عبد الله بن الزبير(1 - 73 هـ = 622 - 692 م)

عبد الله بن الزبير(1 - 73 هـ = 622 - 692 م)

ابن زبير و ترك صلوات
هشدار صحابه به ابن زبير
بغضا لعلي لا حبا لعثمان!




الأعلام للزركلي (4/ 87)
عَبْد الله بن الزُّبَيْر
(1 - 73 هـ = 622 - 692 م)
عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أبو بكر: فارس قريش في زمنه، وأول مولود في المدينة بعد الهجرة. شهد فتح إفريقية زمن عثمان، وبويع له بالخلافة سنة 64 هـ عقيب موت يزيد ابن معاوية، فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق وأكثر الشام، وجعل قاعدة ملكه المدينة. وكانت له مع الأمويين وقائع هائلة، حتى سيروا إليه الحجاج الثقفي، في أيام عبد الملك بن مروان، فانتقل إلى مكة، وعسكر الحجاج في الطائف. ونشبت بينهما حروب أتى المؤرخون على تفصيلها انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة، بعد أن خذله عامة أصحابه وقاتل قتال الأبطال، وهو في عشر الثمانين. وكان من خطباء قريش المعدودين، يشبّه في ذلك ب أبي بكر. مدة خلافته تسع سنين. وكان نقش الدراهم في أيامه: بأحد الوجهين: " محمد رسول الله " وبالآخر " أمر الله بالوفاء والعدل " وهو أول من ضرب الدراهم المستديرة. له في كتب الحديث 33 حديثا. وكانت في الأعمال البهنساوية (بمصر) طائفة من بنيه، هم: بنو بدر، وبنو مصلح، وبنو نصّارة (1) .
__________
(1) ابن الأثير 4: 135 وما قبلها. وفوات الوفيات 1: 210 وتاريخ الخميس 2: 103 وحلية 1: 329 واليعقوبي 3: 2 وصفة الصفوة 1: 322 والطبري 7: 202 وتهذيب ابن عساكر 7: 396 وشذور العقود للمقريزي 6 وجمهرة الأنساب 113 و 114.








قاتل و مقتول هر دو خلیفة رسول الله ص


تاريخ الخلفاء (ص: 160)
وكان ممن أبى البيعة ليزيد بن معاوية، وفر إلى مكة، ولم يدع نفسه، لكن لم يبايع، فوجد عليه يزيد وجدًا شديدًا، فلما مات يزيد بويع له با لخلافة، وأطاعه أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان، وجدد عمارة الكعبة؛ فجعل لها بابين على قواعد إبراهيم، وأدخل فيها ستة أذرع من الحجر لما حدثته خالته عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يبق خارجًا عنه إلا الشام ومصر فإنه بويع بهما معاوية بن يزيد، فلم تطل مدته، فلما مات أطاع أهلها ابن الزبير وبايعوه، ثم خرج مروان بن الحكم فغلب على الشام ثم مصر، واستمر إلى أن مات سنة خمس وستين، وقد عهد إلى ابنه عبد الملك.
والأصح ما قاله الذهبي أن مروان لا يعد في أمراء المؤمنين، بل هو باغٍ خارج على ابن الزبير، ولا عهده إلى ابنه بصحيح، وإنما صحت خلافة عبد الملك من حين قتل ابن الزبير، وأما ابن الزبير فإنه استمر بمكة خليفة إلى أن تغلب عبد الملك فجهز لقتاله الحجاج في أربعين ألفًا، فحصره بمكة أشهرًا، ورمى عليه بالمنجنيق، وخذل ابن الزبير أصحابه وتسللوا إلى الحجاج، فظفر به وقتله وصلبه، وذلك يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى -وقيل: الآخرة- سنة ثلاث وسبعين.


تاريخ الخلفاء (ص: 162)
عبد الملك بن مروان1
عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو الوليد، ولد سنة ست وعشرين، وبويع بعهد من أبيه في خلافة ابن الزبير فلم تصح خلافته، وبقي متغلبًا على مصر والشام ثم غلب على العراق وما والاها إلى أن قتل ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين؛ فصحت خلافته من يومئذ، واستوثق له الأمر.
ففي هذا العام هدم الحجاج الكعبة وأعادها على ما هي عليه الآن، ودس على ابن عمر من طعنه بحربة مسمومة، فمرض منها ومات.
وفي سنة أربع وسبعين سار الحجاج إلى المدينة، وأخذ يتعنت على أهلها، ويستخف ببقايا من فيها من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وختم في أعناقهم وأيديهم، يذلهم بذلك، كأنس، وجابر بن عبد الله، وسهل بن سعد الساعدي، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي سنة خمس وسبعين حج بالناس عبد الملك الخليفة، وسير الحجاج أميرًا على العراق.







ابن زبير و ترك صلوات





أنساب الأشراف للبلاذري (7/ 133)
قال الواقدي: وأما أبو الزناد فكان يقول: حال الحجاج بينهم وبين الصلاة عليه وقال: إنما أمر أمير المؤمنين بإنزاله ودفنه.
وحدثني هشام بن عمار قال: حدثت عن الزبيري عن الزهري أنه قال: كان من أعظم ما أنكر على عبد الله بن الزبير تركه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته، وقوله حين كلم في ذلك: إن له أهيل سوء إذا ذكر استطالوا ومدوا أعناقهم لذكره.


أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 317)
821- وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش الهمداني قال، حدثني محمد بن المنتشر قال: حضرت مكة أيام ابن الزبير فما رأيت أحدا قط أبخل منه ولا أشد أفنا، أتته الخوارج فضللهم «1» وعاب قولهم في عثمان حتى فارقه نافع بن الأزرق الحنفي وبنو ماحوز «2» بن بحدج فانصرفوا عنه «3» وغلبوا على اليمامة ونواحيها إلى حضرموت وعامة أرض اليمن، وأظهر سوء الرأي في بني هاشم «4» ، وترك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أجلهم، وقال: إن له أهيل سوء فإن ذكر مدوا أعناقهم لذكره «5» ، وحبس ابن الحنفية في الشعب حتى شخص من أهل الكوفة من شخص وعليهم أبو عبد الله الجدلي، فلم يقدر له على مضرة، ففارقته الشيعة بهذا السبب وأكفرته، وكان المختار معه فلما رأى تفننه وتخليطه تركه وانصرف إلى الكوفة، وقال له الحصين بن نمير «6» صر معي إلى الشام أبايعك والناس فأبي، وجعل حصين يكلمه سرا وذلك حين ورد عليهم موت يزيد وهو يرفع صوته فقال له: ما عرفك من زعم أنك داهية، أكلمك سرا وترفع صوتك، وزعم أنه عائذ بالبيت ثم دعا الناس إلى بيعته فبايعه من بايعه.
__________
(1) ط م: فظللهم، س: فظلله.
(2) ط م س: ماحور.
(3) سيأتي الخبر عن علاقة ابن الزبير بالخوارج في الورقة 564/ أ (من النسخة س) .
(4) قارن بالمروج 5: 177
(5) قارن بالمروج 5: 184





أنساب الأشراف للبلاذري (3/ 291)
فقال (ابن الزبير) : والله لئن كنت لي ولأهلي مبغضا، لقد كتمت بغضك وبغض أهل بيتك مذ أربعون سنة!!! فقال ابن عباس: ذلك والله أبلغ إلى حاعريتك [1] بغضي والله ضرك وإثمك إذ دعاك إلى ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في خطبك، فإذا عوتبت على ذلك، قلت: إن له أهيل سوء!!! فإذا صليت عليه تطاولت أعناقهم وسمت رؤسهم!!! [2] .
فقال ابن الزبير: اخرج عني فلا تقربني. قال: أنا أزهد فيك من أن أقربك. ولأخرجن عنك خروج من يذمك ويقليك.





مقاتل الطالبيين (ص: 397)
قال له يحيى: يا أمير المؤمنين، أتصدّق هذا وتستنصحه؟ وهو ابن عبد الله بن الزبير الذي أدخل أباك وولده الشعب وأضرم عليهم النار حتى تخلّصه أبو عبد الله الجدلي صاحب علي بن أبي طالب منه [عنوة] «1» .
وهو الذي بقي أربعين جمعة لا يصلي على النبي (ص) في خطبته حتى التاث عليه الناس، فقال: إن له أهل بيت سوء إذا [صليت عليه أو] ذكرته [أتلعوا أعناقهم «2» واشرأبوا لذكره] وفرحوا بذلك فلا أحب أن أقر عينهم بذكره.
وهو الذي فعل بعبد الله بن العباس ما لا خفاء به عليك «3» حتى لقد ذبحت يوما عنده بقرة فوجدت كبدها قد نقبت فقال ابنه علي بن عبد الله: يا أبة أما ترى كبد هذه البقرة؟.
فقال: يا بني، هكذا ترك ابن الزبير كبد أبيك، ثم نفاه إلى الطائف، فلما حضرته الوفاة قال لعلي ابنه: يا بني، ألحق بقومك من بني عبد مناف بالشام، [ولا تقم في بلد لابن الزبير فيه إمرة] «4» . فاختار له صحبة يزيد بن معاوية على صحبة عبد الله بن الزبير.







سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (3/ 237)
وذكر المسعودي عن عمرو بن شيبة عن مساور بن السائب أن ابن الزبير خطب أربعين يوما لا يصلي على النبي
وقال ما يمنعني أن أصلي إلا شمخ رجال بآنافها ودخل عبد الله بن عباس على ابن الزبير فقال له ابن الزبير أنت الذي تؤنبني وتبخلني قال ابن عباس نعم سمعت رسول الله
يقول ليس المسلم الذي يشبع ويجوع جاره قال ابن الزبير إني أكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة وجرى بينهما خطب طويل






مروج‏الذهب،ج‏3،ص:79
و ذكر عمر بن شَبَّة النميري، عن مساور بن السائب، أن ابن الزبير خطب أربعين يوماً لا يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم، و قال: لا يمنعني أن أصلي عليه إلا أن تَشْمَخَ رجالٌ بآنافها.







هشدار صحابه به ابن زبير




مسند أحمد مخرجا (10/ 336)
6200 - حدثنا محمد بن كناسة، حدثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير، فقال: يا ابن الزبير: إياك والإلحاد في حرم الله تبارك وتعالى، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه سيلحد فيه رجل من قريش، لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت» قال: فانظر لا تكونه


مصنف ابن أبي شيبة (6/ 204)
30687 - حدثنا محمد بن كناسة عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير , إياك والإلحاد في حرم الله , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت عليه فانظر لا تكونه»



مصنف ابن أبي شيبة (7/ 473)
37332 - محمد بن كناسة، عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير , إياك والإلحاد في حرم الله , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت عليه , فانظر ألا تكونه»



المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 420)
3462 - حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن علي بن بكر العدل، أنبأ إبراهيم بن هانئ، ثنا الحسين بن الفضل البجلي، حدثنا محمد بن كناسة، ثنا إسحاق بن عيسى بن عاصم، عن أبيه، قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير إياك والإلحاد في حرم الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت» هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 3462 - أبو حاتم بن كناسة لا يحتج به



مسند أحمد ط الرسالة (10/ 336)
6200 - حدثنا محمد بن كناسة، حدثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير، فقال: يا ابن الزبير: إياك والإلحاد في حرم الله تبارك وتعالى، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه سيلحد فيه رجل من قريش، لو وزنت (1) ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت " قال: فانظر لا تكونه (2)
__________
(1) في (ظ 14) : توزن.
(2) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن كناسة- وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي، المعروف بابن كناسة-، فقد روى له النسائي، ووثقه علي ابن المديني، ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال أبو حاتم: كان صاحب أخبار، يكتب حديثه، ولا يحتج به.
قلنا: وسيأتي لهذا الحديث برقم (6847) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو الصواب، كما بيناه هناك.







مسند أحمد ط الرسالة (11/ 435)
6847 - حدثنا أبو النضر، حدثني إسحاق بن سعيد، حدثنا سعيد بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو، قال: أشهد بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يحلها ويحل به (2) رجل من قريش، لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها " (3)
__________
(2) في (ظ) : يحلها وتحل به.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن رفعه كما قال ابن كثير في "النهاية" 8/345 قد يكون غلطا، وإنما هو من كلام عبد الله بن عمرو. وانظر الحديث (461) من مسند عثمان. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسحاق بن سعيد: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/284، 285، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقد سلف برقم (6200) عن محمد بن كناسة، عن إسحاق بن سعيد، بهذا الإسناد، لكن من حديث عبد الله بن عمر، والأرجح أن الحديث هو من "مسند عبد الله بن عمرو بن العاص" لأمرين:
أحدهما: أن الحديث سيرد مطولا برقم (7043) وفيه يقول ابن الزبير: فانظر== أن لا تكون هو يا ابن عمرو، فإنك قد قرأت الكتب، وهذا الوصف ينطبق على عبد الله بن عمرو بن العاص، لأنه كان معروفا بقراءة كتب أهل الكتاب.
والثاني: أن راوي حديث ابن عمر ابن كناسة -وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى-، وهو -وإن وثقوه- في الضبط دون أبي النضر هاشم بن القاسم راوي حديث ابن عمرو بن العاص، ولم يرو له إلا النسائي.
وقد أورد ابن كثير حديثي ابن عمر وابن عمرو من "المسند" عند تفسير قوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ... ) [الحج: 25] ، وقال: ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذين الوجهين.
قوله: "يحلها": من الإحلال، والضمير لمكة، "ويحل به" على بناء المفعول وتذكيره باعتبار البلد، أي: يحل فيه دم رجل. ويحتمل بناء الفاعل، كأنه بمنزلة التأكيد للأول، والتقدير: ويحل فيه الحرمات رجل. قاله السندي.




مسند أحمد ط الرسالة (11/ 620)
7043 - حدثنا هاشم، حدثنا إسحاق يعني ابن سعيد، حدثنا سعيد بن عمرو، قال: أتى عبد الله بن عمرو، ابن الزبير، وهو جالس في الحجر، فقال: يا ابن الزبير، إياك والإلحاد في حرم الله، فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يحلها ويحل (1) به رجل من قريش، لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها " (2) ، قال: فانظر أن لا تكون هو يا ابن عمرو، فإنك قد قرأت الكتب، وصحبت الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: فإني أشهدك أن هذا وجهي إلى الشأم مجاهدا (3)
__________
(1) في (ق) : بها. وفي (ظ) : يحلها وتحل به.
(2) في هامش (ظ) : لوازنتها.
(3) رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (6847) ، ونقلنا هناك عن ابن كثير أن رفعه قد يكون غلطا. وانظر لزاما (461) .
هاشم: هو ابن القاسم.




سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 593)
2462 - " يحلها - يعني: مكة - ويحل به - يعني: الحرم المكي - رجل من قريش، لو وزنت
ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها ".

أخرجه أحمد (2 / 196 و 219) : حدثنا هاشم حدثنا إسحاق - يعني ابن سعيد -
حدثنا سعيد بن عمرو قال: " أتى عبد الله بن عمرو ابن الزبير، وهو جالس
في الحجر، فقال: يا ابن الزبير! إياك والإلحاد في حرم الله، فإني أشهد
لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (فذكره) . قال: فانظر أن لا تكون
هو يا ابن عمرو! فإنك قد قرأت الكتب وصحبت الرسول صلى الله عليه وسلم، فإني
أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدا ". قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط
الشيخين، وهاشم هو ابن القاسم أبو النضر، وقد توبع، فقال الإمام أحمد (2
/ 136) : حدثنا محمد بن كناسة حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: " أتى عبد
الله بن عمر عبد الله بن الزبير، فقال: ... " فذكره نحوه دون قوله: " فإنك
قد قرأت الكتب ... ". كذا قال " ابن عمر "، وفي " مسنده " أورده الإمام أحمد
ولعله من أوهام ابن كناسة، فإنه مع ثقته قد قال فيه أبو حاتم: " يكتب حديثه
ولا يحتج به ". وقال الهيثمي (3: 285) في الطريق الأولى: " رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح ". وقال في الأخرى: " رواه أحمد ورجاله ثقات ". وذكره
من حديث ابن عمرو أيضا بلفظ: " يلحد رجل بمكة يقال له: عبد الله، عليه نصف
عذاب العالم ". وقال: " رواه البزار، وفيه محمد بن كثير الصنعاني، وثقه
صالح بن محمد وابن سعد وابن حبان، وضعفه أحمد ". وقال الحافظ في الصنعاني
هذا: " صدوق، كثير الغلط ". لكن له شاهد يرويه يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة
عن ابن أبزى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال له عبد الله بن الزبير
حين حصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك، فهل لك أن تحول إلى مكة، فيأتيك من
أراد أن يأتيك؟ قال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "
يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله، عليه مثل نصف أوزار الناس ". أخرجه
أحمد (1 / 64) ورجاله ثقات كما قال الهيثمي، لكن جعفرا هذا - وهو ابن أبي
المغيرة الخزاعي القمي - ويعقوب - وهو ابن عبد الله القمي - كلاهما قال
الحافظ فيهما: " صدوق يهم ". فالحديث حسن بلفظ البزار، صحيح بلفظ أحمد.



سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (7/ 292)
3108- (إنَّه سيُلحِدُ فيه رجلٌ من قريشٍ، لو وُزنتْ ذنوبُه بذنوبِ الثقلينِ لرجحت. يعني: الحرم) .
أخرجه أحمد (2/136) : ثنا محمد بن كُنَاسة: ثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال:
أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير! إياك والإلحاد في - حرم الله تبارك وتعالى؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يقول ... فذكره. قال: فانظر لا تكونه.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن كناسة - وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن كناسة الكوفي - وهو ثقة، لكن قال أبو حاتم: " كان صاحب أخبار، يكتب حديثه ولا يحتج به ".
قلت: وقد خالفه هاشم بن القاسم، فقال أحمد في مسند عبد الله بن عمرو (2/219) : ثنا هاشم: ثنا إسحاق - يعني: ابن سعيد -: ثنا سعيد بن عمرو قال:
أتى عبد الله بن عمرو ابن الزبير، وهو جالس في الحجر فقال: يا ابن الزبير! إياك والإلحاد.. الحديث نحوه، قال: فانظر أن لا تكون هو يا ابن عمرو! فإنك قد قرأت الكتب، وصحبت الرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال: فإني أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهداً.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، فهو أصح من الذي قبله؛ فإن هاشم بن القاسم - وهو أبو النضر الليثي مولاهم البغدادي - قال الحافظ فيه:
"ثقة ثبت ".
وقال في الذي قبله - ابن كناسة -:
" صدوق ".
وقال الهيثمي في حديث ابن كناسة هذا (3/258) :
"رواه أحمد، ورجاله ثقات ".
وقال في حديث هاشم:
"رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح ".
وإذا عرفت هذا؛ فقد اختلفا في راوي هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقائل لابن الزبير: إياك والإلحاد في.. فقال ابن كناسة: عبد الله بن عمر، وقال هاشم: عبد الله بن عمرو. وهذا هو الأرجح؛ لأن هاشماً أحفظ من ابن كناسة كما عرفت من ترجمة الحافظ لهما، ومن تخريج الهيثمي لحديثهما. ويؤيد ذلك أمور ثلاثة:
الأول: أن ابن كناسة اضطرب في إسناده، فرواه مرة عن إسحاق بن سعيد كما تقدم. ومرة قال: ثنا إسحاق بن عيسى بن عاصم عن أبيه قال ... فذكره مثل روايته المتقدمة.
أخرجه الحاكم (2/388) من طريق الحسين بن الفضل البجلي: ثنا محمد ابن كناسة به. وقال:
" صحيح الإسناد ".
ورده الذهبي بقوله:
"قلت: [قال] أبو حاتم: ابن كناسة لا يحتج به ".
والحسين الراوي عنه إمام محدث مفسر لغوي جليل، له ترجمة في "سير الأعلام " (13/ 414) للذهبي، ولذلك أنكر عليه الحافظ في "اللسان " إيراده إياه في " الميزان " وقال:
"فكان الأولى أن لا يذكره لجلالته ". فراجع "اللسان " (2/307- 308) .
والثاني: أن هاشم بن القاسم قد تابعه بشر بن الوليد الكندي: نا إسحاق ابن سعيد به.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق " (9/2) .
والثالث أن له طريقاً أخرى عن ابن عمرو من رواية محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد لرحمن عنه مرفوعاً بلفظ " لحد رجل بمكة يقال له عبد الله عليه نصف عذاب العالم "
أخرجه البزار (2/47- 48- الكشف) وقال
"هكذا رواه محمد بن كثير ولم يتابع على هذا الإسناد وقال عبد: عن الأوزاعي عن رجل من آل المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة عن عثمان ".
قلت: وبابن كثير هذا؛ أعله الهيثمي فقال (3/284) :
" وثقه صالح بن محمد وابن سعد وابن حبان، وضعفه أحمد ".
ومن طريقه: أخرجه ابن عساكر أيضاً في "التاريخ " (9/273) .
هذا؛ وقول البزار فيما تقدم: " وقال عبدة: عن الأوزاعي عن رجل من آل المغيرة.. " إلخ، فلم أجد من وصله عن عبدة عن الأوزاعي به. وإنما وصله أحمد عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي بإسناد آخر له كما يأتي، وأظن أن الرجل من آل المغيرة هو جعفر بن أبي المغيرة؛ فقد رواه من طريقه يعقوب بن عبد الله عنه عن ابن أبزى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال له عبد الله بن الزبير حين حُصِر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك؛ فهل لك أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك؟ قال: لا؛ إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله، عليه مثل نصف أوزار الناس ".
أخرجه أحمد (1/64) ، والبزار أيضاً، وابن عساكر (9/273) ، وقال الهيثمي بعد أن عزاه للأوَّليْن:
"ورجاله ثقات ".
كذا قال! وجعفر بن أبي المغيرة، ويعقوب بن عبد الله - وهو القمي - قال الحافظ في ترجمة كل منهما:
"صدوق يهم ".
وفي إسنادهما علة أخرى، وهي الانقطاع بين عثمان رضي الله عنه وابن أبزى - واسمه سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الكوفي -، قال أبو زرعة:
" روايته عن عثمان مرسلة".
ولذلك؛ قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/375) عقب الحديث:
"رواه أحمد.. وفي إسناده مقال ".
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية" (8/339) :
"وهذا الحديث منكر جداً، وفي إسناده ضعف، ويعقوب هذا هو القمي وفيه تشيع، ومثل هذا لا يقبل تفرده به، وبتقدير صحته فليس هو بعبد الله بن الزبير؛ فإنه كان على صفات حميدة، وقيامه بالإمارة إنما كان لله عز وجل، ثم كان هو الإمام بعد موت معاوية بن يزيد لا محالة، وهو أرشد من مروان بن الحكم، حيث نازعه بعد أن اجتمعت الكلمة عليه، وقامت له البيعة في الآفاق، وانتظم له الأمر. والله أعلم ".
لكن قد جاء الحديث من طريق أخرى عن عثمان رضي الله عنه، فقال الإمام أحمد (1/67) : ثنا علي بن عياش: ثنا الوليد بن مسلم قال: وأخبرني الأوزاعي عن محمد بن عبد الملك بن مروان: أنه حدثه عن المغيرة بن شعبة: أنه دخل على عثمان - رضي الله عنه - وهو محصور فقال ... فذكر قصته، وفيه قول عثمان: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يُلحِد رجل من قريش بمكة، يكون عليه نصف عذاب العالم ".
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ لكن له عندي علتان:
الأولى: الانقطاع بين ابن مروان والمغيرة؛ وبه أعله الهيثمي فقال (7/230) :
"رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة".
قلت: بل لم يذكروا له رواية عن صحابي، ولذلك؛ أورده ابن حبان في أتباع التابعين من "ثقاته " (7/435) ، وصرح ابن أبي حاتم بالانقطاع فقال في "الجرح " (4/1/4) :
" روى عن المغيرة بن شعبة؛ مرسل، وعمن سمع معاوية ".
وأيد هذا الانقطاع الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" (1/369) .
والأخرى: تدليس الوليد بن مسلم؛ فإنه كان يدلس تدليس التسوية، ومثله لا يكتفى منه بتصريحه بسماعه من شيخه فقط، بل لا بد من التصريح به فيمن فوقه أيضاً، كما هو معلوم من علم المصطلح، ولهذا قال الحافظ في "جزء ماء زمزم لما شرب به " (2/2) :
"والوليد يدلس فيسوي، فلا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالتحديث له ولشيخه ".
وجملة القول؛ أن الحديث صحيح من طريق هاشم بن القاسم ونحوها مما ليس فيه ذكر لعبد الله بن الزبير رضي الله عنه. *



البداية والنهاية ط إحياء التراث (8/ 374)
قال: سمعت ابن عباس يعاتب ابن الزبير على البخل ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس بالمؤمن من يبيت شبعان وجاره إلى جنبه جائع ".
وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن أبان
الوراق، ثنا يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى، عن عثمان بن عفان.
قال قال له عبد الله بن الزبير حين حصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك، فهل لك أن تتحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك؟ قال: لا! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يلحد كبش من قريش اسمه عبد الله، عليه مثل أوزار الناس ".
وهذا الحديث منكر جدا وفي إسناده ضعف، ويعقوب هذا هو القمي وفيه تشيع، ومثل هذا لا يقبل تفرده به، وبتقدير صحته فليس هو بعبد الله بن الزبير، فإنه كان على صفات حميدة، وقيامه في الإمارة إنما كان لله عز وجل، ثم هو كان الإمام بعد موت معاوية بن يزيد لا محالة، وهو أرشد من مروان بن الحكم، حيث نازعه بعد أن اجتمعت الكلمة عليه، وقامت البيعة له في الآفاق وانتظم له الأمر والله أعلم.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا إسحاق بن سعيد، ثنا سعيد بن عمرو قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير وهو في الحجر جالس فقال: يا بن الزبير إياك والإلحاد في حرم الله، فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يحلها وتحل به رجل من قريش، لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها ".
فانظر أن لا تكونه، فقال له: يا بن عمر فإنك قد قرأت الكتب وصحبت النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فإني أشهد أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدا.
وهذا قد يكون رفعه غلطا، وإنما هو من كلام عبد الله بن عمر، وما أصابه من الزاملتين يوم اليرموك من كلام أهل الكتاب، والله أعلم.
وقال وكيع عن الثوري عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن حبشي الكناني عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي.
قال: " ليحرقن هذا البيت على يدي رجل من آل الزبير ".
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين عن أبي فضيل، ثنا سالم بن أبي حفصة عن منذر الثوري قال: قال ابن الحنفية: اللهم إنك تعلم أني كنت أعلم مما علمتني أن ابن الزبير لا يخرج منها إلا قتيلا يطاف برأسه في الأسواق.
وقد روى الزبير بن بكار: عن هشام بن عروة قال: إن أول ما فصح به عبد الله بن الزبير وهو صغير السيف السيف، فكان لا يضعه من فيه، وكان الزبير إذا سمع ذلك منه يقول له: أما والله ليكونن لك منه يوم ويوم وأيام، وقد تقدم كيفية مقتله، وأن الحجاج صلبه على جذع فوق الثنية، وأن أمه
جاءت حتى وقفت عليه فدعت له طويلا ولا يقطر من عينها دمعة ثم انصرفت، وكذلك وقف عليه ابن عمر فدعا له وأثنى عليه ثناء كثيرا جدا.
وقال الواقدي: حدثني نافع بن ثابت، عن عبد الله






بغضا لعلي لا حبا لعثمان!


البداية والنهاية ط إحياء التراث (8/ 372)
وقال أبو الحسن علي بن محمد المدائني: عن عبد الله بن أبي بكر قال: لحق ابن الزبير معاوية وهو سائر إلى الشام فوجده وهو ينعس على راحلته، فقال له:
أتنعس وأنا معك؟ أما تخاف مني أن أقتلك؟ فقال: إنك لست من قتال الملوك، إنما يصيد كل طائر قدره.
قال لقد سرت تحت لواء أبي إلى علي بن أبي طالب، وهو من تعلمه، فقال: لا جرم قتلكم والله بشماله.
قال: أما إن ذلك كان في نصرة عثمان، ثم لم يجز بها.
فقال: إنما كان لبغض علي لا لنصرة عثمان، فقال له ابن الزبير: إنا قد أعطيناك عهدا فنحن وافون لك به ما عشت، فسيعلم من بعدك، فقال: أما والله ما أخافك إلا على نفسك، وكأني بك قد خبطت في الحبالة واستحكمت عليك الأنشوطة، فذكرتني وأنت فيها، فقلت ليت أبا عبد الرحمن لها، ليتني والله لها، أما والله لأحللتك رويدا، ولأطلقتك سريعا، ولبئس الولي أنت تلك الساعة.
وحكى أبو عبد الله نحو هذا، وقد تقدم أن معاوية لما مات وجاءت بيعة يزيد بن معاوية إلى المدينة انشمر