حدیث تابیر نخل
صحيح مسلم (4/ 1835)
38 - باب وجوب امتثال ما قاله شرعا، دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم من معايش الدنيا، على سبيل الرأي
139 - (2361) حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، وأبو كامل الجحدري، وتقاربا في اللفظ. وهذا حديث قتيبة، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أظن يغني ذلك شيئا» قال فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا، فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (يلقحونه) هو بمعنى يأبرون في الرواية الأخرى ومعناه إدخال شيء من طلع الذكر في طلع الأنثى فتعلق بإذن الله]
صحيح مسلم (4/ 1835)
140 - (2362) حدثنا عبد الله بن الرومي اليمامي، وعباس بن عبد العظيم العنبري، وأحمد بن جعفر المعقري، قالوا: حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة وهو ابن عمار، حدثنا أبو النجاشي، حدثني رافع بن خديج، قال: قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وهم يأبرون النخل، يقولون يلقحون النخل، فقال: «ما تصنعون؟» قالوا: كنا نصنعه، قال: «لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا» فتركوه، فنفضت أو فنقصت، قال فذكروا ذلك له فقال: «إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي، فإنما أنا بشر» قال عكرمة: أو نحو هذا. قال المعقري: فنفضت ولم يشك
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (يأبرون) يقال أبر يأبر ويأبر كبذر يبذر ويبذر ويقال أبر يؤبر تأبيرا (فنفضت أو فنقصت) فنفضت أي أسقطت ثمرها قال أهل اللغة ويقال لذلك المتساقط النفض بمعنى المنفوض كالخبط بمعنى المخبوط وأنفض القوم فني زادهم (من رأي) قال العلماء قوله صلى الله عليه وسلم من رأي أي في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع فأما ما قاله باجتهاده صلى الله عليه وسلم ورآه شرعا فيجب العمل به وليس إبار النخل من هذا النوع بل من النوع المذكور قبله مع أن لفظة الرأي إنما أتى بها عكرمة على المعنى لقوله في آخر الحديث قال عكرمة أو نحو هذا فلم يخبر بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم محققا قال العلماء ولم يكن هذا القول خبرا وإنما كان ظنا كما بينه في هذه الروايات قالوا ورأيه صلى الله عليه وسلم في أمور المعايش وظنه كغيره فلا يمتنع وقوع مثل هذا ولا نقص في ذلك وسببه تعلق همهم بالآخرة ومعارفها]
صحيح مسلم (4/ 1836)
141 - (2363) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، كلاهما عن الأسود بن عامر، قال: أبو بكر، حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وعن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون، فقال: «لو لم تفعلوا لصلح» قال: فخرج شيصا، فمر بهم فقال: «ما لنخلكم؟» قالوا: قلت كذا وكذا، قال: «أنتم أعلم بأمر دنياكم»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (فخرج شيصا) هو البسر الرديء الذي إذا يبس صار حشفا]
مسند أحمد مخرجا (20/ 19)
12544 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصواتا فقال: «ما هذا؟» قالوا: يلقحون النخل، فقال: «لو تركوه فلم يلقحوه لصلح» فتركوه فلم يلقحوه، فخرج شيصا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما لكم؟» ، قالوا: تركوه لما قلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم به، فإذا كان من أمر دينكم فإلي»
مسند أبي يعلى الموصلي (6/ 198)
3480 - حدثنا عبد الأعلى، حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتا فقال: «ما هذه الأصوات؟». قالوا: النخل يأبرونه. فقال: «لو لم يفعلوا لصلح». قال: فأمسكوا فلم يأبروا عامهم، فصار شيصا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا كان من أمر دنياكم فشأنكم، وإذا كان شيء من أمر دينكم فإلي»
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده صحيح
مسند أبي يعلى الموصلي (6/ 237)
3531 - حدثنا زهير، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتا فقال: «ما هذه الأصوات؟». قالوا: النخل يأبرونه يا رسول الله، فقال: «لو لم يفعلوا لصلح». قال: فلم يأبروا عامهم، فصار شيصا، قال: فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا كان شيء من أمر دنياكم فشأنكم، وإذا كان شيء من أمر دينكم فإلي»
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده صحيح
صحيح ابن حبان - مخرجا (1/ 201)
22 - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة وثابت، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتا، فقال: «ما هذه الأصوات؟ »، قالوا: النخل يأبرونه، فقال: «لو لم يفعلوا لصلح ذلك»، فأمسكوا، فلم يأبروا عامته، فصار شيصا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إذا كان شيء من أمر دنياكم فشأنكم، وإذا كان شيء من أمر دينكم فإلي».
[25: 2]
__________
[تعليق الألباني]
صحيح - «الصحيحة» (3977): م.
[تعليق شعيب الأرنؤوط]
إسناده صحيح على شرط مسلم.
فوائد تمام (2/ 69)
أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد البجلي الرازي ثم الدمشقي (المتوفى: 414هـ)
1167 - أخبرنا أبو يعقوب الأذرعي، ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن بحر العسكري، بالرافقة، ثنا عفان، عن حماد، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وحماد، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتا، فقال: «ما هذه الأصوات؟» قالوا: النخل يأبرونه يا رسول الله، قال: «لو لم يفعلوا لصلح» قال: فلم يأبروا عامئذ، فصار شيصا، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا كان شيء من أمر دنياكم، فشأنكم به، وإذا كان من أمر دينكم فإلي»
صحيح ابن حبان - مخرجا (1/ 202)
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم: «فما أمرتكم بشيء، فأتوا منه ما استطعتم» أراد به: ما أمرتكم بشيء من أمر الدين، لا من أمر الدنيا
23 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: حدثنا عبد الله بن الرومي، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو النجاشي، قال: حدثني رافع بن خديج، قال: قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يؤبرون النخل يقول يلقحون، قال: فقال: «ما تصنعون؟ »، فقالوا: شيئا كانوا يصنعونه، فقال: «لو لم تفعلوا كان خيرا»، فتركوها فنفضت، أو نقصت، فذكروا ذلك له، فقال صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا بشر، إذا حدثتكم بشيء من أمر دينكم فخذوا به، وإذا حدثتكم بشيء من دنياكم، فإنما أنا بشر».
[68: 3]
قال عكرمة: هذا أو نحوه [ص:203] أبو النجاشي مولى رافع، اسمه عطاء بن صهيب: قاله الشيخ
__________
[تعليق الألباني]
حسن صحيح - «الصحيحة» - أيضا -: م.
[تعليق شعيب الأرنؤوط]
إسناده حسن من أجل عكرمة بن عمار، ورجاله رجال مسلم. أبو النجاشي: هو عطاء بن صهيب.
المعجم الكبير للطبراني (4/ 280)
4424 - حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، ثنا المنصور بن محمد، ثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو النجاشي، حدثني رافع بن خديج، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يؤبرون النخل - يقول يلقحون - قال: «ما تصنعون؟» قالوا: كنا نصنعه قال: «لو لم تفعلوا كان خيرا» فتركوها فشيصت فذكر ذلك له، فقال: «إنما أنا بشر، فإذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من دنياكم فإنما أنا بشر»
مسند أبي داود الطيالسي (1/ 186)
المؤلف: أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصرى (المتوفى: 204هـ)
227 - حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه رضي الله عنه، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى على قوم يلقحون النخل فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قلت: يلقحون النخل يجعلون الذكر في الأنثى قال: «ما أظن هذا يغني شيئا» ، ثم قال: «إن كان ينفعهم فليصنعوه لا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا قلت لكم شيئا عن الله عز وجل فإني لا أكذب على الله شيئا»
مسند أحمد مخرجا (3/ 15)
1395 - حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم في رءوس النخل [ص:16]. فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى. قال: «ما أظن ذلك يغني شيئا» فأخبروا بذلك فتركوه. فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن كان ينفعهم فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا أخبرتكم عن الله عز وجل بشيء فخذوه، فإني لن أكذب على الله شيئا»
مسند أحمد مخرجا (3/ 18)
1399 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا إسرائيل، عن سماك، أنه سمع موسى بن طلحة يحدث، عن أبيه، قال: مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في نخل المدينة، فرأى أقواما في رءوس النخل يلقحون النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قال: يأخذون من الذكر فيجعلونه في الأنثى يلقحون به. فقال: «ما أظن [ص:19] ذلك يغني شيئا» فبلغهم، فتركوه ونزلوا عنها، فلم تحمل تلك السنة شيئا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنما هو ظن ظننته، إن كان يغني شيئا فاصنعوا، فإنما أنا بشر مثلكم، والظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله عز وجل»
1400 - حدثنا أبو النضر، حدثنا إسرائيل، حدثنا سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة فذكره
المنتخب من مسند عبد بن حميد ت صبحي السامرائي (ص: 64)
المؤلف: أبو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكَسّي ويقال له: الكَشّي بالفتح والإعجام (المتوفى: 249هـ)
102 - حدثنا عفان بن مسلم، ثنا أبو عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم في رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قال: يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فتلقح، قال: «ما أظن ذلك يغني شيئا» ، فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إن كان ينفعهم فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا أنا أخبرتكم عن الله عز وجل بشيء فخذوه، فإني لم أكذب على الله عز وجل شيئا»
سنن ابن ماجه (2/ 825)
2470 - حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن سماك، أنه سمع موسى بن طلحة بن عبيد الله، يحدث عن أبيه، قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل، فرأى قوما يلقحون النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قالوا: يأخذون من الذكر فيجعلونه في الأنثى، قال: «ما أظن ذلك يغني شيئا» ، فبلغهم، فتركوه، فنزلوا عنها، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " إنما هو الظن، إن كان يغني شيئا فاصنعوه، فإنما أنا بشر مثلكم، وإن الظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم: قال الله، فلن أكذب على الله "
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ش - (يلقحون) من التلقيح وهو التأبير. وهو أن يشق طلع الإناث ويؤخذ من طلع الذكور فيوضع فيها ليكون الثمر بإذن الله أجود مما لم يؤبر.]
[حكم الألباني]
صحيح
الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (1/ 165)
207 - حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، والفضيل بن حسين، قالا: ثنا أبو عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض حيطان المدينة، فرأى قوما في رءوس النخل يلقحون فقال: «ما يصنعون هؤلاء؟» قالوا: يأخذون من الذكر فيضعون في الأنثى. فقال: «ما أظن هذا يغني شيئا» فبلغهم فتركوه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن كان نفعكم شيئا فافعلوا، فإنما ظننت ظنا وإذا قلت: قال الله عز وجل، فلن أكذب على الله عز وجل "
مسند البزار = البحر الزخار (3/ 152)
937 - حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: نا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: مررت مع رسول الله صلى الله [ص:153] عليه وسلم، في نخل فرأى قوما في رءوس النخل يلقحون فقال: " ما تصنعون أو ما يصنع هؤلاء؟ قال: يأخذون من الذكر ويجعلون في الأنثى فقال: ما أظن هذا يغني شيئا فبلغهم ذلك فتركوه فصار شيصا، فقال: أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم، وإني قلت لكم ظنا ظننته، فما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله تبارك وتعالى "
938 - حدثنا أحمد بن عبدة، قال: نا حفص بن جميع، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وقد روى هذا الحديث عن سماك إسرائيل، وأسباط بن نصر، وغير واحد ولا نعلم يروى عن طلحة، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد [ص:154]. ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة منهم: أنس، وعائشة، ورافع بن خديج، وجابر بن عبد الله، ويسير بن عمرو
مسند أبي يعلى الموصلي (2/ 12)
639 - حدثنا إبراهيم بن الحجاج النيلي، حدثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم في رءوس النخل فقال: «ما يصنع هؤلاء؟»، قالوا: يلقحونه، فيجعلون الذكر في الأنثى فيتلقح، قال: «ما أظن ذلك يغني شيئا» فأخذوا بذلك فتركوه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «إن كان ينفعهم فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا أخبرتكم عن الله بشيء فخذوه، فإني لن أكذب على الله شيئا»
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده صحيح
شرح مشكل الآثار (4/ 423)
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله للناس لما أمرهم بترك تأبير النخل ففعلوا ذلك فشيص ما قاله لهم عند ذلك
1720 - حدثنا يزيد بن سنان , قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي , ويحيى بن حماد , قالا: حدثنا أبو عوانة , عن سماك بن حرب , عن موسى بن طلحة , عن أبيه رضي الله عنه، قال: " كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم في رءوس النخل، فقال: " ما يصنع هؤلاء " قلت: يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى، قال: " ما أظن ذلك يغني شيئا " فتركوه، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " إن كان ينفعهم فليفعلوه , فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن , ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوه , فإني لن أكذب على الله " [ص:424]
1721 - حدثنا يزيد بن سنان , قال: حدثنا أبو عامر العقدي , قال: حدثنا إسرائيل بن يونس , قال: حدثنا سماك , عن موسى بن طلحة , عن أبيه , فذكر مثله غير أنه لم يقل , " ولا تؤاخذوني بالظن " وقال: مكانه: " والظن يخطئ ويصيب "
1722 - وحدثنا إبراهيم بن أبي داود , قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي , قال: حدثنا حماد بن سلمة , عن ثابت , عن أنس , وهشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم في رءوس النخل، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قالوا: يؤبرون النخل، قال: لو تركوه لصلح، فتركوه، فشيص، فقال: " ما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمر دنياكم، وما كان من أمر دينكم فإلي "
1723 - حدثنا أحمد بن داود بن موسى , قال: حدثنا عياش بن الوليد الرقام , قال: حدثنا محمد بن الفضيل , قال: حدثنا مجالد بن سعيد , عن الشعبي , عن جابر بن عبد الله , قال: " أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يلقحون، فقال: " ما للناس؟ " فقالوا: يلقحون يا رسول الله قال: " لا لقاح " أو " ما أرى اللقاح شيئا " , فتركوا اللقاح، فجاء تمر الناس شيصا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما له , ما أنا بصاحب زرع ولا نخل لقحوا "
قال قائل: فيما رويتم اضطراب شديد فمن ذلك ما في حديث طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أظن ذاك يغني شيئا " وفي حديثي عائشة وأنس أنه قال: " لو تركوه لصلح " وفي حديث جابر " لا لقاح أوما [ص:426] أرى اللقاح شيئا " فما وجه ذلك
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه قد يحتمل أن يكون الذي كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أن الإناث في غير بني آدم لا تأخذ من الذكران شيئا , وهو الذي يغلب على القلوب، ولم يكن ذلك منه صلى الله عليه وسلم إخبارا عن وحي , وإنما كان منه على قول غير معقول ظاهر مما يتساوى فيه الناس في القول , ثم يختلفون فيتبين ذوو العلم به عمن سواهم من غير أهل العلم به , ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان يعاني ذلك ولا من بلد يعانيه أهله ; لأنه صلى الله عليه وسلم إنما بلده مكة، ولم تكن دار نخل يومئذ , وإنما كان النخل فيما سواها من المدينة التي صار إليها صلى الله عليه وسلم , وكان مع أهلها من معاناة النخل والعمل ما يصلحها ما ليس مثله مع أهل مكة، وكان القول في الأمر الذي قال: فيه ما قال: واسعا له أن يقول فيه وأن يكون ذلك القول منه على ما نفى ما يستحيل عنده ويكون منه على الظن به , فقال: صلى الله عليه وسلم ما حكاه عنه طلحة لبعض من رآه يعاني اللقاح ثم قال: ما حكته عنه عائشة وأنس في قوم آخرين ممن رآهم يعانون التلقيح، وقال: ما في حديث جابر لقوم آخرين , وأنهم يعانون التلقيح، فحكى كل من سمعه صلى الله عليه وسلم يقول: شيئا مما سمعه يقوله، وكلهم صادق فيما حكاه عنه , وكل أقواله التي قالها صلى الله عليه وسلم مما حكاه عنه هؤلاء القوم كما قال: وبالله التوفيق
شرح معاني الآثار (3/ 48)
4436 - حدثنا يزيد بن سنان قال: ثنا أبو عامر قال: ثنا إسرائيل قال: ثنا سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه أنه قال: مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في نخل المدينة , فإذا أناس في رءوس النخل , يلقحون النخل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يصنع هؤلاء؟» فقيل: يأخذون من الذكر فيجعلونه في الأنثى , فقال: «ما أظن ذلك يغني شيئا» فبلغهم فتركوه ونزعوا عنها. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنما هو ظن ظننته , إن كان يغني شيئا فليصنعوه , فإنما أنا بشر مثلكم , وإنما هو ظن ظننته , والظن يخطئ ويصيب , ولكن ما قلت لكم قال الله , فلن أكذب على الله
»
4437 - حدثنا يزيد قال: ثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا حفص بن جميع قال: ثنا سماك , أنه سمع موسى بن طلحة , يحدث عن أبيه , عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
4438 - حدثنا يزيد قال: ثنا أبو الوليد , ويحيى بن حماد قال: ثنا أبو عوانة , عن سماك بن حرب , عن موسى بن طلحة , عن أمه , عن النبي صلى الله عليه وسلم فحدث مثله.
4439 - حدثنا أبو بكرة قال: ثنا أبو داود الطيالسي قال: ثنا أبو عوانة , عن سماك , فذكر بإسناده مثله. فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ما قاله من جهة الظن , فهو فيه كسائر الناس في ظنونهم , وأن الذي يقوله , مما لا يكون على خلاف ما يقوله هو ما يقوله عن الله عز وجل. فلما كان نهيه عن الغيلة , لما كان خاف منها على أولاد الحوامل , ثم أباحها , لما علم أنها لا تضرهم , دل ذلك على أن ما كان نهى عنه , لم يكن من قبل الله عز وجل , وأنه لو كان من قبل الله عز وجل لكان يقف به على حقيقة ذلك. ولكنه من قبل ظنه الذي قد وقف بعده على أن ما في الحقيقة مما نهى عما نهى عنه من ذلك من أجله , بخلاف ما وقع في قلبه من ذلك. فثبت بما ذكرناه أن وطء الرجل امرأته وأمته حاملا , حلال لم يحرم عليه قط. وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف , ومحمد , رحمة الله عليهم
شرح معاني الآثار (4/ 270)
6821 -حدثنا بذلك، يزيد بن سنان قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا إسرائيل، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن , ما قاله من جهة الظن , فهو كسائر البشر في ظنونهم , وأن الذي يقوله عن الله عز وجل , فهو الذي لا يجوز خلافه. وكانت الرؤيا إنما تعبر بالظن والتحري , وقد روي ذلك عن محمد بن سيرين , واحتج بقول الله عز وجل {وقال للذي ظن أنه ناج منهما} [يوسف: 42] . فلما كان التعبير من هذه الجهة التي لا حقيقة فيها , كره رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر , أن يقسم عليه ; ليخبره بما يظنه صوابا , على أنه عنده كذلك , وقد يكون في الحقيقة بخلافه. ألا ترى أن رجلا لو نظر في مسألة من الفقه , واجتهد , فأداه اجتهاده إلى شيء وسعه القول به , ورد ما خالفه , وتخطئة قائله , إذا كانت الدلائل التي بها يستخرج الجواب في ذلك , رافعة له. ولو حلف على أن ذلك الجواب صواب , كان مخطئا ; لأنه لم يكلف إصابة الصواب , فيكون ما قاله , هو الصواب , ولكنه كلف الاجتهاد. وقد يؤديه الاجتهاد إلى الصواب وإلى غير الصواب , فمن هذه الجهة , كره رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر , الحلف عليه ; ليخبره بصوابه ما هو , لا من جهة كراهية القسم. وقد روي في ذلك ما يدل على ما ذكرناه
6822 - حدثنا بحر بن نصر، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، مثل حديث إسحاق بن الحسين , غير أنه قال والله لتخبرني بما أصبت مما أخطأت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقسم» فدل ذلك على أن ما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحلف فيه على إخباره بصوابه أو خطئه في شيء [ص:271] لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحي الذي يعلم به حقيقة الأشياء , لا لذكره القسم
المسند للشاشي (1/ 68)
7 - وحدثنا ابن المنادي، نا محمد بن سليمان الأسدي، نا أبو عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: مر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ناس في رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» فقال: يلقحون النخل، يجعلون الذكر في الأنثى - [ص:69] قال محمد بن سليمان: يعني من الكفرى - فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما أظن أن ذا يغني شيئا، فتركوه فلم يحمل نخلهم» ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «إن كان ينفعهم فليفعلوا، فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بظني، ولكني إذا حدثتكم عن الله تعالى فخذوا فإني لا أكذب على الله عز وجل»
المسند للشاشي (1/ 69)
8 - وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جبلة، نا عبيد الله بن موسى، أنا إسرائيل، عن سماك، أنه سمع موسى بن طلحة، يحدث عن أبيه قال: مررت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في نخل، فرأى قوما في رءوس النخل يلقحون النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قالوا: يجعلون الذكر في الأنثى قال: «ما أظن ذلك يغني شيئا» ، فبلغهم ذلك فتركوه، فنزلوا عنها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: " إنما هو ظن ظننته، إن كان يغني شيئا فاصنعوه، فإنما أنا بشر مثلكم، وإن الظن يخطئ، ولكن ما قلت لكم: قال الله تعالى فلن أكذب على الله عز وجل "
المسند للشاشي (1/ 70)
9 - وحدثنا محمد بن علي الوراق، نا معلى بن أسد، نا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على قوم في رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قلت: يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح قال: «ما أظن ذلك يغني شيئا» قال: فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن كان ينفع فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله تعالى بشيء فلن أكذب على الله تعالى شيئا»
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (4/ 372)
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا يحيى الحماني، ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قالوا: ثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟» قلت: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فتلقح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أظن يغني ذلك شيئا». قال: فأخبروا بذلك فتركوه، فلم تحمل ذلك العام شيئا، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:373]، فقال: «إن كان ينفعه من ذلك فليصنعوه، فإني ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به، فإني لن أكذب على الله». رواه عبد الرحمن بن مهدي عن ابن أبي عوانة ورواه إسرائيل عن سماك نحوه
شرح النووي على مسلم (15/ 116)
(باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم)
من معايش الدنيا على سبيل الرأي فيه حديث ابار النخل وأنه صلى الله عليه وسلم قال
[2361] (ما اظن يعني ذلك شيئا فخرج شيصا فقال إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به) وفي رواية
[2362] إذا امرتكم بشئ من دينكم فخذوا به واذا امرتكم بشئ من رأي فإنما أنا بشر وفي رواية
[2363] أنتم أعلم بأمر دنياكم قال العلماء قوله صلى الله عليه وسلم من رأيي أي في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع فأما ما قاله باجتهاده صلى الله عليه وسلم ورآه شرعا يجب العمل به وليس إبار النخل من هذا النوع بل من النوع المذكور قبله مع أن لفظة الرأي إنما أتى بها عكرمة على المعنى لقوله في آخر الحديث قال عكرمة أو نحو هذا فلم يخبر بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم محققا قال العلماء ولم يكن هذا القول خبرا وإنما كان ظنا كما بينه في هذه الروايات قالوا ورأيه صلى الله عليه وسلم في أمور المعايش وظنه كغيره فلا يمتنع وقوع مثل هذا ولا نقص في ذلك وسببه تعلق هممهم بالآخرة ومعارفها والله أعلم قوله 0 (يلقحونه) هو بمعنى يأبرون في الرواية الأخرى ومعناه إدخال شئ طلع الذكر في طلع الأنثى فتعلق بإذن الله ويأبرون بكسر الباء وضمها يقال منه أبر يأبر ويأبر كبذر يبذر ويبذر ويقال أبر يؤبر بالتشديد تأبيرا قوله (حدثني أحمد بن جعفر المعقري) هو بفتح الميم وإسكان العين المهملة وكسر القاف منسوب إلى معقر وهي ناحية من اليمن قوله فنفضت أو فنقصت هو بفتح الحروف كلها والأول بالفاء والضاد المعجمة والثاني بالقاف والمهملة وأما قوله في آخر الحديث قال المعقري فنفضت بالفاء والمعجمة ومعناه أسقطت ثمرها قال أهل اللغة ويقال لذلك المتساقط النفض بفتح النون والفاء بمعنى المنفوض كالخبط بمعنى المخبوط وأنفض القوم فني زادهم قوله (فخرج شيصا) هو بكسر الشين المعجمة وإسكان الياء المثناة تحت وبصاد مهملة وهو البسر الردئ الذي إذا يبس صار حشفا وقيل أردأ البسر وقيل تمر ردئ وهو متقارب
النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام (4/ 214)
قوله: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)
روي أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " لا يقولن أحدكم: زرعت.
ولكن ليقل: حرثت " من أجل هذه الآية.
وهذا خبر وإن كان حسن الإسناد فله معارض يشهد له القرآن وهو
قوله - حين أشار بترك تلقيح النخل فحملت شيصًا -: " إن الله لم
يبعثني تاجرًا، ولا زراعًا".
الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم (ص: 439)
المؤلف: د. أحمد بن عبد العزيز بن مُقْرِن القُصَيِّر
المسألة [28]: في إخباره - صلى الله عليه وسلم - بعدم جدوى تأبير النخل.
المبحث الأول: ذكر الآية الواردة في المسألة:
قال الله تعالى في وصف نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: (وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4)) [النجم: 3 - 4].
المبحث الثاني: ذكر الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآية:
(59) ـ (51): عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال: "مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رءوس النخل فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن يغني ذلك شيئا. قال: فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به؛ فإني لن أكذب على الله عز وجل". (1)
(60) ـ ( .. ): وعن عائشة وأنس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال: لو لم تفعلوا لصلح. قال: فخرج شيصا (2)، فمر بهم فقال: ما
_________
(1) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الفضائل، حديث (2361).
(2) الشيص: هو التمر الذي لا يشتد نواه ويقوى، وقد لا يكون له نوى أصلا. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (2/ 518).
الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم (ص: 440)
لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا. قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم". (1)
المبحث الثالث: بيان وجه التعارض بين الآية والحديث:
ظاهر الآية الكريمة أن كل ما يقوله النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو وحي من الله تعالى، وأما الحديث فيوهم خلاف هذا الظاهر؛ إذ فيه أن ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - في قضية تأبير النخل إنما كان عن اجتهاد منه - صلى الله عليه وسلم -، بدليل تراجعه عن رأيه هذا لما تبين له خلافه. (2)
المبحث الرابع: مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآية والحديث:
أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من أحكام، كما قال عز وجل: (وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4))، فنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - معصوم في كل ما يبلغه عن الله تعالى من الشرائع، قولا، وعملا، وتقريرا. (3)
واتفق العلماء على جواز الاجتهاد للنبي - صلى الله عليه وسلم - في أمور الدنيا. (4)
واختلفوا في جواز الاجتهاد له في أمور الدين على مذهبين:
الأول: الجواز، وعلى هذا المذهب عامة أهل الأصول، وهو مذهب مالك، والشافعي، وأحمد، وعامة أهل الحديث.
المذهب الثاني: المنع، وهو مذهب الأشعرية، وأكثر المعتزلة،
_________
(1) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الفضائل، حديث (2363).
(2) انظر حكاية التعارض في: أضواء البيان، للشنقيطي (10/ 277).
(3) انظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض (2/ 78)، ومجموع فتاوى ابن باز (6/ 291).
(4) حكى الاتفاق البخاري في "كشف الأسرار" (3/ 205).
الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم (ص: 441)
والمتكلمين. (1)
وأما حديث الباب - الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآية - فإن للعلماء في دفع التعارض بينه وبين الآية مسلكا واحدا، وهو مسلك الجمع بينهما، والذي عليه جماهير أهل العلم من مفسرين ومحدثين - ولم أقف على قول بخلافه -: أن معنى قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى (3)) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق بشيء من أجل الهوى، ولا يتكلم بالهوى، وقوله تعالى: (إن هو إلا وحي يوحى (4)) يعني أن كل ما ينطق به من أمور الدين فهو وحي من الله؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - معصوم عن الخطأ في كل ما يبلغه عن الله تعالى من أمور الدين، كالأحكام الشرعية، وإخباره عن أمور الغيب والأمم الماضية، وأما قضية التأبير الواردة في حديث الباب فهي من أمور الدنيا التي لا تعلق لها بالدين، ورأيه - صلى الله عليه وسلم - في أمور الدنيا كغيره من الناس، فلا يمتنع وقوع الخطأ منه، ولا يقدح ذلك في معجزته - صلى الله عليه وسلم -، ولا يقلل من شأنه.
وممن قال بهذا الجواب:
الطحاوي، وابن حزم، والقاضي عياض، وابن الجوزي، وأبو العباس القرطبي، والنووي، والبيضاوي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والمناوي، والآلوسي، والشنقيطي، وابن باز، وابن عثيمين. (2)
قال ابن الجوزي: اعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتكلم بأشياء على سبيل الظن
_________
(1) انظر: كشف الأسرار، للبخاري (3/ 205)، والفصول في الأصول، للجصاص (3/ 239).
(2) انظر على الترتيب: مشكل الآثار، للطحاوي (2/ 426)، والإحكام في أصول الأحكام، لابن حزم (5/ 130)، والشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض (2/ 114 - 115)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي (3/ 252 - 253)، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي (6/ 167)، وشرح صحيح مسلم، للنووي (15/ 169 - 170)، وتفسير البيضاوي (5/ 151)، ومجموع الفتاوى، لابن تيمية (15/ 186)، ومفتاح دار السعادة، لابن القيم (2/ 267)، وفيض القدير، للمناوي (2/ 567)، وروح المعاني، للآلوسي (13/ 90 - 91)، وأضواء البيان، للشنقيطي (10/ 277)، ومجموع فتاوى ومقالات متنوعة، لابن باز (6/ 291)، وتفسير سورة البقرة، لابن عثيمين (3/ 411).
الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم (ص: 442)
والقياس، والظن والقياس دليل معمول عليه، ولا ينسب إلى الخطأ من عمل على دليل، وقوله في حديث التأبير: "ما أظن يغني ذلك شيئا"، وقوله: "إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن"، يدل على أنه قاله بالظن، ولذلك اعتذر عنه. اهـ (1)
وقال الشنقيطي: "التحقيق في هذه المسألة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ربما فعل بعض المسائل من غير وحي في خصوصه؛ كإذنه للمتخلفين عن غزوة تبوك، قبل أن يتبين صادقهم من كاذبهم (2)، وكأسره لأسارى بدر (3)،
وكأمره بترك تأبير النخل، وكقوله: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت" (4)، إلى غير ذلك، وأن
_________
(1) كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي (3/ 252 - 253)، بتصرف.
(2) أخرج ابن جرير في تفسيره (6/ 381)، عن عمرو بن ميمون الأودي - رضي الله عنه - قال: "اثنتان فعلهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يؤمر فيهما بشيء: إذنه للمنافقين، وأخذه من الأسارى؛ فأنزل الله: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين (43)) [التوبة: 43].
(3) عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "لما أسروا الأسارى يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا نبي الله، هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: لا والله يا رسول الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر - فأضرب عنقه؛ فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها .. قال عمر: فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت: يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة، شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله عز وجل: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) إلى قوله: (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) [الأنفال: 67 - 69] فأحل الله الغنيمة لهم".
أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، حديث (3309).
(4) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولحللت مع الناس حين حلوا".
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الحج، حديث (6688).
الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم (ص: 443)
معنى قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى (3)) لا إشكال فيه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق بشيء من أجل الهوى، ولا يتكلم بالهوى، وقوله تعالى: (إن هو إلا وحي يوحى (4)) يعني أن كل ما يبلغه عن الله فهو وحي من الله، لا بهوى ولا بكذب ولا افتراء، والعلم عند الله تعالى". اهـ (1)
المبحث الخامس: الترجيح:
ما ذكره الجمهور في هذه المسألة هو المتعين جمعا بين الآية والحديث، وحسب اطلاعي فإني لم أقف على قول بخلافه؛ فكان له حكم الاتفاق.
وأما أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله فتحرير القول فيها أنها على قسمين:
الأول: ما كان في أمر الشريعة والتبليغ عن الله تعالى، وهذا له حالتان:
1 - أن يكون بوحي من الله تعالى، وهذا لا مجال للخطأ فيه، وهو الذي يسميه العلماء الخبر المعصوم، وعليه تحمل الآية الواردة في المسألة.
2 - أن يكون باجتهاد منه - صلى الله عليه وسلم -، وهذا لا يخلو إما أن يقر عليه، أو ينبه إلى الصواب، وهو في كلا الحالتين في حكم الوحي؛ أما الحالة الأولى فلإقرار الله له، وأما الثانية فلتصويب الله إياه.
القسم الثاني: ما كان من أمور الدنيا، وهذا حكمه أن لا تعلق له بالرسالة والتبليغ، بل النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه كسائر الناس، في جواز الخطأ والصواب عليه، وعليه يحمل ما جاء في قضية تأبير النخل، وغيرها من الحوادث التي وقعت باجتهاد منه - صلى الله عليه وسلم -. (2)
ومما يؤكد هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث التأبير: "إنما ظننت ظنا فلا
_________
(1) أضواء البيان، للشنقيطي (10/ 277).
(2) انظر: أحكام القرآن، للجصاص (2/ 392)، والشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض (2/ 73)، ومجموع الفتاوى، لابن تيمية (15/ 190)، ومفتاح دار السعادة، لابن القيم (2/ 267)، وقواعد التحديث، للقاسمي (1/ 269).
الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم (ص: 444)
تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به؛ فإني لن أكذب على الله عز وجل". (1) وفي رواية: "أنتم أعلم بأمر دنياكم". (2) وفي رواية أخرى: "إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر". (3) فهذا نص جلي منه - صلى الله عليه وسلم - في جواز الخطأ عليه في أمور الدنيا، وأن ما قاله في قضية التأبير إنما كان باجتهاد محض منه - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن بوحي من الله تعالى، وهو نص قولنا، وبالله تعالى التوفيق.
_________
(1) تقدم تخريجه في أول المسألة.
(2) تقدم تخريجه في أول المسألة.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الفضائل، حديث (2362).
أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
ما معنى قوله تعالى {وما ينطق عن الهوى} هل الرسول عليه السلام معصوم في كل شيء؟؟؟
مفصل چند صفحه
أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (ص29): «عادة مسلم أن يرتب روايات الحديث بحسب قوتها: يقدم الأصح فالأصح. قوله r في حديث طلحة "ما أظن يغني ذلك شيئاً"، إخبارٌ عن ظنه. وكذلك كان ظنه، فالخبرُ صِدقٌ قطعاً. وخطأ الظن ليس كَذِباً. وفي معناه قوله في حديث رافع "لعلكم ... ". وذلك كما أشار إليه مسلم أصح مما في رواية حماد (بن سلمة)، لأن حماداً كان يخطئ. وقوله في حديث طلحة "فإني لن أكذب على الله" فيه دليلٌ على امتناع أن يكذب على الله خطأ، لأن السياق في احتمال الخطأ. وامتناعه عمداً معلومٌ من باب أولى، بل كان معلوماً عندهم قطعاً».
متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب) ؛ ج2 ؛ ص22
فصل [في النبي الامي]
قوله تعالى و ما كنت تتلوا من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك قال المفسرون إنه لم يكن النبي ص يحسن الكتابة و القراءة و الآية لا تدل على ذلك بل فيها أنه لم يكن يكتب الكتاب و قد لا يكتب من يحسنه كما لا يكتب من لا يحسنه و لو ...
قوله سبحانه و علمك ما لم تكن تعلم قال أبو محمد الكراجكي العلم بحال النبي في كونه عالما بكل معلوم و بكل لغة و كتابة إما يدرك بالعقل أو السمع فالعقلي إما أن يكون مستحيلا أو واجبا أو جائزا و ليس هو من باب المستحيل و لو كانت واجبة كانت كشرائط النبوة الواجبة التي في عدمها بطلان النبوة كالصدق و العصمة و المعجز و ليس كذلك و إنما هو بمنزلة الطب و النجوم و الفلسفة و سر كل صناعة فمعرفته به جائزة غير واجبة و قال الله تعالى و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا
14- و قد روي أنه ص رأى الناس يؤبرون النخل فقال ما أظن هذا نافعكم فتركوا تأبيره فلم تثمر في تلك السنة فقال استعينوا على كل صنعة بأهلها
و لو كان عالما بكل معلوم لما قال- و ما علمناه الشعر و ما ينبغي له مع قوله إن من الشعر لحكمة
و إذا لم يكن واجبا و لا مستحيلا فهو من باب الجائز و لا يعلم إلا بالسمع فيجوز أن الله تعالى عرفه ذلك و يجوز أن يلهمه وقت الحاجة فهم ما يسمعه منها و لا نعلم هل فعل معه ذلك أم لا.