سال بعدالفهرستسال قبل

بسم الله الرحمن الرحیم

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف القرشي-أول المقرئین بالمدينة-من شهداء أحد(000 - 3 هـ = 000 - 625 م)

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف القرشي-أول المقرئین بالمدينة-من شهداء أحد(000 - 3 هـ = 000 - 625 م)


بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏19 325 باب 10 غزوة بدر الكبرى ..... ص : 202
قال ابن عباس‏ و ليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا يعني و هزم الكفار ليغنم النبي و الوصي عليهما السلام و كان الأسرى سبعين و يقال أربع و أربعون و لم يؤسر أحد من المسلمين و الشهداء كانوا أربعة عشر و أخذ الفداء من كل مشرك أربعين أوقية و من العباس مائة و قالوا كان أكثر من أربعة آلاف درهم فنزل عتابا في الفداء و الأسرى‏ ما كان لنبي أن يكون له أسرى‏ و قد كان كتب في اللوح المحفوظ لو لا كتاب من الله سبق‏ و كان القتال بالسابع عشر من شهر رمضان و كان لواؤه مع مصعب‏ بن‏ عمير و رايته مع علي عليه السلام و يقال رايته مع علي عليه السلام و راية الأنصار مع سعد بن عبادة. بيان الجعاسيس اللئام في الخلق و الخلق الواحد جعسوس بالضم.



مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ؛ ج‏3 ؛ ص257
3527- «6» الشيخ ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر، مرسلا: أن رسول الله ص لما أقبل عليه مصعب بن عمير و عليه إهاب كبش قال انظروا إلى رجل قد نور الله قلبه و لقد رأيته و هو بين أبوين يغذيانه بأطيب الطعام و ألين اللباس فدعاه حب الله و رسوله إلى ما ترون



مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب) ؛ ج‏1 ؛ ص181
و بعث معها مصعب بن عمير يصلي بهم و كان بينهم بالمدينة يسمى‏ المقرئ‏ «1» فلم تبق دار في المدينة إلا و فيها رجال و نساء مسلمون إلا دار أمية



الأعلام للزركلي (7/ 248)
مصعب بن عُمَيْر
(000 - 3 هـ = 000 - 625 م)
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف، القرشي، من بني عبد الدار: صحابي، شجاع، من السابقين إلى الإسلام. أسلم في مكة وكتم إسلامه، فعلم به أهله، فأوثقوه وحبسوه، فهرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة. وهاجر إلى المدينة، فكان أول من جمع الجمعة فيها، وعرف فيها بالمقرئ، وأسلم على يده أسيد بن حضير وسعد ابن معاذ. وشهد بدرا. وحمل اللواء يوم أحد، فاستشهد. وكان في الجاهلية فتى مكة، شبابا وجمالا ونعمة، ولما ظهر الإسلام زهد بالنعيم. وكان يلقب (مصعب الخير)
ويقال: فيه وفي أصحابه نزلت الآية (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) (2) .
__________
(2) طبقات ابن سعد 3: 82 والإصابة: ت 8004 وصفة الصفوة 1: 152 وأسد الغابة 4: 368 وحلية الأولياء 1: 106.




سير أعلام النبلاء ط الرسالة (1/ 145)
7 - مصعب بن عمير * بن هاشم بن عبد مناف البدري
ابن عبد الدار بن قصي بن كلاب، السيد، الشهيد، السابق (3) ، البدري، القرشي، العبدري.
قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير.
فقلنا له: ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
فقال: هو مكانه، وأصحابه على أثري. ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم، أخو بني فهر، الأعمى ... ، وذكر الحديث (1) .
الأعمش: عن أبي وائل، عن خباب، قال:
هاجرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نبتغي وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لسبيله، لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، ولم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر) .
ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها (2) .
شعبة: عن سعد بن إبراهيم: سمع أباه يقول:
أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام، فجعل يبكي، فقال:
قتل حمزة، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا، وقتل مصعب بن عمير، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا، لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، وجعل يبكي (1) .
ابن إسحاق: حدثني يزيد بن زياد، عن القرظي (2) ، عمن سمع علي بن أبي طالب يقول:
إنه استقى لحائط يهودي بملء كفه تمرا.
قال: فجئت المسجد، فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة، وكان أنعم غلام بمكة وأرفه، فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر ما كان فيه من النعيم، ورأى حاله التي هو عليها، فذرفت عيناه عليه، ثم قال: (أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة من خبز ولحم؟) .
فقلنا: نحن يومئذ خير، نكفى المؤنة، ونتفرغ للعبادة.
فقال: (بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ) (3) .
ابن إسحاق: حدثني صالح بن كيسان، عن سعد بن مالك، قال:
كنا قبل الهجرة يصيبنا ظلف العيش وشدته، فلا نصبر عليه، فما هو إلا أن هاجرنا، فأصابنا الجوع والشدة، فاستضلعنا بهما، وقوينا عليهما.
فأما مصعب بن عمير، فإنه كان أترف غلام بمكة بين أبويه فيما بيننا، فلما أصابه ما أصابنا لم يقو على ذلك، فلقد رأيته وإن جلده ليتطاير عنه تطاير جلد الحية، ولقد رأيته ينقطع به، فما يستطيع أن يمشي، فنعرض له القسي ثم نحمله على عواتقنا.
ولقد رأيتني مرة، قمت أبول من الليل، فسمعت تحت بولي شيئا يجافيه، فلمست بيدي، فإذا قطعة من جلد بعير، فأخذتها، فغسلتها حتى أنعمتها، ثم أحرقتها بالنار، ثم رضضتها، فشققت منها ثلاث شقات، فاقتويت بها ثلاثا (1) .
قال ابن إسحاق: وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قتل.
قتله ابن قمئة الليثي، وهو يظنه رسول الله، فرجع إلى قريش، فقال: قتلت محمدا.
فلما قتل مصعب، أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللواء علي بن أبي طالب، ورجالا من المسلمين (2) .




سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 657)
ذكر مصعب بن عمير رضي الله عنه
مهاجري، أولي، روي عن عبيد بن عمير، قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مر على مصعب بن عمير مقتولا على طريقه، فقرأ: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23] .
قال أهل التاريخ: بايع الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، وواعدوه الموسم من العام القابل، وسألوه أن يبعث إليهم رجلا يدعو الناس إلى كتاب الله، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم مصعب بن عمير، فلم يزل يهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس، وأسلم أشرافهم، وكسرت أصنامهم، وجمع الجمعة بالمسلمين بالمدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسمى المقرئ.
قال أهل التاريخ: مصعب بن عمير من بني عبد الدار بن قصي.
قال البراء: وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير، فقلنا له: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو مكانه وأصحابه على أثري، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم الأعمى، ثم أتانا بعده عمار بن ياسر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وبلال، ثم أتانا بعدهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في عشرين راكبا، ثم أتانا بعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه.
وقال خباب: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نبتغي وجه الله تعالى، فوجب أجرنا على الله تعالى، فمنا من قتل ولم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، ولم يترك إلا نمرة، إذا غطينا رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر، ومنا من أينعت ثمرته، فهو يهدبها» .
يعني يجتنيها
وروي أن عبد الرحمن بن عوف كان صائما، فأتي بطعام، فجعل يبكي، وقال: قتل حمزة، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا، وقتل مصعب بن عمير، فلم يوجد ما يكفن به إلا ثوبا واحدا، ولقد خشيت أن تكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا وجعل يبكي.
وقال سعد بن أبي وقاص: كان مصعب بن عمير أترف غلام بمكة بين أبويه، فلما أصابه ما أصابنا لم يقو على ذلك، ولقد رأيته وإن جلده ليتطاير عنه تطاير جلد الحية، ولقد رأيته يتقطع به، فما يستطيع أن يمشي، فنعرض له القسي، ثم نحمله على عواتقنا.
وفي رواية علي رضي الله عنه: طلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة، وكان أنعم غلام بمكة وأرفه عيشا، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من النعيم فذرفت عيناه وبكى.




معرفة الصحابة لأبي نعيم (5/ 2556)
مصعب بن عمير القرشي العبدري من بني عبد الدار بن قصي، من المهاجرين الأولين، شهد بدرا، واستشهد يوم أحد، وهو: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن بايع الأنصار البيعة الأولى، ليعلمهم القرآن، ويدعوهم إلى توحيد الله ودينه، وكان يدعى المقرئ، وكان من أنعم فتيان قريش عيشا , وألينهم لباسا، فدعته محبة الله عز وجل إلى مفارقة الدنيا ولذاتها، فتحشف جلده تحشف الحية، ثم أكرمه الله بالشهادة يوم أحد
6173 - حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، أخبرني أبو إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، قال: «أول من قدم علينا المدينة - يعني في الهجرة - مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، فكانا يقرئان القرآن، ثم قدم سعد وبلال، وعمار، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم»
6174 - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: " وكان أول من قدم علينا من المهاجرين: مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار بن قصي، فقلت له: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: [ص:2557] هو مكانه، وأصحابه على أثري "




شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ؛ ج‏14 ؛ ص247
قال الواقدي و حدثني إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال حمل مصعب اللواء فلما جال المسلمون ثبت به مصعب قبل ابن قميئة و هو فارس فضرب يد مصعب فقطعها فقال مصعب‏ و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل‏.
و أخذ اللواء بيده اليسرى و حنى عليه فضربه فقطع اليسرى فضمه بعضديه إلى صدره‏ و هو يقول‏ و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل‏ ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه و اندق الرمح و وقع مصعب و سقط اللواء و ابتدره رجلان من بني عبد الدار سويبط بن حرملة و أبو الروم فأخذه أبو الروم فلم يزل بيده حتى دخل به المدينة حين انصرف المسلمون.
قال الواقدي و قالوا إن رسول الله لما لحمه القتال و خلص إليه و ذب عنه مصعب بن عمير و أبو دجانة حتى كثرت به الجراحة جعل رسول الله ص يقول من رجل يشري نفسه فوثب فئة من الأنصار خمسة منهم عمارة بن زياد بن السكن فقاتل حتى أثبت و فاءت فئة من المسلمين حتى أجهضوا أعداء الله فقال رسول الله ص لعمارة بن زياد ادن مني حتى وسده رسول الله ص قدمه و إن به لأربعة عشر جرحا حتى مات و جعل رسول الله ص يذمر الناس و يحضهم على القتال و كان رجال من المشركين قد أذلقوا «1» المسلمين



ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ؛ ج‏9 ؛ ص458
و ذكر في ربيع الشيعة «2» أنه روي أن أبي بن خلف أقبل يومئذ و هو على فرس له يقول: هذا ابن أبي كبشة بوء بذنبك‏ «3»، لا نجوت إن نجوت و رسول الله صلى‏ الله عليه و آله بين الحارث بن الصمة و سهل بن حنيف يعتمد عليهما، فحمل عليه، فوقاه مصعب بن عمير بنفسه، فطعن مصعبا فقتله، فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله عنزة كانت في يد سهل بن حنيف، ثم طعن عليه و آله السلام أبيا في جربان‏ «1» الدرع، فاعتنق فرسه، فانتهى إلى عسكره و هو يخور خوار الثور.
فقال أبو سفيان: ويلك ما أجزعك إنما هو خدش ليس بشي‏ء. فقال: ويلك يا بن حرب تدري من طعنني! إنما طعنني محمد، و هو قال لي بمكة: سأقتلك، فعلمت أنه قاتلي، و الله لو أن مآبي كان بجميع أهل الحجاز لقضت عليهم، فلم يزل يخور الملعون حتى صار إلى النار. «2» الحديث التاسع عشر: موثق على الظاهر.
______________________________
(2) و هو كتاب دعاء السلام للطبرسي، قال المؤلف في مقدمة البحار: الممارس لبيانات السيد ابن طاووس لا يرتاب في أن ربيع الشيعة ليس له، و المراجع له لا يشك في اتحاده مع إعلام الورى للطبرسي.
ثم ذكر وجه الالتباس فراجع.
(3) أي: اعترف و ارجع.



مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج‏9 ؛ ص303
قال الله سبحانه:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه‏" قال البيضاوي:
من الثبات مع الرسول و المقاتلة لأعداء الدين من صدقني إذا قال لك الصدق فإن المعاهد إذا وفى بعهده فقد صدق" فمنهم من قضى نحبه‏" أي نذره بأن قاتل حتى استشهد كحمزة و مصعب‏ بن‏ عمير و أنس بن النضر، و النحب: النذر أستعير للموت، لأنه كنذر لازم في رقبة كل حيوان" و منهم من ينتظر" أي الشهادة" و ما بدلوا" العهد و لا غيروه" تبديلا" أي شيئا من التبديل.


بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏9 96 تفسير الآيات ..... ص : 64
قال الباقر ع‏ نزلت الآية في بني عبد الدار لم يكن أسلم منهم غير مصعب‏ بن‏ عمير و حليف لهم يقال له سويبط.


بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏19 ؛ ص10
فأسلم فأسلم ذكوان ثم قالا يا رسول الله ابعث معنا رجلا يعلمنا القرآن و يدعو الناس إلى أمرك فقال رسول الله لمصعب بن عمير و كان فتى حدثا مترفا بين أبويه يكرمانه و يفضلانه على أولادهم و لم يخرج من مكة فلما أسلم جفاه أبواه و كان مع رسول الله في الشعب حتى تغير و أصابه الجهد و أمره رسول الله بالخروج مع أسعد و قد كان تعلم من القرآن كثيرا فخرجا إلى المدينة و معهما مصعب بن عمير فقدموا على قومهم و أخبروهم بأمر رسول الله و خبره فأجاب من كل بطن الرجل و الرجلان و كان مصعب نازلا على أسعد بن زرارة و كان يخرج في كل يوم فيطوف على مجالس الخزرج يدعوهم إلى الإسلام فيجيبه الأحداث‏ «1» و كان عبد الله بن أبي شريفا في الخزرج و قد كان الأوس و الخزرج اجتمعت على أن يملكوه عليهم لشرفه و سخائه و قد كانوا اتخذوا له إكليلا «2» احتاجوا في تمامه إلى واسطة كانوا يطلبونها و ذلك أنه لم يدخل مع قومه الخزرج في حرب بعاث و لم يعن على الأوس و قال هذا ظلم منكم للأوس و لا أعين على الظلم فرضيت به الأوس و الخزرج فلما قدم أسعد كره عبد الله ما جاء به أسعد و ذكوان و فتر أمره فقال أسعد لمصعب إن خالي سعد بن معاذ من رؤساء الأوس و هو رجل عاقل شريف مطاع في بني عمرو بن عوف فإن دخل في هذا الأمر تم لنا أمرنا فهلم نأتي محلتهم فجاء مصعب مع أسعد إلى محلة سعد بن معاذ فقعد على بئر من آبارهم و اجتمع إليه قوم من أحداثهم و هو يقرأ عليهم القرآن فبلغ ذلك سعد بن معاذ فقال لأسيد بن حضير و كان من أشرافهم بلغني أن أبا أمامة أسعد بن زرارة قد جاء إلى محلتنا مع هذا القرشي يفسد شباننا فأته و انهه عن ذلك فجاء أسيد «3» بن حضير فنظر إليه أسعد فقال لمصعب إن هذا رجل شريف فإن دخل في هذا الأمر رجوت أن يتم أمرنا فاصدق الله فيه فلما قرب أسيد منهم قال‏
______________________________
(1) جمع الحدث: الشاب.
(2) الاكليل: التاج.
(3) اسيد كزبير، و يقال لابيه: حضير الكتائب.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏19، ص: 11
يا أبا أمامة يقول لك خالك لا تأتنا في نادينا «1» و لا تفسد شباننا و احذر الأوس على نفسك فقال مصعب أ و تجلس فنعرض عليك أمرا فإن أحببته دخلت فيه و إن كرهته نحينا عنك ما تكره فجلس فقرأ عليه سورة من القرآن فقال كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الأمر قال نغتسل و نلبس ثوبين طاهرين و نشهد الشهادتين و نصلي ركعتين فرمى بنفسه مع ثيابه في البئر ثم خرج و عصر ثوبه ثم قال اعرض علي فعرض عليه شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فقالها ثم صلى ركعتين ثم قال لأسعد يا أبا أمامة أنا أبعث إليك الآن خالك و أحتال عليه في أن يجيئك‏ «2» فرجع أسيد إلى سعد بن معاذ فلما نظر إليه سعد قال أقسم أن أسيدا قد رجع إلينا بغير الوجه الذي ذهب من عندنا و أتاهم سعد بن معاذ فقرأ عليه مصعب‏ حم تنزيل من الرحمن الرحيم‏ «3» فلما سمعها قال مصعب و الله لقد رأينا الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم فبعث إلى منزله و أتي بثوبين طاهرين و اغتسل و شهد الشهادتين و صلى ركعتين ثم قام و أخذ بيد مصعب و حوله إليه و قال أظهر أمرك و لا تهابن أحدا ثم جاء فوقف في بني عمرو بن عوف و صاح يا بني عمرو بن عوف لا يبقين رجل و لا امرأة و لا بكر و لا ذات بعل و لا شيخ و لا صبي إلا أن خرج فليس هذا يوم ستر و لا حجاب فلما اجتمعوا قال كيف حالي عندكم قالوا أنت سيدنا و المطاع فينا و لا نرد لك أمرا فمرنا بما شئت فقال كلام رجالكم و نسائكم و صبيانكم علي حرام حتى تشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فالحمد لله الذي أكرمنا بذلك و هو الذي كانت اليهود تخبرنا به فما بقي دار من دور بني عمرو بن عوف في ذلك اليوم إلا و فيها مسلم أو مسلمة و حول مصعب بن عمير إليه و قال له أظهر أمرك و ادع الناس علانية و شاع الإسلام بالمدينة و كثر و دخل فيه من البطنين جميعا أشرافهم و
______________________________
(1) النادى: مجلس القوم و مجتمعهم.
(2) في المصدر: و أحتال عليه في أن يجيبك.
(3) فصلت: 1 و 2.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏19، ص: 12
ذلك لما كان عندهم من أخبار اليهود و بلغ رسول الله ص أن الأوس و الخزرج قد دخلوا في الإسلام و كتب إليه مصعب بذلك و كان كل من دخل في الإسلام من قريش ضربه قومه و عذبوه فكان رسول الله ص يأمرهم أن يخرجوا إلى المدينة فكانوا يتسللون رجلا فرجلا «1» فيصيرون إلى المدينة فينزلهم الأوس و الخزرج عليهم و يواسونهم.



بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏19 ؛ ص24
اثنا عشر رجلا فلقوه بالعقبة و هي العقبة الأولى فبايعهم رسول الله ص قال عبادة بن الصامت بايعنا رسول الله ليلة العقبة الأولى و نحن اثنا عشر رجلا أنا أحدهم فلما انصرفوا بعث معهم مصعب بن عمير إلى المدينة يفقه أهلها و يقرئهم القرآن.


بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏19 ؛ ص25
15- قب، المناقب لابن شهرآشوب‏ كان النبي ص يعرض نفسه على قبائل العرب في الموسم فلقي رهطا من الخزرج فقال أ لا تجلسون أحدثكم قالوا بلى فجلسوا إليه فدعاهم إلى الله و تلا عليهم القرآن فقال بعضهم لبعض يا قوم تعلمون و الله أنه النبي الذي كان يوعدكم به اليهود فلا يسبقنكم إليه أحد فأجابوه و قالوا له إنا قد تركنا قومنا و لا قوم بينهم من العداوة و الشر مثل ما بينهم و عسى أن يجمع الله بينهم بك فستقدم‏ «3» عليهم و تدعوهم إلى أمرك و كانوا ستة نفر قال فلما قدموا المدينة فأخبروا قومهم بالخبر فما دار حول إلا و فيها حديث رسول الله ص حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوا النبي ص فبايعوه على بيعة النساء «4» ألا يشركوا بالله شيئا و لا يسرقوا إلى آخرها ثم انصرفوا و بعث معهم مصعب بن عمير يصلي بهم و كان بينهم بالمدينة يسمى المقرئ فلم يبق دار في المدينة إلا و فيها رجال و نساء مسلمون إلا دار أمية و حطيمة و وائل و هم من الأوس ثم عاد مصعب إلى مكة و خرج