تهذيب التهذيب - (8/ 410)
(من اسمه لمازة) 831 - د ت ق (أبي داود والترمذي وابن ماجة) لمازة (1) بن زبار الازدي الجهضمي أبو لبيد البصري.
روى عن عمر وعلي وعبد الرحمن بن سمرة وعروة بن أبي الجعد وأبي موسى وكعب ابن سور وأنس بن مالك.
روى عنه الزبير بن الخريت ويعلى بن حكيم والربيع بن سليم الازدي وطالب بن السميدع ومحمد بن ذكوان ومطر بن حمران وراق حماد بن زيد.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة وقال سمع من علي وكان ثقة وله أحاديث وقال حرب عن أبيه كان أبو لبيد صالح الحديث وأثنى عليه ثناء حسنا وقال المفضل ابن
غسان الغلابي لم يلق عمر.
وقال موسى بن اسماعيل عن مطر بن حمران كنا عند أبي لبيد فقيل له أتحب عليا فقال أحب عليا وقد قتل من قومي في غداة واحدة ستة آلاف وذكره ابن حبان في الثقات وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن أبي لبيد وكان شتاما.
قلت: زاد العقيلي قال وهب قلت لابي من كان يشم قال كان يشتم علي بن أبي طالب.
(1) لمازة بكسر اللام وتخفيف المهملة وبالزاي (وزبار) بفتح الزاي وتثقيل الموحدة وآخره راء اه تقريب.
[*]
تهذيب التهذيب - (8/ 411)
وأخرجه الطبري من طريق عبدالله بن المبارك عن جرير بن حازم حدثني الزبير ابن خريت عن أبي لبيد قال قلت له لم تسب عليا قال ألا أسب رجلا قتل منا خمسمائة وألفين والشمس ها هنا وقال ابن حبان يروي عن علي إن كان سمع منه وقال ابن المديني لم يلق أبا بكر ... عليا وإنما رآه رؤية وقال ابن حزم غير معروف العدالة انتهى وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غاليا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.
ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه وسلم لان من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الانصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لاجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الاخبار والاصل فيه ان
الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي.
لسان المحدثين (معجم مصطلحات المحدثين) - (3/ 181)
فصل الراء
رافضي:
الرافضة هم غلاة الشيعة؛ ولكن قد يطلقها بعض العلماء على من لم يكن غالياً؛؛ قال ابن حجر في ترجمة أحمد بن صالح الكَركي المحدث من (لسان الميزان) (1/ 487): (قال ياقوت: كان ثقة في الحديث، تاجراً كثير المال، ----، وكان رافضياً).
قال ابن حجر: (كذا قال، وياقوت متهم بالنصب، فالشيعي عنده رافضي).
وقال الذهبي في (السير) (16/ 459): (وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام؛ قلت: لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً، سمع هذا القولَ منه أبو عبد الرحمن السلمي.
وقال الدارقطني: اختلف قوم من أهل بغداد فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: علي أفضل، فتحاكمو إلي فأمسكت وقلت: الإمساك خير؛ ثم لم أر لديني السكوت وقلت للذي استفتاني: ارجع اليهم وقل لهم: أبو الحسن [يعني الدارقطنيُّ نفسَه] يقول: عثمان أفضل من علي باتفاق جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ هذا قول أهل السنة وهو أول عَقدٍ يُحل في الرفض.
قلت: ليس تفضيل علي برفض ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة، وهما من سادة الشهداء رضي الله عنهما؛ ولكن جمهور الامة على ترجيح عثمان على الإمام علي، وإليه نذهب، والخطب في ذلك يسير؛ والأفضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر، من خالف في ذا فهو شيعي جلد.
ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت.
ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة أبعدهم الله).
وقال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (1/ 364) في ترجمة عبد الرزاق: (وثقه غير واحد، وحديثه مخرج في الصحاح، وله ما ينفرد به؛ ونقموا عليه التشيع؛ وما كان يغلو فيه، بل كان يحب علياً رضي الله عنه ويبغض مَن قاتله؛ وقد قال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل علياً على أبي بكر وعمر).
وقال الذهبي في (الميزان) (1/ 5 - 6): (فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والاتقان، فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة؟ وجوابه أن البدعة على ضربين:
لسان المحدثين (معجم مصطلحات المحدثين) - (3/ 182)
فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو وتحرق، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق، فلو رُدَّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية؛ وهذه مفسدة بينة.
ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء إلى ذلك؛ فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة.
وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً ولا مأموناً، بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من كان هذا حاله؟ حاشا وكلا.
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب علياً رضي الله عنه وتعرض لسبهم، والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضاً، فهذا ضال معثر).
وقَالَ الذَّهَبِيُّ في (سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (14/ 512) في ترجمة أبي عروبة الحراني: (كُلُّ مَنْ أَحَبَّ الشَّيْخَيْنِ فَلَيْسَ بِغَالٍ، بَلْ مَنْ تَعَرَّضَ لَهُمَا بِشَيْءٍ مِنْ تَنَقُّصٍ فَإِنَّهُ رَافِضِيٌّ غَالٍ، فَإِنْ سَبَّ فَهُوَ مِنْ شِرَارِ الرَّافِضَةِ، فَإِنْ كَفَّرَ فَقَدْ بَاءَ بِالكُفْرِ، وَاسْتَحَقَّ الْخِزْيَ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ فَمِنْ أَيْنَ يَجِيْئُهُ الغُلُوُّ، وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيْثٍ وَحَرَّانِيٌّ؟ بَلَى، لَعَلَّهُ يَنَالُ مِنَ الْمَرْوَانِيَّةِ، فَيُعذَرُ؛ قَالَ القَرَّابُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَة وَثَلاَثِ مِئَةٍ).
لسان المحدثين (معجم مصطلحات المحدثين) - (3/ 183)
وقال ابن حجر في (التهذيب) (8/ 485) في ترجمة لمازة بن زبار الأسدي ما نصه: (وقد كنت أستشكل توثيقَهم الناصبي غالباً وتوهينهم الشيعة مطلقاً، ولاسيما أن علياً ورد في حقه: "لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق"؛ ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا [يعني في الحديث] مقيد بسببٍ، وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغِض، والحب بعكسه؛ وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالباً؛ والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله، تعالى الله عن إفكهم؛ والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار، وأجاب عنه العلماء: [بأنه] إن [كان] (1) بغضهم لأجل النصر (2) كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس؛ فكذا يقال في حق علي أيضاً.
فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الأخبار.
والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن علياً رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة، بزعمهم، ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قُتلت أقاربه في حروب علي).