عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري(21 ق هـ - 44 هـ = 602 - 665 م)
عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري(21 ق هـ - 44 هـ = 602 - 665 م)
الأعلام للزركلي (4/ 114)
أَبُو مُوسى الأشْعَري
(21 ق هـ - 44 هـ = 602 - 665 م)
عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار ابن حرب، أبو موسى، من بني الأشعر، من قحطان: صحابي، من الشجعان الولاة الفاتحين، وأحد الحكمين اللذين رضي بهما علي ومعاوية بعد حرب صفين. ولد في زبيد (باليمن) وقدم مكة عند ظهور الإسلام، فأسلم، وهاجر إلى إلى أرض الحبشة. ثم استعمله رسول الله صلّى الله عليه وسلم على زبيد وعدن. وولاه عمر بن الخطاب البصرة سنة 17 هـ فافتتح أصبهان والأهواز. ولما ولي عثمان أقره عليها. ثم عزله، فانتقل إلى الكوفة، فطلب أهلها من عثمان توليته عليهم، فولاه، فأقام بها إلى أن قتل عثمان، فأقره عليّ.
ثم كانت وقعة الجمل وأرسل عليّ يدعو أهل الكوفة لينصروه، فأمرهم أبو موسى بالقعود في الفتنة، فعزله عليّ، فأقام إلى أن كان التحكيم وخدعه عمرو بن العاص، فارتد أبو موسى إلى الكوفة، فتوفي فيها. وكان أحسن الصحابة صوتا في التلاوة، خفيف الجسم، قصيرا. وفي الحديث: سيد الفوارس أبو موسى. له 355 حديثا (2) .
__________
(1) تاريخ الدول الإسلامية 170 وبلوغ المرام للعرشي 19 وفيه: قيامه سنة 351 ووفاته سنة 383 هـ
(2) طبقات ابن سعد 4: 79 والإصابة، ت 4889 وغاية النهاية 1: 442 وصفة الصفوة 1: 225 وحيلة الأولياء 1: 256 والمناوي 1: 48.
الاسم : عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن الأشعر ، أبو موسى الأشعرى
الطبقة : 1 : صحابى
الوفاة : 50 هـ و قيل بعدها بـ مكة ، و قيل : الثوية
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : صحابى
رتبته عند الذهبي : صحابى ( قال : ولى زبيد و عدن للنبى صلى الله عليه وسلم )
السنة لعبد الله بن أحمد (2/ 551)
1287 - حدثني أبو معمر، نا سفيان، عن عمرو، قال: بلغني أن أبا موسى، كتب إلى علي رضي الله عنه: " بلغني أنك تقنت في صلاة الفجر تدعو علي ويؤمن خلفك الجاهلون وقد قال الله عز وجل {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} [هود: 46]
الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 979)
(1639) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار [3] بن حرب بن عامر الأشعري،
أبو موسى، قد نسبناه في الكنى.
هو من ولد الأشعر بن أدد بن زيد بن كهلان، وقيل: هو من ولد الأشعر بن سبأ أخي حمير بن سبأ، وأمه ظبية بنت وهب بن عك. ذكر الواقدي أن أبا موسى قدم مكة، فحالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة، وكان قدومه مع إخوته في جماعة من الأشعريين، ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة. وقال ابن إسحاق: هو حليف آل عتبة بن ربيعة، وذكره فيمن هاجر من حلفاء بني عبد شمس إلى أرض الحبشة. وقالت طائفة من أهل العلم بالنسب والسير: إن أبا موسى لما قدم مكة، وحالف سعيد بن العاص انصرف إلى بلاد قومه، ولم يهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مع إخوته، فصادف قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة.
قال أبو عمر: الصحيح أن أبا موسى رجع بعد قدومه مكة ومحالفة من حالف من بني عبد شمس إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم مع الأشعريين نحو خمسين رجلا في سفينة، فألقتهم الريح إلى النجاشي بأرض الحبشة، فوافقوا خروج جعفر وأصحابه منها، فأتوا معهم، وقدمت السفينتان معا: سفينة الأشعريين وسفينة جعفر وأصحابه- على النبي صلى الله عليه وسلم في حين فتح خيبر.
وقد قيل: إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إلى النجاشي أقاموا بها مدة، ثم خرجوا في حين خروج جعفر، فلهذا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة. والله أعلم.
ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاليف اليمن: زبيد وذواتها إلى الساحل، وولاه عمر البصرة في حين عزل المغيرة عنها إلى صدر من حلافة عثمان، فعزله عثمان عنها، وولاها عبد الله بن عامر بن كريز، فنزل أبو موسى حينئذ بالكوفة وسكنها، فلما دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولوا أبا موسى، وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه، فأقره عثمان على الكوفة إلى أن مات، وعزله علي رضي الله عنه عنها، فلم يزل واجدا منها على علي، حتى جاء منه ما قال حذيفة، فقد روى فيه لحذيفة كلام كرهت ذكره، والله يغفر له. ثم كان من أمره يوم الحكمين ما كان.
ومات بالكوفة في داره بها. وقيل: إنه مات بمكة سنة أربع وأربعين.
وقيل سنة خمسين. وقيل سنة اثنتين وخمسين وهو ابن ثلاث وستين، كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن. قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أوتى أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود. سئل علي رضي الله عنه عن موضع أبي موسى من العلم، فقال: صبغ في العلم صبغة.
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج13، ص: 314
فصل في نسب أبي موسى و الرأي فيه عند المعتزلة
و نحن نذكر نسب أبي موسى و شيئا من سيرته و حاله نقلا من كتاب الإستيعاب لابن عبد البر المحدث و نتبع ذلك بما نقلناه من غير الكتاب المذكور قال ابن عبد البر هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضارة بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر و هو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان و أمه امرأة من عك أسلمت و ماتت بالمدينة و اختلف في أنه هل هو من مهاجرة الحبشة أم لا و الصحيح أنه ليس منهم و لكنه أسلم ثم رجع إلى بلاد قومه فلم يزل بها حتى قدم هو و ناس من الأشعريين على رسول الله ص فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر بن أبي طالب و أصحابه من أرض الحبشة فوافوا رسول الله ص بخيبر فظن قوم أن أبا موسى قدم من الحبشة مع جعفر.
و قيل إنه لم يهاجر إلى الحبشة و إنما أقبل في سفينة مع قوم من الأشعريين فرمت الريح سفينتهم إلى أرض الحبشة و خرجوا منها مع جعفر و أصحابه فكان قدومهم معا فظن قوم أنه كان من مهاجرة الحبشة.
قال و ولاه رسول الله ص من مخاليف اليمن زبيد و ولاه عمر البصرة لما عزل المغيرة عنها فلم يزل عليها إلى صدر من خلافة عثمان فعزله عثمان عنها و ولاها عبد الله بن عامر بن كريز فنزل أبو موسى الكوفة حينئذ و سكنها فلما كره أهل الكوفة سعيد بن العاص و دفعوه عنها ولوا أبا موسى و كتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه فأقره على الكوفة فلما قتل عثمان عزله علي ع عنها فلم يزل واجدا لذلك على علي ع حتى جاء منه ما قال حذيفة فيه فقد روى حذيفة فيه كلاما كرهت ذكره و الله يغفر له «1».
قلت الكلام الذي أشار إليه أبو عمر بن عبد البر و لم يذكره قوله فيه و قد ذكر عنده بالدين أما أنتم فتقولون ذلك و أما أنا فأشهد أنه عدو لله و لرسوله و حرب لهما في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار و كان حذيفة عارفا بالمنافقين أسر إليه رسول الله ص أمرهم و أعلمه أسماءهم.
و روي أن عمارا سئل عن أبي موسى فقال لقد سمعت فيه من حذيفة قولا عظيما سمعته يقول صاحب البرنس الأسود ثم كلح كلوحا علمت منه أنه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط.
و روي عن سويد بن غفلة قال كنت مع أبي موسى على شاطئ الفرات في خلافة عثمان فروى لي خبرا عن رسول الله ص قال سمعته يقول إن بني إسرائيل اختلفوا فلم يزل الاختلاف بينهم حتى بعثوا حكمين ضالين ضلا و أضلا من اتبعهما و لا ينفك أمر أمتي حتى يبعثوا حكمين يضلان و يضلان من تبعهما فقلت له احذر يا أبا موسى أن تكون أحدهما قال فخلع قميصه و قال أبرأ إلى الله من ذلك كما أبرأ من قميصي هذا
. فأما ما تعتقده المعتزلة فيه فأنا أذكر ما قاله أبو محمد بن متويه في كتاب الكفاية قال رحمه الله أما أبو موسى فإنه عظم جرمه بما فعله و أدى ذلك إلى الضرر الذي لم يخف حاله
و كان علي ع يقنت عليه و على غيره فيقول اللهم العن معاوية أولا و عمرا ثانيا و أبا الأعور السلمي ثالثا و أبا موسى الأشعري رابعا
روي عنه ع أنه كان يقول في أبي موسى صبغ بالعلم صبغا و سلخ منه سلخا
. قال و أبو موسى هو الذي روى عن النبي ص أنه قال كان في بني إسرائيل حكمان ضالان و سيكون في أمتي حكمان ضالان ضال من اتبعهما.
و أنه قيل له أ لا يجوز أن تكون أحدهما فقال لا أو كلاما ما هذا معناه فلما بلي به قيل فيه البلاء موكل بالمنطق
و لم يثبت في توبته ما ثبت في توبة غيره
و إن كان الشيخ أبو علي قد ذكر في آخر كتاب الحكمين أنه جاء إلى أمير المؤمنين ع في مرض الحسن بن علي فقال له أ جئتنا عائدا أم شامتا فقال بل عائدا و حدث بحديث في فضل العيادة.
قال ابن متويه و هذه أمارة ضعيفة في توبته.
انتهى كلام ابن متويه و ذكرته لك لتعلم أنه عند المعتزلة من أرباب الكبائر و حكمه حكم أمثاله ممن واقع كبيرة و مات عليها.
قال أبو عمر بن عبد البر و اختلف في تاريخ موته فقيل سنة اثنتين و أربعين و قيل سنة أربع و أربعين و قيل سنة خمسين و قيل سنة اثنتين و خمسين.
و اختلف في قبره فقيل مات بمكة و دفن بها و قيل مات بالكوفة و دفن بها
__________________________________________________
(1) الاستيعاب 380، 658، 659.
إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي) ج2 332 خبر حذيفة بن اليمان من تآمر القوم و نكثهم البيعة و تخلفهم عن جيش أسامة ..... ص : 321
عذاب غليظ فقلت و من هؤلاء المنافقون يا رسول الله أ من المهاجرين أم من الأنصار فسماهم لي رجلا رجلا حتى فرغ منهم و قد كان فيهم أناس أكره أن يكونوا منهم فأمسكت عن ذلك فقال رسول الله ص يا حذيفة كأنك شاك في بعض من سميت لك ارفع رأسك إليهم فرفعت طرفي إلى القوم و هم وقوف على الثنية فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا و ثبتت البرقة حتى خلتها شمسا طالعة فنظرت و الله إلى القوم فعرفتهم رجلا رجلا و إذا هم كما قال رسول الله و عدد القوم أربعة عشر رجلا تسعة من قريش و خمسة من سائر الناس فقال له سمهم لنا يرحمك الله فقال حذيفة هم و الله أبو بكر و عمر و عثمان و طلحة و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص و أبو عبيدة بن الجراح و معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص هؤلاء من قريش و أما الخمسة فأبو موسى الأشعري و المغيرة بن شعبة الثقفي و أوس بن الحدثان البصري و أبو هريرة و أبو طلحة الأنصاري قال حذيفة ثم انحدرنا من العقبة و قد طلع الفجر فنزل رسول الله ص فتوضأ و انتظر أصحابه حتى انحدروا من العقبة و اجتمعوا فرأيت القوم بأجمعهم و قد دخلوا مع الناس و صلوا خلف رسول الله فلما انصرف من صلاته التفت فنظر إلى أبي بكر و عمر و أبي عبيدة يتناجون فأمر مناديا فنادى في الناس لا يجتمع ثلاثة نفر من الناس يتناجون فيما بينهم بسر و ارتحل رسول الله ص بالناس من منزل العقبة فلما نزل المنزل الآخر رأى سالم مولى أبي حذيفة أبا بكر و عمر و أبا عبيدة يسار بعضهم بعضا فوقف عليهم و قال أ ليس قد أمر رسول الله أن لا يجتمع ثلاثة نفر من الناس على سر و الله لتخبروني عما أنتم و إلا أتيت رسول الله حتى أخبره بذلك منكم فقال أبو بكر يا سالم عليك عهد الله و ميثاقه و لئن نحن خبرناك بالذي نحن فيه و بما اجتمعنا له فإن أحببت أن تدخل معنا فيه دخلت و كنت رجلا منا و إن كرهت ذلك كتمته علينا فقال سالم ذلك لكم مني و أعطاهم بذلك عهده و ميثاقه و كان سالم شديد البغض و العداوة لعلي بن أبي طالب ع و عرفوا ذلك منه فقالوا له إنا
المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام 597 [حديث الثقلين وصية رسول الله ص بالإمامة و الولاية] ..... ص : 559
أبي الطفيل، عن حذيفة أو عمار، قال: تجسسوا على رسول الله (ص) ليلة العقبة الثلاثة و صاحبا البصرة و عمرو بن العاص، و أبو مسعود، و أبو موسى، و قد ذكر جماعة من أصحاب رسول الله (ص).
تاريخ دمشق لابن عساكر (32/ 93)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) حدثني ابن (2) نمير حدثني أبي عن الأعمش عن شقيق قال كنا مع حذيفة جلوسا فدخل عبد الله وأبو موسى المسجد فقال أحدهما منافق ثم قال إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الله قال ونا يعقوب نا محمد بن عبد الله بن عمار نا عبد الله بن نمير قال سمعت الأعمش يقول كان حدثناهم بغضب (3) أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) فاتخذوه دينا قال ونا يعقوب حدثني أبو سعيد عبد الله بن سعيد الاشج قال سمعت ابن إدريس يقول كان الأعمش به ديانة من خشيته أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن معاوية أنا حمزة بن يوسف أنا أبو احمد بن عدي (4) نا احمد بن الحسين الصوفي نا محمد بن علي بن خلف العطار نا حسين الاشقر عن قيس (5) عن عمران بن ظبيان عن أبي تحيى (6) حكيم (7) قال كنت جالسا مع عمار فجاء أبو موسى فقال ما لي ولك قال الست اخاك قال ما ادري إلا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلعنك ليلة الجمل (8) قال انه قد استغفر لي قال عمار قد شهدت اللعن ولم اشهد الاستغفار قال ابن عدي وهذا الحديث يروى من هذا الطريق ويرويه هذا الشيخ محمد بن علي بن خلف ومحمد بن علي (9) هذا عنده من هذا الضرب عجائب وهو منكر الحديث والبلاء فيه عندي من محمد بن علي بن خلف
_________
(1) الخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 771
(2) عن ل والمعرفة والتاريخ وبالأصل: أبي
(3) عن ل وبالأصل: بعض
(4) الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2 / 362 ضمن أخبار الحسين بن الحسن الأشقر
(5) نبه محقق المطبوعة بالحاشية إلى أن " عن قيس " ليست في الكامل لابن عدي ووهم في ذلك
(6) بالأصل: " نجا " وفي الكامل لابن عدي: " يحيى " وفي ل: " تحيا " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب: بكسر أوله وسكون المهملة
قال واسمه: حكيم بن سعد
وفي مادة حكيم بضم أوله: ضبطها ابن حجر: تحيى أوله مثناة من فوق مكسورة
(7) ضبطت عن المغني بضم أوله وفتح المهملة وبالياء المشددة
(8) في ابن عدي: " الحملق "
(9) الزيادة عن ل وابن عدي
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 393)
الأعمش: عن شقيق، قال:
كنا مع حذيفة جلوسا، فدخل عبد الله، وأبو موسى المسجد، فقال: أحدهما منافق.
ثم قال: إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله (1) .
قلت: ما أدري ما وجه هذا القول، سمعه عبد الله بن نمير منه، ثم يقول الأعمش: حدثناهم بغضب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فاتخذوه دينا (2) .
قال عبد الله بن إدريس: كان الأعمش به ديانة من خشيته (3) .
قلت: رمي الأعمش بيسير تشيع فما أدري.
ولا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى -رضي الله عنه- لكونه ما قاتل مع علي، ثم لما حكمه علي على نفسه عزله، وعزل معاوية، وأشار بابن عمر؛ فما انتظم من ذلك حال.
المعرفة والتاريخ (2/ 771)
باب
(245 ب) حدثني ابن نمير حدثني أبي عن الأعمش عن شقيق قال:
كنا مع حذيفة جلوسا، فدخل عبد الله [4] وأبو موسى [5] المسجد فقال:
أحدهما منافق ثم قال: إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
وقال: حدثنا حفص [6] حدثنا الأعمش قال: ذكر أبو وائل [7] أبا بكر وعمر، فذكر فضلهما وسابقتهما. فقلت: فعبد الله فلا تنسيه؟ قال:
ذلك رجل لا أعد معه أحدا.
__________
[4] ابن مسعود.
[5] الأشعري.
[6] ابن غياث.
[7] شقيق بن سلمة.
العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (3/ 286)
ابن الوزير، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي، أبو عبد الله، عز الدين، من آل الوزير (المتوفى: 840هـ)
وقد روي عن حذيفة أنَّه تكلَّم في نفاقه. رواه الشِّعبي، وقال: حدثناهم بغضب أصحاب محمد فاتخذوه ديناً (1).
وعندي أنَّ هذا لا يقدح في روايته، فحذيفةُ -وإن كان صاحبَ العِلْمِ بالمنافقين- إلا أنَّه -من غير شكٍّ- ما أخذ العلم بالمنافقين إلاَّ مِنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد (2) قال في أبي موسى: " إنَّهُ مسلمٌ منيبٌ " رواه مالك بن مغول وغيرُه عن ابنِ (3) بريدة، عن أبيه بريدة (4) عنه - صلى الله عليه وسلم - (5).
__________
(1) أخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " 2/ 771 ومن طريقِ ابنِ عساكر 538 عن ابن نمير، حدثني أبي، عن الأعمش، عن شقيق قال: كنا مع حذيفة جلوساً، فدخلَ عبدُ الله، وأبو موسى المسجدَ، فقال: أحدُهما منافق، ثم قال: إن أشبهَ الناسِ هَدْياً ودَلاً وسَمْتاً برسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله.
وأورد الإمامُ الذهبيُّ في " السير " 2/ 394 في ترجمة أبي موسى، وعقب عليه بقوله: ما أدري ما وجهُ هذا القولِ، سَمِعَهُ عبد الله بن نمير منه (أي: من الأعمش) ثم يقول الأعمش: حدثناهم بغضبِ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فاتَّخذوهُ ديناً.
فقولُ المؤلفِ -رحمه الله-: " رواه الشعبي " وهمٌ منه، صوابُه الأعمش.
ثم قال الذهبيُّ: قال عبدُ الله بن إدريس: كانَ الأعمشُ به ديانةٌ من خشيته. قلت (القائل الذهبي): رُمي الأعمشُ بيسير تشيعٍ، فما أدري.
قلت: رجالُ السندِ ثقاتٌ، فإن صَحَّ هذا الخبرُ عن حذيفة، ولا إخالُه يصح، فإنه قد أخْطأَ في حَقَِ هذا الصحابي الجليل الذي استعملَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هو ومعاذ بن جبل على اليمنِ، وولي للخليفتين عمر وعثمان، وشَهِدَ له فضلاء الصحابة بوفور عقله، واستقامة سيرته، وورَعِه، وفضلِه، على أن قول الأعمش يُفهم منه أن حذيفةَ إنما قالَ ذلك في حالة الغضبِ التي يقول فيها الإنسان كلاماً لا يعتقد أحقيتَه إذ رُوجِعَ حينَ يسكت عنه الغضبُ، ولا يتعلق بما يقالُ في مثل هذه الحالة إلا الذين في قلوبهم مرضٌ.
(2) من قوله: " ورسول الله " إلى هنا ساقط من (ب).
(3) في (ش): " أبي "، وهو تحريف.
(4) " عن أبيه بريدة " ساقطة من (ش).
(5) أخرجه أحمد 5/ 349، والبغوي في " شرح السنة " (1259)، وإسناده صحيح، من طريق عثمان بن عُمر الضبي، حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا مالك بن مِغْول، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: دخلتُ مع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - المسجدَ ويدي في يده، فإذا رجلٌ =