نهي عمر از نقل حديث




سنن الدارمي (1/ 328)
287 - أخبرنا سهل بن حماد، حدثنا شعبة، حدثنا بيان، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب، أن عمر رضي الله عنه، شيع الأنصار حين خرجوا من المدينة فقال: «أتدرون لم شيعتكم» قلنا: لحق الأنصار. قال: «إنكم تأتون قوما تهتز ألسنتهم بالقرآن اهتزاز النخل، فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم» قال: فما حدثت بشيء وقد سمعت كما سمع أصحابي
[تعليق المحقق] إسناده صحيح



شرح مشكل الآثار (15/ 311)
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره بالتبليغ عنه، وحمده فاعل ذلك، وما يدخل في هذا المعنى، وما قد روي عن عمر من حبسه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوي الرواية الكثيرة عنه قال أبو جعفر: قد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روي عنه في ذلك. فأما ما روي عن عمر رضي الله عنه مما كان منه بعده:
مما قد حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه أن عمر رضي الله عنه حبس أبا مسعود، وأبا الدرداء، وأبا ذر [ص:312] حتى أصيب وقال: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "
وهو ما حدثنا موسى بن أبي موسى الأنصاري، حدثنا أبي، عن معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: أن عمر رضي الله عنه قال لأبي مسعود، وأبي الدرداء، وأبي ذر: " ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ [ص:313] قال: وأحسبه حبسهم، حتى أصيب " فقال قائل: فما وجه هذا الذي رويتموه عن عمر، وهو إمام راشد مهدي، وأنتم تعلمون أنه لا يقف الناس على ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بما يحدثهم به أصحابه عنه، وفيما كان من عمر ما يقطعهم عن ذلك مما كان منه؟ . فكان جوابنا له في ذلك: أن عمر كان مذهبه حياطة ما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الذين رووه عدولا، إذ كان على الأئمة تأمل ما يشهد به عندهم، ممن قد ثبت عدله عندهم، فكان عمر فيما يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يحفظه عنه كذلك أيضا، وكذلك فعل [ص:314] بأبي موسى مع عدله عنده، فيما حدث به عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يكن عنده في الاستئذان مما ذكرناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا، وقد وقف على ذلك منه أبي بن كعب، ومن سواه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وقفوا على ذلك منه، ولم ينكروه عليه، ولم يخالفوه فيه، فدل ذلك على موافقتهم إياه عليه , ولما كان ذلك كذلك فعل في أمور الذين كان منه في حبسهم مما كان فعله في ذلك لهذا المعنى، لا لأن يقطعهم عن التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ما قد سمعوه منه، وكذلك كان أبو بكر رضي الله عنه قبله في مثل هذا
6049 - كما حدثنا يونس، أخبرنا ابن وهب: أن مالكا، حدثه، عن ابن شهاب، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة، عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر رضي الله عنه تسأله ميراثها، فقال أبو بكر: مالك في كتاب الله شيء، وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فارجعي، حتى أسأل الناس، فسأل الناس، فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطاها السدس "، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري، فقال مثل ما قال المغيرة، فأنفذه لها أبو بكر، ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسألته ميراثها، فقال: مالك في كتاب الله عز وجل شيء، وما كان القضاء به قضى به إلا في غيرك، وما أنا بزائد في الفرائض شيئا، ولكن هو ذلك السدس، فإن اجتمعتما، فهو [ص:315] بينكما، وأيتكما خلت به، فهو لها " [ص:316] أفلا ترى أن أبا بكر لم يكتف بشهادة المغيرة عنده بما شهد به مع عدالته عنده، حتى طلب منه شهادة غيره معه على مثل ذلك طلبا للاحتياط فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإشفاقا من أن يدخل فيه ما ليس منه أن يفعل ذلك فيه، فمثل ذلك ما كان عمر فعله، فيما ذكرناه عنه. وقد يحتمل أن يكون ما كان من الذين حبسهم فيما كان حبسهم فيه لتجاوز ما كان ينبغي أن يكون من أمثالهم، حتى خاف أن يقطعوا الناس بذلك، ويشغلوهم به عن كتاب الله عز وجل تأمله، والاستنباط للأشياء منه، مما فيه تعلو مرتبة المستنبطين على من سواهم ممن يقرؤه بقوله عز وجل: {لعلمه الذين يستنبطونه منهم} [النساء: 83] ، ولذكره سواهم ممن يقرؤه بما سوى ذلك بقوله: {لا يعلمون الكتاب، إلا أماني} [البقرة: 78] , أي إلا تلاوة، فلم يحمد ذلك منهم، كما حمد أهل الاستنباط على الاستنباط. ويدل على ذلك ما قد رواه قرظة بن كعب، عنه في هذا المعنى
كما حدثنا يونس، وابن أبي عقيل قالا: حدثنا سفيان، عن بيان، عن عامر الشعبي، عن قرظة بن كعب قال: خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن [ص:317] الخطاب رضي الله عنه إلى صرار، فتوضأ، فغسل اثنتين، فقال: أتدرون لم مشيت معكم؟ قالوا: نعم، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا، قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث، فتشغلوهم، جردوا القرآن، وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، امضوا، وأنا شريككم، فلما قدم قرظة قالوا: حدثنا، قال: نهانا عمر بن الخطاب رضي الله عنه " واللفظ ليونس
وكما حدثنا الكيساني قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد، حدثنا شعبة، وكما حدثنا إبراهيم بن محمد بن يونس البصري، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، قالا جميعا: عن بيان، قال: سمعت الشعبي يحدث، عن قرظة بن كعب قال: شيعنا عمر بن الخطاب، فتوضأ ثم قال: أتدرون لم شيعتكم؟ قالوا: نحن الأنصار قال: " إنكم تأتون أقواما تهتز ألسنتهم بالقرآن كاهتزاز النحل، فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا شريككم، فما حدثت عنه بشيء، وسمعت كما سمع أصحابي " واللفظ للكيساني
وكما حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا عمرو بن الهيثم القطعي، حدثنا المسعودي، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن قرظة، قال: شيع عمر الناس فقال: " هل تدرون لم خرجت معكم؟ قالوا: لتكرمنا، قال: " ما خرجت معكم إلا لتقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا لكم في ذلك شريك "
وكما حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن سعد بن إبراهيم، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب قال: أردت العراق في نفر من قومي، فقال عمر: إنكم ستجدون للناس تهدير النحل بالقرآن، فلا تلفتوهم، أقلوا الحديث، وأنا شريككم "
وكما حدثنا الكيساني، حدثنا أبي، حدثنا أبو يوسف، حدثنا أشعث بن سوار، وإسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب الأنصاري أنه قال: أقبلت في نفر من الأنصار إلى الكوفة، فشيعنا عمر رضي الله عنه يمشي، حتى انتهينا إلى مكان قد سماه، ثم قال: " هل تدرون، لم مشيت معكم يا معشر الأنصار؟ قالوا: نعم لحقنا قال: إن لكم لحقا، وإنكم تأتون قوما لهم دوي بالقرآن، كدوي النحل، فأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا شريككم " فقال قرظة: لا أحدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا [ص:320] قال أبو جعفر: فدل هذا الحديث على أن عمر إنما أراد بما أراد مما في الأحاديث الأول، أن لا يقطعوا الناس عن كتاب الله عز وجل بما يحدثونهم به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك ما قد دل أنه إنما كره منهم هذا المعنى لا ما سواه مما يجمعون به التشاغل بكتاب الله عز وجل، والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يستدلون به على معاني كتاب الله، لا بما يقطعون به عن كتاب الله عز وجل







العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (3/ 146)
ابن الوزير، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي، أبو عبد الله، عز الدين، من آل الوزير (المتوفى: 840هـ)
وأمَّا عُمَرُ رضي الله عنه، فقد أكثر مِنْ ذلك، حتى توقَّف في حديثِ عمَّار بنِ ياسر في التَّيَمُّم (3)، ولم يعمل بهِ لنسيانِهِ لهُ، وكان حاضراً، وقلّتِ الرِّواية في أيَّامه خوفاً من عقوبته (4).
__________
(3) تقدم تخريجه في 1/ 450.
(4) في " تذكرة الحفاظ " 1/ 7 في ترجمة عمر رضي الله عنه: وقد روى شعبة وغيره، عن بيان، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب، قال: لما سيَّرنا عمرُ إلى العراقِ مشى معنا عمر، وقال: أتدرون لم شيّعتكم؟ قالوا: نعم تكرمة لنا، قال: ومع ذلك إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث، فتشفرهم، جردوا القرآن، وأقلوا الرواية عن رسول الله وأنا شريككم، فلمَّا قدم قرظة بن كعب، قالوا: حدثنا، فقال: نهانا عمر رضي الله عنه.
وروى الدراوردي عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقلت له: أكنت تحدث في زمان عمر هكذا، فقال: لو كنتُ أحدثُ في زمان عمر مثل ما أحدثكم، لضربني بمخفقته.
وروى معن بن عيسى، عن مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود، وأبا الدرداء، وأبا مسعود الأنصاري، فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأخرج أبو زرعة في " تاريخ دمشق " 1/ 544 من طريق محمد بن زرعة الرعيني، حدثنا مروان بن محمد، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: لتتركَنَّ الحديثَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو لألحقنك بأرض دوس. وقال لكعب: لتتركن الأحاديث أو لألحقنك بأرض القردة. وهذا سند صحيح.








أمالي المحاملي رواية ابن يحيى البيع (ص: 238)
230 - حدثنا الحسين ثنا عيسى بن أبي حرب، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا المسعودي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب، أن عمر: شيع ناسا من الأنصار , ثم قال: «تدرون لم شيعتكم؟» قالوا: لتكرمنا بذلك قال: «إنما شيعتكم؛ لتقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأنا شريككم»







معرفة السنن والآثار (1/ 146)
183 - وقد قال الشافعي في كتاب حرملة: أخبرنا سفيان قال: حدثنا بيان بن بشر، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب قال: شيعنا عمر بن الخطاب إلى ضرار فتوضأ مرتين مرتين، ثم قال: تدرون لما شيعتكم؟ قالوا: نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إنكم تأتون أهل قرية لهم بالقرآن دوي كدوي النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، امضوا وأنا شريككم، قالوا: فأتوا قرظة فقالوا: حدثنا، فقال: نهانا عمر

184 - أخبرناه، أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت، سفيان بن عيينة يحدث، فذكره بإسناده نحوه

185 - وقوله: امضوا وأنا شريككم، يقول، والله أعلم: وأنا أفعل ذلك، يقول: أقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحين رخص في القليل منه دل أنه إنما نهاهم عن الإكثار مخافة الغلط، لما في الغلط من الإحالة ورخص في القليل منه على الإثبات عند الحاجة، وأمرهم بتجريد القرآن عند عدم الحاجة إلى الرواية؛ لأن القوم كانوا رغبوا في أخذ القرآن فلم يرد اشتغالهم بغيره قبل استحكامه شفقة منه على رعيته، والله أعلم [ص:147].

186 - وروينا عن مجاهد أنه قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا، فذكر حديث النخلة.




ترتيب الأمالي الخميسية للشجري (1/ 160)
600 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، بقراءتي عليه، قال: أخبرنا ابن حيان، قال: حدثنا ابن رستة، قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد، وعبد الرحمن، قالا: حدثنا شعبة، عن بيان، عن الشعبي، عن فرطة، قال: شيعنا عمر إلى مراز فانتهى إلى مكان يتوضأ فيه، فقال: " أتدرون لم شيعتكم؟ قالوا: بحق الصحبة، قال: «إنكم ستأتون قوما تهتز ألسنتهم بالقرآن كاهتزاز النخل، فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا شريككم»