کسر اضلاع ابن مسعود توسط عثمان

عبد الله بن مسعود(000 - 32 هـ = 000 - 653 م)
شرح حال عبد الله بن مسعود(000 - 32 هـ = 000 - 653 م)



المنخول (ص: 376)
المسلك الثاني مبنانا به فيما نأتي ونذر الاقتداء بالصحابة رضي الله عنهم وقد كانوا لا يقبلون القراءة الشاذة وعن هذا كسر عثمان رضي الله عنه اضلاع ابن مسعود فكيف يقبل فإن قيل لا ينحط عن خبر الواحد فليعمل به





تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل (ص: 531)
المؤلف: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، القاضي أبو بكر الباقلاني المالكي (المتوفى: 403هـ)
ولو أدى أدب الإمام إلى تلف النفس لم يكن بذلك مأثوما ولا مستحقا للخلع فإما أن يكون ضربه باطلا وإما أن يكون صحيحا فيكون ردعا وتأديبا ونهيا عن الإغراق والسرف وذلك صواب من فعل عثمان وهفوة من عمار
وأما ضربه عبد الله بن مسعود ومنعه العطاء وكراهة عبد الله له فإنه باطل أيضا غير صحيح فإن صح ذلك حمل من عثمان مع ثبوت عدالته وإيمانه على وجه صحيح وهو أن يكون قصد بذلك تأديب عبد الله بن مسعود وردعه عن الامتناع من إخراج المصحف إلى مثل عثمان وعلى سائر الصحابة مع علمه بشدة الهرج والفساد واختلاف القراءة وتوخي عثمان حسم هذه الفتنة وجمع الكلمة والموافقة على مصحف متفق عليه محفوظ محروس يكون العماد في هذا الباب ولقد وفق في ذلك لأمر من الدين عظيم وخير كثير فلم يكن لعبد الله أن يمنع من ذلك هذا مع العجائب التي يذكرون أنها في مصحفه من إلغاء المعوذتين وإثبات ما نسخت تلاوته ويبعد أن يكون من كلام الله تعالى ومن القرآن وإلى غير ذلك
وقد كان يجب أن يخرج ما في يده ويوافقه عليه فإذا امتنع من ذلك جاز للإمام إرهابه بشيء من الضرب إذا أداه الاجتهاد إلى ذلك فإن أدى الضرب إلى كسر ضلع وإبطال عضو وإذهاب البصر لم يكن الإمام ذلك مأثوما ولا حرجا إذا لم يقصد إلا التأديب والتشديد وكذلك إن قرفه بظلم أو ومعصية ألب عليه ولم يضمر بذلك الحجة وكانت ظاهر الإمام العدالة جاز له تأديبيه
وأما قولهم إنه كره أخذ العطاء فلعله رأى في وقت رده إلى من هو أحق منه أو لعله استغنى عنه أو لعله اعتقد أن فيه شبهة تمنع من أخذه وإن كان غالطا في اعتقاده ذلك لأنه ليس بمعصوم لا يجوز الزلل عليه أو رأى أنه يستحق أكثر مما أعطاه عثمان ولم يكن يستحق عنده أكثر مما قسمه له وهذا مردود إلى اجتهاد الإمام ورأيه وليس لأحد الافتئات عليه ولا رد العطاء إذا لم يرضه أو يبين ابن مسعود أن رد العطاء لوجه يوجب فسق عثمان فينظر في ذلك فإن لم يكن معنى غير رده حمل أمره على بعض ما قلناه وكذلك ضرب عثمان إياه حمل أمره على الأليق به أولى وأما قولهم إنه منعه العطاء لسنين فإنه غير ثابت فإن صح فلعله كره أن يأخذه أو لعل عثمان صرفه إلى غيره لأنه كان أولى منه وهو مصيب في ذلك إذا أداه اجتهاده إليه
ومثل هذا لا يثبت بأخبار الآحاد ولا يتوصل به إلى القدح في الأئمة وفضلاء الأمة




منهاج السنة النبوية (6/ 182)
وكان ابن مسعود يطعن عليه ويكفره، ولما حكم ضربه حتى مات. وضرب عمارا حتى صار به فتق. وقد قال فيه (4) النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عمار جلدة بين عيني (5) تقتله الفئة الباغية، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة» . وكان عمار يطعن عليه.



منهاج السنة النبوية (6/ 252)
[الرد على قول الرافضي أن ابن مسعود كان يطعن على عثمان ويكفره رضي الله عنهما]
وأما قوله: " وكان ابن مسعود يطعن عليه ويكفره ".
فالجواب: أن هذا من الكذب البين على ابن مسعود، فإن علماء أهل النقل يعلمون أن ابن مسعود ما كان يكفر عثمان، بل لما ولي عثمان وذهب ابن مسعود إلى الكوفة قال: " ولينا أعلانا ذا فوق ولم نأل ".
وكان عثمان في السنين الأول (3) من ولايته لا ينقمون منه شيئا، ولما كانت السنين الآخرة (4) نقموا منه أشياء، بعضها هم معذورون فيه، وكثير منها كان عثمان هو المعذور فيه.
من جملة ذلك أمر ابن مسعود؛ فإن ابن مسعود بقي في نفسه من أمر المصحف، لما فوض كتابته إلى زيد دونه، وأمر الصحابة (5) أن يغسلوا (6) مصاحفهم. وجمهور الصحابة كانوا على ابن مسعود مع عثمان، وكان زيد بن ثابت قد انتدبه قبل ذلك أبو بكر وعمر لجمع المصحف في الصحف (1) ، فندب عثمان من ندبه أبو بكر وعمر، وكان زيد بن ثابت قد حفظ العرضة الأخيرة، فكان اختيار تلك أحب إلى الصحابة، فإن جبريل عارض النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن في العام الذي قبض فيه مرتين.
وأيضا فكان ابن مسعود أنكر على الوليد بن عقبة لما شرب الخمر، وقد قدم ابن مسعود إلى المدينة، وعرض عليه عثمان النكاح.
وهؤلاء المبتدعة غرضهم التكفير أو التفسيق (2) للخلفاء الثلاثة بأشياء لا يفسق بها واحد من الولاة، فكيف يفسق بها أولئك؟ ومعلوم أن مجرد قول الخصم [في خصمه] (3) لا يوجب القدح في واحد منها، وكذلك كلام أحد (4) المتشاجرين في الآخر.
ثم يقال: بتقدير أن يكون ابن مسعود طعن على عثمان - رضي الله عنهما - فليس جعل ذلك قدحا في عثمان بأولى من جعله قدحا في ابن مسعود. وإذا كان كل واحد منهما مجتهدا فيما قاله أثابه الله على حسناته وغفر له خطأه، وإن كان صدر من أحدهما ذنب، فقد علمنا أن كلا منهما ولي لله، وأنه من أهل الجنة، وأنه لا يدخل النار، فذنب كل واحد (5) منهما لا يعذبه الله عليه في الآخرة.
وعثمان أفضل من كل من تكلم فيه. هو أفضل من ابن مسعود وعمار وأبي ذر [ومن] غيرهم (1) من وجوه كثيرة، كما ثبت ذلك بالدلائل الكثيرة.
فليس جعل كلام المفضول قادحا في الفاضل بأولى من العكس، بل إن أمكن الكلام بينهما بعلم وعدل، وإلا تكلم بما يعلم من فضلهما ودينهما، وكان ما شجر بينهما وتنازعا فيه أمره إلى الله.



منهاج السنة النبوية (6/ 255)
[الرد على قول الرافضي أن عثمان حكم بضرب ابن مسعود رضي الله عنهما حتى مات]
وأما قوله (4) : " إنه لما حكم ضرب ابن مسعود حتى مات ".
فهذا كذب باتفاق أهل العلم، فإنه لما ولي أقر ابن مسعود على ما كان عليه من الكوفة، إلى أن جرى من ابن مسعود [ما جرى. وما مات ابن مسعود] (5) من ضرب عثمان أصلا.
وفي الجملة، فإذا قيل: إن عثمان ضرب ابن مسعود أو عمارا، فهذا لا يقدح في أحد منهم؛ فإنا نشهد أن الثلاثة في الجنة، وأنهم من أكابر أولياء الله المتقين. وقد قدمنا أن ولي الله قد يصدر منه (1) ما يستحق عليه العقوبة الشرعية، فكيف بالتعزير؟ (2)
وقد ضرب عمر بن الخطاب أبي بن كعب بالدرة لما رأى الناس يمشون خلفه. فقال: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا ذلة للتابع وفتنة للمتبوع.
فإن كان عثمان أدب هؤلاء، فإما أن يكون عثمان مصيبا في تعزيرهم لاستحقاقهم ذلك، أو يكون (3) ذلك الذي عزروا عليه تابوا منه، أو كفر عنهم بالتعزير وغيره من المصائب، أو بحسناتهم (4) العظيمة، أو بغير ذلك.
وإما أن يقال: كانوا مظلومين مطلقا، فالقول في عثمان كالقول فيهم وزيادة، فإنه أفضل منهم، وأحق بالمغفرة والرحمة.
وقد يكون الإمام مجتهدا في العقوبة مثابا عليها، وأولئك مجتهدون فيما فعلوه لا يأثمون به، بل يثابون عليه لاجتهادهم. مثل شهادة أبي بكرة على المغيرة، فإن أبا بكرة رجل صالح من خيار المسلمين، وقد كان محتسبا في شهادته معتقدا أنه يثاب على ذلك، وعمر أيضا محتسب في إقامة الحد مثاب على ذلك.
فلا يمتنع أن يكون ما جرى من عثمان في تأديب ابن مسعود [وعمار] (1) من هذا الباب.
وإذا كان المقتتلون قد يكون كل منهم مجتهدا مغفورا له خطؤه فالمختصمون أولى بذلك (2) .
وإما أن يقال: كان مجتهدا، وكانوا مجتهدين. فمثل هذا (3) يقع كثيرا: يفعل الرجل شيئا باجتهاده، ويرى ولي الأمر أن مصلحة المسلمين لا تتم إلا بعقوبته، كما أنها لا تتم إلا بعقوبة المتعدي وإن تاب بعد رفعه (4) إلى الإمام.





البرهان في أصول الفقه (1/ 257)
عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، أبو المعالي، ركن الدين، الملقب بإمام الحرمين (المتوفى: 478هـ)
613- ظاهر مذهب الشافعي أن القراءة الشاذة التي لم تنقل تواترا لا يسوغ الاحتجاج بها ولا تنزل منزلة الخبر الذي ينقله آحاد من الثقات ولهذا نفى التتابع واشتراطه في صيام الأيام الثلاثة في كفارة اليمين ولم ير الاحتجاج بما نقله الناقلون من قراءة ابن مسعود في قول الله تعالى: {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ} 1 متتابعات.
وشرط أبو حنيفة التتابع وتعلق بهذه القراءة ولا يكاد يخفى أولا على ذي بصيرة أن العمل بزيادة في القرآن بنقل الاحاد يناقض رد ما ينفرد به بعض الثقات من الزيادات في الأخبار التي لا تقتضي العادة نقلها متواترا.
614- والذي يحقق سقوط الاحتجاج بالقراءة الشاذة أمران أحدهما أن القرآن قاعدة الإسلام وقطب الشريعة وإليه رجوع جميع الأصول ولا أمر في الدين أعظم منه وكل ما يجل خطره ويعظم وقعه لا سيما من الأمور الدينية فأصحاب الأديان يتناهون في نقله وحفظه ولا يسوغ في اطراد الاعتياد رجوع الأمر إلى نقل الاحاد ما دامت الدواعي متوفرة والنفوس إلى ضبط الدين متشوفة وهذا يستند إلى ما سبق تمهيده فيما يقتضي تواتر الأخبار فهذا وجه.
والوجه الثاني: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعوا في زمن أمير المؤمنين عثمان2 بن عفان رضي الله عنه على ما بين الدفتين واطرحوا ما عداه وكان ذلك عن اتفاق منهم وابن مسعود لما شبب بنكر ناله من خليفة الله تعالى أدب بين ولم ينكر على عثمان في ذلك منكر وكل زيادة لا تحويها الأم ولا تشمل عليها الدفتان فهي غير معدودة في القرآن.








العواصم من القواصم ط الأوقاف السعودية (ص: 63)
[عاصمة]
[موقف عثمان من عبد الله بن مسعود وعمار]
عاصمة هذا كله باطل سندا ومتنا، أما قولهم " جاء عثمان بمظالم ومناكير " فباطل (1) . 1 - 2 - وأما ضربه لابن مسعود ومنعه عطاءه فزور (2) وضربه لعمار إفك مثله، ولو فتق أمعاءه ما عاش أبدا (1) .
وقد اعتذر عن ذلك العلماءُ بوجوه لا ينبغي أن يُشتَغل بها لأنها مبنية على باطل (1) ولا يُبنى حق على باطل، ولا نُذهب الزمان في مماشاة الجهال، فإن ذلك لا آخر له.



تاريخ المدينة لابن شبة (4/ 1158)
وقد كان قبل ذلك من عثمان رضي الله عنه هنات إلى عبد الله بن مسعود، وأبي ذر، وعمار بن ياسر، فكانت هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها لمكان عبد الله بن مسعود وكانت بنو غفار وأحلافها ومن غضب لأبي ذر في قلوبهم ما فيها، وكانت بنو مخزوم قد حنقت على عثمان رضي الله عنه لمكان عمار بن ياسر



السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (2/ 108)
وكان من جملة ما انتقم به على عثمان رضي الله تعالى عنه، أنه أعطى ابن عمه مروان بن الحكم مائة ألف وخمسين أوقية. وأعطى الحارث عشر ما يباع في السوق:
أي سوق المدينة. وأنه جاء إليه أبو موسى بكيلة ذهب وفضة فقسمها بين نسائه وبناته، وأنه أنفق أكثر ببيت المال في عمارة ضياعه ودوره، وأنه حمى لنفسه دون إبل الصدقة، وأنه حبس عبد الله بن مسعود وهجره، وحبس عطاء وأبي بن كعب، ونفى أبا ذر إلى الربذة، وأشخص عبادة بن الصامت من الشام لما شكاه معاوية، وضرب عمار بن ياسر وكعب بن عبدة، ضربه عشرين سوطا ونفاه إلى بعض الجبال، وقال لعبد الرحمن بن عوف: إنك منافق، وإنه أقطع أكثر أراضي بيت المال، وأن لا يشتري أحد قبل وكيله وأن لا تسير سفينة في البحر إلا في تجارته، وأنه أحرق الصحف التي فيها القرآن، وأنه أتمّ الصلاة بمنى ولم يقصرها لما حج بالناس، وأنه ترك قتل عبيد الله وقد قتل الهرمزان. وقد أجاب عن ذلك كله في الصواعق فراجعه.





شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏3، ص: 41
الطعن السادس أنه ضرب عبد الله بن مسعود حتى كسر بعض أضلاعه‏ قال قاضي القضاة قال شيخنا أبو علي رحمه الله تعالى لم يثبت عندنا و لا صح عندنا ما يقال من طعن عبد الله عليه و إكفاره له و الذي يصح من ذلك أن عبد الله كره منه جمعه الناس على قراءة زيد بن ثابت و إحراقه المصاحف و ثقل ذلك عليه كما يثقل على الواحد منا تقديم غيره عليه.
و قد قيل إن بعض موالي عثمان ضربه لما سمع منه الوقيعة في عثمان و لو صح أنه أمر بضربة لم يكن بأن يكون طعنا في عثمان بأولى من أن يكون طعنا في ابن مسعود لأن للإمام تأديب غيره و ليس لغيره الوقيعة فيه إلا بعد البيان و قد ذكر الشيخ أبو الحسين الخياط أن ابن مسعود إنما عابه لعزله إياه و قد روي أن عثمان اعتذر إليه فلم يقبل عذره و لما أحضر إليه عطاءه في مرضه قال ابن مسعود منعتني إياه إذ كان ينفعني و جئتني به عند الموت لا أقبله و أنه وسط أم حبيبة زوج النبي ص ليزيل ما في نفسه فلم يجب و هذا يوجب ذم ابن مسعود إذ لم يقبل الندم و يوجب براءة عثمان من هذا العيب لو صح ما صح ما رووه من ضربه.
اعترض المرتضى رحمه الله تعالى هذا الكلام فقال المعلوم المروي خلاف ما ذكره أبو علي و لا يختلف أهل النقل في طعن ابن مسعود على عثمان و قوله فيه أشد الأقوال و أعظمها و العلم بذلك كالعلم بكل ما يدعى فيه الضرورة
و قد روى كل من روى السيرة من أصحاب الحديث على اختلاف طرقهم أن ابن مسعود كان يقول ليتني و عثمان برمل عالج «1» يحثو علي و أحثو عليه حتى يموت الأعجز مني و منه.
و رووا أنه كان يطعن عليه فيقال له أ لا خرجت عليه ليخرج معك فيقول لأن أزاول جبلا راسيا أحب إلى من أن أزاول ملكا مؤجلا.
__________________________________________________
(1) عالج: رمال بين فيد و القريات، ينزلها بعض طيئ، متصلة بالثعلبية. مراصد الاطلاع 2: 911.



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏3، ص: 42
و كان يقوم كل يوم جمعة بالكوفة جاهرا معلنا أن أصدق القول كتاب الله و أحسن الهدي هدي محمد و شر الأمور محدثاتها و كل محدث بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و إنما كان يقول ذلك معرضا بعثمان حتى غضب الوليد بن عقبة من استمرار تعريضه و نهاه عن خطبته هذه فأبى أن ينتهي فكتب إلى عثمان فيه فكتب عثمان يستقدمه عليه.
و روي أنه لما خرج عبد الله بن مسعود إلى المدينة مزعجا عن الكوفة خرج الناس معه يشيعونه و قالوا له يا أبا عبد الرحمن ارجع فو الله لا نوصله إليك أبدا فإنا لا نأمنه عليك فقال أمر سيكون و لا أحب أن أكون أول من فتحه.
و قد روي عنه أيضا من طرق لا تحصى كثرة أنه كان يقول ما يزن عثمان عند الله جناح ذباب‏
و تعاطى ما روي عنه في هذا الباب يطول و هو أظهر من أن يحتاج إلى الاستشهاد عليه‏
و أنه بلغ من إصرار عبد الله على مظاهرته بالعداوة أن قال لما حضره الموت من يتقبل مني وصية أوصيه بها على ما فيها فسكت القوم و عرفوا الذي يريد فأعادها فقال عمار بن ياسر رحمه الله تعالى أنا أقبلها فقال ابن مسعود ألا يصلي علي عثمان قال ذلك لك فيقال إنه لما دفن جاء عثمان منكرا لذلك فقال له قائل أن عمارا ولي الأمر فقال لعمار ما حملك على أن لم تؤذني فقال عهد إلي ألا أوذنك فوقف على قبره و أثنى عليه ثم انصرف و هو يقول رفعتم و الله أيديكم عن خير من بقي فتمثل الزبير بقول الشاعر
لا ألفينك بعد الموت تندبني و في حياتي ما زودتني زادي «1»
.
و لما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه أتاه عثمان عائدا فقال ما تشتكي فقال ذنوبي قال فما تشتهي قال رحمة بي قال أ لا أدعو لك طبيبا قال‏
__________________________________________________
(1) البيت لعبيد بن الأبرص، ديوانه 48.



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏3، ص: 43
الطبيب أمرضني قال أ فلا آمر لك بعطائك قال منعتنيه و أنا محتاج إليه و تعطينيه و أنا مستغن عنه قال يكون لولدك قال رزقهم على الله تعالى قال استغفر لي يا أبا عبد الرحمن قال أسأل الله أن يأخذ لي منك حقي.
قال و صاحب المغني قد حكى بعض هذا الخبر في آخر الفصل الذي حكاه من كلامه و قال هذا يوجب ذم ابن مسعود من حيث لم يقبل العذر و هذا منه طريف لأن مذهبه لا يقتضي قبول كل عذر ظاهر و إنما يجب قبول العذر الصادق الذي يغلب في الظن أن الباطن فيه كالظاهر فمن أين لصاحب المغني أن اعتذار عثمان إلى ابن مسعود كان مستوفيا للشرائط التي يجب معها القبول و إذا جاز ما ذكرناه لم يكن على ابن مسعود لوم في الامتناع من قبول عذره.
فأما قوله إن عثمان لم يضربه و إنما ضربه بعض مواليه لما سمع وقيعته فيه فالأمر بخلاف ذلك و كل من قرأ الأخبار علم أن عثمان أمر بإخراجه عن المسجد على أعنف الوجوه و بأمره جرى ما جرى عليه و لو لم يكن بأمره و رضاه لوجب أن ينكر على مولاه كسر ضلعه و يعتذر إلى من عاتبه على فعله بابن مسعود بأن يقول إني لم آمر بذلك و لا رضيته من فاعله و قد أنكرت عليه فعله.
و في علمنا بأن ذلك لم يكن دليل على ما قلنا
و قد روى الواقدي بإسناده و غيره أن ابن مسعود لما استقدم المدينة دخلها ليلة جمعة فلما علم عثمان بدخوله قال أيها الناس إنه قد طرقكم الليلة دويبة من تمشي على طعامه يقي‏ء و يسلح فقال ابن مسعود لست كذلك و لكنني صاحب رسول الله ص يوم بدر و صاحبه يوم أحد و صاحبه يوم بيعة الرضوان و صاحبه يوم الخندق و صاحبه يوم حنين قال و صاحت عائشة يا عثمان أ تقول هذا لصاحب رسول الله ص فقال عثمان اسكتي ثم قال لعبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن عبد العزى بن قصي أخرجه إخراجا عنيفا فأخذه‏



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏3، ص: 44
ابن زمعة فاحتمله حتى جاء به باب المسجد فضرب به الأرض فكسر ضلعا من أضلاعه فقال ابن مسعود قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان و في رواية أخرى أن ابن زمعة الذي فعل به ما فعل كان مولى لعثمان أسود مسدما «1» طوالا و في رواية أخرى أن فاعل ذلك يحموم مولى عثمان و في رواية أنه لما احتمله ليخرجه من المسجد ناداه عبد الله أنشدك الله ألا تخرجني من مسجد خليلي ص.
قال الراوي فكأني أنظر إلى حموشة «2» ساقي عبد الله بن مسعود و رجلاه تختلفان على عنق مولى عثمان حتى أخرج من المسجد
و هو الذي‏
يقول فيه رسول الله ص لساقا ابن أم عبد أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد
. و قد روى محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي أن عثمان ضرب ابن مسعود أربعين سوطا في دفنه أبا ذر و هذه قصة أخرى و ذلك أن أبا ذر رحمه الله تعالى لما حضرته الوفاة بالربذة و ليس معه إلا امرأته و غلامه عهد إليهما أن غسلاني ثم كفناني ثم ضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم قولوا لهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله ص فأعينونا على دفنه فلما مات فعلوا ذلك و أقبل ابن مسعود في ركب من العراق معتمرين فلم يرعهم إلا الجنازة على قارعة الطريق قد كادت الإبل تطؤها فقام إليهم العبد فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله ص فأعينونا على دفنه فانهل ابن مسعود باكيا و قال صدق رسول الله ص قال له تمشي وحدك و تموت وحدك و تبعث وحدك ثم نزل هو و أصحابه فواروه‏
قال فأما قوله إن ذلك ليس بأن يكون طعنا في عثمان بأولى من أن يكون طعنا في ابن مسعود فواضح البطلان و إنما كان طعنا في عثمان دون ابن مسعود لأنه لا خلاف‏
__________________________________________________
(1) المسدم: الأهوج.
(2) الحموشة: دقة الساقين.



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏3، ص: 45
بين الأمة في طهارة ابن مسعود و فضله و إيمانه و مدح رسول الله ص و ثنائه عليه و أنه مات على الجملة المحمودة منه و في جميع هذا خلاف بين المسلمين في عثمان.
فأما قوله إن ابن مسعود كره جمع عثمان الناس على قراءة زيد و إحراقه المصاحف فلا شك أن عبد الله كره ذلك كما كرهه جماعة من أصحاب رسول الله ص و تكلموا فيه و قد ذكر الرواة كلام كل واحد منهم في ذلك مفصلا و ما كره عبد الله من ذلك إلا مكروها و هو الذي‏
يقول رسول الله ص في حقه من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
و روي عن ابن عباس رحمه الله تعالى أنه قال قراءة ابن أم عبد هي القراءة الأخيرة إن رسول الله ص كان يعرض عليه القرآن في كل سنة من شهر رمضان فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه دفعتين فشهد عبد الله ما نسخ منه و ما صح فهي القراءة الأخيرة.
و روي عن الأعمش قال قال ابن مسعود لقد أخذت القرآن من في رسول الله ص سبعين سورة و إن زيد بن ثابت لغلام في الكتاب له ذؤابة
. فأما حكايته عن أبي الحسين الخياط أن ابن مسعود إنما عاب عثمان لعزله إياه فعبد الله عند كل من عرفه بخلاف هذه الصورة و إنه لم يكن ممن يخرج على عثمان و يطعن في إمامته بأمر يعود إلى منفعة الدنيا و إن كان عزله بما لا شبهة فيه في دين و لا أمانة عيبا لا شك فيه‏



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏3، ص: 46
الطعن السابع أنه جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة و أحرق المصاحف و أبطل ما لا شك أنه نزل من القرآن و أنه مأخوذ عن الرسول ص و لو كان ذلك مما يسوغ لسبق إليه رسول الله ص و لفعله أبو بكر و عمر.
قال قاضي القضاة و جوابنا عن ذلك أن الوجه في جمع القرآن على قراءة واحدة تحصين القرآن و ضبطه و قطع المنازعة و الاختلاف فيه و قولهم لو كان ذلك واجبا لفعله الرسول ص غير لازم لأن الإمام إذا فعله صار كأن الرسول ص فعله و لأن الأحوال في ذلك تختلف و قد روي أن عمر كان عزم على ذلك فمات دونه و ليس لأحد أن يقول إن إحراقه المصاحف استخفاف بالدين و ذلك لأنه إذا جاز من الرسول ص أن يخرب المسجد الذي بني ضرارا و كفرا فغير ممتنع إحراق المصاحف.
اعترض المرتضى رحمه الله تعالى هذا الكلام فقال إن اختلاف الناس في القراءة ليس بموجب لما صنعه لأنهم يروون‏
أن النبي ص قال نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف‏
فهذا الاختلاف عندهم في القرآن مباح مسند عن الرسول ص فكيف يحظر عليهم عثمان من التوسع في الحروف ما هو مباح فلو كان في القراءة الواحدة تحصين القرآن كما ادعى لما أباح النبي ص في الأصل إلا القراءة الواحدة لأنه أعلم بوجوه المصالح من جميع أمته من حيث كان مؤيدا بالوحي موفقا في كل ما يأتي و يذر و ليس له أن يقول حدث من الاختلاف في أيام عثمان ما لم يكن في أيام الرسول ص و لا ما أباحه و ذلك لأن الأمر



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏3، ص: 47
لو كان على هذا لوجب أن ينهى عن القراءة الحادثة و الأمر المبتدع و لا يحمله ما أحدث من القراءة على تحريم المتقدم بلا شبهة.
و قوله إن الإمام إذا فعل ذلك فكأن الرسول ص فعله تعلل بالباطل و كيف يكون كما ادعى و هذا الاختلاف بعينه قد كان موجودا في أيام الرسول ص فلو كان سبب الانتشار الزيادة في القرآن و في قطعه تحصين له لكان ع بالنهي عن هذا الاختلاف أولى من غيره اللهم إلا أن يقال حدث اختلاف لم يكن فقد قلنا فيه ما كفى.
و أما قوله إن عمر قد كان عزم على ذلك فمات دونه فما سمعناه إلا منه و لو فعل ذلك أي فاعل كان لكان منكرا.
فأما الاعتذار عن كون إحراق المصاحف لا يكون استخفافا بالدين بحمله إياه على تخريب مسجد الضرار فبين الأمرين بون بعيد لأن البنيان إنما يكون مسجدا و بيتا لله تعالى بنية الباني و قصده و لو لا ذلك لم يكن بعض البنيان بأن يكون مسجدا أولى من بعض و لما كان قصد الباني لذلك الموضع غير القربة و العبادة بل خلافها و ضدها من الفساد و المكيدة لم يكن في الحقيقة مسجدا و إن سمي بذلك مجازا على ظاهر الأمر فهدمه لا حرج فيه و ليس كذلك ما بين الدفتين لأنه كلام الله تعالى الموقر المعظم الذي يجب صيانته عن البذلة و الاستخفاف فأي نسبة بين الأمرين.
الطعن الثامن أنه أقدم عمار بن ياسر بالضرب










أسد الغابة ط الفكر (3/ 286)
وروى الأعمش، عن زيد بن وهب قال: لما بعث عثمان إلى عبد الله بن مسعود يأمره بالقدوم عليه بالمدينة، وكان بالكوفة، اجتمع الناس عليه فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فقال عبد الله: «إن له على حق الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها» . فرد الناس وخرج إليه وتوفي ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وأوصى إلى الزبير [2] رضي الله عنهما، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان، وقيل: صلى عليه عمار بن ياسر. وقيل: صلى عليه الزبير.
ودفنه ليلا أوصى بذلك، وقيل: لم يعلم عثمان رضي الله عنه بدفنه، فعاتب الزبير على ذلك.
وكان عمره يوم توفي بضعا وستين سنة، وقيل: بل توفي سنة ثلاث وثلاثين. والأول أكثر.
ولما مات ابن مسعود نعي إلى أبي الدرداء، فقال: «ما ترك بعده مثله» .
أخرجه الثلاثة.




أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 524)
أمر عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه:
1366- حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف وعوانة في إسنادهما أن عبد الله بن مسعود حين ألقى مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة قال: من غير غير الله ما به ومن بدل أسخط الله عليه، وما أرى صاحبكم إلا وقد غير وبدل، أيعزل مثل سعد ابن أبي وقاص ويولى الوليد؟ وكان يتكلم بكلام لا يدعه وهو: إن أصدق القول كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، فكتب الوليد إلى عثمان بذلك وقال: إنه يعيبك ويطعن عليك، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه، وشيعه أهل الكوفة، فأوصاهم بتقوى الله ولزوم القرآن، فقالوا له: جزيت خيرا، فلقد علمت جاهلنا وثبت عالمنا وأقرأتنا القرآن وفقهتنا في الدين فنعم أخو الإسلام أنت ونعم الخليل، ثم ودعوه وانصرفوا وقدم ابن مسعود المدينة وعثمان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: ألا أنه قدمت عليكم دويبة سوء من تمش على طعامه يقيء «2» ويسلح، فقال ابن مسعود: لست كذلك، ولكني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ويوم بيعة الرضوان «3» ونادت عائشة: أي عثمان، أتقول هذا لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم أمر عثمان به فأخرج من المسجد إخراجا عنيفا، وضرب به عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأرض، ويقال بل احتمله يحموم غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الأرض فدق ضلعه، فقال [علي: يا عثمان أتفعل هذا بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول الوليد بن عقبة؟] فقال: ما بقول الوليد فعلت هذا، ولكن وجهت زبيد بن الصلت الكندي إلى الكوفة فقال له ابن مسعود: إن دم عثمان حلال، فقال علي أحلت من زبيد على غير ثقة، وقال ابن الكلبي: زبيد بن الصلت أخو كثير بن الصلت الكندي.
وقام علي بأمر ابن مسعود حتى أتى به «1» منزله، فأقام ابن مسعود بالمدينة لا يأذن له عثمان في الخروج منها إلى ناحية من النواحي، وأراد حين برئ «2» الغزو فمنعه من ذلك، وقال له مروان: إن ابن مسعود أفسد عليك العراق أفتريد أن يفسد عليك الشام؟ فلم يبرح المدينة حتى توفي قبل مقتل عثمان بسنتين، وكان مقيما بالمدينة ثلاث سنين، وقال قوم إنه كان نازلا على سعد بن أبي وقاص.
ولما مرض «3» ابن مسعود مرضه الذي مات فيه أتاه عثمان عائدا فقال: ما تشتكي؟
قال: ذنوبي قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي، قال: ألا أدعو لك طبيبا؟ قال:
الطبيب أمرضني، قال: أفلا آمر لك بعطائك؟ قال: منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينيه وأنا مستغن عنه؟ قال: يكون لولدك، قال: رزقهم على الله قال: استغفر لي يا أبا عبد الرحمن، قال: أسأل الله أن يأخذ لي منك بحقي. وأوصى أن لا يصلي عليه عثمان، فدفن بالبقيع وعثمان لا يعلم، فلما علم غضب وقال: سبقتموني به، فقال له عمار بن ياسر: إنه أوصى أن لا تصلي عليه، وقال الزبير «4» .
(940) لأعرفنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
وكان الزبير «1» وصي ابن مسعود في ماله وولده، وهو كلم عثمان في عطائه بعد وفاته حتى أخرجه لولده، وأوصى ابن مسعود أن يصلي عليه عمار بن ياسر، وقوم يزعمون أن عمارا كان وصيه، ووصية «2» الزبير أثبت.
1367- وحدثني إسحاق الفروي «3» أبو موسى حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبد الرحمن بن عبد الله عن رجل نسيه إسحاق قال: دخل عثمان على ابن مسعود في مرضه فاستغفر كل واحد منهما لصاحبه، فلما انصرف عثمان قال بعض من حضر: إن دمه لحلال «4» ، فقال ابن مسعود: ما يسرني أنني سددت إليه سهما يخطئه وأن لي مثل أحد ذهبا.
1368- وقال الواقدي: مات عبد الله بن مسعود في سنة اثنتين وثلاثين وله بضع وستون سنة ودفن بالبقيع، وكان نحيفا قصيرا شديد الأدمة يغير شيبه ويكنى أبا عبد الرحمن.




أنساب الأشراف للبلاذري (11/ 227)
حدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه في إسناده قال: بعث عمر عبد الله بن مسعود إلى الكوفة يعلم الناس القرآن والسنة، وولاه بيت المال، وكان أول الناس جاء ببيعة عثمان إلى الكوفة وأخذها على الناس، ثم إنه بلغ عثمان عنه بعض الأمر، فأشخصه إلى ما قبله وأسمعه، ولم يأذن له في الخروج من المدينة فأقام بها ثلاث سنين حتى مات، وكان موته قبل مقتل عثمان. ولما مرض مرضه الذي مات فيه مرضه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأتاه عثمان يعوده فقال له: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: بخير.
قال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي. قال: فما تتمنى؟ قال: رحمة ربي.
قال: ألا أدعو لك طبيبا؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: أفلا آمر لك بعطائك، وكان قد قطعه عنه لموجدته عليه، فقال: منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينيه وأنا مستغن عنه. قال: يكون لولدك. قال: يرزقهم الله. فدفن بالبقيع وصلى عليه عمار بن ياسر، وكلم الزبير عثمان في عطائه فدفعه إليه لولده وعياله.
















إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 308)
أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي (المتوفى: 840هـ)
139- مناقب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
فيها حديث علي بن أبي طالب وتقدم في باب ما اشترك أبو بكر وغيره فيه من الفضل.
6921 / 1 - وعن القرظي قال: " خرج أبو ذر- رضي الله عنه- إلى الربذة فأصابه قدره فأوصاهم: أن غسلوني وكفنوني ثم ضعوني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعينونا على غسله ودفنه. ففعلوا فأقبل عبد الله ابن مسعود في ركب من العراق وقد وضعت الجنازة على قارعة الطريق فقام إليه غلام فقال: هذا أبو ذر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فبكى عبد الله بن مسعود وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ".
رواه إسحاق بن راهويه والقرظي ما عرفته فإن كان هو محمد بن كعب فالحديث منقطع.



صفة الصفوة (1/ 229)
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)
وقد ذكر محمد بن اسحق في المغازي ان أبا ذر مات بالربذة سنة اثنتين وثلاثين وصلى عليه ابن مسعود منصرفه من الكوفة.
وعن القرظي قال خرج أبو ذر إلى الربذة فاصابه قدره فأوصاهم ان كفنوني ثم ضعوني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا لهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله. صلى الله عليه وسلم فاعينونا على غسله ودفنه فاقبل ابن مسعود في ركب من أهل العراق رضي الله عنه.













المسند للشاشي (1/ 326)
296 - حدثنا عباس الدوري، نا يحيى بن أبي بكير، نا داود بن عبد الرحمن، نا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن، أن أباه أخبره أن الوليد بن عقبة أخر الصلاة بالكوفة وأنا جالس مع أبي في المسجد، فقام عبد الله بن مسعود فثوب بالصلاة، فصلى بالناس، فأرسل إليه الوليد بن عقبة: ما حملك على ما صنعت، أجاءك من أمير المؤمنين أمر فسمع وطاعة أم ابتدعت الذي صنعت؟ فقال: «لم يأتنا من أمير المؤمنين أمر، ومعاذ الله أن أكون ابتدعت، أبى الله ورسوله عليه السلام أن ننتظرك بصلاتنا وأنت في حاجتك»



الاستذكار (1/ 50)
وقد ذكر الساجي أبو يحيى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الشهيدي قال حدثنا حفص عن أشعث عن كردوس قال خرج بن مسعود وأبو مسعود وحذيفة وأبو موسى من عند الوليد وقد تحدثوا ليلا طويلا فجاؤوا إلى سرة المسجد فتحدثوا حتى طلع الفجر
قال أبو عمر هذا معناه عندي أن تكون ضرورة دعتهم إلى هذا في حين شكوى أهل الكوفة بالوليد بن عقبة وابتداء طعنهم على عثمان




السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (2/ 385)
ولقي الوليد ابن مسعود رضي الله عنه فقال له: ما جاء بك؟ فقال: جئت أميرا. فقال له ابن مسعود: ما أدري أصلحت بعدنا أم فسد الناس؟ وكان الوليد شاعرا ظريفا حليما شجاعا كريما، شرب الخمر ليلة من أول الليل إلى الفجر، فلما أذن المؤذن لصلاة الفجر خرج إلى المسجد وصلى بأهل الكوفة الصبح أربع ركعات، وصار يقول في ركوعه وسجوده اشرب واسقني، ثم قاء في المحراب، ثم سلم وقال: هل أزيدكم؟ فقال له ابن مسعود رضي الله تعالى عنه لا زادك الله خيرا ولا من بعثك إلينا، وأخذ فردة خفه وضرب بها وجه الوليد، وحصبه الناس، فدخل القصر والحصباء تأخذه وهو مترنح، وإلى ذلك يشير الحطيئة بقوله:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالعذر
نادى وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم سكرا وما يدري
ولما شهدوا عليه بشرب الخمر عند عثمان بن عفان رضي الله عنه استقدمه، وأمر به فجلد: أي أمر عليا كرم الله وجهه أن يقيم عليه الحدّ فجلده. وقيل: فقال عليّ كرم الله وجهه لابن أخيه عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما: أقم عليه الحدّ أي بعد أن أمر ابنه الحسن رضي الله عنه بذلك فامتنع، فأخذ عبد الله رضي الله عنه السوط وجلده وعليّ كرم الله وجهه يعدّ عليه حتى بلغ أربعين. فقال لعبد الله:
أمسك، جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين، وجلد عمر رضي الله عنه ثمانين، وكل سنة. وهذا: أي ما فعلته من جلده أربعين أحبّ إليّ من جلد عمر ثمانين.




فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/ 455)
734 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: قالوا: يا أم المؤمنين، أخبرينا عن عثمان، قال: فاستجلست الناس، فحمدت الله وأثنت عليه، فقالت: يا أيها الناس، إنا نقمنا على عثمان ثلاثا: إمرة الفتى، والحمى، وضربه السوط، ثم تركتموه حتى إذا مصتموه موص الثوب عدوتم عليه الفقر الثلاث: حرمة دمه الحرام، وحرمة البلد الحرام، لعثمان كان أتقاهم للرب، وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم







مهر تابان ( طبع قديم )، ص: 283
[تاريخچه جمع‏آورى قرآن توسط عثمان و فوت عبد الله بن مسعود]
و أمّا راجع به جمع‏آورى قرآن چون در زمان ابو بكر جنگ يمامه پيش آمد و بيش از چهارصد نفر از قاريان قرآن در آن جنگ كشته شدند، و احتمال مى‏رفت كه اگر يكى دو جنگ ديگر پيش آيد و بقيّه قاريان در آن كشته شوند، بكلّى قرآن از بين برود؛ چون قرآن هنوز تدوين نشده بود. لذا در زمان ابو بكر زيد بن ثابت مأمور به تأليف و جمع‏آورى قرآن شد و قرآن در اين زمان جمع‏آورى شد؛ تا زمان عثمان كه در قرائت قرآن بواسطه اختلاف قرائات، اختلاف بسيارى در كيفيّت خواندن قرآن پيش آمده بود.
عبد الله بن مسعود به عثمان نوشت: بيائيد و به درد قرآن برسيد زيرا قرآن بواسطه كثرت اختلاف قرائت در شرف زوال است؛ و وضع قرائت قرآن اختلال پيدا كرده است؛ و عثمان هم باين سخنان ابن مسعود ترتيب اثر داد و به مرحله اعتبار گذاشت؛ و دستور داد قرآن‏هاى مختلفى را كه نوشته بودند و در قرائات با هم مختلف بودند؛ همه را به مدينه آوردند و در مكانى جمع كردند و مانند تلّى شده بود.
اين قرآن‏ها كه روى لوح‏هاى تخته‏ئى و از پوست آهو و روى استخوان كتف گاو و روى كاغذ نيز نوشته شده بود حجم بزرگى را تشكيل مى‏دادند جملگى را پهلوى هم چيدند؛ و همه را آتش زدند.
و براى خاطر همين جهت ابن مسعود از دادن قرآن خود، خوددارى كرد؛ و حال آنكه اوّل كسى بود كه بعثمان نوشته بود كه اوضاع قرآن وخيم است؛ بقرآن رسيدگى كنيد! و يك كارى انجام بدهيد كه اين كتاب الهى از بلا مصون بماند! و عثمان هم طبق نوشته او امر كرد كه از بلاد مختلف قرآن را بياورند؛ و در واقع گوينده و محرّك اصلى اين كار ابن مسعود بود.
در اين حال كه ابن مسعود در مدينه نبود، بلكه در يكى از عمّال بود، آن‏وقت به مدينه آمد و از وضعيت خبردار شد، و گفت ما كه اين سخن را گفتيم براى آن بود كه‏


مهر تابان ( طبع قديم )، ص: 284
قرآن مصون بماند؛ و حال كه اين‏جور خواهد بود قرآن را مى‏سوزانند اين سخت‏تر و بدتر است؛ من قرآن خود را نمى‏دهم و نمى‏گذارم بسوزانند.
ابن مسعود قرآن خود را نداد؛ و تا آخر هم نداد؛ و سر همين قضيّه به قتل رفت و از دنيا رحلت نمود.
چون به مدينه آمد در دو سه مجلس با عثمان مذاكره و تكلّم داشت و نسبت بعثمان بدگوئى و تعييب و تعيير داشت؛ و بهمين جهت عثمان از او دلتنگ بود.
روزى عثمان بر فراز منبر بود و مشغول سخن گفتن، ابن مسعود در ميان حضرات شروع كرد به انتقاد از رويّه عثمان، عثمان عصبانى شد و امر كرد به جلاوزه و نوكرهايش كه او را به رو بكشند و تا به بيرون مسجد بكشند؛ نوكرهاى عثمان ابن مسعود را به رو كشيدند تا به بيرون مسجد در حال كشيدن يكى از دنده‏هايش شكست و سر همين قضيّه هم مريض شد و بالاخره از دنيا رحلت كرد.
عثمان در حال مرض براى او تحفه‏اى فرستاده بود قبول نكرد؛ پول هم فرستاد آن را هم ردّ كرد و گفت: من حاجت ندارم آن‏وقتى كه احتياج داشتم نداديد! وقتى كه احتياج ندارم مى‏دهيد؟! و همه را ردّ كرد.
و گفت من راضى نيستم و نمى‏گذارم قرآن مرا برداريد و بسوزانيد؛ و معروفست كه دو سوره معوذتين در مصحف ابن مسعود نبود (سوره قل أعوذ بربّ النّاس و سوره قل اعوذ بربّ الفلق) از اهل بيت عليهم السّلام چنين رسيده است كه در مصحف او نبود.
يعنى ابن مسعود معتقد بود كه اينها از قرآن نيستند؛ اينها دو تا عوذه هستند كه چون حسنين عليهما السّلام مريض بودند؛ جبرائيل از آسمان اين عوذه‏ها را آورده، تا آنها را با اين عوذه تعويذ كنند يعنى آن عوذه‏ها را به آنها آويزان كنند؛ و بر آنها بخوانند تا حالشان خوب شد؛ و بر آنها بستند و حالشان خوب شد.
عثمان مى‏گفت براى مصلحت مسلمانان مصاحف بايد سوخته شود؛ و ابن مسعود مى‏گفت همچه مصلحتى وجود ندارد. كه به قرآن توهين شود و كتاب خدا همين‏طور بسوزد.
و آنگهى كار آسان‏تر بنظر مى‏رسد؛ و آن اين بود كه اين مصاحف را در زمين پاكى دفن كنند و يا در مكان مقدّسى بگذارند؛ و يا در آب غرق كنند.
اين روايات شيعه است در اين باب؛ و امّا روايات عامّه مى‏گويند: قرآن‏ها را آتش نزدند بلكه در ديگ آب‏جوش ريختند و پختند؛ تا حروف و كلمات كه روى استخوانها و لوح‏ها و كاغذها نوشته شده بود محو گشت.




مهر تابان ( طبع جديد )، متن، ص: 406
و البتّه كسانى هم هستند كه آن سه روايت شاذّه و يا بعضى از آن سه تا را متواتر بدانند، و بنابراين تعداد روايات قرائت‏هاى متواتره در نزد آنان بيشتر از هفت عدد مى‏باشد.
تاريخچه جمع آورى قرآن توسّط عثمان، و فوت عبد الله بن مسعود
و امّا راجع به جمع آورى قرآن، چون در زمان أبو بكر جنگ يمامه پيش آمد و بيش از چهارصد نفر از قاريان قرآن در آن جنگ كشته شدند، و احتمال مى‏رفت كه اگر يكى دو جنگ ديگر پيش آيد و بقيّه قاريان در آن كشته شوند، بكلّى قرآن از بين برود (چون قرآن هنوز تدوين نشده بود) لذا در زمان أبو بكر، زيد بن ثابت مأمور به تأليف و جمع آورى قرآن شد و قرآن در اين زمان جمع آورى شد، تا زمان عثمان كه در قرائت قرآن بواسطه اختلاف قرائات، اختلاف بسيارى در كيفيّت خواندن قرآن پيش آمده بود.
عبد الله بن مسعود به عثمان نوشت: بيائيد و به درد قرآن برسيد زيرا قرآن بواسطه كثرت اختلاف قرائت در شرف زوال است، و وضع قرائت قرآن اختلال پيدا كرده است. و عثمان هم به اين سخنان ابن مسعود ترتيب اثر داد و به مرحله اعتبار گذاشت، و دستور داد قرآن‏هاى مختلفى را كه نوشته بودند و در قرائات با هم مختلف بودند همه را بمدينه آوردند و در مكانى جمع كردند و مانند تلّى شده بود.
اين قرآن‏ها كه روى لوح‏هاى تخته‏ئى و از پوست آهو و روى استخوان كتف گاو و روى كاغذ نيز نوشته شده بود حجم بزرگى را تشكيل مى‏دادند، جملگى را پهلوى هم چيدند و همه را آتش زدند.
و براى خاطر همين جهت ابن مسعود از دادن قرآن خود، خوددارى كرد؛ و حال آنكه اوّل كسى بود كه به عثمان نوشته بود كه اوضاع قرآن وخيم است؛ بقرآن رسيدگى كنيد! و يك كارى انجام بدهيد كه اين كتاب الهى از بلا مصون بماند! و عثمان هم طبق نوشته او امر كرد كه از بلاد مختلف قرآن را


مهر تابان ( طبع جديد )، متن، ص: 407
بياورند؛ و در واقع گوينده و محرّك اصلى اينكار ابن مسعود بود.
در اينحال كه ابن مسعود در مدينه نبود، بلكه در يكى از عمّال بود، آنوقت به مدينه آمد و از وضعيّت خبردار شد و گفت: ما كه اين سخن را گفتيم براى آن بود كه قرآن مصون بماند، و حال كه اينجور خواهد بود: قرآن را مى‏سوزانند، اين سخت‏تر و بدتر است؛ من قرآن خود را نمى‏دهم و نمى‏گذارم بسوزانند!
ابن مسعود قرآن خود را نداد، و تا آخر هم نداد، و سر همين قضيّه به قتل رفت و از دنيا رحلت نمود.
چون بمدينه آمد، در دو سه مجلس با عثمان مذاكره و تكلّم داشت، و نسبت به عثمان بدگوئى و تعييب و تعيير داشت؛ و بهمين جهت عثمان از او دلتنگ بود.
روزى عثمان بر فراز منبر بود و مشغول سخن گفتن، ابن مسعود در ميان حَضَرات شروع كرد به انتقاد از رويّه عثمان. عثمان عصبانى شد و امر كرد به جَلاوَذه و نوكرهايش كه او را به رو بكشند و تا به بيرون مسجد بكشند. نوكرهاى عثمان ابن مسعود را به رو كشيدند تا به بيرون مسجد، در حال كشيدن يكى از دنده هايش شكست. و سر همين قضيّه هم مريض شد و بالاخره از دنيا رحلت كرد.
عثمان در حال مرض براى او تحفه‏اى فرستاده بود قبول نكرد، پول هم فرستاد آن را هم ردّ كرد و گفت: من حاجت ندارم؛ آنوقتى كه احتياج داشتم نداديد! وقتى كه احتياج ندارم مى‏دهيد؟! او همه را ردّ كرد.
و گفت: من راضى نيستم و نمى‏گذارم قرآن مرا برداريد و بسوزانيد. و معروفست كه دو سوره مُعَوَّذَتَيْن در مصحف ابن مسعود نبود (سوره قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ و سوره قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) از اهل بيت عليهم السّلام چنين‏


مهر تابان ( طبع جديد )، متن، ص: 408
رسيده است كه در مصحف او نبود.
يعنى ابن مسعود معتقد بود كه اينها از قرآن نيستند؛ اينها دو تا عَوذَه هستند كه چون حَسَنين عليهما السّلام مريض بودند، جبرائيل از آسمان اين عوذه‏ها را آورده تا آنها را با اين عوذه تعويذ كنند، يعنى آن عوذه‏ها را به آنها آويزان كنند و بر آنها بخوانند تا حالشان خوب شود؛ و بر آنها بستند و حالشان خوب شد.
عثمان مى‏گفت براى مصلحت مسلمانان مصاحف بايد سوخته شود؛ و ابن مسعود مى‏گفت همچنين مصلحتى وجود ندارد، كه به قرآن توهين شود و كتاب خدا همينطور بسوزد.
وانگهى كار آسان‏تر بنظر مى‏رسد؛ و آن اين بود كه اين مصاحف را در زمين پاكى دفن كنند و يا در مكان مقدّسى بگذارند و يا در آب غرق كنند.
اين روايات شيعه است در اين باب. و امّا روايات عامّه مى‏گويند: قرآن‏ها را آتش نزدند بلكه در ديگ آب جوش ريختند و پختند، تا حروف و كلمات كه روى استخوان‏ها و لوح ها و كاغذها نوشته شده بود محو گشت.