الغيبة( للنعماني) النص 230 كونه ع ابن سبية ابن خيرة الإماء ..... ص : 228
قلت نعم صحبني رجل من المغيرية قال فما كان يقول قلت كان يزعم أن محمد بن عبد الله بن الحسن هو القائم و الدليل على ذلك أن اسمه اسم النبي ص و اسم أبيه اسم أبي النبي فقلت له في الجواب إن كنت تأخذ بالأسماء فهو ذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي فقال لي إن هذا ابن أمة يعني محمد بن عبد الله بن علي و هذا ابن مهيرة يعني محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن فقال أبو عبد الله ع فما رددت عليه فقلت ما كان عندي شيء أرد عليه فقال أ و لم تعلموا أنه ابن سبية يعني القائم ع.
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 180
عنه عن علي عن بكار عن علي بن قادم «5» عن فطر «6» عن عاصم «1» عن زر بن حبيش «2» عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي «3» يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما «1»
__________________________________________________
(3) لهذا الخبر في مؤلفات العامة و الخاصة و أخبارهم طرق متعددة.
و قوله «اسم أبيه اسم أبي» من الزيادات في بعضها و ليس في بعضها الأخرى.
و قد تعرض له من علماء الفريقين جماعة، و قيل فيه وجوه:
الأول: ما عن كشف الغمة: 2/ 477 قال: أما أصحابنا الشيعة فلا يصححون هذا الحديث لما ثبت عندهم من اسمه و اسم أبيه.
الثاني: ما عن كشف الغمة أيضا ج 2/ 477: و أما الجمهور فقد نقلوا أن زائدة كان يزيد في الأحاديث، فوجب المصير إلى أنه من زيادته، ليكون جمعا بين الأقوال و الروايات.
و قد نقل في كشف الغمة: 2/ 476 بيانا جيدا في تأويل الرواية من بيان الكنجي الشافعي باب 1.
الثالث: ذكره في كشف الغمة أيضا: 2/ 441- 445 نقلا من مطالب السئول: 2/ 85- 88 بيانا مفصلا خلاصته: احتمال أن يكون قوله صلى الله عليه و آله و سلم «و اسم أبيه اسم ابني» أي الحسن عليه السلام. فإن تعبيره صلى الله عليه و آله و سلم عنه بابني، و عنه و عن أخيه الحسين عليهما السلام بابني في نهاية الكثرة في أخبار الفريقين.
فتوهم فيه الراوي فصحف ابني «بأبي».
الرابع: ما في البحار: 51/ 103 أقول: ذكر بعض المعاصرين فيه وجها آخر و هو: أن كنية الحسن العسكري عليه السلام، أبو محمد، و عبد الله أبو النبي صلى الله عليه و آله و سلم كنيته أبو محمد، فتتوافق الكنيتان و الكنية داخلة تحت الاسم، و الأظهر كون «أبي» مصحف «ابني».
الخامس: ما في كشف الغمة أيضا: 2/ 442 نقلا من ابن طلحة من أنه مهد مقدمتين:
الأولى: أنه سائغ شايع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب على الجد الأعلى كقوله تعالى في سورة الحج: 78 ملة أبيكم إبراهيم و قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام في سورة يوسف:-- 38 اتبعت ملة آبائي إبراهيم و إسحاق.
و في حديث الإسراء كما في تفسير القمي: 2/ 9 أن جبرئيل عليه السلام قال: هذا أبوك إبراهيم عليه السلام.
و الثانية: أن لفظة الاسم تطلق على الكنية و على الصفة كما روى البخاري في صحيحه: الجزء 5/ 23 و مسلم أيضا في صحيحه: 4/ 1874 ح 38 و عنهما البحار: 35/ 65.
إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سمى عليا عليه السلام أبا تراب و لم يكن اسم أحب إليه منه، فأطلق لفظ الاسم على الكنية.
ثم قال: و لما كان الحجة الخلف الصالح محمد عليه السلام من ولد أبي عبد الله الحسين عليه السلام، أطلق النبي صلى الله عليه و آله و سلم على الكنية لفظ الاسم إشارة إلى أنه من ولد الحسين عليه السلام، بطريق جامع موجز.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج51 42 باب 4 صفاته صلوات الله عليه و علاماته و نسبه ..... ص : 34
27- ني، الغيبة للنعماني ابن عقدة عن علي بن الحسين عن محمد و أحمد ابنا الحسن عن أبيهما عن ثعلبة بن مهران عن يزيد بن حازم قال خرجت من الكوفة فلما قدمت المدينة دخلت على أبي عبد الله ع فسلمت عليه فسألني هل صاحبك أحد فقلت نعم صحبني رجل من المعتزلة قال فيما كان يقول قلت كان يزعم محمد بن عبد الله بن الحسن يرجى هو القائم و الدليل على ذلك أن اسمه اسم النبي و اسم أبيه اسم أبي النبي فقلت له في الجواب إن كنت تأخذ بالأسماء فهو ذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي فقال لي إن هذا ابن أمة يعني محمد بن عبد الله بن علي و هذا ابن مهيرة يعني محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن فقال لي أبو عبد الله ع فما رددت عليه قلت ما كان عندي شيء أرد عليه فقال لو تعلمون أنه ابن ستة يعني القائم ع.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج51 75 باب 1 ما ورد من إخبار الله و إخبار النبي ص بالقائم ع من طرق الخاصة و العامة ..... ص : 65
اسمي و اسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج51 82 باب 1 ما ورد من إخبار الله و إخبار النبي ص بالقائم ع من طرق الخاصة و العامة ..... ص : 65
14- الحادي و العشرون في ذكر اسمه و بإسناده عن ابن عمر قال قال رسول الله ص لا يذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج51 84 باب 1 ما ورد من إخبار الله و إخبار النبي ص بالقائم ع من طرق الخاصة و العامة ..... ص : 65
الخامس و الثلاثون في قوله ع لا خير في العيش بعد المهدي ع و بإسناده عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول الله تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و يقسم المال بالسوية و يجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمة فيملك سبعا أو تسعا لا خير في العيش بعد المهدي.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج51 86 باب 1 ما ورد من إخبار الله و إخبار النبي ص بالقائم ع من طرق الخاصة و العامة ..... ص : 65
بن عبد الرحمن الفامي بهراة أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمود الطائي أنبأنا عيسى بن شعيب بن إسحاق السجزي أنبأنا أبو الحسن علي بن بشرى السجزي أنبأنا الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري في كتاب مناقب الشافعي ذكر هذا الحديث و قال فيه و زاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج51 86 باب 1 ما ورد من إخبار الله و إخبار النبي ص بالقائم ع من طرق الخاصة و العامة ..... ص : 65
قال الكنجي و قد ذكر الترمذي الحديث في جامعه و لم يذكر و اسم أبيه اسم أبي و ذكره أبو داود و في معظم روايات الحفاظ و الثقات من نقلة الأخبار اسمه اسمي فقط و الذي روى و اسم أبيه اسم أبي فهو زائدة و هو يزيد في الحديث و إن صح فمعناه و اسم أبيه اسم أبي أي الحسين و كنيته أبو عبد الله فجعل الكنية اسما كناية عن أنه من ولد الحسين دون الحسن و يحتمل أن يكون الراوي توهم قوله ابني فصحفه فقال أبي فوجب حمله على هذا جمعا بين الروايات قال علي بن عيسى عفا الله عنه أما أصحابنا الشيعة فلا يصححون هذا الحديث لما ثبت عندهم من اسمه و اسم أبيه ع و أما الجمهور فقد نقلوا أن زائدة كان يزيد في الأحاديث فوجب المصير إلى أنه من زيادته ليكون جمعا بين الأقوال و الروايات.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج51 102 باب 1 ما ورد من إخبار الله و إخبار النبي ص بالقائم ع من طرق الخاصة و العامة ..... ص : 65
و منها ما أخرجه أبو داود و الترمذي رضي الله عنهما بسندهما في صحيحيهما يرفعه كل واحد منهما بسنده إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله ص لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
بحار الأنوار (ط - بيروت) ج51 103 باب 1 ما ورد من إخبار الله و إخبار النبي ص بالقائم ع من طرق الخاصة و العامة ..... ص : 65
أقول: روى السيد بن طاوس في كتاب الطرائف من مناقب ابن المغازلي نحوا مما مر في الباب التاسع إلى قوله و منا و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة روى صاحب كشف الغمة عن محمد بن طلحة الحديث الذي أورده أولا في الباب الثامن عن أبي داود و الترمذي و الحديث الأول من الباب الثاني عن أبي داود في صحيحه و الحديث الأول من الباب السابع عن صحيحي البخاري و مسلم و شرح السنة للحسين بن مسعود البغوي و الحديث الثاني من الباب الأول عن أبي داود في صحيحه و الحديث الثالث من الباب الأول عن أبي داود و الترمذي مع زيادة و اسم أبيه اسم أبي و بدونها و حديث الباب الثالث عن تفسير الثعلبي ثم قال ابن طلحة فإن قيل بعض هذه الصفات لا تنطبق على الخلف الصالح فإن اسم أبيه لا يوافق اسم والد النبي ص ثم أجاب بعد تمهيد مقدمتين.
فإذا قال المعترض نسلم لكم أن الصفات المجعولة علامة و دلالة إذا وجدت تعين العمل بها و لزم إثبات مدلولها لمن وجدت فيه لكن نمنع وجود تلك العلامة و الدلالة في الخلف الصالح محمد ع فإن من جملة الصفات المجعولة علامة و دلالة أن يكون اسم أبيه مواطئا لاسم أبي النبي ص هكذا صرح به الحديث النبوي على ما أوردتموه و هذه الصفة لم توجد فيه فإن اسم أبيه الحسن و اسم أب النبي ص عبد الله و أين الحسن من عبد الله فلم توجد هذه الصفة التي هي جزء من العلامة و الدلالة فإذا لم يثبت جزء العلة فلا يثبت حكمها إذ النبي ص لم يجعل تلك الأحكام ثابتة إلا لمن اجتمعت تلك الصفات كلها له التي جزءها مواطاة اسمي الأبوين في حقه و هذه لم تجتمع في الحجة الخلف الصالح فلا يثبت تلك الأحكام له و هذا إشكال قوي.
فالجواب لا بد قبل الشروع في تفصيل الجواب من بيان أمرين يبنى عليهما الغرض فالأول أنه سائغ شائع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب على الجد الأعلى و قد نطق القرآن الكريم بذلك فقال الله ملة أبيكم إبراهيم «1» و قال تعالى حكاية عن يوسف ع و اتبعت ملة آبائي إبراهيم و إسحاق «2» و نطق ص بذلك النبي ص و حكاه عن جبرئيل ع في حديث الإسراء أنه قال قلت من هذا قال أبوك إبراهيم فعلم أن لفظة أب تطلق على الجد و إن علا فهذا أحد الأمرين.
الأمر الثاني أن لفظة الاسم تطلق على الكنية و على الصفة و قد استعملها الفصحاء و دارت بها ألسنتهم و
وردت في الأحاديث حتى ذكرها الإمامان البخاري و مسلم رضي الله عنهما كل واحد منهما يرفع ذلك بسنده إلى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال عن علي ع و الله إن رسول الله ص سماه بأبي تراب و لم يكن له اسم أحب إليه منه
فأطلق لفظة الاسم على الكنية و مثل ذلك قول الشاعر «3»
أجل قدرك أن تسمى مؤننة و من كناك فقد سماك للعرب
- و يروى و من يصفك فأطلق التسمية على الكناية أو الصفة و هذا شائع ذائع في كلام العرب فإذا وضح ما ذكرنا من الأمرين فاعلم أيدك الله بتوفيقه أن النبي ص كان له سبطان أبو محمد الحسن و أبو عبد الله الحسين ع و لما كان الحجة الخلف الصالح ع من ولد أبي عبد الله و كانت كنية الحسين أبا عبد الله فأطلق النبي ص على الكنية لفظة الاسم لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه و أطلق على الجد لفظة الأب فكأنه ع قال يواطئ اسمه اسمي فأنا محمد و هو محمد و كنية جده اسم أبي إذ هو أبو عبد الله و أبي عبد الله لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته و إعلام أنه من ولد أبي عبد الله الحسين بطريق جامع موجز فحينئذ تنتظم الصفات و توجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد ع و هذا بيان شاف كاف في إزالة ذلك الإشكال فافهمه «1».
قلت رحم الله الشيخ كمال الدين و أثابه الجنة بحثه أولا مع قوم يشاهدون الإمام ع فينكرونه و يدفعون العلائم و الدلالات التي وصف بها و لا يحتاج إلى البحث مع هؤلاء فإنهم إذا رأوه و شاهدوه كان هو ع قيما بإثبات حجته دالا لهم على اقتفاء محجته و إنما البحث معهم في بقائه و وجوده ع فإنهم مجمعون أو أكثرهم على ظهوره و مختلفون في أنه ولد أو سيولد.
و جوابنا لمخالفينا أن القائلين بوجوده قائلون به فلا يحتاجون إلى دليل لما ثبت عندهم من نقل رجالهم عن أئمتهم ع و أما المنكرون لوجوده
__________________________________________________
(1) سيأتي عن الكنجى الشافعى كلام في هذا الحديث و ان الترمذي قد ذكر الحديث في جامعه و لم يذكر: «و اسم ابيه اسم ابى» و ان أبا داود ذكره في معظم روايات الحفاظ و الثقات من نقلة الاخبار «اسمه اسمى» فقط و الذي روى «و اسم أبيه اسم أبى» فهو زائدة و هو يزيد في الحديث، و ياتى كلام المؤلف (ره) أيضا بان أصحابنا الشيعة فلا يصححون هذا الحديث لما ثبت عندهم من اسمه و اسم ابيه عليهما السلام، و اما الجمهور فقد نقلوا ان زائدة كان يزيد في الأحاديث فوجب المصير الى انه من زيادته ليكون جمعا بين الأقوال.
كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج2، ص: 444
فقائلون بإمكانه فقد ترجح جانب الوجود و عبارة كمال الدين فيها طول.
و قال و أما ولده فلم يكن له ولد ليذكر و أما عمره ففي أيام المعتمد على الله خاف فاختفى إلى الآن فلم يمكن ذكر ذلك إذ من غاب و إن انقطع خبره لا توجب غيبته و انقطاع خبره الحكم بمقدار عمره و لا بانقضاء حياته و قدرة الله تعالى واسعة و حكمه و ألطافه بعباده عظيمة عامة و لو رام عظماء العلماء أن يدركوا حقائق مقدوراته و كنه قدره لم يجدوا إلى ذلك سبيلا و لا تقلب طرف تطلعهم إليه حسيرا و حده كليلا و أملى عليهم لسان عجزهم عن الإحاطة به و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
و ليس ببدع و لا مستغرب تعمير بعض عباد الله الصالحين المخلصين و لا امتداد عمره إلى حين فقد مد الله أعمار جمع كثير من خلقه من أصفيائه و أوليائه و من مطروديه و أعدائه فمن الأصفياء عيسى ع «1» و منهم الخضر ع و خلق آخر من الأنبياء ع طالت أعمارهم حتى جاز كل واحد منهم ألف سنة أو قاربها كنوح ع و غيره.
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام (16/ 1)
تأليف: الشيخ
علي الكوراني العاملي
3 ـ أضافوا الى النص النبوي: واسم أبيه إسم أبي؟
والد الإمام المهدي هو الإمام الحسن، المعروف بالعسكري عليهما السلام لأن الخلافة فرضت عليه وعلى أبيه الإمام الهادي عليهما السلام الإقامة الجبرية في عاصمتها سامراء وكان إسمها العسكر، فعرف كل منهما باسم: العسكرييْن.
لكن المعروف عند أتباع المذاهب السنية أن إسم المهدي إسم النبي صلى الله عليه وآله وإسم أبيه عبد الله، على اسم والد النبي صلى الله عليه وآله.
وقد جاءهم ذلك من مدعي المهدية لمن إسم أبيه عبدالله، ومن أقدمهم المهدي الحسني محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى، والمهدي العباسي محمد بن عبدالله المنصور الدوانيقي!
وقد تعصب لهذه الزيادة أتباع ابن تيمية، وزادوا عليها إلغاء كافة الأحاديث التي تنص على أن المهدي عليه السلام من أولاد علي وفاطمة عليهما السلام، ليفسحوا المجال بذلك لمهديهم محمد بن عبدالله غير الهاشمي!
مثلاً، قامت حركة محمد بن عبدالله العتيبي في مطلع القرن الخامس عشر عام 1400هجرية على ادعاء أنه هو المهدي الموعود، وسيطر على الحرم المكي لعدة أيام وكان قائده العسكري أخ زوجته جهيمان، ودعا المسلمين الى بيعة صهره المهدي محمد بن عبدالله العتيبي! وقد قتل هذا المهدي المسكين وصهره ولم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً!
ثم ادعى السلفيون المهدية لشخص آخر من بريدة إسمه محمد بن عبدالله، مازال حياً، ولعله من قبيلة هوازن، وزعموا أن فيه صفات الإمام المهدي عليه السلام وأخذوه الى مفتيهم الأكبر ابن باز وكلمه وامتحنه فأعجبه ووافقهم على انطباق الصفات عليه وتمنى له التوفيق! وقد نشرت هذا الخبر مواقعهم قبل نحو سنتين من وفاة شيخهم ابن باز، ولم نقرأ عن مهدي بريدة بعد ذلك إلا أنهم أخذوه الى الشيشان وأفغانستان لتنطبق عليه الرواية الصحيحة عندهم أنه يخرج من المشرق!
لكن الصحيح أن الإمام المهدي عليه السلام يخرج من مكة، ومعنى يبدأ أمره من المشرق: تبدأ حركة أنصاره الممهدين أصحاب الرايات السود وأهل المشرق.
ويظهر أن أصل هذه الزيادة من نص نسبه الراوي الى عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهلي، يواطئ اسمه إسمي، واسم أبيه إسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. ورواه ابن حماد:1/367، وابن أبي شيبة:15/198، والطبراني في الأوسط:2/135، والداني/94، والعلل المتناهية:2/856، وتاريخ البغدادي:5/391، بتفاوت في رواياتهم لكن فيها كلها: واسم أبيه إسم أبي. ورواها غيرهم وغيرهم.
لكنها لم ترد في مصادر أساسية معتمدة عندهم! ففي مسند أحمد:1/376 بروايتين عن زر بن حبيش، عن عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لاتنقضي الأيام ولايذهب الدهر حتى يملك العرب... وليس فيه: واسم أبيه إسم أبي. وفي الروض الداني على المعجم الصغير:2/290، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لاتذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً. ومثله جامع الأحاديث للسيوطي:7/264، بروايتين عن أبن مسعود أيضاً، ولفظهما: لاتذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي. ومسند البزار:5/225، وزين الفتى:1/382، وأبو داود:4/106، بثلاثة أسانيد أخرى عن عبد الله ابن مسعود، وليس فيها: إسم أبيه إسم أبي. والترمذي:4/505، كرواية أحمد الثانية، والطبراني الكبير:10/166، والداني/98، كأبي داود بتفاوت، عن عبد الله بن مسعود. ومصابيح البغوي:3/492، وجامع الأصول:11/48، بدون: إسم أبيه إسم أبي. والإعتقاد للبيهقي/173، رواه عن علي بدونها، ثم قال: ورواه عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله: وذكر فيه: يواطئ اسمه إسمي واسم أبيه إسم أبي.
وقد نقد بعض كبار علمائهم هذه الزيادة كالشافعي في البيان/482، قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري في كتاب مناقب الشافعي ذكر هذا الحديث وقال فيه: وزاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً مني، أو من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي واسم أبيه إسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. قلت: وذكر الترمذي الحديث ولم يذكر قوله واسم أبيه إسم أبي.
وقال في مشكاة المصابيح:3/24: رواه الترمذي وأبو داود وليس فيه واسم أبيه إسم أبي، وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار اسمه إسمي فقط، والذي رواه إسم أبيه إسم أبي فهو زائدة وهو يزيد في الحديث. والقول الفصل في ذلك أن الإمام أحمد مع ضبطه وإتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع واسمه اسمي.
وقال السلمي في عقد الدرر/27: أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا، وليس فيه: واسم أبيه إسم أبي.انتهى.
أقول: يوجد عدة رواة إسم كل منهم زائدة وبعضهم ابن أبي زائدة، ولم أصل الى تحديد زائدة الذي زاد واسم أبيه إسم أبي.وأشهرهم زائدة بن قدامة ولاينطبق عليه كلامهم، ولعلهم يقصدون: زائدة مولى عثمان بن عفان، روى عن سعد بن أبي وقاص وروى عنه أبو الزناد، وقال عنه أحمد: حديثه منكر.الجرح والتعديل للرازي:3/611 وكامل ابن عدي:3/228.
وفائدة تعيينه معرفة حاله وصلته بمدعي المهدية الذين كذب لحسابهم كمعاوية وموسى بن طلحة، ومن بعدهما من العباسيين والحسنيين.
ومع شهادتهم بأن الزيادة موضوعة، لا تبقى حاجة لمحاولة بعضهم تأويلها كالشبلنجي والأربلي والهروي والنوري والمجلسي وغيرهم، حيث قالوا ربما ربما كان أصلها: واسم أبيه إسم نبي، أو إسم ابني أي الحسن، ثم صحفت كلمة نبي أو ابني بأبي، ولكن ذلك كله تكلف بعد طعنهم بزائدها!
هذا، وقد يستشكل على بعض علماء الشيعة بأنه أورد هذه الزيادة في بعض ما رواه، لكن ذلك دليل على أمانته في النقل، كالطوسي وابن طاووس وغيرهم، فقد روى ابن الشيخ الطوسي رحمه الله في أماليه:1/361، بسنده عن أبيه رحمه الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبي صلى الله عليه وآله الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ففتح الله عليه. وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة. وقال له.... في حديث طويل جاء فيه: ثم بكى النبي صلى الله عليه وآله فقيل: مم بكاؤك يارسول الله؟قال: أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده. وأخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً والكاره لهم ذليلاً، وكثر المادح لهم. وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد والإياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم منهم. فقيل له: ما اسمه؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: إسمه كإسمي، واسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي، يظهرالله الحق بهم، ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف منهم. قال: وسكن البكاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج فإن وعد الله لايخلف وقضاءه لايرد وهو الحكيم الخبير، فإن فتح الله قريب. اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. اللهم أكلأهم وارعهم، وكن لهم وانصرهم وأعنهم وأعزهم ولاتذلَّهم واخلفني فيهم، إنك على كل شئ قدير. ومناقب الخوارزمي/23.
أقول: فلا يُتوهم أنهما يؤيدان هذه الزيادة، فقد نصّا كغيرهم من علمائنا على أن إسم أبيه الإمام الحسن العسكري عليهما السلام، بل هو من ضرورات مذهبنا.
على أن امثال هذه الزيادة في الشاذ من رواياتنا قد تكون من رواة من غير مذهبنا، وبعضهم استبصر وبقي تأثره برواياتهم فتسرب الينا من روايته!