قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد السلام بن أبي المسلي عن الشعبي قال: تعلمت الحساب من الحارث الأعور.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (4/ 309)
شبابة: حدثنا يزيد بن عياض، عن مجالد، قال:
كنت أمشي مع قيس الأرقب، فمررنا بالشعبي، فقال لي الشعبي: اتق الله، لا يشعلك بناره.
فقال قيس: أما -والله- قد كنت في هذه الدار - كذا قال، ولعله في هذا الرأي -.
ثم قال له: وما تركته إلا لحب الدنيا.
قال: فقلت: إن كنت كاذبا، فلعنك الله.
قال: فهل تعرف أصحاب علي؟
قال الشعبي: ما كنت أعرف فقهاء الكوفة، إلا أصحاب عبد الله قبل أن يقدم علينا علي، ولقد كان أصحاب عبد الله يسمون قناديل المسجد، أو سرج المصر.
قال قيس: أفلا تعرف أصحاب علي؟
قال: نعم.
قال: فهل تعرف الحارث الأعور؟ قال: نعم،
لقد تعلمت منه حساب الفرائض، فخشيت على نفسي منه الوسواس، فلا أدري ممن تعلمه.
قال: فهل تعرف ابن صبور؟
قال: نعم، ولم يكن بفقيه، ولم يكن فيه خير.
قال: فهل تعرف صعصعة بن صوحان؟
قال: كان رجلا خطيبا، ولم يكن بفقيه.
قال: فهل تعرف رشيدا الهجري؟
قال الشعبي: نعم، بينما أنا واقف في الهجريين، إذ قال لي رجل: هل لك في رجل علينا، يحب أمير المؤمنين؟
قلت: نعم.
فأدخلني على رشيد، فقال: خرجت حاجا، فلما قضيت نسكي، قلت: لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين.
فمررت بالمدينة، فأتيت باب علي -رضي الله عنه- فقلت لإنسان: استأذن لي على سيد المسلمين.
فقال: هو نائم، وهو يحسب أني أعني الحسن.
قلت: لست أعني الحسن، إنما أعني أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.
قال: أو ليس قد مات؟
فبكى، فقلت: أما - والله - إنه ليتنفس الآن بنفس حي، ويعترق من الدثار الثقيل.
فقال: أما إذ عرفت سر آل محمد، فادخل عليه، فسلم عليه.
فدخلت على أمير المؤمنين، فسلمت عليه، وأنبأني بأشياء تكون.
قال الشعبي: فقلت لرشيد: إن كنت كاذبا، فلعنك الله.
ثم خرجت، وبلغ الحديث زيادا، فقطع لسانه، وصلبه (1) .
قال شبابة: وحدثنيه غير واحد، عن مجالد، عن الشعبي.
إسماعيل بن أبي خالد: عن عامر، عن علقمة، قال:
أفرط ناس في حب علي، كما أفرطت النصارى في حب المسيح.
وروى: خالد بن سلمة، عن الشعبي، قال:
حب أبي بكر، وعمر، ومعرفة فضلهما من السنة.
__________
(1) رشيد الهجري، قال الجوزجاني: كذاب غير ثقة، وقال النسائي: ليس بالقوي وقال البخاري: يتكلمون فيه.
وقال ابن معين: لا يساوي شيئا.
وانظر الخبر في الضعفاء والمجروحين 1 / 298 والميزان للمؤلف 2 / 52.