تعبیر أبيّ به اصحاب عقدة

شرح حال أبي بن كعب(000 - 21 هـ = 642 000 م)


مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 861)
1116 -[11] (صحيح)
وعن قيس بن عباد قال: بينا أنا في المسجد في الصف المقدم فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني وقام مقامي فوالله ما عقلت صلاتي. فلما انصرف إذا هو أبي بن كعب فقال: يا فتى لا يسوءك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة فقال: هلك أهل العقد ورب الكعبة ثلاثا ثم قال: والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا. قلت يا أبا يعقوب ما تعني بأهل العقد؟ قال: الأمراء. رواه النسائي

1116 - «وعن قيس بن عباد، قال: بينا أنا في المسجد، في الصف المقدم، فجبذني رجل من خلفي جبذة، فنحاني، وقام مقامي، فوالله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف، إذا هو أبي بن كعب، فقال: يا فتى لا يسوءك الله، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه، ثم استقبل القبلة، فقال: هلك أهل العقد ورب الكعبة، ثلاثا، ثم قال: والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا. قلت: يا أبا يعقوب ما تعني بأهل العقد؟ قال: الأمراء» . رواه النسائي.
•---------------------------------•
1116 - (وعن قيس بن عباد) : بضم العين وتخفيف الباء قاله الطيبي، وفي التقريب: بصري ثقة من الثانية مخضرم مات بعد الثمانين، ووهم من عده في الصحابة. (قال: بينا أنا في المسجد في الصف المقدم فجبذني) : قال الطيبي: مقلوب جذبني (رجل من خلفي جبذة) أي: واحدة أو شديدة (فنحاني) : بالتشديد، أي: بعدني وأخرني (وقام مقامي، فوالله ما عقلت صلاتي) أي: ما دريت كيف أصلي وكم صليت لما فعل بي ما فعل، ولما حصل عندي بسبب تأخري عن المكان الفاضل مع سبقي إليه واستحقاقي له، فانتفاء العقل مسبب عما قبله والقسم معترض، (فلما انصرف) أي: ذلك الرجل الذي جبذني (إذا هو أبي بن كعب) : من أكابر الصحابة (فقال) أي: لي إذ فهم مني التغير بسبب ما فعله معي تطييبا لخاطري (يا فتى لا يسوءك الله) : قال الطيبي: كان الظاهر لا يسوءك ما فعل بك، ولما كان ذلك من أمر الله وأمر رسوله أسنده إلى الله مزيدا للتسلية اهـ.
والظاهر أن معناه لا يحزنك الله بي وبسبب فعلي، ثم ذكر جملة مستأنفة مبينة لعلة ما فعل اعتذارا إليه (إن هذا) أي: ما فعلت (عهد من النبي صلى الله عليه وسلم) أي: وصية أو أمر منه يريد قوله: " «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى» " وفيه: أن قيسا لم يكن منهم ولذلك نحاه. (إلينا أن نليه) أي: ومن يقوم مقامه من الأئمة (ثم استقبل) أي: أبي (القبلة، فقال: هلك أهل العقد) : قال الطيبي: أي أهل الولايات على الأمصار من عقد الألوية للأمراء، ومنه هلك أهل العقدة، أي: البيعة المعقودة للولاة (ورب الكعبة، ثلاثا) أي: قال مقوله أو أقسم ثلاثا (ثم قال: والله ما عليهم) أي: على أهل العقد (آسى) أي: أحزن وهو بهمزة ممدودة على وزن أفعل صيغة متكلم أبدلت همزته الثانية ألفا من الأسى، وهو الحزن. وقول ابن حجر من الإساءة مقصورا مفتوحا غير صحيح وموهم صريح، وتحقيقه في قوله تعالى حكاية: فكيف آسى؟ (ولكن آسى على من أضلوا) : قال الطيبي: أي لا أحزن على هؤلاء الجورة، بل أحزن على أتباعهم الذين أضلوهم، لعله قال ذلك تعريضا بأمراء عهده. (قلت: يا أبا يعقوب) : وفي نسخة الهمزة مكتوبة (ما تعني) أي: تريد (بأهل العقد؟ قال: الأمراء) : بالنصب على تقدير أعني: وبالرفع بتقديرهم، قال ابن حجر: أي الأمراء على الناس، لا سيما أهل الأمصار سموا بذلك لجريان العادة بعقد الألوية لهم عند التولية. (رواه النسائي) .





حاشية السندي على سنن النسائي (2/ 88)
نهية بالضم بمعنى العقل لأنه ينهى صاحبه عن القبيح ثم الذين يلونهم أي يقربون منهم في هذا الوصف قيل هم المراهقون ثم الصبيان المميزون ثم النساء فجبذني أي جرني فنحاني بتشديد الحاء أي بعدني عن الصف الأول لا يسؤك الله دعاء بأن يؤمنه تعالى من السوء أهل العقد بضم العين وفتح القاف قال في النهاية يعني أصحاب الولايات على الأمصار من عقد الألوية للأمراء وروي العقدة يريد البيعة المعقودة للولاة آسى بمد الهمزة آخره ألف أي ما أحزن




جامع معمر بن راشد (11/ 322)
المؤلف: معمر بن أبي عمرو راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن (المتوفى: 153هـ)
20657 - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عمن، سمع الحسن، قال: قال حذيفة: «هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، والله ما عليهم آسى، ولكن على من يهلكون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وسيعلم الغالبون العقد خط من ينقصون»




مسند أبي داود الطيالسي (1/ 450)
المؤلف: أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصرى (المتوفى: 204هـ)
557 - حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني أبو جمرة، قال: سمعت إياس بن قتادة، عن قيس بن عباد، قال: قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلم يكن فيهم أحد أحب إلي لقاء من أبي بن كعب فقمت في الصف الأول وخرج عمر مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني وقام في مكاني فما عقلت صلاتي فلما صلى قال لي: يا فتى لا يسوءك الله، فإني لم آت الذي أتيت بجهالة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «كونوا في الصف الذي يليني» ، وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه [ص:451] قال: فسمعته يقول: هلك أهل العقدة ورب الكعبة قالها ثلاثا هلكوا وأهلكوا، أما إني لا آسى عليهم ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين فإذا الرجل أبي بن كعب قال أبو داود: أهل العقدة ما أهراق عليه الدماء واغتصبه ثم اعتقده



مسند ابن الجعد (ص: 197)
المؤلف: علي بن الجَعْد بن عبيد الجَوْهَري البغدادي (المتوفى: 230هـ)
1291 - حدثنا أحمد بن إبراهيم، نا أبو داود، نا شعبة قال: أخبرني أبو جمرة قال: سمعت إياس بن قتادة، يحدث عن قيس بن عباد قال: قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما كان فيهم رجل ألقاه أحب إلي من أبي بن كعب، فأقيمت الصلاة، فخرج عمر، ومعه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقمت في الصف الأول، فجاء رجل، فنظر في وجوه القوم، فعرفهم غيري، فنحاني، وقام في مكان، فما عقلت صلاتي، فلما صلى قال: يا فتى، لا يسوءك الله، إني لم آت الذي أتيت بجهالة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «كونوا في الصف الذي يليني» ، وإني نظرت في وجوه القوم، فعرفتهم غيرك. ثم حدث، فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه، فسمعته يقول: هلك أهل العقد ورب الكعبة، ألا لا عليهم آسى، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين. وإذا هو أبي

1292 - حدثنا أحمد بن إبراهيم، نا سهل بن يوسف، نا شعبة، عن أبي جمرة قال: نا إياس بن قتادة، رجل من بكر بن وائل عن قيس بن عباد، فذكر نحوه.

1293 - حدثنا أحمد بن إبراهيم، نا وهب بن جرير، نا شعبة، عن أبي جمرة قال: نا إياس بن قتادة وكان قاضيا، عن قيس بن عباد فذكر نحو حديث أبي داود، غير أنه قال في حديثه: فأقيمت الصلاة، فخرج عمر، ومعه رجال، فنظر رجل منهم في وجوه القوم، وقال في حديثه: هلك أهل العقد ورب الكعبة ثلاث مرار. وقال في حديثه: قال شعبة: قلت لأبي جمرة: من أهل العقد؟ قال: الأمراء. قال شعبة: وحدثني أبو التياح في ذلك المجلس عن الحسن قال: الأمراء.

1294 - حدثنا أحمد بن إبراهيم، نا شبابة، نا شعبة، عن أبي جمرة قال: نا إياس بن قتادة البكري، وكان قاضيا بالري عن قيس بن عباد قال: كنت آتي المدينة على عهد عمر رضي الله عنه. فذكر نحو حديثهم




مصنف ابن أبي شيبة (7/ 468)
المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)
حدثنا 37295 - ابن علية، عن يونس، عن علي، قال: قال لي أبي: «هلك أهل هذه العقدة ورب الكعبة هلكوا وأهلكوا كثيرا , أما والله ما عليهم آسي ولكن على من يهلكون من أمة محمد عليه السلام»



مسند أحمد ط الرسالة (35/ 186)
حديث قيس بن عباد، عن أبي بن كعب "

21264 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا جمرة، (1) حدثنا إياس بن قتادة، عن قيس يعني ابن عباد " قال محمد بن جعفر: "أسقطته من كتابي، هو عن قيس إن شاء الله "
حدثنا سليمان بن داود، ووهب بن جرير، قالا: حدثنا شعبة، عن أبي جمرة، قال: سمعت إياس بن قتادة، يحدث، عن قيس بن عباد، قال: أتيت المدينة للقي (2) أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلي من أبي، فأقيمت الصلاة، وخرج عمر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت في الصف الأول، فجاء رجل، فنظر في وجوه القوم، فعرفهم غيري، فنحاني وقام في مكاني، فما عقلت صلاتي، فلما صلى قال: يا بني لا يسوءك الله، فإني لم آتك الذي أتيتك (3) بجهالة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "كونوا في الصف الذي يليني " وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك. ثم حدث، فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه، قال: فسمعته يقول: هلك أهل العقدة ورب الكعبة، ألا لا عليهم آسى، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين. وإذا هو أبي والحديث على لفظ سليمان بن داود (1)
__________
(1) إسناده صحيح، إياس بن قتادة قال في "التعجيل": روى عنه نصر ابن عمران وأهل البصرة. وقال ابن سعد في "الطبقات" 7/128: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/53، وقال: كان مقدما في بني تميم، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم، أبو جمرة: هو نصر بن عمران.
وأخرجه عبد بن حميد (177) ، والحاكم 4/526-527 من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد -ورواية عبد بن حميد مقتصرة على المرفوع منه.
وهو في "مسند الطيالسي" (555) ، ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1291) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/252.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1850) ، وأبو القاسم البغوي (1293) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/226، وفي "شرح المشكل" (5833) من طريق وهب بن جرير، به. ورواية الطحاوي مقتصرة على المرفوع منه.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (1292) من طريق سهل بن يوسف، عن شعبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2460) ، والنسائي 2/88، وابن خزيمة (1573) ، وابن حبان (2181) ، والخطابي في "غريب الحديث" 2/318، والحاكم 1/214 و3/303 من طرق عن قبس بن عباد، به. ولم يذكر عند عبد الرزاق والحاكم 3/303 قول أبي: هلك أهل العقدة ... ، واقتصر عليه الخطابي.
وأخرج قول أبي هذا الطبراني في "الأوسط" (7311) من طريق عتي بن ضمرة، عن أبي. وتحرفت عتي عنده إلى عيسى، ووقع على الصواب في "مجمع البحرين" (2572) .==وأخرجه ابن سعد 3/501، والحاكم 2/226-227 من طريق جندب بن عبد الله البجلي، عن أبي ضمن قصة طويلة في لقاء جندب بن عبد الله بأبي بن كعب. ورجاله ثقات غير جعفر بن سليمان الضبعي، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحة إلى الحسن. وقد روي نحو قصة جندب مع أبي، عن عتي بن ضمرة عن أبي عند ابن سعد 3/500-501 بإسناد صحيح إلى عتي. وهو الصواب إن شاء الله، فإن سياق القصة يدل على أن راويها تابعي، وعتي بن ضمرة تابعي، أما جندب البجلي فصحابي معروف.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "كونوا في الصف الذي يليني" عن ابن مسعود، وأنس، سلفا برقم (4373) و (11963) ، وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود.
قوله: "فما رأيت الرجال متحت أعناقها" قال ابن الأثير: أي: مدت أعناقها نحوه.
وقوله: "متوحها" مصدر غير جار على فعله، أو يكون كالشكور والكفور.
وقوله: "أهل العقدة" قال الخطابي في "غريب الحديث" 2/318: يروى عن الحسن أنه قال: هم الأمراء، وإنما قيل لهم: أهل العقدة، لأن الناس قد عقدوا لهم البيعة، وأعطوهم الصفقة، ومعنى العقدة: البيعة المعقودة لهم.




صحيح ابن خزيمة ط 3 (1/ 756)
(80) باب إباحة تأخير الأحداث عن الصف الأول، إن قاموا في الصف الأول، ثم حضر بعض أولي الأحلام والنهى، وليقوم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يليه في المقدم، ويؤخر عن الصف المقدم من ليس من أهل الأحلام والنهى
1573 - أنا أبو طاهر، نا أبو بكر، نا محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم، ثنا يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السدوسي، ثنا التيمي، عن أبي مجلز (1)، عن قيس بن عباد قال:
بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي، فجبذني رجل من خلفي جبذة، فنحاني وقام مقامي. قال: فوالله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف، فإذا هو أبي بن كعب، فقال: يا فتى! لا يسؤك الله، إن هذا عهد من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا أن نليه، ثم استقبل القبلة، فقال: "هلك أهل العقدة ورب الكعبة، ثلاثا، ثم قال: والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلوا، قال: قلت: من تعني بهذا؟ قال: "الأمراء".



صحيح ابن خزيمة (3/ 33)
1573 - نا محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم، ثنا يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السدوسي، ثنا التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي، فجبذني رجل من خلفي جبذة، فنحاني وقام مقامي قال: فوالله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب، فقال: يا فتى، لا يسؤك الله، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه، ثم استقبل القبلة فقال: «هلك أهل العقدة ورب الكعبة» - ثلاثا - ثم قال: «والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلوا» قال: قلت: من تعني بهذا؟ قال: «الأمراء»
[التعليق]
1573 - قال الأعظمي: إسناده حسن


المعجم الأوسط (7/ 217)
7315 - حدثنا محمد بن العباس، ثنا محمد بن المثنى، ثنا سهل بن بكار، ثنا وهيب، عن يونس، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك أهل العقدة ورب الكعبة، والله ما عليهم آسى، ولكني آسى على من أهلكوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم»
لم يرو هذا الحديث عن يونس إلا وهيب، ولا عن وهيب إلا سهل بن بكار، تفرد به: ابن المثنى "


الإبانة الكبرى لابن بطة (1/ 340)
207 - حدثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال: حدثنا إسماعيل ابن علية، قال: حدثنا يونس، عن الحسن، أن أبي بن كعب، قال: «هلك أهل العقدة، ورب الكعبة هلكوا، وأهلكوا كثيرا، والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على ما يهلكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم». " يعني بالعقدة: الذين يعتقدون على الآراء، والأهواء، والمفارقين للجماعة "



حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 252)
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، أخبرني أبو حمزة، قال: سمعت إياس بن قتادة، يحدث، عن قيس بن عباد، قال: " قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يكن فيهم أحد أحب إلي من لقاء أبي بن كعب، فقمت في الصف الأول، فخرج فلما صلى حدث، فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه، فسمعته يقول: «هلك أهل العقدة ورب الكعبة» قالها ثلاثا، «هلكوا وأهلكوا، أما إني لا آسى عليهم، ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين» رواه أبو مجلز عن قيس بن عباد، مثله

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أحمد بن عصام، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، قال: بينما أنا أصلي، في مسجد المدينة في الصف المقدم، إذ جاء رجل من خلفي فجذبني جذبة فنحاني وقام مقامي، فلما سلم التفت إلي فإذا هو أبي بن كعب فقال: «يا فتى، لا يسؤك الله، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا» ثم استقبل القبلة فقال: «هلك أهل العقدة ورب الكعبة، لا آسى عليهم - ثلاث مرار - أما والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلوا»



حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 110)
حدثنا حبيب بن الحسن قال: ثنا يوسف القاضي قال: ثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة، عن أبي حمزة قال: أخبرني إياس، عن قيس بن عباد قال: أتيت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أحبهم إلي لقاء أبي بن كعب، قال: فقمت في الصف الأول، فخرج عمر معه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. [ص:111] قال: فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فنحاني عن مكاني فقام فيه. قال: فما عقلت صلاتي، قال: فلما قضى صلاته أقبل علي فقال: لا يسؤك الله يا فتى، إني لم آت الذي أتيت بجهالة، أو قال: لم آت أمرا بجهالة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نكون في الصف الذي يليه، وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك. ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه. فقال: هلك أهل العقدة ورب الكعبة، قالها ثلاثا، والله ما عليهم آسى، هلكوا وأهلكوا، والله ما آسى عليهم، ولكن إنما آسى على من يهلكون من المسلمين. قال: فإذا الرجل أبي بن كعب





السنن الكبرى للنسائي (1/ 429)
884 - أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم قال: حدثنا يوسف بن يعقوب قال: حدثنا التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: بينا أنا في المسجد، بالمدينة في الصف المقدم فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني، وقام مقامي، فوالله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف إذا هو أبي بن كعب، فقال: يا فتى لا يسوءك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم، إلينا أن نليه، ثم استقبل القبلة، فقال: «هلك أهل العقد ورب الكعبة ثلاثا»، ثم قال: «والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلوا»، قلت: يا أبا يعقوب ما يعني به أهل العقد؟ قال: «الأمراء»



سنن النسائي (2/ 88)
808 - أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم قال: حدثنا يوسف بن يعقوب قال: أخبرني التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: بينا أنا في المسجد في الصف المقدم فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني، وقام مقامي فوالله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب فقال: «يا فتى، لا يسؤك الله، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه». ثم استقبل القبلة فقال: «هلك أهل العقد ورب الكعبة» - ثلاثا - ثم قال: «والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلوا» قلت: يا أبا يعقوب ما يعني بأهل العقد؟ قال: «الأمراء»
__________
[حكم الألباني] صحيح الإسناد





صحيح ابن حبان - محققا (5/ 556)
حدثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس1 بن عباد، قال:
بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي، فجذبني رجل من خلفي جذبة، فنحاني، وقام [مقامي] ، فوالله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب، قال: يا ابن أخي لا يسؤك الله؛ إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم، إلينا أن نليه، ثم استقبل القبلة، وقال: هلك أهل العهد2 ورب الكعبة -ثلاثا- ثم قال: والله ما عليهم آسى3، ولكن آسى على من أضلوا. قال: قلت: من يعني بهذا؟ قال: الأمراء4. [4: 16]
__________
1 تحرف في "الإحسان" إلى "ميسرة"، وقيس بن عباد -بضم العين وتخفيف الباء: القيسي الضبعي، أبو عبد الله البصري، قدم المدينة في خلافة عمر، وروى عنه، وعن علي، وعمار، وأبي ذر، وعبد الله بن سلام، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وأبي بن كعب وغيرهم، وكانت له مناقب، وحلم، وعبادة.
2 في ابن خزيمة، والطيالسي، و"مسند أحمد": "العقدة"، وفي النسائي: "العقد". قال الخطابي في "غريب الحديث" 2/318 بعد أن أورد الحديث بإسناده عن أبي بلفظ: "هلك أهل العقدة": ويروى في أهل العقدة عن الحسن أنه قال: هم الأمراء، وإنما قيل لهم: أهل العقدة، لأن الناس قد عقدوا لهم البيعة، وأعطوهم الصفقة، ومعنى "العقدة": البيعة المعقودة لهم.
3 "آسى": من الأسى وهو الحزن، وتحرف في "الإحسان" إلى: "إساءة".
4 إسناده صحيح. محمد بن عمر: أخرج له أصحاب السنن وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين غير يوسف بن يعقوب السدوسي، فإنه من رجال البخاري. أبو مجلز: هو لاحق بن حميد السدوسي. وهو في "صحيح ابن خزيمة" برقم "1573". == وأخرجه النسائي 2/88 في الإمامة: باب من يلي الإمام ثم الذي يليه، عن محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "2460" عن محمد بن راشد، عن خالد، عن قيس بن عباد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/140 عن سليمان بن داود، ووهب بن جرير، والطيالسي "555"، ثلاثتهم عن شعبة، عن أبي حمزة، عن إياس بن قتادة، عن قيس بن عباد، به.




المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 334)
778 - حدثنا علي بن عيسى الجنزي، ثنا الحسين بن محمد القباني، ثنا محمد بن عمر المقدمي، ثنا يوسف بن يعقوب السدوسي، ثنا سليمان بن التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، قال: بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني وقام مقامي، قال: فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب، فقال: «يا فتى لا يسوءك الله، إن هذا عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة» ، فقال: " هلك أهل العقد - ثلاثا - ورب الكعبة، ثم قال: «والله ما عليهم آسى، ولكني آسى على ما أضلوا» ، قال: قلت: من تعني بهذا؟ قال: «الأمراء» . «هذا حديث صحيح على شرط البخاري، فقد احتج بيوسف بن يعقوب السدوسي ولم يخرجاه»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
778 - على شرط البخاري




المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 246)
2892 - أخبرنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل، ثنا السري بن خزيمة، ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران الجوني، عن جندب، قال: «أتيت المدينة لأتعلم العلم، فلما دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا الناس فيه حلق يتحدثون» ، قال: " فجعلت أمضي حتى انتهيت إلى حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان، كأنما قدم من سفر، فسمعته يقول: هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، ولا آسى عليهم، يقولها ثلاثا، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة "، قال: " فجلست إليه فتحدث ما قضي له ثم قام، فسألت عنه، فقالوا: هذا سيد الناس أبي بن كعب " قال: " فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رث المنزل، رث الكسوة، رث الهيئة، يشبه أمره بعضه بعضا، فسلمت عليه، فرد علي السلام، قال: ثم سألني ممن أنت؟ قال: قلت: من أهل العراق، قال: أكثر شيء سؤالا، وغضب "، قال: " فاستقبلت القبلة ثم جثوت على ركبتي ورفعت يدي هكذا، ومد ذراعيه فقلت: اللهم إنا نشكوهم إليك، إنا ننفق نفقاتنا، وننصب أبداننا، ونرجل مطايانا، ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم، تجهموا لنا وقالوا لنا، قال: فبكى أبي وجعل يترضاني ويقول: ويحك، إني لم أذهب هناك "، ثم قال أبي: أعاهدك لإن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أخاف فيه لومة لائم، قال: «ثم انصرفت عنه وجعلت أنتظر يوم الجمعة، فلما كان يوم الخميس، خرجت لبعض حاجتي، فإذا الطرق مملوءة من الناس، لا آخذ في سكة إلا استقبلني الناس» ، قال: " فقلت: ما شأن الناس؟ " قالوا: إنا نحسبك غريبا، قال: قلت: «أجل» ، قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب، قال: «فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته» ، فقال: هلا كان يبقى حتى تبلغنا مقالته «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
2892 - على شرط مسلم




المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 571)
8604 - أخبرني محمد بن موسى بن عمران المؤذن، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت أبا حمزة يحدث، عن إياس بن قتادة، عن قيس بن عباد، قال: كنت أقدم المدينة ألقى أناسا من أصحاب رسول الله فكان أحبهم إلي لقاء أبي بن كعب، قال: فقدمت زمن عمر إلى المدينة فأقاموا صلاة الصبح فخرج عمر رضي الله عنه، وخرج معه رجال فإذا رجل من القوم ينظر في وجوه القوم فعرفهم وأنكرني، فدفعني فقام مقامي فصليت وما أعقل صلاتي، فلما صلى، قال: يا بني لا يسوءك الله، إني لم أفعل الذي فعلت لجهالة؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لنا: «كونوا في الصف الذي يليني» وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك، قال: وجلس فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجها إليه، فإذا هو أبي بن كعب وكان فيما قال: هلك أهل العقد ورب الكعبة هلك أهل العقد ورب الكعبة، والله ما آسى عليهم إنما آسى على من أهلكوا من المسلمين «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
8604 - صحيح




شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (4/ 1152)
قوله: ((هلك أهل العقد)) ((نه)): يعني أصحاب الولايات علي الأمصار، من عقد الألوية للأمراء ومنه: ((هلك أهل العقد)) يريد البيعة المعقودة للولاة.
قوله: ((آسى)) ((نه)): الأسى مقصوراً مفتوحاً الحزن، أسى يأسى فهو آس، المعنى إني لا أحزن علي هؤلاء الجورة والضلال، بل أحزن علي أتباعهم الذين أضلوهم، لعله قال ذلك تعريضاً بأمراء عهده، وذكره بعد الصلاة مستقبل القبلة تحسراً عظيماً عليهم.




مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 44)
المؤلف: أبو الحسن عبيد الله بن محمد عبد السلام بن خان محمد بن أمان الله بن حسام الدين الرحماني المباركفوري (المتوفى: 1414هـ)
(فلما انصرف) أي ذلك الرجل الذي جبذني. (إذا هو أبي بن كعب) من أكابر الصحابة (فقال) أي لي إذ فهم مني التغير بسبب ما فعله معي تطيباً لخاطري. (لا يسؤك الله) قال الطيبي: كان ظاهر لا يسؤك ما فعلت بك. ولما كان ذلك من أمر الله وأمر رسوله أسنده إلى الله مزيداً للتسلية- انتهى. والظاهر: أن معناه لا يحزنك الله بي وبسبب فعلي، من ساء الأمر فلاناً، أي أحزنه. ثم ذكر جملة مستأنفة مبينة لعلة ما فعل اعتذار إليه. (إن هذا) أي ما فعلت. (عهد من النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي وصية أو أمر منه يريد قوله: ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى. وفيه أن قيسًا لم يكن منهم، ولذلك نحاه. (إلينا أن نلبه) أي ومن يقوم مقامه من الأئمة. (ثم اسقبل) أي أبيّ. (هلك أهل العقد) بضم العين وفتح القاف يعني الأمراء، أي لأن عليهم رعاية أمور المسلمين دنياهم وأخراهم حتى رعاية صفوفهم في الصلاة، ورعاية الموقف فيها. قال الجزري في النهاية يعني أصحاب الولايات على الأمصار من عقد الألوية للأمراء، وروى العقدة يريد البيعة المعقودة للولاة. (ثلاثاً) أي قال مقوله ثلاثاً. (ما عليهم آسى) بمد الهمزة آخره ألف، أي ما أحزن من الأسى مفتوحاً ومقصوراً، وهو الحزن. (ولكن آسى على من أضلوا) قال الطيبي: أي لا أحزن على هؤلاء الجورة، بل أحزن على أتباعهم الذين أضلوهم. لعله قال ذلك تعريضًا بأمراء عهده. (قلت) هذا مقولة محمد بن عمر بن علي المقدمي شيخ النسائي. (يا با يعقوب) وفي بعض النسخ: يا أبا يعقوب بكتابة الهمزة موافقاً لما في النسائي. وهو كنية يوسف بن يعقوب السدوسي مولاهم السلعي البصري الضبعي، وثقه أحمد. وقال أبوحاتم: صدوق صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة إحدى ومائتين. (قال الأمراء) بالنصب على تقدير أعنى، وبالرفع بتقدير "هم". قال ابن حجر: أي الأمراء على الناس لا سيما أهل الأمصار، سموا بذلك لجريان العادة بعقد الألوية لهم عند التولية، وفعل أبيّ هذا مؤيد بما روي عن أنس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه، أخرجه أحمد وابن ماجه، وبما روي عن سمرة مرفوعاً: ليقم الأعراب خلف المهاجرين والأنصار ليقتدوا بهم في الصلاة، أخرجه الطبراني في الكبير من حديث الحسن عن سمرة. قال البيهقي: وفيه سعيد بن بشير، وقد اختلف في الاحتجاج به، وبما روي عن ابن عباس مرفوعاً: لا يتقدم في الصف الأول أعرابي ولا عجمي ولا غلام لم يحتلم، وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. وفي هذه الأحاديث مشروعية تقدم أهل العلم والفضل ليأخذوا عن الإمام ويأخذ عنهم غيرهم؛ لأنهم أمس بضبط صفة الصلاة وحفظها ونقلها وتبليغها وتنبيه الإمام إذا احتيج إليه، والاستخلاف إذا احتيج إليه. (رواه النسائي) .
وأخرجه أيضاً أحمد (ج5 ص140) وابن خزيمة في صحيحه. ولفظ أحمد: قال قيس بن عباد: أتيت المدينة للقى أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلى من أبيّ، فأقيمت الصلاة فخرج عمر بن الخطاب مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقمت في الصف الأول، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فنحاني وقام في مكاني، فما عقلت صلاتي، فلما صلى قال: يا بني لا يسؤك الله، فإني لم آتك الذي أتيتك بجهالة، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا: كونوا في الصف الذي يليني، وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك، ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجهاً إليه، قال فسمعته يقول: هلك أهل العقدة ورب الكعبة، إلا لا عليهم آسى، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين، وإذا هو أبيّ.




جامع الأصول (5/ 600)
3851 - (س) قيس بن عباد [القيسي الضبعي] : قال: «بينا أنا في المسجد في الصَّفِّ المقدَّم فجبَذَني رجل من خلفي جَبْذة فنحَّاني، وقام مقامي، فوالله ما عقَلْتُ صلاتي، فلما انصرف، فإذا هو أُبيُّ بنُ كعب، فقال: يا فتى لا يَسُؤْكَ الله، إنَّ هذا عهدٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إلينا أن نَلِيَه، ثم استقبل القبْلةَ، فقال: هلك أهلُ العقد وربِّ الكعبة - ثلاثاً - ثم قال: والله ما عليهم آسَى، ولكن آسَى على من أضلُّوا، قلت: يا أبا يعقوب، ما تعني بأهل العقد؟ قال الأمراءُ» . أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَبَذ) : الجَبْذ: لغة في الجَذْب، وقيل: هو مقلوب منه.
(أهل العقد والحلِّ) : هم الذين يرجع الناس إلى أقوالهم، ويقتدون بهم: من الأكابر، والعلماء، والمتقدِّمين (2) .
(آسَى) : الأسى - مفتوحاً ومقصوراً -: الحُزْن، أسِيَ يَأسَى أسى.
__________
(1) 2 / 88 في الإمامة، باب موقف الإمام إذا كان معه صبي وامرأة، وإسناده صحيح.
(2) في المطبوع: والمقتدى بهم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/140) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (5/140) قال: حدثنا سليمان ابن داود، ووهب بن جرير، وعبد بن حميد. (177) ، قال: حدثني ابن أبي شيب، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم - ابن جعفر، وسليمان بن داود، ووهب - عن شعبة، قال: سمعت أبا جمرة، قال: سمعت إياس بن قتادة.
2- وأخرجه النسائي (882) ، وابن خزيمة (1573) قال النسائي أخبرنا، وقال ابن خزيمة: حدثنا محمد بن عمر بن علي بن مقد، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: أخبرني التيمي، عن أبي مجلز.
كلاهما - إياس، وأبو مجلز- عن قيس بن عباد، فذكره.







صحيح البخاري (1/ 21)
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
وقوله تعالى: {إذا نصحوا لله ورسوله} [التوبة: 91]
__________
[تعليق مصطفى البغا]
[ ش الحديث أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان أن الدين النصحية رقم 55
قال العيني إن البخاري رحمه الله تعالى ختم كتاب الإيمان بهذا الحديث لأنه عظيم جليل حفيل عليه مدار الإسلام. . وقيل يمكن أن يستخرج منه الدليل على جميع الأحكام
(نصحوا) نصح له تحرى ما ينبغي له وما يصلح وأراد له الخير وأخلص في تدبير أمره. ونصح العبد لله تعالى وقف عند ما أمر وما نهى وفعل ما يجب واجتنب ما يسخط. ونصح لرسوله صلى الله عليه وسلم صدق بنبوته والتزم ما جاء به وتخلق بأخلاقه بقدر طاقته]



صحيح البخاري (1/ 21)
57 - حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل، قال: حدثني قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم»
58 - حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت جرير بن عبد الله، يقول يوم مات المغيرة بن شعبة، قام فحمد الله وأثنى عليه، وقال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له، والوقار، والسكينة، حتى يأتيكم أمير، فإنما يأتيكم الآن. ثم قال: استعفوا لأميركم، فإنه كان يحب العفو، ثم قال: أما بعد، فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: أبايعك على الإسلام فشرط علي: «والنصح لكل مسلم» فبايعته على هذا، ورب هذا المسجد إني لناصح لكم، ثم استغفر ونزل
__________
[تعليق مصطفى البغا]
58 (1/31) -[ ش (قام) أي جرير بن عبد الله وقد كان المغيرة واليا على الكوفة في خلافة معاوية رضي الله عنهم واستناب عند موته ابنه عروة وقيل استناب جرير بن عبد الله ولذا قام وخطب هذه الخطبة بعد موت المغيرة. [فتح] (الوقار) الرزانة. (السكينة) السكون والهدوء. (استعفوا) اطلبوا له العفو من الله تعالى]. بسم الله الرحمن الرحيم
[501، 1336، 2049، 2565، 2566، 6778]




صحيح مسلم (1/ 74)
23 - باب بيان أن الدين النصيحة
95 - (55) حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا سفيان، قال: قلت لسهيل: إن عمرا حدثنا عن القعقاع، عن أبيك، قال: ورجوت أن يسقط عني رجلا، قال: فقال: سمعته من الذي سمعه منه أبي كان صديقا له بالشام، ثم حدثنا سفيان، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»
96 - (55) وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا ابن مهدي، حدثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله،
(55) وحدثني أمية بن بسطام، حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، حدثنا روح وهو ابن القاسم، حدثنا سهيل، عن عطاء بن يزيد، سمعه وهو يحدث أبا صالح، عن تميم الداري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
97 - (56) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، قال: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم»
98 - (56) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، قالوا: حدثنا سفيان، عن زياد بن علاقة، سمع جرير بن عبد الله، يقول: «بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم»
99 - (56) حدثنا سريج بن يونس، ويعقوب الدورقي، قالا: حدثنا هشيم، عن سيار، عن الشعبي، عن جرير، قال: «بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة - فلقنني - فيما استطعت، والنصح لكل مسلم» قال يعقوب في روايته: قال: حدثنا سيار
__________

[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (الدين النصيحة) قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له ومعنى الحديث عماد الدين وقوامه النصيحة كقوله الحج عرفة أي عماده ومعظمه عرفة (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) أما النصيحة لله تعالى فمعناها منصرف إلى الإيمان به ونفي الشريك عنه وحقيقة هذه الإضافة راجعة إلى العبد في نصح نفسه فالله سبحانه وتعالى غنى عن نصح الناصح وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى فالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابه وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به والمراد بأئمة المسلمين الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمور المسلمين من أصحاب الولايات وأما نصيحة عامة المسلمين وهم من عدا ولاة الأمور فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم]






شرح النووي على مسلم (2/ 38)
وهذا كله على أن المراد بأئمة المسلمين الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمور المسملين من أصحاب الولايات وهذا هو المشهور وحكاه أيضا الخطابي ثم قال وقد يتأول ذلك على الأئمة الذين هم علماء الدين وأن...



فتح الباري لابن حجر (6/ 215)
ونرى أن عثمان إنما رده لأن عنده علما من ذلك فاستغنى عنه ويستفاد من الحديث بذل النصيحة للأمراء وكشف أحوال من يقع منه الفساد من أتباعهم وللإمام التنقيب عن ذلك ويحتمل أن يكون عثمان لم يثبت عنده ما طعن به على سعاته أو ثبت عنده وكان التدبير يقتضي تأخير الإنكار أو كان الذي أنكره من المستحبات لا من...