تقديم

 

تقديم بقلم الدكتور أحمد نوفل - أستاذ التفسير في الجامعة الأردنية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

فهذا سفرٌ جليلٌ ، وعملٌ رائعٌ كبيٌر ، وجهدٌ ضخمٌ لا يتحمله إلاّ من أوتي جلدًا وعزيمةً وصبرًا في طلب العلم والسهر في تحصيله .

وحقًا إنه لا يعرف الشوق إلاّ من يكابده ، ولا يعرف البحث إلاّ من يكابده كذلك ، ولا يعرف الصبابة إلاّ من يعانيها ، ولا يعرف الكتابة إلاّ من يعانيها أيضًا .

فكرة الكتاب في منتهى البساطة إنه معجم مفهرس ليس لألفاظ القرآن الكريم ، لأن هذا قد وفّاه المرحوم محمد فؤاد عبد الباقي ، ولكن معجم مفهرس - كما هو العنوان وكما هو المضمون بالفعل - للعبارات القرآنية المكررة .

والغاية من هذا المعجم للتكرارات أن يضع بين يدي الباحث هذه المادة ، والباحث يذهب إلى الانتفاع بها إلى أمداد لا يعلم نهايتها إلا الله . إنه سيكون عونًا للباحث في التفسير الموضوعي ، والباحث في الإعجاز ، والباحث في الإعجاز العددي بالذات ، والباحث في متشابه القرآن كما سماه الإسكافي والكرماني وغيرهما .. يقصدون ونقصد المتشابه اللفظي .

فهو معجم مفهرس من ناحية ، ويزيد من ناحية أخرى أنه يذكر التكرارات في العبارات ، وهنا موضع الافتراق عن المعجم المفهرس .

وهذا الذي سيفتح الباب للدارسين ويضع بين أيديهم المادة الأولية التي منها ينطلقون يبحثون ، ويذهبون إلى آفاق بعيدة .. ولكن زادهم سيكون الجهد الذي في هذا الكتاب .

وصحيح أن الكاتب استعان بالكومبيوتر ( الحاسوب ) ، ولكن الأمر ليس بالبساطة التي قد يتصورها بعض من ينظرون للأمور بتسرع ودون روية . فإن مجرد نسخ ما لا يقل عن خمسين ألف مادة ليس بالأمر السهل . ( هكذا قدرت عدد مواد هذا الكتاب بحساب بسيط أن الصفحة الواحدة فيها حوالي 150 مادة وعدد الصفحات ثنتان وأربعون وثلاثمائة صفحة ) .

فكيف إذا علمنا أن المسألة ليست نسخًا وإنما هي مراعاة الكلمة حسب جذرها وتشكيلها واختلافات في التصريف .. وتتبعها في المصحف ووضع الآيات والسور وأرقام كل ذلك .

إن هذا الجهد الكريم المبارك لا يقدره حق قدره إلاّ الذي بذل من أجله ، وهو الله عز وجل ، الذي أسأله أن يبارك هذا الجهد وينفع به كل طالب علم وكل عالم ، وكل دارس وباحث ، وبخاصة طلاب الدراسات العليا في قسم التفسير واللغة العربية في الأبحاث المتصلة بالقرآن ، والذي أعتقد أنهم جميعًا لن يستغنوا عن هذا الكتاب ..

أملي أن يكتب لهذا السفر من الذيوع والانتشار والأهمية ما كتب للمعجم المفهرس لألفاظ القرآن لعبد الباقي ، وأن يجعل المولى القدير الجليل هذا العمل باقيًا جيلاً بعد جيل ، وأن ينفع به وأن يجزي صاحبه الأجر والثواب الجزيل ، فهذا العمل الرائع ما كان إلاّ لخدمة التنزيل .

تقبّل الله هذا العمل وأجزل لصاحبه المثوبة ونفع به .

والحمد لله في البدء والختام أن وجّه الهمم لخدمة كتابه وسخر العقول للإبداع في تسهيل دراسة التنزيل .

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيًرا إلى يوم الدين .

 

 الصفحة الرئيسية