سال بعدالفهرستسال قبل

محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف(000 - 36 هـ = 000 - 657 م)

محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف(000 - 36 هـ = 000 - 657 م)



الأعلام للزركلي (6/ 79)
ابن أَبي حُذَيْفَة
(000 - 36 هـ = 000 - 657 م)
محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف: صح أبي من الأمراء.
ولد بأرض الحبشة، في عهد النبوة، واستشهد أبوه يوم (اليمامة) فرباه عثمان بن عفان، فلما شب رغب في غزو البحر فجهزه عثمان وبعثه إلى مصر، فغزا غزوة (الصواري) مع عبد الله بن سعد. ولما عاد منها جعل يتألف الناس، وأظهر خلاف عثمان، فرأسوه عليهم، فوثب على والي مصر (عقبة بن عامر) سنة 35 هـ وأخرجه من الفسطاط. ودعا إلى خلع عثمان، فكتب إليه عثمان يعاتبه ويذكر تربيته له، فلم يزدجر، وسير جيشا إلى المدينة فيه ستمئة رجل كانت لهم يد في مقتل عثمان. وأقره عليّ في إمارة مصر. ولما أراد معاوية الخروج إلى (صفين) بدأ بمصر، فقاتله محمد بالعريش، ثم تصالحا، فاطمأن محمد، فلم يلبث معاوية أن قبض عليه وسجنه في دمشق. ثم أرسل إليه من قتله في السجن (1) .
__________
(1) الإصابة: ت 7769.






الغارات (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 217
قتل محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس «1»

حدثنا علي بن «2» محمد بن أبي سيف أن محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أصيب لما فتح عمرو بن العاص مصر فبعث به إلى معاوية بن أبي سفيان و هو يومئذ بفلسطين فحبسه معاوية في سجن له فمكث فيه غير كثير ثم إنه هرب و كان ابن خال معاوية فأرى معاوية الناس أنه كره انفلاته من السجن فقال لأهل الشام: من يطلبه؟ و قد كان معاوية فيما يرون يحب أن ينجو فقال رجل من خثعم يقال له عبيد الله بن عمرو بن ظلام و كان شجاعا و كان عثمانيا: أنا أطلبه فخرج في خيله فلحقه بحوارين «3» و قد دخل في غار هناك فجاءت حمر تدخله و قد أصابها المطر فلما رأت الرجل في الغار فزعت منه فنفرت فقال حمارون كانوا قريبا من الغار: و الله إن لنفر هذه الحمر من الغار لشأنا ما نفرها من هذا الغار إلا أمر
__________________________________________________
(1) ما أدرج تحت هذا العنوان نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة م 2 ص 28 فما بعدها عن كتاب الغارات و سنشير إلى التفاوت تحت حرف ش.
(2) ما بين المعقوفين ساقط من الأصلين و السياق يستدعيه و في ش «و حدثني محمد بن عبد الله بن عثمان عن المدائني أن محمد بن أبي حذيفة ... الخ».
(3) حوارين: من قرى حلب، أو حصن بناحية حمص (مراصد الاطلاع).



الغارات (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 218
فذهبوا ينظرون فإذا هم به فخرجوا فوافاهم عبيد الله بن عمرو بن ظلام «1» فسألهم عنه و وصفه لهم فقالوا له: ها هو ذا في الغار فجاء حتى استخرجه و كره أن يحمله إلى معاوية فيخلي سبيله فضرب عنقه رحمه الله تعالى «2»

__________________________________________________
(1) لم اهتد لمعرفته.
(2) اختلف أهل السير و علماء الرجال في وقت مقتل محمد بن أبي حذيفة و كيفيته ففي تاريخ الطبري 4/ 546 في حوادث سنة 36: «و في هذه السنة قتل محمد بن أبي حذيفة و كان سبب قتله أنه لما خرج المصريون إلى عثمان مع محمد بن أبي بكر أقام- أي محمد بن أبي حذيفة- بمصر و اخرج عنها عبد الله بن سعد بن أبي سرح و ضبطها فلم يزل مقيما حتى قتل عثمان و بويع لعلي رضي الله عنه، و أظهر معاوية الخلاف و بايعه على ذلك عمرو بن العاص، فسار معاوية و عمرو الى محمد بن أبي حذيفة قبل قدوم قيس بن سعد مصر فعالجا- اي معاوية و عمرو- دخول مصر فلم يقدرا على ذلك فلم يزالا يخادعان محمد بن أبي حذيفة حتى خرج الى عريش مصر في ألف رجل فتحصن بها، و جاءه عمرو فنصب المنجنيق عليه حتى نزل في ثلاثين من أصحابه و اخذوا و قتلوا رحمهم الله» و ذكر مثل هذا في ج 5 ص 105 حوادث سنة 38 عن الواقدي. و نقل في ص 106 عن هشام بن محمد الكلبي أن عمرو بن العاص لما دخل مصر و غلب عليها اصابوا محمد بن أبي حذيفة فبعثوا به الى معاوية و هو بفلسطين فحبسه في سجن له و ذكر نحو ما ذكره صاحب الغارات، و في الإصابة حرف الميم ق 1 بترجمته و في أسد الغابة 4/ 316 أنه أخذ بعد ما استولى معاوية على مصر فحبسه معاوية فهرب من السجن فظفر به رشدين مولى معاوية فقتله، و ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 341 قريبا من ذلك، و في رجال الكشي ص 72 أنه مات في سجن معاوية و ذكر محاورة لطيفة جدا جرت بينهما و قد أخرج من السجن ثم أعاده إليه، و ذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 49 أن عمرو بن العاص بعث مالك بن هبيرة الكندي في طلبه فادركه و قتله، و لكن الارجح أنه مات في سجن معاوية و الله العالم.







رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 70
محمد بن أبي حذيفة
125 حدثني نصر بن صباح، قال حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال حدثني أمير بن علي، عن أبي الحسن الرضا (ع) قال، كان أمير المؤمنين (ع) يقول: إن المحامدة تأبى أن يعصى الله عز و جل، قلت و من المحامدة قال محمد بن جعفر، و محمد بن أبي بكر، و محمد بن أبي حذيفة، و محمد بن أمير المؤمنين (ع) أما محمد بن أبي حذيفة هو ابن عتبة بن ربيعة و هو ابن خال معاوية.
126 و أخبرني بعض رواة العامة، عن محمد بن إسحاق، قال حدثني رجل من أهل الشام، قال كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة «1» بن ربيعة مع علي بن أبي طالب (ع) و من أنصاره و أشياعه، و كان ابن خال معاوية، و كان رجلا من خيار المسلمين، فلما توفي علي (ع) أخذه معاوية و أراد قتله فحبسه في السجن دهرا، ثم قال معاوية ذات يوم أ لا نرسل إلى هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته «2» و نخبره بضلاله و نأمره أن يقوم فيسب عليا قالوا نعم. فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقال له معاوية يا محمد بن أبي حذيفة أ لم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب، أ لم تعلم أن عثمان قتل مظلوما و أن عائشة و طلحة و الزبير خرجوا يطلبون بدمه، و أن عليا هو الذي دس في‏
__________________________________________________
(1)- و في نسخ آخر: ابى حذيفة بن عتبة.
(2)- التبكيت التقريع و التوبيخ.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 71
قتله، و نحن اليوم نطلب بدمه قال محمد بن أبي حذيفة إنك لتعلم أني أمس القوم بك رحما و أعرفهم بك، قال أجل، قال فو الله الذي لا إله غيره ما أعلم أحدا أشرك «1» في دم عثمان و ألب عليه «2» غيرك، لما استعملك و من كان مثلك، فسأله المهاجرون و الأنصار أن يعزلك فأبى، ففعلوا به ما بلغك، و و الله ما أحد اشترك «3» في قتله بدئيا و أخيرا إلا طلحة و الزبير و عائشة، فهم الذين شهدوا عليه بالعظيمة «4» و ألبوا عليه الناس، و شركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف و ابن مسعود «5» و عمار و الأنصار جميعا، قال قد كان ذاك «6» قال و الله إني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية و الإسلام لعلى خلق واحد ما زاد الإسلام فيك قليلا و لا كثيرا، و أن علامة ذلك فيك لبينة، تلومني على حبي عليا! خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري و أنصاري، و خرج معك أبناء المنافقين و الطلقاء و العتقاء خدعتهم عن دينهم و خدعوك عن دنياك، و الله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت و ما خفي عليهم ما صنعوا إذ أحلوا أنفسهم بسخط الله في طاعتك، و الله لا أزال أحب عليا لله و أبغضك‏
__________________________________________________
(1)- شرك- خ اشركه جعله شريكا و شركه صار شريكه، من باب علم.
(2)- و الب الناس عليه- خ.
(3)- شرك- خ.
(4)- النازلة الشديدة.
(5)- شركة عبد الرحمن و ابن مسعود مع انهماماتا في زمان عثمان لخلافهما له و قولهما عليه كأبى ذر.
(6)- جميعا، قال قد كان ذلك- خ.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 72
في الله و في رسوله أبدا ما بقيت، قال معاوية و إني أراك على ضلالك بعد ردوه فردوه و هو يقرء في السجن رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه فمات في السجن.
قنبر






الغارات (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 327
قتل محمد بن أبى حذيفة ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس‏
حدثنا [علي بن‏] محمد بن أبي سيف «1» أن محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس‏
__________________________________________________
(1)- قال ابن أبى الحديد في شرح النهج (ج 2، ص 38، س 2): «قال إبراهيم: و حدثني محمد بن عبد الله بن عثمان عن المدائني أن محمد بن أبى حذيفة (القصة)».
و ذكر الطبري خبر قتل محمد بن أبى حذيفة في موردين من تاريخه، الأول قوله (ج 5، ص 226 عند ذكره حوادث سنة ست و ثلاثين):
«و في هذه السنة قتل محمد بن أبى حذيفة، و كان سبب قتله أنه لما خرج المصريون الى عثمان مع محمد بن أبى بكر أقام بمصر و أخرج عنها عبد الله بن سعد بن أبى سرح و ضبطها فلم يزل بها مقيما حتى قتل عثمان و بويع لعلى (رضي الله عنه) و أظهر معاوية الخلاف، و بايعه على ذلك عمرو بن العاص، فسار معاوية و عمرو الى محمد بن أبى حذيفة قبل قدوم قيس بن- سعد مصر فعالجا دخول مصر فلم يقدرا على ذلك فلم يزالا يخدعان محمد بن أبى حذيفة حتى خرج الى عريش مصر في ألف رجل فتحصن بها، و جاءه عمرو فنصب المنجنيق عليه حتى نزل في ثلاثين من أصحابه و أخذوا و قتلوا، رحمهم الله».
و الثاني قوله (ج 6، ص 61 عند ذكره حوادث سنة ثمان و ثلاثين):
«و فيها قتل محمد بن أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس- ذكر الخبر عن مقتله- اختلف أهل السير في وقت مقتله فقال الواقدي: قتل في سنة ست و ثلاثين، قال: و كان سبب قتله أن معاوية و عمرا سارا اليه و هو بمصر قد ضبطها فنزلا بعين شمس فعالجا الدخول فلم يقدرا عليه، فخدعا محمد بن أبى حذيفة على أن يخرج في ألف رجل الى العريش فخرج، و خلف الحكم بن الصلت على مصر، فلما خرج محمد بن أبى حذيفة الى العريش تحصن، و جاء عمرو فنصب المجانيق حتى نزل في ثلاثين من أصحابه فأخذوا فقتلوا، قال: و ذاك قبل أن يبعث على (رضي الله عنه) الى مصر قيس بن سعد.
و أما هشام بن محمد الكلبي فإنه ذكر أن محمد بن أبى حذيفة انما أخذ بعد أن-



الغارات (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 328
أصيب لما فتح عمرو بن العاص مصر فبعث به الى معاوية بن أبي سفيان و هو يومئذ بفلسطين، فحبسه معاوية في سجن له فمكث فيه غير كثيرا ثم انه هرب و كان ابن خال- معاوية فأرى معاوية الناس أنه كره انفلاته من السجن فقال لأهل الشأم: من يطلبه؟ و قد كان معاوية فيما يرون يحب أن ينجو، فقال رجل من خثعم يقال له:
عبيد الله «1» بن عمرو بن ظلام و كان شجاعا و كان عثمانيا: أنا أطلبه، فخرج في خيله «2» فلحقه [بحوارين «3» و قد دخل‏] في غار هناك «4» فجاءت حمر تدخله و قد أصابها المطر، فلما رأت الرجل في الغار فزعت منه فنفرت، فقال حمارون «5» كانوا قريبا من الغار:
و الله ان لنفر هذه الحمر من الغار لشأنا، ما نفرها من هذا الغار الا أمر، فذهبوا
__________________________________________________
قتل محمد بن أبى بكر و دخل عمرو بن العاص مصر و غلب عليها، و زعم أن عمرا لما دخل هو و أصحابه مصر أصابوا محمد بن أبى حذيفة فبعثوا به الى معاوية و هو بفلسطين، فحبسه في سجن له (فذكر القصة الى آخرها نحو ما في المتن)».
(1)- في تاريخ الطبري: «عبد الله».
(2)- في شرح النهج: «في خيل» و في الطبري: «في حاله».
(3)- في مراصد الاطلاع: «حوارين بضم أوله و يكسر و يخفف الواو و كسر- الراء و ياء ساكنة و نون بلدة بالبحرين و قيل: حوارين بلفظ التثنية و كسر أوله، و منهم من يفتحها من قرى حلب معروف، و حوارين حصن من ناحية حمص، و حوارين اسم القريتين اللتين بين تدمر و دمشق».
(4)- في الطبري: «حتى لحقه بأرض البلقاء بحوران و قد دخل في غار هناك» ففي مراصد الاطلاع: «البلقاء كورة من أعمال دمشق بين الشام و وادي القرى قصبتها عمان، و فيها قرى كثيرة و مزارع واسعة».
(5)- في الطبري: «حصادون» ففي الصحاح: «و الحمارة أصحاب الحمير في- السفر، الواحد حمار مثل جمال و بغال» و في القاموس: «الحمارة أصحاب الحمير» و في تاج العروس في شرح العبارة: «و يقال لأصحاب الجمال جمالة، و لأصحاب البغال بغالة، و منه قول ابن أحمر: شلا كما تطرد الجمالة الشردا» فكلمة «حمارون» جمع حمار هنا.



الغارات (ط - الحديثة)، ج‏1، ص: 329
ينظرون، فاذاهم به فخرجوا، فوافاهم عبيد الله بن عمرو بن ظلام فسألهم عنه و وصفه لهم، فقالوا له: ها هو ذا في الغار، فجاء حتى استخرجه و كره أن يحمله «1» الى معاوية فيخلي سبيله، فضرب عنقه، رحمه الله تعالى.
__________________________________________________
(1)- في شرح النهج: «و كره أن يصير به» و في الطبري: «و كره أن يرجعه».
و ستأتي ترجمته مفصلة في تعليقات آخر الكتاب ان شاء الله تعالى كما أشرنا الى ذلك فيما تقدم (ص 206).
(انظر التعليقة رقم 33).






الغارات (ط - الحديثة)، ج‏2، ص: 747
التعليقة 33 (ص 206) محمد بن أبى حذيفة القرشي العبشمي‏
قال في جامع الرواة: «محمد بن أبي حذيفة مشكور في الخلاصة و كان عامل- علي عليه السلام على مصر و في رجال الكشي بعد ما تقدم في محمد بن أبي بكر: أخبرني بعض رواة العامة عن محمد بن إسحاق قال: حدثني رجل من أهل الشام قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن أبي طالب و من أنصاره و من أشياعه و كان ابن خال معاوية و كان رجلا من خيار المسلمين فلما توفي علي أخذه معاوية و أراد قتله (إلى آخر القصة و سننقلها عن قريب إن شاء الله تعالى)».
و في كتاب نصر بن مزاحم المنقري في وقعة صفين (ص 42):



الغارات (ط - الحديثة)، ج‏2، ص: 748
«فلما دخل عليه [أي عمرو بن العاص على معاوية] قال: يا أبا عبد الله طرقتنا في ليلتنا هذه ثلاثة أخبار ليس منها ورد و لا صدر قال: و ما ذاك؟ قال: ذاك أن محمد ابن أبي حذيفة قد كسر سجن مصر فخرج هو و أصحابه و هو من آفات هذا الدين» و قال أيضا بعيد ذلك (ص 49) و كلا الموردين من النسخة المطبوعة بمصر سنة 1365 قمرية بتحقيق و شرح عبد السلام محمد هارون): «قال نصر: محمد بن عبيد الله عن الجرجاني قال؛ لما بات عمرو عند معاوية و أصبح أعطاه مصر طعمة له و كتب له بها كتابا و قال: ما ترى؟ قال: أمض الرأي الأول فبعث مالك بن هبيرة الكندي في طلب محمد بن أبي حذيفة فأدركه فقتله».
أقول: بين ما نقله الكشي و نصر بن مزاحم تباين و تعارض لا يمكن التوفيق بينهما بوجه؛ فمن أراد التحقيق في ذلك فليخض فيه بنفسه.
قال ابن الأثير في أسد الغابة: «محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي كنيته أبو القاسم ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أمه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية و هو ابن خال معاوية ابن أبي سفيان، و لما قتل أبوه أبو حذيفة أخذ عثمان بن عفان محمدا إليه فكفله إلى أن كبر ثم صار إلى مصر فصار من أشد الناس تأليبا على عثمان. قال أبو نعيم:
هو أحد من دخل على عثمان حين حوصر فقتل، و أخذ محمد بجبل الخليل جبل لبنان فقتل. قال خليفة: ولاه علي بن أبي طالب على مصر ثم عزله و استعمل قيس بن سعد بن عبادة ثم عزله و الصحيح أن محمدا كان بمصر لما قتل عثمان و هو الذي ألب أهل مصر على عثمان حتى ساروا إليه فلما ساروا إليه كان عبد الله بن سعد أمير مصر لعثمان قد سار عنها و استخلف عليها خليفة له فثار محمد على الوالي بمصر لعبد الله فأخرجه و استولى على مصر فلما قتل عثمان أرسل علي إلى مصر قيس بن سعد أميرا و عزل محمدا. و لما استولى معاوية على مصر أخذ محمدا في الرهن فحبسه فهرب من السجن فظفر به رشدين مولى معاوية فقتله».
و قال ابن عبد البر في الاستيعاب (ص 233 من طبعة الهند):



الغارات (ط - الحديثة)، ج‏2، ص: 749
«محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي أبو القاسم ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، امه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية. قال خليفة بن خياط: ولى علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- مصر محمد بن أبي حذيفة ثم عزله و ولى قيس بن سعد بن عبادة ثم عزله و ولى الأشتر مالك بن الحارث النخعي فمات قبل أن يصل إليها، فولى محمد بن أبي بكر فقتل بها و غلب عمرو بن العاص على مصر.
و كان محمد بن أبي حذيفة أشد الناس تأليبا على عثمان، و كذلك كان عمرو بن- العاص مذ عزله عن مصر يعمل حيله في التأليب و الطعن على عثمان، و كان عثمان قد كفل محمد بن أبي حذيفة بعد موت أبيه أبي حذيفة، و لم يزل في كفالته و نفقته سنين، فلما قاموا على عثمان كان محمد بن أبي حذيفة أحد من أعان عليه و ألب و حرض أهل مصر، فلما قتل عثمان هرب إلى الشام فوجده رشدين مولى معاوية فقتله، و قال أهل النسب:
انقرض ولد أبي حذيفة و ولد أبيه عتبة إلا من قبل الوليد بن عتبة فان منهم طائفة بالشام، قال الواقدي: كان محمد بن الحنفية و محمد بن أبي حذيفة و محمد بن الأشعث يكنون أبا القاسم».
و قال في ترجمة عبد الله بن سعد بن أبى سرح (ص 382):
«حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال: و في سنة خمس و عشرين انتقضت الاسكندرية فافتتحها عمرو بن العاص و قتل المقاتلة و سبى الذرية فأمر عثمان برد السبي الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذي كان لهم و لم يصح عنده نقضهم، و عزل عمرو بن العاص و ولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، و كان ذلك بدأ الشر بين عثمان و عمرو بن العاص، و أما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فافتتح إفريقية من مصر سنة سبع و عشرين و غزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى و ثلاثين و هو هادنهم الهدنة الباقية إلى اليوم، و غزا الصواري من أرض الروم سنة أربع و ثلاثين، ثم قدم على عثمان و استخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري‏



الغارات (ط - الحديثة)، ج‏2، ص: 750
فانتزا عليه محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة فخلع السائب و تأمر على مصر، و رجع عبد الله بن سعد من وفادته فمنعه ابن أبي حذيفة من دخول الفسطاط فمضى إلى عسقلان فأقام بها حتى قتل عثمان».
و قال المامقاني (رحمه الله) في تنقيح المقال:
«محمد بن أبي حذيفة القرشي العبشمي عده جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و قالوا: انه ولد بالحبشة على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله، و لما قتل أبوه أبو حذيفة أخذه عثمان ابن عفان فكفله إلى أن كبر، ثم صار إلى مصر فصار من أشد الناس تأليبا على عثمان.
و عن أبي نعيم: أنه أحد من دخل على عثمان حين حوصر فقتل. و قال خليفة: ان علي بن أبي طالب ولاه على مصر ثم عزله. و الصحيح عند أهل السير أن محمدا عند قتل عثمان كان بمصر و هو الذي ألب أهل مصر على عثمان حتى صاروا إليه؛ فلما صاروا إليه كان عبد الله بن أبي سرح أمير مصر لعثمان و قد سار عنها و استخلف عليها خليفة له فثار محمد على الوالي بمصر لعبد الله فاستخرجه و استولى على مصر، فلما قتل عثمان أرسل علي عليه السلام إلى مصر قيس بن سعد أميرا و عزل محمدا، و لما استولى معاوية على مصر أخذ محمدا في الرهن و حبسه فهرب من السجن فظفر به رشدين مولى معاوية فقتله.
هذا ما ذكره علماء العامة في ترجمة الرجل.
و أما أصحابنا فقد عد الشيخ (رحمه الله) في رجاله محمد بن أبي حذيفة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و زاد على ذلك قوله: و كان عامله على مصر؛ انتهى.
و في التحرير الطاووسي و القسم الأول من الخلاصة: انه مشكور. و في رجال ابن داود: محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة المذكور عده الشيخ (رحمه الله) في رجاله من أصحاب علي عليه السلام و قال: كان عامله على مصر و قال الكشي (رحمه الله): كان من أنصاره عليه السلام مات في سجن معاوية على البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام و سبه و لم يفعل و قابله بالعظائم و لم تأخذه في الله لومة لائم. انتهى. و قال الكشي بعد عنوانه ما لفظه: أخبرني بعض رواة العامة عن محمد بن إسحاق قال حدثني رجل من أهل‏



الغارات (ط - الحديثة)، ج‏2، ص: 751
الشام قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن أبي طالب عليه السلام و من أنصاره و أشياعه، و كان ابن خال معاوية و كان رجلا من خيار المسلمين فلما توفي علي عليه السلام أخذه معاوية و أراد قتله فحبسه في السجن دهرا ثم قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلى هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته و نخبره بضلالته و نأمره أن يقوم فيسب عليا عليه السلام؟ قالوا: نعم. قال: فبعث إليه معاوية و أخرجه من السجن فقال له معاوية: يا محمد بن [أبي‏] حذيفة أ لم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب؟ أ لم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، و أن عائشة و طلحة و الزبير خرجوا يطلبون بدمه، و أن عليا هو الذي دس في قتله و نحن اليوم نطلب بدمه؟ قال محمد بن أبي حذيفة: انك لتعلم أني أمس القوم بك رحما و أعرفهم بك؟ قال: أجل. قال فو الله الذي لا إله غيره ما أعلم أحدا شرك في دم عثمان و ألب الناس عليه غيرك لما استعملك و من كان مثلك فسأله المهاجرون و الأنصار أن يعزلك فأبى ففعلوا به ما بلغك؛ و و الله ما أحد اشترك في قتله بدءا و أخيرا إلا طلحة و الزبير و عائشة فهم الذين شهدوا عليه بالعظيمة و ألبوا عليه الناس و شركهم في ذلك عبد الرحمن ابن عوف و ابن مسعود و عمار و الأنصار جميعا. قال: قد كان ذلك. قال: فو الله إني لأشهد أنك مذ عرفتك في الجاهلية و الإسلام لعلى خلق واحد؛ ما زاد فيك الإسلام قليلا و لا كثيرا؛ و ان علامة ذاك فيك لبينة تلومني على حب علي عليه السلام؛ خرج مع علي عليه السلام كل صوام قوام مهاجري و أنصاري، و خرج معك أبناء المنافقين و الطلقاء و العتقاء خدعتهم عن دينهم و خدعوك عن دنياك؛ و الله ما خفي عليك ما صنعت، و ما خفي عليهم ما صنعوا، إذ أحلوا أنفسهم لسخط الله في طاعتك؛ و الله لا أزال أحب عليا عليه السلام لله و لرسوله و أبغضك في الله و رسوله أبدا ما بقيت. قال معاوية: و إني أراك على ضلالك بعد، ردوه؛ فردوه و هو يقرأ في السجن: رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه. فمات في السجن.
و نقل ابن أبى الحديد عن كتاب الغارات: أنه هرب من السجن فأرى معاوية أنه كره انفلاته و كان يحب أن ينجو فقال لأهل الشام: من يطلبه؟ فابتدر



الغارات (ط - الحديثة)، ج‏2، ص: 752
إليه رجل من خثعم لطلبه و كان عثمانيا فأصابه في غار فاستخرجه و كره أن يصير به إلى معاوية فيخلي سبيله فضرب عنقه. و قد مرت في ترجمة محمد بن أبي بكر روايته أعني الكشي عن أبي عبد الله عليه السلام مدحه، كما مرت في أواخر الترجمة روايته عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: المحامدة تأبى أن يعصى الله عز و جل. و عد منهم محمد بن أبي حذيفة و قد نبهنا هناك على أن ذلك منه عليه السلام تعديل لهم فيجري هنا ما أسبقناه هناك من ضعف عده في الحسان كما صدر من الفاضلين المجلسي و الجزائري هناك و هنا أيضا، و تبعهما في المقامين في البلغة، و اني لا أشك في وثاقته».