سال بعدالفهرستسال قبل

صبيغ بن عسل السائل عن القرآن من عمر(000 - نحو 30 هـ = 000 - نحو 650 م)

صبيغ بن عسل السائل عن القرآن من عمر(000 - نحو 30 هـ = 000 - نحو 650 م)



صبيغ عراقي كه عمر ادبش كرد









تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 408)

" ذكر من اسمه صبيغ "

2846 - صبيغ (1) بن عسل (2) ويقال ابن عسيل ويقال صبيغ بن شريك من بني عسيل ابن عمرو بن يربوع بن حنظلة التميمي اليربوعي البصري (3) الذي سأل عمر بن الخطاب عما سأل فجلده وكتب إلى أهل البصرة لا تجالسوه ذكر أبو بكر بن دريد (4) أن اسمه مشتق من الشئ المصنوع وذكر أنه كان يحمق رأيه وفد على معاوية ولم يزل بشر يعني بعد جلد (5) عمر حتى قتل في بعض الفتن روى عن عمر بن الخطاب وسأل أبا الدراداء عن شئ من المتشابه روى عنه ابن أخيه عسل بن عبد الله بن عسل التميمي وحكت عنه أم الدرداء أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح البصري أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر نا

_________

(1) نص في الإصابة على ضبطها: بوزن عظيم وآخره معجمة

ويقال بالتصغير

(2) وعسل بمهملتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة

(3) أخباره في الإصابة 2 / 198 والاشتقاق لابن دريد ص 228 والوافي بالوفيات 16 / 283 وبالأصل: صبيع بالعين المهملة والمثبت عن مصادر ترجمته

وقد صوبت اللفظة في كل مواضع الترجمة حيث وردت بالعين المهملة وبدون الإشارة إلى ذلك

(4) الاشتقاق ص 228

(5) عن مختصر ابن منظور 11 / 45 وبالأصل: خالد






تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 409)

عبد الله بن محمد القزويني نا نصر بن مرزوق أبو الفتح نا خالد بن نزار أنا عمرو بن قيس قال سمعت عسل بن عبد الله بن عسل التميمي يحدث عطاء بن أبي رباح عن عمه صبيغ بن عسل قال جئت عمر بن الخطاب زمان الهدنة وعلي غديرتان وقلنسية (1) فقال عمر إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يخرج من المشرق حلقان (2) الرؤوس يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم طوبى لمن قتلوه وطوبى لمن قتلهم ثم أمر أن لا اؤوى (3) ولا أجالس قال وأنا الخطيب أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنا أبو بكر الشافعي نا جعفر بن محمد الأزهر نا ابن الغلابي ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي نا ثابت بن بندار نا أبو العلاء الواسطي أنا محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي نا أبي عن يحيى بن معين قال صبيغ (4) الذي ضربه عمر بن الخطاب وأمر أن لا يجالس هو صبيغ بن شريك من بني عمرو بن يربوع أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد أنا أحمد بن محمد بن منجويه أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله قال (5) وأما الذي سأل عمر عن المسائل فاتهمه أنه من الخوارج فهو صبيغ الصاد مفتوحة والباء مكسورة قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (6) أما عسل بكسر العين وسكون السين فهو عسل بن عبد الله بن عسل التميمي حدث عن عمه صبيغ بن عسل قال كتب (7) عمر بن الخطاب وهو الذي كان يتبع مشكل (8) القرآن فأمر عمر

_________

(1) غير واضحة بالأصل والمثبت يوافق عبارة المختصر 11 / 45

(2) بالأصل: " خلقان " والمثبت عن المختصر

(3) بالأصل: " ادوا " والمثبت عن المختصر

(4) بالأصل: صبيع بالعين المهملة

(5) انظر الإصابة 2 / 198 - 199

(6) الاكمال لابن ماكولا 6 / 206 - 207 و 208

(7) كذا بالأصل وأصل الإكمال وقد صوبها محققه " جئت " وهو الصواب وقد مرت في الرواية السابقة

(8) بالأصل: " من كل " والصواب عن الاكمال






تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 410)

أن لا يجالس وقال يحيى بن معين وهو صبيغ بن شريك من بني عمرو بن يربوع روى خالد بن يربوع بن نزار عن عمر بن قيس عن عسل ثم قال بعد أسطر (1) أما عسيل بضم العين وفتح السين صبيغ بن عسيل الذي كان يسأل عن القرآن فنفاه عمر من المدينة إلى العراق ونهى الناس عن مجالسته أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني نا أبو الحسن علي بن سلم بن مهران الوزان في دار القطن في سنة ست عشرة وثلاثمائة نا إبراهيم بن هاني نا سعيد بن سلام العطار نا أبو بكر بن أبي سبرة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال جاء الصبيغ التميمي إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن " الذاريات ذروا " (2) قال هي الريح ولولا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقوله ما قلته قال فأخبرني عن " الحاملات وقرا " (2) قال السابحات السحاب ولولا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما قلته قال فأخبرني عن " الجاريات يسرا " (3) قال هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقوله ما قلته قال فأمر به عمر فضرب مائة وجعل في بيت فإذا برئ دعا به فضرب مائة أخرى ثم حمله على قتب وكتب إلى أبي موسى حرم على الناس مجالسته فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالإيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب إليه ما أخاله إلا قد صدق فخل بينه وبين مجالسة الناس قال الدارقطني غريب من حديث يحيى الأنصاري عن ابن المسيب عن عمر تفرد به أبو بكر بن أبي سبرة المديني عنه (4) أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قالوا أنا عبد الرحمن بن أحمد السرخسي أنا عيسى بن عمر بن العباس أنا عبد الله بن

_________

(1) الاكمال لابن ماكولا 6 / 206 - 207 و 208

(2) سورة الذاريات الآية: 1 و 2

(3) سورة الذاريات الآية 1 و 2

(3) سورة الذاريات الآية: 3

(4) الإصابة 2 / 199






تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 411)

عبد الرحمن بن بهرام أنا أبو العباس أنا أبو النعمان نا حماد بن زيد نا يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين (1) النخل فقال من أنت فقال أنا عبد الله صبيغ فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه قال أنا عبد الله عمر فجعل له ضربا حتى دمى رأسه قال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي قال وأنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا عبد الله بن صالح حدثني الليث أخبرني ابن عجلان عن نافع مولى عبد الله أن صبيغ العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه قال أين الرجل قال في الرحل (2) قال عمر أبصر لا يكون ذهب فيصيبك مني العقوبة الموجعة فأتي به فقال عمر سبيل محدثة فأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى نزل ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ثم عاد له ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود فقال صبيغ إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتالا جملا وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برأت فأذن له إلى أرضه فكتب إلى موسى الأشعري أن لا يجالسه أحد من المسلمين فاشتد ذلك على الرجل فكتب أبو موسى الأشعري إلى عمر أن قد حسنت هنيته فكتب عمر أن ائذن للناس بمجالسته أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي نا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرزي أنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي قراءة عليه نا عيسى بن مشاور نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس أن عمر بن الخطاب جلد صبيغ الكوفي في مسألة عن حرف من القرآن حتى اضطردت الدماء في ظهره أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي إسحاق البرمكي ح وأنبأنا أبو محمد بن صابر وغيره قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ثنا أبو

_________

(1) العرجون: العذق أو إذا يبس واعوج ج عراجين (القاموس)

(2) بالأصل: الرجل






تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 412)

بكر الخطيب أنا عمر بن إبراهيم الفقيه أنا محمد بن العباس الخزاز ثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار نا عبد الله بن ناجية نا يعقوب بن إبراهيم نا مكي بن إبراهيم نا الجعيد بن عبد الرحمن عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد أن رجلا قال لعمر إني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن فقال عمر اللهم أمكني منه فدخل الرجل على عمر يوما وهو لابس ثيابا وعمامة وعمر يقرأ القرآن فلما فرغ قام إليه الرجل فقال يا أمير المؤمنين ما " الذاريات ذروا " فقام عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده ثم قال ألبسوه ثيابا واحملوه على قتت وأبلغوا به حيه ثم ليقم خطيب فيقل إن صبيغا طلب العلم وأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه أنا عبد العزيز بنأحمد لفظا أنا أبو طالب عقيل بن عبيد الله بن عبدان السمسار ح وأخبرنا علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان التميمي قالا نا القاضي أبو الحسن علي بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري (1) الحافظ نا هوذة بن خليفة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال سئل رجل عمر بن الخطاب عن والنازعات والمرسلات والذاريات أو بعضهن فقال له عمر ضع عن رأسك فإذا بالوفرة (2) وقال ابن مطعم فإذا له وفرة فقال عمر أما والله لو رأيتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك ثم كتب إلى أهل البصرة أو إلينا لا تجالسوه قال فلو جئنا ونحن مائة لتفرقنا أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران القوي أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان النسوي نا يعقوب بن سفيان نا علي بن الحسن بن شقيق نا عبد الله أنبأ سليمان التيمي (3) عن أبي عثمان النهدي قال

_________

(1) بالأصل: البصري خطأ والصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 13 / 311

(2) الوفرة الشعر المجتمع على الرأس أو ما سال على الأذنين منه أو ما جاوز شحمة الأذن (القاموس)

(3) في الإصابة: التميمي






تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 413)

كتب إلينا عمر لا تجالسوا صبيغا فلو جاءنا ونحن مائة لتفرقنا عنه وربما قال لما جالسناه أنبأنا أبو بكر الحاسب (1) وجماعة عن إبراهيم بن عمر الفقيه ح وأنبانا أبو محمد بن صابر وغيره قالا أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو بكر الخطيب أنا عمر بن إبراهيم أنا محمد بن العباس أنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار (2) نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا محمد بن عبيد نا حماد بن زيد بن هشام عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن لا تجالس صبيغا وأن يحرم عطاءه ورزقه أخبرني أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر نا محمد بن عبد الله الشافعي إملاء من لفظه نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا عبيد الله بن عمر نا حماد بن زيد قال وحدثني قطن بن كعب قال سمعت رجلا من بني عجل يقال له زرعة أو فلان بن زرعة قال رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجئ إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه فيناديهم الحلقة الأخرى عزمة أمير المؤمنين عمر فيقومون ويدعونه

_________

(1) بالأصل: الحاشب والصواب ما أثبت انظر المطبوعة - عاصم - عائذ الفهارس ص 648، وانظر ترجمته في سير الأعلام 20 / 23

(2) بالأصل: " يسار " والصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 15 / 274

















الإصابة،ج‏3،ص:370
[مجزوء الكامل‏]
4143 ز- صبيغ:
بوزن عظيم، و آخره معجمة، ابن عسل، بمهملتين الأولى مكسورة [و الثانية] «2» ساكنة، [و يقال بالتصغير] «3»، و يقال [ابن سهل‏] «4» الحنظليّ.
له إدراك، و قصته مع عمر مشهورة.
روى الدّارميّ من طريق سليمان بن يسار، قال: قدم المدينة رجل يقال له صبيغ، [بوزن عظيم و آخره مهملة، ابن عسل‏] «5»، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر فأعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ، قال: و أنا عبد الله عمر، فضربه حتى [أدمى‏] «6» رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الّذي كنت أجده في رأسي.


الإصابة،ج‏3،ص:371
و أخرجه من طريق نافع أتمّ منه، قال: ثم نفاه إلى البصرة، و أخرجه الخطيب و ابن عساكر من طريق أنس، و السائب بن زيد، و أبي عثمان النهدي مطولا و مختصرا. و في رواية أبي عثمان: و كتب إلينا عمر: لا تجالسوه. قال: فلو جاء و نحن مائة لتفرقنا.
و روى إسماعيل القاضي في «الأحكام»، من طريق هشام عن محمد بن سيرين، قال:
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى: لا تجالس صبيغا و احرمه عطاءه.
و روى الدارميّ في حديث نافع أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه صلح حاله فعفا عنه.
و ذكر ابن دريد في كتاب «الاشتقاق» أنه كان يحمّق و أنه وفد على معاوية.
و روى الخطيب من طريق عسل بن عبد الله بن عسيل التميمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمه صبيغ بن عسل، قال: جئت عمر ... فذكر قصة.
[و من طريق يحيى بن معين، قال: صبيغ بن شريك‏] «1».
قلت: ظاهر السياق أنه عمّ عطاء، و ليس كذلك، بل الضمير في قوله: «عن عمه» يعود على عسل.
و ذكره ابن ماكولا في «2» عسل- بكسر أوله و سكون ثانيه و المهملتين، و قال مرّة:
عسيل مصغرا.
و قال الدارقطنيّ في الأفراد بعد رواية سعيد بن سلامة العطّار، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر، فسأله عن الذاريات ... الحديث. و فيه: فأمر به عمر فضرب مائة سوط، فلما بري‏ء «3» دعاه فضربه مائة أخرى، ثم حمله على قتب، و كتب إلى أبي موسى: حرم على الناس مجالسته، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى، فحلف له أنه لا يجد في نفسه شيئا، فكتب إلى عمر، فكتب إليه: خلّ بينه و بين الناس.
غريب تفرّد به ابن أبي سبرة.
قلت: و هو ضعيف، و الراويّ عنه أضعف منه، و لكن «4» أخرجه ابن الأنباري من وجه آخر عن يزيد بن خصيفة، عن السّائب بن يزيد، عن عمر بسند صحيح، [و فيه: فلم يزل صبيغ وضيعا في قومه بعد أن كان سيّدا فيهم.


الإصابة،ج‏3،ص:372
قلت: و هذا يدلّ على أنه كان في زمن عمر رجلا كبيرا. و أخرجه الإسماعيلي في جمعه حديث يحيى بن سعيد من هذا الوجه.
و أخرجه أبو زرعة الدّمشقيّ من وجه آخر من رواية سليمان التميمي، عن أبي عثمان النهدي به. و أخرجه الدّارقطنيّ في «الأفراد» مطوّلا. قال أبو أحمد العسكريّ: اتهمه عمر برأي الخوارج‏] «1».





























جامع معمر بن راشد (11/ 426)

المؤلف: معمر بن أبي عمرو راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن (المتوفى: 153هـ)

20906 - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، أن صبيغا قدم على عمر فقال: «من أنت؟» ، فقال: أنا عبد الله صبيغ، فسأله عمر عن أشياء، فعاقبه، قال أبو بكر: في علمي أنه قال: «وحرق كتبه، وكتب إلى أهل البصرة: ألا تجالسوه»


20907 - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، قال: خرجت الحرورية، فقيل لصبيغ: إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا، قال: هيهات قد نفعني الله بموعظة الرجل الصالح، قال: «وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على رجليه» ، أو قال: على عقبيه












سنن الدارمي (1/ 252)

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بَهرام بن عبد الصمد الدارمي، التميمي السمرقندي (المتوفى: 255هـ)

146 - أخبرنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار: أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين، فضربه وقال: أنا عبد الله عمر، «فجعل له ضربا حتى دمي [ص:253] رأسه،» فقال: يا أمير المؤمنين، حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي

[تعليق المحقق] رجاله ثقات غير أنه منقطع سليمان بن يسار لم يدرك عمر بن الخطاب









سنن الدارمي (1/ 254)

150 - أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، أخبرني ابن عجلان، عن نافع مولى عبد الله، أن صبيغا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر، فبعث به عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه فقال: أين الرجل؟ فقال: في الرحل، قال عمر: «أبصر أن يكون ذهب فتصيبك مني به العقوبة الموجعة»، فأتاه به، فقال عمر: «تسأل محدثة»، فأرسل عمر إلى رطائب من جريد، " فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة، ثم تركه حتى برأ، ثم عاد له، ثم تركه حتى برأ، فدعا به ليعود له، قال: فقال صبيغ: إن كنت تريد قتلي، فاقتلني قتلا جميلا، وإن كنت تريد أن تداويني، فقد والله برأت، فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن لا يجالسه أحد من المسلمين، فاشتد ذلك على الرجل، [ص:255] فكتب أبو موسى إلى عمر: أن قد حسنت توبته، فكتب عمر: أن ائذن للناس بمجالسته

[تعليق المحقق] إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن صالح












البدع لابن وضاح (2/ 111)

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن وضاح بن بزيع المرواني القرطبي (المتوفى: 286هـ)

قصة صبيغ العراقي


148 - حدثني إبراهيم بن محمد , عن سحنون , عن ابن وهب , عن الليث بن سعد , عن محمد بن عجلان , عن نافع: " أن صبيغا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر , فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب , فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه قال: أين الرجل؟ قال: في الرحل , قال عمر: أبصر أن يكون ذهب فتصيبك مني العقوبة الموجعة , فأتاه به , فقال عمر: تسل حدثة ؟ فأرسل عمر إلى أرطاب من الجريد فضربه بها حتى ترك ظهره خبزة ثم تركه حتى برئ , ثم عاد له [ص:112] ثم تركه حتى برئ فدعا به ليعود له , فقال له صبيغ: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا , وإن كنت تريد تداويني فقد والله برئت , فأذن له إلى أرضه , وكتب إلى أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحد من المسلمين , فاشتد ذلك على الرجل , فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب أن قد حسنت هيئته , فكتب إليه عمر أن يأذن للناس يجالسونه "


149 - وحدثني إبراهيم بن محمد , عن حرملة بن يحيى قال: نا عبد الله بن وهب قال: حدثني مالك بن أنس قال: جعل صبيغ يطوف معه كتاب الله: من يتفقه يفقه , ومن يتعلم يعلمه الله. فأخذه عمر فضربه بالجريد الرطب ثم سجنه حتى إذا جف الذي به أخرجه فضربه , فقال: يا أمير المؤمنين , إن كنت تريد قتلي فأجهز علي , وإلا فقد شفيتني شفاك الله , فخلاه عمر بن الخطاب "



150 - حدثني أبو أيوب , عن سحنون , عن ابن وهب , عن مالك بن أنس , قال: " جعل صبيغ يطوف معه كتاب الله ويقول: من يتفقه [ص:113] نفقهه , من يتعلم يعلمه الله. فأخذه عمر بن الخطاب فضربه بالجريد الرطب ثم سجنه , حتى جف الذي به أخرجه فضربه , فقال: يا أمير المؤمنين , إن كنت تريد قتلي فأجهز علي , وإلا فقد شفيتني شفاك الله , فخلاه عمر بن الخطاب ".

قال ابن وهب: قال لي مالك: وقد ضرب عمر بن الخطاب صبيغا حين بلغه ما يسأل عنه من القرآن وغير ذلك















مسند البزار = البحر الزخار (1/ 423)

299 - حدثنا إبراهيم بن هاني قال: نا سعيد بن سلام العطار، قال: نا أبو بكر بن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن {الذاريات ذروا} [الذاريات: 1] ، قال: هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن {الحاملات وقرا} قال: هي السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن {المقسمات أمرا} ، قال: «هي الملائكة، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته» قال: فأخبرني عن {الجاريات يسرا} ، قال: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته " قال: ثم أمر به فضرب مائة وجعله في بيت، فلما برئ دعا به فضربه مائة أخرى وحمله على [ص:424] قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري: امنع الناس من مجالسته، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: ما أخاله إلا قد صدق، فخل بينه وبين مجالسته الناس " وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه، وإنما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب لأن أبا بكر لين الحديث وسعيد بن سلام لم يكن من أصحاب الحديث، وإنما ذكرت هذا الحديث إذ لم أحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، فذكرته وبينت العلة فيه















الشريعة للآجري (1/ 481)

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن، فقال: اللهم أمكني منه قال: فبينا [ص:482] عمر ذات يوم يغدي الناس، إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة يتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين {والذاريات ذروا، فالحاملات وقرا} [الذاريات: 2] فقال عمر: أنت هو؟ فقام إليه فحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال: " والذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه، واحملوه على قتب، ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده، ثم ليقم خطيبا، ثم ليقل: إن صبيغا طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه












الشريعة للآجري (1/ 483)

153 - أخبرنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار: أن رجلا من بني تميم يقال له: صبيغ بن عسل، قدم المدينة، وكانت عنده كتب، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه وقد أعد له عراجين النخل، فلما دخل عليه جلس، فقال له عمر: من أنت؟ فقال: أنا عبد الله صبيغ فقال عمر: وأنا عبد [ص:484] الله عمر، ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين، فما زال يضربه حتى شجه، فجعل الدم يسيل على وجهه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي قال محمد بن الحسين: فإن قال قائل: فمن يسأل عن تفسير {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} [الذاريات: 2] استحق الضرب، والتنكيل به والهجرة قيل له: لم يكن ضرب عمر رضي الله عنه له بسبب عن هذه المسألة، ولكن لما تأدى إلى عمر ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه علم أنه مفتون، قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به , وتطلب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به، فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه، سأل عمر الله تعالى أن يمكنه منه، حتى ينكل به، وحتى: يحذر غيره؛ لأنه راع يجب عليه [ص:485] تفقد رعيته في هذا وفي غيره، فأمكنه الله تعالى منه وقد قال عمر رضي الله عنه: سيكون أقوام يجادلونكم بمتشابه القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى















الشريعة للآجري (5/ 2556)

2063 - حدثنا أبو علي الحسن بن الحباب المقرئ قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم قال: أنبأنا الوليد بن مسلم , عن الأوزاعي , عن الزهري , عن أنس , أن عمر بن الخطاب , رضي الله عنه جلد صبيغا التميمي في مسائلته عن حروف القرآن حتى اضطربت الدماء في ظهره , وقال غير مرة , وبعث إلى أهل البصرة: أن لا تجالسوه. فلو جاء إلى حلقة ما هي قاموا وتركوه


2064 - وحدثني أبو بكر بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن , عن يزيد بن خصيفة , عن السائب بن يزيد قال: أتي عمر بن الخطاب فقالوا: يا أمير المؤمنين , إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن؟ . فقال: اللهم أمكني منه؛ قال: فبينما عمر رضي الله عنه ذات يوم يغدي الناس إذ جاءه عليه ثياب وعمامة فتغدى حتى إذا فرغ , قال: يا أمير المؤمنين {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} [الذاريات: 2] فقال عمر: أنت هو؟ فقام إليه فحسر عن ذراعيه , فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته , فقال: والذي نفسي بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك , ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغا طلب العلم فأخطأ , فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه




2065 - وأنبأنا أبو زكريا يحيى بن محمد الحنائي قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد , عن يزيد بن أبي حازم , عن سليمان بن يسار قال: قدم المدينة رجل من بني تميم يقال له صبيغ بن عسل , كان عنده كتب وكان يسأل عن متشابه القرآن , فبلغ ذلك عمر رضي الله [ص:2557] عنه وذكر الحديث نحوا منه وله طرق قال محمد بن الحسين رحمه الله: وأما حديث علي رضي الله عنه فقد تقدم ذكرنا له في هذا الجزء في الذين قتلهم وأحرقهم. وأما حديث عمر بن عبد العزيز:















الإبانة الكبرى لابن بطة (1/ 414)

المؤلف: أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العُكْبَري المعروف بابن بَطَّة العكبري (المتوفى: 387هـ)

329 - حدثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال: حدثنا أبو عثمان، أن رجلا كان من بني يربوع، يقال له صبيغ، سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن الذاريات والنازعات والمرسلات، أو عن إحداهن، فقال له عمر: «ضع عن رأسك» فوضع عن رأسه فإذا له وفيرة، فقال: «لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك» قال: ثم كتب إلى أهل البصرة أن لا تجالسوه، أو قال: «كتب إلينا أن لا تجالسوه» قال: «فلو جلس إلينا ونحن مائة لتفرقنا عنه»


330 - حدثنا أبو القاسم، قال: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا [ص:415] الحسن بن محمد، وأبو حفص الصيرفي، وعبيد الله بن سعد الزهري، قالوا: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا الجعد، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، قال: أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقيل: يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا سأل عن تأويل القرآن، فقال عمر: «اللهم مكني منه»، فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه عليه ثياب، فتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} [الذاريات: 2]، فقال عمر: «أنت هو»، فقام إليه، وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده، حتى سقطت عمامته، فقال: «والذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه، واحملوه على قتب، ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلادكم، ثم ليقم خطيبا، ثم ليقل إن صبيغا. . . . . . أخطأه، فلم يزل وضيعا في قومه، حتى هلك. وكان سيدهم». قال أبو حاتم: " ولم يقل أبو حفص في حديثه: ثم أخرجوه، حتى تقدموا به بلادكم ". قال الشيخ: " وعسى الضعيف القلب القليل العلم من الناس إذا [ص:416] سمع هذا الخبر، وما فيه من صنيع عمر رضي الله عنه، أن يتداخله من ذلك ما لا يعرف وجه المخرج عنه، فيكثر هذا من فعل الإمام الهادي العاقل رحمة الله عليه، فيقول: كان جزاء من سأل عن معاني آيات من كتاب الله عز وجل أحب أن يعلم تأويلها أن يوجع ضربا، وينفى، ويهجر، ويشهر وليس الأمر كما يظن من لا علم عنده، ولكن الوجه فيه غير ما ذهب إليه الذاهب، وذلك أن الناس كانوا يهاجرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، ويفدون إلى خلفائه من بعد وفاته رحمة الله عليهم ليتفقهوا في دينهم، ويزدادوا بصيرة في إيمانهم، ويتعلموا علم الفرائض التي فرضها الله عليهم، فلما بلغ عمر رحمه الله قدوم هذا الرجل المدينة، وعرف أنه سأل عن متشابه القرآن، وعن غير ما يلزمه طلبه مما لا يضره جهله، ولا يعود عليه نفعه، وإنما كان الواجب عليه حين وفد على إمامه أن يشتغل بعلم الفرائض، والواجبات، والتفقه في الدين من الحلال، والحرام، فلما بلغ عمر رحمه الله أن مسائله غير هذا علم من قبل أن يلقاه أنه رجل بطال القلب خالي الهمة عما افترضه الله عليه مصروف العناية إلى ما لا ينفعه، فلم يأمن عليه أن يشتغل بمتشابه القرآن، والتنقير عما لا يهتدي عقله إلى فهمه، فيزيغ قلبه، فيهلك، فأراد عمر رحمه الله أن يكسره عن ذلك، ويذله، ويشغله عن المعاودة إلى مثل ذلك. فإن قلت: فإنه قال: لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك، فمن حلق رأسه يجب عليه ضرب العنق، فإني أقول لك: من مثل هذا أتي الزائغون، وبمثل هذا بلي المنقرون الذين قصرت هممهم، وضاقت أعطانهم عن فهم أفعال الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدين، فلم يحسوا بموضع العجز من أنفسهم، فنسبوا النقص والتقصير إلى سلفهم "


...

332 - وفي حديث آخر: «طوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه» قيل: يا رسول الله ما علامتهم؟ قال: «سيماهم التحليق». فلما سمع عمر رضي الله عنه مسائله فيما لا يعنيه كشف رأسه، لينظر هل يرى العلامة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصفة التي وصفها، فلما لم يجدها، أحسن أدبه، لئلا يتغالى به في المسائل إلى ما يضيق صدره عن فهمه، فيصير من أهل العلامة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم، فحقن دمه، وحفظ دينه بأدبه رحمة الله عليه ورضوانه، ولقد نفع الله صبيغا بما كتب له عمر في نفيه، فلما خرجت الحرورية، قالوا لصبيغ: إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا، فقال: هيهات، نفعني الله بموعظة الرجل الصالح، وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على وجهه أو رجليه أو على عقبيه، ولقد صار صبيغ لمن بعده مثلا، وتردعة لمن نقر، وألحف في السؤال


333 - حدثنا الصفار، قال: ثنا الرمادي، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن الزهري، عن القاسم بن محمد، أن رجلا جاء إلى ابن عباس، فسأله عن الأنفال، فقال ابن عباس: «كان الرجل ينفل الفرس وسرجه، فأعاد عليه»، فقال مثل ذلك، ثم أعاد عليه، فقال مثل ذلك: فقال ابن عباس: «تدرون ما مثل هذا؟»، هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر رضي الله عنه، أما لو عاش عمر لما سأل أحد عما لا يعنيه [ص:418] قال الشيخ: «ولقد أنكر الإمام الهادي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثل هذا وكرهه وعاب السائل عنه ووبخه»









الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 609)

789 - حدثنا أبو صالح , قال: حدثنا أبو الأحوص , قال: حدثنا سليمان بن حرب , قال: حدثنا حماد بن زيد , عن سليمان بن يسار , أن رجلا من بني تميم يقال له: صبيغ بن عسل قدم المدينة , وكانت عنده كتب [ص:610] , فجعل يسأل عن متشابه القرآن , فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه , فبعث له , وقد أعد له عراجين النخل , فلما دخل عليه جلس فقال له: " من أنت؟ قال: أنا صبيغ , فقال عمر: وأنا عمر عبد الله , ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين حتى شجه , فجعل الدم يسيل على وجهه , فقال: حسبك يا أمير المؤمنين , فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي "

































نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (1/ 526)

المؤلف: أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد الدارمي السجستاني (المتوفى: 280هـ)

ويحك! إنما كره السلف الخوض فيه مخافة أن يتأول أهل البدع والضلال وأغمار5 الجهال ما تأولت فيه أنت وإمامك المريسي، فحين تأولتم فيه خلاف ما أراد الله، وعطلتم صفات الله، وجب على كل مسلم عنده بيان أن ينقض عليكم دعواكم فيه ولم يكره السلف الخوض في القرآن جهالة بأن كلام الخالق غير مخلوق، ولا جهالة أنه صفة من صفاته، حتى لو قد ادعى مدع في زمانهم أنه مخلوق ما كان سبيله عندهم إلا القتل، كما هم عمر بن الخطاب1 رضي الله عنه بصبيغ2 أن يقتله، إذ تعمق في السؤال عن القرآن، فيما كان أيسر من كلامكم هذا، فلما لم يجترئ كافر أو متعوذ بالإسلام أن يظهر شيئا من هذا وما أشبهه في عصرهم لم يجب عليهم3 أن يتكلفوا لنقض4 كفر لم يحدث بين أظهرهم فيكون سببا لإظهاره وإنما5 كانت هذه كلمة كفر تكلم بها بدءا كفار قريش، منهم الوحيد: الوليد بن المغيرة المخزومي6 فقال: {إن هذا إلا قول البشر} 7.........................

__________

1 عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تقدم ص"277".

2 في الأصل "ضبيع" بالضاد المعجمة وآخره عين مهملة ولعله خطأ من الناسخ، وفي ط، س، ش "صبيغ" بالصاد المهملة والغين المعجمة وهو الصواب، وهو صبيغ بن عسل الحنظلي التيمي، ورد أنه كان يسأل عن المتشابه في القرآن ويكثر السؤال فضربه عمر رضي الله عنه وكتب إلى أبي موسى أن ينهى الناس عن مجالسته، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان شيئا فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه: ما أخاله إلا قد صدق فخل بينه وبين مجالسة الناس، انظر: الشريعة للآجري، تحقيق حامد الفقي، ص"73-74" وانظر تاريخ عمر بن الخطاب، لابن الجوزي تقديم وتعليق د. أسامة الرفاعي، ص"146-148" والطرق الحكمية في السياسة الشرعية، لابن القيم، تحقيق د. محمد جميل غازي ص"24".

3 لفظ "عليهم" ليس في ط، س، ش.















التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع (ص: 181)

المؤلف: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو الحسين المَلَطي العسقلاني (المتوفى: 377هـ)

وقال الزهرى لما خرجت الحرورية قيل لصبيغ قد خرج قوم يقولون كذا وكذا قال هيهات قد نفعنى الله بموعظة الرجل الصالح وكان عمر رضي الله عنه ضربه حتى سالت الدماء على رجليه أو قال على عقبيه وقال طاوس جاء صبيغ إلى عمر فقال من أنت فقال أنا عبد الله صبيغ قال فسأله عن أشياء فعاقبه وخرق كتبه وكتب إلى أهل البصرة لا تجالسوه












ذم الكلام وأهله (4/ 242)

المؤلف: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي (المتوفى: 481هـ)

706 - أخبرنا محمد بن محمد بن محمود أخبرنا عبد الله بن أحمد حدثنا عيسى بن عمر حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا جرير بن حازم عن سليمان بن يسار (أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فأخذ عرجونا فضربه وقال أنا عبد الله عمر فجعل له ضربا حتى دمي رأسه فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي) // روى قصة صبيغ هذه بهذا السياق أو بنحوه مختصرا أو مطولا عبد الرزاق في المصنف //


707 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أخبرنا علي بن أحمد بن بكران بالبصرة أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا عبد الله أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال (كتب إلينا عمر (لا تجالسوا صبيغا) فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا عنه // رواه من طريق أبي عثمان النهدي ابن بطة في الإبانة الكبرى وأورده ابن // ولربما قال لما جالسناه


708 - أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا أبو الوليد حسان بن محمد حدثني إبراهيم بن محمود حدثني أبو سليمان حدثني الحسن بن علي سمعت الشافعي يقول (حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ) // أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء وابن كثير في مناقب الشافعي //


















أطراف الغرائب والأفراد (1/ 104)

المؤلف: أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الشيباني، المعروف بابن القيسراني (المتوفى: 507هـ)

93 - حديث: جاء الصبيغ التميمي إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن (الذاريات) . . الحديث.












الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة (2/ 152)

المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ)

(حديث (80) صبيغ بن عسل)

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن البزاز قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغلس قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثنا هوذة بن خليفة البكراوي قال: حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: سأل رجل من بني يربوع أو من بني تميم عمر بن الخطاب عن الذاريات والمرسلات والنازعات أو عن بعضهن، فقال له عمر: ضع عن رأسك {فإذا له وقرة} فقال عمر: أما والله لو رأيتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك {قال: ثم كتب إلى أهل البصرة - أو قال: إلينا - ألا يجالسوه} قال: فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا.


قال الشيخ الحافظ أبو بكر - رضي الله عنه:

هذا الرجل: صبيغ بن عسل. وقيل ابن عليم. وقيل: ابن شريك التميمي.

الحجة في ذلك: ما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عيسى بن الهيثم التمار قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن صبيغ: أنه سأل عمر عن المرسلات والذاريات والنازعات، فقال له عمر: ألق ما على رأسك {فإذا له ضفران، فقال: لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك} قال: ثم كتب إلى أهل البصرة ألا يجالسوه {قال أبو عثمان: وكان لو أتانا ونحن مائة تفرقنا عنه}

وأخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون الهاشمي قال: أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن علي ابن الحسن أن سلم بن مهران الوزان في دار القطن في سنة ست عشرة وثلاثمائة قال: حدثنا إبراهيم بن هانئ قال: حدثنا سعيد بن سلام العطار قال: حدثنا أبو بكر بن أبي سيرة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: جاء الصبيغ التميمي إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن " الذاريات ذروا " قال: هي الريح، ولولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما قلت {قال: وأخبرني عن " الحاملات وقرا " قال: السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما قلته} قال: فأخبرني عن " المقسمات أمرا " قال: هي الملائكة، ولولا أني سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني يقوله - ما قلته {قال: فأخبرني عن " الجاريات يسرا " قال: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله ما قلته} فأمر به عمر فضرب مائة وجعل في بيت. فلما برأ دعا به فضربه مائة أخرى، ثم حمله على قتب، وكتب إلى أبي موسى: " حرم على الناس مجالسته {" فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان شيئا} فكتب في ذلك إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه: " ما أخاله إلا قد صدق " فخلي بينه وبين مجالسة الناس.















إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل (ص: 13)

المؤلف: أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي، بدر الدين (المتوفى: 733هـ)

السلف الصالح يخوضون في علم التوحيد

حين أخظ يظهر في أيام الصحابة رضوان الله عليهم شيء من التشويش على مسائل من علم التوحيد انبروا لبيان الحق وردع الباطل وقمعه


أ - قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره العظيم عند قوله تعالى وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله الرابع الحكم فيه الأدب البليغ كما فعله عمر بصبيغ وقال أبو بكر الأنباري وقد كان الأئمة من السلف يعاقبون من يسأل عن تفسير الحروف والمشكلات في القرآن لأن السائل إن كان يبغي بسؤاله تخليد البدعة وإثارة الفتنة فهو حقيق بالنكير وأعظم التعزيز وإن لم يكن ذلك قصده استحق العتب بما اجترم من الذنب إذ أوجد للمنافقين الملحدين في ذلك الوقت سبيلا إلى أن يقصدوا ضعفة المسلمين بالتشكيك والتضليل في تحريف القرآن عن مناهج التنزيل وحقائق التأويل فمن ذلك ما حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أنبأنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن صبيغ بن عسل قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه عمر فأحضره وقد أعد له عراجين من عراجين النخل فلما حضر قال له عمر من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فقال عمر رضي الله عنه وأنا عبد الله عمر ثم قام إليه فضرب رأسه بعرجون فشجه ثم تابع ضربه حتى سال دمه على وجهه فقال حسبك يا أمير المؤمنين فقد ذهب - والله - ما كنت أجد في رأسي

































الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (1/ 133)

(11) قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: صَبِيْغ، بوزن عظيم، وآخره معجمة، ابن عسل ... ، ويقال بالتصغير، ويقال ابن سهل الحنظلي، له إدراك، وقصته مع عمر مشهورة. انظر الإصابة، وقد ذكر بعض روايات قصته مع عمر رضي الله عنه، وأمر عمر بهجره، ثم توبته بعد ذلك. انظر الإصابة (3/ 458).








الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (2/ 384)

وقصة صبيغ العراقي ظاهرة في هذا المعنى.

فحكى ابن وهب؛ قال: حدثنا مالك بن أنس؛ قال: جعل صبيغ يطوف بكتاب الله (8) معه، ويقول: من يتفقه يفقهه الله، من يتعلم يعلمه الله؛ فأخذه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فضربه بالجريد الرطب، ثم سجنه حتى إذا خف الذي به؛ أخرجه فضربه، فقال: يا أمير المؤمنين! إن كنت تريد قتلي فأجهز علي، وإلا فقد شفيتني شفاك الله، فخلاه عمر بن الخطاب (9).



قال ابن وهب: قال لي (1) مالك: وقد ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيغا حين بلغه ما يسأل عنه من القرآن، وغير ذلك (2). انتهى.

وهذا الضرب إنما كان لسؤاله عن أمور من القرآن لا ينبني عليها عمل، وربما نقل عنه أنه كان يسأل عن السابحات سبحا، والمرسلات عرفا وأشباه ذلك، والضرب إنما يكون لجناية أربت (3) على كراهية التنزيه؛ إذ لا يستباح دم (4) امرئ (5) مسلم، ولا عرضه بمكروه كراهية تنزيه (6)، ووجه ضربه إياه: خوف الابتداع في الدين؛ أن يشتغل منه (7) بما لا ينبني عليه عمل، أو أن (8) يكون ذلك ذريعة لئلا يبحث عن المتشابهات القرآنية (9)، ولذلك لما قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {وفاكهة وأبا *} (10)؛ قال: هذه الفاكهة، فما الأب؟ ثم قال (11): ما أمرنا بهذا.



_________

(1) قوله: "لي" ليس في (خ) و (م) و (ت).

(2) أخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (152). وإسناده معضل؛ مالك لم يلق عمر.

وقصة عمر مع صبيغ مشهورة جاءت عنه بأسانيد متعددة، أمثلها ما أخرجه الدارمي (1/ 66)، والآجري في "الشريعة" (1/ 210) من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد؛ قال: أتى عمر ... ، فذكره.

قال الحافظ في "الإصابة" (5/ 169: ترجمة صبيغ): إسناده صحيح.

وانظر: ترجمة صبيغ في "تاريخ ابن عساكر" (23/ 408).

(3) كذا في جميع النسخ، غير أن ترتيب نقط الكلمة في (خ) أوهم أن تكون: "أرتب"، فعلق رشيد رضا عليها بقوله: في الأصل: "أرتب"، وهو تحريف ظاهر، والمعنى: أن الضرب لا يمكن أن يرتب على كراهية التنزيه. اهـ.

(4) في (خ): "ذم".

(5) قوله: "امرئ" سقط من (ت).

(6) في (غ) و (ر): "التنزيه".

(7) في (ر) و (غ): "عنه" بدل "منه".

(8) في (خ): "وأن".

(9) علق رشيد رضا رحمه الله على هذا الموضع بقوله: "المشهور في قصة صبيغ: أنه كان يسأل عن المتشابهات، فيفتح بها باب التشكيك في القرآن، وأن عمر ضربه ثم نفاه من المدينة، وأمر باجتنابه لأجل ذلك. وقد ذكره الحافظ في القسم الثالث من الإصابة، وذكر ملخص الروايات في قصته مع عمر" اهـ.

(10) سورة عبس: الآية (31).

(11) قوله: "قال" سقط من (ر) و (غ).












الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (2/ 386)

وجاء في قصة صبيغ من رواية ابن وهب عن الليث: أنه ضربه مرتين، ثم أراد أن يضربه الثالثة، فقال له صبيغ: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت. فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن لا يجالسه أحد من المسلمين، فاشتد ذلك على الرجل، فكتب أبو موسى إلى عمر: أن قد حسنت هيئته (3)، فكتب عمر: أن يأذن للناس بمجالسته (4).

_________


(3) في (خ): "سيئته".


(4) أخرجه الدارمي (1/ 67)، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (151) من طريق الليث، عن محمد بن عجلان، عن نافع، به. ورواية نافع عن عمر مرسلة.

وسبق قريبا تخريج قصة صبيغ وبيان صحتها.















تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (13/ 364)

15646- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد قال: سمعت رجلا سأل ابن عباس عن "الأنفال"، فقال ابن عباس: الفرس من النفل، والسلب من النفل. ثم عاد لمسألته، فقال ابن عباس ذلك أيضا. ثم قال الرجل: "الأنفال"، التي قال الله في كتابه، ما هي؟ قال القاسم: فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه، فقال ابن عباس: أتدرون ما مثل هذا، مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ (2)

15647 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن القاسم بن محمد قال، قال ابن عباس: كان عمر رضي الله عنه إذا سئل عن شيء قال: "لا آمرك ولا أنهاك". ثم قال ابن عباس: والله ما بعث الله نبيه عليه السلام إلا زاجرا آمرا، محللا محرما= قال القاسم: فسلط على ابن عباس رجل يسأله عن: "الأنفال"، فقال ابن عباس: كان الرجل ينفل فرس الرجل وسلاحه. فأعاد عليه الرجل، فقال له مثل ذلك، ثم أعاد عليه حتى أغضبه، فقال ابن عباس: أتدرون ما مثل هذا، مثل صبيغ الذي ضربه عمر حتى سالت الدماء على عقبيه= أو على رجليه؟ فقال الرجل: أما أنت فقد انتقم الله لعمر منك.

__________

(1) في المطبوعة والمخطوطة: " فرس الرجل وسلبه "، ولكن في المخطوطة فوق "فرس" و "سلبه" حرف " م "، دلالة على التقديم والتأخير، ففعلت ذلك.

(2) الأثر: 15646 - رواه مالك في الموطأ ص: 455، بلفظه هذا.

" صبيغ "، هو " صبيغ بن عسل بن سهل الحنظلي "، ترجم له ابن حجر في الإصابة، في القسم الثالث، وكان صبيغ وفد على عمر المدينة، وجعل يسأل عن متشابه القرآن، فضربه عمر حتى دمي رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي! ونفاه عمر إلى البصرة، وكتب إليهم أن لا يجالسوه، فلم يزل صبيغ وضيعا في قومه، بعد أن كان سيدا فيهم.


















تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (22/ 390)

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، قال: سمعت أبا الطفيل، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: لا يسألوني عن كتاب ناطق، ولا سنة ماضية، إلا حدثتكم، فسأله ابن الكواء عن الذاريات، فقال: هي الرياح.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا طلق، عن زائدة، عن عاصم، عن علي بن ربيعة، قال: سأل ابن الكواء عليا رضي الله عنه، فقال: (والذاريات ذروا) قال: هي الريح.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عبد الله بن رفيع، عن أبي الطفيل، قال: قال ابن الكواء لعلي رضي الله عنه: ما الذاريات ذروا؟ قال: الريح.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني يحيى بن أيوب، عن أبي صخرة، عن أبي معاوية البجلي، عن أبي الصهباء البكري، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال وهو على المنبر: لا يسألني أحد عن آية من كتاب الله إلا أخبرته، فقام ابن الكواء، وأراد أن يسأله عما سأل عنه صبيغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال علي: الرياح.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، أن رجلا سأل عليا عن الذاريات، فقال: هي الرياح.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل، قال سأل ابن الكواء عليا، فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال: الرياح.















تفسير القرطبي (4/ 13)

السادسة- قوله تعالى: (فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) قال شيخنا أبو العباس رحمة الله عليه: متبعو المتشابه لا يخلو أن يتبعوه ويجمعوه طلبا للتشكيك في القرآن وإضلال العوام، كما فعلته الزنادقة والقرامطة «1» الطاعنون في القرآن، أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه، كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن البارئ تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين وئد وجنب ورجل وأصبع، تعالى الله عن ذلك، أو يتبعوه على جهة إبداء تأويلاتها وإيضاح معانيها، أو كما فعل صبيغ «2» حين أكثر على عمر فيه السؤال. فهذه أربعة أقسام: الأول- لا شك في كفرهم، وأن حكم الله فيهم القتل من غير استتابة. الثاني-[الصحيح] «3» القول بتكفيرهم، إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور، ويستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا كما يفعل بمن ارتد. الثالث- اختلفوا في جواز ذلك بناء على الخلاف في جواز تأويلها. وقد عرف، أن مذهب السلف ترك التعرض لتأويلها مع قطعهم باستحالة ظواهرها، فيقولون أمروها كما جاءت. وذهب بعضهم إلى إبداء تأويلاتها وحملها على ما يصح حمله في اللسان عليها من غير قطع بتعيين مجمل منها. الرابع- الحكم فيه الأدب البليغ، كما فعله عمر بصبيغ. وقال أبو بكر الأنباري: وقد كان الأئمة من السلف يعاقبون من يسأل عن تفسير الحروف المشكلات في القرآن، لأن السائل إن كان يبغي بسؤاله تخليد البدعة وإثارة الفتنة فهو حقيق بالنكير وأعظم التعزير، وإن لم يكن ذلك مقصده فقد استحق العتب بما اجترم من الذنب، إذ أوجد للمنافقين الملحدين في ذلك الوقت سبيلا إلى أن يقصدوا ضعفة المسلمين بالتشكيك والتضليل في تحريف القرآن عن مناهج التنزيل وحقائق التأويل. فمن ذلك ما حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أنبأنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن صبيغ بن عسل قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه عمر فأحضره وقد أعد له عراجين من عراجين النخل. فلما حضر قال له عمر: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ. فقال عمر رضي الله عنه: وأنا عبد الله عمر، ثم قام إليه فضرب رأسه بعرجون فشجه، ثم تابع ضربه حتى سال دمه على وجهه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين فقد والله ذهب ما كنت أجد في رأسي. وقد اختلفت الروايات في أدبه، وسيأتي ذكرها في" الذاريات". ثم إن الله تعالى ألهمه التوبة وقذفها في قلبه فتاب وحسنت توبته.

__________

(1). القرامطة: فرقة من الزنادقة الملاحدة أتباع الفلاسفة من الفرس الذين يعتقدون نبوة زرادشت ومزدك وماني، وكانوا يبيحون المحترمات. ((راجع عقد الجمان للعيني؟ في حوادث سن

(2). (278) صبيغ (وزان أمير) بن شريك بن المنذر بن قطن بن قشع بن عسل (بكسر العين) بن عمرو بن يربوع التميمي، وقد ينسب إلى جده الأعلى فيقال: صبيغ بن عمل. راجع القاموس وشرحة مادة" صبغ وعسل".













تفسير القرطبي (17/ 29)

قوله تعالى: (والذاريات ذروا) قال أبو بكر الأنباري: حدثنا عبد الله بن ناجية، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن يزيد ابن خصيفة، عن السائب بن يزيد أن رجلا قال لعمر رضي الله عنه: إني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن، فقال عمر: اللهم أمكني منه، فداخل الرجل على عمر يوما وهو لا بس ثيابا وعمامة وعمر يقرأ القرآن، فلما فرغ قام إليه الرجل فقال: يا أمير المؤمنين ما (الذاريات ذروا) فقام عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده، ثم قال: ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب وأبلغوا به حيه، ثم ليقم خطيبا فليقل: إن صبيغا «1» طلب العلم فأخطأه، فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم. وعن عامر بن واثلة أن ابن الكواء سأل عليا رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين ما (الذاريات ذروا) [قال]: ويلك سل تفقها ولا تسأل تعنتا (والذاريات ذروا) الرياح (فالحاملات وقرا) السحاب (فالجاريات يسرا) السفن (فالمقسمات أمرا) الملائكة. وروى الحرث عن علي رضي الله عنه (والذاريات ذروا) قال: الرياح (فالحاملات وقرا) قال: السحاب تحمل الماء كما تحمل ذوات الأربع الوقر (فالجاريات يسرا) قال: السفن موقرة (فالمقسمات أمرا) قال: الملائكة تأتي بأمر مختلف، جبريل بالغلظة، وميكائيل صاحب الرحمة، وملك الموت يأتي بالموت.

__________

(1). هو صبيغ- كأمير- بن عسل- بكسر العين- كان يعنت الناس بالغوامض والسؤالات من متشابه القرآن فنفاه عمر إلى البصرة بعد ضربه، وكتب إلى واليها الا يؤويه، ونهى عن مجالسته (التاج).















تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 6)

عباس رجل يسأله (1) عن الأنفال، فقال ابن عباس: كان الرجل ينفل فرس الرجل وسلاحه. فأعاد عليه الرجل، فقال له مثل ذلك، ثم أعاد عليه حتى أغضبه، فقال ابن عباس: أتدرون ما مثل هذا؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب، حتى سالت الدماء على عقبيه -أو على: رجليه فقال الرجل: أما أنت فقد انتقم الله لعمر منك (2)

وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس: أنه فسر النفل بما ينفله الإمام لبعض الأشخاص من سلب أو نحوه، بعد قسم أصل المغنم، وهو المتبادر إلى فهم كثير من الفقهاء من لفظ النفل، والله أعلم.









تفسير عبد الرزاق (2/ 110)

قال نا عبد الرزاق

987 - عن معمر , عن الزهري , عن القاسم بن محمد , قال: قال ابن عباس: " كان عمر إذا سئل عن شيء , قال: لا آمرك ولا أنهاك " قال: ثم يقول ابن عباس: «والله ما بعث الله نبيه إلا زاجرا , آمرا محلا محرما» قال: فسلط على ابن عباس رجل من أهل العراق فسأله عن الأنفال , فقال ابن عباس: «كان الرجل ينفل فرس الرجل وسلبه» فأعاد عليه , فقال له مثل ذلك , ثم أعاد عليه , فقال ابن عباس: «أتدرون ما مثل هذا؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر» , قال: وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبه أو قال على رجليه , فقال: «أما , والله قد انتقم لعمر منك»













تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (2/ 468، بترقيم الشاملة آليا)

956 - قال نا عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري ، عن القاسم بن محمد ، قال : قال ابن عباس : « كان عمر إذا سئل عن شيء ، قال : لا آمرك ولا أنهاك » قال : ثم يقول ابن عباس : « والله ما بعث الله نبيه إلا زاجرا ، آمرا محلا محرما » قال : فسلط على ابن عباس رجل من أهل العراق فسأله عن الأنفال (1) ، فقال ابن عباس : « كان الرجل ينفل (2) فرس الرجل وسلبه » فأعاد عليه ، فقال له مثل ذلك ، ثم أعاد عليه ، فقال ابن عباس : « أتدرون ما مثل هذا ؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر » ، قال : وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبه (3) أو قال على رجليه ، فقال : « أما ، والله قد انتقم لعمر منك »















الدر المنثور في التفسير بالمأثور (2/ 152)

وأخرج الدرامي في مسنده ونصر المقدسي في الحجة عن سليمان بن يسار

أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال: من أنت فقال: أنا عبد الله صبيغ فقال: وأنا عبد الله عمر

فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه حتى دمى رأسه فقال: يا أمير المؤمنين حسبك

قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي


وأخرج الدرامي عن نافع

إن صبيغا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث به عمر بن العاص إلى عمر بن الخطاب فلما أتاه أرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برىء ثم عاد له ثم تركه حتى برىء فدعا به ليعود له فقال صبيغ: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا وإن كنت تريد أن تداويني فقد - والله - برأت

فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه أحد من المسلمين

وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن أنس

أن عمر بن الخطاب جلد صبيغا الكوفي في مسألة عن حرف من القرآن حتى اطردت الدماء في ظهره وأخرج ابن الأنباري في المصاحف ونصر المقدسي في الحجة وابن عساكر عن السائب بن يزيد

أن رجلا قال لعمر: إني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن

فقال عمر: اللهم أمكني منه

فدخل الرجل يوما على عمر فسأله فقام عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده ثم قال: ألبسوه تبانا واحملوه على قتب وابلغوا به حيه ثم ليقم خطيب فليقل أن صبيغا طلب العلم فاخطأه فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم

وأخرج نصر المقدسي في الحجة وابن عساكر عن أبي عثمان النهدي

إن عمر كتب إلى أهل البصرة أن لا يجالسوا صبيغا قال: فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا

وأخرج ابن عساكر عن محمد بن سيرين قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالس صبيغا وأن يحرم عطاءه ورزقه

وأخرج نصر في الحجة وابن عساكر عن زرعة قال: رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه فتناديهم الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين عمر فيقومون ويدعونه

وأخرج نصر في الحجة عن أبي إسحق

أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري

أما بعد فإن الأصبغ تكلف ما يخفى وضيع ما ولي فإذا جاءك كتابي هذا فلا تبايعوه وإن مرض فلا تعودوه وإن مات فلا تشهدوه

وأخرج الهروي في ذم الكلام عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قال: حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام

وأخرج الدرامي عن عمر بن الخطاب قال: إنه سيأتيكم ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله

وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القرآن

هذا ينزع بآية وهذا ينزع بآية

فكأنما فقىء في وجهه حب الرمان فقال: ألهذا خلقتم أو لهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض انظروا ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فانتهوا وأخرج أبو داود والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجدال في القرآن كفر

وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومن وراء حجرته قوم يتجادلون في القرآن

فخرج محمرة وجنتاه كأنما تقطران دما فقال: يا قوم لا تجادلوا بالقرآن فإنما ضل من كان قبلكم بجدالهم إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل ليصدق بعضه بعضا فما كان من محكمه فاعملوا به وما كان من متشابهه فآمنوا به

وأخرج نصر في الحجة عن أبي هريرة قال: كنا عند عمر بن الخطاب إذ جاءه رجل يسأله عن القرآن أمخلوق هو أم غير مخلوق فقام عمر فأخذ بمجامع ثوبه حتى قاده إلى علي بن أبي طالب فقال: يا أبا الحسن أما تسمع ما يقول هذا قال: وما يقول قال: جاءني يسألني عن القرآن أمخلوق هو أم غير مخلوق

فقال علي: هذه كلمة وسيكون لها ثمرة لو وليت من الأمر ما وليت ضربت عنقه

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {فأما الذين في قلوبهم زيغ} الآية

قال: طلب القوم التأويل فأخطأوا التأويل وأصابوا الفتنة واتبعوا ما تشابه منه فهلكوا بين ذلك

وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن مجاهد قال: الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به















الدر المنثور في التفسير بالمأثور (7/ 614)

وأخرج البزار والدارقطني في الأفراد وابن مردويه وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أخبرني عن {والذاريات ذروا} قال: هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالحاملات وقرا} قال: هي السحاب ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالجاريات يسرا} قال: هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته

قال: فأخبرني عن {فالمقسمات أمرا} قال: هن الملائكة ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضرب مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري إمنع الناس من مجالسته فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر: ما إخاله إلا وقد صدق فحل بينه وبين مجالسة الناس

وأخرج الفريابي عن الحسن قال: سأل صبيغ التميمي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن {والذاريات ذروا} وعن {والمرسلات عرفا} وعن {والنازعات غرقا} فقال عمر رضي الله عنه: إكشف رأسك فإذا له ضفيرتان فقال: والله لو وجدتك محلوقا لضربت عنقك

ثم كتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه مسلم ولا يكلمه