ضئيلا نحيفا، ولد لسبعة أشهر. وسئل عما بلغ إليه حفظه، فقال: ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجل بحديث إلا حفظته. وهو من رجال الحديث الثقات، استقضاه عمر بن عبد العزيز. وكان فقيها، شاعرا. واختلفوا في اسم أبيه فقيل: شراحيل وقيل: عبد الله. نسبته إلى شعب وهو بطن من همدان (1) .
__________
(1) تهذيب التهذيب 5: 65 والوفيات 1: 244 وحلية الأولياء 4: 310 وتهذيب ابن عساكر 7: 138 وسمط اللآلي 751 وتاريخ بغداد 12: 227 وفيه أقوال في وفاته: سنة 103 و 104 و 105 و 106 و 107 هـ والشريشي 2: 245 وسماه (عامر بن عبد الله بن شراحيل بن عبيد) .


عامر بن شراحيل الشعبي



سير أعلام النبلاء ط الرسالة (4/ 294)
113 - الشعبي عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار **
وذو كبار: قيل من أقيال

......
......

شبابة: حدثنا يزيد بن عياض، عن مجالد، قال:
كنت أمشي مع قيس الأرقب، فمررنا بالشعبي، فقال لي الشعبي: اتق الله، لا يشعلك بناره.
فقال قيس: أما -والله- قد كنت في هذه الدار - كذا قال، ولعله في هذا الرأي -.
ثم قال له: وما تركته إلا لحب الدنيا.
قال: فقلت: إن كنت كاذبا، فلعنك الله.
قال: فهل تعرف أصحاب علي؟
قال الشعبي: ما كنت أعرف فقهاء الكوفة، إلا أصحاب عبد الله قبل أن يقدم علينا علي، ولقد كان أصحاب عبد الله يسمون قناديل المسجد، أو سرج المصر.
قال قيس: أفلا تعرف أصحاب علي؟
قال: نعم.
قال: فهل تعرف الحارث الأعور؟ قال: نعم،
لقد تعلمت منه حساب الفرائض، فخشيت على نفسي منه الوسواس، فلا أدري ممن تعلمه.
قال: فهل تعرف ابن صبور؟
قال: نعم، ولم يكن بفقيه، ولم يكن فيه خير.
قال: فهل تعرف صعصعة بن صوحان؟
قال: كان رجلا خطيبا، ولم يكن بفقيه.
قال: فهل تعرف رشيدا الهجري؟
قال الشعبي: نعم، بينما أنا واقف في الهجريين، إذ قال لي رجل: هل لك في رجل علينا، يحب أمير المؤمنين؟
قلت: نعم.
فأدخلني على رشيد، فقال: خرجت حاجا، فلما قضيت نسكي، قلت: لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين.
فمررت بالمدينة، فأتيت باب علي -رضي الله عنه- فقلت لإنسان: استأذن لي على سيد المسلمين.
فقال: هو نائم، وهو يحسب أني أعني الحسن.
قلت: لست أعني الحسن، إنما أعني أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.
قال: أو ليس قد مات؟
فبكى، فقلت: أما - والله - إنه ليتنفس الآن بنفس حي، ويعترق من الدثار الثقيل.
فقال: أما إذ عرفت سر آل محمد، فادخل عليه، فسلم عليه.
فدخلت على أمير المؤمنين، فسلمت عليه، وأنبأني بأشياء تكون.
قال الشعبي: فقلت لرشيد: إن كنت كاذبا، فلعنك الله.
ثم خرجت، وبلغ الحديث زيادا، فقطع لسانه، وصلبه (1) .
قال شبابة: وحدثنيه غير واحد، عن مجالد، عن الشعبي.
إسماعيل بن أبي خالد: عن عامر، عن علقمة، قال:
أفرط ناس في حب علي، كما أفرطت النصارى في حب المسيح.
وروى: خالد بن سلمة، عن الشعبي، قال:
حب أبي بكر، وعمر، ومعرفة فضلهما من السنة.



تاريخ دمشق لابن عساكر (24/ 100)
قال وحدثني جدي ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي وإبراهيم بن موسى الفراء قالا نا يحيى بن أبي زائدة نا مجالد قال قيل لعامر لم تقول لأصحاب علي ما تقول وإنما تعلمت منهم قال من أيهم قيل من الحارث الأعور وصعصعة بن صوحان ورشيد الهجري فقال أما الحارث فكان رجلا حاسبا كنت أتعلم منه الحساب وأما صعصعة بن صوحان فكان رجلا خطيبا كنت أتعلم منه الخطب والله ما أفتى فينا يقينا قط وأما رشيد الهجري فإن صاحبا لي قال انطلق بنا إلى رشيد فأتيناه فدخلنا عليه فنظر إلى صاحبي وكان يعرفه فقال بيده هكذا فحركها فقال له صاحبي هكذا وعقد مجالد بيده ثلاثين فقلنا حدثنا رحمك الله قال نعم أتينا حسين بن علي بعدما قتل علي فقلنا استأذن لنا على أمير المؤمنين وسيد المؤمنين قال ذاك قد قتل قلت إنه ما قتل وإنه الآن ليعرف من الديار النصل ويتنفس بنفس الحي قال فضحك حسين وقال أما إذ علمتم هذا فادخلوا عليه ولا تهيجوه قال عامر فما الذي أتعلم من هذا أو من هؤلاء





تأويل مشكل القرآن (ص: 149)
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
قال أنس بن مالك: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا. أي جلّ في عيوننا، وعظم في صدورنا.
قال الشّعبي: توفى أبو بكر، وعمر، وعلي، رحمهم الله، ولم يجمعوا القرآن.
وقال: لم يختمه أحد من الخلفاء غير عثمان.
وروي عن شريك، عن إسماعيل بن أبي خالد أنه قال:
سمعت الشّعبي يحلف بالله، عز وجل، لقد دخل عليّ حفرته وما حفظ القرآن.





الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها (ص: 151)
المؤلف: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ)
قال أحمد بن فارس: وهذا وإن أشبه ما تقدم ذكره فإنه لا يجوز لأحد أن يطلق فيما ذكره الله جل ثناؤه أنه دعاء لا يراد به الوقوع، بل هو دعاء عليهم أراد الله وقوعه بهم فكان كما أراد، لأنهم قتلوا وأهلكوا وقوتلوا ولعنوا، وما كان الله جل ثناؤه ليدعو على أحد فتحيد الدعوة عنه: قال الله جل ثناؤه: {تبت يدا أبي لهب} 5 فدعا عليه ثم قال: {وتب} أي وقد تب وحاق به التباب.
وابن قتيبة يطلق إطلاقات منكرة ويروي أشياء شنعة، كالذي رواه عن الشعبي أن أبا بكر وعمر وعليا توفوا ولم يجمعوا القرآن. قال: وروى شريك عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت الشعبي يقول ويحلف بالله: لقد دخل علي حفرته وما حفظ القرآن. وهذا كلام شنع جدا في من يقول "سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني فما من آية إلا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل".
وروى السدي عن عبد خير عن علي رضي الله تعالى عنه أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقسم ألا يضع على ظهره رداء حتى يجمع القرآن قال: فجلس في بيته حتى جمع القرآن، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن، جمعه