سال بعدالفهرستسال قبل

قيس بن عمرو بن مالك النجاشي الشاعر(000 - نحو 40 هـ = 000 - نحو 660 م)

قيس بن عمرو بن مالك النجاشي الشاعر(000 - نحو 40 هـ = 000 - نحو 660 م)







سه احتمال سال ۴۰ و ۵۰ و ۴۹ ذکر کردند:


الأعلام للزركلي (5/ 207)
النَّجَاشي
(000 - نحو 40 هـ = 000 - نحو 660 م)
قيس بن عمرو بن مالك، من بني الحارث بن كعب، من كهلان: شاعر هجاء مخضرم، اشتهر في الجاهلية والإٍسلام. أصله من نجران (باليمن) انتقل إلى الحجاز، واستقر في الكوفة. وهجا أهلها.
وهدّده عمر بقطع لسانه. وضربه عليّ على السُّكر في رمضان. من شعره في مدح معاوية: " إني امرؤ قلما أثنى على أحد حتى أرى بعض ما يأتي وما يذر " قال البكري: النجاشي من أشراف العرب، إلا أنه كان فاسقا. وكانت أمه من الحبشة فنسب إليها. ونشر حديثا في بغداد " شعر النجاشي الحارثي " (2)
__________
(2) الشعر والشعراء 115 وفيه نماذج من شعره.
وخزانة البغدادي 2: 105 - 107 ثم 4: 368 وسمط اللآلي 890 و Brock S 1: 73.



الوفيات والأحداث (ص: 30، بترقيم الشاملة آليا)
- قيس بن عمرو بن مالك الحارثي النجاشي: شاعر جاهلي، استقر في الكوفة وهجا أهلها، وهدده عمر رضي الله عنه بقطع لسانه، وضربه علي رضي الله عنه على شربه للمسكر في رمضان، ت في حدود 40 هـ = 660 م)



أعيان ‏الشيعة، ج‏1، ص: 168
و النجاشي قيس بن عمرو بن مالك بن الحارث بن كعب الحارثي شاعر أهل العراق بصفين و لكنه فارق عليا و ذهب إلى معاوية حدود (50).



أعيان ‏الشيعة، ج‏8، ص: 457
قيس بن عمرو
المعروف بالنجاشي شاعر أهل العراق توفي في حدود سنة 50.



تراجم شعراء الموسوعة الشعرية (ص: 861)
المؤلف : تم جمعه من الموسوعة الشعرية
النجاشي الحارثي
? - 49 هـ / ? - 669 م
قيس بن عمرو بن مالك بن الحارث بن كعب بن كهلان.
شاعر هجاء مخضرم اشتهر في الجاهلية والإسلام وأصله من نجران باليمن انتقل إلى الحجاز واستقر في الكوفة وهجا أهلها.
وهدده عمر بن الخطاب بقطع لسانه وضربه علي على السكر في رمضان.
من شعره في مدح معاوية:
إني امرؤٌ قلما أثني على أحد حتى أرى بعض ما يأتي وما يذر
قال البكري: النجاشي من أشراف العرب إلا أنه كان فاسقاً وكانت أمه من الحبشة فنسب إليها.




معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري (1/ 255)
-----------------
والنجاشي قيس بن عمرو شاعر مخضرم اشتهر في الجاهلية والاسلام اصله من نجران اليمن، سكن الكوفة، توفي نحو 40 ه‍، الاعلام للزركلي. (4) صفين، ص: 365.






الشعر والشعراء (1/ 317)
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
37- النجاشى الحارثى [1]
566* هو قيس بن عمرو بن مالك، من بنى الحارث بن كعب، وكان فاسقا رقيق الإسلام.
567* وخرج فى شهر رمضان على فرس له بالكوفة يريد الكناسة [2] ، فمر بأبى سمّال الأسدىّ [3] فوقف عليه [4] ، فقال: هل لك فى رؤوس حملان فى كرش فى تنّور من أوّل الليل إلى آخره، قد أينعت وتهرّأت؟! فقال له:
(ويحك) ، أفى شهر رمضان (تقول هذا) ؟! قال: ما شهر رمضان وشوّال إلّا واحدا! قال: فما تسقينى عليها؟ قال: شرابا كالورس، يطيّب النّفس، ويجرى فى العرق، ويكثر الطّرق [5] ، ويشدّ العظام، ويسهّل للفدم الكلام، فثنى رجله فنزل، فأكلا وشربا، فلمّا أخذ فيهما الشراب تفاخرا، فعلت
__________
[1] ترجمته فى الإصابة 6: 263- 264 والاشتقاق 239 واللآلى 890- 891 والخزانة 4: 368، وله شعر فى تاريخ الطبرى 4: 264.
[2] الكناسة، بضم الكاف: محلة بالكوفة.
[3] له ذكر وشعر فى نسب قريش لمصعب الزبيرى ص 9.
[4] اسمه «سمعان بن هبيرة بن مساحق» له ترجمة فى الإصابة 3: 169- 170 والمؤتلف 137 والمعمرين 50- 51. و «سمال» بفتح السين المهملة وتشديد الميم وآخره لام.
وفى الخزانة «بأبى سماك العدوى» وهو الموافق لما فى س ف، وهو خطأ، فإن «أبا السمال العدوى» باللام أيضا لا بالكاف، وهو رجل من الأعراب مقرئ تروى عنه حروف من القراءات، كما فى شرح القاموس 7: 381 والمشتبه 273 وطبقات القراء 2614 وهو غير هذا الأسدى الشاعر. وأخطأ الذهبى فى المشتبه إذ جعل أبا السمال الأسدى الشاعر غير أبى السمال صاحب هذه القصة، وهو هو، كما فى سائر الروايات. وفى الأغانى 7: 21 قصة فيها ذكر «أبى بجير بن سماك الأسدى» و «ابن النجاشى» ظن مصحح ل أن لها علاقة بما هنا، وهو وهم، فهما شخصان آخران.
[5] أصل «الطرق» للإبل، يقال «طرق الفحل الناقة» أى قعا عليها وضربها، فاستعاره للإنسان، قال فى اللسان: «وقد يجوز أن يكون الطرق وضعا فى الإنسان، فلا يكون مستعارا» .


الشعر والشعراء (1/ 318)
أصواتهما، فسمع ذلك جار لهما، فأتى علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه فأخبره، فبعث فى طلبهما، فأمّا أبو سمّال فشقّ الخصّ ونفذ إلى جيرانه فهرب، فأخذ النجاشىّ، فأتى به علىّ بن أبى طالب فقال له: ويحك، ولداننا صيام وأنت مفطر؟! فضربه ثمانين سوطا وزاده عشرين (سوطا) ، فقال له: ما هذه العلاوة يا أبا الحسن؟ فقال: (هذه) لجرأتك على الله فى شهر رمضان، ثم وقفه للناس ليروه فى تبّان، فهجا أهل الكوفة فقال [1] :
إذا سقى الله قوما صوب غادية ... فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا
التّاركين على طهر نساءهم ... والناكحين بشطّى دجلة البقرا
(والسارقين إذا ما جنّ ليلهم ... والطالبين إذا ما أصبحوا السّورا)
وقال:
ضربونى ثمّ قالوا قدر ... قدر الله لهم شرّ القدر
568* وكان هجا بنى العجلان، فاستعدوا عليه عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، فقال: ما قال فيكم؟ فأنشدوه [2] :
إذا الله عادى أهّل لؤم ورقة ... فعادى بنى العجلان رهط ابن مقبل [3]
__________
[1] الأبيات ومعها رابع فى البلدان 7: 299، والبيتان الأولان فى الخزانة 4: 368.
[2] القصة أشير إليها فى حماسة ابن الشجرى 131- 132 والعمدة 1: 37- 38 والإصابة 1: 195 و 6: 264 والخزانة 1: 113 وذكرت الأبيات مع بعض اختلاف فى رواياتهم.
[3] سيأتى البيت 276 ل وابن مقبل: هو تميم بن أبى بن مقبل، ستأتى ترجمته 276- 278 ل وقال الجمحى 34: «تميم بن أبى بن مقبل شاعر خنذيذ، مغلب عليه النجاشى، ولم يكن إليه فى الشعر، وقد قهره فى الهجاء، فقال
إذا الله عادى أهل لؤم ودقة
. هكذا بالدال، وهى هنا بالراء يريد أن أحسابهم رقيقة ضعيفة، وبالدال:
أنها دقيقة خسيسة، كأنه ينظر إلى قول عمرو بن الأهتم فى المفضلية 23: 23 وبعض الوالدين دقيق.


الشعر والشعراء (1/ 319)
فقال عمر: إنّما دعا، فإنّ كان مظلوما استجيب له، وإنّ كان ظالما لم يستجب له، قالوا: وقد قال أيضا:
قبيّلة لا يغدرون بذمّة ... ولا يظلمون الناس حبّة خردل
فقال عمر: ليت آل الخطّاب هكذا! قالوا: وقد قال أيضا:
ولا يردون الماء إلّا عشيّة ... إذا صدر الورّاد عن كلّ منهل [1]
فقال عمر: ذلك أقلّ للّكاك [2] ! قالوا: وقد قال أيضا:
تعاف الكلاب الضاريات لحومهم ... وتأكل من كعب وعوف ونهشل
فقال عمر: أجنّ القوم موتاهم فلم يضيّعوهم! قالوا: وقد قال:
وما سمّى العجلان إلا لقيلهم ... خذ القعب واحلب أيّها العبد واعجل [3]
فقال عمر: خير القوم خادمهم (وكلّنا عبيد الله) !! ثم بعث إلى حسّان والحطيئة، وكان محبوسا عنده، فسألهما، فقال حسّان مثل قوله فى شعر الحطيئة، فهدّد (عمر) النجاشىّ وقال له: إن عدت قطعت لسانك.
569* وهو القائل فى معاوية:
ونجّى ابن حرب سابح ذو علالة ... أجشّ هزيم والرّماح دوانى [4]
__________
[1] البيت فى اللآلى 789 غير منسوب.
[2] اللكاك، بكسر اللام: الزحام. وفى العمدة «للسكاك» بالسين، وهو تحريف.
[3] القعب: القدح الضخم الغليظ الجافى.
[4] العلالة: بقية الفرس، يريد أن يحفظ من قوته فى العدو، جريا بعد جرى مثل علل الماء. الأجش: الغليظ الصوت فى صهيلة، وهو مما يحمد فى الخيل. الهزيم من الخيل: الشديد الصوت. والبيت فى اللسان 8: 161 و 16: 92 والجمهرة 1: 52 وهو فى الأغانى 12: 73 مع بيت آخر له مضى 80 وهو فى الاشتقاق 179 غير منسوب.


الشعر والشعراء (1/ 320)
فلمّا بلغ الشعر معاوية رفع ثندؤتيه [1] وقال: لقد علم الناس أن الخيل لا تجرى بمثلى، فكيف قال هذا؟! ومن جيّد شعره قول لمعاوية [2] :
يا أيّها الملك المبدى عداوته ... روّىء لنفسك أىّ الأمر تأتمر
وما شعرت بما أضمرت من حنق ... حتّى أتتنى به الأخبار والنّذر [3]
فإن نفست على الأقوام مجدهم ... فابسط يديك فإنّ الخير يبتدر
واعلم بأنّ علىّ الخير من نفر ... شمّ العرانين لا يعلوهم بشر
نعم الفتى أنت، إلّا أنّ بينكما ... كما تفاضل ضوء الشّمس والقمر [4]
وما إخالك إلا لست منتهيا ... حتّى يمسّك من أظفاره ظفر
إنى امرؤ قلّ ما أثنى على أحد ... حتى أرى بعض ما يأتى وما يذر [5]
لا تمدحنّ امرأ حتّى تجرّبه ... ولا تذمّنّ من لم يبله الخبر
571* وهجا قريشا- لعنه الله- فقال [6] :
إنّ قريشا والإمامة كالّذى ... وفى طرفاه بعد أن كان أجدعا
وحقّ لمن كانت سخينة قومه ... إذا ذكر الأقوام أن يتقنّعا [7]
__________
[1] الثندؤة: فى اللسان: «قال ابن السكيت: هى اللحم الذى حول الثدى، إذا ضممت أولها همزت، فتكون فعللة، فإذا فتحته لم تهمز، فتكون فعلوة، مثل ترقوة وعرقوة» . وفيه أيضا عن أبى عبيدة أن رؤبة كان يهمزها وأن العرب لا تهمزها.
[2] من قصيدة فى كتاب وقعة صفين 424. والأبيات فى الخزانة 4: 368.
[3] شعر: بابه «نصر» و «كرم» ، وضبط فى ل بكسر العين، وهو خطأ.
[4] فى الخزانة «نعم الفتى هو» وما هنا أجود فى المعنى والسياق.
[5] قلما: رسمت هنا «قل ما» وفى همع الهوامع 2: 237: «جرى ابن درستويه والزنجانى على عدم وصل قلما، والأصح الوصل» وانظر المطالع النصرية 52.
[6] البيتان فى اللآلى 864.
[7] سخينة: لقب كانت تلقب به قريش لأكلهم السخينة، وهى حساء من دقيق. وفى الروض الأنف 2: 205: «كان هذا الاسم مما سميت به قريش قديما، ذكروا أن


الشعر والشعراء (1/ 321)
وقال:
سخينة حىّ يعرف الناس لؤمها ... قديما، ولم تعرف بمجد ولا كرم
فيا ضيعة الدّنيا وضيعة أهلها ... إذا ولى الملك التّنابلة القزم [1]
وعهدى بهم فى الناس ناس، ومالهم ... من الحظّ إلّا رعية الشّاء والنّعم
572* (وكان للنجاشى أخ يقال له حديج، وله يقول ابن مقبل:
أبلغ حديجا بأنى قد كرهت له ... بعد المقالة يهديها فتأتينا)
__________
قصيّا كان إذا ذبحت ذبيحة أو نحرت بمكة أتى بعجزها فصنع منه خزيرة، وهو لحم يطبخ ببر، فيطعمه الناس، فسميت قريش بها سخينة» . وانظر الخزانة 3: 142- 143.
[1] التنابلة: جمع «تنبل» و «تنبال» و «تنبالة» بكسر التاء فى الثلاثة، وهو الرجل القصير. وهذا الجمع لم يذكر فى المعاجم، والذى فى اللسان أن جمعها «تنابيل» .
القزم، بفتح القاف والزاى: اللئام الأدنياء صغار الجثة الذين لا غناء عندهم، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث فى ذلك سواء، لأنه فى الأصل مصدر. وأثبت فى ل «الفذم» بضم القاف وفتح الذال المعجمة، وهو تحريف، فلا يوجد هذا الضبط، والموجود «القذم» بضم القاف والذال، ولكنه بمعنى الأسخياء، فلا يناسب الهجو. ويحتمل أيضا أن تكون صحتها «الفدم» بضم الفاء والدال، جمع «فدم» بفتح فسكون، وهو من الناس العيى عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم، أو هو الغليظ السمين الأحمق الجافى.





العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (9/ 106)
ابن الوزير، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي، أبو عبد الله، عز الدين، من آل الوزير (المتوفى: 840هـ)
وروى ابن أبي الحديد في شرح قول علي عليه السلام: أما إنه سيظهر عليكم رجلٌ رَحْبُ البُلعوم. في ذكرِ جماعةٍ من المُنْحرفين عنه عليه السلام، منهما رجلٌ يقال له: النجاشي من اليمانية، وأنه حده في الخمر فغضبت اليمانية، فقال عليه السلام: وهل هو إلاَّ رَجُلٌ من المسلمين انتَهَكَ حُرمةً من حُرَمِ الله، فأقمنا عليه حداً كان فيه كفارته (2). انتهى.
__________
(1) حديث صحيح رواه من حديث معاذ أحمد 5/ 230 - 231 و235 و244، والدارمي 2/ 201، وأبو داود (2541)، والترمذي (1657)، والنسائي 6/ 25، وابن ماجه (2792)، وعبد الرزاق (9534)، والطبراني 20/ (203) و (204) و (206) و (207)، وابن حبان (4618)، والبيهقي 9/ 170، والحاكم 2/ 77، ولفظه: " من قاتل في سبيل الله فُواق ناقته وجَبَتْ له الجنةُ "، وفواق الناقة: -بضم فائه وتفتح-. وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة.
(2) النجاشي: هو قيس بن عمرو بن مالك من بني الحارث بن كعب، شاعر مخضرم == من أشراف العرب إلاَّ أنه فاسق رقيق الإسلام كثير الهجو، شرب الخمر في رمضان فأتى به علي بن أبي طالب، فقال له: ويحك وِلداننا صيام وأنت مفطر، فضربه ثمانين سوطاً، وزاده عشرين سوطاً. أورد له ابن قتيبة في " الشعر والشعراء " 1/ 330 - 333 شيئاً من نظمه.



المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (18/ 310)
وقد هاجى "حسان بن ثابت" النجاشي، واسمه "قيس بن عمرو" من رهط "الحارث بن كعب"، وكان قد هجا الأنصار فرد عليه "حسان بن ثابت"، ثم أمر بأن يكتب رده غلمان الكتاب، ليوزع على الناس. وقد كان النجاشي قد هاجي "عبد الرحمن بن حسان"، واشتد هجاؤه عليه فأعانه والده عليه3. وكان مما قاله حسان في "الحارث بن كعب" رهط النجاشي قوله:




الاشتقاق (ص: 400)
المؤلف: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى: 321هـ)
ومنهم: بنو الحماس، وقد مر منهم النجاشي الشاعر، واسمه قيس بن عمرو. وأخوه: خديج كان شاعرا. والنجاشي اسم ملك الحبشة، فإن جعلته عربيا فهو من النجش. والنجش: كشفك الشيء وبحثك عنه. ورجل منجش ونجاش، إذا كان يكشف عن أمور الناس. ومنجش: عبد كان لقيس بن مسعود بن قيس بن خالد، وكان كسرى ولى قيسا الأبلة وجعلها طعمة له، فاتخذ منجش المنجشانية، وكان يقال لها: روضة الخيل.



المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء (ص: 140)
المؤلف: أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي (المتوفى: 370هـ)
من يقال له خديج وحديج منهم خديج بن عمرو بن مالك بن حزن بن الحارث بن خديج بن معاوية بن خديج بن الحماس بن ربيعة بن كعب ابن الحارث بن كعب بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد شاعر وهو أخو النجاشي وهو قيس بن عمرو وكان محسناً وهو القائل يرثي أخاه النجاشي:
ومن كان يبكي هالكاً فعلى فتى ... ثوى بلوى لحج وآبت رواحله
فتى لا يطيع الزاجرين عن الندى ... وترجع بالعصيان عنه عواذله
وهي قصيدة حسنة.




تاريخ دمشق لابن عساكر (49/ 473)
5761 - قيس بن عمرو ابن مالك بن حزن بن الحارث بن خديج بن معاوية ابن خديج بن الحماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلدبن مالك بن أدد الحارثي المعروف بالنجاشي (5) شاعر مشهور وفد على معاوية
......
تاريخ دمشق لابن عساكر (49/ 477)
وهي قصيدة حسنة




الإصابة في تمييز الصحابة (6/ 387)
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
8876- النّجاشيّ:
الشاعر الحارثي، اسمه قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية بن خديج بن حماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، يكنى أبا الحارث، وأبا مخاشن.
له إدراك، وكان في عسكر عليّ- رضي اللَّه عنه- بصفين، ووفد على عمر بن الخطاب، ولازم عليّ بن أبي طالب، وكان يمدحه فجلده في الخمر، ففرّ إلى معاوية. ومما يدلّ على أنه عمّر طويلا أنّ معاوية سأله: من أعزّ العرب؟ قال: رجل مررت به يقسم الغنائم على باب بيته بين الحليفين أسد وغطفان. قال: من هو؟ قال: حصين بن حذيفة بن بدر. انتهى.
وحصين هو والد عيينة الّذي كان رئيس غطفان يوم الأحزاب. ومات أبوه قبل البعثة أبو بعدها بيسير. وقيل اسم النّجاشي سمعان، وترجمه ابن العديم في تاريخ حلب في حرف النّون، فقال: نجاشي بن الحارث بن كعب الحارثي. ذكر أبو أحمد العسكري في ربيع الآداب أنّ النّجاشي الشاعر مرّ بأبي سماك الأسدي في رمضان، فدعاه إلى الشّرب فأجابه، فبلغ عليّا فهرب أبو سماك وأخذ النّجاشي فجلده عليّ، فطرح عليه هند بن عاصم نفسه، ورمى عليه جماعة من وجوه الكوفة أربعين مطرفا، وجعل بعضهم يقول: هذا من قدر اللَّه.
فقال النّجاشيّ: ضربوني، ثم قالوا: قدر اللَّه، لهم شر القدر، ثم هرب إلى الشّام.
وقال المرزبانيّ: النّجاشي قدم على عهد عمر في جماعة من قومه، وكان مع علي في حروبه يناضل عنه أهل الشّام.
وذكر أن عليا جلده ثمانين، ثم زاده عشرين، فقال له: ما هذه العلاوة؟ فقال:
لجرأتك على اللَّه في شهر رمضان وصبياننا صيّام، فهرب إلى معاوية وهجا عليا، وكان هاجي تميم بن مقبل في عهد عمر، فاستعدى عليه، وهو القائل في المغيرة يصفه بالقصر:
وأقسم لو خرّت من استك بيضة ... لما انكسرت من قرب بعضك من بعض
[الطويل] وذكر سيف له قصة في اليمامة، وأنشد له في ذلك شعرا.
وذكر أحمد بن مروان الدينَوَريّ في الجزء السّابع من المجالسة، من طريق سماك، قال: هجا النجاشيّ، واسمه قيس بن عمرو بن مالك- بني العجلان، فاستعدوا عليه عمر، فقال: ما قال فيكم؟ فأنشدوه:
إذا اللَّه جازى أهل لؤم بذمّة ... فجازى بني العجلان رهط ابن مقبل
[الطويل] فقال: إن كان مظلوما استجيب له، فقالوا:
قبيلته لا يغدرون بذمّة ... ولا يظلمون النّاس حبّة خردل
[الطويل] فقال: ليت آل الخطاب كانوا كذلك.
فذكر القصّة ورويناها في أمالي ثعلب، قال: قال أصحابنا: استعدى تميم بن مقبل عمر على النّجاشي ... فذكر نحوه.
وقد تقدم في ترجمة تميم بن مقبل، وذكر الحسن بن بشر الآمديّ أنّ النجاشيّ المذكور لما مات رثاه أخوه خديج:
من كان يبكي هالكا فعلى فتى ... ثوى بلوى لحج وآبت رواحله
[الطويل] قلت: ولحج- بفتح اللّام وسكون المهملة بعدها جيم: بلد معروف باليمن، ففيه دلالة على أنه كان توجّه إلى اليمن فمات بلحج.
[وقال ابن قتيبة في «المعارف» : كان النّجاشي رقيق الدين، فذكر القصّة في شرب الخمر في رمضان، وإنما قيل له النجاشي، لأنه كان يشبه لون الحبشة.
وحكى ابن الكلبيّ أنّ جماعة من بني الحارث وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «من هؤلاء الّذين كأنّهم من الهند»
] «1» .
__________
(1) سقط في أ.





الدر الفريد وبيت القصيد (11/ 485)
المؤلف: محمد بن أيدمر المستعصمي (639 هـ - 710 هـ)
• ديوان النجاشي الحارثي (قيس بن عمرو) القرن الأول الهجري: صنعة وتحقيق صالح البكاري، الطيب العشاش، سعد غراب، المواهب بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م.


ملتقى أهل اللغة (11/ 1746)
ديوان النجاشي الحارثي (بي دي إف)
ـ[أبو العباس]•---------------------------------•[14 - 08 - 2010, 05:45 م]ـ
ديوان النجاشي الحارثي (قيس بن عمرو)
صنعة وتحقيق: صالح البكاري - الطيب العشاش - سعد غراب
الناشر: مؤسسة المواهب - بيروت - الطبعة الأولى - 1999
http://www.archive.org/details/diwan-annajachy-al7arithy

المصدر (http://www.attaweel.com/vb/showthread.php?t=16938)







الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 365
. و منهم النجاشي الشاعر «7»
__________________________________________________
(7) انظر شرح نهج البلاغة م 1/ 366 و النجاشي اسمه قيس بن عمرو بن مالك أحد بني الحارث بن كعب و سمي النجاشي لأن أمه حبشية كان شاعر أمير المؤمنين عليه-- السلام و له مواقف مشهودة بصفين و لكن الأمور بعواقبها نسأله سبحانه حسن الخاتمة.



الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 366
فكان شاعر علي ع بصفين فشرب الخمر فحده أمير المؤمنين ع فغضب و لحق بمعاوية و هجا عليا ع.
عن عوانة «1» قال: خرج النجاشي في أول يوم من رمضان فمر بأبي سمال الأسدي «2» و هو قاعد بفناء داره فقال له: أين تريد؟ قال: أريد الكناسة قال: هل لك في رءوس و أليات «3» قد وضعت في التنور من أول الليل فأصبحت قد أينعت و تهرأت؟ قال: ويحك في أول يوم من رمضان؟ قال: دعنا مما لا نعرف «4» قال: ثم مه؟ قال: ثم أسقيك من شراب كالورس «5» يطيب النفس «6» و يجري في العرق و يزيد في‏
__________________________________________________

(1) عوانة بن الحكم الكلبي يكنى أبا الحكم من علماء الكوفة، راوية للأخبار، عالم بالشعر و النسب و كان فصيحا ضريرا توفي سنة 147 (انظر فهرست ابن النديم ص 134).
(2) ظ «سمان» بالنون تحريف قطعا و أبو السمال آخره لام و الميم مشددة و هو سمعان بن هبيرة الأسدي الشاعر، قال ابن حجر: «له إدراك و نزل الكوفة ... عاش مائة و سبعا و ستين سنة .. و كان مع طليحة في الردة ... كان لا يغلق باب داره و كان له مناد ينادي من ليس له خطة فمنزله على أبي السمال، شرب الخمر في رمضان مع النجاشي الحارثي فأقام علي الحد على النجاشي و هرب أبو السمال (انظر الإصابة حرف السين ق 3).
(3) أليات جمع ألية- بالفتح- اي ألية الشاة و لا يقال إليه بالكسر و لا لية بدون همزة.
(4) ظ «مما يعرف» خطأ و في ش «ما لا يعرف» و يظهر من هذا أن الرجل كان منافقا فاسقا.
(5) الورس: نبت أصفر يكون باليمن و مراده الصفاء.
(6) م «يجري في النفس».



الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 367
الطرق «1» يهضم الطعام و يسهل للفدم «2» الكلام فنزل فتغديا ثم أتاه بنبيذ فشرباه فلما كان من آخر النهار علت أصواتهما و لهما جار يتشيع من أصحاب علي ع فأتى عليا ع فأخبره بقصتهما فأرسل إليهما قوما فأحاطوا بالدار فأما أبو سمال فوثب إلى دور بني أسد فأفلت و أما النجاشي فأتي به عليا ع فلما أصبح أقامه في سراويل فضربه ثمانين ثم زاده عشرين سوطا فقال: يا أمير المؤمنين أما الحد فقد عرفته «3» فما هذه العلاوة التي لا تعرف؟ قال: «لجرأتك على ربك و إفطارك في شهر رمضان» ثم أقامه في سراويله للناس فجعل الصبيان يصيحون به خرئ النجاشي فجعل يقول: كلا و الله إنها يمانية وكاؤها شعر «4» فمر به هند بن عاصم السلولي «5» فطرح عليه مطرفا «6» ثم جعل الناس يمرون به فيطرحون عليه المطارف حتى اجتمعت عليه مطارف كثيرة ثم أنشأ يقول:
__________________________________________________
(1) الطرق- بالكسر-: القوة و الشحم، و إذا كان بالفتح فالمراد الإتيان بالليل كناية عن الملامسة.
(2) الفدم: العيي.
(3) ما بين المعقوفين من ش.
(4) كذلك و «وكاؤها شعر» كناية عن القوة و عدم الانفلات فهو استعارة كالاستعارة في الحديث (العين وكاء السه).
(5) تقدم ذكره.
(6) المطرف- بتثليث الميم و سكون الطاء- ثوب من خز مربع في طرفيه علمان. و لا يخفى إن طرح المطارف أريد به الفتنة و تهييج الشر و إثارة الشغب كأنه استنكار لاقامة أمير المؤمنين عليه السلام الحد عليه و هو صلوات الله و سلامه عليه لا تأخذه في الله لومة لائم، و لا يحابي أحدا في حق الله مهما كانت مكانته و القريب و البعيد عنده بمنزلة سواء.



الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 368
إذا الله حيا صالحا من عباده تقيا فحيا الله هند بن عاصم‏
و كل سلولي إذا ما دعوته سريع إلى داعي العلى و المكارم‏
. ثم لحق بمعاوية و هجا عليا ع فقال:
أ لا من مبلغ عني عليا بأني قد أمنت فلا أخاف‏
عمدت لمستقر الحق لما رأيت قضية فيها اختلاف «1»
. عن أبي الزناد «2» قال: دخل النجاشي على معاوية و قد أذن معاوية للناس عامة فقال لحاجبه: ادع النجاشي قال: و النجاشي بين يديه و لكن اقتحمته عينه «3» فقال: ها أنا ذا النجاشي بين يديك يا أمير المؤمنين إن الرجال ليست بأجسامها إنما لك من الرجل أصغراه قلبه و لسانه قال: ويحك أنت القائل:
و نجى ابن حرب سابح ذو علالة أجش هزيم و الرماح دوان‏
إذا قلت: أطراف الرماح تنوشه مرثه له الساقان و القدمان «4»
.
__________________________________________________
(1) جاء في نسخة الظاهرية هكذا:
ألا من مبلغ عني عليا بأني قد أخذت على رواف‏
عمدت لمستقر الحق لما رأيت قضية فيها اختلافي‏
و في ش: «رأيت أموركم فيها اختلاف» و الرواف جمع روف و هو السكون.
(2) أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، قال الذهبي: «الامام الثبت ... كان سفيان يسمي أبا الزناد: أمير المؤمنين في الحديث» كان كاتبا لبني أمية، و كان ربيعة الرأي قال فيه «ليس بثقة و لا رضي» و هو الذي روى الحديث: (إن الله خلق آدم على صورته) توفي فجأة في شهر رمضان سنة 130 (انظر المعارف لابن قتيبة ص 204 و ميزان الاعتدال 4/ 418).
(3) ظ «بين يديه فاقتحمته عينه» أي احتقرته و لعل معاوية تعمد ذلك.
(4) هذان البيتان من قصيدة للنجاشي يهجو بها معاوية يوم صفين من قصيدة روى منها
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 369
ثم ضرب بيده إلى ثديه و قال: ويحك إنما مثلي لا تعدو به الخيل فقال: يا أمير المؤمنين «1» إني لم أقل هذا لك إنما قلته لعتبة بن أبي سفيان. و لما حد علي ع النجاشي غضب لذلك من كان مع علي من اليمانية «1» و كان أخصهم به طارق بن عبد الله بن كعب بن أسامة النهدي فدخل على أمير المؤمنين ع فقال: يا أمير المؤمنين ما كنا نرى أن أهل المعصية و الطاعة و أهل الفرقة و الجماعة عند ولاة العدل و معادن الفضل سيان في الجزاء حتى رأيت ما كان من صنيعك بأخي الحارث فأوغرت صدورنا «2» و شتت أمورنا و حملتنا على الجادة التي كنا نرى أن سبيل من ركبها النار فقال علي ع: «إنها لكبيرة إلا على الخاشعين «3» يا أخا بني نهد و هل هو إلا رجل من المسلمين انتهك حرمة من حرم الله «4» فأقمنا عليه حدا كان كفارته؟ يا أخا بني نهد إن الله تعالى يقول-: و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى «5». فخرج طارق من عند علي و هو مظهر بعذره قابل له فلقيه الأشتر
__________________________________________________
- نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 601 واحدا و ثلاثين بيتا و كان معاوية يعير بها بعد ذلك و يعرض بها، و السابح الجواد و جمعه سوابح، و الأجش: الغليظ الصوت من الإنسان و الخيل، و الهزيم: الفرس الشديد الصوت و مرثه- بالمثلثة-: حركته.
(1) التكملة من ش.
(2) أوغرت صدورنا: جعلتها تتوقد من شدة الغيظ.
(3) البقرة من الآية: 45.
(4) التكملة من ش.
(5) المائدة من الآية: 8.
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 370
النخعي رحمه الله فقال له: يا طارق أنت القائل لأمير المؤمنين إنك أوغرت صدورنا و شتت أمورنا «1» قال طارق: نعم أنا قائلها قال له الأشتر: و الله ما ذاك كما قلت: و إن صدورنا له لسامعة و إن أمورنا له لجامعة قال: فغضب طارق و قال: ستعلم يا أشتر أنه غير ما قلت: فلما جنه الليل همس «2» هو و النجاشي إلى معاوية فلما قدما عليه دخل آذنه «3» فأخبره بقدومهما و عنده وجوه أهل الشام منهم عمرو بن مرة الجهني «4» و عمرو بن صيفي «5» و غيرهما قال: فدخلا عليه فلما نظر معاوية إليه قال: مرحبا بالمورق غصنه المعرق أصله المسود غير المسود في أرومة «6» لا ترام و محل يقصر عنه الرامي من رجل كانت منه هفوة و نبوة «7» باتباعه صاحب الفتنة و رأس الضلالة و الشبهة التي اغترز «8» في ركاب الفتنة حتى استوى على رحلها ثم أوجف في عشوة ظلمتها و تيه‏
__________________________________________________
(1) ظ «أمرنا».
(2) الهمس- هنا-: السير ليلا بلا فتور.
(3) الآذن: الذي يعلم الأمير بمن يريد الدخول عليه.
(4) عمرو بن مرة الجهني صحابي يكنى أبا مريم شهد مع النبي صلى الله عليه و آله و سلم أكثر المشاهد مات في أيام معاوية و قيل أيام عبد الملك (انظر الاستيعاب 2/ 519 و الإصابة حرف العين ق 1).
(5) عمرو بن صيفي، قال السيد المحدث رحمه الله: «لم أجد ذكره في كتب التراجم».
(6) الأرومة- بفتح الهمزة و بضمها-: الأصل.
(7) الهفوة: الزلة، و النبوة- هنا-: التقصير كأنها مأخوذة من قولهم نبا السهم إذا قصر عن الهدف، و نبا السيف إذا كل عن الضريبة.
(8) اغترز: وضع رجله في الغرز و هو ركاب من جلد.
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 371
ضلالتها «1» و اتبعه رجرجة من الناس «2» و هنون [هينون‏] من الحثالة «3» أما و الله ما لهم أفئدة أ فلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها «4». فقام طارق فقال: يا معاوية إني متكلم فلا يسخطك أول دون آخر ثم قال و هو متكئ على سيفه: إن المحمود على كل حال رب علا فوق عباده فهم منه بمنظر و مسمع بعث فيهم رسولا منهم لم يكن يتلو من قبله كتابا و لا يخطه بيمينه إذا لارتاب المبطلون فعليه السلام من رسول كان بالمؤمنين برا رحيما. أما بعد فإنا كنا نوضع «5» فيما أوضعنا فيه بين يدي إمام تقي عادل «6» في رجال من أصحاب رسول الله «7» ص أتقياء مرشدين ما زالوا «8» منارا للهدى و معالم «9» الدين خلفا عن سلف «10» مهتدين أهل دين لا دنيا و أهل الآخرة كل الخير فيهم و اتبعهم من الناس ملوك و أقيال و أهل بيوتات و شرف ليسوا بناكثين و لا قاسطين فلم تك رغبة من رغب عنهم و عن صحبتهم إلا لمرارة الحق حيث‏
__________________________________________________
(1) أوجف: أسرع، و العشوة- بتثليث العين المهملة-: ركوب الأمر على غير بيان، و التيه- بكسر التاء هنا- الضلال.
(2) الرجرجة من الناس: الأراذل و من لا عقول لهم.
(3) هنون جمع هين و هو الحقير المهان، و الحثالة: الردي‏ء من كل شي‏ء.
(4) محمد: 24.
(5) وضع و أوضع: اسرع في سيره و منه قوله تعالى: لأوضعوا خلالكم.

(6) ما بين القوسين ساقط من الأصلين و اثبتناه من ش.
(7) ظ «النبي».
(8) «ما زالوا» ساقطة من ظ.
(9) المعالم جمع معلم و هو الأثر الذي يستدل به على الطريق.
(10) ظ «سلفا لخلف».
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 372
جرعوها و لوعورته حيث سلكوها و غلبت عليهم دنيا مؤثرة و هوى متبع و كان أمر الله قدرا مقدورا «1» و قد فارق الإسلام قبلنا جبلة بن الأيهم «2» فرارا من الضيم و أنفا من الذلة «3» فلا تفخرن يا معاوية أن قد شددنا إليك الرحال و أوضعنا نحوك الركاب فتعلم و تنكر أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم لي و لجميع المسلمين «3». ثم التفت إلى النجاشي و قال: ليس بعشك فادرجي «4» فشق على معاوية ذلك و غضب و لكنه أمسك «5» فقال: يا عبد الله ما أردنا أن نوردك مشرع ظمأ و لا أن نصدرك عن مكرع رواء «6» و لكن القول قد يجري بصاحبه إلى غير الذي ينطوي عليه من الفعل ثم أجلسه معه على سريره و دعا له بمقطعات «7» و برود فصبها عليه ثم أقبل عليه بوجهه يحدثه حتى قام.
__________________________________________________
(1) الأحزاب من الآية: 38.
(2) جبلة بن الأيهم آخر ملوك غسان، أسلم في زمن عمر و قدم المدينة في أهبة الملك و فرح المسلمون في قدومه و إسلامه و حضر الموسم من عامه فبينما هو يطوف في البيت إذ وطئ على أزاره رجل من بني فزارة فحله فلطمه فهشم أنفه فاستعدى عليه الفزاري عمر و طلب إليه عمر أن يرضي الفزاري أو يقيده فأخذته العزة بالإثم و اجتمع قوم جبلة و بنو فزارة، فكادت تكون فتنة، فقال جبلة: أمهلني الى غد يا أمير المؤمنين، قال: ذاك لك فلما كان جنح الليل خرج هو و أصحابه فلم يئن حتى دخل القسطنطينية على هرقل فتنصر و أعظم هرقل قدومه و سر به انظر تفصيل القصة في العقد الفريد لابن عبد ربه 2/ 56.
(3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصلين و أعيد من ش.
(4) مثل يضرب و معناه ليس هذا مكانك فاتركه و عش الطائر موضعه و هو الذي يكون في أفنان الاشجار يجمعه من دقاق العيدان و غيرها فإذا كان في جبل أو جدار أو نحوهما فهو وكر و كن، و الدرج: المشي بتقارب خطو.
(5) التكملة من ش.
(6) ش «ري».
(7) المقطعات برود قصار موشاة و لا واحد له من لفظه.
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 373
فلما قام طارق خرج و خرج معه عمرو بن مرة و عمرو بن صيفي الجهنيان فأقبلا عليه يلومانه في خطبته إياه و فيما عرض لمعاوية. فقال طارق لهما: و الله ما قمت بما سمعتماه «1» حتى خيل لي أن بطن الأرض أحب إلي من ظهرها عند إظهاره ما أظهر من البغي و العيب و النقص لأصحاب محمد ص «2» و لمن هو خير منه في العاجلة و الآجلة و ما زهت به نفسه و ملكه عجبه و عاب أصحاب رسول الله ص و استنقصهم «3» و لقد قمت مقاما عنده أوجب الله علي فيه أن لا أقول إلا حقا و أي خير فيمن لا ينظر ما يصير إليه غدا و أنشأ يتمثل بشعر لبيد بن عطارد التميمي «4»
لا تكونوا على الخطيب مع الدهر فإني فيما مضى لخطيب‏
أصدع الناس في المحافل بالخطبة يعيا بها الخطيب الأريب‏
و إذا قالت الملوك: من الحاسم للداء؟ قيل: ذاك الطبيب‏
غير أني إذ قمت كاربني «5» الكربة لا يستطيعها المكروب‏
و كذاك الفجور يصرعه البغي و في الناس مخطئ و مصيب‏
و خطيب النبي أقول بالحق و ما في مقاله عرقوب «6»
إن من جرب الأمور من الناس و قد ينفع الفتى التجريب‏
لحقيق بأن يكون هواه و تقاه فيما إليه يئوب‏


__________________________________________________
(1) التكملة من ش.
(2) ظ «عليه السلام».
(3) ما بين المعقوفين من ش.
(4) تقدم ذكره.
(5) ظ و م «كابرني» تصحيف و التصحيح من ش.
(6) عرقوب: أي ليس فيه التواء.



الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 374
فبلغ عليا ع مقالة طارق و ما قال لمعاوية فقال: «لو قتل أخو بني نهد يومئذ لقتل شهيدا «1».» و زعم بعض الناس أن طارق بن عبد الله رجع إلى علي ع و معه النجاشي «2». و عمل معاوية في إطراء «3» طارق و تعظيم أمره حتى تسلل ما كان في نفسه. و طارق فيما بلغنا هو القائل:
هل الدهر إلا ليلة و صباحها و إلا طلوع الشمس ثم رواحها
يقرب ما ينأى و يبعد ما دنا إلى أجل يقضي إليه انسراحها
و يسعى الفتى فيها و ليس بمدرك هواه سوى ما ضر نفسا طماحها «4»
و من يسع منا في هوى النفس يلقها سريعا إلى الغي المقيم جماحها «5»
و عاذلة قامت تلوم مدلة علي فلم يرجع قتيلا صياحها «6»
و تزعم أن اللوم منها نصيحة و حرم في الدنيا علي انتصاحها


__________________________________________________
(1) لأنه قال كلمة حق عند إمام جائر.
(2) رجوع طارق إلى أمير المؤمنين عليه السلام غير بعيد فإن الأحرى بصاحب تلك الكلمة أن يئوب الى الحق و إن نبا عنه يوما.
(3) ظ «إلطاف».
(4) الطماح: هنا كالجماح وزنا و معنى.
(5) الجماح: ركوب الهوى.
(6) المدلة: التي تري زوجها جرأة في تغنج و تشكل كأنها تخالفه و ما بها من خلاف، و احتمل السيد المحدث رحمه الله تعالى أنه ربما كان «فلم ينجع فتيلا» و ذلك أن يقال: «ما أغنى عنك فتيلا أي شيئا بقدر الفتيل» و الفتيل ما يكون في شق النواة.




الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 375
إذا كان أمر العاذلات ملامة فأولى أمور العاذلات اطراحها «1»
و قد حنكتني السن و اشتد حنكتي و جانبي لهو الغواني و راحها «2»
و قد كنت ذا نفس تراح إلى الصبا فأضحت إلى غير التصابي ارتياحها «3»
و إني لمن قوم بنى المجد فيهم بيوتا فأمست ما تنال براحها «4»
مطاعيم في القحط الجديب زمانهم إذا أقوت الأنواء هاجت رياحها «5»
و أخلف إيماض البروق و عطلت بها الشول و استولت و قل فصاحها «6»
و قر قرار الأرض أما ملوكهم و ساداتهم ما بل عشبا نصاحها
«7». و بلغنا أن معاوية قال لهيثم بن الأسود أبي العريان «8» و كان عثمانيا
__________________________________________________
(1) الاطراح: الإبعاد.
(2) حنكته السن: أحكمته التجارب، و الحنكة: التجربة و الفهم، و الغواني جمع غانية و هي المرأة التي تطلب و لا تطلب لأنها استغنت بحسنها، و قيل: هي الشابة العفيفة ذات زوج أولا، و الراح: الخمر، أو يريد الارتياح بلهوه معهن.
(3) يراح: تأخذه خفة و أريحية، و الصبا: جهل الفتوة، و التصابي: تعاطي الصبا.
(4) البراح: المتسع من الأرض و يريد أفنيتها.
(5) مطاعيم جمع مطعام و هو كثير الإطعام و القرى، و القحط: الجدب، و الجديب: بين الجدوبة، و أقوت: خلت، و الأنواء جمع نوء و هو النجم الذي يستمطرون به، و هاجت رياحها: هبت و هو كناية عند الكرم.
(6) البروق جمع برق و إيماضها: لمعانها، و الشول جمع شائلة و هي الناقة التي يجف لبنها و عطلت: لا راعي لها لأن الرعاة تركوها لهزالها و عدم فائدتها «استولت» نقص لبنها من ولت يلت، أو هو تصحيف و الفصاح جمع فصيح و المراد هنا اللبن الخالص يقال: أفصح اللبن أي ذهبت رغوته و انقطع اللبا عنه و اشولت أي جفت ألبانها و لحقت بطونها بظهورها من الهزال.
(7) النصاح: السقي يقال: نصحه الغيث أي سقاه حتى اتصل نبته فلم يكن فيه فضاء.
(8) الهيثم بن الأسود بن قيس النخعي، قال المرزباني في معجم الشعراء كان أبو العريان-
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 376
و كانت امرأته علوية «1» تحب عليا ع و تكتب بأخبار معاوية في أعنة الخيل فتدفعها إلى عسكر علي بصفين «2» فيدفعونها إليه فقال: معاوية بعد التحكيم «3»-: يا هيثم أهل العراق كانوا أنصح لعلي أم أهل الشام لي فقال: أهل العراق قبل أن يضربوا بالبلاء كانوا أنصح لصاحبهم من أهل الشام قال: و لم ذلك؟ قال: لأن القوم ناصحوا عليا ع على الدين و هم أهل بصيرة و بصر «4» و ناصحك أهل الشام على الدنيا و أهل الدنيا أهل يأس و طمع ثم و الله ما لبث أهل العراق أن نبذوا الدين وراء ظهورهم و نظروا إلى الدنيا في يدك فما أصابها منهم إلا الذي لحق بك. قال معاوية فما منع الأشعث بن قيس أن يقدم علينا و يطلب ما قبلنا قال: أكرم نفسه أن يكون رأسا في العار و ذنبا في الطمع قال: هل كانت امرأتك تكتب بالأخبار إلى علي في أعنة الخيل فتباع؟ قال: نعم فغضب الهيثم و قد كان معاوية يمنيه كثيرا و يعده بالصلة فقال‏
__________________________________________________
- أحد من شهد على حجر بن عدي و بقي حتى علت سنه، و من طريق عبد الملك بن عمير قال: عاد عمرو بن حريث أبا العريان فقال: كيف تجدك؟ قال:
أجدني قد ابيض مني ما كنت أحب أن يسود، و اسود مني ما كنت أحب أن يبيض و أنشده:
اسمع انبئك بآيات الكبر تقارب الخطو و سوء بالبصر
و قلة الطعم إذا الزاد حضر و كثر النسيان لما يذكر
(انظر الإصابة حرف الهاء ق 3).
(1) أي شيعية.
(2) ظ «بعسكره في صفين».
(3) التكملة من ش.
(4) ما بين المعقوفين في ظ فقط.
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 377
:
و تالله لو لا الله لا شي‏ء غيره و أني على أمر من الحق مهتدي‏
لغير قلبي ما سمعت و إنه ليملأ صدري بعض هذا التهدد
و لكنني راجعت نفسا شحيحة على دينها ليست بذات تردد
فأوردتها من منهل الحق منهلا و كان ورود الحق أفضل مورد
وعدت عدات يا ابن حرب كأنها لما كنت أرجو من وفائك في يدي‏
فلم تك في دار الإقامة واصلا و لا أنت عند الظن أنجزت موعدي‏
فلو كان لي بالغيب علم لردني «1» مقالك دعني إن حظك في غد
.
عن محارب بن ساعدة الأيادي قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان و عنده أهل الشام ليس فيهم غيرهم إذ قال: يا أهل الشام قد عرفتم حبي لكم و سيرتي فيكم و قد بلغكم صنيع علي بالعراق و تسويته بين الشريف و بين من لا يعرف قدره فقال رجل منهم: لا يهد الله ركنك و لا يهيض جناحك «2» و لا يعدمك ولدك و لا يرينا فقدك فقال: فما تقولون في أبي تراب؟ قال: فقال كل رجل منهم ما أراد و معاوية ساكت و عنده عمرو بن العاص و مروان بن الحكم فتذاكرا عليا ع بغير الحق. فوثب رجل من آخر المجلس من أهل الكوفة و كان قد دخل مع القوم فقال: يا معاوية تسأل أقواما في طغيانهم يعمهون اختاروا الدنيا على الآخرة و الله لو سألتهم عن السنة ما أقاموها فكيف يعرفون عليا و فضله؟ أقبل علي أخبرك ثم لا تقدر أن تنكر أنت و لا من عن يمينك يعني عمرا هو و الله الرفيع نجاره «3» الطويل عماده دمر الله به‏
__________________________________________________
(1) ظ «لدلني».
(2) لا يهيض جناحك: لا يكسره.
(3) النجار: الأصل.
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 378
الفساد و أبار «1» به الشرك و وضع «2» به الشيطان و أولياءه «3» و ضعضع به الجور و أظهر به العدل و أنطق «4» زعيم الدين و أطاب المورد و أضحى الداجي «5» و انتصر به المظلوم و هدم به بنيان النفاق و انتقم به من الظالمين و أعز به المسلمين العلم المرفوع و الكهف للعواذ ربيع الروح و كنف المستطيل «6» ولي الهارب كريح رحمة أثارت سحابا متفرقا بعضها إلى بعض حتى التحم و استحكم «7» فاستغلظ فاستوى ثم تجاوبت نواتقه «8» و تلألأت بوارقه و استرعد خرير مائه فأسقى و أروى عطشانه و تداعت جنانه «9» و استقلت به أركانه و استكثرت وابله و دام رذاذه و تتابع مهطوله فرويت البلاد و اخضرت و أزهرت ذلك علي بن أبي طالب سيد العرب إمام الأمة و أفضلها و أعلمها و أجملها و أحكمها أوضح للناس سيرة الهدى بعد السعي في الردى فهو و الله إذا اشتبهت الأمور و هاب الجسور و احمرت الحدق و انبعث «10» القلق و أبرقت البواتر «11» استربط عند ذلك جأشه و عرف بأسه و لاذ به الجبان‏
__________________________________________________
(1) ظ «و أباد» و هما بمعنى واحد.
(2) ظ «و دفع».
(3) «و أولياءه» في ظ فقط.
(4) ظ «و نطق».
(5) أضحى: أظهر و أبدى و الداجي: المظلم.
(6) كنفه: حاطه و أعانه و لعل المستطيل طالب الطول ان لم تكن محرفة من كلمة أخرى.
(7) ظ «فاستحكم».
(8) النواتق: جمع ناتق و هي المرأة التي يكثر ولدها فالكلام استعارة.
(9) تداعت- هنا- بمعنى أقبلت.
(10) ظ «و نفث».
(11) البواتر: السيوف.
الغارات (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 379
الهلوع فنفس كربته و حمي حمايته عند الخيول النكراء و الداهية الدهياء «1» مستغن برأيه عن مشورة ذوي الألباب برأي صليب و حلم أريب مجيب للصواب مصيب فأمسكت القوم جميعا و أمر معاوية بإخراجه فأخرج و هو يقول-: و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا «2». قال: و كان معاوية تعجبه الفصاحة و يصغي للمتكلم حتى يفرغ من كلامه.
و منهم عقيل بن أبي طالب. «3»

ذكر الشيخ عن أبي عم







بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏76 165 باب 87 حد شرب الخمر ..... ص : 155
24- نوادر الراوندي، بالإسناد عن الصادق عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع أنه أتي برجل شرب خمرا في شهر رمضان فضربه الحد فضربه تسعة و ثلاثين سوطا لمجي‏ء شهر رمضان «2».
----------------
(2) نوادر الراوندي ص 37، و ما بين العلامتين أخرجناه من المصدر، و لعل الرجل كان النجاشي الشاعر- و اسمه قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية الحارثى- أتى به و قد شرب الخمر في شهر رمضان فضربه ثمانين جلدة، ثم حبسه ليلة ثم دعا به من الغد فضربه عشرين سوطا فقال له: يا أمير المؤمنين ضربتنى ثمانين جلدة في شرب الخمر، و هذه العشرون ما هى؟ قال: هذا لتحريك على شرب الخمر في شهر رمضان. راجع مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 147، التهذيب ج 10 ص 94، الكافي ج 7 ص 216، الفقيه ج 4 ص 40، و قد ذكر هذا أصحاب التراجم في ترجمة الرجل.





أعيان ‏الشيعة، ج‏1، ص: 168
و النجاشي قيس بن عمرو بن مالك بن الحارث بن كعب الحارثي شاعر أهل العراق بصفين و لكنه فارق عليا و ذهب إلى معاوية حدود (50).



أعيان ‏الشيعة، ج‏8، ص: 457
قيس بن عمرو
المعروف بالنجاشي شاعر أهل العراق توفي في حدود سنة 50.
من شعره في صفين قوله:
كفى حزنا إن عصينا إمامنا عليا و إن القوم طاعوا معاوية
و إن لأهل الشام في ذاك فضلهم علينا بما قالوه فالعين باكية
فسبحان من أرسى ثبيرا مكانه و من أمسك السبع الطباق كما هيه‏
أ يعصي إمام أوجب الله حقه علينا و أهل الشام طوعا لطاغيه‏

و من شعره يرثي عمرو بن محصن الأنصاري، و قد كان عمرو من اعلام أصحاب علي ع قتل في المعركة و جزع علي لقتله:
لنعم فتى الحيين عمرو بن محصن إذا صارخ الحي المصبح ثوبا
لقد فجع الأنصار طرا بيد أخي ثقة في الصالحات مجربا
فيا رب خير قد أفدت و جفنة ملأت و قرن قد تركت مسلبا
و يا رب خصم قد رددت بغيظة فآب ذليلا بعد أن كان مغضبا
و راية مجد قد حملت و غزوة شهدت إذ النكس الجبان تهيبا
حويطا على جل العشيرة ماجوا و ما كنت في الأنصار نكسا مؤنبا
طويل عماد المجد رحبا فناؤه خصيبا إذا ما رائد الحمي اجدبا
عظيم رماد النار لم تك فاحشا و لا فشلا يوم النزال مغلبا
و كنت ربيعا ينفع الناس سيبه و سيفا جرازا فاتك الحد معضا
فان يقتلوا الحر الكريم ابن محصن فنحن قتلنا ذا الكلاع و حوشبا
و أن يقتلوا ابني بديل و هاشما فنحن تركنا منكم القرن اعضبا
و نحن تركنا حميرا في صفوفكم لدى الحرب صرعى كالنخيل مشذبا
و افلتنا تحت الاسنة مرتد و كان قديما في الفرار مدربا
و نحن تركنا عند مختلف القنا أخاكم عبيد الله لحما ملحبا
بصفين لما ارفض عنه رجالكم و وجه ابن عتاب تركناه ملغبا
و طلحة من بعد الزبير و لم ندع لضبة في الهيجا عريفا و منكبا
و نحن أحطنا بالبعير و أهله و نحن سقيناكم سماما معتشبا

و قال النجاشي يذكر عليا ع و جده في الأمر:
إني أخال عليا غير مرتدع حتى يقام حقوق الله و الحرم‏
أ ما ترى النقع معصوبا بلمته كأنه الصقر في عرنينه شمم‏

و من شعره في صفين:
و نجى ابن حرب سابح ذو علالة أجش هزيم و الرماح دواني‏
إذا قلت أطراف الرماح تنوشه مرته له الساقان و القدمان‏
و كنت كذي رجلين رجل صحيحة و رجل بها ريب من الحدثان‏
فاما التي صحت فازد شنوءة و أما التي شلت فازد عمان‏

و من شعره في معاوية:
يا أيها الرجل المبدي عداوته رو لنفسك أن الأمر يؤتمر
و ما علمت بما أضمرت من حنق حتى أتتني به الركبان تبتدر
إذا نفست على الأمجاد مجدهم فابسط يديك فان الخير مبتدر
و اعلم بان علي الخير من نمر شم العرانين لا يعلوهم بشر
لا يجحد الحاسد الغضبان فضلهم ما دام بالحزن من صمانها الحجر
نعم الفتى أنت لو لا أن بنيكما كما تفاضل ضوء الشمس و القمر
و لا إخالك إلا لست منتهيا حتى ينيمك من أظفاره ظفر

في أبيات عظم وقعها عنه معاوية و من شعره فيه:
دعن يا معاوي ما لن يكونا فقد حقق الله ما تحذرونا
أتاكم علي بأهل الحجاز و أهل العراق فما تصنعونا
على كل جرداء خيفانة و أشعث نهد يسر العيونا
عليها فوارس شيعية «1» كأسد العرين حمين العرينا
يرون الطعان خلال العجاج و ضرب الفوارس في النقع دينا
هم هزموا الجمع جمع الزبير و طلحة و المعشر الناكثينا
فقل للمضلل من وائل و من جعل الغث يوما سمينا
جعلتم عليا و أشياعه نظير ابن هند أ لا تستحونا
إلى أول الناس بعد النبي و صنو الرسول من العالمين‏
و صهر الرسول و من مثله إذا كان يوم يشيب القرونا

و في الطليعة: و ذكر له ابن أبي الحديد هناة لا تصح.









مستدركات ‏أعيان ‏الشيعة، ج‏1، ص: 130
قيس بن عمرو المعروف بالنجاشي‏
مرت ترجمته في المجلد الثامن الصفحة 457 و نزيد عليها هنا ما يلي:
يبدو أن هذا الرجل قد ختم سيرته بالسوء فقد ورد في أكثر من مصدر انه شرب الخمر في رمضان فضربه أمير المؤمنين ع مائة سوط، ثمانين للسكر و عشرين لحرمة رمضان، فلما ضربه ذهب إلى معاوية، و نال من علي ع و الظاهر أن هذا هو الذي أشار إليه صاحب كتاب (الطليعة) و هو قوله:
و نسب إليه ابن أبي الحديد هناة لا تصح.
اي أن صاحب الطليعة ينكر هذه الحادثة.




مستدركات‏أعيان‏الشيعة، ج‏2، ص: 220
قيس بن عمرو بن مالك‏
المعروف بالنجاشي.
مرت ترجمته في الصفحة 457 من المجلد الثامن و مرت إشارة إليه في الجزء الأول من المستدركات و نضيف على ذلك ما ياتي عن كتاب الغارات لابن هلال الثقفي:
كان شاعر علي (ع) بصفين فشرب الخمر في الكوفة فحده أمير المؤمنين (ع) فغضب و لحق بمعاوية و هجا عليا (ع).
خرج النجاشي في أول يوم من رمضان فمر...






الأنساب للصحاري (ص: 138، بترقيم الشاملة آليا)
أبو المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الصحاري العوتبي (العُمَاني الإباضي) نسبة الى عَوْتَب وهي منطقة في صُحار كانت تسمى في القديم: عوتب الخيام (المتوفى: 511هـ)
ومن بني النجاش النَّجاشُّي الشاعر، واسمه قَيس بَن عمرو بن مالك بن معاوية بن جُرَيْج بن النجاش، وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب. وهَجَا النجاشي بني العَجْلاَن فاسْتَعَدوا عليه عمر بن الخطاب رحمه الله فقال لهم عمر: ما قال فيكم؟ قالوا: قد قال:
إذا الله عادى أهل لُؤْمٍ ورقةٍ ... فعادى بني العجلان رَهْطَ بن مُقْبِلِ
فقال عمر:إنما دّعّا، إن كان مظلوما اسْتَجَبْتُ، وإن كان ظالما لم أستجب له. قالوا له: وقد قال:
قبيلته لا يغدرون بِِّمَّةٍ ... ولا يَظْلِمُون الناسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ
فقال عمر: ليت آل الخطاب هكذا. قالوا له: وقد قال:
ولا يَرِدُون الماءَ إلاَّ عَشِيَّةً ... إذا صَدَر الوُرَّادُ عن كُلَّ مَنْهَل
قال عمر: هو أهدأ لسقيهم. قالوا له: وقد قال:
وما سُمِّيَ العَجْلانَ إلاّ لِقيلِهِمْ ... خُذِ القَعْبَ واجلب أيها العبدُوا عْجَل
قال عمر: خَيْر القومِ خَادِمُهم. قالوا له: وقد قال:
تَعَافُ الكلاب الذاريات ببابهم ... ويأكُلْن مِن كعب وعَوْفٍ ونهشل
فقال عمر: خير القوم موتاهم ولم يضيعوهم. وكفى ضياعا من أكل لحمة الكلاب. ثم بعث إلى النجاشي فقال له: إن عُدْتَ قَطَعْتُ لسانك.
وأُتِيَ به لعلي بن أبي طالب في شهر رمضان سكراناً فَجَلَدهُ مائة جلدة، فقال له: يا أمير المؤمنين. هذا الحَدُّ فما هذه العلاوة؟ فقال: لأن ولائدنا وصبياننا صيامُ وأنت مُفْطِر - فهرب إلى معاوية.