سال بعدالفهرستسال قبل

المغيرة بن شعبة(20 ق هـ - 50 هـ = 603 - 670 م)

المغيرة بن شعبة(20 ق هـ - 50 هـ = 603 - 670 م)



الأعلام للزركلي (7/ 277)
المُغِيرَة بن شُعْبَة
(20 ق هـ - 50 هـ = 603 - 670 م)
المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثَّقَفي، أبو عبد الله: أحد دهاة العرب وقادتهم وولاتهم.
صحابي. يقال له (مغيرة الرأي) . ولد في الطائف (بالحجاز) وبرحها في الجاهلية مع جماعة من بني مالك فدخل الإسكندرية وافدا على المقوقس، وعاد إلى الحجاز. فلما ظهر الإسلام تردد في قبوله إلى أن كانت سنة 5 هـ فأسلم. وشهد الحديبيّة واليمامة وفتوح الشام. وذهبت عينه باليرموك. وشهد القادسية ونهاوند وهمدان وغيرها. وولاه عمر بن الخطاب على البصرة، ففتح عدة بلاد، وعزله، ثم ولاه الكوفة. وأقره عثمان على الكوفة ثم عزله. ولما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية اعتزلها المغيرة، وحضر مع الحكمين. ثم ولاه معاوية الكوفة فلم يزل فيها إلى أن مات. قال الشعبي: دهاة العرب أربعة: معاوية للأناة، وعمرو بن العاص للمعضلات، والمغيرة للبديهة، وزياد بن أبيه للصغير والكبير.
وللمغيرة 136 حديثا. وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من سلم عليه بالإمرة في الإسلام (1) .
__________
(1) الإصابة: ت 8181 وأسد الغابة 4: 406 وابن سعد. وأعمار الأعيان - خ.: فيمن توفي وهو ابن سبعين. والطبري 6: 131 وذيل المذيل 15 وابن الأثير 3: 182 والجمع بين رجال الصحيحين 499 والمرزباني 368 ورغبة الآمل 4: 202 والمحبر 184 وانظر فهرسته.



تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (4/ 239)
فقام المغيرة بن شعبة خطيبا، فقال: يا أبا محمد، الحمد لله الذي وفقك، والله ما كان لها غير عثمان- وعلي جالس- فقال عبد الرحمن: يا بن الدباغ، ما أنت وذاك! والله ما كنت أبايع أحدا إلا قلت فيه هذه المقالة!



الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 242)
حدثنا العباس بن محمد بن أبي شحمة الختلي، حدثنا الصلت بن مسعود، حدثنا حماد بن زيد عن هشام، عن محمد، قال: كان الرجل يقول للرجل: غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة واستعمله على الكوفة.




أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (3/ 346)
المؤلف: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي (المتوفى: 543هـ)
وقد اختلف الصحابة كاختلاف الفقهاء؛ فكان عمر يقول لأبي بكرة: تب أقبل شهادتك، فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وأن المغيرة بن شعبة زنى بفلانة.
ونص الحادثة ما رواه أبو جعفر قال: كان المغيرة بن شعبة يباغي أبا بكرة وينافره، وكانا بالبصرة متجاورين بينهما طريق، وكانا في مشربتين متقابلتين في داريهما، في كل واحدة منهما كوة تقابل الأخرى، فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته، فهبت ريح، ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه، فبصر بالمغيرة وقد فتحت الريح باب الكوة في مشربته وهو بين رجلي امرأة قد توسطها، فقال للنفر: قوموا فانظروا، ثم اشهدوا؛ فقاموا فنظروا، فقالوا: ومن هذه؟ فقال هذه أم جميل بنت الأرقم. وكانت أم جميل غاشية للمغيرة والأمراء والأشراف، وكان بعض النساء يفعل ذلك في زمانها،
فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة، فقال: لا تصل بنا، فكتبوا إلى عمر بذلك، فبعث عمر إلى أبي موسى واستعمله، وقال له: إني أبعثك إلى أرض قد باض فيها الشيطان وفرخ؛ فالزم ما تعرف، ولا تبدل فيبدل الله بك. فقال: يا أمير المؤمنين؛ أعني بعدة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ من المهاجرين والأنصار؛ فإني وجدتهم في هذه الأمة، وهذه الأعمال كالملح لا يصلح الطعام إلا به. قال: فاستعن بمن أحببت. فاستعان بتسعة وعشرين رجلا، منهم أنس بن مالك، وعمران بن حصين، وهشام بن عامر. ثم خرج أبو موسى، حتى أناخ بالبصرة، وبلغ المغيرة إقباله، فقال: والله ما جاء أبو موسى زائرا ولا تاجرا، ولكنه جاء أميرا.
ثم دخل عليه أبو موسى فدفع إلى المغيرة كتاب عمر - رضي الله عنه - وفيه: أما بعد: فإنه قد بلغني أمر عظيم، فبعثت أبا موسى أميرا؛ فسلم إليه ما في يديك، والعجل. فأهدى المغيرة لأبي موسى وليدة من وليدات الطائف تدعى عقيلة، وقال له: إني قد رضيتها لك. وكانت فارهة. وارتحل المغيرة وأبو بكرة ونافع بن كلدة، وزياد، وشبل بن معبد، حتى قدموا على عمر، فجمع بينهم وبين المغيرة، فقال المغيرة لعمر: يا أمير المؤمنين؛ سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم، وكيف رأوا المرأة، وهل عرفوها، فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر، أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي على امرأتي، والله ما أتيت إلا زوجتي، وكانت تشبهها. فبدأ بأبي بكرة، فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل، وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة. قال: وكيف رأيتهما؟ قال: مستدبرهما. قال: وكيف استثبت رأسها؟ قال: تحاملت حتى رأيتها.
ثم دعا بشبل بن معبد، فشهد بمثل ذلك، وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة؛ ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم، ولكنه قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة. فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان، واستين مكشوفين، وسمعت حفزانا شديدا. قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا. قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا، ولكن أشبهها. قال له: تنح. وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد، وقرأ: {فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} [النور: 13]. قال المغيرة: اشفني من الأعبد يا أمير المؤمنين. فقال له: اسكت، أسكت الله نأمتك، أما والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك. ورد عمر شهادة أبي بكرة، وكان يقول له: تب أقبل شهادتك، فيأبى حتى كتب عهده عند موته: هذا ما عهد به أبو بكرة نفيع بن الحارث، وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن المغيرة بن شعبة زنى بجارية بني فلان. وحمد الله عمر حين لم يفضح المغيرة.
وروي أن الثلاثة لما أدوا الشهادة على المغيرة، وتقدم زياد آخرهم قال له عمر قبل أن يشهد: إني لأراك حسن الوجه. وإني لأرجو ألا يفضح الله على يديك رجلا من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -. فقال ما قال. وكان ذلك أول ظهور زياد، فليته وقف على ذلك، وما زاد، ولكنه استمر حتى ختم الحال بغاية الفساد. وكان ذلك من عمر قضاء ظاهرا في رد شهادة القذفة، إذا لم تتم شهادتهم؛ وفي قبولها بعد التوبة. وقد بينا ذلك في مسائل الخلاف والأصول.
وتعلق علماؤنا بقوله: {إلا الذين تابوا} [النور: 5]، وقالوا: إن هذا الاستثناء راجع إلى جميع ما تقدم، ما عدا إقامة الحد، فإنه سقط بالإجماع.



تاريخ دمشق لابن عساكر (60/ 40)
أنبأنا أبو عبد الله بن الحطاب أنا محمد بن أحمد السعدي أنا عبيد الله بن محمد العكبري قال قرئ على أبي القاسم البغوي حدثني حمزة بن مالك الأسلمي المدني حدثني عمي سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب يعني ابن حنطب قال قال المغيرة بن شعبة أنا أول من رشا في الإسلام قال كنت آتي فأجلس في الباب أنتظر الدخول على عمر فقلت ليرفأ حاجب عمر خذ هذه العمامة فألبسها فإن عندي أختا لها فكان يدخلني حتى أجلس وراء الباب فمن رآني قال إنه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخل عليه فيها أحد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا عبد الله بن عدي نا العباس بن أحمد بن أبي سحمة (1) الجيلي نا الصلت بن مسعود نا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال كان الرجل يقول للرجل غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة عزله عن البصرة واستعمله على الكوفة أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد الكبريتي أنا أبو مسلم بن مهرابزد أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود نا ابن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن المغيرة عن سماك بن سلمة قال أول من سلم عليه بالإمرة المغيرة بن شعبة يعني قول المؤذن عند خروج الإمام إلى الصلاة السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا ابن الفضل أنا عبد الله نا يعقوب نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال ثم كانت أذربيجان سنة ثنتين وعشرين وأميرها المغيرة بن شعبة (2) أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (3) ويقال همذان افتتحها المغيرة بن شعبة سنة أربع وعشرين ويقال جرير بن عبد الله افتتحها بأمر المغيرة بن شعبة وقال أبو عبيدة غزا حذيفة همذان فافتتحها عنوة ولم تكن فتحت قبل ذلك وفيها (4) يعني سنة اثنتين وعشرين فتحت أذربيجان حدثت عن ابن إسحاق قال فتحت سنة ثنتين وعشرين أميرها المغيرة بن شعبة وولى عمر الكوفة جبير بن مطعم ثم عزله قبل أن يقتل بيسير وولى المغيرة بن شعبة فلم يزل عليها حتى قتل عمر



سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 27)
عبد الوهاب بن عطاء: أخبرنا سعيد، عن قتادة:
أن أبا بكرة، ونافع بن الحارث (4) ، وشبل بن معبد، شهدوا على المغيرة أنهم رأوه يولجه ويخرجه، وكان زياد رابعهم، وهو الذي أفسد عليهم.
فأما الثلاثة فشهدوا.
فقال أبو بكرة: والله لكأني بأير جدري في فخذها.
فقال عمر حين رأى زيادا: إني لأرى غلاما لسنا، لا يقول إلا حقا، ولم يكن ليكتمني.
فقال: لم أر ما قالوا، لكني رأيت ريبة، وسمعت نفسا عاليا.
فجلدهم عمر، وخلاه (5) .
وهو زياد بن أبيه.
ذكر القصة: سيف بن عمر، وأبو حذيفة النجاري مطولة بلا سند (6) .
وقال أبو عتاب الدلال: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير، عن عبد العزيز بن أبي بكرة، قال:
كنا جلوسا وأبو بكرة وأخوه نافع، وشبل، فجاء المغيرة، فسلم على أبي بكرة، فقال:
أيها الأمير! ما أخرجك من دار الإمارة؟
قال: أتحدث إليكم.
قال: بل تبعث إلى من تشاء.
ثم دخل، فأتى باب أم جميل (1) العشية، فدخل.
فقال أبو بكرة: ليس على هذا صبر.
وقال لغلام: ارتق غرفتي، فانظر من الكوة.
فانطلق، فنظر، وجاء، فقال: وجدتهما في لحاف، فقال للقوم: قوموا معي.
فقاموا، فنظر أبو بكرة، فاسترجع، ثم قال لأخيه: انظر.
فنظر، فقال: رأيت الزنى محضا؟
قال: وكتب إلى عمر بما رأى، فأتاه أمر فظيع.
فبعث على البصرة أبا موسى، وأتوا عمر، فشهدوا حتى قدموا زيادا، فقال:
رأيتهما في لحاف واحد، وسمعت نفسا عاليا، ولا أدري ما وراءه؟
فكبر عمر، وضرب القوم إلا زيادا.
شعبة: عن مغيرة، عن سماك بن سلمة، قال:
أول من سلم عليه بالإمرة: المغيرة بن شعبة (2) .
يعني: قول المؤذن عند خروج الإمام إلى الصلاة: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته.
عن ابن سيرين: كان الرجل يقول للآخر: غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة، فولاه الكوفة.
قال الليث: وقعة أذربيجان كانت سنة اثنتين وعشرين، وأميرها المغيرة بن شعبة.



عيون الأخبار (1/ 316)
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
قال محمد بن سيرين: كان الرجل يقول: غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة واستعمله على الكوفة.


البلدان لابن الفقيه (ص: 233)
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إسحاق الهمداني المعروف بابن الفقيه (ت 365)
وقال ابن سيرين: كان الرجل منّا يقول: غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة وولّاه الكوفة،



معجم البلدان (1/ 437)
المؤلف: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ)
وقال ابن سيرين: كان الرجل من أهل البصرة يقول لصاحبه إذا بالغ في الدعاء عليه: غضب الله عليك كما غضب على المغيرة وعزله عن البصرة وولاه الكوفة،



الإصابة ج6:ص199
وذكر البغوي من طريق زيد بن أسلم أن المغيرة استأذن على عمر فقال أبو عيسى قال من أبو عيسى قال المغيرة بن شعبة قال فهل لعيسى من أب فشهد له بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكنيه بها فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم غفر له وإنا لا ندري ما يفعل بنا وكناه أبا عبد الله




سايت سنت (194/ 14)
بحارالأنوار 43 197 باب 7- ما وقع عليها من الظلم و بكائ
فِيمَا احْتَجَّ بِهِ الْحَسَنُ ع عَلَى مُعَاوِيَةَ وَ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ قَالَ لِمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ أَنْتَ ضَرَبْتَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ص حَتَّى أَدْمَيْتَهَا وَ أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا اسْتِذْلَالًا مِنْكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ مُخَالَفَةً مِنْكَ لِأَمْرِهِ وَ انْتِهَاكاً لِحُرْمَتِهِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ اللَّهُ مُصَيِّرُكَ إِلَى النَّارِ




تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (4/ 69)
قال: وفيها تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب، وهي ابنة فاطمة بنت رسول الله ص، ودخل بها في ذي القعده
. ذكر خبر عزل المغيره عن البصره وولايه ابى موسى
قال: وفي هذه السنة ولى عمر أبا موسى البصرة، وأمره أن يشخص إليه المغيرة في ربيع الأول- فشهد عليه- فيما حدثني معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب- أبو بكرة، وشبل بن معبد البجلي، ونافع بن كلدة، وزياد.
قال: وحدثني محمد بن يعقوب بن عتبة، عن أبيه، قال: كان يختلف إلى أم جميل، امرأة من بني هلال، وكان لها زوج هلك قبل ذلك من ثقيف، يقال له الحجاج بن عبيد، فكان يدخل عليها، فبلغ ذلك أهل البصرة، فأعظموه، فخرج المغيرة يوما من الأيام حتى دخل عليها، وقد وضعوا عليها الرصد، فانطلق القوم الذين شهدوا جميعا، فكشفوا الستر، وقد واقعها فوفد أبو بكرة إلى عمر، فسمع صوته وبينه وبينه حجاب، فقال: أبو بكرة؟ قال: نعم، قال: لقد جئت لشر، قال: إنما جاء بي المغيرة، ثم قص عليه القصة، فبعث عمر أبا موسى الأشعري عاملا، وأمره أن يبعث إليه المغيرة، فأهدى المغيرة لأبي موسى عقيلة، وقال: انى رضيتها لك، فبعث أبو موسى بالمغيرة إلى عمر.
قال الواقدي: وحدثني عبد الرحمن بن محمد بن ابى بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال:
حضرت عمر حين قدم بالمغيرة، وقد تزوج امرأة من بني مرة، فقال له:
إنك لفارغ القلب، طويل الشبق، فسمعت عمر يسأل عن المرأة فقال:
يقال لها الرقطاء، وزوجها من ثقيف، وهو من بني هلال قال أبو جعفر: وكان سبب ما كان بين أبي بكرة والشهادة عليه- فيما كتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن محمد والمهلب وطلحة وعمرو بإسنادهم، قالوا: كان الذي حدث بين أبي بكرة والمغيرة بن شعبة أن المغيرة كان يناغيه، وكان أبو بكرة ينافره عند كل ما يكون منه، وكانا بالبصرة، وكانا متجاورين بينهما طريق، وكانا في مشربتين متقابلتين لهما في داريهما في كل واحدة منهما كوة مقابلة الأخرى، فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته، فهبت ريح، ففتحت باب الكوة، فقام أبو بكرة ليصفقه، فبصر بالمغيرة، وقد فتحت الريح باب كوة مشربته، وهو بين رجلي امرأة، فقال للنفر: قوموا فانظروا، فقاموا فنظروا، ثم قال: اشهدوا، قالوا: من هذه؟ قال: أم جميل ابنة الأفقم- وكانت أم جميل إحدى بني عامر بن صعصعة، وكانت غاشية للمغيرة، وتغشى الأمراء والأشراف- وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها- فقالوا: إنما رأينا أعجازا، ولا ندري ما الوجه؟ ثم إنهم صمموا حين قامت، فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة وقال: لا تصل بنا فكتبوا إلى عمر بذلك، وتكاتبوا، فبعث عمر إلى أبي موسى، فقال: يا أبا موسى، إني مستعملك، إني أبعثك إلى أرض قد باض بها الشيطان وفرخ، فالزم ما تعرف، ولا تستبدل فيستبدل الله بك فقال: يا أمير المؤمنين، أعني بعدة من أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار، فإني وجدتهم في هذه الأمة وهذه الأعمال كالملح لا يصلح الطعام إلا به فاستعن بمن أحببت فاستعان بتسعة وعشرين رجلا، منهم أنس بن مالك وعمران بن حصين وهشام بن عامر ثم خرج أبو موسى فيهم حتى أناخ بالمربد، وبلغ المغيرة أن أبا موسى قد أناخ بالمربد فقال: والله ما جاء أبو موسى زائرا، ولا تاجرا، ولكنه جاء أميرا فإنهم لفي ذلك، إذ جاء أبو موسى حتى دخل عليهم، فدفع إليه أبو موسى كتابا من عمر، وإنه لأوجز كتاب كتب به أحد من الناس، أربع كلم عزل فيها، وعاتب، واستحث، وأمر:
أما بعد، فإنه بلغني نبأ عظيم، فبعثت أبا موسى أميرا، فسلم إليه ما في يدك، والعجل وكتب إلى أهل البصرة: أما بعد، فإني قد بعثت أبا موسى أميرا عليكم، ليأخذ لضعيفكم من قويكم، وليقاتل بكم عدوكم، وليدفع عن ذمتكم، وليحصى لكم فيئكم ثم ليقسمه بينكم، ولينقى لكم طرقكم.
وأهدى له المغيرة وليدة من مولدات الطائف تدعى عقيلة، وقال:
إني قد رضيتها لك- وكانت فارهة- وارتحل: المغيرة وأبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد وشبل بن معبد البجلي حتى قدموا على عمر، فجمع بينهم وبين المغيرة، فقال المغيرة: سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني، مستقبلهم أو مستدبرهم؟ وكيف رأوا المرأة او عرفوها؟ فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر، أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي في منزلي على امرأتي! والله ما أتيت إلا امرأتي- وكانت شبهها- فبدأ بأبي بكرة، فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة، قال:
كيف رأيتهما؟ قال مستدبرهما، قال: فكيف استثبت رأسها؟ قال: تحاملت.
ثم دعا بشبل بن معبد، فشهد بمثل ذلك، فقال: استدبرتهما أو استقبلتهما؟
قال: استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة، ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم، قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة، فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان، واستين مكشوفتين، وسمعت حفزانا شديدا قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا، قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا، ولكن أشبهها، قال: فتنح، وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد، وقرأ: فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون، فقال المغيرة:
اشفني من الأعبد، فقال: اسكت اسكت الله نامتك! اما والله لو تمت الشهاده لرجمتك باحجارك




مصابيح الجامع (6/ 55)
محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد، المخزومي القرشي، بدر الدين المعروف بالدماميني، وبابن الدماميني (المتوفى: 827 هـ)
و (3) قال البخاري بأثر الباب قبل الترجمة الثانية المذكورة:
(وجلدَ عمرُ أبا بكرة، وشبلَ بن معبد، ونافعاً بقذفِ المغيرة، ثم استتابهم، وقال: من تابَ، قُبلت شهادته): قال الطبري: كان المغيرة والياً على البصرة، وله مشربة تقابل مشربة (4) أبي بكرة، ولكل من المشربتين كَوَّةٌ تقابل كوةَ الأخرى، فكان مع أبي بكرة (5) في مشربته نافعُ بنُ كَلَدَة، وشبلُ بنُ معبد، وزيادٌ أخو أبي بَكْرة لأمه يتحدثون، فصفقَتِ الريحُ بابَ كوته، فقام ليصفقها، فبصر بالمغيرة -لفتحِ الريح بابَ كوةِ مشربته- بينَ رِجْلَي امرأة توسَّطَها، فقال للنفر: قوموا انظروا (6) واشهدوا، فنظروا فقالوا: من هذه؟ فقال: أم جميل بنتُ الأفقم، كانت تعشق المغيرةَ وأشرافَ الأمراء، فلما تقدم المغيرة للصلاة، منعه أبو بكرة.
وبلغ الأمرُ عمر، فأشخصهم، وبعث أبا موسى والياً على البصرة، فلما حضروه (1)، قال المغيرة: يا أمير المؤمنين! سل هؤلاء الأعبد: كيف رأوني، وهل عرفوا المرأة، فإن كانوا مستقبليَّ فكيف استنزوا؟ وإن كانوا مستدبريَّ فبأي شيء استحلوا النظر إليَّ على امرأتي؟ والله! ما كانت إلا زوجتي، وهي تشبهها.
فبدأ عمر بأبي بكرة، فشهد أنه رآه بين رجلَي أُمِّ جميل، وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة، قال: كيف رأيتهما؟ قال: مستدبرهما، فقال: كيف استبنت رأسها؟ قال: تحاملْتُ حتى رأيتها.
ثم شهد شبلٌ، ونافعٌ كذلك.
وشهد زيادٌ بأن قال: رأيته بين رجلي امرأة، وقدماها مخضوبتان تخفقان، واستين مكشوفتين، وحفزاناً شديداً. قال: هل رأيتَ كالميل في المكحلة؛ قال: لا، قال: هل تعرف المرأة؟ قال: لا، ولكن أُشَبِّهُها، قال له: تنحَّ، وأمر بالثلاثة فجُلدوا، وتلا قوله تعالى: {فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ} [النور: 13].
فقال المغيرة: اشفني (2) من الأَعْبُد يا أمير المؤمنين. فقال له: اسكتْ أسكتَ الله نَأْمَتَكَ، والله! لو تمت الشهادةُ، لرميتُك بأحجارِك.
قال الطبري: وردَّ عمرُ شهادتهم، ثم استتابهم، فتابَ نافعٌ وشبلٌ، وقبلَ شهادَتَهما، واستتاب أبا بكرة، فأبى.
قال غيره: قال له: تُبْ، وأقبلُ شهادتك، فأبى، وكرّر شهادته.
قال شيخنا أبو عبد الله بن عرفة: وإلى هذه الآية أشار ابنُ التلمساني في مسألة الإجماع السكوتي في "شرح المعالم" بقوله: كقول عليٍّ لعمرَ -رضي الله عنهما- لما رأى جلدَ أبي بكرة: إن جلدته، فارجم صاحبك، وكان شيخُنا ابنُ عبد السلام -رحمه الله- يستشكل (1) صحة الملازمة في قول علي (2) مع قبول عمرَ له، ويحكي استشكاله عن شيخه أبي (3) الحسن البوذري (4)، وكانت (5) له مشاركةٌ حسنةٌ في الأصلين، ولم يجيبا عنه بشيء.
وكان يجري لنا جوابه بما أقوله: وهو أن القذف الموجبَ للحدِّ قسمان:
قذفٌ صدرَ من قائله على وجه التنقيص (6) للمقذوف، وقذفٌ صدرَ (7) على وجهِ شهادةٍ لم تَتِمَّ (8)، وهو الواقع في النازلة، فلما كرر أبو بكرة شهادته، أراد عمرُ جلده للقذفِ بقوله هذا، فقال له علي: إن جلدته، فارجمْ صاحبك؛ [أي: إن أردتَ جلده، لزم إرادتَك رجمُ صاحبك] (9)؛
لأن إرادة جلده إما أن تكون لسابق شهادته (1) من حيث كونُه أحدَ الثلاثة، [أو لشهادته لا من حيث كونُه أحدَ الثلاثة] (2)، فإن كان الأول، لم يحدَّ؛ لأنه قد حُدَّ لها، وإن كان لا من حيثُ كونُه أحدَ الثلاثة؛ لزم كونه -من حيث هو- زائداً عليها، وكلُّ ما كان زائداً عليها، كان رابعاً، وكلُّ ما كان رابعاً؛ لزم تمام النصاب، فيجب حَدُّ المغيرة.
وهذا التقدير يدل على صحة قول ابن الماجشون: بصحة افتراق (3) بينة الزنا في الأداء، وأن تمام النصاب بمن يجبُ قبولُه ولو بعدَ حَدِّ مَنْ لم يكمُلِ النصابُ به يوجِب حَدَّ المشهود عليه، والخلاف في المسألة معروف.
قلت: حاصلُ ما ذكره الشيخ: بيانُ الملازمة في القضية الشرطية، وهي: إن جلدته، فارجمْ صاحبَك، يعني: والتالي منتفٍ، فالمقدَّمُ مثله، فذكرَ بيانَ الملازمة لخفائها، وسكتَ عن بيان انتفاء التالي لوضوحه.



وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - (6 / 366)
وذكر عمر بن شبة في كتاب " أخبار البصرة " أن أبا بكرة لما جلد أمرت أمه بشاة فذبحت وجعلت جلدها على ظهره، فكان يقال ما ذاك إلا من ضرب شديد. وحكى عبد الرحمن بن أبي بكرة أن أباه حلف لا يكلم زياداً ما عاش، فلما مات أبو بكرة كان قد أوصى أن لا يصلي عليه زياد وان يصلي عليه أبو برزة الأسلمي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينهما، وبلغ ذلك زياداً فخرج إلى الكوفة. وحفظ المغيرة بن شعبة ذلك لزياد وشكره.
ثم إن أم جميل وافقت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالموسم، والمغيرة هناك فقال له عمر: أتعرف هذه المرأة يا مغيرة قال: نعم هذه أم كلثوم بنت علي، فقال له عمر: أتتجاهل علي والله ما أظن أبا بكرة كذب عليك، وما رأيتك إلا خفت أن أرمى بحجارة من السماء.



الكامل في التاريخ (2/ 363)
[ذكر عزل المغيرة عن البصرة وولاية أبي موسى]
في هذه السنة عزل عمر المغيرة بن شعبة عن البصرة، واستعمل عليها أبا موسى، وأمره أن يشخص إليه المغيرة بن شعبة في ربيع الأول ; قاله الواقدي.
وكان سبب عزله أنه كان بين أبي بكرة والمغيرة بن شعبة منافرة، وكانا متجاورين بينهما طريق، وكانا في مشربتين في كل واحدة منهما كوة مقابلة الأخرى، فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته، فهبت الريح ففتحت باب الكوة، فقام أبو بكرة ليسده، فبصر بالمغيرة وقد فتحت الريح باب كوة مشربته، وهو بين رجلي امرأة، فقال للنفر: قوموا فانظروا. فقاموا فنظروا، وهم أبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد بن أبيه، وهو أخو أبي بكرة لأمه، وشبل بن معبد البجلي، فقال لهم: اشهدوا، قالوا: ومن هذه؟ قال: أم جميل بنت الأفقم، وكانت من بني عامر بن صعصعة، وكانت تغشى المغيرة والأمراء، وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها، فلما قامت عرفوها. فلما خرج المغيرة إلى الصلاة منعه أبو بكرة وكتب إلى عمر، فبعث عمر أبا موسى أميرا على البصرة وأمره بلزوم السنة، فقال: أعني بعدة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم في هذه الأمة كالملح. قال له: خذ من أحببت. فأخذ معه تسعة وعشرين رجلا، منهم: أنس بن مالك وعمران بن حصين وهشام بن عامر، وخرج معهم فقدم البصرة، فدفع الكتاب بإمارته إلى المغيرة، وهو أوجز كتاب وأبلغه: أما بعد فإنه بلغني نبأ عظيم، فبعثت أبا موسى أميرا، فسلم إليه ما في يدك والعجل. فأهدى إليه المغيرة وليدة تسمى عقيلة.
ورحل المغيرة ومعه أبو بكرة والشهود، فقدموا على عمر، فقال له المغيرة: سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني أمستقبلهم أم مستدبرهم، وكيف رأوا المرأة أو عرفوها، فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر، أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي في منزلي على امرأتي؟ والله ما أتيت إلا امرأتي! وكانت تشبهها. فشهد أبو بكرة أنه رآه على أم جميل يدخله كالميل في المكحلة، وأنه رآهما مستدبرين، وشهد شبل ونافع مثل ذلك. وأما زياد فإنه قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة، فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان، واستين مكشوفتين وسمعت حفزا شديدا. قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا. قال: هل تعرف المرأة؟ قال: لا ولكن أشبهها. قال: فتنح. وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد. فقال المغيرة: اشفني من الأعبد. قال: اسكت أسكت الله نأمتك، أما والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك!




البداية والنهاية ط إحياء التراث (7/ 93)
قال الواقدي: وفيها تزوج عمر بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل بها في ذي القعدة.
وقد ذكرنا في سيرة عمر ومسنده صفة تزويجه بها وأنه أمهرها أربعين الفا، وقال إنما تزوجتها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل سبب ونسب فإنه ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " قال: وفي هذه السنة ولى عمر أبا موسى الأشعري البصرة، وأمره أن يشخص إليه المغيرة بن شعبة في ربيع الأول فشهد عليه فيما حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب: أبو بكرة، وشبل بن معبد البجلي، ونافع بن عبيد (2) ، وزياد.
ثم ذكر الواقدي وسيف هذه القصة
وملخصها: أن امرأة كان يقال لها أم جميل بنت الأفقم، من نساء بني عامر بن صعصعة، ويقال من نساء بني هلال.
وكان زوجها (1) من ثقيف قد توفي عنها، وكانت تغشى نساء الأمراء والأشراف، وكانت تدخل على بيت المغيرة بن شعبة وهو أمير البصرة، وكانت دار المغيرة تجاه دار أبي بكرة، وكان بينهما الطريق، وفي دار أبي بكرة كوة تشرف على كوة في دار المغيرة، وكان لا يزال بين المغيرة وبين أبي بكرة شنآن.
فبينما أبو بكرة في داره وعنده جماعة يتحدثون في العلية، إذ فتحت الريح باب الكوة، فقام أبو بكرة ليغلقها، فإذا كوة المغيرة مفتوحة، وإذا هو على صدر امرأة وبين رجليها، وهو يجامعها، فقال أبو بكرة لأصحابه: تعالوا فانظروا إلى أميركم يزني بأم جميل.
فقاموا فنظروا إليه وهو يجامع تلك المرأة، فقالوا لأبي بكرة.
ومن أين قلت إنها أم جميل؟ - وكان رأساهما من الجانب الآخر -.
فقال: انتظروا، فلما فرغا قامت المرأة فقال أبو بكرة: هذه أم جميل.
فعرفوها فيما يظنون.
فلما خرج المغيرة - وقد اغتسل - ليصلي بالناس منعه أبو بكرة أن يتقدم.
وكتبوا إلى عمر في ذلك، فولى عمر أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة.
وعزل المغيرة، فسار إلى البصرة فنزل البرد.
فقال المغيرة: والله ما جاء أبو موسى تاجرا ولا زائرا ولا جاء إلا أميرا.
ثم قدم أبو موسى على الناس وناول المغيرة كتابا من عمر هو أوجز كتاب فيه " أما بعد فإنه بلغني نبأ عظيم فبعثت أبا موسى
أميرا فسلم ما في يديك والعجل " وكتب إلى أهل البصرة: إني قد وليت عليكم أبا موسى ليأخذ من قويكم لضعيفكم، وليقاتل بكم عدوكم، وليدفع عن دينكم وليجبي لكم فيأكم ثم ليقسمه بينكم.
وأهدى المغيرة لأبي موسى جارية من مولدات الطائف تسمى عقيلة وقال: إني رضيتها لك، وكانت فارهة.
وارتحل المغيرة والذين شهدوا عليه وهم أبو بكرة، ونافع بن كلدة، وزياد بن أمية، وشبل بن معبد البجلي.
فلما قدموا على عمر جمع بينهم وبين المغيرة.
فقال المغيرة: سئل هؤلاء الأعبد كيف رأوني؟ مستقبلهم أو مستدبرهم؟ وكيف رأوا المرأة وعرفوها، فإن كانوا مستقبلي فكيف لم يستتروا؟ أو مستدبري فكيف استحلوا النظر في منزلي على امرأتي؟ والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت تشبهها.
فبدأ عمر بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة، قال: كيف رأيتهما؟ قال: مستدبرهما.
قال: فكيف استبنت رأسها قال: تحاملت.
ثم دعا شبل بن معبد فشهد بمثل ذلك، فقال استقبلتهما أم استدبرتهما؟ قال: استقبلتهما.
وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم.
قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين يخفقان واستين مكشوفتين، وسمعت حفزانا شديدا.
قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا.
فهل تعرف المرأة؟ قال: لا ولكن أشبهها.
قال: فتنح.
وروي أن عمر رضي الله عنه كبر عند ذلك ثم أمر بالثلاثة فجلدوا الحد وهو يقرأ قوله تعالى * (فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) * [النور: 13] فقال المغيرة: اشفني من الأعبد.
قال: اسكت أسكت الله فاك، والله لو تمت الشهادة لرجمناك بأحجارك.
__________
(1) واسمه: الحجاج بن عبيد.
(*)