حديث شرب خمر وآية لا تقربوا الصلاة

المستدرك بتعليق الذهبي (2/ 336):

3199 - أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال: دعانا رجل من الأنصار قبل تحريم الخمر فحضرت صلاة المغرب فتقدم رجل فقرأ: {قل يا أيها الكافرون} فالتبس عليه فنزلت: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} الآية

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

وفي هذا الحديث فائدة كثيرة وهي أن الخوارج تنسب هذا السكر وهذه القراءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره وقد برأه الله منها فإنه راوي هذا الحديث

تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح

المستدرك بتعليق الذهبي (4/ 158):

7220 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان

وحدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا أحمد بن حنبل ثنا وكيع ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال: دعانا رجل من الأنصار قبل أن تحرم الخمر فتقدم عبد الرحمن بن عوف وصلى بهم المغرب فقرأ {قل يا أيها الكافرون} فالتبس عليه فيها فنزلت: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد اختلف فيه على عطاء بن السائب من ثلاثة أوجه هذا أولها وأصحها

والوجه الثاني:

تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح

7221 - حدثناه أبو زكريا العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن ابن عبد الرحمن: عن علي رضي الله عنه أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر يشربون الخمر فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف فقرأ: {قل يا أيها الكافرون} فخلط فيها فنزلت {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}

والوجه الثالث:

7222 - حدثناه أبو زكريا العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا مسدد بن مسرهد أنبأ خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن: أن عبد الرحمن صنع طعاما قال: فدعا ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقرأ: {قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون} ونحن عابدون ما عبدتم فأنزل الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}

هذه الأسانيد كلها صحيحة والحكم لحديث سفيان الثوري فإنه أحفظ من كل من رواه عن عطاء بن السائب

السنن الكبرى - البيهقي (1/ 389):

(باب صفة أقل السكر) (أخبرنا) أبو علي الروذباري انا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد عن يحيى عن سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن على رضي الله عنه ان رجلا من الانصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل ان يحرم الخمر فامهم علي في المغرب وقرأ (قل يا أيها الكافرون) فخلط فيها فنزلت (لا تقربوا الصلوة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).

مسند البزار (البحر الزخار) (1/ 121):

598ـ حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الأنماطي قال حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي قال حَدَّثَنَا أبو جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا فأكلنا وشربنا من الخمر فلما أخذت الخمر فينا وحضرت الصلاة أمروا رجلا فصلى بهم فقرأ: قل يا أيها الكافرون لاَ أعبد ما تعبدون 6 ولكن نعبد ما تعبدون يعني فخلط في قراءته فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لاَ تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون. وهذا الحديث لاَ نعلمه يروى عن علي رضي الله عنه متصل الإسناد إلا من حديث عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن وإنما كان ذلك قبل أن تحرم الخمر فحرمت من أجل ذلك.

صحيح وضعيف سنن أبي داود - الألباني (8/ 171):

(سنن أبي داود)

3671 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رجلا من الأنصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل أن تحرم الخمر فأمهم علي في المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فنزلت (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).

تحقيق الألباني:

صحيح الترمذي (2229)

صحيح وضعيف سنن الترمذي - الألباني (7/ 26):

(سنن الترمذي)

3026 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحمن بن سعد عن أبي جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون قال فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح.

تحقيق الألباني:

صحيح

[مصطلح حسن عند الترمذي ص: 2]

أما عند الإمام الترمذي - وهو الذي يهمنا هنا - فإنه عرفه في علله آخر الجامع فقال: " وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن فإنما أردنا به حُسْنَ إسناده عندنا: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يهتم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك فهو عندنا حديث حسن" (3).

فوضع شروطاً ثلاثة للحسن عنده:-

1 - براءة السند من الكذابين.

2 - انتفاء الشذوذ - يعني المخالفة -.

3 - عدم تفرد الراوي به - دون الصحابي -.

مشكل الآثار للطحاوي (10/ 416، بترقيم الشاملة آليا):

4165 - كما قد حدثنا ابن أبي مريم قال: حدثنا الفريابي قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: دعا رجل من الأنصار عليا وعبد الرحمن بن عوف، فأصابوا من الخمر يعني قبل أن تحرم فقدموا عليا في صلاة المغرب، فقرأ: قل يا أيها الكافرون (1) فخلط فيها، فنزلت: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى (2) قال: فعقلنا بذلك أن السكر الذي يسمى صاحبه سكرانا، ويدخل في أحكام أهله هو الذي جعله أبو يوسف سكرانا بما يحدث فيه بالسكر لا السكران الآخر الذي جعله أبو حنيفة سكرانا بالأحوال التي ذكرها مما يحدث فيه، فقال قائل: هذا الحديث منقطع ليس مما ينبغي أن يحتج في هذا الباب بمثله فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه وإن كان منقطعا في رواية الفريابي، عن سفيان، فإن غيره من رواة سفيان قد رفعه منهم: عبد الرحمن بن مهدي وغيره، فذكروه عن أبي عبد الرحمن، عن علي وقد رواه أبو جعفر الرازي، عن عطاء بن السائب مرفوعا، كما ذكرنا 4166 - مما ناولناه أحمد بن شعيب في كتابه بخطه أمرنا بانتساخه ليحدثنا به، فكان فيه أن أحمد بن سعيد يعني الرباطي، أخبره قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله يعني ابن سعد الدشتكي قال: حدثنا أبو جعفر يعني الرازي، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن عن علي قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه طعاما، فدعانا فأكلنا، وسقانا من الخمر، فأخذت فينا، وحضرت الصلاة، فقدموني، فقرأت: قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون (1) ونحن نعبد ما تعبدون، فأنزل الله عز وجل: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى (2) فعاد هذا الحديث متصل الإسناد، ولما وقفنا على السكران الذي تزول به أحكامه عن أحكام الأصحاء، ويرجع إلى خلافها من أحكام أضدادهم، التمسنا ما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المعنى أيضا

مسند عبد بن حميد (ص: 56):

82 - أخبرنا عبد الرحمن بن سعد قال أنا أبو جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون قال فأنزل الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون

^^^^^^^^^

^^^^^^^^^

[تفسير ابن المنذر 2/ 719]

1798 - حدثنا علي، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حبيب، أن عبد الرحمن بن عوف " صنع طعاما وشرابا، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكلوا وشربوا حتى ثملوا، فقدموا عليا فصلى بهم المغرب، فقرأ: قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون، وأنتم عابدون ما أعبد وأنا عابد ما عبدتم، وأنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين فأنزل الله جل وعز هذه الآية: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} "

1799 - حدثنا أبو يعقوب يوسف المروروذي، قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن عطاء، عن عبد الرحمن، عن علي، قال: " كان هو، وعبد الرحمن بن عوف، ورجل آخر شربوا الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف، فقرأ: قل يأيها الكافرون، فخلط فيها، فنزلت: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} "

1800 - حدثنا علي بن المبارك، قال: حدثنا زيد، قال: حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة " {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فنزلت في أبي بكر، وعمر، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، صنع علي لهم طعاما وشرابا، فأكلوا وشربوا حتى قال ابن جريج: وقال غير عكرمة: صلى بهم المغرب علي، فقال: {قل يأيها الكافرون} حتى خاتمتها، فقال: ليس لي دين، وليس لكم دين، فنزلت: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} "

الاسم: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشى الأموى مولاهم، أبو الوليد و أبو خالد المكى

الطبقة: 6: من الذين عاصروا صغارالتابعين

الوفاة: 150 هـ أو بعدها

روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)

رتبته عند ابن حجر: ثقة فقيه فاضل و كان يدلس و يرسل

رتبته عند الذهبي: أحد الأعلام

الاسم: عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة القرشى المخزومى المكى (أخو الحارث بن خالد المخزومى الشاعر)

الطبقة: 3: من الوسطى من التابعين

الوفاة: بعد عطاء بن أبى رباح بـ مكة

روى له: خ م د ت س (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي)

رتبته عند ابن حجر: ثقة

رتبته عند الذهبي: لم يذكرها

الاسم: عكرمة القرشى الهاشمى، أبو عبد الله المدنى، مولى عبد الله بن عباس (أصله من البربر من أهل المغرب)

الطبقة: 3: من الوسطى من التابعين

الوفاة: 104 هـ و قيل بعد ذلك بـ المدينة

روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)

رتبته عند ابن حجر: ثقة ثبت عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر و لا تثبت عنه بدعة

رتبته عند الذهبي: ثبت لكنه أباضى يرى السيف، روى له مسلم مقرونا، و تحايده مالك

الاسم: محمد بن ثور الصنعانى، أبو عبد الله العابد

الطبقة: 9: من صغار أتباع التابعين

الوفاة: 190 هـ تقريبا

روى له: د س (أبو داود - النسائي)

رتبته عند ابن حجر: ثقة

رتبته عند الذهبي: وثقوه

^^^^^^^^

^^^^^^^^^

تحفة الأحوذي أبو العلاء محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى (المتوفى: 1353هـ) (7/ 347):

2952 - حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحمن بن سعد عن أبي جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون قال فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}

قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح

2952 - قوله: (وسقانا من الخمر)

أي قبل أن تحرم كما في رواية أبي داود

(فأخذت الخمر منا)

أي أخذت عقولنا {لا تقربوا الصلاة} أي لا تصلوا

{وأنتم سكارى}

جمع سكران والجملة حالية

{حتى تعلموا ما تقولون}

بأن تصحوا.

قوله: (هذا حديث حسن غريب صحيح)

وأخرجه أبو داود والنسائي. قال المنذري (عبد العظيم) (متوفي654): وفي إسناده عطاء بن السائب لا يعرف إلا من حديثه وقد قال يحيى بن معين: لا يحتج بحديثه، وفرق مرة بين حديثه القديم وحديثه الحديث ووافقه على التفرقة الإمام أحمد. وقال أبو بكر البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي رضي الله عنه متصل الإسناد إلا من حديث عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن يعني السلمي وإنما كان ذلك قبل أن يحرم الخمر فحرمت من أجل ذلك، هذا آخر كلامه. وقد اختلف في إسناده ومتنه، فأما الاختلاف في إسناده فرواه سفيان الثوري وأبو جعفر الرازي عن عطاء بن السائب فأرسلوه، وأما الاختلاف في متنه ففي كتاب أبي داود والترمذي ما قدمناه، وفي كتاب النسائي وأبي جعفر النحاس أن المصلي بهم عبد الرحمن بن عوف، وفي كتاب أبي بكر البزار: أمروا رجلا فصلى بهم ولم يسمه، وفي حديث غيره فتقدم بعض القوم انتهى كلام المنذري.

عون المعبود - محمد شمس الحق العظيم آبادي (المتوفى: 1329هـ) (8/ 170):

3186 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عليه السلام

أن رجلا من الأنصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل أن تحرم الخمر فأمهم علي في المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فنزلت {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}

3186 -

قال صاحب عون المعبود:

(دعاه وعبد الرحمن)

: بالنصب أي دعا عليا وعبد الرحمن

(فسقاهما)

: أي الخمر

(فخلط)

: أي فالتبس عليه، ولفظ الترمذي وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون} انتهى {فيها}: أي في السورة {حتى تعلموا ما تقولون}: بأن تصحوا. وفي الحديث أن المصلي بهم هو علي بن أبي طالب.

وأخرجه الحاكم عن علي رضي الله عنه بلفظ " دعانا رجل من الأنصار قبل تحريم الخمر فحضرت صلاة المغرب فتقدم رجل فقرأ " الحديث ثم قال صحيح. قال وفي هذا الحديث فائدة كبيرة وهي أن الخوارج تنسب هذا السكر وهذه القراءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره، وقد برأه الله منها فإنه راوي الحديث. قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن غريب صحيح هذا آخر كلامه، وفي إسناده عطاء بن السائب لا يعرف إلا من حديثه. وقد قال يحيى بن معين: لا يحتج بحديثه، وفرق مرة بين حديثه القديم وحديثه الحديث، ووافقه على التفرقة الإمام أحمد.

وقال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي رضي الله تعالى عنه متصل الإسناد إلا من حديث عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن يعني السلمي وإنما كان ذلك قبل أن يحرم الخمر فحرمت من أجل ذلك. هذا آخر كلامه. وقد اختلف في إسناده ومتنه، فأما الاختلاف في إسناده فرواه سفيان الثوري وأبو جعفر الرازي عن عطاء بن السائب فأرسلوه، وأما الاختلاف في متنه ففي كتاب أبي داود والترمذي ما قدمناه، وفي كتاب النسائي وأبي جعفر النحاس أن المصلي بهم عبد الرحمن بن عوف، وفي كتاب أبي بكر البزار أمروا رجلا فصلى بهم ولم يسمه، وفي حديث غيره فتقدم بعض القوم. انتهى كلام المنذري.

شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد (19/ 329):

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (أن رجلاً من الأنصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل أن تحرم الخمر فأمهم علي في المغرب فقرأ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون: 1] فخلط فيها فنزلت: ((لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)) [النساء: 43])]. أورد أبو داود حديث علي رضي الله عنه: أنه دعاه رجل من الأنصار هو وعبد الرحمن بن عوف قبل أن تحرم الخمر فشربوا، وأنه جاء وقت المغرب فأمهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنه حصل منه تخليط في القراءة بسبب شرب الخمر فنزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ [النساء: 43].

تراجم رجال إسناد حديث: (أن رجلاً من الأنصار دعا علياً وعبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل أن تحرم الخمر ... )

قوله: [حدثنا مسدد]. مسدد بن مسرهد البصري ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي. [حدثنا يحيى]. يحيى بن سعيد القطان ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن سفيان]. سفيان هو ابن سعيد بن مسروق الثوري ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا عطاء بن السائب]. عطاء بن السائب صدوق اختلط، وحديثه أخرجه البخاري مقروناً وأصحاب السنن، ولكن الراوي عنه سفيان الثوري، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط فسماعه صحيح؛ لأن عطاء بن السائب سمع منه سبعة قبل الاختلاط فروايتهم صحيحة وهم: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وزهير بن معاوية، وزائدة بن قدامة، وحماد بن زيد، والأعمش، وأيوب السختياني. [عن أبي عبد الرحمن السلمي]. أبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الله بن حبيب ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن علي بن أبي طالب]. علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين الهاديين المهديين، صاحب المناقب الجمة، والفضائل الكثيرة رضي الله عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

سلسلة الأحاديث الصحيحة - الألباني (2/ 70):

قلت: هو كما قال ورجاله ثقات وعطاء بن السائب إنما يخشى من اختلاطه وما دام أنه لم يتفرد بالحديث فقد أمناه

الرياض النضرة في مناقب العشرة - محب الطبري (ص: 94، بترقيم الشاملة آليا):

ذكر تنزيهه عن شرب الخمر في الجاهلية والإسلام وعن قول الشعر في الإسلام

عن أبي العالية الرياحي قال قيل لأبي بكر في مجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل شربت الخمر في الجاهلية قال أعوذ بالله فقيل ولم قال كنت أصون عرضي وأحفظ مالي فمن شرب الخمر كان مضيعاً في عمره ومروءته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال صدق أبو بكر مرتين خرجه الرازي وعن عائشة أن أبا بكر لم يقل شعراً في الإسلام حتى مات وأنه كان قد حرم الخمر في الجاهلية.

معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (1/ 123، بترقيم الشاملة آليا):

100 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن عاصم، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا عمران بن بكار، ثنا أبو التقى، ثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: أخبرني الزهري، عن عروة بن الزبير، أن عائشة، قالت: «والله لقد ترك أبو بكر شرب الخمر في الجاهلية، وما ارتاب أبو بكر في الله منذ أسلم»

101 - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الملك بن يحيى بن بكير، حدثني أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة، قالت: «لقد حرم أبو بكر الخمر في الجاهلية»

102 - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن أحمد بن بسطام، قال: حدثني أخي، محمد، قال: ثنا أبي، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، عن ابن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة، قالت: «حرم أبو بكر رضي الله عنه الخمر على نفسه، فلم يشربها في جاهلية ولا إسلام»

103 - حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا جعفر بن أحمد بن سنان، ثنا أحمد بن أبي حميد، ثنا الفرج بن عباد الواسطي، عن الحسن بن حبيب، عن أيوب السختياني، عن أبي العالية، قال: «سئل أبو بكر الصديق في مجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل شربت خمرا في الجاهلية؟ قال: أعوذ بالله، قالوا: ولم ذاك؟ فقال: كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي، لأنه من شرب الخمر كان لعرضه ومروءته مضيعا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:» صدق أبو بكر، صدق أبو بكر «

[فتح الباري شرح صحيح البخاري - ابن حجر 16/ 53]

ومن المستغربات ما أورده ابن مردويه في تفسيره من طريق عيسى بن طهمان عن أنس أن أبا بكر وعمر كانا فيهم، وهو منكر مع نظافة سنده، وما أظنه إلا غلطا. وقد أخرج أبو نعيم في " الحلية " في ترجمة شعبة من حديث عائشة قالت: " حرم أبو بكر الخمر على نفسه فلم يشربها في جاهلية ولا إسلام " ويحتمل إن كان محفوظا أن يكون أبو بكر وعمر زارا أبا طلحة في ذلك اليوم ولم يشربا معهم. ثم وجدت عند البزار من وجه آخر عن أنس قال: " كنت ساقي القوم، وكان في القوم رجل يقال له أبو بكر، فلما شرب قال: " تحيي بالسلامة أم بكر " الأبيات، فدخل علينا رجل من المسلمين فقال: قد نزل تحريم الخمر " الحديث. وأبو بكر هذا يقال له ابن شغوب، فظن بعضهم أنه أبو بكر الصديق، وليس كذلك، لكن قرينة ذكر عمر تدل على عدم الغلط في وصف الصديق، فحصلنا تسمية عشرة، وقد قدمت في غزوة بدر من المغازي ترجمة أبي بكر بن شغوب المذكور. وفي " كتاب مكة للفاكهي " من طريق مرسل ما يشيد ذلك.